النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 519

  1. #1

    اقلام واراء حماس 519

    اقلام وآراء
    (519 )

    الاحد
    09/02/2014

    مختارات من اعلام حماس


    الشعور بالهزيمة والخيبة
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي
    تلميع
    بقلم أسامة العيسوي عن الرأي
    مثالب المساعدات الأوروبية وعلاقتها بالمسار التفاوضي
    بقلم فهمي شراب عن فلسطين الان
    "كذب المُتشدّقون بالحيادية ولو صدقوا"
    بقلم ايناس ابو حمادة عن الرسالة
    اللجوء الحمساوي إلى قطر: مقدمة تمهيدية
    بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام
    فريدمان والانتفاضة الثالثة
    بقلم عصام شاور عن الرأي
















    الشعور بالهزيمة والخيبة
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي
    لا تعيش السلطة حياة طبيعية ، فلا أرض مستقرة تحت رجليها، ولا أرجل قوية تتحمل جسدها المثخن بالجراح والتهديدات المتواصلة، ولا خارطة طريق تشعل لها الأمل بمستقبل أفضل. وكما يقول عبد الباري عطوان : جون كيري من أمامها، ومصير عرفات بين ناظريها، ودحلان ومن معه من الداخل والخارج من خلفها، فهي في حالتها هذه أشبه بمريض بجلطة حاده راقد في غرفة العناية المركزة لأن حياته مهددة بخطر الموت إذا توقفت عنه أجهزة التنفس الصناعي.
    السلطة مريضة بجلطة تشل الحركة، والشعب من حول السلطة ينتظر تقرير الأطباء ، ولكن السلطة متمسكة بالحياة رغم الشلل الذي يحرمها القدرة على الحركة والعمل. نعم عندنا سلطة ولكنها في حالة نزاع، فهي لا تستطيع ان تقول لجون كيري (لا )، ولا تستطيع أن تقول له ( نعم )، لأنها ستفقد القدرة على الحياة في الحالتين، وهي تصارع من أجل أن يقول نيتنياهو لكيري (لا ) ، ولكن هيهات أن يقول نيتنياهو ما تريد منه السلطة ان يقوله.
    ابحثوا عن السلطة في أي مكان، ولكن لا تبحثوا عنها في المفاوضات، لأنه لا يوجد مفاوضات متوازنة أصلا، والسلطة دخلت في ممر إجباري كما يقول بعض قادتها، حتى لا تموت مبكرة، وحتى لا تنزع الدول المانحة أجهزة الأكسجين من غرفة الإنعاش. ولكن الموت موت ، ولا مفر من الموت؟!
    لم تكن مفاوضات أوسلو منفذة، ولن تكون مفاوضات كيري بتعبيره منقذة أيضاً، ومن يريد الحياة الطبيعية عليه ان يفكر بالخروج من الممر الإجباري الذي خطه كيرى لتصفية القضية لصالح نيتنياهو ورؤيته. وقد يكون الخروج بالاستقالة، أو بحل السلطة، أو بالعودة الى الشعب، أو بوضع الأراضي المحتلة تحت ولاية الأمم المتحدة. إنه لا حل على أساس الدولتين، ولا حل على أساس الدولة الواحدة، ولا حل بالتنازلات التي تحكي عنها وسائل الإعلام ، ولسنا ندري حقيقتها ولا حجمها شيئا، ولكنا نخاف من صحتها ومن تداعياتها.
    هل يمكن لحماس وفصائل العمل الوطني والإسلامي مجتمعة أن تساعد في إنقاذ المريض؟ وهل لها دور في العلاج أو الإنقاذ؟ وما هو هذا الدور؟ وكيف لها أن تقوم به؟ وماذا تطلب من السلطة لتحقيق الإنقاذ؟ أم أن الفصائل اكتفت بتشخيص الحالة فوجدتها خطيرة ، وغير قابلة للإنقاذ ، لذا قررت الوقوف موقف المتفرج العاجز الذي ينتظر خبر الوفاة؟
    اعتقد أن السلطة تعيش أسوأ أيامها منذ أوسلو وحتى الآن ، وفي الوقت نفسه تعيش الفصائل الأخرى أضعف أيامها منذ الانتفاضة الأولى وحتى اليوم، ويعيش العالم العربي أسوأ حالات الشعور بالهزيمة والضعف وخيبة الأمل منذ هزيمة ١٩٦٧ وحتى اليوم. ومع ذلك فواقع السلطة وما يتهدد القضية يحتاج الى قرار. ويجدر أن يكون قرارا ثوريا، تتخذة الفصائل والسلطة المريضة معا، وقبل فوات الأوان.









    فريدمان والانتفاضة الثالثة
    بقلم عصام شاور عن الرأي
    ادعى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقال له أمس بأنه حاول ان يستوضح ويفهم من الفلسطينيين لماذا لم تندلع انتفاضة ثالثة؟، فتوصل إلى أن الإرهاق والانقسام والأضرار التي تسببت بها الانتفاضتان الأولى والثانية هي أسباب منعت قيام انتفاضة ثالثة حتى اليوم، وقد أشار في مقال كتبه في رام الله الى محاسن السلام الذي صنعه الرئيس الأسبق محمد أنور السادات ومساوئ صواريخ المقاومة التي تطلق على المستوطنات الإسرائيلية.
    مما سبق نجد أن فريدمان يرى ان الحالة في فلسطين تنذر باندلاع انتفاضة ثالثة، يعني أن "إسرائيل" تجاوزت الحدود في قهرها وظلمها للشعب الفلسطيني وهذه إدانة غير مباشرة للاحتلال الإسرائيلي، اما الأسباب التي ادعاها فهي أسباب مختلقة او منتقاة من فئة مهزومة ولا تمثل الشارع الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني لم يرهق حتى يتوقف نضاله لأن الإرهاق هنا يعني الاستسلام، اما الانقسام فلا يمنع اندلاع انتفاضة ثالثة بل ربما يحفزها، ولكن السبب الاخير وهو الادعاء بأن الشعب الفلسطيني أدرك أن أضرار الانتفاضة أكثر من منافعها فهي مجرد أفكار يروجها فريدمان والذين استكانوا للاحتلال الإسرائيلي ويتعاملون مع المقاومة تعاملهم مع أي تجارة، وحسابات الربح والخسارة،وهو يحاول إحباط الناس وجرهم الى عقلية التجار الذين يقابلون نظراءهم اليهود بالأحضان لكسب المزيد من الشواكل على حساب الوطن والقضية الفلسطينية.
    فريدمان استحضر في مقاله صواريخ المقاومة وسلام السادات او سلام الشجعان، ولكن ما الذي اكتسبته مصر من سلامها مع " اسرائيل"؟، لا شيء بل تراجعت مصر في جميع النواحي وتأخرت،وخسرت سيادتها على أراضيها، اما غزة فقد طردت الغزاة وللمقاومة السيادة على كل شبر في قطاع غزة، صحيح انها محاصرة ولكن الحصار سينتهي يوما وتبقى السيادة والكرامة لأن المقاومة فرضت نفسها على (اسرائيل) بالنضال والتضحيات وليس بالاستجداء وزيارة الكنيست ،وفريدمان لا يعرف معنى الكرامة ولكنه بلا شك يعلم ما الذي خسرته مصر في سلامها مع المحتل الإسرائيلي والوجع الذي تسببه صواريخ المقاومة لذلك المحتل؟.
    الانتفاضة الثالثة قائمة بلا جدال ولكنها مسألة وقت، ولكن من المعيب أن تروج صحفنا ومواقعنا الاعلامية الفلسطينية لأمثال توماس فريدمان وتفتح ابوابها لكل من هب ودب لينشر الاكاذيب والاشاعات والأماني اليهودية.













    تلميع
    بقلم أسامة العيسوي عن الرأي
    لا أدري لماذا عادت بي الذاكرة الى الوراء، وأنا أقرأ خبر: "السلطة في رام الله تفكر في التعاقد مع مؤسسات إعلانية صهيونية من أجل تحسين صورتها أمام المجتمع الصهيوني"، فقد مرت أمام مخيلتي تلك العلبة الدائرية السوداء أو البنية، والتي عليها صورة لطائر غريب اسمه طائر الكيوي، وهو اسم ماركة الشركة صاحبة هذه العلبة، ولمن لا يعرف من الجيل الجديد ماهي علبة الكيوي فلا يعتقد أنها علبة فاكهة أو حلويات، وإنما علبة تحتوي على مادة لتلميع الأحذية.
    وعندما كان يذكر اسم كيوي لم يكن يخطر في بالنا في حينه إلا هذه العلبة، فلم نكن نعرف أنه اسم لطائر متواجد في نيوزيلندا، أو أنه ممكن أن يكون في المستقبل القريب أحد أنواع الفاكهة. وهكذا هي طبيعة العلاقة مع الاحتلال الصهيوني، كنا عندما يتم ذكر اسم العدو يدور في الذاكرة مصطلح واحد، وإن اختلفت مسمياته: كفاح، مقاومة، جهاد، قتال، نضال، ولم يكن يخطر بالبال أن يأتي مع ذكر الكيان المحتل مصطلح: مفاوضات، حوار، تنسيق، تعايش، لقاءات، وأما أن يصل الأمر إلى تلميع صورة السلطة في عيون الاحتلال فهذا هو العجب العجاب.
    وحقيقةً، فالخبر مليء بالمتناقضات، ويعكس على صغره الحالة المتدنية التي وصل إليها البعض في فهم طبيعة الصراع مع الصهاينة، ونسوا أن حقيقتها تكمن في: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم...)، (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بها عدو الله وعدوكم..)، (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة...)، والآيات التي تدل على ذلك كثيرة. ولكن أن يصل الحال إلى وضع المال الفلسطيني بين أيدي شركات صهيونية، وحتى بالتفكير الانبطاحي: فأين أولوية دعم الشركات الفلسطينية؟، وهذا مع جدلية أن المبدأ سليم والغاية نبيلة، فما بالك إذا كان المبدأ مرفوضا جملة وتفصيلاً، والغاية خسيسة، ولا يمكن التفكير ثانية واحدة في التساوق معها.
    وعلى ذكر التساوق، وفي المقابل، فإن صاحبة الأنف الشبيه بمنقار طائر الكيوي تود استخدام قدراتها على تسويق المنتج الصهيوني، وتلميع صورة الصهاينة أمام العرب، بعد أن بذلت جهداً كبيراً في تلميع البعض من الفريق المفاوض، وهي التي أكدت أنها ستبقى على رأس الوفد الصهيوني للمفاوضات التي تجري على قدم وساق، ورغم أنها لم تخجل بالجهر في تغيير حرف الجر من (على) إلى (بين)، فالمجرور أمامها سهل الانقياد.
    وها هي تتجه شرقاً نحو الخليج، وتعرض جوارها علناً وعلى منصات التطبيع كبداية حسن نية، ولا أقول لتطبيع العلاقات، فربما أصبح هذا الأمر في هذا الزمن الانهزامي تحصيل حاصل، بل أصبحنا نبحث عن توطيد العلاقات برمي الشباك عساها تصطاد فريسة جديدة وما أكثرهم، وأين في ميونخ الألمانية التي شهدت قبل ما يزيد عن واحد وأربعين عاماً عملية كبيرة، أراد بها الفلسطينيون الإثبات لليهود أنهم يستطيعون الوصول إليهم أينما كانوا، وكان معهم شريكاً يابانياً، ولكن هذه المرة جاءت الرسالة عكسية من الصهاينة وشريكهم الامريكي كيري ليقولوا للعرب: سنصل لكم في أي مكان.
    ويبقى السؤال من سينجح؟ الفلسطينيون بتلميع صورتهم أمام الصهاينة وبأيدي صهيونية؟، أم الصهاينة بتلميع صورتهم أمام العرب وبأجساد صهيونية؟، أم أن للمقاومة رأي أخر في هذا النزال، فهي لا تعرف إلا تلميع السلاح، أم أنه حتى هذا حسب مخطط كيري غير مسموح به؟ فالمسموح به على أقصى حد أن يبقى عباس أحمد مطر يمارس هوايته وراء المتراس، يقظاً منتبهاً حساساً، مواصلاً ليس فقط لسيفه بل كذلك لشاربه سياسة التلميع.





    اللجوء الحمساوي إلى قطر: مقدمة تمهيدية
    بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام
    طالما كان الحديث عن حركة مقاومة فلسطينية تتبنى، كما يفترض، رؤية جذرية لحسم الصراع مع العدو الصهيوني تقوم على تحرير كامل فلسطين واعتماد المقاومة سبيلاً لاستنزاف العدو واستنهاض الأمة وتعبئتها ودفعها للقيام بواجبها في هذا التحرير أخيرًا، فإنه لا يمكن بحال اعتبار لجوء جزء هام من قيادتها إلى دولة قطر هو أمر طبيعي، ذلك أن هذه الحركة بهذه الرؤية المفترضة لا تقوم فقط بدور تحرري على المستوى الفلسطيني، بل هي تدفع نحو حالة تحررية في الأمة كلها، وبصرف النظر عن وعي الحركة بهذا الدور ومستوى قيامها به، فإن طبيعة مهمتها في فلسطين لا يناسبها اللجوء إلى دولة لا تطيق هي بدورها أعباء الوظيفة التحررية التي تقوم بها حماس وأدواتها التي تعتمدها، لا من حيث بعد هذه الدولة الجغرافي عن فلسطين وعن العمق الفلسطيني في بلاد اللجوء وحسب، ولكن أيضًا هي بقدراتها الجغرافية والبشرية، كما تعترف هذه الدولة نفسها، لا يمكنها أن تشكل حاضنة صلبة لحركة مقاومة بهذا التصور الذي تقدمه عن نفسها، إضافة إلى أن هذه الدولة بظروفها الإقليمية وسياساتها التاريخية المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية، كما هو شأن كل دول الخليج بلا استثناء، سيبقى هامش قدرتها على المناورة لأجل دعم حركة المقاومة هذه ضيقًا مهما بدا واسعًا في لحظات معينة، وستبقى وسائل هذا الدعم دون الاحتياج الأساسي لحركة المقاومة.
    الفكرة من حيث المبدأ، لا تتقتصر على الدول التي تشبه دولة قطر في نشأتها وسياساتها وقدراتها، فبالرغم من أن أي حركة مقاومة تحتاج إلى أشكال متنوعة من الدعم، وإلى بناء تحالفات تتجاوز الروابط الأيديولوجية والرؤى السياسية المتطابقة، وتقليل الأعداء وكسب الأصدقاء وتحييد من لا يمكن كسبه، وإلى قواعد خلفية آمنة، وإلى أجهزة تتمتع بقدر معقول من الحرية لإسناد حركة المقاومة في وظيفتها وهو ما يتطلب وجودًا على أرض خارج ساحة الصراع أو لا تخضع للاحتلال المباشر، فإن احتياج أي حركة مقاومة كليًا لدولة ذات سياسات خاصة، حتى لو كانت تتغطى بشعارات ومسلكيات ثورية أو مقاومة أو ممانعة هو مدمر على المستوى الاستراتيجي، بمعنى أن الاعتماد الأساسي ينبغي أن يكون على الذات وعلى جماهير الأمة، وهو الأمر الذي يحتاج تقليل الاعتماد على الأنظمة الرسمية، والدول ذات السياسات الخاصة، فحتى سوريا التي تمتعت حركة حماس داخلها بحرية واسعة غير مسبوقة وحظيت فيها بكل أشكال الدعم التي تحتاجها المقاومة، انخرطت في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع العدو الصهيوني، وكانت ولا تزال جزء من المبادرة العربية، وانتهجت سياسات لا تبدو متسقة مع شعارات القومية ومناهضة الاستعمار كما فعلت حينما شاركت في الحرب على العراق عام 1991 إلى جانب أمريكا، ودخلت في تحالف سياسي مع دول متصلة عضويًا بالولايات المتحدة الأمريكية كما في إعلان دمشق العام 1991 والذي جمع نظام حافظ الأسد إلى جانب نظام مبارك ودول الخليج الست، ولو أن المفاوضات غير المباشرة التي جمعتها بالعدو عبر وساطة تركية أفضت إلى اتفاق سلام لكان يترتب على هذا بالضرورة أن تعيد صياغة علاقتها بحركات المقاومة.
    الأمر نفسه يمكن قوله في العلاقة مع إيران، أو مع حزب الله المرتبط عضويًا بإيران والذي له حساباته الخاصة في لبنان والإقليم، وهذا أبدًا لا يجعل الدول والأحزاب التي قدمت دعمًا واسعًا لحركة المقاومة وتبنت سياسات مناوئة للإمبريالية الأمريكية تقف على نفس درجة الدول التي تحتمي بالقواعد الأمريكية، لكن للدول والأنظمة والأحزاب المرتبطة بها سياساتها التي قد تتعارض مع حركة المقاومة، أو مع ظروفها وخصوصيتها.
    فارتباط قدرات ومقومات وإمكانات حركة مقاومة بشكل كلي بدولة، أي دولة حتى لو أعلنت عن سياسات مناوئة للعدو الصهيوني أو للإمبريالية الأمريكية، هو أمر خطير، فهذه الحركة ستصبح رهينة تحولات هذه الدولة، وخاضعة لابتزاز دعمها المالي، ومن هذه الناحية فإن الحركات المرتبطة عضويًا بدول دعمت المقاومة بسقف مفتوح لا تبدو على المستوى الاستراتيجي في وضع أحسن من حماس، ويمكننا رصد مصير حركات الثورة الفلسطينية التي ارتبطت عضويًا بنظام صدام حسين أو بالنظام السوري، أو الرهانات الخاسرة للثورة الفلسطينية على نظام عبد الناصر، أو اضطرار حزب الله للقتال في سوريا دفاعًا عن ظهيره الاستراتيجي واستجابة لأمر مرجعيته الدينية.
    فإذا كان اللجوء لقطر، وحتى تركيا، لا يبدو متسقًا مع طبيعة ودور حركة المقاومة، فإن الاحتياج الكلي لأي دولة أخرى حتى لو كانت داعمة للمقاومة هو أيضًا لا يتسق مع الطبيعة والدور المفترضين لحركة المقاومة، ومن باب أولى القول أيضًا أن رهان حركة المقاومة على تحولات سياسية تنهض على رمال متحركة لا ينم عن وعي كافي بخطورة الدور الذي تقوم به الحركة، ومن ثم فإن حسابات حركة المقاومة الفلسطينية دقيقة جدًا ولا تحتمل المغامرة الواسعة ولا التفريط المستعجل بقواعدها ومكتسباتها، وهي وبدلاً من الرهان على الرمال المتحركة ومنح الأولوية لانتظار التمكين لعمقها الأيديولوجي يفترض أن تقوم بدورها التحرري في وسط الأمة من خلال المقاومة وبالتركيز على أن الشرط التحرري للأمة مربوط بمواجهة الحالة الاستعمارية في فلسطين، وهذا الدور يمكن القيام به من خلال فعل المقاومة نفسه، وبالخطاب الذي تتجه به الحركة للجماهير العربية عبر أجهزتها ومؤسساتها والفعاليات المتنوعة بربط تلك الجماهير بفلسطين كقضية أولى لها وكشرط ضروري لإنجاز التحرر على مستوى الأمة، وبممارسة الضغط والتعبئة والنفوذ داخل الحركات التي تقاسمها الخط الأيديولجي، بدلاً من أن توفر لتنازلات تلك الحركات تحت شعار التدرج وانتظار التمكين الغطاء باسم المقاومة، فإذا كان رهن القضية الفلسطينية إلى تمكن الأنظمة القومية وأنظمة العسكرتاريا من إنجاز بناء دولها وجيوشها كما حصل في العقود الماضية مرفوضًا، فالأمر نفسه مرفوض أيا كانت القوى التي في السلطة إسلامية أو غير ذلك، وقد تبين عمق الحضور الصهيوني في الانقلاب المصري، وكيف أن إدراك النهضة التونسية لهيمنة القوى الاستعمارية على الدول العربية يجري التعبير عنه بصورة سلبية كالتصويت بالضد على مقترح تجريم التطبيع في الدستور، أو تأييدها الأولي لغزو فرنسا لمالي!
    وعلى كل حال، فقد ثبت أن حماس لم تكن ترتبط عضويًا بالدول التي قدمت لها ذلك الدعم الواسع في كل ما تحتاجه كحركة مقاومة، وبالتالي من باب أولى أنها لن ترتبط عضويًا بالدول التي تقدم دعمًا دون ذلك، أو التي لجأت إليها حماس مضطرة من بعد التحولات في الإقليم، أو التي لا تجمعها بـحماس نفس الأرضية المقاومة والمناوئة للاستعمار الصهيوني، كما أن حماس لا تزال تمتلك مقدرات ذاتية وتنتمي إلى حاضنة جماهيرية واسعة تجعلها أقل اعتمادًا من غيرها من حركات المقاومة على الدول والأنظمة، وهذا لا يعني أن حماس لم ترتكب الأخطاء في تعاطيها مع هذه التحولات وفي اعتمادها على توقعاتها بخصوص هذه التحولات، ولا يعني أنها قامت بواجباتها على أكمل وجه كطليعة تحررية للأمة كلها، ولا يعني أنه لم يكن لها خيارات سياسية حمّلتها أعباء مضاعفة فاقمت من احتياجها للدول والأنظمة، ولا يعني أنها خالية من معضلات ومشكلات في جوانب أخرى، كما لا يعني أن لجوءها لدول لا تقف على نفس الأرضية المقاومة لحماس لن يكون مؤثرًا على بعض سياسات وخيارات الحركة.
    إلا أن هذا اللجوء لقطر، يجري إخراجه عن سياقه، وتصويره على غير حقيقته، وتوظيفه في عمليات ابتزاز ومناكفة وكيد سياسي بهدف تشويه الحركة، والطعن في استقلال قرارها، وتصفية الحساب معها من بعد الخلاف بخصوص الموضوع السوري، وهو الأمر الذي كنت أود مناقشته مباشرة خاصة بعد ردود الفعل على مقالتي: "خداع الصورة والتصور: حماس وحزب الله"، حيث يتركز النقد كلما اجتهد بالظهور بمظهر موضوعي ورصين على لجوء حماس إلى قطر من بعد خروجها من سوريا، إلا أنني ارتأيت أنه لا بد من وضع التفسير الآتي إن شاء الله لهذا اللجوء في سياق الرؤية الأصلية من وجهة نظري، وهو ما استدعى هذه المقدمة.








    مثالب المساعدات الأوروبية وعلاقتها بالمسار التفاوضي
    بقلم فهمي شراب عن فلسطين الان
    تلوح أوروبا أحيانًا بعصا قطع المساعدات عن بعض الدول، حسب مدى التزام تلك الدول التي تعودت تلقي المساعدات بمفاهيم ”الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ونشر الحريات”، وللقضية الفلسطينية حسب معادلات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خصوصياتها، إذ ارتبطت المساعدات بمدى التزامها بالدرجة الأولى بعملية التسوية واستمرار المفاوضات، وهذا ما فعله الاتحاد الأوروبي أخيرًا، إذ هدد السلطة بوقف المساعدات في حال فشلت المساعي الأمريكية في خطة كيري.
    ومن الأهداف الأوروبية التي يسعى الاتحاد الأوروبي لتحقيقها ضمن مبدأ المساعدات أنها تعد أداة ضغط على السلطة الفلسطينية لإلزامها بعدة شروط، منها:
    1- محاربة ما يسمى العنف (الإرهاب) بمفهومه الغربي، ويدخل في ذلك ملاحقة أبناء الفصائل (الأحزاب) الموضوعة على قائمة الإرهاب، وليس فقط ملاحقة مخالفي القانون ومرتكبي الجرائم والمخالفات والجنح داخل حدود النظام السياسي الفلسطيني، كما هو معهود ومعمول به في أي نظام سياسي آخر.
    2- إلزام السلطة بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال بغض النظر عن التزامه الطرف.
    3- ضمان أمن الكيان العبري والمحافظة على نظامه واستقراره، وأن يكون النظام السياسي المجاور له نظامًا مواليًا وليس مقاومًا، إذ يعد الكيان العبري امتدادًا للأمن القومي الأوروبي وفق الحسابات "الكولونيالية" الكلاسيكية لدول أوروبية كثيرة.
    إذن، لم يكن قولنا جزافًا في مقال سابق عندما ذكرنا أن المراد لهذه العلاقات الأوروبية الفلسطينية أن تكون علاقات تبعية، وسيطرة مباشرة تسمح فيما بعد بالتدخل في أدق تفاصيل الحياة الاجتماعية والثقافية، والعلاقات البينية والاقتصادية والأمنية والمخابراتية، والسياسية على وجه الخصوص، وخير شاهد وقف المساعدات، وعدم تسديد الرواتب عندما فازت حركة حماس عام مطلع 2006م في انتخابات حرة ونزيهة، إضافة إلى إقفال عشرات الجمعيات التي يشتبه بأنها تمول حركة حماس والحكومة في غزة.
    ولأوروبا مرتكزات ثابتة في المنطقة تتمثل في الآتي:
    1- إنجاح المشروع الغربي الاستعماري (إسرائيل) التي تعد الذراع والامتداد للمشروع الغربي الأم.
    2- وبـ(إسرائيل) تستطيع أن تضمن أوروبا والغرب أن ليس هناك مشروع وحدوي على غرار مشروع محمد علي.
    3- وتضمن أيضًا قطع أوصال الأمة بـ"دولة حاجز"، وزعزعة الاستقرار فيها، واحتياجها الدائم لدعمها ومساندة أنظمتها الهشة التي أنشأتها اتفاقية (سايكس بيكو).
    4- تضمن أيضًا أوروبا بـ(إسرائيل) العين التي ترى بها بقاء الدول العربية في مستوى أدنى من (إسرائيل) في جميع المستويات الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية والعلمية، وقد شهدت الدول العربية حالات اغتيال لأهم مفكريها وعلمائها في مجال الطاقة النووية والتكنولوجية، كما حدث مع مصريين وعراقيين وإيرانيين وفلسطينيين، وأخيرًا يحدث في سوريا، إذ قصف المراكز البحثية النووية، وكثير من المواقع التي تعنى بتطوير وتحديث الجيش السوري، الذي يأتي بعد الجيش المصري في القوة والمهنية والاحترافية والجاهزية لأي مواجهة عسكرية.
    وتعد اتفاقية (أوسلو) مكسبًا أوروبيًا كبيرًا، إذ انتقلت المفاهيم من “حل الأزمة إلى إدارة الأزمة” (Crisis From Crisis Solution to Management)، إذ لم تنفذ بنود اتفاقية (أوسلو) جميعها، وخاصة مراحل الحل النهائي، ولكن الوضع القائم (The Current Status Qua) يعد مرضيًا، ويبقي الطرفين في حالة لا سلم ولا حرب، وهي مرحلة لا تضر بأوروبا، بل قد تخدمها وتحقق أهدافها وتستدعي على الدوام حضورها، وتساعد هذه الحالة الكيان العبري في مشروع التمدد والتوسع الاستيطاني الذي سوف ينسف فكرة "حل الدولتين"، إذ لن تكون هناك دولة فلسطينية، وإن كانت فستكون بعدئذ في أضيق الحدود الجغرافية ومحاصرة كـ"كنتونة" صغيرة، ويكون حينئذ الكيان العبري قد ضمن لنفسه أكبر قدر ممكن من البعد عن الأخطار الحدودية، وأما فكرة ”الدولة الثنائية القومية” فهي فكرة ولدت ميتة، فالتناقض واختلاف الأيدولوجيات بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين)، والأهداف الإستراتيجية الطموحة كفيلة بانهيار أي نظام سياسي يجمع بينهما.
    وختامًا، إنه لما كان لا يمكن استمرار الاستعمار التقليدي الكلاسيكي بشكله القديم؛ كانت فكرة الأنظمة الموالية التي تعد امتدادًا للاستعمار أكثر حيوية، وهي الوسيط الذي من طريقه تمرر مشاريع الغرب بشتى أشكالها، مادام هذا النظام يتلقى منه مساعدات تحافظ عليه، وتبقيه، حتى لو لم يكن الاتجاه العام لسياسة النظام يتماشى هو وطموح شعبه وتطلعاته.

























    "كذب المُتشدّقون بالحيادية ولو صدقوا"
    بقلم ايناس ابو حمادة عن الرسالة
    وقف الشعب حيث أراد، كل شخص إلى فئة يؤيدها ويرى كل ما هو صحيح من أفكار في هذه الفئة التي من أجلها انتمى ودافع، منهم مؤيد وآخر معارض، أحدهم مع والآخر ضد وكلٌ له أفكاره التي يدافع عنها بقناعة وكوجهة نظر أخرى أرى أن الانتماء ظاهرة صحية كما الاختلاف من منطلق أنّ على كل شخص أن يرفع لافتته الفكرية وأن يكون له موقفاَ ونمطاً فكرياً في المجتمع الذي أعلن انتماؤه إليه، فعليه أن يحدد القاعدة التي ينتمي إليها، لكن نجد هنا بعض الأشخاص الذين لا قالب لهم من بين القوالب الموجودة في المجتمع ولا ينطلقون في اتجاه معين، فنجد أحدهم يعارض فئة مع كونه كان من أشد المؤيدين السوابق لها، وتارة أخرى يقف وقفة رجل واحد ضدّ كل شخص لا يحمل مفاهيمه مع العلم أنه شخصياً ليس له مفاهيم محددة ينتصر لها ويرى جميع الأمور يجب أن تأتى على هواه، لذلك تجده تائه بين الأفكار والمعارضات وأحياناً كثيرة يعارض أفكاره في ذات النقاش الذي يظن بأنه يدافع عن أفكاره فيه وهنا أتحدث عن مشروع الأشخاص الذين يتشدقون بمفهوم "الحيادية"
    وأعتقد بأنه لا مفهوم للحيادية في مجتمع كله مناهج وأيديولوجيات فكرية، أرى بأن أي شخص مثقف وواعي لما يدور حوله يجب أن تكون لديه ايدولوجيا فكرية وقاعدة اجتماعية تكون له مرجع ويدافع عنها بأفكارها الصحيحة ويكون عليها حسيباً إن هي حادت عن تلك الأفكار، أما الشخوص التي ترفع شعار الحيادية أو ما يسمى ب "المستقل" فاعتبرهم فارغين فكرياً وبدون هدف وغالباً ما سينعتهم المجتمع بالغرباء أو على الأقل سيُسيء فهمهم من جانب أن الحيادية لا مكان لها في زمن المنهاج الفكري المكتظ بكل ما هو مقنع ومُسيطر على العقل، لذلك كن صاحب فكرة ومنهج حتى تؤمن بأن ما يحدث حولك من حركات سيؤدي إلى خير لا محالة وأنظر بمنظار المتفائل لواقع أفضل وليس بعين ضيق الأفق لا تقع إلا على كل ما هو مسيء وأقصد عزيزي الحيادي "لا تُسقط ميزاجيتك المفرطة على كل ما يدور حولك "

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 385
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-07-17, 11:44 AM
  2. اقلام واراء حماس 371
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-30, 11:04 AM
  3. اقلام واراء حماس 368
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:44 AM
  4. اقلام واراء حماس 239
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:13 PM
  5. اقلام واراء حماس 229
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:03 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •