أقلام وآراء حماس (180)

 حكاية الدم بالزيت

المركز الفلسطيني للإعلام،،، خالد معالي

 "حواتمة" يوصي بحصار غزة!

المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. فايز أبو شمالة

 مأساة بطعم الخيانة!

المركز الفلسطيني للإعلام،،، لمى خاطر

 في فلسطين.. الخيانة «ليست» وجهة نظر

فلسطين الآن،،، ابراهيم حمامي

حكاية الدم بالزيت

المركز الفلسطيني للإعلام،،، خالد معالي

حكاية تتكرر في الضفة الغربية كل موسم زيتون: اختلاط دم المزارع الفلسطيني المسكين مع زيت زيتونه وحبات عرقه وجبلها مع تراب الأرض الطيبة الطاهرة؛ جراء اعتداءات المستوطنين؛ كونه المستهدف بالاقتلاع، كشجرة زيتونه الصامدة التي يرويها بدمه وعرقه، وسط معاناة وآلام تتجدد كل يوم.

لنستقي العبر من حادثة "غولدا مئير" رئيسة الوزراء السابقة لـ(دولة) الاحتلال، التي مرت يومًا بالجليل، فعلقت مستاءة لكثرة القرى العربية وقلة المستوطنين، ولاحقًا شنت هجومًا استيطانيًّا في أواخر الستينيات والسبعينيات بحملة تهويد الجليل، ويا للأسف الشديد نجحت.

فتاوى دينية يهودية جاهزة يدعمها التحريف الذي حدث في التوراة قديمًا، من أن أرض "الأغيار" يجوز حرقها ونهبها تقربًا إلى الله، هو ما يشجع المستوطنين على استهدافهم لموسم الزيتون المتواصل الذي يعدونه عرسًا فلسطينيًّا خالصًا يجب تخريبه وتدميره، وتنغيص حياة المزارعين، وجعلها جحيمًا لا يطاق.

يشكل كتاب "عقيدة الملك" للحاخامين "يتسحاق شابيرا" و"يوسف يرمياهو إليتسور" أنموذجًا لكيفية تحريض الفتاوى الدينية على استهداف الفلسطينيين، إذ يبيحون فيه قتل الأغيار (أي غير اليهود)، في الظروف التي تسمح فيها الشريعة اليهودية بقتلهم في أوقات السلم والحرب، وانطلاقًا من الحرص على إقامة الفرائض السبع؛ فإنه لا يوجد ما يمنع ذلك، ولاحقًا لا بأس إن ملئ الفلسطينيون الدنيا ضجيجًا وصراخًا.

أكثر ما يغيظ المستوطنين من على قمم جبال وتلال الضفة الغربية هو رؤيتهم للمزارعين الفلسطينيين وهم يقطفون ثمار زيتونهم في لوحة فنية رائعة، وتراثية جميلة، في الوقت الذي تفتقد فيه مستوطناتهم عمق وعبق التاريخ.

المستوطنون بعد مشاهدتهم لفرحة قطف الزيتون يصبون جام غضبهم وحقدهم في كل زاوية من زوايا الضفة الغربية والقدس، ويخترعون كل يوم أسلوبًا جديدًا لإفساد حياة وصمود الفلسطينيين.

في الظاهر أمريكا لا تريد الاستيطان، وعلى أرض الواقع هي من تدعمه وترفض المس به عبر الوقوف في وجه الفلسطينيين في المحافل الدولية، ومن هنا من الخطأ التعويل على الدور الأمريكي والقول بحياديته.

الدارس لأدبيات الحركة الصهيونية يرى أن موضوع العزل والجدار والاستيطان هو من صميم الثقافة الصهيونية، وهذا يفسر فشل المفاوضات طيلة عشرين عامًا، وعدم نجاحها في وقف الاستيطان، ولن تنجح حتى لو عادت المفاوضات عشرين سنة أخرى.

المنطق يقول: إنه يجب عدم ترك أية وسيلة ضغط لطرد المستوطنين، على أن نجيد استخدامها في الوقت المناسب. فضح الاستيطان دوليًّا جيد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن علاقات الدول لا تتخذ بناء على العواطف والحقوق، بل على المصالح والقوة، وبالتالي يجب ألا يكون طرق الباب الدولي هو الوحيد والرئيس، كما هو حاصل الآن.

اللعب على قضية المجتمع الدولي خطرة جدًّا؛ لأن الضعيف _وإن كان صاحب حق_ لا يحترمه هذا المجتمع الذي تتحكم فيه أمريكا، بل يحترم القوي ولو كانت ظالمًا، كما هو حاصل مع (دولة) الاحتلال، لذا يقتضي الأمر امتلاك أوراق قوة ضغط لثني أمريكا عن مواقفها المتحيزة.

إحدى أوراق القوة للشعب الفلسطيني هي جعل الاحتلال يدفع فاتورة عالية لاحتلاله واستيطانه، وجعلها مكلفة جدًّا، ولنأخذ العبرة حديثًا من طرد الاحتلال من جنوب لبنان وقطاع غزة، إذ قال شارون يومًا: "إن مستوطنات غزة الـ(22) هي مثل تل الربيع (تل أبيب)"، وإذا هو لاحقًا يهدمها بيديه ويخرج صاغرًا منها، بفضل قوى المقاومة الفلسطينية على اختلاف مشاربها وبرامجها وقتها.

"حواتمة" يوصي بحصار غزة!

المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. فايز أبو شمالة

أبلغنا مصر رفضنا إقامة منطقة تجارية حرية بين قطاع غزة ومصر، وسط أجواء الانقسام الفلسطيني، لأن هذا يخدم أهداف إسرائيل، حيث سيشجعها على إغلاق المعابر التجارية الستة التي تربط قطاع غزة ببقية الوطن الفلسطيني!

فأين هو الوطن الفلسطيني الذي يتحدث عنه "نايف حواتمة"؛ والذي يرتبط مع قطاع غزة بستة معابر تجارية؟ وهل هنالك معابر تجارية خلافاً لتلك المعابر الستة التي تربط بين قطاع غزة و"إسرائيل"؟ فكيف صارت "إسرائيل" هي الوطن الفلسطيني دون أن يعلم أحد؟ وهل هذا ما قصده "حواتمة"؟ أم قصد التعمية على المواطن العربي الذي لا يعرف تفاصيل الجغرافيا، فجاء "حواتمة" ليقول له، لا تصدق ما يقال عن حصار غزة، سكان غزة يكذبون! لأن هنالك ستة معابر تجارية تربط قطاع غزة ببقية الوطن الفلسطيني"؟

قد يقول أحدكم: لأن وطنية نايف حواتمة تفرض عليه عدم الاعتراف بإسرائيل، وعدم تلويث لسانه بالنطق باسمها، فاستخدم لفظة "الوطن الفلسطيني"، وهو يقصد بذلك كل الأرض التي اغتصبتها العصابات اليهودية سنة 1948، وأقاموا عليها دولتهم!

كنت أصدق هذا الكلام لو لم يقل نايف حواتمة في نهاية لقائه مع صحيفة الأهرام: يجب إعادة بناء العملية السياسية التي ستتكلل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4/6/ 1967، وعاصمتها القدس المحتلة، وأي تحرك في اتجاه آخر هو نوع من العبث والأوهام، لأنه لم يتبق في أيدي الفلسطينيين سوى 15% من مساحة القدس!

عندما تنحصر الحقيقية في العملية السياسية، ويكون ما عداها عبث وأوهام، بما في ذلك المقاومة! تكون مطالبة "حواتمة" بدولة فلسطينية على حدود 67، هي قمة الاعتراف بدولة اسمها إسرائيل على مساحة 78% من أرض فلسطين المغتصبة، فكيف يعترف "حواتمة" بدولة "إسرائيل" ويدعي أنه لا يعترف فيها في الوقت نفسه؟!

مربط الفرس في حديث "حواتمة" حين قال: لقد شعرنا بالسرور عندما أبلغنا الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المصري: أنه إذا كان ضرورياً إقامة منطقة تجارية حرة مع غزة، فليكن هذا بعد تحقق المصالحة الفلسطينية، وتشكيل حكومة تدير الضفة وغزة!

فكيف يكون نايف حواتمة" مسروراً لإقامة المنطقة التجارية الحرة بين قطاع غزة ومصر بعد تحقق المصالحة الفلسطينية!؟ وهو الذي قال في بداية اللقاء مع الصحيفة: إن المنطقة التجارية الحرة بين قطاع غزة ومصر تخدم أهداف إسرائيل؟ كيف يصير ذلك؟

يرد "حواتمة": نحن نرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة لحماس في قطاع غزة على أكتاف مصر، لأن هذا سيساعد إسرائيل على ابتلاع القدس والكتل الاستيطانية بشكل كامل!

من يشرح لنا هذا التناقض؟ فبينما يعترف "حواتمة" بتهويد القدس، وأنه لم يبق منها إلا 15%، يدعي بعد ذلك أن قيام دولة فلسطينية في غزة سيساعد إسرائيل على ابتلاع القدس والكتل الاستيطانية؟ فيكف يصير ابتلاع المبلوع مرتين؟ ولماذا لا تعترف بأن دعمك واصطفافك خلف مشروع عباس قد أسهم في ضياع القدس، وضياع الضفة الغربية وضياع كل فلسطين!

كل الفلسطينيين يعرفون أن الذي يقف ضد إقامة المنطقة التجارية الحرة مع مصر هو عباس وقيادة منظمة التحرير، وكل الفلسطينيين يعرفون أن الذي يحول دون فك الحصار عن غزة هو عباس قيادة منظمة التحرير، وكل الفلسطينيين يعرفون أن إسرائيل تعرف إن لها شركاء فلسطينيين يحرصون مثلها على حصار سكان قطاع غزة، بل وأكثر قليلاً!.

مأساة بطعم الخيانة!

المركز الفلسطيني للإعلام،،، لمى خاطر

لا بأس بأن يهينوا كرامتك الوطنية، لا بأس بأن يحوّلوك إلى متسوّل متحوّل عن قِبلة المقاومة إلى مصدر رغيفك، لا بأس بأن يجففوا في شرايين قلبك دم المروءة، وأن يغلقوا في روحك نافذة الضياء، وأن يخمدوا شمس أملك بغد ثائر!

لا بأس بأن يفعلوا كلّ هذا، لكنك إن فكرت بالخروج على تقاليد الأعراف (الوطنية) بنسختها الحديثة الرديئة فعليك أن تصطف تلقائياً في الخندق المعادي لمشروع الدويلة المسخ، قبل أن تصنفك أبواق التحريض فتاناً وحاقداً ومندسّا!

يحدث كل هذا في الضفة الغربية، في الساحة التي علا رصاصها في الأيام الخوالي لكي يؤسس مساراً مقاوماً متمرداً على تفاهمات المراحل القاحلة، فسرعان ما عاجل رصاصَها رصاصٌ غير ذي وهج، لونه لون التواطؤ، وريحه ريح الخيانة!

يحدث فيها أن يكذبوا عليك مرةً حين يوهموك بأن باب الحرية لا يدقّ بأيدٍ مضرجة بالدم، ويكذبوا مرّتين إذا ما حلفوا يميناً مغلّظاً بأنهم يمنحونك حقك في الاستياء والغضب والشتم وحتى الثورة، حتى إذا ما فرّغت غضبتك في وجوههم، وأخرجت من مكنونك صراحة أدهشتهم، وقلت لهم: قد انتهت صلاحيتكم وقد كفرنا بمشروعكم، رأيتهم يعاجلونك بفاتورة الحساب.. بإيام خلف زنازينهم تقتطع من عمرك إحساسك بجدوى النضال في سبيل وطن يهيمن عليه المارقون من الوفاء، وتحملك على بذل دمعك والتخلي عن نضارة روحك وأنت تعود من زنازين الاحتلال مكبّلاً بالسلاسل إلى زنازينهم!

يحدث أن تلام على نواياك وأحلامك، وأن تغدو مرمى لسهام الاتهام، وحمّالة يعلّقون عليها أزماتهم وخيباتهم وأوهامهم، ثم تصبح منادياً بالفتنة إذا ما قلت لهم لقد غافلتمونا فضيّعتم فلسطين، ولقد كسرتم بنادقنا حتى تمدد الاستيطان، ولقد أدمنتم الركوع حتى تمادى علينا أعداؤنا واعتلوا ظهورنا، ولقد شوّهتم وجه ثورتنا حتى صيّرتموها تجارة فاقدة البريق، لا تغري سوى المنتفعين ومصاصي الدماء، وما أكثرهم حول جيفة الدولة منزوعة السيادة!

هنا؛ لا اعتبار لقامتك إذا ما أبليتها في معاركة المحتل، ولا وزن لمشاعرك الوطنية حتى وإن كانت متدفقة وممتلئة غيرة واندفاعاً باتجاه قضيتك، ولا أهمية لتاريخك المقاوم إذا ما اصطدم بغوغائية الواقع.. بنفاقه وتضليله وغروب صدقه. عليك فقط أن تصغي لثرثرة كبير المفرّطين أو كبير النصّابين أو كبير المفاوضين، وأن تهزّ هامتك استحسانا، لأن تقرير مصيرك بين يديه، ولأنه منح نفسه حقّ تمثيلك وتحديد خطواتك وتصنيفك والتفكير عنك.

كم ترانا نحتاج من الوقت لنعي بأن ما بني على باطل سيظلّ باطلاً وإفكاً مبينا، حتى لو تلوّن بألوان علمك، وهتف لوطنك ليل نهار.. إنها باختصار مأساة بطعم الخيانة؛ خيانة البدايات، وخيانة الثوابت، وخيانة الذات الوطنية!

في فلسطين.. الخيانة «ليست» وجهة نظر

فلسطين الآن،،، ابراهيم حمامي

لا يوجد خطأ في العنوان ...

ونعم العنوان السابق كان: في فلسطين ... الخيانة وجهة نظر

على رسلكم فلا تناقض، واليوم كالأمس ولا تراجع...

بعد الموضوع الأخير احتج البعض على وصف ما يجري بالخيانة، أو أن الخيانة وجهة نظر، لم يتحفني أحدهم برد على ما ورد في المضمون، لكن من اعترض أعاد الاسطوانة المشروخة، اسطوانة التخوين والتجريح، والجائز واللائق، ودروس في الأخلاق وغيرها، أما عن الممارسات الخيانية اليومية من قبل سلطة العار، فصمتوا صمت الخراف!

اليوم نقول إن الخيانة ليست وجهة نظر، بل هي ممارسة فعلية ويومية وفي وضح النهار، يقوم بها أركان سلطة العار، شأنهم شأن من سبقهم في التاريخ من المتعاونين مع الاحتلال، لكنهم ابتدعوا ما يداروا به سوأتهم، فأصبحت السلطة المؤتمرة بأوامر الاحتلال سلطة وطنية، وأصبحت اللقاءات الأخوية على الطعام وفي أحواض السباحة والضحكات والعناق اشتباكاً سياسياً، والعميل العلني مناضلاً، والتنسيق الأمني الخياني تسهيلات للضرورة الوطنية، وغيرها من المخترعات والعبارات لتبرير الخيانة.

ولتوضيح الصورة، نتساءل وبوضوح شديد، ما الفرق بين سلطة أوسلو وروابط القرى، ما الفرق بين مصطفى دودين وحسن الخطيب مقارنة بعباس وفيّاض؟

وبعبارات أوضح: ألا يجمع الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وقواه أن روابط القرى ومن تزعمها خونة؟ ألم تعتبرهم منظمة التحرير عملاء ولاحقتهم وقتلت الكثيرين منهم؟ ما الذي تغير؟ ولماذا روابط القرى خونة بالأمس ومناضلين اليوم؟

لا نبالغ إن قلنا أن روابط القرى كانت من الناحية السياسية أقل خطراً وعمالة من سلطة العار اليوم، وبشكل مقصود ومتعمد لا يجد الباحث والدارس الكثير عن روابط القرى حتى لا تُعقد أي مقارنة مع عملاء المحتل وخدمه اليوم، وقبل أن يتبارى الغوغاء في كيل الاتهامات هاكم تلك المقارنة:

روابط القرى سلطة العار ملاحظات

المنشأ فكرة شارون عندما كان وزيراً للحرب في حكومة بيغن عام 1981 وأوطل المهمة إلى مناحيم ميلسون رئيس الادارة المدنية بشكلها الحالي أيضاً فكرة شارون بعد أن حاصر عرفات وجاء بعباس وفياض عام 2003 لا زال الاسم حتى اليوم هو الادارة المدنية ويشرف عليه من الجانب الفلسطيني حسين الشيخ

الصيغة حكم ذاتي للفلسطينيين طبقاً لاتفاقية كامب ديفيد حكم ذاتي محدود مقابل اعتراف بشرعية المحتل صيغة أسوأ وبمقابل

الطريقة إيجاد قيادة فلسطينية تعمل كوكيل للمحتل إيجاد قيادة فلسطينية تعمل كوكيل للمحتل وباسم الشرعية تم التنازل عن صيغة "بديلة" لصالح منظمة التحرير التي كانت تعارض وتخوّن روابط القرى

التسويق تسهيلات حياتية عن طريق مسؤولي الروابط، مشاريع اقتصادية واطلاق سراح أسرى ممن قاربت محكوميتهم على الانتهاء تسهيلات خدمية عن طريق مسؤولي السلطة، مشاريع اقتصادية لبناء دولة مفترضة، اطلاق سراح أسرى كبوادر حسن نية غالبيتهم من الجنائيين ما يجري اليوم تحت مسمى السلام الاقتصادي هو بحذافيره ما كان يفترض أن تقوم به روابط القرى

التمكين ميليشيات مسلحة تابعة لروابط القرى أجهزة أمنية مسلحة لقمع الشعب الفلسطيني وحماية المحتل يستخدمون اليوم مسمى الوطنية والقوى الأمنية حتى يتجاوز هؤلاء وصفهم بالميليشيات العميلة أو قوات لحد

المبدأ مشكلة الشعب الفلسطيني هي مشكلة فقر وبطالة مشكلة الشعب الفلسطيني هي الراتب والدولة المبدأ واحد، تجويع من أجل التركيع وربط الاقتصاد الفلسطيني بالمحتل

الإخراج إدارة تفرض بالتعيين من قبل المحتل دون دعم جماهيري سلطة تفرز من قبل الحركة الأكبر وتحظى بدهم جماهيري من خلال حركة فتح وباسم منظمة التحرير الفلسطينية اليوم يرفعون شعار وحدانية التمثيل والشرعية لقمع أي معارض لهم

المعيار منظمة التحرير تعتبرهم خونة وتصفي الكثيرين منهم منظمة التحرير تتزعم السلطة وتبطش باسمها بحسب معيار اليوم المعتمد لدى سلطة العار فإن دودين والخطيب هم مناضلين أبطال وبحسب معايير الأمس فرموز السلطة كلهم خونة!

المصادفة العجيبة أنه رغم بقاء شارون طرفاً في المعادلة، تغيّر الطرف الفلسطيني الذي كان رافضاً لروابط القرى معتبراً إياها أداة عميلة للإحتلال، خُلقت لتكون بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، تحول هذا الطرف الذي كان يدّعي الوطنية والنضال والكفاح المسلح إلى روابط قرى جديدة، تحت مسمى آخر هو "السلطة الوطنية" التي تبرر وتحلل كل شيء حتى المحرمات بحجة "المصلحة الوطنية العليا"، ومن المصادفة أيضاُ أن روابط القرى العميلة ساهمت في إطلاق عشرات الأسرى كإنجاز وحيد لتثبت جديتها، وهو نفس الإنجاز الوحيد الذي حققته سلطة أوسلو بإطلاق سراح عدة مئات ممن قاربت محكوميتهم على الإنتهاء.

الصحفي أحمد منصور لخّص ما جرى في مقارنة رائعة تدين روابط القرى القديمة والجديدة بقوله:

"العجيب، أن هؤلاء الوجهاء والمخاتير من روابط القرى، وبرغم أن بعضهم كان أمياً ولا يفقه في السياسة كما يزعم اليوم "وزراء" سلطة أوسلو، إلا أنهم كانوا على وشك الحصول من الاحتلال على حكم ذاتي متكامل في قطاع غزة والضفة الغربية وهو "إنجاز" كبير، مقارنة بما حققته حمائم منظمة التحرير التي أجهضت انتفاضتين وأزهقت آلاف الأرواح من أجل الوصول إلى غزة وأريحا، هذا في حال ما هبطنا بذواتنا إلى حضيض حمائم منظمة التحرير وكذلك روابط القرى، واعتبرنا بإن التنازل عن 80% من فلسطين في سبيل إنشاء حكم ذاتي ومهما كان متكاملاً، أو حتى دولة كتلك التي يريد الأوسلويون إعلاء صرحها وسط كنتونات قطاع غزة والضفة الغربية، واعتبرنا أن ذلك إنجازاً يستحق التسمية أصلاً.

نعم، إن روابط القرى كانت ستحصل على حكم ذاتي في كامل مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة، لولا أن هذه المنظمة التي كانت ترفع راية تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، تدخلت بقوة وأحبطت المشروع برمته بعد أن تمكنت من تصفية كل من له علاقة بروابط القرى، على اعتبار أنهم عملاء لكيان صهيون، حسب مصطلحات ثوار الأمس ـ "وزراء" اليوم.

و لم تكن قد مضت سنوات قليلة على إفشال منظمة التحرير لما أسمته حينها، بالمخططات والمشاريع التصفوية، إلا ووجدنا "الثوار" أنفسهم وقد خرجوا من رحم "ثورة حتى النصر"، للإعلان عن بدء مسيرة شد الرحال واللهاث خلف سراب ذات المخططات والمشاريع التي سبق وأن وصفوها بالتصفوية والمرفوضة، أي أنهم ساروا على ذات خطى روابط القرى العميلة".

يقول د. شكري الهزيّل في موضوع قديم له يعود للعام 2007:

حقا ما اسوأ من السئ وروابط القرى في الثمانينات الا روابط اوسلو في التسعينات ومطلع هذا القرن والوقت الراهن!!… انها روابط اوسلويه مُساومه وتبيع فلسطين في جميع اسواق العالم من واشنطن بوش ومرورا بتل بيب اولمرت وحتى قاهرة حسني مبارك!!! ..انها روابط اوسلويه مساومه ومتورطه في ضرب واجهاظ كل انواع واشكال المقاومه الفلسطينيه ضد الاحتلال الاسرائيلي!!!….انها صنيعة الاحتلال ولم يعُد لبس في الامر!: انها الجسر الذي تمُر من عليه مخططات اسرائيل نحو تدمير قضية الشعب الفلسطيني!!

لقد حدد شارون مهام روابط القرى في عام 1981 وعلى راسها مساندة الاحتلال في ادارة الشؤون المدنيه الفلسطينيه في الضفه مع بقاء وضعية الاحتلال كما هي، وما هو جاري اليوم ومنذ عقد من الزمان وتحديدا بعد أحداث غزه وهزيمة تيار دايتون، هو ان روابط السلطة الاوسلويه ورئيسها عباس تلبي مطالب وشروط اسرائيل وتقوم ما كان من المفروض ان تقوم به روابط القرى بقيادة مصطفى دودين في الثمانينات من القرن الماضي لابل إن وضع الشعب الفلسطيني السياسي والوطني في الثمانينات أفضل من الآن بألف مره وهو الوضع الذي سمح بدحر سريع وهزيمة روابط القرى!!..

سلطة وتخوم السلطة الفلسطينية الحالية لا تزيد في فحواها عن السلطات والصلاحيات التي منحت انذاك1981 وعُرضت من قبل إسرائيل على مصطفى دودين رئيس روابط القرى العميلة في مناطق الضفه الفلسطينيه في ظل الانسجام مع اتفاقية كامب ديفيد والحكم الذاتي المنصوص عليه في هذه الاتفاقيه!!..

وللتذكير هنا أيضا الحديث يدور هنا عن روابط سلطه فلسطينيه يحمل أعضاءها الفاسدين بطاقات خاصه تخولهُم التحرك والاستفادة من خدمات وتسهيلات وامتيازات إسرائيل عبر الحدود المحروم منها الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات!!, بمعنى صريح وواضح : الحديث يدور عن روابط اوسلويه مرتبطة بإسرائيل من جميع النواحي..

المهام الاسرائيليه والامريكيه التي لم تنجح روابط القرى بتنفيذها في الثمانينات من القرن الماضي، هي نفس المهام اللتي تحاول الروابط الاوسلويه تنفيذها في الضفة الفلسطينية وكامل الوطن الفلسطيني!!…هذا هو للاسف الواقع المُر وهذه هي الحقيقه المجرده ولا تحتاج لا لزركشه ولا تكحيل ولا يوجد اليوم اي مجال اخر من الاعتراف بهذا الواقع!!.. كُنا وكان الكثيرون من شعبنا يتحاشون الاتهامات جزافا خوفا على الوحده الفلسطينية، ولكن ماهو جاري اليوم يقطع الشك باليقين ولا يترك اي مجال اخر حول الاختيار بين نهج روابط الاوسلويين او الوطن الفلسطيني!!…إما روابط الاوسلويين او الوطن والحقوق الفلسطينيه!؟! وعلى الشعب الفلسطيني ان يتحمل مسؤوليته التاريخيه نحو قضيته!!!..

من الواضح ان روابط الاوسلويين قد فقدت البوصله والاتجاه واصبحت بعد طردها من غزه بكل وضوح تخدم الاجنده الاسرائيليه والامريكيه من جهه وتسعى الى تثبيت ثقافة الاستسلام والعَماله الموضوعيه كعمل مشروع ووطني من جهه ثانيه وبالتالي من الواضح ان روابط الاوسلويين اصبحت النقيض الجذري والسلبي لكل اشكال النضال والمقاومه الفلسطينيه، والحليف الموضوعي لكل اشكال الاحتلال والقمع التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني… القضيه لم تعد قضية تواطؤ او مجرد وجهة نظر لابل ان الجاري هو ان روابط الاوسلويين المهزومه وطنيا وفلسطينيا تحاول جر كامل الشعب الفلسطيني الى الهاويه التاريخيه والسياسيه!! – انتهى الاقتباس

ليس الفلسطيني استثناء، فما دخل المحتل والغازي والمستعمر يوماً إلى مكان ما، إلا وأنشأ منظومة من العملاء وتحت مسميات مختلفة، يجمعها دون استثناء خدمة المحتل وخيانة الوطن والقضية، والتاريخ مليء بأمثال سلطة العار، وللتذكير نورد بعضها حتى نبرز أين يقف عباس ومن معه في التاريخ والوطنية:

استخدمت أمريكا حربها على فيتنام بعد هجوم الفيتكونغ في مايو 1968 مجموعة من العملاء أسموها "بالقرى الإستراتيجية" التي بلغ عددها 16 ألف قرية و لكن ما لبثت هذه المجموعات إلا أن فشلت خلال سنتين من إنشائها.

وفي العراق اعتمد الأمريكيون على ما أسموه ب" مجالس الصحوات" والتي ما زال الخزي والعار يلاحق الذين كانوا جزءاً منها بعد أن تخلى عنهم المحتل.

وقد سبق نابليون بونابرت المحتل الأمريكي حين أسس مليشيات مسلحة لخدمة قوات الاحتلال الفرنسي في مصر وقاد تلك المليشيات "الصحوات" ضد أبناء مصر يعقوب المصري الذي نبذه المصريون واحتقروه، فطلب من نابليون أن يأخذه معه، حتى لو كان جثة هامدة.

وعبر التاريخ الطويل لعب العملاء أقذر الأدوار، حتى في زمن الفراعنة وتحديداً في عهد رمسيس الثاني الذي أعجب بوحشية وغلظة هؤلاء في تعاملهم مع الخصوم وفي إخضاع الشعب لأحكامه، وكذلك فعلت الإمبراطورية الفارسية والرومانية بل أصبح لديهم جيوش كاملة من المرتزقة والعملاء في كلا الإمبراطوريتين.

وفي الجزائر شكّل الفرنسيون ما أطلق عليه "الحركيون" وهم الجزائريون الذين ساندوا الجيش الفرنسي ضد المقاومة الجزائرية، وقد ألحقوا الكثير من الأذى بالمقاومة الجزائرية، إلا أنهم ما زالوا يوصمون بأنهم خونة ومنبذون في مجتمعاتهم.

ويتعامل الفرنسيون مع أحفاد هؤلاء داخل فرنسا بكثير من الإهانة والاحتقار، كما أن الحكومات الجزائرية المتلاحقة، رفضت عودة هؤلاء إلى الجزائر، رغم مرور عشرات السنين على هروبهم إلى فرنسا.

وفي يوم استقلال الجزائر 18/3/1962 وصف الجنرال ديغول "الحركيون" بكلمة شهيرة قال فيها "هؤلاء لعبة التاريخ، مجرد لعبة".

بالله عليكم هل بقي شك في أن الخيانة اليوم ليست فقط وجهة نظر، بل خيانة رسمية علنية بلباس وطني نضالي؟

لا نامت أعين الجبناء


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً