أقــلام وآراء إسرائيلي (595) الخميس 03/04/2014 م
في هــــــذا الملف
إطالة أمد التفاوض لتأخير اعلان الفشل
بقلم: عاموس هرئيل،عن هارتس
دولة اليهود أم الدولة اليهودية
بقلم: دافيد بارزيلاي،عن معاريف
يجب انقاذ المسيرة السياسية
بقلم: نحمان شاي،عن اسرائيل اليوم
الافراج عن بولارد يشهد على يأس كيري
بقلم: حيمي شليف ،عن هآرتس
الورقة الامريكية ـ مريحة لاسرائيل
بقلم: دان مرغليت،عن هآرتس
انتصار العقل
بقلم: شمعون شيفر ،عن يديعوت
إطالة أمد التفاوض لتأخير اعلان الفشل
بقلم: عاموس هرئيل،عن هارتس
من الصعب جدا أن نقدر كيف سينتهي التفاوض الذي يجري الآن في اقتراح الولايات المتحدة اطالة أمد المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين. والسلطة الفلسطينية كما بدت الامور الثلاثاء تستعمل سياسة السير على الحافة، إما مؤملة أن تستخرج تنازلات اسرائيلية اخرى وإما اختيارا جوهريا للتوجه الى مؤسسات دولية. ويبدو الآن أن عمل الاقناع الامريكي سيكون في الجانب الاسرائيلي أسهل منه في الجانب الفلسطيني.
إن التسوية التي يحاول الامريكيون تحضيرها في آخر لحظة يفترض أن تخلص الاطراف من الشرك الذي دفعهم اليه اطار الاشهر التسعة التي حددت للتفاوض السياسي في تموز من العام الماضي. ستحظى السلطة الفلسطينية بـ 400 سجين محرر وبتقوية شرعيتها في نظر الجمهور في المناطق، ويبدو أن اسرائيل ستحرز استقرارا للائتلاف الحكومي (اذا افترضنا أن قطعة حلوى بولارد ستجعل الافراج عن المخربين حلوا بالنسبة الى القسم اليميني من الحكومة)، واحتمال اطالة أمد الهدوء الامني في الضفة الغربية؛ وماذا عن الامريكيين؟ سيتجنبون في الأساس عار الاعتراف بأن المبادرة الطموحة لوزير الخارجية جون كيري فشلت بسبب رفض الطرفين.
وعلى ذلك فان للاعبات الثلاث الرئيسة في المدى القصير اهتمام سافر بنجاح المصالحة، مع عدم وجود احتمال حقيقي للتوصل الى تقدم حقيقي نحو تسوية سياسية في المدة الضيقة التي حُددت. وفي مدى أبعد شيئا ما ستؤجل القيادات بذلك النهاية دون أن تقدم أي حل سياسي لأن العقبات نفسها بالضبط التي تواجهها الآن من مسألة الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية الى اخلاء كثيف للمستوطنات ستبقى في مكانها في السنة القادمة ايضا.
إن رئيس السلطة محمود عباس محتاج الى اتفاق لأنه يواجه مشكلة تزداد قوة وهي مشكلة الشرعية الداخلية لاجراءاته السياسية. وإن الانقسام مع حماس وخشية فتح من الخسارة في الانتخابات يمنعان اجراء انتخابات للرئاسة أو للمجلس التشريعي منذ أكثر من ثماني سنوات. وهذا أحد اسباب تردده في التقدم في المحادثات مع اسرائيل وهو الخوف من أن يُرى متنازلا ومستكينا لا يمثل في الحقيقة الرأي العام في المناطق هذا الى أنه أخذ يقوى في داخل فتح نفسها انتقاد مجرد وجود اتصالات مع اسرائيل.
يستطيع عباس الآن مع المفرج عنهم في الدفعات السابقة، أن يعرض انجازا حقيقيا له صلة بكل بيت فلسطيني تقريبا ألا وهو الافراج عن نحو من 500 سجين هم نحو من نصف عدد سجناء حماس الذي أفرج عنهم في صفقة شليط لكن دون الكلفة العظيمة التي هي محاربة الجيش الاسرائيلي في القطاع التي دفعتها المنظمة لبلوغ انجازها.
فاذا وافقت اسرائيل على الافراج عن الـ 14 سجينا عربيا اسرائيليا في اطار الصفقة كما ورد في التقارير أمس، فسيسجل له نجاح كبير آخر. ويرى عباس نفسه باعتباره رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للفلسطينيين جميعا ومنهم عرب اسرائيل. وسيكون للافراج عن سجناء هم مواطنون اسرائيليون أهمية كبيرة في نظره.
ومن الجهة الاسرائيلية، يجب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يقطع مرحلة طويلة على هيئة الافراج عن 400 مخرب، لكن من المعقول أن يستطيع الترويج لها في اليمين باعتبارها تخليا عن اسماك صغيرة لا شأن لها من الفتيان والنساء في الأساس. وإن اللحن الذي يستخرج الدموع الذي سيعزف هنا قبيل ليلة عيد الفصح مع عودة الابن الضائع بولارد الى ‘البيت’ يفترض أن يكفر عن ذلك، تحت غطاء تغطية تلفازية تروج لبولارد على أنه جلعاد شليط الثاني. وسيحاول نتنياهو في نفس الوقت أن يعرض على المستوطنين تجميد البناء غير الرسمي (ضبط مناقصات وحصر البناء في الكتل الاستيطانية) على أنه تفضل بغمز يمكن الالتفاف عليه بلا صعوبة كبيرة. ففي التجميد المشهور في 2009 ايضا لم تكف الجرافات في الحقيقة عن العمل ألبتة، ومن كالمستوطنين يعرف ألف الطريقة والطريقة التي يمكن بها أن يبنى أكثر من الحد الاعلى الذي التزمت به الحكومة للامريكيين.
اذا قبل الوزير نفتالي بينيت والمستوطنون هذه التعليلات فسيُضمن بقاء الائتلاف الحكومي نصف سنة آخر. ويمكن في الوقت نفسه، وهذا هو الامر الذي يشغل الجيش الاسرائيلي و’الشباك’ في الأساس، الاعتماد على استمرار التنسيق الامني مع اجهزة الاستخبارات الفلسطينية ومضاءلة احتمال انفجار على الارض كان يمكن أن يكون كبيرا جدا لو أُعلن فشل التفاوض ووقفه. وأصبح المصطلح الرئيس الاقليمي في الاشهر الاخيرة هو وقت انتظار.
وهو ما يحدث في شأن المشروع الذري الايراني حيث أُطيل التفاوض بين طهران والقوى العظمى نصف سنة آخر حتى تموز.
وهو ما يحدث ايضا في واقع الامر في سوريا بازاء الجمود في المعارك بين الرئيس الاسد ومعارضيه وانتظار المجتمع الدولي انهاء عملية تجريد النظام من السلاح الكيميائي، وهو ما تحاول ادارة اوباما احرازه ايضا في المسار الاسرائيلي الفلسطيني بيد أنها ما زالت محتاجة هنا الى أن تجند كل قدراتها على الاقناع (وحيلا مثل الافراج عن الجاسوس بولارد للحصول على موافقة الطرفين).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
دولة اليهود أم الدولة اليهودية
بقلم: دافيد بارزيلاي،عن معاريف
فضلا عن البحث في موضوع تبرير مطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاعتراف من الجانب الفلسطيني باسرائيل كدولة يهودية، حقيقة هي أن المسألة موضوعة منذ زمن بعيد على طاولة المباحثات ويبدو ان المطالبة من الجانب الاسرائيلي تشكل محطما للمساواة إن لم تكن ذريعة. وعليه، يجدر أن يتوفر لها جواب راشد وبناء يكون مقبولا من الطرفين.
ان مسألة تعريف اسرائيل كدولة يهودية أو كدولة اليهود بناء على تعريف بنيامين زئيف هرتسل في كتابه ‘دولة اليهود’ شغلت من قبل بال مؤسسي الدولة وتردد رئيس الوزراء الاول دافيد بن غوريون فيها وقرر ما قرره.
لا ريب أن جزءاً من الاسباب التي منعت بن غوريون لان يقرر الامكانية الثانية أي، دولة اليهود لم يعد ذا صلة في عصرنا.
وكما هو معروف فقد كان التخوف في حينه أن تقرر الدول بانه اذا كان لليهود دولة، فيجدر بهم أن يغادروا وينتقلوا للسكن فيها بل وان يفرضوا ذلك على مواطنيهم اليهود. تخوف آخر كان أن المحافل المناهضة لليهود ستتهم يهود الشتات، ولا سيما يهود الولايات المتحدة بالولاء المزدوج. والادعاء بان اليهود سيكونون مطالبين بان يغادروا بيوتهم في الولايات المتحدة أو في اوروبا كونه يوجد لليهود وطن قومي في اسرائيل ليس واقعيا في القرن الـ 21 حيث أنه حتى الهجرة السكانية كالمكسيكيين الى الولايات المتحدة والمسلمين الى اوروبا لا تجر طلبا بان يعودوا الى وطنهم. وبالتأكيد يوجد اجماع بان مثل هذا الطلب ليس واقعيا.
يمكن حتى القول بان الادعاء بالنسبة لليهود غير ذي صلة على نحو خاص، وذلك بسبب الانظمة الديمقراطية المتينة في هذه البلدان، بسبب تاريخ القرن العشرين والكارثة، وكذا بسبب المكانة القوية والمستقرة لليهود في أرجاء المعمورة ولا سيما الولايات المتحدة.
ويتبقى الان البحث في الاسباب التي تبرر مثل هذا التعريف اي اسرائيل كدولة اليهود وليس الدولة اليهودية. ومنذ اعلان الاستقلال كان واضحا بان مواطني اسرائيل ليسوا فقط اليهود بل وانه توجد اقلية غير قليلة من المواطنين الاسرائيليين بكل معنى الكلمة هم عرب مسلمون أو مسيحيون، وكذا دروز وآخرون. وتحمي وثيقة الاستقلال منح المواطنة الاسرائيلية لهذه الاقليات، وهم بالفعل ممثلون منذئذ في الكنيست.
اما تعريف ‘الدولة اليهودية’ فيقف على نقيض وجودي مع كونهم مواطنين غير يهود، مثلما يجد الامر تعبيرا رمزيا له في عدم قدرة قاضي المحكمة العليا سليم جبران على انشاد ‘هتكفا’.
وها هي فان عظمة الاساس الديمقراطي للدولة هي في أن المواطن العربي يعين قاضيا في المحكمة العليا، ومن جهة اخرى اشكالية الهوية بين الدولة والقومية اليهودية.
وتعريف ‘الدولة اليهودية’ يخرج من داخله كل من ليسوا يهودا، ولكن معنى تعريف ‘دولة اليهود’ بالمقابل هو أن كل يهودي في العالم هو بالفعل مواطن في هذه الدولة نظريا إن لم يكن عمليا وان هذه هي دولة اليهود. وهذا حتى لو لم يكن اليهود فقط بل وايضا اصحاب الاديان الاخرى كفيلون بان يروا فيها دولتهم.
برأيي مثل هذه الصياغة كفيلة بان تكون مقبولة من الطرفين، وتحقق حلا للتناقض البنيوي بين الدولة اليهودية والدولة الديمقراطية بل وكفيلة بان تتغلب بقدر كبير على التوتر الذي بين الدولة اليهودية ودولة كل مواطنيها. وعليه فان دولة اسرائيل كدولة اليهود ستبقى دولة يهودية بفضل قانون العودة، ولكن في نفس الوقت ايضا دولة كل مواطنيها بحكم وثيقة الاستقلال.
اضافة الى ذلك، على اساس هذه الفرضية من غير المستبعد ان نعترف، وبحكم التبادلية نحن ايضا بفلسطين بانها دولة الفلسطينيين وليس دولة فلسطينية وعلى ذلك، سيكون ممكنا أن نرى كيف يمكن في المستقبل للمواطنين اليهود ان يواصلوا العيش في اجزاء من هذه الدولة بل وان يروا فيها دولتهم. بصياغة اخرى، دولة اسرائيل ستكون دولة الشعب اليهودي ولكن ايضا بصفتها دولة أي جسم سياسي مدني ستكون ايضا دولة كل مواطنيها. ودولة فلسطين تكون دولة الشعب الفلسطيني، ولكن ستكون ايضا دولة كل مواطنيها بمن فيهم اليهود.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
يجب انقاذ المسيرة السياسية
بقلم: نحمان شاي،عن اسرائيل اليوم
استقر رأي نتنياهو على اجتياز نهر الروبكون وبولارد فوق ظهره. ويبدو طريق العودة غير ممكن. ولو أنه جمد فقط البناء الحكومي لكان ذلك كافيا لنا، ولو أنه أفرج فقط عن سجناء فلسطينيين لكان ذلك كافيا لنا، ولو أنه أفرج عن سجناء اسرائيليين لكان ذلك كافيا لنا بيقين، ولست أعلم ما هي التنازلات الاخرى التي وافق عليها قبيل عيد الفصح.
حدث شيء ما في الـ 24 ساعة الاخيرة منذ جاء كيري الى اسرائيل. ربما عُرضت على رئيس الوزراء صورة وضع محدثة وصعبة عما يتوقع في الميدان السياسي. ومن الممكن أن الولايات المتحدة قدرت أنها لن تستطيع أن تصد الموجة الدولية التي ستفضي الى اعتراف بدولة فلسطينية في جلسة الجمعية العمومية القريبة. أوربما تكون حملة المقاطعة مؤثرة؟ قد تكون الولايات المتحدة تماليء اسرائيل في موضوعات ما امنية أو غيرها، وسنتحدث عن بولارد بعد قليل، وعلى كل حال فان قرارات بهذا القدر هي قرارات تاريخية.
يمكن أن نأسف لأن نتنياهو لم يكن من البداية مستعدا لاجراءات كهذه ولو أنه كان كذلك لكان التفاوض اليوم في مكان مختلف تماما. من المناسب أن نفحص عن مبلغ جدية كل طرف في التفاوض، لكننا موجودون في داخل المسيرة ونريد أن ننقذها وأن نستمر عليها بغية التوصل الى تسوية، آمل.
إن التنازلات التي وافق عليها نتنياهو هي بمنزلة خطوط حمراء تم تجاوزها في الماضي جزئيا أو لم يتم أصلا وقد تم تجاوزها الآن بيقين تام. وسيكون من الصعب جدا العودة عن ذلك. إن تجميد البناء نقطة رئيسة فاذا كانت اسرائيل تعترف بحقيقة أنه لا ينبغي البناء وراء الكتل الاستيطانية فهذه سياسة جديدة مهمة وهي تزيل عقبات كثيرة في الطريق التي أمامنا. وإن الافراج عن سجناء عنصر لانشاء ثقة بين الطرفين. أنا أعتقد أن الافراج عن سجناء عرب اسرائيليين خطأ كبير سيؤثر في مستقبل العلاقات بين مواطني اسرائيل اليهود ومواطني اسرائيل العرب والدولة الفلسطينية المستقبلية، لكن الايام ستخبرنا.
وننتقل الآن الى بولارد. انتظر الامريكيون بهذا القرار زمنا طويلا، طويلا جدا، ولا يعلم إلا القليلون أن بولارد يفترض أن يفرج عنه أصلا في نهاية السنة القادمة، كما كتب في موقع مصلحة السجون الامريكية في الشبكة. وإن التعجيل بالافراج عنه يساعد الامريكيين على تهيئة الرأي العام في اسرائيل وفي اليمين خاصة لقبول التسوية. فهو يُحلي حبة الدواء المرة، المرة جدا التي سيبتلعونها وسيبتلعونها، بلا ريب. ومع ذلك تنهي الولايات المتحدة ايضا هذا الفصل القبيح للعلاقات بين الدولتين وهذا أمر جيد، فمن المرغوب فيه أن تغرق قضية بولارد آخر الامر في أطواء التاريخ. ومن المعلوم أن بولارد سيفرج عنه قبيل الفصح بحسب دراماتية توجيه الامريكيين للاحداث. وقد نجح وزير الخارجية الامريكي جون كيري في الاخراج التمثيلي لذلك.
إن كيري على العموم يستحق كل مدح، فقد أخذ اجازة من حادثة دولية خطيرة كشبه جزيرة القرم وتفرغ مرة اخرى للتفاوض الاسرائيلي الفلسطيني. ولا شك أنه ‘موسوس′ و’مسيحاني’ وربما يستحق آخر الامر جائزة نوبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الافراج عن بولارد يشهد على يأس كيري
بقلم: حيمي شليف ،عن هآرتس
لاحظ العالم النفسي الامريكي روبرت كاستر، وهو من رواد العلاج الطبي للمقامرة القهرية، لاحظ ثلاث خطوات أساسية في الطريق الى الادمان وهي أنه يبدأ بمغامرة ثم ينتقل الى الخسارة وينتهي الى مرحلة اليأس التي يفقد فيها المقامر حسن تقدير الامور ويعرض للخطر مبالغ متزايدة من المال. ويثير جون كيري باستعداده أن يضع الافراج عن الجاسوس جونثان بولارد على الطاولة الآن، يثير الظن في أنه بلغ الى المرحلة الثالثة.
إستل كيري من كُمه ورقة أص كبيرة من الاوراق التي تملكها الادارة الامريكية كي لا يُدفن الزمن والطاقة والسمعة التي أعطاها ليدفع قدما بمسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وكان يفترض أن يحظى مقابل المقامرة الجريئة بمبلغ متواضع، هذا مع عدم المبالغة، قياسا بالاتفاق الدائم الذي تحدث عنه أولا بل مباديء الاطار التي استلها بديلا عنه وهي الافراج عن سجناء وتجميد ‘صامت’ للمستوطنات مقابل تمديد مدة التفاوض الذي لا يعلق عليه آمالا سوى قليلين.
قد يكون اجراء كيري اسهم في واقع الامر في الانفجار الذي وقع أمس: فحينما رأى الفلسطينيون أن المقابل الضئيل الذي يفترض أن يحصلوا عليه من اجراء منتصر في ظاهر الامر كالافراج عن بولارد، قلبوا الطاولة وأعلنوا توجها الى مؤسسات دولية. لأنه اذا كان يُتحدث عن بولارد فلماذا لا يُتحدث عن البرغوثي ايضا.
وفي امريكا أثار الافراج عن بولارد التساؤل الذي تحول بالتدريج الى عدم ارتياح ثم تحول الى عدم رضى. ‘هذه علامة على ضعف ويأس لا يفيدان الرؤساء ووزراء الخارجية’، زعم الدبلوماسي السابق أرون ميلر. نحن سعداء للافراج عنه، أعلن اييف فوكسمان من رابطة مكافحة التشهير، لكن لا في اطار التفاوض بين اسرائيل والعرب. وقال السناتور جون مكين ايضا: ‘أنا اؤيد الافراج، لكن ربط الادارة ذلك بمسيرة السلام يثير الغثيان’.
يجب ألا نبالغ بالطبع: فقد صار الامريكيون أقل اهتماما ببولارد مما كانوا في الماضي. فلن يهدد رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينن بالاستقالة اذا استقر رأي الرئيس اوباما على الافراج عن الجاسوس السجين، كما اعتاد أن يفعل سلفه جورج تينيت قبل 16 سنة حينما وزن الرئيس كلينتون خطوة مشابهة لاقناع نتنياهو بالتوقيع على اتفاقات واي. وسيكون بولارد أصلا مستحقا الافراج عنه بعد سنة ونصف، هذا مع الفرض المتفائل وهو أن تدوم صحته. ‘ربما يريدون التخلص منه سريعا كي لا يموت عندهم في السجن’، قال لي شخص امريكي شديد التهكم.
إن الشد والجذب هذين يميزان ردود أكثر المحللين دونما صلة بتصوراتهم العامة الأساسية. فاليمين من الصقور ممزق بين تأييده لاسرائيل وبين الحافز الى ربط الافراج عن بولارد بضعف اوباما العام في الشؤون الخارجية. فاليسار المعتدل مجبر على أن يُعادل بين تشجيعه لمسيرة السلام وبين تحفظه من تفضل سيُرى انجازا كبيرا لنتنياهو. ومن المؤكد أن الجمهور اليهودي الذي امتنع أصلا عن الانضمام عن اقتناع الى النضال المعلن للافراج عن بولارد، من المؤكد أنه سيراوح بين الشعور بالحمد للخلاص وبين الخشية من أن تثير اضواء المصابيح التي ستسلط على السجين المشهور، شيطان ‘الولاء المزدوج’ الذي يهربون من وجهه وكل ذلك قبل أن نتحدث عن ‘مهرجان بولارد’ الذي من المؤكد أنه سيجري في اسرائيل اذا وحينما يُفرج عن بولارد.
ويمكن ايضا أن نجد تفسيرا منطقيا بالطبع على استعداد الامريكيين لأن يدفعوا الكثير فجأة مقابل القليل جدا ألا وهو الرغبة في الحفاظ على هدوء مصنوع. ففي الوقت الذي يوجد فيه اوباما في مواجهة شديدة مع بوتين حول الازمة في اوكرانيا، فان آخر شيء يحتاجه هو اشتعال في الساحة الاسرائيلية الفلسطينية قد يستتبع ايضا خصومات داخلية بين الادارة الامريكية ومجلس النواب. وربما يكون هذا هو ما قاله كيري لاوباما حينما توسل للحصول على الافراج عن بولارد منحة اخرى في المحادثات مع نتنياهو، لكن اشخاصا في وضعه يقولون كل شيء كما تعلمون لأن الشيء الأساسي عندهم هو أن يستطيعوا الاستمرار في اللعب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الورقة الامريكية ـ مريحة لاسرائيل
بقلم: دان مرغليت،عن هآرتس
ورقة العمل الامريكية، التي ستستخدم رأس جسر لفتح موسم المباحثات الثانية في المفاوضات مع الفلسطينيين، هي من اكثر الاوراق راحة لاسرائيل.
مضمونها لا يستجيب بالطبع لاماني الحكونة في القدس، ولكنها تأتي باتجاهها في اطار مدى السياسة الامريكية منذ حرب الايام الستة.
ميزتها التي لا تلزم اسرائيل بل تلزم الولايات المتحدة فقط. ونقيصتها في أنها لا تلزم الفلسطينيين. فعيون القدس تتطلع الى واشنطن، وليس الى رام الله، ولكن الجلبة السياسية تقع في المنطقة بالذات.
وقد انقسم الامريكيون داخليا اذا كان تحرير جونثان بولارد يخدم القضية. وقد الصقوا باسمه عبارة ‘Game Changer’ نقطة الانعطاف في المفاوضات واعتقد البيت الابيض بانه من غير المناسب التخلي عنه مقابل انجاز استئناف المفاوضات لمدى قصير. ولكن جون كيري أقنع براك اوباما، وهناك احتمال في أن نراه في البلاد يقرأ الاسطورة في الفصح.
ادعاء اليمين في الائتلاف بان بولارد ليس بديلا لتحرير مخربين قتلة جدير بالنظر، ولكن الحقيقة هي أن بدونه ايضا ستقف الحكومة أمام معضلة اذا كانت ستقبل الشروط لاستمرار المفاوضات أم لا. فتحويل اسرائيل الى مسؤولة عن فشل المفاوضات هو ضربة قاضية في الساحة الدولية، وستستجاب بالقبول بالجملة للسلطة الفلسطينية في المنظمات الدولة وكأنها دولة سيادية بكل معنى الكلمة.
وبالتالي فان اضافة تحرير بولارد الى المعادلة هي اضافة مخففة لالم اسرائيلي عميق. ولكن الحاجة الى الحسم قائمة حتى بدونه.
اقتحام حاجز اوسلو
ان الموضوع الذي يقف امام حسم الحكومة والذي سمح بان تنعقد اليوم بينما يهدد ابو مازن بتحطيم الجسر الذي بناه كيري واضح: سواء مع بولارد أم بدونه هل اسرائيل مستعدة لان تقيد قيدا معينا البناء في يهودا والسامرة؛ لوقف العطاءات والبناء العام؛ ولكن تواصله من قبل المقاولين الخاصين في كل مواقع البناء وليس فقط في الكتل الاستيطانية؟
مع مثل هذه الموافقة أو بدونها توجد على جدول الاعمال مسألة النبضة الرابعة. في اطارها سيتحرر ايضا قتلة هم عرب اسرائيليون. خسارة، بين الامكانيات السيئة من الافضل اقتحام ‘حاجز اوسلو’ أي تحرير قتلة نفذوا ما يريدون بعد الاتفاق اياه على الا يكونوا اسرائيليين. يوجد معنى سلبي لان تصبح السلطة الفلسطينية مندوبة شرعية للمواطنين الاسرائيليين.
في نهاية المطاف فان التوتر الشديد الذي ساد أمس هو تراكم لمناورات كلها مثابة سير حتى الحافة. ابو مازن يفعل ذلك كي يحسن شروطه، ولكنه يعرف بانه لن يحصل على مروان البرغوثي حتى لو هدد بتوجه احادي الجانب الى الامم المتحدة.
هكذا ايضا في السياسة الاسرائيلية. بنيامين نتنياهو شرح لوزراء الليكود ما هو مدى الاتفاق الممكن. ستكون له اغلبية في الحكومة. وزراء البيت اليهودي سيعارضون. وكذا بعض من الليكود ولكن هل بعد ذلك سيبقون في الحكومة؟ رغم التجميد الجزئي جدا في المناطق؟ ورغم تحرير المخربين؟ هم ايضا يلعبون في السير حتى الحافة.
لقد أخطأ داني دانون وتعهد بالاستقالة، وقد يضطر الى الالتزام بكلمته. الاخرون، الوزير اسرائيل كاتس والنواب زئيف الكين، اوفير اكونيس وتسيبي حوتوبيلي سيجدون الاذن بالبقاء. البيت اليهود سيسير في أعقابهم وسيتحلى بذريعة أو اثنتين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
انتصار العقل
بقلم: شمعون شيفر ،عن يديعوت
الصفقة المتبلورة لتحرير جونثان بولارد في الايام القريبة القادمة مقابل تحرير عرب اسرائيليين مع الكثير من الدم على الايدي تثبت، وليس للمرة الاولى، بانه لا توجد مبادىء مقدسة ولا توجد مواعيد مقدسة تلزم أصحاب القرار بالتمسك بها بكل ثمن.
حتى الاسابيع الاخيرة درج الامريكيون على أن يردوا حتى النهاية كل طلب اسرائيلي لتحرير بولارد، بدعوى أنه يقضي عقوبة بالسجن منذ أن فرضتها عليه المؤسسات القضائية ولا يمكن خرقها. اما الان في ضوء احساس اليأس والتعطل من جانب جون كيري الذي فشل في مساعيه لحمل الاسرائيليين والفلسطينيين على الموافقة على صيغة للتسوية طرح الجاسوس الاسرائيلي على طاولة المباحثات.
هكذا ايضا الطرف الاسرائيلي، الذي صرح بانه لن يحرر عرب اسرائيليون ولن يكون استسلام لطلب الطرف الفلسطيني الذي يرى نفسه يمثل عرب اسرائيل ايضا. وها هو قبل لحظة من انهيار المسيرة، وجدوا في القدس الورقة المظفرة: تحرير بولارد، وصوله الى اسرائيل واحتفاله بعيد الفصح كانسان حر.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع موشيه يعلون ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان قادوا المفاوضات مع كيري ورجال طاقمه. وفي محيطهم القريب يصفون النتيجة المتوقعة كـ ‘حدث استراتيجي’ سيعزز اسرائيل في علاقاتها مع الادارة الامريكية.
لا شك أنه دون موافقة يعلون، ما كان لهذه الصفقة ان تخرج الى حيز التنفيذ. وتثني المحافل الامريكية على دور وزير الدفاع في بلورة الصيغة التي ستسمح باستمرار ما يشبه المفاوضات حتى بداية العام 2015.
يمكن الافتراض بان هبوط بولارد عندنا سيصبح احتفالا وطنيا يشحب أمامه استقبال جلعاد شاليت الذي احتج في اسر حماس لاكثر من خمس سنوات. ويجدر هنا تحذير نتنياهو من أن أول مَن مِن شأنه أن يشوش له الاحتفال سيكون بولارد نفسه، الذي لن يكتفي باقوال الشكر بل سيعرب عن رأيه في الصفقة الملوثة ‘ أنا مقابل قتلة’. في الماضي رفض بولارد امكانية ان يحظى بالحرية مقابل تحرير قتلة.
وفي حينه ايضا، في ذروة الاحتفالات، سيكون مجديا أن نتذكر بان بولارد يصل الى دولة استخدمته ضد حليفتها الاكبر، الولايات المتحدة، دليل على أنه من أجل المصلحة اللحظية نكون نحن مستعدين لان نغرس حربة حادة في وجه اصدقائنا الامريكيين.
وفي نهاية المطاف، فان من دفع الثمن الاكبر على هذه القضية البشعة هو بولارد نفسه الذي ذوى في السجن الامريكي لنحو 30 سنة نصف سنوات حياته. ومهما كانت آثار هذه الصفقة، فان اسرائيل ملتزمة بالرجل الذي عمل بتكليف منها.
رغبة الولايات المتحدة، اسرائيل والفلسطينيين في عدم تحطيم الاواني تشير الى وتجسد شراكة المصيرة بين اللاعبين الثلاثة والتي لا تسمح لهم بالنزول من العربة. غير أن هذه الصفقة تضع المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس ضيق من المحادثات مقابل السجناء المحادثات التي لن تؤدي على ما يبدو الى اي مكان. ان العملة الاسرائيلية من الاف السجناء الفلسطينيين الذين سيتبقون في السجن بعد الصفقة ستمنح رئيس الوزراء زمنا لا نهاية له لمباحثات عقيمة.
مسألة واحدة تبقى مفتوحة: هل البيت اليهودي، الذي وعد بالانسحاب من الحكومة اذا ما تحرر سجناء عرب اسرائيليون واذا ما اتفق على تجميد البناء في المستوطنات، سينسحب بالفعل؟ أنا لست واثقا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس