النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 10/05/2014

  1. #1

    اقلام واراء محلي 10/05/2014

    في هذا الملـــــف:
    موحدون دعما للأسرى
    بقلم: حديث القدس – القدس
    نظرة واقعية في الشرق الأوسط
    بقلم: إيمانويل أوتولينغي - القدس
    عدنا .... والعَوْدُ أحمد
    بقلم: أماني القرم – القدس
    أمة بلا مسرح، أمة بلا ثقافة
    بقلم: حـسـن الـبـطـل – الايام
    رسائل بطعم التهديد وأًخرى بطعم القوة
    بقلم: صادق الشافعي – الايام
    أيام الكسوف
    بقلم: وليد بطراوي – الايام
    الأسرى الفلسطينيون: لماذا ظاهرة استثنائية؟
    د. أسعد عبد الرحمن - الحياة
    توفيق زيّاد البعيد القريب
    بقلم: جواد بولس – الحياة




    موحدون دعما للأسرى
    بقلم: حديث القدس – القدس
    المهرجان الثقافي الضخم الذي أقيم أمس، في الخليل، بمشاركة شعبية ورسمية وحضور ممثلي كافة الفصائل وخاصة "فتح" و"حماس"، وكذا الفعاليات التضامنية في مختلف محافظات الوطن، إنما يؤكد أولا على أن قضية الأسرى ونضالاتهم قضية وطنية تحظى بالأولوية في أجندات العمل الرسمي والفصائلي والشعبي، وثانيا ان شعبنا وفصائله الوطنية وقياداته الرسمية إنما هم جميعا موحدون دعما للأسرى ونضالاتهم التي تشكل جزءا لا يتجزأ من مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال.
    لقد ثبت مجددا أمس، أن قضية الأسرى إنما تسهم في تعزيز وترسيخ وحدتنا الوطنية بعد ان أثبت الأسرى على مدى سنوات طويلة حرصهم على هذه الوحدة وتجسيدهم لها في مواجهة التحدي الرئيس المتمثل بما يحيكه الاحتلال من مخططات وما يمارسه من تعسف وقمع يستهدف الكل الوطني، عدا عن تجسيدهم لهذه الوحدة في وثيقة الوفاق الوطني التي خرجت من وراء القضبان قبل سنوات وشكلت مقدمة هامة نحو إنهاء الانقسام.
    إن ما يجب ان يقال هنا ان المعركة التي يخوضها المعتقلون الإداريون بإضرابهم الذي يدعمه ويشارك في التضامن معه آلاف الأسرى، هي معركة شاقة وقد تكون طويلة، الا أن تجاربنا بهذا الشأن على مدى سنوات الاحتلال الطويلة تؤكد أن وحدة شعبنا وقواه ووحدة أسراه إنما تشكل العامل الرئيس في تحقيق الإنجاز، وبالتالي فإن هذه الوحدة الرائعة التي تتجسد اليوم في دعم الأسرى عموما والمعتقلين الاداريين خاصة هي الضمانة الأكيدة لانتهاء هذا الاضراب بشكل مشرّف وتحقيق إنجاز نوعي آخر يكسر سياسة الاحتلال التي تستهدف أسرانا جميعا.
    ولذلك لابد من تكثيف فعاليات التضامن الجماعي الموحد وطرق كل الأبواب لنصرة اولئك القابضين على الجمر الذين يخوضون هذا الاضراب لتسجيل صفحة أخرى مشرقة في تاريخ نضالنا العادل.
    جرائم المتطرفين العنصرية
    مرة أخرى ترتكب العصابة اليهودية المتطرفة التي تطلق على نفسها زورا وبهتانا اسم "شارة الثمن" عدوانا عنصريا جديدا امس، بكتابة شعارات تسيء للسيد المسيح عليه السلام في القدس وكذا كتابات مسيئة للإسلام وللعرب قرب الكنيسة الرومانية وباب السلسلة، بعبارات بذيئة تفوح منها رائحة العنصرية البغيضة في تكرار لسلسلة الاعتداءات المماثلة التي طالت أماكن اسلامية ومسيحية مقدسة وطالت ممتلكات المواطنين الفلسطينيين كما طالت مواطنين أبرياء تعرضوا لاعتداءات عنصرية في القدس وغيرها في الوقت الذي تستعد فيه هذه البلاد المقدسة لاستقبال قداسة البابا بعد أيام.
    الحكومة الاسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الاعتداءات خاصة وأنها لم تقم حتى الآن بأي جهد جدي للقضاء على هذه الظاهرة ومحاسبة مرتكبيها من جهة ، ولأنها بمواقفها المتطرفة وممارساتها التعسفية ضد الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين إنما تشجع مثل هذه العصابات المتطرفة على مواصلة اعتداءاتها التي أقل ما يقال فيها انها اعتداءات عنصرية جبانة تشكل وصمة عار في جبين اسرائيل.
    إن ما يجب ان يقال هنا ان اسرائيل التي طالما تشدقت بمعزوفة اللاسامية عند حدوث أي تعرض بالكتابات او الشعارات لمقبرة يهودية في العالم مثلا، هي نفس اسرائيل التي تدعي أجهزة مخابراتها اليوم عجزها عن مواجهة ظاهرة خطيرة كهذه نمت وترعرعت في ظل أجواء التطرف والعنصرية والاحتلال التي تتمسك بها اسرائيل وحكومتها. ولهذا يجب ان تتحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولياتها بهذا الشأن وأن تدرك ان تداعيات التسامح مع هذه الجماعات المتطرفة وكذا حمايتها لن يتوقف على ما يطال الفلسطينيين من أضرار وآلام بل إنه يطال اسرائيل نفسها ويسهم في مراكمة عناصر التوتر والاحباط والدفع باتجاه تفجر الأوضاع.
    نظرة واقعية في الشرق الأوسط
    بقلم: إيمانويل أوتولينغي - القدس
    تعثرت أحدث محاولة يبذلها الرئيس أوباما لخطب ود إسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي. وعلى نحو متوقع، بدأت الآن لعبة توجيه اللوم. وبإضافة تعديل جديد للنسخة المألوفة من فشلها في الدبلوماسية المتعلقة بالشرق الأوسط، اختارت الإدارة الأميركية هذه المرة الانضمام إلى ردة الفعل الغريزية لحلفائها الغربيين، مشيرة بإصبع اللوم إلى إسرائيل، بينما وجهت إسرائيل اللوم علانية إلى وزير الخارجية الأميركية جون كيري.
    مما لا شك فيه أن لكل محاولة خصائصها الخاصة -ذلك الخليط الاعتيادي من التوقيت السيئ، وصدام الشخصيات، والتوازنات الخارجية التي تجعل من كل جولة فاشلة من صنع السلام مادة للمحاضرات والمقالات وكتابة المذكرات وتبادل الاتهامات.
    مع ذلك، فإنها تظل كلها تشترك في الكثير من القواسم المشتركة. لأنه بمجرد قيام المرء باستبدال الأسماء أو التواريخ -المبعوث الأميركي الخاص مارتن إنديك بدلاً من جورج ميتشيل، والعام 2008 في محل العام 2014- فإن الديناميات والعثرات والمحصلات السلبية الممكن التنبؤ بها تظل هي نفسها.
    يجب على الدبلوماسيين الغربيين الذين يبدون أكثر حرصاً من أي شخص آخر منخرط -بمن في ذلك الفلسطينيون والإسرائيليون- وضع حد لهذا الصراع، ويجب عليهم أن يطرحوا السؤال عن السبب. السبب في أن السلام يظل مراوغاً؟
    بعد كل شيء، إنهم أولئك الدبلوماسيون أنفسهم الذين ما يزالون يصرون لأكثر من 20 عاماً على أن ملامح صفقة السلام معروفة للجميع، وعلى أن الجانبين يصلان دائماً إلى نقطة يكونان فيها "أقرب إلى التوصل إلى صفقة من أي وقت مضى"، كما قال جون كيري متفائلاً في كانون الأول الماضي، مردداً أصداء تصريح إيهود أولمرت (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق) في تموز من العام 2008.
    يا للمهزلة. إننا نكون دائماً قريبين جداً، لكننا لا نصل إلى هناك أبداً. وذلك جزء من المشكلة.
    بعد عشرين عاماً من محاولة إيجاد النقطة الكاملة للتوازن في الخوارزمية المناطقية ومتاهة الهوية والادعاءات الدينية والمادية، يجب أن يكون واضحاً أن الصيغة الخاصة بعملية السلام تنطوي على المكونات الخاطئة. وسوف يفهم العلماء على الفور أن تكرار التجربة نفسها مرة تلو الأخرى من دون تغيير عناصرها أو كمياتها سيفضي دائماً إلى النتيجة نفسها.
    لكن يبدو أن الدبلوماسيين فاتت عليهم هذه النقطة. ومن السهل، كما تجدر الإشارة، الانحاء باللائمة على "المتطرفين في كلا الجانبين" أو مجموعات الضغط الجبانة الكامنة في الظلال: أشرار القومية، أو مخاطر الائتلاف العنيد؛ ظلال الماضي أو رواية المنتصر. وفي كل مرة يقف شيء ما في الطريق الذي من الممكن تغيير تأثيره القبيح أو تخفيفه إذا تم فقط تبديل هذا الشخص أو ذاك.
    يولع الأوروبيون بلوم الانحياز الأميركي المفترض لإسرائيل، متناسين، وفق مصالحهم، أن صداقتهم الفاترة ومعتدلة الجو مع إسرائيل لا تستطيع أبداً الحلول محل الضمانات الأمنية الأميركية. ويحب المعلق الليبرالي أن يذهب وراء الصقور الإسرائيليين حيث يمنحهم فرصة للتنفيس عن شعورهم الباطني المعادي للسامية عبر إعادة تسمية غرض كراهيتهم بمصطلحات مهدئة ومسكنة، مثل "اللوبي الإسرائيلي" و"المحافظون الجدد" و"المستوطنون" بينما يتم الاستخفاف بالإرهاب والراديكالية الإسلامية والديناميات الداخلية في العالم العربي.
    تستطيع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) غسل أيديها من الالتزام بأنها تمثل قصة معقدة على نحو نزيه عبر تبني المصطلح المحيذ أخلاقياً "التفرج" حيث يكمن الخطأ عند "المتطرفين في كلا الجانبين" وغيره من الفئات "قم بإلقاء اللوم على كلا الجانبين" المخترعة، والتي تعيش فقط في المرادف الأخلاقي لعالم غرفة الأخبار الليبرالية.
    من جهة أخرى، لا يبدو أن أي أحد قد فهم الشيء الواضح، لأنه غير قابل للهضم وغير ملائم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين أمضوا وقتاً من عمرهم وهم يؤمنون في سلام الشرق الأوسط كغاية في حد ذاته، وكترياق لمشاكل أخرى. لن تكون ثمة أي صفقة لأن كلفة صنع السلام تبز بكثير مزاياه عند كلا الجانبين.
    بعد كل شيء، لكم أن تتأملوا ما يلي: بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، تظل العثرات هي نفسها على مر الأعوام. ومن غير المرجح تغير المطلب الفلسطيني بمنح اللاجئين حق العودة، ولا المطلب الإسرائيلي الداعي لاعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، وكذلك مطالبهما الحصرية الثنائية الخاصة بالسيادة على القدس، لأنه إذا تم التنازل عن هذه الأشياء، فإنها ستلحق ضرراً بالمكونات الجوهرية للهوية القومية لكل من طرفي الصراع، والذي لا يمكن تقويمه.
    إلى ذلك، من غير المرجح أن تتنازل إسرائيل عن العمق الاستراتيجي الذي توفره لها السيطرة المناطقية على وادي الأردن، والذي توفره الضفة الغربية في مقابل ضمانات دولية غامضة. وبالإضافة إلى ذلك، لا تستطيع النزعة القومية الفلسطينية أن تترك خلفها، على الأقل فكرياً، ملايين أحفاد اللاجئين الذين هربوا من حرب العام 1948، لكن من المشكوك فيه أن يكون من الممكن استيعابهم فيزيائياً في منطقة صغيرة مثل الضفة الغربية وغزة، ومالياً في اقتصاد بضآلة الاقتصاد الفلسطيني. ورغم أن أعداء إسرائيل يحبون الوصول إلى هذه المحصلة، فإنه من غير المرجح أن تقدم إسرائيل على انتحار قومي.
    وكأن هذا الوضع ليس كافياً، فإن الإخفاقات السابقة والتطورات الإقليمية تفاقم المشكلة. لماذا يجب على كل جانب أن يولي الثقة لشريكه التفاوضي عندما تكون المحاولة السابقة قد انهارت؟ ما الذي تغير حتى تكون الأمور أفضل؟
    هل الفلسطينيون أقل تصميماً على إعادة توطين اللاجئين؟ هل تنازلوا عن نزع الشرعية عن إسرائيل؟ هل انكمشت المستوطنات من حيث الحجم والديموغرافية؟ هل ثمة سكان يعودون إلى حدود إسرائيل ما قبل العام 1967؟ وكيف يكون باستطاعة إسرائيل التفاوض على صفقة نهائية مع السلطة الفلسطينية بينما تظل غزة تحت حكم حماس؟ ولماذا يجب على إسرائيل "أخذ المخاطر من أجل السلام" في وقت تضطرم فيه المنطقة بالفوضى؟ ومن يستطيع الاعتقاد بأن حكومة فلسطينية توقع على صفقة سلام ستعمر مدة كافية لجعل هذه الصفقة تتماسك وترسخ في ضوء اهتزاز العالم العربي راهناً على وقع الانبعاث الإسلامي؟
    إن الصراع العربي الإسرائيلي عصي على الحل. هكذا كان حاله دائماً، وهكذا سيظل في المستقبل المنظور. ولن تجلب محاولة ما أثبت فشله في السابق سوى المزيد من الفشل.
    لقد حان الوقت لأن يدرك الغرب أن الخلافات بين الجانبين لا يمكن إصلاحها -وكلما كان هذا أسرع، كان أفضل.
    عدنا .... والعَوْدُ أحمد
    بقلم: أماني القرم – القدس
    أما وقد كان .. فقد عادت القدس إلى غزة... فهنيئا للعودة !!
    منذ أن اتفق الكبار على المصالحة، والتقت الوفود وتصافحت الأيادى وعلت الابتسامات الوجوه ، ساد الشارع الفلسطيني في غزة نوع من الذهول اختلط بمزيج من اللامبالاة وعدم التصديق. وساد مجالس الناس سؤال حائر وخجول " معقول؟؟؟ فيه مصالحة؟؟" .. أما وقد هلت أولى البشائر وفتحت الطرق أمام الجرائد .. فهذا أمر بعث الأمل في نفوس الجالسين ..
    سبع سنوات والعالم من حولنا يتبدل ويتغير ...قوى تصعد وأخرى تندثر... ربيع عربي جاء محملا برياح خماسينية أطاحت بأحلام الاستقرار والديمقراطية ...ونحن كما نحن منقسمين...ومختلفين في الإعلام والأعلام... ما الذي حدث وتغير؟ هل جاءت اللحظة التي أدركنا فيها الواقعية السياسية التي تفرضها علينا محددات الزمان والمكان واعتبارات المصلحة؟ ربما ... فالنواتج لكلا الطرفين فشل مدوي على الصعيد السياسي والاجتماعي والشعبي وحتى الحزبي ، فاستطلاعات الرأي الموضوعية تشير إلى تراجع كبير في شعبية كل من المنقسمين..
    التصالح بين شطري الوطن هو أمر حتمي سواء مرت سبع سنوات أو سبعون ولكن الاشكالية هنا تكمن في حجم الخسارة التي تكبدها الشعب المنقسم داخليا وخارجيا. ولسنا هنا بصدد التعداد بل بصدد السؤال حول استيراتيجية التعافي...
    نأمل من الكبار المتصالحين وبالتوازي مع تشكيل حكومة توافق وطني تشكيل مجلس استشاري أو مجلس حكماء، يكون بمثابة حكومة ظل ويضم جملة من الخبرات والكفاءات الفلسطينية غير الحزبية ــ وما أكثرهاــــ من جميع القطاعات لوضع استراتيجيات التعافي، الأمر الذي من شأنه مساعدة ومساندة حكومة التوافق في عملها والتي يجب أن يميزها صفتان: الديناميكية المكوكية والرؤية المحددة.
    إن حكومة التوافق الوطني المقرر تشكيلها أمامها مهام محددة تم الاعلان عنها، ولكن المطلوب منها إضافة إلى المهام التصالحية والاقتصادية والانتخابية العاجلة أمران:
    اقليميا ودوليا: الحشد وكل الحشد لكافة الطاقات الاعلامية وجهابذة العلاقات العامة لإعادة الصورة الذهنية لحضارية الشعب والانسان الفلسطيني التي تضررت بشدة سواء سنوات العجاف السبع وما قبلها من سنين فاحت فيها رائحة الفساد واللاشفافية ...
    داخليا: إعادة الثقة مرة أخرى لدى الناخب الفلسطيني بالقيادة الوطنية الفلسطينية، والتي عليها أن تعلم أن صندوق الانتخابات وحده ليس هو الديمقراطية، بل ضمان الحريات العامة وحق التعبير عن الرأي وسياسات الأمان الاجتماعي والاقتصادي هو الطريق المؤدي لأسس ديمقراطية تتوج بانتخابات نزيهة..
    على أية حال ، ما كان في الماضي فهو ماضي... أما الحاضر فهو هبة على الجميع من حركات وفصائل سياسية ومنظمات شعبية ومجتمع مدني مسئولية في كيفية استغلالها ورسم خطط واقعية لخلق واقع افضل لشعب يستحق الأفضل...

    أمة بلا مسرح، أمة بلا ثقافة
    بقلم: حـسـن الـبـطـل – الايام
    جالسين على درج مسرح القصبة، قلّب زياد خداش "بروشور" المسرحية، ثم تأفّف: مسرحية من تأليف توفيق الحكيم؟ هذا عتيق. قلت: فإذا كانت للكاتب المسرحي الإغريقي سوهوكليس، او للكاتب المسرحي الإنكليزي شكسبير؟
    الفكرة فكرة "القديم" توفيق الحكيم في مسرحية "مجلس العدل" وأما "الإعداد والإخراج" فهو لجورج إبراهيم. لا ترجمة ولا تعريب ولا أداء مسرحيا لنص قديم، إنما اقتباس إسقاط الفكرة وتحديثها و"عصرنتها" لتطابق العدل، ليس كما في قانون حمورابي بالطبع، بل كما في الواقع القانوني والإنساني والفلسطيني. هذا دأب جورج إبراهيم في "إعداد" المسرحيات بما فيها مسرحيات شكسبير.
    الدرس درس، لكن المدرسة أهم من الدرس، وربما منهاج المدرسة أهم منها. وهذه هي مهمة وشغل "أكاديمية الدراما" في القصبة، في رام الله، الرائدة في فلسطين (الضفة وغزة .. وحتى المسرح الفلسطيني في مناطق 48) .. كما أكاديمية الفنون!
    ست سنوات على التأسيس، اللبنة الأولى، في العام 2009 بدعم فني من جامعة فولكفانج الألمانية. ثلاث سنوات على فوج الخريجين الأول 2012 حاملاً بكالوريوس مسرح معترفا به دولياً.. وهذا هو الفوج الثالث، وعلى المسرح تلاميذ - مشاريع مستقبل مسرح فلسطيني محترف، لهم من العمر 17 - 30 سنة.
    قبل اختراع السينما، كان المسرح أقدم ابتكار إنساني فني جماعي. قبل الرقص الحديث، فالرقص المعاصر، كان الرقص أقدم "عبادة" ثم الرقص الشعبي (الفولكلور) فالإيقاعي .. اليونان والرومان كانوا، ربما، أساتذة المسرح الأوروبي القديم، ثم جاء شكسبير وبريخت في التأليف، ومخرجون عظام لمسرحياتهم العظيمة، ويقولون إن العرب دخلوا مضامير الرواية متأخرين، والمسرح متأخرين، والكتابة المسرحية متأخرين.
    ربما الريادة المسرحية العربية الحديثة لمصر، في التأليف والأداء (يوسف وهبي في المسرح ومحمود المليجي في السينما - علمان) .. ربما اقتفت سورية مصر منذ العام 1960 مع "مسرح ابو خليل القباني) - دمشق.
    .. والآن جاء دور فلسطين في تأسيس مسرح، وفن مسرحي مهني .. ثم، وهذه هي النقلة، مدرسة مسرحية، او مؤسسة للتدريب على الفن المسرحي .. أي أكاديمية!
    ربما كان مسرح الحكواتي - القدس للموهوبين ثم للمحترفين، سليقة أو تجربة، لكن لمسرح القصبة مهمة "صنع" وتفريخ أجيال في مجال فن المسرح. متى ننتقل من أمة شعراء الى أمة كتّاب مسرحيات؟
    لهم أن يدرسوا، خلال ثلاث سنوات، تاريخ المسرح. لهم أن يتعلموا، مثلاً، أسلوب جاك لوكوك، او اسلوب ستانسلافسكي، او اسلوب مايكل تشيخوف. لهم ان يتدربوا على أساسيات الحركة المسرحية على الخشبة، وحتى المشي عليها، والتعابير الجسدية لتحرير الجسد وتطويعه .. وأيضاً، مهارات شتى لا توفر فن "الأكروبات" وأساليب "القتال المسرحي" و"حتى المبارزة بالسيف".. وقبل كل ذلك الرقص الكلاسيكي الحديث، وما بعد الحديث (المعاصر) .. وبالطبع النطق .. أنت لا تحكي في المسرح كما تحكي في الحكي!
    .. ومن محصلة العرض أقول: ما من علاقة مع توفيق الحكيم إلا بالفكرة؛ وفكرة العدل موجودة الهياً وميتافيزيقياً في المسرح الإغريقي، وإنسانياً وقانونياً في المسرح الحديث.
    تابعت عروض أول فوج من الأكاديمية، فالثاني، وها هو الفوج الثالث .. ربما بعد عشرة أفواج قد نقول: يتمأسس مسرح في فلسطين.
    تحية الى جورج إبراهيم: ممثلاً، ثم مخرجاً .. ثم مؤسساً لأول مدرسة فلسطينية - عالمية لفن المسرح.
    أمة بلا مسرح تعني أمة بلا ثقافة. فلسطين تقود "الشعر" العربي وتجتهد في "الرواية" وتحبو في السينما والمسرح والفنون التشكيلية .. تحبو .. تمشي .. تعدو!
    زخّت!
    شتاء عجيب في سنة غريبة: أثلجت على غير عادتها وسَخَت في الإثلاج في الخريف، وأمطرت، على غير عادتها وسخت وابلاً من المطر في أيار.
    وين راحت "المربعينية"؟ وين راح المثل "مطر نيسان بحيي الأرض والإنسان"؟ ما راح نحكي عن "شخورة" مناخ الارض، لكن يبدو ان شتاء متوسطياً ينقلب به الحال من تلازم المطر مع البرد، الى تلازم المطر مع الخريف .. ومع آخر الربيع، وفي الوسط ضاعت المربعينية وضاع "خبي فحماتك الكبار لعمك آذار".
    على "الفيسبوك" تأتيك "التحريفات الآخروية" عن "علامات القيامة" الصغرى .. لا، إنما الإنسان يجور على المناخ، وعلى التوازن البيئي؛ وعلى "احترار" جو الأرض: محل هنا، فيضان هناك. صقيع هنا، حرارة قصوى هناك. الأرض كوكب أزرق من السماء .. وكوكب أخضر - أصفر في الأرض!.
    رسائل بطعم التهديد وأًخرى بطعم القوة
    بقلم: صادق الشافعي – الايام
    يتضح بشكل جلي ان هدف القوى الإقليمية والدولية الداعمة لقوى المعارضة السورية هو خلق وترسيخ القناعة بأن لا إمكانية ولا مجال لحسم عسكري أو نصر حاسم يحققه أي من الطرفين في المسألة السورية.
    لقد وصلت هذه القوى إلى قناعة تامة بان المعارضة التي تدعمها بكل تشكيلاتها وتنوعها ليست بأي حال قادرة على تحقيق انتصار عسكري يحسم المسألة بإسقاط النظام بالقوة، أو إجباره على الرحيل خضوعاً لشروطها لحل سياسي.
    المعارضة نفسها بغالبيتها العظمى وبتشكيلاتها السياسية المعترف بها، وصلت الى هذه القناعة أيضا. وهذا ما يفسر جزئياً اكتفاء مكوناتها النافذة على ارض الواقع بإقامة كياناتها "الشرعية!" في المناطق التي تسيطر عليها مهما كانت محدودة، ما خلق منها "موزاييك" متنافرا وربما متقاتلا.
    والدور الآن يأتي على النظام السوري، والهدف هو إيصاله الى نفس القناعة، انه هو أيضا غير قادر على حسم الصراع لصالحه بالضربة القاضية. أو بتعبير أدق إقناعه أنه لن يسمح له بهذا الحسم حتى ولوكان قادراً على تحقيقه.
    ولأن الدول الداعمة قد حسمت أمرها منذ مدة بعدم التدخل المباشر، كان لا بد لها من رسائل نوعية وقوية توجهها الى النظام السوري لتحقيق هدفها المذكور، حتى ولو رافقت بعض هذه الرسائل أشكال محدودة ومحسوبة من التدخل يمكن تطويرها حسب الحاجة.
    وزاد من ضرورة هذه الرسائل وأسرع في توقيتها الانتصارات التي يواصل النظام تحقيقها، وإلحاحية وقف التدهور الحاصل في ميزان القوى العسكري لمصلحته. كما زاد في ضرورة هذه الرسائل ايضا، ذلك التداخل الذي يفرض نفسه بين المسألة السورية وبين الصراع الدائر في اوكرانيا وحولها، فالدول والقوى الغربية الداعمة للمعارضة السورية هي نفسها التي تخوض الصراع في أوكرانيا.
    انتصارات النظام تمثلت أساسا في:
    أولاً، بالمعارك العسكرية، بدءاً من انتصار القصير وصولا الى السيطرة التامة على كل القلمون تقريباً، والى تطهير حمص من فلول المعارضة التي ظلت محاصرة في بعض أحيائها وما لهذه الانتصارات من تأثيرات وانعكاسات هامة وربما استراتيجية على توازن القوى العسكري وعلى تواصل طرق الإمداد والأمور اللوجستية الأُخرى.
    وثانياً، على مستوى المصالحات التي نجح النظام في عقدها مع أهالي العديد من المناطق والمسلحين فيها بما سمح بعودة تلك المناطق الى سلطة النظام دون قتال.
    وثالثا، استمرار تماسك قواه الشعبية ومؤسساته المدنية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى ثبات وتماسك تحالفاته وموقفها الداعم بقوة وعلى كل المستويات.
    أما الرسائل فقد بدأت بثلاث:
    الأولى، محاولة فتح جبهة جديدة في منطقة (كسب) لمحاولة الوصول الى البحر والى اللاذقية والمنطقة المحيطة بها. وهي معركة إعلامية ومعنوية بالدرجة الأولى، ويراد منها الإيحاء ان قوات المعارضة قادرة على الوصول إلى معاقل النظام كما يعتبرونها.
    ليس من المتوقع أن تتمكن القوى المهاجمة تحقيق أهدافها أو الثبات في المواقع التي نجحت بالوصول إليها. ولم يكن ممكنا فتح هذه الجبهة وخوضها دون الموافقة المسبقة للنظام التركي ودون دعمه المباشر، حتى ولو اقتصر ذلك الدعم على الإسناد غير المباشر وعلى تقديم التسهيلات العملياتية واللوجستية.
    الثانية، ما تم الكشف عنه أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل ان تتدخل بضرب وحدات الجيش السوري في مناطق الجولان غير المحتلة لمنعها من القضاء على وحدات مقاتلة من "المعارضة المعتدلة"، كما يسمونها، والتي تم تدريبها وتهريبها وزراعتها في تلك المنطقة استعداداً لعمل عسكري واسع تخطط القوى الداعمة للقيام به، من الجبهة الجنوبية.
    والحديث عن التخطيط لهذا العمل يجري منذ شهور، وقد تم البدء بتفعيل هذه الجبهة في الأسابيع الأخيرة بوتيرة مدروسة وعبر تلك الوحدات المقاتلة المذكورة بعد تنظيمها في تشكيلات عسكرية تضمها ما تسمى "جبهة الجنوب" والتي يدّعون أن تشكيلها يخلو من قوى التطرف والإرهاب.
    إسرائيل تتجاوب مع الطلب الأميركي حسب الحاجة.
    والرسالة الثالثة، هي الإعلان شبه الرسمي عن تزويد الولايات المتحدة قوى "المعارضة المعتدلة" بصوارخ "لاو" المضادة للدروع، وقد بثت بعض الفضائيات مقاطع فيديو تعلن فيها مجموعات من المعارضة عن استخدام هذه الصواريخ في ضرب مواقع للجيش العربي السوري.
    الرسائل الثلاث المذكورة تلتقي، بإجراءات عملية، على تحذير النظام باستعداد القوى والدول الداعمة للمعارضة لرفع وتائر تدخلها في الصراع بأشكال من التدخل المباشر، او بزيادة تدريب وتنظيم وتوجيه قوى المعارضة وتزويدها بأسلحة ومعدات متطورة، او بأشكال أخرى قد يكون احدها فرض منطقة حظر طيران فوق بعض المناطق بالأمر الواقع ودون قرار دولي.
    رسائل الرد من النظام السوري جاءت، باستمرار التقدم العسكري في اكثر من موقع، ثم جاءت بالإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وعن ترشح الرئيس الأسد لخوضها. وهو ما كانت قوى المعارضة والدول والقوى الداعمة لها والأخضر الإبراهيمي يحذرون من الإقدام عليه.
    انها رسائل قوة موجهة للأطراف المذكورة فحواها ان النظام يرفض الرسائل الموجهة له ويرفض الانصياع للأهداف التي تسعى لتحقيقها.
    الى متى تستمر القوى والدول الداعمة للمعارضة في توجيه الرسائل؟ والى متى تستمر بمحاولة تصدير "المعارضة المعتدلة" وهي تعلم أنها لاحول لها ولا طول في حضور قوى المعارضة المتطرفة والمسيطرة والمنفلتة من كل عقال، والتي يزداد إرهابها وتدميرها بقدر ما يتعمق صراعها وتتعمق دمويته.
    أيام الكسوف
    بقلم: وليد بطراوي – الايام
    أتذكر ما حصل قبل عدة سنوات عندما التزم الجميع بيوتهم تحسباً من "الكسوف"، بناء على تعليمات الجهات "المختصة" التي "أرهبت" الناس بان حياتهم مهددة اذا ما خرجوا من بيوتهم. أشعر في كثير من الأحيان أننا بحاجة الى "الكسوف" ليلزمنا بيوتنا، فهناك بعض الفعاليات والمناسبات التي لا تحتاج منّا مهرجانات ومنصات يعلوها الخطباء، بل تحتاج إلى التزام الصمت والبيوت لإحيائها مثل ذكرى النكبة، وهناك فعاليات جماهيرية نحتاج فيها إلى الجماهير لكننا نخجل لقلة أعداد من يحضرها وبالتالي فإن الدعوة الى البقاء في المنازل تبدو اكثر نجاعة، وافضل مثال على ذلك خيمة الاعتصام تضامناً مع الاسرى التي خلت إلا من عدد قليل من المشاركين الذين ربما جاء بعضهم لتبرز صورته في وسائل الإعلام، وربما لان قضية الأسرى تهمه شخصياً لوجود احد أقاربه بين الأسرى المضربين عن الطعام، المناسبات الفلسطينية كثيرة، وبرأيي تحتاج إلى أيام
    كسوف كثيرة.
    بدون وساطة ولا محسوبية
    قال صديقي معقباً على حديث بيننا حول فيتامين "واو" أي الوساطة والمحسوبية، إنه لا يستخدمها وليس بحاجة اليها، لأن كل أقاربه يعملون في المؤسسات الحكومية. ضحكنا وضحكنا وضحكنا!.
    كأس العالم
    جاءني صديق منزعجاً، فهو لم يعرف ان موافقته على اشتراك ابنته بالنشاط الرياضي اللاصفي سيتحول الى نهائيات كأس العالم، فبعد نقاش طويل، وافق وزوجته على ان تشترك ابنتهما بتدريبات فريق كرة القدم للبنات الخاص بالمدرسة، وواظبت الابنة على التدريب، وحضر الوالد بعضاً من التدريبات والمباريات التي لم يكن يتوقع ان تقدم ابنته فيها اداء محترفاً، ولكنه كان راضيا عن مستواها، آخذاً بعين الاعتبار انه نشاط لا منهجي، وللمتعة.
    الابنة حرصت ألا تفوت تدريباً، وعندما سلموها الزي الرسمي للفريق "طارت من الفرح"، وحرصت على غسل الزي بيدها حتى لا "يروح لونه" كما تقول، ولكنها قررت بعد كل هذه الحماسة أن تترك الفريق، والسبب لأن المدرب "طمع" بأن يكسب بطولة كأس العالم، وبدأ يركز على اللاعبات الأكثر قوة، واستثنى من المباريات الودية ابنة صديقي وعددا من زميلاتها، اللواتي انضممن الى الفريق للمتعة والترفيه وللخروج من الافتراض أن كرة القدم للأولاد فقط، السؤال لماذا علينا أن نقع دائماً في خطأ تحويل ما هو جميل إلى شيء قبيح؟ ولماذا نغلق الأبواب بدلا من ان نفتحها؟، أما إذا وصل المدرب بفريقه الى نهائيات كأس العالم، عندها والله سنفخر به، ولكن المثل يقول "على قد لحافك مد اجريك".
    "لما بمشي ع الرصيف"
    في أغنية لا اعرف صاحبتها، تتغندر المغنية بكلماتها "لما بمشي ع الرصيف، هيدا ناصح وهيدا ضعيف، بيطّلعوا فيّ كلن كلن كلن". ولما بتمشي أي فتاه في رام الله ع الرصيف، مش بيطلعوا فيها كلن كلن كلن، لكن بيسمعوها حكي كلن كلن كلن، ومش بس الناصح والضعيف، لكن الصغير والكبير، والطويل والقصير، ولما واحد مع عائلته وعرباية طفلة بدو يمشي ع الرصيف، ما بيلاقي وسع من الناصح والضعيف، وبيضطر انه ينزل عن الرصيف، علشان يصير خفيف نظيف، ظريف والله ظريف!.
    لو كنت مسؤولاً
    وجلست بصحبة مسؤول زائر من بلد اجنبي أو عربي، لما بدأت بنشر الغسيل الوسخ والحديث عن بعض الجهات الفلسطينية وبعض الأشخاص بشكل يسيء إليّ في المقام الأول لان هذا الحديث اقل ما يمكن وصفة بانه "نميمة"، ويسيء إلينا كفلسطينيين بشكل عام، ويسيء الى الجهات والأشخاص الذين اتحدث عنهم، ويسيء الى حسن معاملة الضيف الذي جاء ليستمع الى قضايانا وليس الى نميمتنا.
    الشاطر أنا
    البرستيج يا جماعة مهم، والواحد لازم يظل محافظ عليه، بس البرستيج بدو فت مصاري، يعني اكيد الواحد برستيجه ما بكون نفس البرتسيج اذا مثلاً كان قاعد في مقهى شعبي بالمقارنة مع مقهى "هاي هاي"، ولما يكون في مقهى "هاي هاي" لازم كل البلد تعرف انو هناك، واسهل طريقة انو يعمل check in على فيسبوك، فما بتلاقي الا فلان في مقهى كذا، وعلان في مطعم كذا، او في الفندق الفخم اللي في عمان مثلاً، اما لو انو قاعد في المقهى اللي جنب الحسبة كان أكيد ما بدو حد يعرف عنه. طيب فكر يا شاطر كيف بدك تكون مثل باقي خلق الله، يعني برستيج، وتزيدهم من الشعر بيتين، يعني اذا الواحد فيهم كل ساعة بيكون في محل، انت كل نص ساعة تكون في محل. وكيف طبعاً بدك تأمن المصاريف وفت المصاري، يعني من وين بدك تجيب حق الجلسات في كل مقهى؟ شو بدكم بالطويلة، أنا زبطت معي وببلاش، بس بدها شوية شطارة. كل المقاهي والمطاعم والفنادق فيها انترنت "وايرليس" يعني ممكن تستخدم الانترنت بدون ما انك تكون قاعد جوا. وصلتكم الفكرة؟ تمام انا بظل الف من مقهى لمقهى ومن مطعم لمطعم وبلقط الانترنت من بعيد وبعمل check in ويا دار ما دخلك شرّ، ويا جيبة ما طلع منك ولا شيكل!
    الأسرى الفلسطينيون: لماذا ظاهرة استثنائية؟
    د. أسعد عبد الرحمن - الحياة
    لا يقتصر الأسرى الفلسطينيون في معتقلات وسجون الاحتلال على شريحة معينة من الشعب الفلسطيني، فالكل مستهدف، والكل متهم، والأحكام والذرائع جاهزة وبغض النظر عن الجنس (أنثى أم ذكرا) والسن (أطفال أم كهول، صبايا أم شباب، أمهات أم آباء..الخ).
    والأسرى، خاضوا أشرس وأشرف معارك الوطن قبل السجن، ويخوضون الآن أنبل معارك الكرامة داخل السجن، وهم أصدق من يعبر عن جراحات الوطن وهموم الشعب، والأقدر على انتاج مواقف وطنية تقدم مصلحة الوطن على الحزب، ففيهم رجال السياسة والناشطون السياسيون، المثقفون والأكاديميون، رؤساء وأعضاء في المجلس التشريعي والمجالس البلدية. وبحديث الأرقام وليس العواطف، ما من عائلة فلسطينية لم يخض أفراد منها تجربة الاعتقال على مدى السنين.
    الأسرى هم ظاهرة استثنائية بحق، وهم يتميزون بكونهم أصبحوا أسرى لأنهم مشاركون فاعلون في كافة أشكال النضال التي يعتمدها الشعب الفلسطيني كلما اقتضى الأمر، بل لا يمكننا إلا أن نعظم جانبا مهما في نضالهم ذلك أن منهم من قضى أكثر من ثلث قرن في سجون الاحتلال ولم ييأس بل استمر يناضل من أجل حريته، حتى بات أحدهم وهو سامر طارق العيساوي صاحب أطول إضراب عن الطعام في التاريخ، مع العلم أن قرار خوض الإضراب المفتوح عن الطعام يعتبر من أكثر القرارات صعوبة وقسوة ويحتاج إلى تفكير جاد وعميق، ويتطلب وجود قضايا تستدعي استخدام هذا الخيار.
    ما يميز الأسرى كذلك، أنهم باتوا يشكلون نوعا من "الحزب المعنوي" في المجتمع الفلسطيني، رغم تأثيرات حالة الانقسام السياسي على واقع الحركة الأسيرة التي كانت وما زالت حادة، وكأني بالسجون تضطلع بدور محوري داعم وضاغط من أجل المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، وفي هذا الإطار كلنا يذكر وثيقة الوفاق الوطني التي توصل إليها قادة الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال في أيار/ مايو 2006، والتي صادق عليها المجلس التشريعي بالإجماع ونالت ثقة الشارع الفلسطيني، والتي لم ينجح – للأسف - قادة الخارج في ترجمتها على الأرض. وهي الوثيقة التي تضمنت خطوات عملية للحل، وقدمت نظرة شمولية ليس لتنفيذ المصالحة فقط، بل لتحقيق النهوض الوطني أيضاً، بعيدا عن المصالح وعن النظرة الحزبية الضيقة للأمور. فما أوسع عقولهم وصدورهم.
    لقد بات "حزب" الأسرى "حزب الضمير" الوطني الذي يقدم له الشعب الفلسطيني أقصى ما يستطيع من دعم، وهو دعم يتصاعد ارتباطاً بتحرك الأسرى النضالي داخل السجون والمعتقلات. بل ربما لا يخلو الأمر من تفاعل بين أسرى وقوى سياسية وشخصيات ومؤسسات لبناء إستراتيجية عمل وطني. وفي هذا الإطار، تظهر قدرة ودور النخبة/ الصفوة داخل سجون ومعتقلات الاحتلال، فالحركة الأسيرة باتت تؤثر على أحزابها وعلى الشارع الفلسطيني رغم الإذلال والتعذيب ومحاولات النيل من معنوياتهم وتحطيم إرادتهم وتعطيل حركتهم السياسية والاجتماعية. ومما يؤكد ما سبق، أن الأسرى يصرون على رفض الإفراج عنهم مقابل أي تنازل عن الحقوق الوطنية.
    الاستخفاف والاستهتار الإسرائيلي بوضع الأسرى والمعتقلين وتعاطيه معهم كمجرمين وإرهابيين أو مجرد أرقام ورهائن، هو دافع أساس لضرورة وأهمية تدويل القضية وفتح معركة قانونية مع المحتل الإسرائيلي لضمان حقوق الأسرى ومركزهم الشرعي القانوني والإنساني بصفتهم أسرى حركة تحرر وطني قاوموا المحتل. وعلينا اليوم جميعا أن ننصر الأسرى في إضرابهم الجديد، بالمسيرات والفعاليات التضامنية، بل لا ضير من مشاركتنا معهم في رحلة "الأمعاء الخاوية" حتى يصل صوتنا إليهم "بأننا معكم"، بعد أن كانوا وما زالوا معنا، فنرفع معنوياتهم في معركة الارادة ضد السجان، فيعلو صوت الأسرى ومعاناتهم وعدالة قضيتهم على امتداد العالم. كما لا بد من التركيز على ضرورة تفعيل قضية الأسرى إعلامياً، وحشد الزخم الإعلامي المناسب لإيصال هذه القضية إلى المحافل الدولية، وتجريم دولة الاحتلال التي تمارس بحق الأسرى أشكال وألوان التعذيب النفسي والجسدي، دون أن ننسى أن القاعدة المركزية في عملية التدويل أن تكون الرسالة بين المستويين الرسمي الفلسطيني والشعبي الفلسطيني إلى العالم متجانسة، لضمان تأييد مؤسسات المجتمع المدني وحركات التضامن.





    توفيق زيّاد البعيد القريب
    بقلم: جواد بولس – الحياة
    دخلت عليهما فتوقّفا عن الحديث. كنت وزوجتي في طريقنا لحضور حفل زفاف في إحدى قاعات الأفراح في الناصرة، وكما في معظم المرّات السابقة، عرّجنا على بيت "جميل" للقاء أحبة أقارب ولاستعادة الروح بعد ساعتين من سفر لم يعد بالنسبة لي كما كان في زمن الشباب؛ مجرد سهوة على ظهر قوس قزح.
    "لم نلتقِ بعد مقالتك إيّاها.." فاتحني أبو النديم، وكانت كفّه ما زالت تحتضن كفي وبسمته تملأ الغرفة حنينًا وثقة. لم ينتظر ردّي، بل أردف مطمئنًا علينا بأكثر ممّا تفرضه قواعد الذوق العام، فطارت علامات التعب عنّي. شعرت بدغدغة بين أضلعي وبكبشة مسك "تسحقه الأكف فيعبق".
    هي صدفة خير من ألف ميعاد، فأبو النديم عاشق للوتر وحبيبه عود، أنهى يوم عمل في عيادته، وقرر أن يزور صديقه جميل، الذي يعرفه أصحاب المغنى والطرب، في بلاد الله الرحبة، بالفارابي.
    كاد وجودي أن يفسد حلاوة لمَّتهما وجو جلستهما. سألني أبو النديم عن بعض شؤون السياسة العامة، فأجبت مقتضبًا ومؤكدًا أن لا فقيه فيها ولا عليم؛ وهي التي كانت دومًا في أحد تعاريفها "مضمار المدّنس". بالمقابل، حاولت أن أسمع قصصهم عن الأعواد والعوّادين، عن اللونغات والتقاسيم وعن المقام والشجن. طلب جميل من أبي النديم أن يروي لنا كيف أهداه محمد الموجي عوده يوم كان هذا ضيفه في الغربة. رفض أبو النديم وعاد لأحاديث الواقع والسياسة، أمّا أنا، بلباقة، حاولت أن أخرج عن النص وألّا أعيد ذكرى تلك الأجواء التي طغت فيها رائحة الغبار وبقبقة الدم، فهربت إلى بلاد الكفر والجمال، وبدأت أحدّثهما عن رحلتي التي عدت منها حيث تجوّلنا فيها على غير هدى. كانت أمستردام أقل حمرةً مما تخيّلناها وكثيرةَ الحرّية. منها بدأنا نرحل جنوبًا ولا نستقر إلّا عندما يدلهم ليل ويتملكني شعور بأنني طائر وحشي في جوف غيمة. فقط عندها، عندما يصير الصوت في رأسي يردد بجنون: "ومسّ على مهل يدها عندما تضع الكأس فوق الرخام.." أبدأ أفتش عن سرير يؤوينا ويرعى زغب أحلامنا.
    هكذا ولأكثر من أسبوعين تنقّلنا. بعيدًا عن طقوس النميمة والمزايدة والخداع، وعلى ما نختاره من أغنيات يفرضها المزاج، نسينا الدنيا.. وعشنا في حضن أوروبا الأخضر. في إحدى الليالي حطت "خيلنا" في ساحات "نامير"، بلدة شقية جميلة في بلجيكا الولونية. كان الفندق الذي وجدني في مركز المدينة أشبه ببيت عريق ما زال يعاند الزمن ويحافظ على وقاره وأبّهة من سكنوه في الماضي. دخلنا إلى ردهة مصممة كصالون بيت وتمدك بشعور من الألفة والانتماء. في زاوية بعيدة جلس شاب، وعلى وجهه وجبينه بدت حمرة قانية، عيناه غائرتان وزرقة منهما تلمع بتعب، يده تمسك راحة فتاة، في يدها الثانية كأس فيها بقايا شراب كان لونه قرمزيًا. لم أسمع لهما صوتًا ولكن كان يقول لها كلامًا في الحب، هكذا علّمني ابن حزم في طوق حمامته.
    في زاوية الاستقبال وقف رجل في الستينيات من عمره، يلبس بنطالًا لونه رمادي كلون سنجاب، وفوقه سترة سوداء وعليها كتابة بالفرنسية تنتهي بذراع ممدودة وقبضة مكموشة في الهواء.
    ناولته جوازات السفر، فتحها، نظر إلينا ولم تتغيَّر قسمات وجهه. طلب أن ننتظر لدقائق، بعد أن تأكد من وجود غرف لنا. وراءنا جلست مجموعة من الرجال والنساء، أعمارهم بدت متقاربة؛ ليسوا شبابًا ولكنهم كانوا "في الريق سكر وفي الأصداغ تجعيد"، تحدثوا بشهيّة عامة واضحة واندفاع كأنهم يصفون لعبة كرة قدم، ضحكات عالية كانت تقطع سيل جملهم، وأحيانًا سمعنا تصفيق بعد كلمة أنهاها أحدهم. كانوا في منتهى المرح وراحة قلب وكانت الفرنسية من أفواههم تذكّرني ببنات الكروم.
    مدّ نحوي مفاتيح الغرف، وأخذ يشرح عن الفندق والمدينة. نظرت في وجهه ولمحت، فجأةً، وراءه صورة وفيها شكل رجل يشبه شكل توفيق زيّاد. توقفت عن الإصغاء إليه، مددت يدي صوب الحائط، وسبابتي مرّت بجانب عينه اليسرى، وسألت دون خجل، من هذا الذي بجانبك؟ حاول أن يهمل السؤال، ولكنني أبديت حدةً وإلحاحًا. فقال: "هو إنسان عظيم وصديق كبير لنا، اسمه توفيق زيّاد، ربما تعرفونه، فهو من بلادكم، من مدينة اسمها الناصرة". اقتربت من الصورة فسمعت بحّته. كانت عيناه تضحكان بحزن كعيني طفل، وشاربه، مصفف كتاج يذكر بسمرة بلادي. شعره، موجة تجري وراء موجة والغرّة تشهد على قلب عاشق.
    صار الصمت مزعجًا، فوجَّهت نظري صوب جميل الذي كان يحدّق بي واندفع بجسمه إلى الأمام، فصار نصفه معلقًا في الهواء ونصفه الآخر مسنود على حافة الكنبة، أمّا أبو النديم فألقى برأسه على ظهر الكرسي، وفتح عيناه على مصراعيها، على وجهه برعمت بسمة بعرض ريشة عود، خالية من الدهشة، فلقد أمضى ردحًا من عمره في أوروبا وخبر كيف تكون الصدف فيها أحيانًا، واقعًا أغرب من خيال.
    "هو معلّمنا، وحبيبنا، وقائد على سن ورمح"، بحت بأذنيّ صاحب المكان. وبعد أن تأكد أننا من زيّاد استدار من خلف مكتبه وصار لنا رفيقًا. سرد حكايته، وحكاية البلد مع توفيق وكيف صار فيها رمزًا وأيقونة علّقها كثيرون في قلوبهم وعلى الجدران. إنّه أممي، نصير الفقراء، بسيط كالفجر، شاعر مثقف وعاشق مكافح، إنه.. إنسان بامتياز، لذا أحببناه وما زلنا.
    ساد صمت وسكون. "للصبر حدود"، قلت مداعبًا أبا النديم، فما هي قصة عود صاحبها؟ لم أسمع القصة كاملةً منه. بقينا في ذلك الفندق وصاحبه الذي ما زال يحتفظ بالصورة والذكرى ويرفع على صدره قبضة زيّاد وهو يصرخ: "أنا قادم، من حيث كل فم عليه حارس، والمخبرون على الستائر، حيث استوى في الحكم شرطي وقدّيس وتاجر، حيث الجريمة فرّخت في كل مأمور وآمر".
    تلوت، بعدما سألني عن عدد فنادق الناصرة، صدر بيت الحماسي قائلًا: "يعيش المرء ما استحيا بخير..." فأكمله وكأننا عزفنا على ذات المقام وقال "ويبقى العود ما بقي اللحاء". وهي الناصرة تبقى حبيبته وهو عاشقها الدنف.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:19 AM
  2. اقلام واراء محلي 07/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:18 AM
  3. اقلام واراء محلي 05/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:16 AM
  4. اقلام واراء محلي 04/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:15 AM
  5. اقلام واراء محلي 03/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •