النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 484

  1. #1

    اقلام واراء حماس 484

    اقلام وآراء
    (484)

    الاربعاء
    18/12/2013


    مرج الزهور ... حكاية الصمود المنسية
    بقلم حسن أبو حشيش عن الرأي
    (٢١) عاماً على مرج الزهور
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي
    لماذا قطر وتركيا؟
    بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
    حماس شموخ وانتصار في زمن الهزائم والانكسار
    بقلم وصفي قبها عن المركز الفلسطيني للاعلام
    لماذا غور الأردن؟؟
    بقلم مأمون أبو عامر عن فلسطين اون لاين
    الحصار وصمة عار
    بقلم أيمن أبو ناهية عن فلسطين اون لاين
    ما يحتاجه الإسلامي الثائر في ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى
    بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام
    مجابهة الكوارث
    بقلم عصام عدوان عن المركز الفلسطيني للاعلام
    مصالحة ومقاطعة ودعم أوروبي غير مسبوق
    بقلم عصام شاور عن الرأي


    مرج الزهور ... حكاية الصمود المنسية
    بقلم حسن أبو حشيش عن الرأي
    في 17-12-1992 م كانت فلسطين عامة وحركة حماس خاصة على موعد مع حدث مفصلي كان له ما بعده، إنه القرار الإرهابي الصهيوني بإبعاد اكثر من 417 مواطن فلسطيني الغالبية العظمى منهم ينتمون لحركة حماس والبقية ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي . ونذكر للتاريخ أن قرار الإبعاد جاء بعد عملية نفذتها حماس في ذكرى انطلاقتها السنوية وهي خطف مقاتل صهيوني لتبادله بأسرى فلسطينيين. ما ميز الحدث هو أن جزء كبيرا من المبعدين هم قادة كبار، ومثلوا كل محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة . لستُ مبعدا، ولكن اذكر الحدث كفلق الصبح، فهو جاء في يوم عاصف ممطر ومثلج على فلسطين، وكنا في مخيم الشاطئ تحت قرار الاحتلال بمنع التجوال . علم الناس بالأبعاد ربما قبل أن يعرف المبعدين وجهتهم وهم محاصرون في ناقلات لساعات طويلة . قرار خلق حالة من التحدي لدى شباب الانتفاضة، ورفع وتيرة الإصرار على استكمال الطريق، وكنا نسمع قول الكثير من المواطنين :" كلنا حماس " .
    كان الإبعاد فتحا لحركة حماس في الداخل، فزادت شعبيتها، وفرزت القيادة السرية لحماس قيادات جديدة في كل التخصصات، ودخل اسم حماس وفعلها في كل بيت من بيوت الشعب الفلسطيني في الداخل، وأذكر ان عيد الاضحى الاول بعد قرار الإبعاد تسلمت الجمعيات الاسلامية أكبر كمية أضاحي في تاريخ عملها، وتم توزيع الأضاحي لكل بيت من بيوت مخيم الشاطئ حيث اسكن وهذا ينسحب على الكل الفلسطيني ... وكان الإبعاد فتحا لحركة حماس في الخارج، فلقد جمع كل القيادات في الداخل في مكان واحد، وباتوا محط انظار العالم فزارتهم وفود من كل التيارات الإسلامية والعربية والعالمية، ومنهم قادة حماس في الخارج، ليتم بحث ونقاش وتطوير العمل الحركي والوطني، وترتيب الكثير من الأوراق، وتحولت من المحلية للعالمية، ودخل خبر حماس وفلسطين في كل بيت مضر وبيت وبر، وفي كل بيت عربي وبيت أعجمي، وبان اسمها في كل وسائل الإعلام العالمية قبل العربية .
    لقد ساهم الإبعاد في تغير الصورة النمطية السيئة التي زرعتها بعض الفرق الفلسطينية في الوسط اللبناني، حيث عانى من ذلك المبعدين في البداية، ورفض القرويون الشيعة والسنة والدروز التعامل معهم مستحضرين التصرفات المسيئة السابقة لغيرهم ... لكن رويدا رويدا اكتشف الشعب اللبناني ان لفلسطين وجه آخر هو الأصلي والحقيقي، وجه طاهر ونظيف ومقاوم وأخلاقي، فكان الوفاق والتعاون فتحولت الصورة النمطية لصورة ذهنية ايجابية .
    كما كان قرار القيادة الحكيمة على لسان القائد التاريخي الشيخ الفاضل عبد الفتاح دخان : ( عضوا على الصخور ولن ندخل لبنان او نترك مكاننا إلا نحو العودة ... النقل بالمعنى ) له الاثر الكبير في صمود المُبعدين في مرج الزهور، واجبار العالم والاحتلال على تطبيق قرار الامم المتحدة 779 القاضي بعودة المبعدين وقد عادوا على دفعتين بينهما ثلاثة شهور .
    محطة مرج الزهور من المحطات الفاصلة في تاريخ المُقاومة الفلسطينية، وفي تاريخ حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولها بعد الله الفضل في الذيوع والانتشار والتعمق في الحركة الوطنية والحركة السياسية العالمية ... لذا نجد من الأهمية أن تُسجل وتُخلد, وتُوثق، وتُدرس، ويتم تداولها للأجيال كي يعرفوا صنيع قادتهم وآبائهم وإخوانهم، ويُبنى عليها نحو التطوير . أقول ذلك لأنني أرى أنها محطة منسية، وغير مُهتم بها، وقد تضيع وهي في صدور القادة الذين قضى جزء منهم نحبه والآخر ينتظر. كل التحية لمن رسم الطريق وسجل التاريخ . وسط ثلوج وجبال مرج الزهور على الحدود الشمالية بين فلسطين ولبنان .





    مصالحة ومقاطعة ودعم أوروبي غير مسبوق
    بقلم عصام شاور عن الرأي
    أعلنت كاترين اشتون _مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي_عن حزمة "غير مسبوقة" من الدعم السياسي والاقتصادي والأمني للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل الاستمرار في عملية التسوية، وحذرت (إسرائيل) من الإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة كما حذرت السلطة من الانسحاب من المفاوضات. اشتون أوضحت بأن استخدام تعبير "غير مسبوقة" قصد منه إرسال إشارة قوية بأن الاتحاد الأوروبي يرغب بشدة للتوصل إلى اتفاق،ولكننا نعلم بأن الاتحاد الأوروبي " محرم عليه" التدخل في مسار التسوية إلا بالحدود التي تسمح بها بل وتطلبها الولايات المتحدة الأمريكية،والاتحاد يستخدم سياسة العصا والجزرة مع السلطة الفلسطينية أما ما يقال عن تحذيرات لـ(إسرائيل) فلا قيمة لها.
    مصادر وصفتها القدس العربي بـ" المطلعة جدا" أكدت بأن ثلاث دول عربية تغلق الباب في وجه السيد خالد مشعل وتقاطع حركة "حماس" مساندة لسلطة الانقلاب في مصر وبسبب تهمة المس بالأمن القومي المصري التي توجهها سلطة الانقلاب للحركة، ولكن المصدر ذاته أكد بأن الأبواب الموصدة قد تفتح لمشعل وحركته إذا ما حصل تقدم على صعيد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية دون معارضة شديدة من قبل حماس، وإذا صدقت القدس العربي وصدقت أخبارها فإن ذلك يعني أن الدول العربية المشار إليها تشارك الاتحاد الأوروبي في الضغط على الأطراف الفلسطينية المختلفة خدمة لـ(إسرائيل)، ويعني كذلك أن الانقلاب المصري يمكن ان يغفر لـ " حماس" من أجل العدو الإسرائيلي، أما تهمة المس بالأمن القومي المصري فهي تهمة باطلة ولا بد من التأكيد على ذلك باستمرار، كما نؤكد بأن المقاومة الفلسطينية ليست بحاجة إلى طرق أبواب أقفالها إسرائيلية.
    ونختم بخبر وكالة "معا" التي كشفت حسب مصادر " مطلعة" بأن حركة حماس أبلغت الرئيس محمود عباس موافقتها رسميا على تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مدتها ستة أشهر حسب طلب حماس _على ذمة الوكالة_ تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. لم نسمع نفياً للخبر_حتى كتابة هذه السطور_ من حركة حماس ولكننا لا نعتقد بصحته لأن المصالحة مجمدة و لأن ما جاء لا يتوافق مع اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة، ونعتقد أن الخبر مجرد محاولة للعب في ورقة المصالحة والتقارب من حركة حماس ردا على الضغوط التي تمارسها جميع الأطراف الخارجية ومنها الولايات المتحدة ضد منظمة التحرير والرئاسة الفلسطينية.













    (٢١) عاماً على مرج الزهور
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي
    نحن اليوم على مسافة (٢١ عاما) من مرج الزهور. كان الإبعاد مساء يوم ١٦/١٢/١٩٩٢ ، كان هدف رابين من الإبعاد معاقبة قادة حماس وقادة المقاومة، وشل قدرة من خلفهم من كوادر وأفراد عن الاستمرار. ولكن بعد أقل من عام ثبت لرابين و لحكومته خطأ القرار، وفشله في تحقيق الأهداف التي قصدت منه. واستطاع (٤٢٥ مبعداً ) أن ينقلوا معركتهم مع المحتل الى الإطار الدولي، وأن يحاصروا رابين وحكومته والسياسة الصهيونية العنصرية حصارا غير مسبوق، ودخلت دولة الاحتلال في عزلة دولية غير مسبوقة، وهنا نصحت الإدارة الاميركية رابين بالتراجع عن القرار وإعادة المبعدين، وتلقى رابين نصائح مماثلة من أوروبا ومن مراكز أبحاث إسرائيلية، ومن ثمة عاد المبعدون الى ارض الوطن منتصرين، بعد عام واحد من الإبعاد.
    لقد انتصر المبعدون لأنهم امتلكوا مجتمعين إرادة النصر، وأعدوا له ما استطاعوا، وتوكلوا على الله، فتحول مخيم مرج الزهور الى المخيم الأشهر في العالم، و الأكثر مقاومة في العالم، والأكثر تنظيما في العالم، وكان المخيم الأسرع عودة الى الوطن، والأكثر محاصرة لفكرة الإبعاد الجماعي القسري ، فلم يعد بمكنة قادة الاحتلال أن يكرروا فعل الإبعاد القسري مرة أخرى.
    في الذكرى (٢١) لقصة الإبعاد يجدر بنا أن نسترجع دروسها، وأن نناقشها في مدارسنا، وأن نعلم أبناءنا أن آباءهم كانوا رجالا : لا يقبلون الضيم، ولا يعطون الدنية في دينهم، مهما كانت التضحيات، وهنا يجدر أن نترحم على قادة مرج الزهور ممن غادرونا بعد أن تركوا لنا ميراثا من القيادة والكرامة، ونذكر منهم ( عبد العزيز الرنتيسى، وإسماعيل أبو شنب، وحامد البيتاوي.. وآخرين. نذكرهم جملة حتى لا ننسى واحدا منهم رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته.
    سقط الإبعاد القسري الجماعي في عام واحد ، ولم يسقط الحصار وقد شارف على سبع سنوات، والسبب في ذلك أن الوحدة الوطنية التي توفرت في مرج الزهور لم تتوفر بشكل كامل في مواجهة الحصار، حيث يمكن الإشارة المباشرة بالأصبع لأطراف فلسطينية وعربية مشاركة في الحصار بشكل أو بآخر، وربما تحرض الآخرين على الاستمرار به. وبالتالي فأنا أقبل القول القائل بأن الحصار عربي فلسطيني أكثر منه إسرائيليا أو دوليا، لأن بمكنة العربي والفلسطيني تفتيت الحصار والضحك على اللعبة الإسرائيلية، وإفشال الحصار.
    الحصار لعبة ستنتهي ، وسينتصر الشعب على الحصار، كما انتصر رجال مرج الزهور على الإبعاد، بوحدتهم، وبإرادة النصر التي امتلكوها وعملوا من أجلها في أقسى البيئات وأصعب الظروف. إرادة الشعوب تنتصر عادة حين يظفر الشعب بقيادة تستحق نصر الله، ولينصرن الله من ينصره.











    مجابهة الكوارث
    بقلم عصام عدوان عن المركز الفلسطيني للاعلام
    بالرغم من وجوب الإشادة بجهود الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة والدفاع المدني والبلديات خصوصاً، وحالة التكاتف والتكافل المجتمعي الناصعة، وأداء الإعلام المميز لتغطية أحداث العاصفة الماطرة التي ضربت قطاع غزة والمنطقة، إلا أنه من الضروري تسليط الضوء على الوجه الآخر للأزمة. فقد كشفت الموجة مدى هشاشة البنية التحتية، وضعف الموانع الصناعية التي من شأنها منع تدفق مياه البرك إلى الشوارع وبيوت الأهالي. كما أظهرت مدى حاجة القطاع لفرق إنقاذ مدربة لتساعد الدفاع المدني في عمله الإنساني، والتي ستتدخل بشكل فوري في حال وقوع كوارث طبيعية أو حروب، و لاسيما في المناطق الحدودية.
    لقد أشرت إلى ضرورة توفير فِرَق إنقاذ متطوعة ومدرَّبة، في مقالي "فرق الإنقاذ ضرورة وطنية" بتاريخ 4/1/2011م، والذي دعوتُ فيه إلى إيجاد البدائل المناسبة للقيام بمهام الإسعاف والدفاع المدني في المناطق الحدودية. مع توفير أدوات الإسعافات الأولية اللازمة. وأدوات استخراج الجرحى بأمان. وأدوات التواصل عن بُعد.
    لقد كشفت الموجة الأخيرة عن ضرورة إحاطة برك المياه الامتصاصية بجدران خراسانية عالية أشبه بالسدود، وتشييد سدود على الوديان القادمة إلى قطاع غزة خصوصاً في المنطقة الوسطى، وتجهيز جسور عائمة يمكن نشرها بسرعة عند حالات الفيضان. يوماً ما كان بمقدور غزة أن تُدخل آلاف الأطنان من الإسمنت المصري عبر الأنفاق، لكن هذه السدود والجُدُر لم يتم بناؤها ولم يتم تخزين الإسمنت اللازم لها، فهل نتعظ؟
    لقد أثبتت الموجة الماطرة بأن جهود المقاومة لا يجب أن تنحصر في المجال العسكري فقط، فإن كوارث لا تقل خطورة عن الحروب بمقدورها أن تضعضع الأوضاع الداخلية بشكل مفاجئ وخطير، وتربك الجبهة الداخلية، وتنشط معها الإشاعات المغرضة والمتصيدون في الماء العكر الذي تأتي به الفيضانات القادمة من جهة العدو. إنها حرب من نوع آخر. أحسب أننا أبلينا فيها بجهد بشري راقٍ ومحمود، أظهر روح التكافل في مجتمع المقاومة. لكنها أظهرت هشاشة التقنيات والبنى التحتية، والحاجة إلى الأيدي المدرَّبة والمجهَّزة.
    إن على وزارات الداخلية والصحة والشباب والأشغال والقطاع الأهلي مسئوليات تجاه شعبها المرابط لبلوغ حد الكفاية، فدونه تقصير سيسألنا الله تعالى عنه، الأمر الذي يقتضي وضع خطة عمل وقائية والبدء بتنفيذها حالاً قبل أن تدهم القطاع أزمة أخرى فلا ينفع عندها الندم.
    إن القيام بهذه الأعمال هو في صلب المقاومة، وفي صُلب العمل الإنساني الواجب تقديمه في فترات الكوارث والحروب. وإن درهم وقاية خير من قنطار علاج.










    لماذا قطر وتركيا؟
    بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
    التساؤل مشروع، وهو حق للجميع, لماذا كل هذا المديح الذي تنشره حماس ومؤيدوها ومناصروها تجاه قطر وتركيا ,بل انتقل إلى مستويات شعبية واسعة، وهنا يتوجب الحديث عن الوقائع قبل معرفة هل حماس محقة بهذا المديح أم أن هناك أمراً آخر.
    تقف قطر اليوم موقفاً مشرفاً من القضية الفلسطينية والفضل يعود لحركة حماس التي جلبت قطر إلى الوقوف لجانبها إنسانياً ووطنياً وعربياً وأتى أميرها إلى غزة وقدم ما قدم من مساعدات لم تقدمها سابقا دول عربية, بل دول أجنبية رصدت مليارات الدولارات لمشاريع هي أقل بكثير مما قدمت قطر,و إن مشروع إنشاء البنية التحتية في غزة دليل على ذلك.
    الموقف القطري الأخير ومد يد العون أمر مهم ويحق مدحها عليه ,وإن لم يكن لما قدمت بل لموقفها حينما تخلى عن غزة القريب والبعيد ,بل من رتع يوما بنعيمها واستملاك المباني والفلل والعقارات، والشركات الكبرى ، بل طلب لذاته ما طلب نظير حل أزمة الكهرباء التي كان فيها الحل القطري الإبداعي الذي ساهم في معالجة وتخفيف معاناة المواطنين.
    الشأن، ذاته مع تركيا التي لو لم يحسب لها إلا أنها أرسلت يوما أبناءها ليستشهدوا في البحر دفاعا ومناصرة لغزة لكفى، هي اليوم تقف الموقف الإنساني ذاته ليتجسد الموقف العربي المتمثل بقطر والإسلامي المتمثل بتركيا التي سارع رئيس حكومتها ذو الشكيمة العثمانية إلى مد يد العون لغزة بعد أن أعطى موقفاً إسلامياً آخر فيما يتعلق بما يحدث في بعض الأقطار العربية ,والذي وصل لدرجة خسارة تركيا ملايين الدولارات نتيجة هذه المواقف ,لكنها تصر على الموقف الإنساني ذاته في الوقوف إلى جانب غزة.
    الصوت هنا واحد شكرا قطر وشكرا تركيا وما زال الفلسطيني ينتظر أن يقولها للجوار العربي ليكون جسرا للوصول إلى العالم العربي والإسلامي لتبقى القضية الفلسطينية هي النبراس للثوار العرب لإتمام ثوراتهم التي رفعت شعاراً واحداً أن فلسطين هي العنوان والشعار الخالد "فلسطين حرة عربية.














    ما يحتاجه الإسلامي الثائر في ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى
    بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام
    دائمًا كان الإسلاميون، خاصة أولئك المنتسبون لتيار الإخوان المسلمين، بحاجة إلى التفكر فيما حدث في كانون أول/ ديسمبر من العام 1987 في فلسطين، وإن كانوا لسنوات قريبة من الحدث يحيّونه بفخر لا يخلو من إسناد ودعم، وتبجيل مستحق لهذا الحدث المذهل (طفل الحجارة في مواجهة دبابة شمشون الجبار)، لكنهم ولوقت طويل، تعاملوا مع الحدث، أو مع دلالاته، وكأنه أمر يخص الفلسطينيين وحدهم، وفي أحسن الأحوال يخص هؤلاء الواقعين تحت الاحتلال الأجنبي، كما هو الحال مع الجهاد الأفغاني؛ الذي كان محل افتخار لوقت طويل، افتخار ببندقية الكلاشنكوف التي تواجه قوة كونية مدججة بالسلاح النووي.
    إذا تعلق الأمر بالممكنات، فهل يمكن للحجر أن يقارع الدبابة؟ ثمة صورة ذات دلالة رمزية هائلة على هذا المشهد الفلسطيني، فداود هنا فلسطيني، في مواجهة جالوت "الإسرائيلي"، كما رغب الكثيرون في تصوير المشهد، ما يعني أنه على مستوى الحكاية الإنسانية، ثمة تصور لقدرة الضعيف على اجتراح الفعل من صحراء العدم، وعلى المستوى الإسلامي هذه القصة أكثر حضورًا، في تضافر بديع مع بقية القصص القرآني داخل التصور الإسلامي الذي يدفع نحو القيام بالواجب، مع تصوير فذ لحجم المفارقة بين الدور المطلوب من الحق المجرد من القوة الظاهرة، في مواجهة الطغيان المدجج، {قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى * قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى}، هكذا يكاد يكون جل القصص القرآني، وهكذا كانت قصة نبي الإسلام، وهكذا قرأ الإخوان المسلمون كثيرًا في «في ظلال القرآن»، بيد أنه، وللمفارقة أيضًا، لم يكن بين الفلسطينيين النبي داود، ولا هم جيش يقوده ملك، فليس ثمة نبي يوحى إليه وتحوطه عناية ربانية أكيدة.
    في لحظة ما، لا حقيقة للممكن، إلا القيام بالواجب، وهذا الذي فعله الفلسطينيون وإسلاميوهم في كانون أول من العام 1987، فقد كفوا عن انتظار الجيوش العربية المخلّصة، وعن رجاء حياة جديدة لصلاح الدين، أو بعث مستعجل للمهدي المنتظر، بل وكفوا عن بكاء خروج الثورة الفلسطينية من لبنان العام 1982، وتأكد إسلاميوهم، وتحديدًا الإخوان منهم، أنه لا معنى لمزيد من الانتظار، أو الإعداد، أو التربية، أو بناء المؤسسات، فحتى التجربة التربوية والإيمانية لا تتم إلا بالممارسة الجهادية، واقتحام تعقيد الواقع، وأدرك الإسلاميون أن الممارسة العملية مكون من مكونات الفكرة، وأن الجدران الموصدة تُهدم ولا يبحث فيها عن شقوق أو نوافذ، إنك إن لم تُعمل معولك في الجدار الصلد، ستبقى تائهًا تبحث عن شق فيه، وإن وجدت ستبقى محكومًا لمنطق الجدار ومن رفعه.
    وإذا كان الانعزال، قد رفع جدارًا بين الإسلاميين الفلسطينيين وقضيتهم والفعل والمساهمة والتأثير فيها، فإن التسليم بواقع الجدار، أو البحث عن فرصة في شق فيه، ستلغيهم تمامًا، لأن الجدار سيزداد ارتفاعًا وسمكًا، في الوقت الذي سيخسرون فيه أنفسهم وهم ينحشرون في ذلك الشق الضيق الذي تركه لهم باني الجدار.
    كانت التحديات كبيرة أمام فلسطينيي العام 1987 في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، كما كانت أكبر أمام الإخوان المسلمين الفلسطينيين الذي أعادوا صياغة أنفسهم في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي بدأت بلا أي إمكانات ولا تجربة سابقة في العمل النضالي، ومن بعد الحجر والهتاف والإضراب، كانت البندقية الوحيدة التي طافت في بداية تسيعنيات القرن الماضي قطاع غزة والضفة الغربية، لنراها اليوم جيشًا مقاومًا في غزة، وحكومة، وحركة تملأ جهات الدنيا الأربع صيتًا، وكيانًا لا يمكن تجاوزه، وكل ذلك تم قبل أن تبني الحركة شبكة من العلاقات الدولية، أو تحظى بشيء من الدعم الإقليمي.
    الذي فعله الفلسطينيون أنهم عادوا إلى ذواتهم، تبصّروا أجسادهم، وتحسسوا ذرعانهم، وأعادوا اكتشاف حناجرهم، ووجدوا أنهم يمكنهم رمي الحجر على الدبابة، والهتاف في المظاهرة، بينما تذكر الإسلامي الفلسطيني أنه مطالب بتقوى الله قدر الاستطاعة، وتقوى الله في هذا المقام هي القيام بواجب الجهاد، وواجب الجهاد مستطاع برمي الحجر، ففي كل الأحوال يحصل إبراء الذمة أمام الله، ويختبر المرء قدرته المجردة من القوة الظاهرة، ويبقى الأمل أن تفتح هذه التقوى، أي القيام بالواجب، بوابة العلم والرزق والفرج، وهو هنا العلم بسواء السبيل، والرزق بالسلاح، والفرج بالنصر.
    لا ندري اليوم هل يستذكر الإسلاميون، خاصة في بلاد الثورات، هذا الحدث الثمانيني من القرن الماضي الذي لا يزال مستمرًا، ويكأنه آية كبرى؟ فإن استذكروه فكيف؟ فالمقام اليوم ليس مقام تفاخر بحماس الفلسطينية التي أعذرت ذلك الإسلامي العربي إلى الله، ولا بمقلاع الطفل الصغير الخارج لتوه من درسه المسجدي، وإنما بما في هذا الحدث المستمر منذ العام 1987 إلى اليوم من دلالة باهرة على قدرة الضعيف صاحب الحق، وعلى تصديق الواقع لحكاية التاريخ وقصة القرآن واستجابته للأمر الرباني.
    ربما كان مفهومًا، أن يقضي الإسلاميون زمنًا في البحث عن شقوق في الجدار الذي رفعه أمامهم الطاغية الذي هو من بني جلدتهم، لكن بعد الثورات، وبعد أن تمثلوا فلسطيني العام 1987، وإن كان بلا وعي حاضر لتوه، في ساحات وميادين وشوارع تونس ومصر واليمن وسوريا، هم اليوم أحوج ما يكون للتأمل فيما فعلوه في لحظة ما، وما فعله ذلك الفلسطيني في تلك اللحظة، وهو أن الممكن الوحيد في لحظة ما هو القيام بالواجب، وسوى ذلك من بحث عن الممكنات هو هامش على هذا الممكن الأصلي، وأن من البحث عن الممكنات ما هو تقليل من الواجب أو تفريط فيه، أو من التولي الذي يوجب الاستبدال، وأن الذراع العاري قادر على هدم الجدار، لكن الجدار سميك ومرتفع، والذراع عارية، إلى درجة تتطلب وقتِا طويلاً من الضرب، ودمًا هائلاً ينزف من هذه الذراع، بيد أنه وإن استمرت الذراع في هدم الجدار، لن يترمم هذا الجدار بعد ذلك أبدًا.. إن خلاصة هذه الرسالة، لا تنتظر أيها الإخواني المصري انشقاقًا في الجيش، ولا أنت أيها المقاتل السوري عونًا من أمريكا، فخلاصك في ذراعك، بلا مساومات، فما غدر بذراع العام 1987 إلا مساومة العام 1993.
    ملاحظة ليست ختامية: أظهر الفلسطينيون في مواجهة العاصفة الجوية الأخيرة من التراحم والتكافل ما ذكرنا بشعب انتفاضة العام 1987، وأظهرت كل من حماس والجهاد بأذرعهما بما فيها المسلح في مواجهة ذات العاصفة، ذلك الدور الذي تقوم به حركات التحرر الوطني تجاه حاضنتها الشعبية، حتى إزاء الكوارث الطبيعية، وليس غريبًا أن ما يذكرنا بدور فصائل الانتفاضة الأولى هي تلك الفصائل التي استمرت على نهج الانتفاضة الأولى، ومع ذلك فإن الفلسطيني اليوم لا يقل حاجة عن أخيه العربي الثائر في استذكار آية العام 1987، وغدر المساومة، بل هو أحوج.















    في ظلال الذكرى السادسة والعشرين لانطلاقتها
    حماس شموخ وانتصار في زمن الهزائم والانكسار
    بقلم وصفي قبها عن المركز الفلسطيني للاعلام
    نعيش هذه الأيام ظلال الذكرى المباركة لانطلاقة حركة العطاء والتضحيات، حركة الطهر والنقاء، حركة الشموخ والانتصار، حركة العزِّ والوفاء، حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس، وها هي بعد عقدين وستة أعوام قد ازدادت صلابة وقوة وتعززت مصداقيتها، وارتفعت أسهمها واتسعت قاعدة شعبيتها وجماهريتها، بالرغم من سنوات الحصار الطويلة والمحاولات العديدة والمتكررة لاستئصالها وإقصائها ، وبالرغم من العدوان الإسرائيلي الغاشم والهمجي من خلال حربين شرستين على قطاع غزة واستهداف مباشر لوجود حماس فيها، وبالرغم من الضغوطات والمؤامرات المحلية والإقليمية والدولية إلا أنَّ حماس نجحت في إفشال كل المخططات الني تستهدف وجودها وتستهدف القضية الفلسطينية برمتها، واستطاعت الحفاظ والثبات على مبادئها التي أعلنتها منذ انطلاقتها عام 1987م، والتمسك بتوابت وحقوق الشعب الفلسطيني حتى باتت السياج الحامي لهذه الثوابت والحقوق.
    لقد تعرضت حماس ومنذ انطلاقتها إلى عملية تشويه مبرمجة حتى وصلت الأمور بحركة فتح حد الطعن بشرف حماس الوطني، كما وتعرضت إلى عمليات من الاحتواء والترهيب والترغيب ومحاولات متكررة لتطويعها وحرفها عن نهجها المقاوم وجرها إلى مستنقع المفاوضات الآسن، إلا أنها استطاعت بفضل الله أولاً وبحكمتها وحنكتها وسعة صدرها من تجاوز كل ما أحيك لها من مؤامرات ونُصب لها من أفخاخ، وفي مرحلة ما فقد أبدت مرونة في التكتيكات جسَّدت وعياً نضالياً ووطنياً وسياسياً، وأكدت على أنها لن تنكسر ولا يمكن ابتزازها، ولن تستجيب للاشتراطات الرباعية الدولية للاعتراف بإسرائيل، وأن الشعب الفلسطيني من حقه أن يقاوم الاحتلال بكل الوسائل والصور والإمكانات المتاحة، وهذا ما كفلته الشرائع السماوية وكل القوانين والمواثيق الدولية.
    إن حماس وهي تعيش ظلال انطلاقتها وقد ألغت الاحتفالات الرسمية بهذه الذكرى العطرة والطيبة استشعاراً منها بما يمر به الشعب الفلسطيني من أزمات وحصار وكوارث لتؤكد أنها الأكثر التصاقاً بهموم شعبها والأكثر إخلاصاً في حمل الهم الفلسطيني والتعبير عن طموحات هذا الشعب العظيم، إنها تؤكد أنها ستبقى الشجرة طيبة الثمر، دائمة الخضرة،وارفة الظلال، عميقة الجذور يستظل بها ويأكل من ثمر عطائها وتضحياتها الكل الفلسطيني، شجرة عصية على القلع والاستئصال، شجرة يرميها الخصوم من أبناء الجلدة بالحجر فتعطيهم الثمر عطاء وتضحيات، صمودا وثباتا وانتصارا وعزة وكرامة، ولله درك يا حماس، ما أعظمها من حركة، وقد فشلت وتحطمت كل المؤامرات للنيل منها أو تحجيم دورها، فهي تُشكل الرقم الصعب في المعادلة السياسية الفلسطينية والإقليمية وهي رأس حربة المقاومة والعمود الفقري لها، وما صمودها الأسطوري في وجه أعتى قوة بطش وقتل وإجرام وتحطيمها لأسطورة الجيش الذي لا يُقهر والذي استخدم قوة غير مسبوقة وأسلحة فتاكة ومحرمة دولياً أحدثت دماراً هائلاً في حربين شرستين إلا دلالات وممارسات وأفعال على أرض الواقع أنها رأس المقاومة الحقيقية والشريفة للشعب الفلسطيني، وها هي قد أجبرت جيش الاحتلال للانسحاب دون أن يُحقق أهدافه من عدوانه على غزة وشعبها وحماسها ومقاومتها، وهذا كله تأكيد على أن هذه الحركة هي ضمير الشعب وهي التعبير الحقيقي عن آماله وطموحاته، وأن الشعوب التي لديها حركات مقاومة كحماس لا تُقهر ولا تُهزم.
    لقد أبدعت حماس وعلى مدار سني عمرها في ميادين المقاومة والاستشهاد، كما وأبدعت في ميادين السياسة وخدمة الشعب من خلال الاضطلاع بالمهام والمسؤوليات والأمانة التي حمَّلها إياها الشعب الفلسطيني من خلال انتخابات المجالس المحلية والبلدية والتشريعية، الأمر الذي جعلها تبدع وتتألق وهي تتعاطى مع الشأن الفلسطيني وعلى كافة الأصعدة فقد ترجمت بالقول والفعل ما بين السياسي والمقاوم بحنكة وحكمة وجرأة وشجاعة غير مسبوقة في تاريخ وسير حركات التحرر والمقاومة، فقد سارت في برنامج التغيير والإصلاح من خلال إعلان ثورة على الفسادين المالي والإداري في مؤسسات الشعب الفلسطيني ورفض تدخلات الاحتلال بالشأن الداخلي للشعب, وعدم الاستجابة لشروط الرباعية في الوقت الذي أكدت فيه على قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على الحدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967 وضمان عودة اللاجئين وتبييض السجون من كل الأسرى والمعتقلين مقابل هدنة تطول أو تقصر مع حق الاحتفاظ للأجيال القادمة لتقرر ما تريد وفق الظروف وتحديداً. فيما يتعلق بالأراضي المغتصبة عام 1948.
    وعلى صعيد الجهاد والمقاومة , فإن حماس التي بدأت بكتاب الشعار والحجر والمقلاع وتفجير حرب السكاكين وبطلها عامر أبو سرحان، إلى الكمائن المسلحة والرصاص وأبهى صور الجرأة والشجاعة مع الشهيد عماد عقل، إلى عمليات المواجهة ومروراً بالعمليات الإستشهادية إلى تصنيع الصواريخ والعمليات النوعية والتي جاءت إحداها بالجندي الإسرائيلي شاليط أسيراً من خلال عمليه الوهم المتبدد والتي عكست نجاحاً وانجازاً عسكرياً وأمنياً يصعب تحقيقه من قبل أكثر قوات الكوماندوز نظاماً وتدريباً, فما تجسد في العملية من حسن التخطيط وجرأة ودقة التنفيذ وتحقيق الأهداف قد أذهل القيادة العسكرية الإسرائيلية التي تعتبر نفسها رائدة العمل العسكري والأمني, وهذا بشهادة كل المراقبين والخبراء العسكريين بأن مجاهدي حماس يتمتعون بلياقه بدنية وتربية عقائدية وأخذاً بأسباب القوة والمنعة مما يجعل منهم مقاتلين متمرسين وقد غرست فيهم قيم البذل والعطاء والتضحية والشجاعة ولسان حال كل واحد منهم يقول " الموت في سبيل الله أسمى أمانينا", كما أن قدرة حماس على امتصاص كل الضربات التي وجهت لها, وإعادة بناء قوتها العسكرية وتحديثها المتواصل لما تمتلكه من أسلحة يجعل فيها رقماً صعباً وقوة لا يمكن أن يستهان بها وتجاوزها.
    إن خروج حماس من معركة الفرقان منتصرة يؤكد على النجاح في البقاء حيث أنها عصية على الاستئصال، والثبات على المبادئ والتمسك بها، وحماية الحقوق والعمل المتواصل لتحقيقها، وحفظ الثوابت وتشكيل سياج آمن لها، وقد جاءت حجارة السجيل لتقطع الشك باليقين أن هذه الحركة هي خير من يدافع عن القضية والحقوق الفلسطينية، وهي التي انطلقت من رحم جماعة الإخوان المسلمين وجاءت لتراكم على عطاءات وجهاد وتضحيات المتطوعين من الإخوان الذين قدموا ضمن كتائب المجاهدين من مصر وسوريا والأردن والعراق في حرب عام 1948 حيث سجل سفر النضال والجهاد الفلسطيني صفحات من نور لمجاهدي الإخوان في التبة86, والفالوجا, والعسلوج, وصورباهر, وتبة اليمن, والقدس, والخليل , وقد روَّت دماء شهداء الأخوان الطاهر رمال غزة هاشم وثرى فلسطين الطهور.
    إن حركة حماس قد كشفت عورة النظام العربي الرسمي الذي هُزم في أقل من ستة أيام أمام جيش الإحتلال، وذلك من خلال صمودها في وجه الاحتلال والمؤامرات والمكائد الدولية, وها هي اليوم محور وعمود مشروع النهوض العربي الإسلامي الذي أخد أبعاداً جديدة من خلال انطلاقة ومسيرة وثبات حماس، مستلهماً تجربة حماس التي تنهل من معين الإسلام الصافي وتستمد قوتها الروحية منه ومن عمقها الإسلامي في إطار فهمها للقضية الفلسطينية وفق منطق وطني يستند إلى الأساس الديني وهي تتعاطى مع مفهوم الوطنية على أنه مكون من مكوناتها الأيديولوجية الإسلامية وأحد أبعاد القضية الفلسطينة.
    إن حركة بحجم حماس وما تتمتع به من شورى وانضباط أكثر من غيرها ليجعل منها حركة متماسكة وموحدة بموقف سياسي موحد بعيداَ عن الاجتهادات التي تأتي في سياقها الطبيعي ومن خلال الحوارات الداخلية وبغض النظر عن درجة سخونتها, فإن كل ذلك يعكس أنها حركة حية تبدع في صناعة القرار من خلال آليات مشروعة لصناعة القرار وعلى أُسس ديمقراطية الأمر الذي يُسقط بين أيدي شانئي حماس بأن هناك تباينا وخلافا داخل الحركة ويبقى أن نقول أن المتتبع لحماس منذ ميلادها وانطلاقتها قبل ستة وعشرين عاماً بأنها ألأكثر أمانة وإخلاصاً ومصداقية والأحرص على الحقوق والثوابت الفلسطينية وأنها الأكثر تعبيراً عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني وهي الحركة التي تحمل هموم الشعب وتسعى لتوفير سبل العيش الكريم له والحفاظ على عزته وكرامته وهي الأكثر التصاقاً بهمومه وقضاياه وبالتالي فهي تعبر عن نبض الشعب وضميره، لذلك نراها اليوم وفي ذكرى انطلاقتها السادسة والعشرين أنها شموخ وانتصار بالرغم من المكائد والحصار وفي ظل الهزائم والانكسار.




    الحصار وصمة عار
    بقلم أيمن أبو ناهية عن فلسطين اون لاين
    قطاع غزة مازال يقع تحت حصار منذ سبع سنوات متواصلة، وحصار قطاع غزة يعني حصار ما يقارب المليونين من الناس، يعانون شح المواد التموينية والدوائية، ومستلزمات الحياة الأساسية كالكهرباء والمياه، وتعطيل الصرف الصحي الذي نتج عنه تلوث بيئي وانتشار الأوبئة والأمراض (... إلخ).
    والواضح والفاضح لهذا الحصار هو صمت العالم عليه، الذي يرى هذه المأساة والكارثة الإنسانية التي حلت بأهالي قطاع غزة، ويقف متفرجًا، ولم يفعل شيئًا على الإطلاق، فلماذا هذا الصمت وهذا السكوت الدوليان على جريمة حصار شعب بأكمله؟!، هل ينتظر العالم لحظة موت جماعي لأهالي قطاع غزة؛ حتى يصدر مجلس الأمن قرار إدانة يعطل بـ(الفيتو) الأمريكي؟!، أم أن مجلس الأمن سيصدر قرارًا بفتح عزاء لضحايا الحصار من أهالي قطاع غزة؟!
    والسؤال: لماذا يفرض الحصار على شعب واقع تحت الاحتلال؟!، وما هو السبب يا ترى؟، وهل ذنبهم أنهم مرة واحدة فقط مارسوا في حياتهم الانتخابات والحياة الديمقراطية حتى يعاقبوا جميعًا على ذلك؟!، أم أن السبب هو فوز حركة حماس في هذه الانتخابات، وتسلمها مقاليد الحكم، مع العلم أنها كانت انتخابات نزيهة 100% شهد العالم أجمع على نزاهتها؟، فإذا كان هذا هو السبب فلماذا العقاب الجماعي لأهالي قطاع غزة؟ !
    هناك من يعتقد أن السبب في معاقبة أهالي قطاع غزة هو انتخابهم لحركة حماس، مع العلم أن الذي انتخبها ليس أهالي قطاع غزة فقط، بل كل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، وهناك اعتقاد ثانٍ أن الحصار بسبب وجود حركة وحكومة حماس في قطاع غزة، واعتقاد ثالث أن الحصار بسبب تزعم حركة حماس المقاومة.
    على أية حال كل هذه الاعتقادات صحيحة وملامسة للحقيقة، وإنها بأم عينها هي الأسباب الحقيقية لحصار قطاع غزة، ولا أعتقد أن الهدف من الحصار هو إنهاء أو إقصاء حركة حماس؛ لأن هذا صعب, والجميع يدرك هذا جيدًا؛ فحركة حماس أصبحت من أهم اللاعبين سياسيًّا، ولا يمكن الاستغناء عنها أو تهميشها في الساحة الفلسطينية والإقليمية، بل إن الهدف من حصار غزة تركيع الشعب الفلسطيني؛ لإجباره على تخليه عن حقوقه وثوابته الوطنية، وجعله يفكر فقط في قوت يومه.
    فالعالم بصمته وتفرجه على هذه الجريمة يعد مشاركًا فيها جنبًا إلى جنب مقترفيها، لكن ثمة إيضاح يجب على الجميع معرفته، وهو أنه ليس كل أهالي قطاع غزة ينتمون لحركة حماس، وإنما هم أناس عاديون يودون أن يعيشوا حياة عادية كباقي البشر في جميع أنحاء العالم، وأن يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية في التنقل من قطاع غزة وإليه، عبر منافذ القطاع البرية والبحرية والجوية.
    ومن المؤكد أن الحصار المفروض على القطاع يمثل عقوبة جماعية، وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، بل هو جريمة بحق الإنسانية، وفقًا للقانون الإنساني والدولي.
    قد تختلف التسميات المتعلقة بتوصيف الواقع الحالي، لكن هذا الواقع في جوهره متماثل، سواء أكان في القطاع أم في الضفة، فالوضع الراهن في قطاع غزة يشكل بداية لكارثة إنسانية؛ لأن توقف محطات توليد الكهرباء منذ عدة أسابيع كانت له آثاره السلبية وربما المأسوية على المواطنين، ويضاف إلى ذلك الحصار الخانق برًّا وبحرًا وجوًّا على القطاع.
    والمطلوب _دون شك_ هو فك الحصار وفتح كل منافذ القطاع على العالم، وهنا نذكر بأن هذه المنافذ تشمل إضافة إلى معبر رفح (وهو بوابة القطاع على مصر والعالم) مطار غزة وميناءها البحري، هذا فضلًا عن الحواجز بين غزة وأراضي الـ(48)، وخصوصًا حاجز بيت حانون الذي من المفروض أن يكون شريان الاتصال بمسارين شمالي وجنوبي نحو الضفة الغربية، والأردن ومنها إلى العالم، فيما لو كانت الظروف اعتيادية، ولو نفذ الاحتلال الاتفاقيات المعقودة مع السلطة الفلسطينية بهذا الخصوص.
    لقد طال أمد هذا الحصار الجائر، وآن الأوان لإنهائه بمشاركة كل اللاعبين الفلسطينيين والإقليميين والدوليين؛ لأن استمراره يبقى وصمة عار في تاريخ الإنسانية، وشاهدًا على عجز المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته في وضع حد لهذه المعاناة التي لا مبرر لها، ولا جدوى منها، ومن هنا إن على الأسرة الدولية أن تعمل على فك الحصار، وتسهيل تنقل الفلسطينيين من القطاع وإليه عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، وأن تعيد الحياة الطبيعية لأهالي قطاع غزة برفع حصار الاحتلال كلية.





























    لماذا غور الأردن؟؟
    بقلم مأمون أبو عامر عن فلسطين اون لاين
    جاء الكشف عن التعثر الأخير في المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي نتيجة للمطالب الإسرائيلية بتواجد عسكري في منطقة غور الأردن، ليكشف عن عودة (إسرائيل) إلى المبادئ الأساسية لنظرية الأمن الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة والحلول المقترحة لهذه المشكلة، فمنذ أن طرح وزير الخارجية الإسرائيلي يغال آلون بعد عدوان 1967م ما يعرف بخطة "آلون" أو ما يعرف بالحل الإقليمي بهدف الوصول إلى الحل السياسي مع العرب وكحل للقضية الفلسطينية، والتي جاء فيها أنه لكي يتحقق الدمج بين حلم سلامة البلاد من ناحية جيو-إستراتيجية مع إبقاء الدولة يهودية من ناحية ديموغرافية، يتطلب هذا فرض نهر الأردن حدودا شرقية للدولة اليهودية.
    هذا الواقع يدفعنا إلى النظر إلى الأهمية الجيو-إستراتيجية للضفة الغربية بالنسبة للأمن الإسرائيلي، وبالنظر إلى هذا الواقع نجد أن الضفة تمنح من يسيطر عليها تفوقًا إستراتيجيًا في أي مواجهة محتملة نتيجة أي هجوم محتمل على (إسرائيل)، صحيح أنه من غير المنظور حاليًا أن يقع مثل هذا الهجوم، لكن حالة الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة تؤدي إلى حالة من عدم اليقين والشك في المستقبل، خاصة بعد ثورات الربيع العربي وما تبعها من تطورات سريعة تنبئ بضرورة الاستعداد لكل الاحتمالات، وأنه لم يعد هناك خيار مستبعد في هذه المنطقة. لذلك بنظرة سريعة إلى الواقع الطوبوغرافي للضفة الغربية التي تتشكل من منطقة جبلية يبلغ عرضها في خط جوي حوالي 50 كم، ويصل ارتفاعها إلى 1020م، وتسيطر الضفة على المنطقة الحيوية في (إسرائيل) والتي تضم حوالي 70% من سكان (إسرائيل)، وحوالي 80% من المشاريع الصناعية الإسرائيلية الموجودة في منطقة ساحلية ضيقة لا يزيد عرضه عن 14- 20كم. وبحسب تقديرات الخبراء الإستراتيجيين فإن الدفاع عن هذه المنطقة يصبح صعبًا كلما أصبحت الأسلحة أكثر تطورًا وسرعة. ولذلك فإن (إسرائيل) لا يمكنها قبول أي تواجد عسكري غربي نهر الأردن غيرها، ولذلك تسعى (إسرائيل) إلى الاحتفاظ بخط دفاعي محصن من قوات عسكرية إسرائيلية تمكنها من الصمود 48 ساعة حتى الانتهاء من التعبئة العسكرية. وهذا يتوافق مع ما ذهب إليه عوزي دايان، النائب الأسبق لرئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية الذي قال إن ضم غور الأردن إلى (إسرائيل) يحقق لها الأمن والاستقرار، وأضاف أن مناطق الدفاع الحيوية لـ(إسرائيل) توجد فقط في غور الأردن، ولابدَّ أن يكون تحت سيادة (إسرائيل)، وإذا لم تكن هناك سيادة إسرائيلية على غور الأردن، فإن الأمن لن يتحقق على المدى البعيد.
    وأوضح دايان أن هذه المنطقة تلبي الاحتياجات الأمنية الأساسية، بداية من الحفاظ على عمق إستراتيجي عرضي لـ(إسرائيل) من نهر الأردن وحتى البحر المتوسط بمسافة 64 كم، يمثل حماية لسكان (إسرائيل) من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والدفاع ضد أي هجوم محتمل على )إسرائيل) من جهة الشرق. (إسرائيل) تدرك أن إمكانية قبول الطرف الفلسطيني لوجود قوات إسرائيلية في مناطق السلطة سيقوض أي حل سياسي بين الطرفين، لذلك فإن عودة (إسرائيل) إلى طرح هذه الأفكار التي تجاوزها التاريخ يؤكد عدم استعدادها لتقديم تنازلات ذات شأن، وتمسكها برؤيتها القديمة للمشهد الإقليمي من واقع واحد وهو أن (إسرائيل) هي دائما وبالرغم من كل قدراتها العسكرية تعاني من تهديد وجودي، وأنه لا يمكن الوثوق بأي ضمانات أخرى في الدفاع عن أمنها. جانب آخر قد يكون له التأثير الكبير في عودة (إسرائيل) إلى طلب وجود قوتها في منطقة غور الأردن نابعة من قلق إسرائيلي من التوجهات الوحدوية التي تسيطر على وجدان كل عربي ويزداد الأمر خطورة في الحالة الفلسطينية في ظل التواجد الفلسطيني الكبير على الأراضي الأردنية، الأمر الذي يقلق الإسرائيليين بأن يستغل الفلسطينيون الظروف في لحظة ما لإقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي تشكل تعبيرا عن الآمال الفلسطينية. ستكون تداعياته خطيرة في حال سيطرة قوة متشددة على هذه المساحة من الأرض، وهي بالتالي تجرد السلطة الفلسطينية من أي قدرة على التحرك بمواجهة (إسرائيل) إذا لزم الأمر أي أنها تحتف لنفسها بحق محاصرة الفلسطينيين، هذا الواقع يشير إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تتبنى المقولة التي أطلقها يغال الون. هذا يعني أن (إسرائيل) ستبقى مصممة على مواقفها السابقة بالمطالبة بالتواجد في منطقة غور الأردن إلا إذا حصلت على الضمانات الكافية لحل هذه المعضلة. لكن لا أحد يعلم إلى أي مدى ستذهب (إسرائيل) إلى الوصول لتسوية لهذه المعضلة والإدارة الأمريكية تطرح هذا الأمر على السلطة الفلسطينية ؟

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 425
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:00 AM
  2. اقلام واراء حماس 411
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:14 PM
  3. اقلام واراء حماس 410
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:13 PM
  4. اقلام واراء حماس 409
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:12 PM
  5. اقلام واراء حماس 407
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •