النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 495

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 495

    اقلام وآراء
    (495)

    الثلاثاء
    31/12/2013


    الأغوار والامتحانات العسيرة
    يوسف رزقة/ الرأي
    مزاد التصريحات
    لمى خاطر / فلسطين الان
    فك ارتباط أم فك رقبة؟
    صلاح حميدة / المركز الفلسطيني للاعلام
    اندفاع على طريق الندامة
    فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
    الوفاء للصحفي الفلسطيني...عتب ونصيحة
    حسن أبو حشيش / الرأي
    أي كلام لك نصدق يا توفيق؟
    فايز أبو شمالة / المركز الفلسطيني للاعلام
    "إسرائيل" وأعدائها التاريخيين
    محمد شكري / فلسطين الان
    تصفيـة القضـية الفلسـطينيـة
    رشيد حسن / الرسالة نت















    الأغوار والامتحانات العسيرة
    يوسف رزقة/ الرأي
    الأغوار امتحان عسير لخيار المفاوضات. هو ليس الامتحان الأول. الامتحان الأول ربما كان في القدس، والثاني ربما كان في المستوطنات الكبرى والصغرى، والثالث ربما كان في الحدود، والأهم منها، وكلها مهمة، كان في حق العودة، والمؤجل منها لفترة قريبة هو يهودية الدولة. هذه هي المفاوضات مجموعة من الامتحانات العسيرة تعمل في قلب الثوابت الفلسطينية. إن مجرد قبول الفلسطيني بدخول الامتحانات العسيرة، والمشاركة في إيجاد حلول لها، هو انتصار إسرائيلي، وانتحار فلسطيني.
    ما الذي جرأ مجلس وزراء نيتنياهو على الموافقة على مشروع قانون ضم الأغوار الى دولة ( اسرائيل) الذي تقدم به ( ميري ريغف)، تمهيدا لنقله الى الكنيست لأخذ موافقته ؟! ربما تعددت الإجابة، ولكن الأصح منه يكمن في موافقة المفاوض الفلسطيني على بقاء المستوطنات الكبرى في القدس والضفة على حالها وضمها الى ( اسرائيل )، تحت مشروع تبادل الأراضي الذي شارك المفاوض الفلسطيني في رسم معالمه.
    إن رضوخ المفاوض الفلسطيني للأمر الواقع في موضوع المستوطنات والحدود تحت مضحكة تبادل الأراضي أغرى الطرف الإسرائيلي على سن قانون لضم الأغوار تحت حجج أمنية.
    قبل أيام من الإعلان عن مشروع قانون الأغوار تقدم كيري الى الفلسطينيين بخطة أمنية تستبقي جيش الاحتلال في الأغوار لعشر سنوات قابلة للتمديد، وقابلة للانسحاب التدريجي. خطة جون كيري لا تنفصل عن مشروع قانون الضم الذي وافقت عليه حكومة نيتنياهو، ولكن مشروع القانون يمثل السقف الأعلى في الرؤية الإسرائيلية.
    لذا فإنه من الخطأ ان ينظر الفلسطيني الى مشروع القانون على أنه عملية ضغط للقبول بخطة كيري الأمنية، وانه يتعارض معها، وأنه إجراء إسرائيلي لتفجير المفاوضات.
    إنه لا تعارض بين خطة كيري ومشروع القانون في المخرجات النهائية. المفاوضات في هذا الملف محصورة بين سقفين كلاهما يدمر مفهوم السيادة، والاستقلالية، سواء انتهت الى خطة كيري، أو الى قانون ريغف.
    في كل الامتحانات العسيرة التي دخلها المفاوض الفلسطين بسقف وطني، انتهت بتنازلات لا وطنية قزمت الحقوق الفلسطينية. هذا يصدق في ملف حق العودة، وملف المستوطنات، وملف المعابر، وملف الأمن، وملف السيادة. لذا يجدر بالفلسطيني ان يعترف علنا بأن المفاوضات ما كانت يوما خيارا وطنيا منصفا، ولن تكون خيارا وطنيا منصفا، وأن الفلسطيني خسر ٧٨٪ من أوراقه وحقوقه في اليوم الاول من جلوسه للامتحانات العسيرة التي أسموها مفاوضات ظلما، وخسر ٥٠٪ مما تبقى في اليوم التالي، لأن المفاوضات لا تكون تحت تهديد السلاح، أو تحت تهديد الأمر الواقع، والقبول به كرها.
    حين عقب عريقات على قانون الأغوار لم يدعو الى وقف المفاوضات أو الانسحاب منها، بل دعا الى ما أسماه ( سلاح ؟!) الانضمام الى المؤسسات الدولية؟ سلاح عريقات ليس فتاكا، وهو لا يزيد عن حركة بهلوانية للخديعة، تماماً كما يخدع الساحر عيون المتفرجين.
    لا حل لملف الأغوار، أو غيره من الملفات، بغير الخروج الغاضب من المفاوضات، والعودة الى الإرادة الشعبية، وتفعيل الخيارات الوطنية. فقد ثبت باليقين أن المفاوضات أكذوبة، وأنها طريق إسرائيلي لفرض الاستسلام، والتوقيع على الرؤية الإسرائيلية للحل. وفي الوقت نفسة ليست المفاوضات طريقا سليما لأنقاذ ما يمكن إنقاذه كما يزعم بعض سدنتها.




    تصفيـة القضـية الفلسـطينيـة
    رشيد حسن / الرسالة نت
    كشف جون كيري أوراقه بالكامل، ولم يعد بقادر على أن يخفي ما في جعبته، فالحل الذي تطرحه واشنطن، أو بالأحرى الحل (الإسرائيلي) الذي تتبناه، يعني بعبارة واحدة تصفية القضية الفلسطينية، وتأبيد الاحتلال (الإسرائيلي)، أي بقاء الجيش (الإسرائيلي) في الأرض الفلسطينية المحتلة، وإقامة دولة مؤقتة دون الانسحاب من شبر واحد من هذه الأرض، وبقاء القدس تحت السيادة (الإسرائيلية)، مع السماح للفلسطينيين بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وشطب قضية اللاجئين؛ ما يعني تثبيت الوضع الحالي بموافقة السلطة الفلسطينية.
    كيري أو بالأحرى الإدارة الأميركية متمسكة بهذا الحل، أو إن شئت اقرأ اللاحل، وتضغط على السلطة الفلسطينية للقبول بمقترحات نتنياهو، مع استمرار المفاوضات إلى الأبد حتى يتم الاتفاق على إطار، ومن ثم التفويض على قضايا المرحلة النهائية، وهذا سيستغرق وفقاً لاستراتيجية العدو عشرات السنين، وبهذا تكون الأفعى الصهيونية قد ابتلعت الأرض الفلسطينية، ولم يبق منها إلا الأطلال.
    هذه الخطة تكشف حقيقة واحدة تمثل استراتيجية العدو، وهي شطب القضية الفلسطينية من خلال تكريس الاحتلال على كافة أجزاء فلسطين من البحر إلى النهر، وهي خطة حزب الليكود اليميني المتطرف، وهو ما كشف عنه زعيمه نتنياهو في كتابه مكان تحت الشمس، معتبراً أنّ قيام دولة فلسطينية في الأرض المحتلة عام 1967، يمثل خطراً وجودياً على دولة "(إسرائيل)، إذ يصبح مطار بن غوريون في مرمى أسلحة هذه الدولة.
    ومن هنا، فإن استعراض سريع لملف المفاوضات وما حفل ويحفل به من وقائع ومفارقات، يشي بأن المناورة (الإسرائيلية) تصب في هذا المربع ، ويفسر رفضها المطلق لإقامة هذه الدولة.
    إن كافة من اطلعوا على وثيقة كيري وخاصة أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، والأستاذ محمد حسنين هيكل، يؤكدون أن هذه الوثيقة، أو ما يطلقون عليه الحل الأمني، هي تصفية للقضية الفلسطينية، ويربطون تزامن إعلانها بما يجري في العالم العربي من مستجدات خطيرة تنذر بنشر الفوضى الهدامة.
    إن تدمير الأقطار التي تمثل الثقل العربي مثل العراق وسوريا والجزائر ومصر.. إلخ يصب في مصلحة العدو الصهيوني، ويشكل إيذاناً بتصفية قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية.
    باختصار... إن رفض قيادة السلطة الفلسطينية لوثيقة كيري- نتنياهو لا يكفي، ولا بد من اتخاذ الخطوات الجريئة الحاسمة لإطلاق ثورة شعبية عارمة؛ لإفشال هذه المؤامرة الخطيرة، وقلب الطاولة في وجه العدو الصهيوني وحليفته واشنطن وتحرير الأرض وإقامة الدولة وحق العودة، بعد أن دخلت المؤامرة القذرة مرحلة التنفيذ.

    مزاد التصريحات
    لمى خاطر / فلسطين الان
    لعلّها المرة الأولى التي يحتشد فيها ذلك العدد من النسخ الكربونية لناطقي ما يُسمى بفصائل المنظمة، وعلى رأسهم حركة "فتح"، لإدانة ارتباط "حماس" بجماعة الإخوان المسلمين، ومطالبتها بفكّ هذا الارتباط لكي تصبح حركة تحرر وطني، (يستثنى من ذلك الجبهة الشعبية التي أصدرت لاحقاً بياناً استدراكياً عقب تصريح رديء لأحد ناطقيها)!
    المسلّي في الموضوع أن قراءة تلك التصريحات التي عرضتها إحدى الوكالات في تقرير واحد سيفيدك في تذكّر أسماء كل الفصائل الفلسطينية، حتى تلك التي لا تسعفك ذاكرتك في استحضار آخر مرة قرأت فيها اسمها، ثم تكتشف أن لدينا كفلسطينيين ثراءً كبيراً في أسماء الفصائل وعددها، وكذا في مدى الثقة التي يتمتّع بها ناطق باسم فصيل مجهري وهو يقرر أنّ على حماس أن تعيد النظر في مرجعيتها الإخوانية إن أرادت أن تصنّف كفصيل وطني!
    هكذا إذن؛ يجتمع أرباب مشاريع بيع فلسطين، مع ممثلي اليسار (صاحب الامتداد الخارجي)، مع حفنة من المجاهيل وطنياً، في صعيد واحد، وتذوب خلافاتهم أمام الخطر المحدق بمشروع تحرير فلسطين، والمتمثّل بعلاقة حماس الفكرية بتنظيم الإخوان المسلمين!
    ولا يسع المرء الاستغراب وقد ظهرت هذه القضية الآن على الساحة، لتشغل نفراً رديئاً وانتهازيًا من السياسيين، ومن خلفه حفنة من المأجورين عديمي الحياء (الوطني والأخلاقي)، الذين انشغلوا بالتنظير للفكرة والتحريض على حماس و(ارتباطاتها) وتصدير هذه القضية للواجهات الإعلامية، بهدف خلق حالة من الرأي العام ترى في الحركة مكوّناً غير وطني، يستتبعها نشوء وتنامي موجة كراهية عميقة داخل المجتمع، على غرار ما حدث في بلدان أخرى أهمّها مصر!
    هذا الهدف المأمول من تلك الحملة الرخيصة قد لا يجد له صدى فعلياً على أرض الواقع، لكنّ السكوت عنها وتمريرها بحجة وعي الجمهور وثقته بحركة حماس التي عاين فعلها في إطار مشروع التحرر لا يصحّ كذلك، والأهم من إصدار التصريحات المنكرة والمستهجنة، أن تعي حماس حقيقة خصومها على الساحة، وألا تبالغ في التعويل على إمكانيات تلاقٍ واسعة مع بعضهم، لأن من يسمح لنفسه بنفي وطنيتك وإنكار تضحياتك الهائلة في مجالي المقاومة والتصدي لمشاريع التصفية سيسهل عليه في أي وقت أن يبرر إقصاءك بدموية وشطبك من الوجود إن أُتيح له ذلك. والأمر ذاته ينطبق على من يغلّب عقده الأيديولوجية على اتفاقك السياسي معه، فيبدو أقرب إلى من يختلف معهم سياسياً منك، ويبدو مستعداً لأن يغفر لهم خطاياهم أو يتناساها أو يقلل من فداحتها مقابل تمتين الجبهة المناوئة لك.
    ليس مطلوباً من حماس أن تتقوقع على ذاتها ولا أن تهدم جسور الثقة مع الآخرين (إن كان هناك ما تبقى منها أصلا)، لكنّها مطالبة بأن تتصدى بعناد لكل محاولات حشرها في خانة الدفاع عن الذات، وألا تُسرف في إحسان الظنّ بمن يتحيّن الفرص لطعنها في ظهرها، لأن تلك الحملات المشبوهة تصبّ في الهدف ذاته الذي يعمل عليه الاحتلال عبر ملاحقته الحركة وإبقائها معزولة ومدموغة بالإرهاب، ليسوّغ كل إجراءات الحصار والتضييق والضربات المتواصلة لبنائها وعناصرها!
    لن أتحدث حول الأولويات التي كان ينبغي أن تبصرها فصائل المنظمة، وتحديداً الفصائل التي تدّعي انحيازها للمقاومة، لأنني أدرك أنها أصغر وأقلّ تأثيراً من أن تملك إحداث بصمة في أي شأن أو قضية، فهي – وكما هو حال غالبية تشكيلات أحزاب اليسار والعلمانية العربية- تقول ما لا تفعل، ولا تفعل ما يستحقّ التقدير أو يسهم في إنجاز تقدّم من أي نوع.
    غير أنه لا بدّ من تذكيرها بأن حماس في فلسطين أنموذج إخواني مختلف، لأنه متقدّم عملياً على التجارب الإخوانية الأخرى، بل كان على الدوام رافعة للحركة الإسلامية العالمية، فالحركة التي بدأت مواجهة الاحتلال من العدم ودون إسناد خارجي، ثم راكمت تجربتها الجهادية إلى أن غدت قوّة المقاومة الأولى وحاضنتها الأهم، هذه الحركة لن تسلّم رقبتها للقطاء السياسة ولن تتراجع رهبة أمام طوفان أمنياتهم الخرقاء، حتى لو كانت الدبابة الصهيونية رهان بعضهم الوحيد لكسر شوكة الحركة وإنهاك قوامها وتجريدها من قوّتها!
    ومن لا يُضيره أن يقف على أرضية الاحتلال ذاتها سيكون بإمكانه أن ينتعش وينتشي لبعض الوقت، ولكن عليه في المقابل أن يحجز مكاناً أبديّاً على لائحة العار السوداء وألا يتوقع تجاوز خطيئته مع مرور الأيام وتوالي المراحل!







    "إسرائيل" وأعدائها التاريخيين
    محمد شكري / فلسطين الان
    إسرائيل لا تنسى أعدائها التاريخيين، خاصة أولئك الثابتين، الذين يعتبرون أن كل نفس يتنفسونه في حياتهم لا داعي له إذا لم يكن في سبيل إنهاء وجودها أو على الأقل بتر أي أمل لها في التوسع وبسط سيطرتها وزيادة نفوذها في المنطقة، يعزز ذلك إقدامها على اغتيال القائد في القسام أحمد الجعبري وهو الذي تتهمه بوقوفه خلف عملية خطف شاليط ومفاوضات التبادل الشاقة التي خاضها وانتهت بالإفراج عن ألف أسير، لم تنسى إسرائيل هذا الثأر أبدا.
    وإذا تحدثت عن العداء التاريخي معها ستجد أن إسرائيل لا زالت تذكر تلك المعارك التي خاضتها جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا من أوائل الجماعات التي جاءت للمشاركة في قتالها ودحرها عن أرض فلسطين.
    ما يحدث في مصر اليوم من اعتبار جماعة الإخوان المسلمين من الجماعات الإرهابية ودعم إسرائيل المتواصل لذلك، كان نتيجة إيمان الجماعة العميق بعدم شرعية وجود إسرائيل على أرض فلسطين وتحريض الجماعة الدائم من أجل قتالها ودحرها، كان آخر ما حدث على هذا الصعيد خطاب الرئيس مرسي الشهير أيام الحرب الأخيرة على غزة الذي هدد فيه وبشكل واضح أنه لن يصمت على اراقة الدماء الفلسطينية منوها أنه لم ينسى القدس والأقصى في يوم من الأيام معيدا للقضية مركزيتها بعمقها الإسلامي والعربي، فكان ما كان من دعم للإنقلاب عليه وتعزيز لمن قادوا الإنقلاب ضده.
    أيضا ذلك الرجل الذي كلما شعرت إسرائيل أنها ستتلقى ضربة في القريب العاجل من حركة حماس تحديدا، ذكرت "الضيف" الإسم الذي ارتبط تاريخيا وجملة وتفصيلا بشل أمل العدو الصهيوني للعيش بأمان على أرض فلسطين.
    ما يحدث في قطاع غزة وغلافه المحتل بالإضافة للضفة المحتلة في الأسبوع الأخير يوحي بحالة من عدم الاطمئنان تعيشها الأطراف المعنية سواء في قلب دولة الاحتلال أو في قطاع غزة، أو في الضفة المحتلة، ويظهر ذلك من خلال التصعيد الإعلامي الدائم والمستمر من قبل العدو الصهيوني، فهو لم يتوانى عن إصدار التصريحات المهددة تجاه قطاع غزة، والتي يأتي في معظمها تفصيلا لما يمكن أن تقدم عليه حماس سواء كان على حدود القطاع أو في الضفة المحتلة، وتجلى ذلك واضحا حينما صرّح العدو بالإرتباط الوثيق بين تصاعد العمليات المقاومة في الضفة وبين القيادي في القسام محمد الضيف، وأنه يقف خلف كل ذلك، كما أن الإدعاء بأن الرجل صاحب قرار المرحلة في تصعيد العمليات ضد العدو يعزز ما تحدثت به أن إسرائيل تحاول وبشكل حثيث تصفية حساباتها مع أعدائها التاريخيين، خاصة أنها تعلم يقينا أن قرار حماس مؤخرا بات متحررا من التوقف على شخص بعينه.
    الأحداث الإقليمية الواقعة اليوم توضح بشكل كبير أن إسرائيل تعرف أعدائها بشكل جيد وتعرف أين تركز وتوجه جهودها من أجل توجيه الضربات لهم، ليبقى السؤال المطروح، ماذا يفعل أعداء إسرائيل الحقيقيين والتاريخيين لمجابهة كل هذا المكر والدهاء الصهيوني المدعوم أمريكيا وعربيا والذين اعتدنا منهم على طريقة تفكير استثنائية في كل مرحلة جديدة من مراحل الصراع.

    فك ارتباط أم فك رقبة؟
    صلاح حميدة / المركز الفلسطيني للاعلام
    دعا عدد من السياسيين الفلسطينيين حركة "حماس" ل "فك ارتباطها" بجماعة الإخوان المسلمين، واتهمها بعضهم بتقديم مصلحة الاخوان على مصلحة القضية الفلسطينية، ودعوها للتخلى و"الانسلاخ" عن أيديولوجيتها وأن تصبح "حركة وطنية فلسطينية" محذرين مما اعتبروه "التداعيات الاقتصادية والسياسية على القضية والشعب الفلسطيني".
    لا يمكن فصل هذه التصريحات عن السياق العام الاقليمي المنقلب على الربيع العربي والذي كان الإخوان المسلمين أكبر الرابحين فيه، ولذلك كانت هذه التصريحات محاولة لركوب هذه الموجة، واقتناص أكبر قدر من الفائدة منها، فالوحيد القادر على الضغط على حركة "حماس" هم الانقلابيون في مصر، وقد أفرغوا ما في جعبتهم تجاه قطاع غزة وحركة "حماس" ولو كان الأمر بيدهم لاقتحموه، ولكن تبعات الغرق في رمال غزة المتحركة ترعب الكثيرين من خوض هذه المجازفة الخطيرة.
    اتهام حركة "حماس" بأنّها ذات فكر عابر للحدود لا يدينها في شيء، فمَن من الحركات الفلسطينية ليس لها امتدادات إقليمية وعالمية؟ ومن منهم لم يتدخل مباشرةً في الشأن المصري؟ كما أنّ هذه الدعوة تعبير عن فكر "الامتداد" الذي ينتهج نفس السياسات تجاه الاخوان، بالإضافة إلى أنّ أحد المصرِّحين كان يشارك في المظاهرات المعادية لحكم الإخوان في مصر برفقة آخرين من تنظيمات أخرى، بل أعلن بعضهم أنّه وضع كل طاقاته وعلاقاته الدبلوماسية وغير الدبلوماسية خدمة للسلطة الانقلابية، أما حركة "حماس" فلم تفعل مثلما فعلوا ولم تتدخل في الصراع الدائر هناك، وكل ما يجري ليس إلا تعاطفاً طبيعياً من أفراد مع المظلوم بدون تبعات على الأرض، ولم يثبت أي اتهام وُجِّه للحركة في هذا الصدد، ومن يوجّه الاتهام أو النصح للحركة أولى بأن يوجهه لنفسه، والسؤال الذي يطرح نفسه عليهم حول الكيفية التي سيتعاطون فيها مع ردّة فعل الشعب المصري تجاههم وتجاه من يؤيدهم من الفلسطينيين عندما يسقط الانقلاب؟.
    الإخوان المسلمون يعانون في بعض الدول العربية من اتهامهم بأنّهم فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين، فهم يعتبرون أنّ فلسطين قضيتهم الأولى، وحاربوا من أجلها بكل إمكانياتهم منذ اليوم الأول، ولا يزالون، ومشروعهم المقاوم في فلسطين يقف في وجه الاعتراف بالاحتلال ويرفض شروطه الأربعة، ويضع كافة إمكانياته في مواجهة تهويد والسيطرة على المسجد الأقصى، وأصبح الشيخ رائد صلاح وأبناء الجماعة هم الدرع الذي يحمي المسجد من هجمات المستوطنين على مدار الساعة، ويرفض الإخوان التنازل عن أي ذرة من أرض فلسطين ويعتبرونها جزءاً من عقيدتهم، ولم تقصف تل أبيب إلا بصواريخ صدام وصواريخ الاخوان، وبينما هربت الجيوش العربية أمام جيش الاحتلال في ست ساعات، صمد جيش الإخوان أمام هذا الجيش في حربين شرستين وأذاقه مرَّ الزؤام، وأجبره على تبادل مُذل للأسرى، وبفضل مشروع الإخوان تفكك الاستيطان من قطاع غزة وأصبح كل مستوطن وجندي احتلالي على يقين أنّه سيفقد حياته أو ستفقده دولته إذا اقترب من حدود القطاع، ولذلك يعتبر الانتماء للإخوان المسلمين انتماءً لفلسطين، فالإخوان فلسطينيون اعتقاداً وسياسةً وجهاداً وانتماءً، وهذا يجعل تعميم حالة الأخونة السياسية فلسطينياً أمراً مُلِحّاً، ولذلك فالحركة لا تختار بين إخوانيتها وفلسطينيتها، فالإخواني صفة لازمة للفلسطيني حتى ولو لم ينتمِ للاخوان، لأنَّ المشروع الإخواني يسع كل فلسطين و الفلسطينيين.
    تأتي هذه الدعوة في سياق الانتهازية السياسية والتفكير الثأري الاستئصالي، وهي تعبير عن فكر استعلائي أبوي يرغب في احتواء والاستفراد بالشريك والمنافس الوطني ومحاولة تجريده من مميزاته وتمييع صورته وتشويهها وطنياً، وتبعات هذه السياسة تمس قطاعات واسعة من الفلسطينيين، وهي التي تضر بأهالي قطاع غزة بشكل عملي وتشكل دعوة للسلطات المصرية للتنكيل بالفلسطينيين من باب الاستجابة للانتقام من "حماس" الإخوانية، وتجسد ذلك في إغلاق الأنفاق والحرب الإعلامية وإذلال الفلسطينيين على معبر رفح، وبهذا يطلق هؤلاء النار على شعبهم وهم يظنون أنّ الانقلابيين سيخلصونهم من "حماس" مثلما هُيِّئ لهم أنّهم استطاعوا التخلص من الإخوان المصريين.
    لا تحظى هذه الدعوة بالمصداقية شعبياً، فقد اتُّهِمَت حركة "حماس" بتبنيها للخيار الأردني عندما كانت قيادة مكتبها السياسي في الأردن، واتهمت بانها أداة في يد النظام السوري خلال وجودها في دمشق، واتُّهِموا بأنهم ( شيعة... شيعة) عندما تقاربوا مع حزب الله وإيران، وكانوا يُتَّهَمون بأنهم قريبون من الكويت والإمارات وقطر والسعودية، والطريف أنّ كل مقعد غادرته "حماس" جلس عليه من طالبوها بتركه!!.
    علاقات حركة "فتح" قديمة مع الإخوان منذ تأسيسها، فقد كان بعض قادتها من الإخوان أو تدربوا في معسكراتهم، وحافظ ياسر عرفات على علاقة دائمة مع مرشدي الإخوان وكان يزورهم كلما زار مصر، وعندما حوصر في المقاطعة وقاطعه العرب، لم يكن يتصل به إلا خالد مشعل وأمير قطر، وتقارب مع الإخوان بشكل كبير حتى قُتِل، أما مرسي وإخوان مصر فقد كانت لهم علاقات متميزة مع محمود عباس، ولم تخرج سياستهم عن الخط العام، وما قدموه ل"حماس" هو التغاضي عن كسر الحصار أسفل الأرض عبر الأنفاق، وهي سياسة سابقة لحكمهم، بالإضافة إلى عدم إغلاق المعبر، والدعم السياسي للمقاومة الفلسطينية خلال الحرب، وكان الممثل للشعب الفلسطيني بالنسبة لهم هو منظمة التحرير ورئيسها، ولذلك يبدو مستغرباً هذا الهجوم على مرسي والاخوان، فإذا كانت الواقعية السياسية دفعت بحركة "فتح" للتعامل مع حكم الإخوان، فالأولى أن تدفع المنطلقات الفكرية والسياسية والأخلاقية والحضارية والانتماء للخيارات الشعبية حركة "حماس" لرفض هذا الطّلب.
    يدرك من يدعون هذه الدعوة أنّ التنظيم الدولي للإخوان هو الداعم الأكبر للحركة، ولذلك فهم يدعونها للانتحار، وانتقائية الاتهامات للحركة التي تتنقل حسب المناطق التي تدعمها سياسياً ومادياً ولوجستياً ليست إلا رغبةً في تفكيك عوامل القوة في المشروع السياسي الإخواني على أرض فلسطين، أملاً بتطويعه والإجهاز عليه، وبالتالي تدرك الحركة أنّ حملة "فك الارتباط" ليست إلا حملةً ل "فك رقبتها".

    اندفاع على طريق الندامة
    فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
    إحدى الأسئلة المهمة التي تثيرها التطورات الأخيرة في مصر هي: كيف يتخذ القرار المصيري في البلد؟ السؤال يستدعيه قرار مجلس الوزراء الأخير باعتبار الإخوان جماعة إرهابية. وما يقلق ويحير فيه ليس فقط مضمونه، وإنما أيضا توقيته وخلفيته، ذلك أن القرار صدر في أعقاب تفجير مديرية أمن الدقهلية في إشارة ضمنية واضحة إلى العلاقة بين الاثنين، في حين أن ذلك لم يثبت بأي دليل حتى الآن. ليس فقط لأن الإخوان أعلنوا استنكارهم له وإدانته، ولكن أيضا لأن جماعة أنصار بيت المقدس أعلنت مسؤوليتها عنه. كما تحدثت الصحف المصرية لاحقا عن التعرف على الفاعلين الأساسيين فيه، حتى أشارت إلى الحروف الأولى لأسماء بعضهم.
    (اليوم السابع تحدثت عن طبيب يدعى ن.ش بقسم التشريح بكلية الطب اعترف بدوره مع ثلاثة آخرين) ، من ناحية أخرى، فإن التعجل في إصدار قرار بتلك الخطورة يثير أسئلة عدة من قبيل:
    كيف درس؟ وما هي الجهة التي قامت بالدراسة؟
    وهل وضعت في حسبانها تبعاته والنتائج المترتبة عليه؟.
    ليس فقط فيما يخص الإخوان، ولا حتى فيما يخص الوطن، وإنما فيما يخص تمكين النظام القائم واستقراره.
    يوم الأربعاء الماضى (25 ديسمبر) كتبت قبل سفري إلى الخارج نصا نشر في اليوم التالي قلت فيه إنه حين يشب أي حريق فإن العقلاء والأسوياء يبادرون إلى حصاره وإطفاء ناره،ووحدهم والحمقى والمجانين الذين يدعون إلى تأجيج ناره وتوسيع نطاقه.
    وتمنيت في ختامه أن تقوم جهات التحقيق والأمن بتعقب الجناة في العمليات الإرهابية لإجهاض مخططاتهم ومحاسبتهم، وأن ينهض الراشدون والعقلاء بدورهم في محاولة إطفاء الحريق الذي نشب في مصر، لإنقاذ الوطن مما هو أسوأ.
    حين كتبت هذه الكلام كنت مراهنا على وعي الراشدين ولم أكن قد فقدت الأمل في تفعيل ما دعت إليه خريطة الطريق التي أعلنها الفريق عبد الفتاح السيسي في الثالث من شهر يوليو الماضي ونصت على:
    تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات، كنت وما زلت متعلقا بأمل تحقيق تلك المصالحة، رغم إدراكي لشراسة الحملة الإعلامية المسعورة التي ما برحت تقاوم الفكرة، انطلاقا من فكرة شيطنة الآخر واعتباره شرا مطلقا.
    مع ذلك فقد حاولت إقناع نفسي بالتفرقة بين الشيطنة واللوثة الإعلامية التي تقف وراءها جهات عدة وبين حسابات العقل السياسي الذي يتحرى المصلحة الوطنية العليا. وفي ظل أسوأ الفروض كان يخيل إلي أن عملية الشيطنة قد تعبر عن جناح أو تيار في السلطة، ولكنها ليست مهيمنة على القرار السياسي أو حاكمة له.
    لكني أعترف بأنني خسرت الرهان، وأنني أفرطت في حسن الظن بكفاءة العقل السياسي الذي يدير المرحلة الراهنة.

    لقد أمضيت أربعة أيام خارج مصر، شاركت خلالها في اجتماعات المجلس الاستشاري لتقرير حول العالم العربي في عام 2025 تعده منظمة «الأسكوا» التابعة للأمم المتحدة. وأثناء الاجتماعات فاجأتنا التطورات التي حدثت في مصر، ولأن المشاركين كانوا عشرين شخصا من المثقفين العرب فقد لاحقتني أسئلة الدهشة التي عبر عنها كثيرون. لم يكن ذلك راجعا إلى تعاطفهم مع الإخوان، ولكن لأنهم استغربوا أن الحكومة المصرية اتخذت قرارها قبل أي تحقيق، خصوصا أن آخرين أعلنوا مسؤوليتهم عن التفجير.
    ازداد الأمر غموضا بالنسبة لي حين عدت إلى القاهرة. ذلك أنني فهمت ما نشرته صحيفة «الشروق» على الأقل أن رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور رفض إصدار قانون باعتبار الإخوان جماعة إرهابية.
    كما فهمت أن رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي كان له رأي آخر في الموضوع، لذلك فإن الذي أعلن القرار كان نائبه الدكتور حسام عيسى، ولمحت في مقال رئيس تحرير الأهرام عبد الناصر سلامة يوم الجمعة خطاب ضغط وتخويف لبعض الوزراء ممن رفضوا قانون التظاهر وعارضوا دخول رجال الأمن إلى الجامعات ولم يؤيدوا اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وضم إليهم الذين يتواصلون مع الدكتور محمد البرادعي، وقال: إن هؤلاء جميعا يقدمون غطاء رسميا للإرهاب.
    كانت خلاصة ما خرجت به أن جهة ما فرضت القرار على الجميع رغم التحفظ والتململ أو التمنع. وأن تلك الجهة تملك من النفوذ ما مكنها من أن تحقق مرادها وأن تجعل الجميع يرضخون لما ذهبت إليه، ولم يكن عسيرا علي أن أستنتج أن الطرف الذي فرض قراره على الرئاسة ومجلس الوزراء له نفوذه في الوسط الإعلامي، بحيث أصبحت أغلب المنابر الإعلامية تقف في مقدمة المهللين للقرار والداعين إلى مواصلة الحرب لتأكيد الإبادة السياسية الحاصلة.
    وهي الحرب التي تضامن في إعلانها نفر من السياسيين والقانونيين وقيادات منظمات حقوق الإنسان.. إلى آخر طابور حملة مباخر المرحلة. إذا صح ذلك التحليل فينبغي ألا نستغرب انتقاد أهم العواصم الغربية للقرار، وإصدار بيان منظمة «هيومان رايتس ووتش» الذي ذكر أن دوافع إصداره سياسية بالدرجة الأولى.
    في هذا الصدد فإنني لم أفهم إعلان جريدة الأهرام في عدد السبت 28/12 في العنوان الرئيس لصفحتها الأولى عن أن أمريكا وبريطانيا كشفتا عن الوجه القبيح، لمجرد أن البلدين لم يؤيدا قرار الحكومة المصرية، لكن الذي فهمته من سياق الأحداث وأصدائها أن قطارنا مندفع بأكثر مما ينبغي على طريق الندامة.، وإننا حين نغلق الأفق ونوصد كل أبواب الأمل في الانفراج السلمي، فإننا نبدأ رحلة العد التنازلي في سيناريو الانفجار. لذلك تمنيت أن نطالع صورة وجوهنا جيدا في المرآة قبل أن نتحدث عن قبح وجوه الآخرين.

    أي كلام لك نصدق يا توفيق؟
    فايز أبو شمالة / المركز الفلسطيني للاعلام
    لأنكم قيادتنا التاريخية يا توفيق، فأنتم القدوة، ولأنكم القدوة، فأنتم أنصافُ آلهةٍ، بل أنتم ملائكة تلبس الأبيض، ويتطهر بفضائها الندى، لذلك نلتقط كلامكم المنزه عن الهوى، ونحفظه نشيداً وطنياً، قبل أن نناقشكم، لنفند بعض أفكاركم التي أوردت قضيتنا مهاوي الردى. تقول يا سيد توفيق الطيراوي: إن الثورات في كل من تونس ومصر والدول العربية الأخرى هي نتاج تحرك شباب وطنيين خرجوا ضد الاستبداد والدكتاتورية والفساد.
    وهذا كلام نوافقك عليه بالكامل، ونشهد معك أن بلاد العرب تحتاج إلى ألف ثورة كي تتطهر من الفساد والديكتاتورية والاستبداد، ولا نستثني قيادة السلطة الفلسطينية التي شكلت الحفرة الامتصاصية لكل فساد الأرض واستبداده ودكتاتوريته. ولكننا لا نوافقك الرأي حين تقول: إن نتائج الثورات تمثلت في محاولات تدمير هياكل الدولة، وإضعاف وشق الجيوش العربية.
    أتدري لماذا لا نوافقك الرأي: لأن الجيوش العربية كانت سند الاستبداد الذي تحدثت عنه، وكانت سلاحاً في يد الحاكم الدكتاتور، وكانت ترعى الفساد، فكيف نبكي على هيكل دولة فاسدة؟ وكيف تريدنا أن نحترق على جيوش عربية رعت الفاسدين ونفذت أوامرهم؟ كما أننا لا نوافقك حين تقول أنت وأمثالك ممن يعادون ثورات العرب: إن مخطط الثورات العربية أدى إلى تدمير القضية الفلسطينية التي أصبحت في نهاية سلم الأولويات العربية، وأصبحت القطرية هي في المقدمة على حساب القضية القومية".
    لا نوافقك لأن القضية الفلسطينية كانت ممسحة الأنظمة العربية بعد كل وجبة فساد، وكانت حصان طروادة العربي بعد كل أمسية استبداد. وقد دللت سلسلة الأحداث التي عصفت بالقضية الفلسطينية أنها لم تكن يوماً على رأس اهتمام الأنظمة العربية الاستبدادية، فالقضية الفلسطينية لم تخطر على بال أنور السادات حين وقع اتفاقية كامب ديفيد، ولم تخطر على بال الأنظمة على مدى ثمانين يوماً من حصار بيروت، ولم تخجل الأنظمة العربية حين رفضت في قمة بيروت الاستماع هاتفياً لكلمة الرئيس عرفات، ورفضت الضغط لفك حصاره.
    القضية الفلسطينية لم تكن تنام في حضن الأنظمة العربية الدافئ قبل الثورات، والدليل على ذلك هو الاحتلال الآمن للضفة الغربية، وتشريع عدم المقاومة، واعتراف الأنظمة العربية بـ(إسرائيل)، وتنكر الأنظمة العربية لحق العودة، مع تثقيف الأجيال على مقولة (إسرائيل) وجدت كي تبقى، وبقيت الأنظمة العربية تجتر الهزائم، وتوقع الاتفاقيات المهينة مع الصهاينة.
    نحن معك أيها القائد توفيق الطيراوي حين تؤكد أن الذهاب إلى المفاوضات خطأ، وعدم الانضمام للمؤسسات الدولية كان خطأ كبيراً؛ لأن الإسرائيليين لم ينفذوا الاستحقاقات السابقة، وأي اتفاق إطار قادم سيكون ثمنه كبيراً علينا، فجون كيري هو راعي أساسي لمصالح (إسرائيل) وليس لمصالح الفلسطينيين، وليست أمريكا راعياً نزيهاً لأنها منحازة لـ(إسرائيل).
    هذا الكلام المسئول عن عبثية المفاوضات يفرض عليك شخصياً أن تجسد قناعتك بمواقف عمليه داعمة للمقاومة، ورافضة للتنسيق الأمني، ويفرض على كل أولئك القادة التاريخيين أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ولو لمرة واحدة، مرة واحدة تصرفوا بمسئولية، وانسحبوا من حياة الشعب الفلسطيني، أو احترقوا بنار الفشل الذي سببتموه للقضية الفلسطينية.

    الوفاء للصحفي الفلسطيني...عتب ونصيحة
    حسن أبو حشيش / الرأي
    مثل اليوم 31-12- 2009 م وبينما كان الشعب الفلسطيني يُحيي ذكرى حرب الفرقان الاولى, أقام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة والذي كنتُ أترأسه بإحياء ذكرى شهداء الإعلام في هذه الحرب الشرسة، وخلال اللقاء وفقنا الله أن نعلن هذا اليوم والتاريخ بيوم الوفاء للصحفي الفلسطيني، ليكون لمسة وفاء وتعبير عن احترام وتقدير مهنة الإعلام، وفرسانها عيون الحقيقة وأقلام الحق، وترسيخ مفاهيم الموضوعية والمسئولية الوطنية التي يجب ان تكون معيار العمل الإعلامي . ومن وقتها والمكتب الإعلامي الحكومي يُبدع في المناسبة، ويبتكر فكرة وفاء للحركة الإعلامية .ولا أذكر أنني غبتُ عنها في أي سنة، سواء من خلال موقعي المسئول، أو حين تركتُ المسئولية، وفي كل مرة أتمنى أن يكون حال الصحفيين والعمل الإعلامي أفضل وأقوى وأمتن, وأكثر وحدة والتفاف حول أسس المهنية .
    ولكن ما زلتُ أعتبُ على الصحفيين أنفسهم عتاب المُحب والحريص، وعتاب الأخ لأخيه، والزميل لزميله، والأستاذ لطالبه ...لأنهم ينتظرون غيرهم ليُوحد صفهم، وينُظم مهنتهم، فهم للآن بلا نقابة موحدة، وبلا قانون عصري يضمن لهم الحقوق والواجبات، وبلا استراتيجية واضحة تُصحح البوصلة والرسالة الاعلامية الداخلية والخارجية، وفقدوا المبادرة، وقبلوا بالأسر والقيد، ووضعوا خطوطا ذاتية رضخوا لها، ونسوا أنهم قادة رأي وهم من يُشكله ويُوعي الناس، فكيف بمن هو فاقد الشيء سيُعطيه وسينجح ؟! بنفسي وبغيري قدمنا خيارات كثيرة ومبادرات عديدة، وأعلنتُ كما غيري من الغيورين بضرورة المصالحة الإعلامية لتُمهد للمصالحة السياسية والمجتمعية ... لكن لا نجاح حتى اللحظة .
    في يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني أقول لكل الزملاء والزميلات بكافة مواقعهم الإعلامية أن الوفاء يعني المصارحة والتناصح، والتكاتف لتغير الصورة النمطية سالفة الذكر، وأن ننفض غبار السلبية عن أنفسنا، ونتقدم خطوة موحدة لصالح المهنة وأهلها، ووقف العبث بها وحرفها عن رسالتها وعن بوصلتها, وبرأينا هذا يكون حين نتخلى ونترك الثالوث المُفسد والمُقيد : ضلع المثلث الاول : هو وقف الارتهان للموقف وللأجهزة الأمنية من بعض الإعلاميين والتخلي عن الغطاء الإعلامي لعمل أمني، وضلعه الثاني التعصب السياسي والحزبي الأسود على حساب العمل الموضوعي والخلط بين الدعاية السياسية والعمل الاعلامي، أما الضلع الثالث هو الضعف والركوع للابتزاز المالي .
    في يوم الوفاء أدعو لنهضة إعلامية متكاملة، واتمنى من كل قلبي عاما جديدا مزهرا على الحركة الإعلامية . ولا ننسى التحية لشهداء الحقيقة، ولجرحى المهنة، ولأسرى الكلمة الصادقة .

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 423
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 09:57 AM
  2. اقلام واراء حماس 410
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:13 PM
  3. اقلام واراء حماس 409
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:12 PM
  4. اقلام واراء حماس 408
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:11 PM
  5. اقلام واراء حماس 407
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •