اقلام واراء حماس 420
31/8/2013
تصريحات النائب عزام الأحمد
المركز الفلسطيني للإعلام ،، فلسطين أون لاين ،، حسن أبو حشيش
|
مشروع وطني فلسطيني بدون حركة فتح!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، عزالدين أحمد ابراهيم
|
الكيماوي وتداعياته
فلسطين الآن ،،، أحمد نوفل
|
الحرب على سوريا .....بين المصالح والملامح
فلسطين أون لاين ،،، عادل ياسين
|
مخيمي قلنديا وعسكر وسلطة فتح
الرسالة نت ،،، ابراهيم المدهون
|
التعاون الأمني الأميركي – المصري مستمر
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين،، نقولا ناصر
|
ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، مجدي داود
|
|
تصريحات النائب عزام الأحمد
المركز الفلسطيني للإعلام ،، فلسطين أون لاين ،، حسن أبو حشيش
لتأكيد المعلومة نقول إن السيد عزام الأحمد هو واحد من أبرز قيادات حركة فتح، ورئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي، ومسئول ملف المصالحة فيها، وحلقة الوصل مع حركة حماس. تابعت تصريحاته الأخيرة حول العديد من القضايا المحلية والعربية، واستوقفتني الكثير من المعلومات التي نعيشها وندركها ونعرفها جيدا، حيث استعرضها بشكل منافٍ للحقيقة وللواقع.
في هذا المقال أعارضه سياسيا ومعلوماتيا، وأنتقده من الزاوية العامة التي يمثلها السيد الأحمد وليس من باب الشخصنة،حيث لا علاقة من قريب أو بعيد لي به إلا من خلال عمله العام. عزام الأحمد في هذه التصريحات أعلن بشكل قاطع أن المسئولية التامة والكاملة عن تعثر المصالحة تقع على حركة حماس، ولم يتطرق من قريب أو بعيد لمسئولية حركة فتح، موحيا بالأبيض والأسود، والجنة والنار، وبالليل والنهار، وبالاتهام والبراءة، بالطبع كل شيء سلبي هو موقف حماس وكل شيء وردي وإيجابي هو لحركة فتح، حيث سلط الضوء على " القذى" في عين حماس، وعتم على جذع الشجرة في عين فتح، وهذه من أخطر سقطات مخاطبة الرأي العام،ومن مظاهر التضليل وعكس الحقائق.
كذلك عين نفسه ناطقا باسم حماس، يتحدث باسمها، ويُقرر عنها، ويدعي أنه يعرف أكثر من بعض قياداتها،حيث أعلن أن حماس وافقت ووقعت وفوضت عباس لإجراء مفاوضات وبقية الفصائل كالجهاد والشعبية تحفظت، وهذا في مايو 2011م في القاهرة، وفي قوله اعتماد على نصف العدسة ونصف الحقيقة كـ"لا تقربوا الصلاة"، هو اجتزأ بعض عبارات خالد مشعل ضمن اتفاق كامل وشامل،وينص على أن منظمة التحرير هي مرجعية المفاوضات التي هي من اختصاصات عباس، لكن بعد أن يُعاد تشكيلها لتصبح ممثلا لكل الشعب الفلسطيني، هذا العور السياسي في كلامه لا يليق بنائب تشريعي، الأصل أن يكون مؤتمنا على رأي وهموم وتطلعات الشعب، لا أن يقوم بتحوير المواقف، وقص العبارات حسب هواه،ولم ينقل الأحمد تصريحات حماس على لسان كل قياداتها وبياناتها الرسمية أنه لا تفويض لعباس ولا لغيره في تمثيل الشعب الفلسطيني، أم أنه لم يقرأ ولم يطلع ولم يعرف.
هذا موقف يونيو2013م بمعنى أنه ينسخ ما قيل في مكة 2008م وفي القاهرة 2011م والتي جاءت ضمن تفاهمات رزمة واحدة ، ولعل الأخطر والأهم في تصريحاته هو قوله : سنُقوض وننهي الانقسام بعد 14-8 بدون مشاركة حماس بعد رفضها لكل الحلول التي اقترحتها فتح دون أن يُوضح للشعب ماهي الاقتراحات التي أعلنتها فتح لتحقيق المصالحة، وحول الآلية أكد أنها ليس بالعنف، ولا بالاستعانة بالاحتلال، ولا بالاستعانة بالدبابات المصرية رغم أنه أبدى استعداده لدخول غزة على ظهر دبابة مصرية لكنه أكد أن مصر لن تُقدم على هذه الخطوة، وبلا إجراء انتخابات لأنها غير ممكنة وغير ميسرة، إذن لم أفهم كمشاهد ما الذي يريده؟، حتى عندما سأله مدير الحوار عن بعض الأصوات التي تطالب بالحراك ضد غزة أعلن أنه لا علاقة لهم بفتح، لكنه يدعو ويؤيد ذلك... إذن هو يطالب بالفوضى والفلتان في غزة، وعلى ما يبدو أن السيد النائب لم يقرأ تصريحات زميله النائب الفتحاوي حسام خضر عن حال الشعب في الضفة الغربية، ولم يشاهد قمع المسيرات والشهداء، وتدهور الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي.
وأختتم مقالي بإعلان الأحمد أنه نصح حماس بعدم دعم مرسي والتدخل بالشأن المصري، وبعد أن أعلن بوضوح إعجابه بالإعلام المصري الذي يشيطن قطاع غزة ومقاومته وحكومته، ويستدل بمضمونه على تورط حماس في الشأن المصري...بعد كل هذه الهبوط السياسي ناقض نفسه وقال إنه على استعداد أن يخرج في مسيرة تأييد لقائد الجيش المصري السيسي،بالتأكيد هذا بعد قومي وديني وأخلاقي وليس تدخلا في الشأن المصري!!! بعد استعراض بعض مقتطفات من تصريحات الأحمد... أترك تقدير الأمر للقارئ.
ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، مجدي داود
فتح استخدام نظام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية مؤخرا الباب على مصراعيه لكافة الاحتمالات الممكنة للتدخل الغربي بما فيها التدخل بعملية عسكرية، فقد ظن الأسد ومن حوله أنه لا حساب لما يفعله، وأنه ناج من كل تلك الجرائم، فقرر أن يذهب إلى أبعد مدى في تلك الحرب غير المتكافئة، متجاهلا نواميس الكون وحقائق التاريخ، فما من ظالم إلا وله نهاية، وما من متجبر إلا وله قاصمة ظهر، وكم من متغطرس قصمت ظهره "قشة" فلم يعد له ذكر في العالمين إلا بالشر والسوء.
جاء استخدام الكيماوي مؤخرا ليعطي للولايات المتحدة المبرر للتدخل العسكري المباشر في سوريا، متى قررت ذلك، سواء قبل بذلك مجلس الأمن الدولي أو رفض، وسواء قبلت الدول العظمى الحليفة لنظام الأسد أم لا، فلا قيمة الآن للفيتو الروسي والصيني.
ومن العجيب أن يقوم نظام الأسد باستخدام الكيماوي بشكل فج في الغوطة بريف دمشق، بعد نحو شهر من نشر خطاب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارتن ديمبسي موجه للسيناتور "كارل ليفن" رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، تضمنت خمس خيارات للتعامل مع الأزمة السورية، وهي كما يلي:
1. تدريب وتقديم المشورة ومساعدة المعارضة المسلحة، حيث يتم نشر عدة مستشارين أمريكيين، لتدريب الثوار السوريين في مهام مثل التخطيط التكتيكي واستخدام أسلحة، مشيرا إلى أن شر عدة آلاف من المستشارين قد يكلف 500 مليون دولار سنويا، مع مساحة خلفية آمنة مثل تركيا والأردن.
2. تنفيذ ضربة عسكرية محددة، تستهدف أهداف النظام "عالية القيمة" مع القنابل والصواريخ والذخائر المدفعية، مشيرا إلى أن هذا الخيار يتطلب عدة مئات من الطائرات وتوظف المطلقة للصواريخ السفن البحرية، وأعرب عن اعتقادة بأن هذا الخيار يضعف النظام من خلال تدمير جيشها وتستنزف أخلاقيا ذلك عن طريق زيادة فرار عناصره، متوقعا أن تواجه القوات الأميركية هجمات انتقامية، كما أن الهجمات الأمريكية يمكن أن تقتل المدنيين.
3. إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا، لمنع النظام من استخدام طائراته لمهاجمة الثوار ونقل الأسلحة، وهو ما قوات برية كبيرة لحماية القواعد الجوية وتكاليف أكثر من 1 مليار دولار شهريا.
4. إنشاء المناطق العازلة وذلك للمساعدة في حماية المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وهو ما يتطلب على الأرجح قوات برية في سوريا، وحدد ديمبسي منطقة الحدود بين سوريا وتركيا كمكان المرجح لاقامة المنطقة العازلة، ولكنه أبدى خشيته من أن تتحول تلك المناطق العازلة قواعد لمن وصفهم بـ"المتطرفين"، مشيرا إلى أن تكلفة هذا الخيار ستكون عدة مليارات في الشهر.
5. التحكم في الأسلحة الكيميائية، بمعنى العمل على حرمان النظام ومن وصفهم بـ"الإرهابيين" من أسلحة الدمار الشامل، من خلال قصف المخزونات الكيميائية لنظام الأسد، ثم الدفع بالقوات البرية لتأمين "المواقع الحرجة"، وهو الخيار الذي يكلف أكثر من مليار في الشهر.
ليس من بين خيارات ديمبسي الخمسة السابقة هذه، توجيه ضربة قاضية لنظام الأسد، وهو ما يكشف عن أهداف التدخل المرتقب، بغض النظر عن استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية، فهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الأسلحة الكيماوية، فقد سبق وأن استخدمها دون أن يتحرك ذلك الضمير.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن كل التقديرات والتصريحات المتواترة الآن والأحداث المتسارعة، تشير إلى أن الولايات المتحدة عازمة بشكل شبه مؤكد على القيام بعملية عسكرية في سوريا، فثمة تراجع مريب في الموقف الروسي وبدء سحب أسطولها البحري المتواجد في ميناء طرطوس السوري على البحر المتوسط، وتسريبات من الصحافة الصهيونية –مثلما حدث قبيل ضرب العراق عام 2003- عن توجيه ضربة عسكرية وشيكة لسوريا، واجتماع قادة 10 جيوش عربية وغربية في الآردن قبل يومين، وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي، كل ذلك يصب في أن الضربة وشيكة لا محالة.
لكن ما هي أهداف هذا التدخل العسكري الوشيك؟!
من السذاجة أن يظن البعض أن هذا التدخل العسكري الوشيك إنما هو رد فعل على استخدام الأسلحة الكيماوية، أو لسقوط أكثر من ألف شهيد بسبب استخدام السلاح الكيماوي، فقد سقط أكثر من 100 ألف شهيد على أقل التقديرات منذ مارس 2011 حتى الآن، ولم يتحرك العالم الغربي لنصرة الشعب السوري أو لإزاحة النظام الأسدي، كما ارتكب النظام مجازر فادحة لا تقل في جرمها واختراقها للقيم الإنسانية والقوانين الدولية عن مجزرة الغوطة شيئا.
أن التطور الجديد على الأرض الذي تخشاه الولايات المتحدة وحلفاؤها، وما كانت ترغبه ولا تتمناه، هو الظهور القوي للجماعات الجهادية، مثل جبهة النصرة وغيرها، هذه الجماعات التي بدأت تحقق نفوذ كبير في الأراضي السورية، وتسيطر على الكثير من المناطق المحررة، ومن بينها مناطق قريبة من منطقة الجولان المحتلة، بل إنها قد وصلت بالفعل إلى حدود الجولان في بعض المناطق قبل أن تستردها قوات الأسد مرة أخرى.
إن وجود الجماعات الجهادية في سوريا هو أمر شديد الخطورة بالنسبة للولايات المتحدة، لأنها تخشى أن تصبح سوريا قاعدة تتمركز فيها الجماعات الجهادية، وهي بقربها من العراق ودول الخليج الأخري –من خلال العراق أو الأردن- قادرة على توجيه ضربات قوية للمصالح الأمريكية في المنطقة وخاصة المصالح النفطية أي أنها قادرة على استهداف "عصب الولايات المتحدة"، كما أن تمركز الجماعات الجهادية في سوريا يمثل خطورة بالغة على أمن الكيان الصهيوني، والولايات المتحدة ملتزمة التزاما كاملا بأمن الكيان الصهيوني، ومستعدة للقيام بأي شئ لحفظ أمن ذلك الكيان الغاصب.
في الوقت ذاته فإن الولايات المتحدة تدرك أن النظام الأسدي ساقط لا محالة، وأنها إن لم تتدخل وتشارك في عملية إسقاطه فلن يكون لها سيطرة على مجريات الأمور في سوريا ما بعد الأسد، خاصة في ظل وجود تلك الجماعات الجهادية التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها "جماعات إرهابية"، وبالتالي فهي تريد أن يكون لها مساهمة معروفة في إسقاط ذلك النظام، حتى تستطيع أن تمكن من تريد من إدارة سوريا بعد الأسد، حتى لا يشب عن الطوق ولا يخرج على رأي ورغبة الإدارة الأمريكية.
يتضح من ذلك ملامح العملية العسكرية المزمع تنفيذها في سوريا، وهي:
1. توجيه ضربة عسكرية محدودة لنظام بشار الأسد، ضربة قوية لكنها غير قاضية، تسرع من عملية إسقاطه ولكن ليس بالشكل المطلوب، ضربة تشل أركان النظام عن استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، وتستهدف الأهداف العالية القيمة كما ذكر الجنرال مارتن ديمبسي في خطابه، ربما تشمل المطارات العسكرية وقواعد الصواريخ المهمة، كما قد تشمل العملية إدخال بعض القوات للسيطرة على مخازن الأسلحة الكيماوية، وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عن تدريب عناصر أردنية لهذا الغرض.
2. توجيه ضربات قوية وموجعة للتيارات الجهادية المتواجدة في سوريا، بهدف إضعاف هذه التيارات، والتقليل من سيطرتها على المشهد الثوري، وسيطرتها على الكثير من المناطق المحررة، وذلك من خلال استهداف بعض قياداتها وتجمعاتها في المناطق المحررة الخاضعة تحت سيطرتها، واستهداف مخازن السلاح التابعة لها، وذلك كله من خلال عملائها المتواجدين على الأرض، وذلك مثلما قصفت الولايات المتحدة جماعة "أنصار الإسلام" في كردستان العراق، التي كانت تتهمها بالإرهاب والانضمام لتنظيم القاعدة، قبيل الغزو الأمريكي للعراق مباشرة.
من خلال ذلك، يمكن للولايات المتحدة تحقيق أهدافها في سوريا، فتوجيه ضربة قوية لنظام الأسد، ستجعل الكثير من أركان نظامه يفرون ويتركونه، خاصة بعد أن أعلنت روسيا أن جيشها لن يقاتل عن أحد، وأن زمن الدفاع عن الآخرين والحرب لأجلهم قد ولى، كما أن رد الفعل الإيراني لن يكون أبدا على مستوى عنترية التصريحات الإيرانية خلال العامين الماضيين، وكذلك حزب الله في لبنان، كما سينشق الكثير من القيادات الميدانية والضباط والجنود، وبذلك يكون لها دور في إسقاط النظام الأسدي، تستغله فيما بعد.
ولا شك أن إضعاف النظام الأسدي، دون القضاء عليه، يعني إطالة أمد المعركة، حتى ينتهي النظام الأسدي بعد تخلي معظم قواته عنه، في المقابل ستكون الجماعات الجهادية والوطنية الخالصة قد ضعفت أيضا وتأثرت بالضربات الأمريكية التي وجهت لها، ولا يبقى إلا بعض القوى غير القادرة على حسم الصراع، فيأتي الساسة الذين تربطهم بالولايات المتحدة والغرب، علاقات مشبوهة بطريقة أو بأخرى، فتنصبهم الولايات المتحدة –بشكل خفي- حكاما لسوريا، يكونون يدها التي تحكم بها سوريا عن بعد.
مشروع وطني فلسطيني بدون حركة فتح!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، عزالدين أحمد ابراهيم
عندما تأسست حركة فتح في ستينات القرن الماضي، كانت الفكرة الأساس التي قامت عليها الحركة -بحسب قادتها الشهداء التي قرأناها في أدبياتهم وسيرهم الذاتية- هي ايجاد اطار وطني فلسطيني خالص، بعيدا عن توجيهات الأنظمة العربية التي ثبت فشلها في تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني.
واليوم، ونحن نرى ان حركة فتح باتت جزءا لا يتجزأ من النظام العربي الرسمي الذي تهاوى جزء منه تحت اقدام الثائرين العرب، نتساءل فلسطينيا عن مسقبل القضية الفلسطينية في ظل هذه التطورات المتلاحقة، وعن مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني في ظل بقاء أنظمة عربية تقمع شعوبها ولا تتورع عن ارتكاب المجازر بحقهم وتنقلب دمويا على خياراتهم.
حركة فتح التي أطلقت شرارة الثورة الفلسطينية أضحت اليوم وبلا مواربة ذراعا لأنظمة الفساد العربية لتصفية ما تبقى من قضية الشعب الفلسطيني ومقاومته، فتقزمت فلسطين من بحرها لنهرها إلى دولة على حدود عام 67، فسيطرة أمنية على بعض المناطق، وصولا إلى جدل حول فكرة تبادل الأراضي، وليس انتهاء باستجداء لتجميد الاستيطان هنا او هناك.
بل إن اختلالا كبيرا طرأ على المفاهيم الوطنية التي تغنت بها الاجيال، فأصبحت المقاومة المسلحة في نظر "الفتحاويين الجدد" عبثا، والتنسيق الأمني مع الاحتلال ضرورة من ضرورات "الدولة"، وتقزمت المقاومة بنظرهم إلى غضن الزيتون والشموع، لا نقول ذلك تجنيا فالشواهد كثيرة، غير أن ثمة من يكابر في حركة فتح ويصر على التغني بماض مشرق حوله قادتها لواقع كئيب ومستقبل مظلم.
موقف حركة فتح من الربيع العربي ووقوفها حركة وسلطة ضد خيارات الشعوب التي خرجت ضد طغاتها ينسف ما قامت عليه الحركة لنصرة قضية ظلمت وما تزال من أنظمة قدمت مصلحتها الشخصية على قضية الأمة المركزية، حتى باتت الحركة تدور في فلك هذه الأنظمة حتى باتت هي نفسها تنفذ ما تقوم به الحكومات العربية من قمع وكبت للحريات ومحارية لكل رأي معارض.
أين هو شعار التحرر الوطني الذي ترفعه فتح وهي تؤيد قتلة وانقلابيين سلبوا خيارات شعوبهم ولم يتورعوا عن سفك دمائهم، وهي تعرف قبل غيرها انها أنظمة لم ولن تقدم شيئا لفلسطين سوى المزيد من التواطؤ والتخاذل عن نصرة القضية ومقدساتها التي تستباح؟!
هذا كله يدفعنا للتساؤل عن المشروع الوطني ومستقبله في ظل وجود حركة فتح التي تتفرد بالقرار الفلسطيني بحكم الأمر الواقع وبحكم دعم أمريكي وعربي رسمي لها، عن أي مشروع وطني نتحدث ورئيس "دولة فلسطين" يتعهد لقادة الاحزاب الاسرائيلية بعدم العودة لحيفا ويافا وعكا وصفد؟ أين هو المشروع الوطني في ظل حركة تتخذ موقفا عدائيا من شعوب خرجت ضد أنظمة القمع وفلسطين حاضر في كل مظاهرة أو مسيرة يخرجون فيها؟!
الشراكة السياسية في أي نظام سياسي يكون متاحا للجميع على قاعدة الثوابت والقيم الوطنية التي يتفق عليها أبناء الوطن الواحد، وفي الحالة الفلسطينية ما هو الثابت الذي بقي ولم تتنازل عنه حركة فتح وسلطتها، أين هو الكفاح المسلح الذي أطلقته فتح؟ اين هي فلسطين من بحرها لنهرها؟ أين هي محاربة الاستعمار والصهيونية التي دفع آلاف من أبناء فتح دماءهم؟!
ونحن نتحدث عن مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني لا بد ان نتساءل عن المشاركين في صنعه او الداعين له، هل يصنع المشروع الوطني من يعتبر مقاومة المحتل عبثا، وتاريخ طويل من المقاومة الملحمية خرابا ووبالا، وهل يصنعه من يسارع إلى مصالحة عدوه ويتلكأ ويماطل في مصالحة شريكه في الدم ورفيقه في السلاح؟!
يا سادة نحن لا ندعو إلى إقصاء أحد من أي حراك وطني حقيقي ينهي الاحتلال ويعيد الحق لأصحابه، اذ أثبتت التجربة أن العمل على الميدان وطني يتسع للجميع، وضربت أروع الأمثلة في وحدة الصف خلال مقاومة الاحتلال في الانتفاضتين الأولى والثانية والعداونين الاخيرين على غزة ، ولكن بالضرورة نحن ندعو لاقصاء من يسعى لشرعنة الاحتلال، وتثبيت أركانه تحت مسميات متطلبات السلام والتنسيق الأمني وإرداة المجتمع الدولي!
الكرة الآن في ملعب الفصائل الفلسطينية، والتي احسنت اذ خرجت في اعقاب استئناف جلسات التفاوض بين السلطة والكيان وأعلنت موقفا رافضا لها، غير أن هذا الموقف لا يكفي ان لم يقترن بخطوات عملية، إذ لا بد من الوصول إلى صيغة جديدة تنهي احتكار حركة فتح للقرار الفلسطيني من خلال تصعيد الخطاب السياسي ضد كل المفرطين وصولا لإطار جامع للعمل الوطني، يمكن لحركة فتح الانضواء تحت مظلته إذا عادت لرشدها ولما قامت عليه أصلا من أفكار وقيم وطنية نبيلة.
لم يعد مقبولا ان تواصل حركة فتح العبث بمصير الشعب الفلسطيني والمتاجرة بدماء أبنائه بمباركة من فصائل مجهرية تنافقها بحثا عن مكاسب شخصية وفئوية تضمن استمراريتها في المشهد السياسي الفلسطيني بعد ان نفد رصيدها الوطني والنضالي منذ عقود.
التغير المتسارع في المنطقة، والتطورات المتلاحقة في العالم ومحاوره، كل هذا يفرض على الفلسطينيين عامة وفصائلهم الحية خاصة الالتقاء على الثوابت الواضحة، والعمل سويا للوصول إلى مشروع وطني شامل وجامع يعيد للقضية الفلسطينية بريقها وحضورها، كما يفرض على البعض الفلسطيني ايضا الخروج من قمقم "الرصاصة الأولى" التي حولّها الورثة إلى ديكور مكون من شرطي بهرواة و علم ونصف كرسي في المحافل الدولية، ظنا منهم أن الدولة قد قامت والتحرير قد تحقق!.
التعاون الأمني الأميركي – المصري مستمر
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين،، نقولا ناصر
بعد تقارير الأخبار عن استعدادات غربية بقيادة أميركية لشن عدوان عسكري وشيك على سوريا، أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن مصر "لن تشارك في توجيه أي ضربة عسكرية" لسوريا "وتعارضها بقوة" بينما راجت أنباء إعلامية غير مؤكدة أقرب إلى الشائعات تفيد بأن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي منع مرور السفن الحربية الأميركية من المرور في قناة السويس وأعلن التزام مصر باتفاقية الدفاع المشترك بينها وبين سوريا.
وبالرغم مما تثيره مثل هذه الأنباء، المؤكد وغير المؤكد منها، من آمال مستقرة في الوجدان العربي الشعبي في أن تعود مصر فعلا إلى لعب دورها القيادي في الدفاع عن الأمة فإن "الجذور العميقة" للعلاقات الأميركية المصرية التي أرستها اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 تبقيها مجرد أمنيات يحتاج تحقيقها إلى ثورة جذرية تغير النظام ولا تقتصر على تغيير رؤوسه ورموزه.
بعد ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني / يناير عام 2011، وفي المدى القصير "المباشر لمدة أربع أو خمس سنوات"، سوف يستمر "التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وبين مصر بينما يخطط قادة مصر الجدد للالتزام بمعاهدة السلام" مع دولة الاحتلال الإسرائيلي "بالرغم من السلام البارد" معها.
كانت هذه هي خلاصة دراسة من سبعين صفحة تغطي عام 2011 كتبتها سوزان اس. فوجلسانج، وزارة الخارجية الأميركية، بعنوان "التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وبين مصر بعد ثورة مصر في يناير 2011" التي أقرت نشرها في نهاية العام ذاته مدرسة الدراسات العسكرية المتقدمة بكلية القيادة والأركان العامة لجيش الولايات المتحدة في فورت ليفنوورث بولاية كنساس، منوهة إلى أن الآراء والاستنتاجات والتوصيات الواردة فيها لا تمثل وجهة نظر رسمية لها أو لغيرها من وزارات ووكالات الحكومة الأميركية.
وتخلص الدراسة إلى ان "التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وبين مصر سوف يصمد" بعد الثورة لأن "القيادة العسكرية المصرية لم تتغير" ولأن "القيادة السياسية المسيطرة" من المرشحين للرئاسة والأحزاب "يؤيدون المعاهدة" مع دولة الاحتلال.
وتحاول الدراسة الإجابة عن سؤال: "هل يمكن للتغييرات في القيادة الناتجة عن ثورة يناير 2011 في مصر أن تقتلع جذور ثلاثين سنة من التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ومصر؟".
تجيب الدراسة عن سؤالها الأساسي بأن سياسات الطرفين يمكن أن تسبب تغييرا في التعاون الأمني بينهما لكن "على الهوامش" فقط، و"فقط إذا ألغت مصر اتفاقيات كامب ديفيد يمكن للثورة أن تتلف الجذور العميقة للتعاون الأمني بين البلدين"، و"فقط انتهاك معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وفقا لاتفاقيات كامب ديفيد يمكنه أن ينهي على نحو مفاجئ التعاون الأمني" المصري مع الولايات المتحدة.
و"الجذور العميقة" "لـلمصالح الاستراتيجية" التي نجمت عن التعاون الأمني هي جذور"عميقة إلى حد يستحيل قلعها ما لم يحدث تغيير درامي مثل أي رد مصري على أي هجوم إسرائيلي على غزة".
وتحذر الدراسة من أن "أي محاولات" مثل عرض المعاهدة مع دولة الاحتلال على "استفتاء عام في مصر" يمكنه أن "يعرض للخطر حرمة المعاهدة، ويهدد التعاون الأمني" مع الولايات المتحدة.
وهذا "التعاون الأمني" بين البلدين، حسب الدراسة، يضرب "جذوره في اتفاقيات كامب ديفيد ويدعم على حد سواء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والمصالح الاستراتيجية الرئيسية الأخرى للولايات المتحدة ومصر. فالولايات المتحدة تكسب طريق وصول استراتيجية إلى منطقة الشرق الأوسط من خلال التعاون الأمني، وتحمي القوات المسلحة المصرية قوتها الاقتصادية".
كما توضح بان "الولايات المتحدة تود أن ترى مصر ناشطة في معارضة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس، ويشمل ذلك حدودا مغلقة مع غزة".
و"يبدو استمرار دعم إدارة (الرئيس باراك) أوباما لمصر" بعد الثورة "مؤشرا إلى استعداد لرؤية مصر تعدل دورها في المنطقة بإظهار قدر أكبر من الاستقلال عن الولايات المتحدة في السياسة الخارجية واصطفاف أكثر مع السياسة العربية. وربما يكون السبب أنه بينما يساعد التعاون الأمني في الحفاظ على السلام بين إسرائيل وبين مصر، فإنه سيكون لهذه الاستقلالية والاصطفاف العربي قيمة استراتيجية أوسع للقوات المسلحة الأميركية".
وتستدرك الدراسة: لكن "حتى لو كان تحول مصر نحو جيرانها العرب تحولا حقيقيا ... فإنه لن يصبح تحولا راديكاليا بمائة وثمانين درجة. فهذا التحول لن يذهب ببساطة إلى حد إلغاء المعاهدة بين مصر وإسرائيل وتهديد التعاون الأمني" مع الولايات المتحدة.
وتذكر الدراسة في هذا السياق بأن "نظام (الرئيس الأسبق حسني) مبارك تعامل مع الاعتماد على التعاون الأمني للولايات المتحدة بالتكرار المستمر لدعمه فلسطين بينما كان يدعم الولايات المتحدة الحليف الأفضل لإسرائيل".
وتظل القوات المسلحة المصرية ضمانة أساسية لاستقرار مصر وأمنها كما تقول الدراسة، لكنها تظل أيضا ضمانة لاستمرار التعاون الأمني، وإذا كانت القوات المسلحة "تسيطر على دائرة الرئيس أو على الاقتصاد أو على كليهما" فإن ما بدا بعد الثورة "كتغيير رئيسي إنما كان في الواقع اضطرابا على السطح ترك البنية السياسية العميقة في مكانها".
ومع أن الميزانية العسكرية المصرية "سرية"، تقدر الدراسة ميزانية القوات المسلحة المصرية بخمسة مليارات دولار أميركي، و"المساهمة الأميركية فيها هامة ربما ثلثها وحسب بعض التقديرات، توفر الولايات المتحدة ثلاثين في المئة من إجمالي الميزانية العسكرية لمصر وثمانين في المئة من ميزانية مشتريات أسلحتها".
إن خسارة الولايات المتحدة لما وصفته الدراسة بـ"البوابة" المصرية إلى الشرق الأوسط سيكون "كارثة استراتيجية" لأنها سوف "تضعف كل استراتيجيتنا وشبكتنا الدفاعية في الشرق الأوسط." لكن "التعويل" على العلاقات المتينة على المستويات كافة بين القوات المسلحة للطرفين بعد الثورة وعلى استمرار هذه العلاقات أكده مسؤول "التعاون الأمني" في القيادة المركزية الأميركية.
لقد ألغى أوباما مناورات "النجم الساطع" السنوية "الميدانية" لصنوف الأسلحة كافة مع مصر احتجاجا على عزل الرئيس السابق محمد مرسي، لكن هذه ليست المناورات المصرية المشتركة الوحيدة مع الولايات المتحدة، وإن كانت أكبرها وأهمها، فهناك مناورات "ايغل ارينا" (ميدان النسر) الجوية ومناورات "ايغل ساليوت" (تحية النسر) البحرية ومناورات "ايرون كوبرا" (الكوبرا الحديدية) لعمليات القوات الخاصة.
وتستمر واشنطن في ارتهان القوات المسلحة المصرية لتمويلها وتدريبها وتسليحها، وفي "تسهيل" إعدادها "شريكا" في أي "ائتلاف" تقوده الولايات المتحدة، وفي "توفير الحماية بالقوات لنظيرتها الأميركية "في المنطقة"، وفي "ضمان استعمال الولايات المتحدة لقناة السويس وطرق التحليق الجوي" كما اقتبست الدراسة من تقرير لـ"مكتب المحاسبة العامة" الأميركي.
إن القوات المسلحة المصرية اليوم أمام اختبار تاريخي يخيرها بين استمرار "التعاون الأمني" مع الولايات المتحدة الذي يضمن تنسيقها الأمني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وبين استمرار مغالاة البعض في النظر لها كـ"جيش أميركي" ينبغي "تفكيكه" كما اتهمها على هواء فضائية عربية مؤخرا القيادي في حزب العمل المصري والنائب السابق الصحفي المخضرم مجدي أحمد حسين .
الكيماوي وتداعياته
فلسطين الآن ،،، أحمد نوفل
1- الثورة السورية
اندلعت ثورات الربيع العربي نتيجة الاحتقان الشديد الناشئ عن القهر والظلم وتراكم المشكلات والتقهقر الاقتصادي وتزوير الإرادة وهدر الكرامة وما لا يحصى من السلبيات.
ولم تكن الثورة السورية بدعاً من هذه الثورات، بل كانت أحقها بالوقوف إلى جنبها وتأييد أهلها، لأن شدة القهر والظلم في الحالة السورية أشد، لكن الناس الذين اتفقوا في مجمل ثورات الشعوب العربية اختلفوا في الثورة السورية، في غير محل خلاف فيما أرى.
وإنّما نشأ الخلاف من توهم أنّ النظام السوري نظام ممانعة ومقاومة وصمود وتصدٍ لمخططات الصهيونية والاستعمار، وهو ما لم يكن أكثر من شعارات وفن تسويق النظام السوري، تماماً كما سوّقت إيران نفسها نظاماً إسلامياً ثورياً يتبنّى قضايا الأمة وأهمها قضية القدس في الوقت الذي كان عمل هذا النظام نقيض شعاراته، وإنما روّج إيران في المنطقة تخاذل الأنظمة العربية حتى عن رفع الشعارات، ويبدو أنّ المعلم لم يكن يسمح لهم حتى بمجرد رفع الشعارات. من هنا نفذت إيران إلى نفوس الناس، وأثبت الشعب العربي العظيم أنّه فوق الطائفية وكلام نصر الله عن الطائفيين والتكفيريين مردود عليه، فقد حصّل هو نفسه من الشعبية ما لم يتم لأحد، فمن هم الطائفيون؟ ومن بدأ التحرش؟ ومن بدأ بإثارة النعرة الطائفية؟
2- سلمية وتحولت قسراً
بدأت الثورة السورية سلمية وحرص النظام السوري أن يجرّها إلى العسكرة ليبرر البطش والتدمير والدموية التي يكتنز بها صدره، وتماماً هو الذي فعله القذافي وعلي الصالح غير الصالح.
وبدأت العسكرة في الثورة بعد المجازر والاغتصابات والقصف العنيف. وبدأت العسكرة بالانشقاقات للجنود، فكانوا ينشقون بسلاحهم الخفيف وبدؤوا بحماية المتظاهرين وحماية القرى من الاجتياح الطائفي خاصة قرى حمص. ثم بدأ الواقع يفرض نفسه، فزادت العسكرة تدريجياً بزيادة الانشقاق ومن شدة ما رؤوا من طائفية وتعصب وفظاعات في القتل، وزاد بطش النظام وقصف الطائرات، ثم دخلنا في طور ومرحلة قصف المدن بصواريخ «سكود»، وصار معدل القتلى اليومي في حدود المئتين ويقفز أحياناً إلى 400.
ثم انتقل النظام نقلة أخرى إلى استخدام الكيماوي وكان هذا تطوراً طبيعياً في سلوك نظام لم يبق في جعبته شيئاً. نقول هذا الكلام ونسوق هذا التسلسل لنخاطب بعض من لا يزال مفتوناً ببشار يدعو له بالانتصار على شعبه الأعزل الذي قدّم قرابة المئتي ألف من الشهداء، وإن لم يبلغهم فإنّه بالغهم ومتجاوزهم، فهذا نظام بلا أدنى قيم أو مثل أو شرف أو مبادئ أو شمم أو رحمة أو إنسانية، ولو لم يكن النظام في تناغم مع «إسرائيل» وتفاهم سري ضمني ما سكت عليه العالم طيلة هذه المدة، وإنّما السكوت دليل التواطؤ، ودفاع «إسرائيل» عنه في كل صعيد كدفاعها عن السيسي فوق المكابرة.
3- ما سر استخدام الكيماوي هذه الأيام؟
هل صحيح ما أشيع عن انشقاق ماهر الأسد عن أخيه بشار وأنّه هو الذي يقف وراء قصف الكيماوي رغم إرادة بشار؟ أم أنّ سكوت الغرب المشين والمريب عن مجازر السيسي جعل نظام الأسد ببشاره وكل قياداته يتجرؤون على الكشف عن أنفسهم بهذا القصف المحدود غير المعلن أو المفضوح؟ أم أنّ هناك سيناريو ثالث هو أنّ النظام مضغوط يريد أن ينفس عن نفسه فلجأ إلى هذه المجزرة؟
كل هذه السيناريوهات مطروحة، وبقي من السيناريوهات ما ذكره بعض الكتاب من أنّ الغرب ربما يكون استدرج بشار بالإيحاء له بالضربة كما حصل مع السفيرة الأمريكية ابريل غاسبي التي أوحت لصدام بأنّ أمريكا غير مهتمة بأيّ صدام يقع في المنطقة (يقصدون بين دول الإقليم كالعراق والكويت مثلاً..) ثم قتلت في حادث سير في أمريكا.
ولماذا الغرب يتحرك الآن وقد استخدم الكيماوي منذ قرابة السنتين؟ نحن لا نعلم ممّا يخططون، ولماذا كانوا يصرّون على إجراء تحقيقات وتشكيل لجان وفي هذه المرة حكموا بلا لجان ولا فحص ولا تدقيق؟
أسئلة حائرة. لكن هذا ما حصل.
من هنا فإنّا لا نفرح بامتلاك دولة عربية لسلاح متطور أو غير متطور لأن الأنظمة لن تستخدمه ضد عدو الأمة، بل من المضمون أنّها تستخدمه ضد الشعب، والتجارب أثبتت ذلك، وأُعدم صدام لأنه خَرم القاعدة!
4- ضرب الغرب لسوريا أضرار محضة
تضعنا الأنظمة القذرة في خيارات رديئة دائماً، فالقتل اليومي الفظيع للشعب السوري يجعل هذا الشعب، كإخوانه في ليبيا، يستنجد بأيّ أحد ينقذه من هذا الواقع. والمنقذون الجاهزون في حالة العجز العربي المزمن ليس إلاّ الغرب الذي تحكمه «إسرائيل».
من هنا أعلن الغرب عن ضربة مشبوهة في توقيتها محدودة في تأثيرها أعلن سلفاً أنّها لا تريد إسقاط الأسد، وأنّها ستشمل قوات النظام أو أهدافاً محددة له، والمنظمات الإرهابية المتطرفة يعني بالعربي من يقاومون النظام السوري، فهي ضربة للجلاد والضحية، لإضعاف الطرفين، لتطول الحرب ويمتد التدمير.
وإذا ترنّح النظام ليسقط لم يكن القائد من تعيين الشعب أو العالم العربي وإنّما الغرب هو من يتحكم فيمن يقود، ألم تفرض دولة عربية داعمة انقلاب السيسي رئيس الائتلاف السوري بحجة أنّها هي من يدعم الثوار، وهي تدعمهم دعماً محدوداً لأهدافها، ولم تفهمنا تلك الدولة ما الفرق بين الدم السوري والمصري.
فحتى الثورات تزرعها الشعوب وتسقيها من دمها فإذا جاء الحصاد، تقدَّم الأقوياء ليخطفوا ويقطفوا الثمرة، وكأن الشعب لم يثر ولم يضح؟ وما الذي جرى في ليبيا من خراب بعد القذافي، وهو بالمناسبة تغذيه الدولة إياها والقطر الذي دعمت انقلابه، وتحرك الجميع «إسرائيل»، وكذا ما يجري في تونس، حتى لا تقوم للأمة قائمة.
5- تداعيات الكيماوي
ضرب سوريا ليس لمصلحة الشعب السوري، بل من مصلحة أمريكا أن يظل النظام يقتل يومياً من شباب سوريا ويضعفها ويدمّر بنيتها ووجودها ويدخلها في العصر الحجري.
وأزعم أنّ التدخل الأمريكي لم يكن يوماً لمصلحة الشعوب، فهذا آخر ما تفكّر به أمريكا، لكن المستفيد الأول من الضربة ربما يكون النظام نفسه فأنت بضربه تعطيه غطاء أخلاقياً أنّه ما ضرب إلاّ لأنه قوة مضادة لأمريكا. وثاني المستفيدين «إسرائيل»، فمن مصلحتها تدمير قدرات سوريا بقطع النظر عن رضاها عن آل الأسد. وثالث المستفيدين إيران فهي ستبدو راعية الثوار الأبطال الواقفين في وجه أمريكا.
وندع حديث المستفيدين للحديث عن التداعيات، فهل تتطور الحرب إلى حرب إقليمية تدخل فيها إيران على الخط وحزب الله لضرب «إسرائيل»؟ هل تتخذ الضربة غطاء لمصيبة كبرى نخمّنها ولا نعرف ما هي بالضبط؟ هل الأردن سيتضرر من هذا الحريق بالجوار وإلى أيّ مدى؟ ولبنان كذلك بالطبع؟ هل ستضرب إيران عصب أمريكا في المنطقة، أعني نفط السعودية والإمارات وهي تعلم أنّ حرب إيران والعراق ما توقّفت إلاّ عندما ضرب النفط؟
وبعد، فمن الذي أدخل المنطقة في هذه المتاهة؟ كل العالم حمّل صدام جراء التدخل الأمريكي ولكنه يأبى أن يحمّل بشار تبعات وتداعيات ضرب الشعب بالكيماوي، فلماذا؟
مخيمي قلنديا وعسكر وسلطة فتح
الرسالة نت ،،، ابراهيم المدهون
يمتلك الاحتلال (الإسرائيلي) نفسية سادية تستشرس بالقتل والتنكيل عند رضوخ الضحية واستسلامها، وهذا ما يحدث في الضفة الغربية ففي ظل غياب المقاومة وتقديم السلطة مزيدا من التنازلات والتراجعات امام التغول (الإسرائيلي)، ومع رفع وتيرة التنسيق الأمني، والدخول بجولات مفاوضات شكلية، نجد ان رد الاحتلال بتكثيف حملات الاعتقال والاغتيال وإذلال المواطنين على الحواجز.
من المفترض أن تكون النتيجة الطبيعية بعد استئناف التفاوض العلني وازدياد قوة التنسيق الأمني، هو وقف العدوان وأن تشهد الضفة الغربية تسهيلات على المواطنين، وتتوقف عمليات القتل والملاحقة والعربدة (الإسرائيلية)، إلا أن العكس تماما هو ما يحدث، فكلما سار قطار التفاوض يبرز المحتل وكأنه انتصر في معركة الاذلال والإذعان، فيقوم بزيادة جرعة العدوان.
فما حدث في مخيم قلنديا من استشهاد ثلاثة مواطنين فلسطينيين بدم بارد هو دليل واضح على الاستخفاف المفرط بسلطة فتح وبالرئيس محمود عباس نفسه، واستهتارا بينا بالمفاوض الفلسطيني المغيب، واستفزازا لأي قيمة وطنية قد يتحلى بها احد القيادات الامنية والسياسية في المقاطعة.
رد سلطة فتح جاء في سياق وكأن شيئا لم يحدث، فالرئيس عباس لم يُكلف خاطره بزيارة بيوت الشهداء والتحدث لأهاليهم وإظهار غضبه وحزنه أو الاشارة لهذا الدم الفلسطيني، فضائية فلسطين أبقت على برامجها الراقصة والغنائية كالمعتاد وتعاملت مع الجريمة وكأنها حدثت في جزر الموز، حتى التسريبات الخجولة عن توقف بعض جلسات التفاوض في اليوم نفسه ثبت كذبها فعقدت هذه الجلسات في لحظة تشييع الجثامين، ليتأكد لنا عن وجود بلادة وعدم مسؤولية وصلت حدا موجعا، ففي الوقت الذي شيع أهالي قلنديا شهداءهم الثلاثة كان اللقاء (الإسرائيلي) الفتحاوي على أشده، ويمكن ان نتصور ان عريقات وليفني كعادتهما تبادلا الابتسامات وبعض النكات.
في جنازة شهداء قلندية برز مقنعون ينتمون للأجهزة الامنية التي من المفترض أن مهمتها حماية الشعب الفلسطيني، واخذوا يطلقون من بنادق وأسلحة آلية الرصاص في الهواء بمشهد يلخص بؤس الحالة الفلسطينية في الضفة الغربية، ويطرح سؤالا عفويا: اين كان هذا السلاح وما هو دوره حماية المواطن ام المحتل؟
لتتم الإجابة بعد يوم واحد فقط في مخيم عسكر قرب نابلس فيقتل سلاح الاجهزة الامنية شابا ويصيب ثلاثة آخرين، بعد ان ذهبت قوة من الأمن الوقائي لملاحقة مجموعة فتحاوية ترفض المفاوضات وتدين عبثيتها.
أحداث مخيم عسكر الذي خرج فيها الناس من كل حدب وصوب وهاجموا قوة الامن الوقائي المعربدة، ورجموها بالحجارة كما تُرجم قوات الاحتلال، ولاحقوها كما تلاحق وتخرج قوات الاحتلال دليل على وجود سخط شديد ينتشر بين أهالي الضفة الغربية على سلطة فتح وأدائها ومفاوضاتها وفسادها وتنسيقها الأمني، هذا السُخط لا ينحصر بين أبناء جهة معينة او تيار محدد، بل هو سخط عام تجده بين الفتحاوي قبل الحمساوي، والغني قبل الفقير.
السلطة بطريقها للأفول ان استمرت تتبع خطوات (إسرائيل) وأمريكا، وتركن لقوتهم ودعمهم واقتصادهم على حساب القضايا الوطنية الجامعة، وكم تحتاج حركة فتح لمراجعات جوهرية جدية تعيدها لصف المقاومة والخيار الوطني لتنقذها قبل فوات الاوان؟.
الحرب على سوريا .....بين المصالح والملامح
فلسطين أون لاين ،،، عادل ياسين
تتسارع وتيرة الأحداث في المنطقة وتزداد سخونتها ساعة بعد ساعة بعد أن بات من شبه المؤكد قرب توجيه ضربة عسكرية لسوريا تقودها الولايات المتحدة ,,لاسيما وأن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل أعلن بأن جميع الاستعدادات والتجهيزات للقيام بذلك قد اكتملت وأنهم بانتظار الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي باراك اوباما ,وهنا يتساءل البعض هل صحا ضمير العالم فجأة بعد أن تجاهل المجازر التي ارتكبت بحق الشعب السوري على مدار ما يقارب من ثلاثة أعوام ,وهل ثارت حمية الإنسانية لدى أمريكا وحلفائها بعد سقوط أكثر من مئة ألف قتيل وجرح وتشريد مئات الآلاف من السوريين , أم أن المصالح هي التي دفعتهم للتفكير الجدي في هذا الاتجاه , لاسيما وان تاريخ الولايات المتحدة التي قامت على الاغتصاب لا يشهد لها بنظافة اليد أو يقظان الضمير بل إن تدخلاتها العسكرية خصوصا في العراق وأفغانستان أثبتت وبشكل قاطع بأنها تآمرت على هذه الشعوب وتاجرت بدمائها ومعاناتها وداست على الإنسانية من اجل تحقيق مصالحها ,
هذه الحقيقة تنطبق تماما على ما يحدث في سوريا حيث إن الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية للتفكير في هذا الاتجاه تكمن في رغبتها في استعادة هيبتها في المنطقة وإعادة ثقة حلفائها بقوتها وقدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة وفي المقابل تسعى إلى إعادة ترميم قوة الردع أمام خصومها , كما أن الضغط الذي مارسه أعضاء الكونغرس الجمهوريون لإحراج الرئيس الديمقراطي كان له دور هام للدفع في هذا الاتجاه مستغلين بذلك التعهد المسبق للرئيس اوباما والذي توعد فيه بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا في حال إقدامها على استخدام السلاح الكيماوي وبالإضافة إلى ذلك كله فإنه يحقق رغبة (إسرائيل) بتوجيه ضربة تشل قدرة نظام الأسد على استخدام السلاح الكيماوي أو الأسلحة الاستراتيجيه ضد (إسرائيل) في أي حال من الأحوال, أما عن ملامح هذه الضربة فإن غالبية الخبراء والمحللين الإسرائيليين يعتقدون بأنها ستكون ضربة محدودة الزمان والمكان يتعايش معها جميع الأطراف حيث إنها ستبتعد عن ميناء طرطوس الذي يعتبر ميناء استراتيجيا للأسطول البحري الروسي كما أنها لن تشمل قصر الرئيس السوري لأنها تدرك بأن القضاء على نظام الأسد سيؤثر على بعض الأطراف مثل إيران وحزب الله وقد يدفعها للقيام بعمل ما, يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة , ومن جهة أخرى فإن الإدارة الأمريكية تدرك بأن غياب الأسد قد يؤدي إلى حالة من الفوضى العارمة وعدم الاستقرار وإمكانية سيطرة جماعات إسلامية على المناطق المحاذية (لإسرائيل) , التي شهدت هدوءا واستقرارا لعشرات السنين وستقتصر هذه الضربة على قيام الطائرات والسفن الحربية باستهداف منشآت وقواعد عسكرية ومخازن للأسلحة الاستراتيجية مثل صواريخ m16 وصواريخ ياخونت التي تعتبرها (إسرائيل) مصدر تهديد لكيانها , كما يؤكد ذلك رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم, أما الجنرال احتياط عاموس يدلين يضيف بأن الضربة الأمريكية ستكون مدروسة تهدف لاستنزاف الجيش السوري لمصلحة (إسرائيل) لكنها لن تقضي على نظام الأسد وبالرغم من تهديداته بضرب المدن الإسرائيلية إلا أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أنه لن يجرؤ على ذلك لأنها ستكون بمثابة خطوة الانتحار والنهاية بالنسبة له كما أن العمليات التي قامت وتقوم بها (إسرائيل) في الأراضي السورية منذ عام 2007 وحتى يومنا هذا تعزز هذه الرؤية , ومن الملاحظ من التصريحات والتسريبات أنها تدل على أن استمرار حالة الاستنزاف والاقتتال الداخلي في سوريا يصب في مصلحة (إسرائيل) وأمريكا وأن الضربة التي يتحدثون عنها مهما بلغت من قوة فإنها ستكون بمثابة تحذير للأسد لعدم استخدام السلاح الكيماوي ولن تؤثر بأي حال من الأحوال على قدرته على مواصلة قتال المتمردين لسنوات عديدة كما يذكر المحلل الإسرائيلي اور هيلر ولو أن الإدارة الأمريكية أرادت بالفعل إنهاء معاناة الشعب السوري لأوعزت إلى قواتها البرية بالتدخل وحسم الأمر كما أن الأسلحة التي تمد بها الثوار تساعدهم على مواصلة القتال وليس لحسم المعركة.