اقلام واراء حماس 450
27/10/2013
الأمم المتحدة وازدواجية المعايير
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، حسام الدجني
|
وزراء فلسطينيون حسب طلب الإسرائيليين
الرأي ،،فلسطين أون لاين ،، فايز أبو شمالة
|
مرة أخرى عن الاستيطان والمفاوضات
فلسطين أون لاين ،،، خالد وليد محمود
|
خالد مشعل.. طريق فلسطين تمرّ من فلسطين
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أحمد الحاج
|
|
الأمم المتحدة وازدواجية المعايير
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، حسام الدجني
بعد أن أعلن الاحتلال اكتشافه نفقًا يمتد طوله إلى 2.5 كيلو متر، ويصل من خان يونس إلى العين الثالثة داخل فلسطين المحتلة، خرج جيفري فيلتمان نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية بتصريح يكشف سياسة ازدواجية المعايير التي تنتهجها الأمم المتحدة في القضايا المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، وتحدث فيلتمان خلال اجتماع مجلس الأمن عن التسوية الشرق الأوسطية قائلًا: إن حفر الأنفاق يتناقض هو واتفاق الهدنة، الذي وضع حدًّا للمواجهة بين حماس و(إسرائيل) العام الماضي".
وأضاف فيلتمان: "ندين بناء هذه الأنفاق التي تعد خرقًا لاتفاقية وقف إطلاق النار، التي توصل إليها في نوفمبر عام 2012م، إذ تستخدم لإنشاء النفق مئات الأطنان من الإسمنت الضروري للأغراض السلمية في غزة، ما يثير أيضًا قلقًا عميقًا".
اتفاق التهدئة الذي يتحدث عنه فيلتمان وتم برعاية مصرية وبمباركة أمريكية تنص الفقرة (ج) فيه على: فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية، والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد ٢٤ ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
ونذكّر الأمم المتحدة أن الاحتلال لم يلتزم بذلك، وأن عشرات الفلسطينيين سقطوا ما بين قتيل وجريح بعد استهداف قوات الاحتلال لهم، وأن حواجز الاحتلال شبه مغلقة ولا تدخل منها كل الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، كما جاء في اتفاق التهدئة، وكان قد أعلن أن الاحتلال سيلتزم بالسماح للصيادين بدخول ستة أميال، وكذلك لم يلتزم بذلك، إذ تتعرض بحريته للصيادين الفلسطينيين كل ليلة بإطلاق النار والمطاردة.
كل ما سبق وما رافقه من شهادات أممية عن الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، التي كان من أهمها ما تحدث به منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جيمس راولي في أبريل المنصرم بشأن قلقه الشديد من تأثير الإجراءات المقيدة التي فرضها الكيان العبري حديثًا على السكان في قطاع غزة، وحذر راولي من عواقب استمرار هذه المعوقات بما قد تسبب تأثيرًا خطيرًا على سكان القطاع، مشيرًا إلى أن هذه التدابير تؤدي إلى استنزاف المخزون من اللوازم الأساسية، وتقويض سبل العيش وحقوق العديد من العائلات في غزة؛ تلك التصريحات والمواقف من داخل المنظمة الدولية نفسها لا تحرك ساكنًا للضغط على الكيان العبري لوقف انتهاكاته بحق البشر والشجر والحجر في غزة، مع التزام الفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق القذائف المحلية على الاحتلال.
ومن هنا إننا ندعو الأمم المتحدة ألا ترى الأشياء بعين واحدة، وأن تتعامل مع القضية الفلسطينية ضمن منطلقاتها ومبادئها السامية، وأن تعمل فورًا على إنقاذ قطاع غزة من كارثة إنسانية متمثلة بوقف محطة توليد الطاقة عن العمل، وما يترتب على ذلك من مخاطر بيئية وصحية وإنسانية، وأن تضغط على الاحتلال للالتزام باتفاق التهدئة، ورفع الحصار الكامل على قطاع غزة، وحينها سيلتزم الفلسطينيون بهذا الاتفاق، ولكن الاحتلال هو من يرفض كل قرارات الشرعية الدولية الخاصة بفلسطين، ويضرب عرض الحائط بالقانون الدولي الإنساني، لذا على الأمم المتحدة وعلى فيلتمان إدانته، ومعاقبته، وتحمل مسئولياتها تجاه اللاجئين القاطنين بغزة؛ حتى يثق الجميع بتلك المؤسسة الأممية، ولكن في حال استمر نهج ازدواجية المعايير إن ذلك من شأنه مزيد من فقدان الثقة بها، وهذا سيضعف تأثيرها في الشارعين العربي والإسلامي.
خالد مشعل.. طريق فلسطين تمرّ من فلسطين
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أحمد الحاج
يصفه خصومه بـ "المتشدد"، لكن أنصاره ومؤيدي المقاومة يصفونه بـ "الصلب". تختصر ملصقات صوره على جدران مخيم شاتيلا، جنوب بيروت، نظرة شعبه إليه، وقد كُتب عند أسفلها "الثابت على الثوابت".
خالد عبد الرحيم مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). مظهره، بهندامه الجيد، ولحيته المهذّبة، يوحي بكثير من شخصيته المرنة، لكن نظرة على مواقفه من المقاومة والقدس والعودة تؤكد على صلابة الرجل الذي طالما ردّد في لقاءاته الصحفية بيت شعر للمتنبي: ووضع الندى في موضع السيف بالعلى/ مضر كوضع السيف في موضع الندى. فهو المرن والثابت في الوقت نفسه.
النشأة والجذور
ليس بالإمكان الإحاطة بشخصية مشعل دون العودة إلى جذوره ونشأته التي تركت بصماتها وأثرها في حياته ومواقفه. فولادته كانت في بلدة سلواد قضاء رام الله، وسط عشيرة حامد التي ينتمي إليها مقاومون كثر، من بينهم القائد القسامي إبراهيم حامد. في سلواد اشتغل وعمل في الأرض، وتفوق في مدارسها. تربى على حكايات أبيه عبد الرحيم عن جهاده في حيفا مع مائتي مقاتل أثناء ثورة عام 1936، ثم انضمامه إلى حركة الإخوان المسلمين عام 1946 ليُكمل من خلالها مشوار نضاله. وبعد ذلك قتاله عام 1948 تحت لواء جيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني.
تهجرت عائلته إلى الكويت إثر نكسة عام 1967، لينتسب مبكراً إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1971. يقول الكاتب الاسترالي بول ماغّوو في كتابه "اقتل خالد" إنه كان دوماً يطلب الشهادة، ويصر على والدته أن تقول آمين. دخل جامعة الكويت، قسم الفيزياء، وتفوق. مناظرات دائمة في الجامعة، كان الأبرز فيها، فأثار إعجاب أستاذه أسعد عبد الرحمن، المسؤول المعروف في حركة فتح، فيقول "هناك الكثير من الطلاب الممتازين والجيدين. كان الطالب النابغة الوحيد الذي رأيته في خلال تسعة عشر عاماً من التدريس".
في أوائل عام 1983 يجتمع إسلاميون فلسطينيون، من معظم مناطق اللجوء وفلسطين المحتلة، فيُتّخذ قرار تاريخي بتأسيس مشروع إسلامي فلسطيني، ويجري التحضير بشكل مفصل لتهيئة متطلبات نجاحه.
في عام 1995 يُعتقل رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق في الولايات المتحدة، مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين في السجن، سلطة أوسلو تعتقل المئات من قياديي الحركة وناشطيها، بينما السفير الأمريكي في تل أبيب مارتن أنديك يقول لزملائه "ربما يكون أمرهم (حماس) قد انتهى". يتسلم مشعل رئاسة المكتب السياسي، تنشط المقاومة ضد الاحتلال، والعمليات الاستشهادية على رأسها. يُغتال يحيى عياش، تستمر العمليات الاستشهادية.
محاولة الاغتيال تحرّر الشيخ ياسين
في مبنى "الموساد" في تل أبيب كانت القيادات الأمنية الإسرائيلية تجتمع لتقرر طريقة قتل الرجل "الذي لا توجد كلمة "إسرائيل" في قاموسه الأيديولوجي"، كما وصف "الموساد" مشعل. تجازف دولة الاحتلال بقيادة نتنياهو بمحاولة قتل مشعل في الأردن، رغم معاهدة وادي عربة، ورغم التعاون الاستخباراتي الثمين بين الأردن و"إسرائيل"، فالمستهدف خطير لدرجة يستحق قتله المجازفة والمخاطرة.
تفشل المحاولة، ويخرج الشيخ ياسين من السجن، ليرقد إلى جانب غرفة مشعل في المستشفى، لم يصدّق الأخير أنه كان سبباً في إطلاق سراح أحبّ الناس إلى قلبه، ينهض من فراشه، بهدف الوصول إلى غرفة الشيخ، يحاول الطاقم الطبي منعه، لكنه يقاوم، ويصل. "كان شعوراً غامراً بالفخر والامتنان لله بأن محاولة اغتيالي كانت السبب في إطلاق سراحه. كان نجاح حماس وفشل إسرائيل إثباتاً على إيماننا الإسلامي بقوة الله التي لا حدود لها"، قال مشعل.
تحاول "حماس" أن لا تصطدم بالسلطة الفلسطينية، وكعادة مشعل، التي سيُعرف بها أكثر فأكثر، يختار العبارات التي توصل الرسالة، دون أن تشكل جرحاً في كبرياء المرسَل إليه يصعب إصلاحه لاحقاً، هذا إذا كان المتلقي فلسطينياً أو عربياً، أما بالنسبة للاحتلال فالرسالة واضحة: "العمليات ضد الاحتلال مجيدة وشرعية"، وبقي كذلك حتى بعد إبعاده عن الأردن عام 1999.
يقود مشعل الانتفاضة التي ستنطلق بعد ذلك بعام، برفدها ببعدها الخارجي الضروري للاستمرار. يستشهد الشيخ أحمد ياسين ثم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ويهدد وزراء إسرائيليون على رأسهم جدعون عيزرا: "مصير خالد مشعل هو مصير الرنتيسي"، وتبعات أي عملية في دمشق ستكون أقل بكثير من تبعاتها في عمّان. لا يأبه مشعل، يثبت على موقفه: "إن زوال إسرائيل ليس مجرد رغبة فلسطينية، أو عربية، أو إسلامية، بل هو حقيقة تاريخية وطبيعية، إذ لا بد أن ينتهي الظلم والكيان الذي قام على أساسه. إن الكيان الصهيوني نشأ على أرض لا يمتلكها، وعلى حساب شعب يعيش فوق هذه الأرض. نحن نراهن على أن الوقت سيعمل لصالحنا لكن في ظل المقاومة والتضحيات".
يخرج الاحتلال من غزة، بفعل عمليات المقاومة، وتضحيات قادتها، وإدارة سياسية، ودعم معنوي ومادي في الداخل والخارج. تقرر حماس دخول الانتخابات، يتكلم مشعل عبر الهاتف إلى الحشود في الأراضي المحتلة، يصرّ على المقاومة كطريق وحيد للتحرير. تفوز حماس، تُحاصر. تؤكد على أن السلطة ليست بديلاً من المقاومة، فتأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد أشهر من فوزها في الانتخابات. يدير مشعل المفاوضات غير المباشرة، ولا يخضع وحركته للابتزاز والتهديد؛ الإسرائيلي والعربي أحياناً، فيرضخ الاحتلال، ويُطلق سراح حوالى 1200 أسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية.
يقود المقاومة نحو الانتصار
تخوض (حماس) حربين؛ الأولى في 2008-2009، والثانية إثر اغتيال القائد القسامي أحمد الجعبري في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. يصدر القرار التاريخي بقصف تل أبيب والقدس، أجمع المراقبون على أن مثل هكذا قرار خطير، نظراً لتبعاته، لا يمكن أن يصدر إلا عن المكتب السياسي ورئيسه. وهذه هي المرة الأولى التي تقصف فيها حركة مقاومة تل أبيب.
تندلع ثورات ما عُرف بالربيع العربي، وتصل إلى ما كان يُعرف بـ"محور الممانعة"، تدعو (حماس) إلى حوار وحلّ سياسي داخلي، يحفظ حقوق الشعب دون أن يؤدي إلى فوضى ويهدّد وحدة الأمة. يُهاجَم رئيس المكتب السياسي للحركة، ترفض الأخيرة الردّ المباشر، وتحذّر من المخاطر المترتبة على الحلول الأمنية، ويشدد مشعل على أنه "لا يجوز أبداً إثارة النعرات بين مسلم ومسيحي.. كما لا يجوز إثارة النعرات بين سنّي وشيعي (...) هذا ضار بوحـدة الأمّة".
استمر الهجوم الإعلامي على مشعل وحماس، ولو ردّت الحركة بنفس الحدة لكانت وحدة الأمة في مهبّ الريح، لكن وعيها بالمخاطر كان أكبر من الحملات عليها، كما ظهر. فعندما كان الفلسطينيون يُطاردون ويُقتلون في العراق، كان مشعل شخصياً يحاول تحقيق هدفين؛ حماية الفلسطينيين ومنع الفتنة، وأجرى اتصالات ومشاورات عالية المستوى من أجل ذلك. وفي لبنان كان له دور واضح، يعلمه الجميع، في حماية العلاقات اللبنانية الفلسطينية، خاصة خلال أحداث صيدا، والاشتباكات بين الشيخ الأسير والجيش اللبناني.
استمر الهجوم الإعلامي على مشعل، ولو قرأوا قليلاً من مقابلاته خلال وجوده في العاصمة دمشق لفهموا مواقفه وتوقفوا عن الضغوط التي لا تصل إلى شيء. في مقابلته الشهيرة مع غسان شربل يقول بصراحة "علاقتنا الجيدة مع سورية وإيران لا تعني أننا جزء من برنامجهما، لكن هذه العلاقة جزء من تعزيز العمق العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية". ولو قرأوا لغة جسده أثناء لقائه أعلى المسؤولين لعرفوا ثقته بحركته، فهو يمدّ ذراعيه، ولا يجلس على طرف المقعد، كما يفعل البعض.
مشعل، كما (حماس)، يرى أن طريق فلسطين يمر فقط عبر فلسطين، لا عبر مكان آخر. أشاعوا أن مشعل سينتهي دوره في حركة (حماس)، فإذا بالحركة تختاره بالإجماع رئيساً لمكتبها السياسي، فمواقفه هي مواقف الحركة نفسها، "إن صاحب الكلمة الأخيرة هو المؤسسة والقرار"، كما كان يردّد.
في ظهوره الأخير عبر مؤتمر مؤسسة القدس، لم يفاجئ مشعل عارفيه، حين دعا إلى "توحيد الصف الفلسطيني، ووحدة العمل الوطني من أجل القدس والأقصى، والمسارعة لإنجاز المصالحة، وإنهاء الانقسام (...) ولا أحد مخوّل أن يتنازل عن القدس"، فقد كانت القدس والأقصى والمقدّسات هاجسه دائماً، وفي عام 1994 سافر إلى كوالالمبور وإسلام أباد حاشداً الدعم، وساعياً لإقامة مؤتمر كبير لرجال الدين المسلمين بشأن مصير القدس.
رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل، يقود سفينة حركته منذ حوالى سبعة عشر عاماً. السفينة تكبر، والأمواج تعلو، ولم يتغير به سوى سواد شعره الذي أصبح أشيب، ولم يبدّل وبقي يردد حتى أيام قليلة خلت "المشروع الصهيوني يشكل نقيضاً جذرياً لمشروع الأمة ولوجودها ولمصالحها". ألم تصفه الملصقات في مخيم شاتيلا بأنه "الثابت على الثوابت"؟
وزراء فلسطينيون حسب طلب الإسرائيليين
الرأي ،،فلسطين أون لاين ،، فايز أبو شمالة
انحصر عمل مجلس الوزراء الفلسطيني في رام الله على الإدانة، لا علم لمجلس الوزراء غير الإدانة، وهذا هو البيان الأخير الذي يتضمن الإدانات التالية:
1ـ أدان مجلس الوزراء قيام الآليات العسكرية الإسرائيلية بتجريف أراض زراعية مزروعة بشجر الزيتون في المنطقة الواقعة بين كفر نعمة وقرية بلعين المجاورة، وأدان اقتحام قوات الاحتلال لمنازل المواطنين بالقوة، وتحطيم العديد من الأثاث داخلها.
2ـ وأدان مجلس الوزراء في بيانه التصعيد الخطير في وتيرة الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا ومصادر رزقهم، في المناطق المُسماة (ج) وتجمعاتهم السكنية فيها، خاصةً في الأغوار، ومناطق خلف الجدار، والتي شملت هدم ومصادرة الخيم والبركسات والمنازل، وتدمير وتجريف الطرق، واقتلاع المزروعات، وقطع الأشجار، في انتهاكٍ صارخ لمبادئ حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي، هي بمثابة الدليل القاطع على أن خيار إسرائيل الأول والأخير هو التوسع والتهويد وسلب الأرض الفلسطينية.
3ـ وأدان مجلس الوزراء إمعان الحكومة الإسرائيلية في تغيير الطابع الجغرافي والديمغرافي في القدس، وإصرارها على مصادرة عروبتها ومكانتها الثقافية والحضارية والدينية، وإمعانها في سياسة عزلها ونزعها عن محيطها الفلسطيني، وفي محاولات تهجير أهلها الذين يخوضون صراع البقاء على أرضهم، والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى جرائم المستوطنين الإرهابية المُنظمة، والتي تستهدف وبشكلٍ يومي حياة المواطنين ومصادر رزقهم، بتشجيع من الحكومة الإسرائيلية، لتدمير كل إمكانية للحل العادل المنشود، وكل أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.
4ـ وأدان مجلس الوزراء ما يعانيه آلاف الأسرى داخل سجون الاحتلال، من إهمال طبي، وعزل، ومعاملة قاسية، وعدم التزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي والإنساني.
أزعم أن لا قيمة لهذه الإدانة الصادرة عن مجلس الوزراء، وأزعم أن لا تأثير لها على الممارسات الصهيونية؛ طالما يواصل مجلس الوزراء الفلسطيني محاربة المقاومة، واحتضان المفاوضات، وطالما يكتفي بمواصلة توثيق الاعتداءات الصهيونية على الأرض الفلسطينية.
فمتى يدرك مجلس الوزراء أن اجتماعاته في رام الله تغطي على عورة الصهاينة؟ ومتى يدرك مجلس الوزراء أن وجود السلطة بحد ذاتها يمثل أكبر منشط للاعتداءات الصهيونية؟ ومتى يدرك مجلس الوزراء أنه يجعل الاحتلال حضارياً إنسانياً، حين يستجدي المجتمع الدولي لتوفير الأموال لصرف رواتب الموظفين؟
أزعم أن مهمة مجلس وزراء السلطة الفلسطينية في الإدانة لا يختلف كثيراً عن مهمة المختار في قصيدة الشاعر العربي ماجد المجالي حين قال:
نحن مَعْ دوماً، ودومًا نحن مَعْ
كُلّما أقبل تيسٌ صاح مَعْ
قلت: مَعْ من؟ قال: مَعْ
كل ما نقصد خير المجتمَعْ
نحن معْ رمزٌ بهِ وحدتنا
فرّقَ الشعب لدينا أو جمَعْ
أشعلوا أوطاننا سيجارةً
اشغلوا المختار في جمع القُمَعْ
فاحفظوها ردّدوها دائماً
نحن مَعْ مَعْ، نحن مَعْ مَعْ، نحن مَعْ
مرة أخرى عن الاستيطان والمفاوضات
فلسطين أون لاين ،،، خالد وليد محمود
أكد تقرير جديد لحركة "سلام الآن" الإسرائيلية التي ترصد النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م ارتفاع وتيرة الاستيطان في النصف الأول من هذا العام بنسبة 70 من المئة، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، نصفها في المستوطنات النائية، أي شرق الجدار الفاصل، فضلًا عن أن الحكومة قامت بـ"تبييض" ثلاث بؤر استيطانية، أي إضفاء "الشرعية" على ثلاث مستوطنات صغيرة أقيمت من دون استئذان سلطات الاحتلال رسميًّا، كما أنها تعمل على "تبييض" عشر بؤر أخرى.
السؤال: إذا كانت العمليات الاستيطانية في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة زادت بنسبة 70 من المئة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي؛ فكم ستزيد خلال ما تبقى من العام؟، وكم ستصبح خلال العام المقبل؟
إن ما تشير إليه الأرقام في التقرير أعلاه عن زيادة عدد الوحدات الاستيطانية التي يخطط الاحتلال لإقامتها في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة _وهي بالآلاف_ يعني من جملة ما يعنيه أن عملية التهويد تمضي قدمًا، وفق خطة مرسومة تنفذها حكومة بنيامين نتنياهو بمعزل عن موقف معارض أو مستنكر من هنا أو هناك.
لاشك أن رفع وتيرة الاستيطان لم يأت مصادفة، بل هو ترجمة عملية لأهداف الاحتلال ومخططاته القائمة على تهويد الأرض والقدس، وتحويل الشعب العربي الفلسطيني إلى أقلية في وطنه، ومن ناحية أخرى لابد لنا من تأكيد أن رفع وتيرة الاستيطان من شأنه أن يغتال حلم الدولة الفلسطينية، بعد أن تحولت الأرض المحتلة إلى مجرد (كانتونات)، وجزر معزولة، بفعل "المستعمرات" الصهيونية، والبؤر الاستيطانية، والطرق الالتفافية، ما يعني استحالة قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًّا
تؤكد الممارسات الاحتلالية لحكومة الاحتلال أنها ليست معنية بالسلام، ولا بالمفاوضات، إنما معنية فقط بتنفيذ خططها التوسعية التهويدية القائمة على الاستيطان، وارتكاب جرائم التطهير العرقي، ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي، وكل المعاهدات الدولية التي تحظر إجراء أي تغيير أو تبديل في الأراضي المحتلة.
هنا يجوز لنا أن نطرح جملة أسئلة: لماذا المفاوضات إذًا؟، وما القضايا التي ستناقشها؟، هل الدولة الفلسطينية مطروحة فعلًا على بساط البحث؟
الحقائق تقول: إن الكيان العبري غير راغب في السلام، وهو غير مستعد أصلًا إلى العدول عن سياسته التوسعية وبرنامجه الاستيطاني، سواء ضغطت الإدارة الأمريكية أم ضغط المجتمع الدولي؛ فالكيان العبري يدرك ما لا يدركه الآخرون أن أمريكا لا يمكنها أن تقف ضد طموحاته، مهما كانت الأسباب، حتى إدارة أوباما التي قدمت للبيت الأبيض حزمة من الوعود وقفت على تلك الحقيقة المرة في أنه لا صوت يعلو على صوت صلف الكيان العبري ورغباته المتعددة.
هذا هو ديدن حكومات الاحتلال جميعها، فقط يتقنون التضليل والخداع فيما يتعلق بالاستيطان والسلام معًا، يلعبون على الحبلين، ويبيعون العالم أوهامًا، فالنتيجة ستكون محسومة مقدمًا، فالاحتلال يريد فقط كسب الوقت، ولن يقدم أي تنازلات تتعلق بعملية التسوية، في ظل عمليات الاستيطان المستمرة في الضفة، وتهويد القدس الذي تجاوز كل حدوده، ولم تعد هناك إمكانية لإزالته.
يجب على الفلسطينيين والعرب أن يعوا حقيقة العجز الأمريكي من التأثير في الكيان العبري، والضغط عليه في ملف الاستيطان أو عملية التسوية، وأن يعيدوا قراءة المشهد بعيدًا عن العيون الأمريكية، وبرغبة داخلية في إعادة تشكيل رؤية موحدة تجمع كل قوى المجتمع الفلسطيني دون إقصاء أو تهميش، وفق إستراتيجية وطنية واضحة؛ فسياسة الهرولة نحو "سلام" بشروط إسرائيلية مذلة قد أثبتت التجربة أنها لا تؤدي إلا إلى مزيد من الإهانات للحقوق الفلسطينية والعربية.