أقــلام وآراء إسرائيلي الخميس 17/07/2014 م
في هــــــذا الملف
حماس لا تلعب بحسب قواعد مصر
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
الضرب والسعي إلى حل
من يشجعون نتنياهو ويعلون على العملية البرية سيكونون أول من يقف على دمه السياسي حين تزهق أرواح الجنود
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
مبادرة مصرية مفاجئة
فاجأت المبادرة المصرية التي نشرت مساء الاثنين، حماس وأكثر وزراء المجلس الوزاري المصغر
بقلم: براك ربيد وجاكي خوري،عن هأرتس
إسرائيل ليست نمراً من ورق
بقلم: رون برايمن،عن اسرائيل اليوم
المطلوب عملية برية ذكية
بقلم: تسفيكا فوغل،عن اسرائيل اليوم
حماس لا تلعب بحسب قواعد مصر
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
توّجت محاولة مصر وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة من الساعة التاسعة صباح أمس، بالفشل. فقد استمرت المنظمات الفلسطينية على اطلاق الصواريخ برغم اعلان المجلس الامني المصغر في القدس الرسمي بأن اسرائيل تقبل مخطط وقف اطلاق النار. وبعد بضع ساعات من ضبط النفس جدد سلاح الجو الاسرائيلي الهجمات على القطاع. وفي ساعات المساء قتل أول مدني اسرائيلي بقذيفة راجمة صواريخ على بلدات غلاف غزة.
يبدو في هذه المرحلة أن اسرائيل ستمنح جهدا مصريا أخيرا فرصة اخرى لاحراز وقف اطلاق نار. وقد يغير بنيامين نتنياهو من غيره وتحت ضغط عام متزايد يشمل ايضا انتقادا سافرا من اثنين من وزراء المجلس الوزاري المصغر، قد يغير توجهه ويزيد في قوة الخطوات العسكرية في داخل القطاع أكثر حتى مما تم التفكير فيه قبل ذلك. ولهذا كان عنوان صباح هذا اليوم كعنوان أمس – إما أن تنجح مصر في أن تفرض على حماس تسوية في اليوم القريب وإما أن تتصاعد المواجهة العسكرية بقدر كبير.
في مساء أول أمس حينما سربت حكومة مصر تفاصيل أولى عن وقف اطلاق النار المخطط له لم تكن الصورة واضحة بقدر كاف. وبدأت تتضح في ساعات صباح أمس، فقد بادرت مصر الى وقف اطلاق النار دون أن تأخذ موافقة حماس قبل ذلك. وحددت القاهرة موعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ وأملت الشروط ايضا وهي الهدوء مقابل الهدوء والعودة الى تفاهمات عمود السحاب واستعداد مصري غامض للفحص مجددا عن مسألة التسهيلات في معبر رفح. واستجابت اسرائيل لذلك كما كان متوقعا.
وأرسل متحدثون رسميون منهم رئيس القسم السياسي في وزارة الدفاع اللواء (احتياط) عاموس جلعاد ليروجوا بين الجمهور للاتفاق الذي أخذ يُصاغ وللنجاحات الاسرائيلية في عملية الجرف الصامد. وبين جلعاد في مقابلة مع صوت الجيش الاسرائيلي أن الاتفاق سيوقف نشاط حماس العسكري «فوق الارض وتحتها» – ويتضمن ذلك اذا وقف النشاط في الأنفاق. واستطاع مستمعون حادّو الآذان أن يتبينوا أن اسرائيل كانت مطلعة على تفاصيل التسوية قبل ذلك. ومن يعلم ربما كان لجلعاد، وهو رجل الاتصال المركزي برئيس مصر عبد الفتاح السيسي، يد في ذلك الامر.
كانت حماس هي التي رفضت أن تلعب بحسب القواعد التي أملتها مصر. فقد أعلن متحدثون منها في ساعات الصباح المبكرة من يوم الثلاثاء بأن المنظمة تتحفظ من الاتفاق. وبعد ذلك جاء عن الذراع العسكرية للمنظمة أنها تعارض وقف اطلاق النار. ولذلك بدأت بعد الساعة التاسعة صباحا تسقط قذائف راجمات صواريخ وصواريخ في بلدات غلاف غزة. وقبيل الظهر أطلقت النار على وسط البلاد وعلى الشمال بعد ذلك. ولم يوجد جرحى في الساعات الاولى لكن رسالة حماس كانت واضحة وهي أن الاملاء المصري غير مقبول منا. كانوا يُقدرون في الجيش الاسرائيلي في مساء يوم الاثنين أن حماس مهيأة لقبول وقف اطلاق النار بسبب الضربات التي منيت بها في القتال، وأن موافقتها متعلقة بجودة «الجزر» الذي ستعطيها مصر إياه في الاتفاق، ولا يتعلق لب المشكلة باسرائيل مباشرة. إن حماس في ازمة اقتصادية واستراتيجية قاسية كانت كما يبدو في أساس تقديراتها في التصعيد الحالي. وكي يكون الاتفاق مقبولا منها فعليه أن يشمل تسهيلات كبيرة تمنحها مصر لحركة السلع والناس عن طريق معبر رفح وحل مشكلة الرواتب. إن 43 ألفا من رجال المنظمة في القطاع يتعلق مصدر عيشهم بمساعدة اقتصادية من الخارج بعد أن لم ينجح اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية في حل المشكلة. وقدم الاقتراح المصري وعدا عاما فقط في مسألة المعابر ولم يتطرق مباشرة الى الرواتب بحسب علمنا.
لماذا عملت حماس كما عملت أمس؟ عرفت اسرائيل والفلسطينيون من قبل وقف اطلاق نار نكث في الماضي منذ ايام الانتفاضة الثانية الى جولات عنف متأخرة في القطاع. فاعتقاد الجانب الاسرائيلي في الاكثر هو أن الفلسطينيين يحاولون تثبيت صورة نصر برشقة صواريخ أخيرة (يتوقع أن تكف اسرائيل عن الرد عليها) أو أن يوجد في المناطق مجال كبح يدوم يوما الى ثلاثة أيام تفرض في خلاله القيادة سلطتها بالتدريج على آخر النشطاء. ويبدو أن ليس هذا هو الذي حدث هذه المرة. وفي قيادة الجنوب يعتقدون أن نظام قيادة حماس وسيطرتها بقي على حاله، فلم توجد هنا حالة قائد محلي تجاوز سلطاته وأطلق الصواريخ على غوش دان، بل كان ذلك قرارا من أعلى.
يبدو أن التفسيرات الممكنة مختلفة هذه المرة، فربما يكونون في حماس غاضبين لأن مصر حاولت أن تدفعهم الى الزاوية ويريدون تحسين شروط الاتفاق ولا سيما جوانبه الاقتصادية. وقد يكون الامكان الثاني أكثر اقلاقا وهو أن تكون قيادة المنظمة خلصت الى استنتاج أنه لم يعد عندها ما تخسره وتريد أن تجر الجيش الاسرائيلي الى داخل القطاع بناءً على فرض أن ينجح استعداد المنظمة الدفاعي هذه المرة (بخلاف ما كان في عملية «الرصاص المصبوب») في أن يجبي من اسرائيل خسائر كثيرة وأن يمكن عرض الصمود الفلسطيني على أنه انجاز.
كفت اسرائيل عن احترام وقف اطلاق النار في حوالي الساعة الثالثة ظهرا بعد أن أخذت تقوى رشقات الصواريخ من القطاع. ورد سلاح الجو الاسرائيلي بـ 28 هجمة وجهت على قواعد اطلاق صواريخ ومخازن سلاح وانفاق وعلى بيت نشيط من حماس. وبدأت في الوقت نفسه حملة رئيس الوزراء السياسية الخاطفة التي بدت هذه المرة أكثر هجوما مما كانت في كل مرحلة اخرى في الازمة منذ كان اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون في 12 حزيران. ونشر وزيرا المجلس الوزاري المصغر اللذان صوتا في الصباح اعتراضا على قبول وقف اطلاق النار وهما افيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت، نشرا اعلانين انتقدا فيهما القرار علنا.
وأفرط ليبرمان فعقد مؤتمرا صحافيا دعا فيه اسرائيل الى احتلال القطاع كله. وكان سلوك هذين الوزيرين مدعاة الى طوفان تصريحات من اعضاء كنيست من الجناح الاكثر صقرية في الائتلاف الحكومي تنافسوا في الهجوم على نتنياهو وفي الدعوات الى ترك الجيش الاسرائيلي ينتصر. وهاجم رؤساء سلطات محلية وبلديات في الجنوب، كثير منهم من أنصار الليكود، هاجموا الحكومة بسبب استكانتها في مواجهة طوفان الصواريخ من حماس.
عُقدت جلسة المجلس الوزاري المصغر في الساعة 9 مساءا في ظل اعلان مقتل أول اسرائيلي في القتال بعد ثمانية ايام من تبادل اطلاق النار وهو مواطن تطوع للمجيء لتوزيع الطعام على الجنود على حدود القطاع وأصابته شظية قذيفة صاروخية. وصرح نتنياهو قبل عقد الجلسة بساعة للصحافة تصريحا كئيبا، فقد قال إن حماس ستدفع ثمنا باهظا عن نكث وقف اطلاق النار وإن اسرائيل سترد بقوة على استمرار اطلاق الصواريخ. وقال: «لا تدع لنا حماس خيارا سوى تقوية المعركة». ووعد مع ذلك بالاستمرار على التصرف «ببرود اعصاب ودون حماسة زائدة». وأضاف وزير الدفاع موشيه يعلون أن اسرائيل ستنهي العملية فقط حينما يعود الهدوء الى جنوب البلاد. ولم يتجاوز نتنياهو ويعلون بتصريحاتهما هدف العملية الاصلي وهو اعادة الهدوء، لا اسقاط سلطة حماس. وكانت قد طرحت للنقاش الى أن كان الاقتراح المصري مساء أول أمس، عملية برية محدودة. لكن اعضاء المجلس الوزاري المصغر قد يشعرون الآن بأنهم يملكون شرعية (حتى من المجتمع الدولي بقدر ما) لاستعمال قوة أكبر للتوصل الى وقف اطلاق نار. ويمكن أن تكون النتيجة زيادة ملحوظة في هجمات سلاح الجو مع مضاءلة بعض قيود الأمان المتعلقة بالقصف قرب المدنيين الفلسطينيين، وقد يكون امكان آخر هو حتى توسيع العملية البرية المخطط لها الى حد تجنيد قوات احتياط اخرى تتجاوز الـ 48 ألف جندي الذين تمت الموافقة على تجنيدهم.
إن الدعوات والحلول التي يسمعها نتنياهو من اليمين متناقضة. فهناك كثيرون يرون أن عملية برية كبيرة هي المشهد العام، ويحذرون من أن الامتناع عن استعمال القوات البرية في غزة في عملية ثانية على التوالي بعد عمود السحاب سيضعف الردع الاسرائيلي. وقد نبه عضو الكنيست عوفر شيلح أمس وبقدر كبير من المنطق في هذا الشأن على أن اسرائيل تسلك سلوكا متناقضا، فهي تنفق نحوا من 60 مليار شيكل اكل سنة لضمان تفوقها العسكري والتقني بغرض أن تهزم أعداءها، لكن حينما تحين ساعة الامتحان تريد أن تلاقي العدو وجها لوجه صدورا عن توجه غريب للعبة منصفة.
الأجندة الاخرى
جاء اقتراح المصالحة المصرية مساء أول أمس بعد بضعة ايام قللت فيها القاهرة جهود الوساطة، وقد فشل الجهد حتى الآن. وربما ما زال يوجد باب لجهد مصري آخر. ويثار في الخلفية سؤال هل كانت نوايا القاهرة صادقة تماما أم لها أجندة أخرى كارادة أن تقوم اسرائيل بالعمل القذر من اجل الجنرالات المصريين وأن تحطم تماما سلطة حماس في القطاع.
ومن جهة اخرى بقيت مسألة سلوك قيادة حماس بلا اجابة. يبدو أن الذي يحث على عرض الخط المتشدد هو رئيس الذراع العسكرية محمد ضيف، لكن لا يُعلم الى الآن معارضة العضوين الآخرين في القيادة (اسماعيل هنية في غزة وخالد مشعل في قطر) لهذا التوجه. ومهما يكن الأمر فان رفض قبول وقف اطلاق النار يبدو أنه زيادة متعمدة لمبلغ الرهان من قبل حماس، وقد يكون هذا خطأ قاسيا بالنسبة للمنظمة التي تخطيء مرة اخرى في قراءة استعداد اسرائيل لاستعمال قوة عسكرية تحت الضغط. وبرغم أن ذلك لا يخدم كما يبدو المصلحة الاسرائيلية ايضا فانه ما زالت توجد من جهة حماس مخاطرة أن ينذر اجتياح عسكري واسع للقطاع بنهاية سلطة الحركة كما أُبعدت الحركة الأم – الاخوان المسلمون – في مصر على أيدي السيسي وجنرالاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الضرب والسعي إلى حل
من يشجعون نتنياهو ويعلون على العملية البرية سيكونون أول من يقف على دمه السياسي حين تزهق أرواح الجنود
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
وقف الثلاثي الاسرائيلي الذي يقود حملة «الجرف الصامد» أمس امام كاميرات التلفزيون وهم يتعرضون لكماشة الانتقاد من اليمين واليسار، الديماغوجي في جوهره. من اليسار التحريض ضد الجيش الاسرائيلي لجدعون ليفي الذي على مسافة وراءه يقف نواب ميرتس، ومن اليمين نقد غير مسبوق من افيغدور ليبرمان الذي بدلا من ان يشرح كما ينبغي للعالم كم هي سياسة اسرائيل محقة وحكيمة يغمز للجمهور في البلاد بان الحكومة تعاني من العجز.
اقترحت جمعية «اومتس» (شجاعة) أمس على المستشار القانوني يهودا فينشتاين فتح تحقيق ضد التشهير بالطيارين من قبل ليفي في «هآرتس»، وشيء لن يخرج من هذا؛ تماما مثلما ينبغي لنظام سليم أن يطرد ليبرمان من الحكومة على انتقاده لها في ذروة المعركة، وهذا ايضا لن يحصل.
في اليوم الذي قتل فيه الاسرائيلي الاول في حاجز ايرز ليس هناك أسهل من الانشغال بالدماغوجية. فاذا كان بوسع اسرائيل أن تنثر حكم حماس في غزة الى كل صوب فان ثمة معنى للخطوة البرية. ولكن لعلمها ان الامر ليس في متناول اليد دون تحالف مع مصر والاردن والسعودية والسلطة الفلسطينية – فان الخطوة البرية هي تكرار للاسباب غير الصحيحة التي دفعت ايهود اولمرت الى أن يرسل الى حرب لبنان في 2006 الجيش الاسرائيلي الى المعركة الدموية الزائدة في معبر السالوقي.
إذا أدت الخطوة البرية (كنتيجة قصوى) الى اغلاق بعض الانفاق فهذا أمر هام، ولكن مثل قصف صواريخ حماس من الجو فانه يمنح اسرائيل فقط مجالا ومسافة زمنية هامة للاستعداد على نحو أفضل للحملة التالية، وليس حلا. يخيل لي أن بنيامين نتنياهو وموشيه بوغي يعلون وبيني غانتس، ذوي السيرة العسكرية المحترمة (وكذا لنفتالي بينيت مقابلهم) لا يحتاجون الى هذه الحماسة كي يثبتوا بانهم لا يخافون.
فضلا عن ذلك، فان من يشجعون الان نتنياهو ويعلون في اليمين على الشروع في خطوة برية سيكونون الاوائل للوقوف على دمه السياسي حين تجبي المعركة حياة مقاتلين شبان. يمكن المخاطرة بحياتهم من أجل هدف مستقر. حملة «السور الواقي» في 2002 كانت هدفا مستقرا. ولكن هل ليبرمان وميري ريغف يمكنهما أن يقنعا قادة الجيش الاسرائيلي بان في جعبتهما حملة مشابهة لقطاع غزة؟ ولماذا ليس مفضلا الطلب الذي يطرح في اجتماع خاص تنظمه تسيبي حوتوبيلي في الكنيست لمنع تزويد غزة بالكهرباء الى ما هو اكثر مما يلزم للحياة؟
ان ليبرمان وأمثاله يتلقون الان التصفيق من الجمهور الغفير ولا سيما من جمهور ناخبيهم في اليمين، وبشكل مفهوم. يهددون نتنياهو ويعلون بانهما يفقدان قوتهما السياسية. ليس صحيحا. فحسب استطلاع القناة 2 فان التأييد لسلوكهما في الحملة اكبر من الانتقاد. ولكن حتى لو قبلنا الفرضية بان النتائج ستسوء من ناحيتهما – وهذا فقط الى أن يتبدد الدخان من فوق الحملة – إذ عندها صحيح وحكيم واخلاقي ان يتجاهلا الجملة الاصلية: «وكل الشعب يرى الاصوات».
ان الاصوات الحقيقية توجد خلف الضجيج الفوري. حتى الان فعلا ذلك بحكمة. الضرب والسعي الى حل سياسي، هذه هي الصيغة المناسبة، وليس التسيب اللساني في طرفي محور ليبرمان – ليفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مبادرة مصرية مفاجئة
فاجأت المبادرة المصرية التي نشرت مساء الاثنين، حماس وأكثر وزراء المجلس الوزاري المصغر
بقلم: براك ربيد وجاكي خوري،عن هأرتس
طرقت مبادرة وقف اطلاق النار المصرية التي نشرت في مساء يوم الاثنين أكثر وزراء المجلس الوزاري المصغر بمفاجأة تامة. فقد سمع وزير الاقتصاد نفتالي بينيت بالاقتراح المصري حينما كان ينتظر أن يجرى معه لقاء صحافي في منتدى القناة الثانية. وسمع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بالاعلان المصري في نشرة الاخبار في الراديو.
ذكر موظف اسرائيلي رفيع المستوى أن ليبرمان علم بصورة عامة أنه تجُرى اتصالات بالمصريين لكن لا اتصالات توشك أن تنضج. وبعد أن سمع ليبرمان بالمبادرة المصرية أدرك أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون اللذين أدارا الاتصالات تركاه خارج الصورة.
تمت الاتصالات لوقف اطلاق النار في الايام الاخيرة في تثاقل. فالمصريون لم يظهروا باعثا خاصا على الدفع باجراء دبلوماسي، ولم تنجح مبادرات مستقلة من أشخاص كمبعوث الرباعية طوني بلير في حشد زخم. وحدث التغيير في ظهر يوم الاثنين حينما بدأ وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الذي كان موجودا في ذلك الوقت في فيينا للمحادثات الذرية مع ايران، حينما بدأ جولة مكالمات هاتفية ماراثونية مع رئيس الوزراء نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الخارجية المصري سامح شكري واشخاص آخرين.
ذكر موظفون اسرائيليون كبار أن كيري حاول أن يشجع المصريين والاسرائيليين على الدفع بوقف اطلاق النار قدما، وقالوا إن كيري اقترح في كل المحادثات التي أجراها يوم الاثنين الوصول فورا من القاهرة وربما الى القدس لمحاولة الدفع باتفاق وقف اطلاق النار. وكانت الردود من القدس ومن القاهرة ايضا رفضا مهذبا للاقتراح. فقد قال المصريون والاسرائيليون لكيري أنه أصبح بينهما اتصال مباشر وأنه لا حاجة الى وساطة امريكية.
وفي القاهرة تحفظوا من مشاركة كيري لأنهم أرادوا أن يُظهروا أن نظام الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي قادر على أن يؤدي دور مصر السياسي التقليدي في المنطقة ولا سيما مع قطاع غزة دون تدخل خارجي. وفي القدس تحفظوا من زيارة كيري لأنهم اعتقدوا أن الأمر سيُرى استعمال ضغط امريكي على اسرائيل وانجازا ضمنيا لحماس. ومن السخرية الشديدة أن ضغط كيري لزيارة المنطقة حث المصريين والاسرائيليين على تقوية الاتصالات بينهم وعلى الدفع الى صيغة وقف اطلاق نار. وذكر موظف اسرائيلي رفيع المستوى أن المبادرة المصرية كانت في واقع الامر تبنيا لفكرة طرحها عليهم الرئيس الفلسطيني عباس قبل بضعة ايام.
عرض عباس على المصريين أن يُعلن أولا وقف العمليات العدائية من الطرفين وأن يتم البدء بعد ذلك في تفاوض تفصيلي في قضايا مختلفة تتعلق بقطاع غزة مثل معبر رفح ومناطق الصيد قبالة سواحل القطاع والسياسة في المعابر الحدودية مع اسرائيل وغير ذلك. وكان الذين عملوا في صوغ اعلان وقف اطلاق النار ومركباته رجال الاستخبارات المصرية بالتعاون مع وزارة الخارجية في القاهرة. ومن الجانب الاسرائيلي كان الاعضاء في فريق التفاوض هم مستشار الامن القومي يوسي كوهين، ومبعوث رئيس الوزراء المحامي اسحق مولخو، ورئيس «الشباك» يورام كوهين، ورئيس القسم السياسي الامني في وزارة الدفاع عاموس جلعاد، ورئيس قسم التخطيط في هيئة القيادة العامة اللواء نمرود شيفر. وقد أُبعدت وزارة الخارجية تماما عن الاتصالات، ولم يكن أي دبلوماسي اسرائيلي عضوا في فريق التفاوض.
ذكر موظف اسرائيلي رفيع المستوى أمس أن الكثرة المطلقة من الاتصالات التي تتناول صيغة وقف اطلاق النار تمت بين المصريين واسرائيل.
فاجأت الانباء في مصر عن المبادرة لوقف اطلاق النار الفصائل الفلسطينية ايضا ولا سيما حماس التي ما زالت ترى نفسها صاحبة السيادة في قطاع غزة. فقد علمت حماس والجهاد الاسلامي بالاتصالات لكنهما لم تتوقعا أن تسمعا بذلك من وسائل الاعلام، هذا الى أن التنسيق المصري كان مع اسرائيل لا معهم. وقد صدر الرد الاول لحماس عن متحدث المنظمة في غزة سامي أبو زهري الذي عرّفه بأنه خضوعا لاسرائيل لأنه لم تُستجب مطالب المنظمة أن يُسقط الحصار ويُفرج عن السجناء من صفقة شليط الذين أُعيد اعتقالهم مؤخرا. وأعلن الجهاد الاسلامي خاصة قبول المبادرة رسميا. وعرفوا المبادرة في السلطة الفلسطينية بأنها ايجابية.
حينما سأل أحد اعضاء فريق التفاوض الاسرائيلي هل ستوافق حماس، حاول المصريون تسكينه وقالوا إنه اذا وافقت اسرائيل فلن يكون لحماس مناص سوى أن تجيب بنعم ايضا. لكن ما حدث في الواقع كان عكس ذلك. ولم يُفاجأ وزراء حكومة اسرائيل فقط بالاجراء المصري بل كبار قادة حماس ايضا، فلم يكد المصريون يُطلعون قيادة حماس على الامر ولم ينقلوا ألبتة رسائل في هذا الشأن الى رجال الذراع العسكرية. وأسهمت الاختلافات الداخلية بين جزئي المنظمة في شعور حماس بأن المصريين حاولوا «أن يخدعوهم».
قال أحد الوزراء إن نتنياهو عرض في جلسة المجلس الوزاري المصغر يوم الثلاثاء اقتراح وقف اطلاق النار المصري على أنه «منتوجة جاهزة» دون أي امكان لعرض تحفظات. «قال نتنياهو ويعلون لنا إن الاجابة بنعم عن الاقتراح المصري ستمنحنا الكثير من نقاط الاستحقاق في العالم وتزيد في شرعية توسيع العملية على حماس اذا احتيج الى ذلك. واقتنع أكثر الوزراء، وتبين لنا بعد بضع ساعات أننا انشأنا اتفاق وقف اطلاق نار مع أنفسنا».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إسرائيل ليست نمراً من ورق
بقلم: رون برايمن،عن اسرائيل اليوم
لا يشهد وقف اطلاق النار من طرف واحد الذي وافقت اسرائيل عليه وانهار بعد ساعات، لا يشهد على نصر أو اعادة بناء الردع، بل هو تعادل فقط مع المخربين يمكنهم من اعادة بناء أنفسهم ومواصلة الطريق. وهذه النهاية بين «قوة اقليمية كبيرة» ومنظمة ارهابية تعيد تعريف القوي والضعيف في واقع حياتنا على غير ما اعتقدنا.
وافقت اسرائيل في الماضي ايضا على تسوية نفسها بمنظمة ارهابية، فهذا ما حدث في الاستسلام المُذل في واشنطن في ايلول 1993 حينما ظهرت اسرائيل مساوية في مكانتها لمنظمة المخربين العرفاتية. وهي منذ ذلك الحين تجري «مسيرة سلام» واتصالات اخرى بمخربين غايتهم القضاء عليها وهم عرفات وعباس وحماس ونصر الله. ولا نعرف دولة اخرى تتجنب المس بكرامة ارهابيين أقسموا أن يقضوا عليها، بل إن اسرائيل تدفع احيانا ثمنا باهظا عن الحق في التباحث معهم في كيفية قضائهم عليها.
حينما حارب الحلفاء المانيا في الحرب العالمية الثانية لم يفاوضوا العدو ولم يبذلوا له شيئا بل طلبوا الاستسلام بلا شرط. أما عندنا فليست اسرائيل هي التي تشترط بل العدو. والقليل الذي تستطيع اسرائيل فعله الآن بعد أن وافقت على التعادل هو رد ساحق فوري دون ضبط للنفس ودون كف الجماح، فان لم تفعل برهنت لاعدائها على أنها ليست سوى نمر من الورق. يجب على اسرائيل أن تدع محمود عباس وأتباعه خارج كل تسوية في المستقبل. فعباس هو شريك حماس وأخوها في الدم. وهو جزء من محور الشر برغم أن يساريينا يحاولون أن يروجوا له بصفته معتدلا وأهلا لمحادثتنا. ولهذا لا يجوز أن نستجيب للجهود التي لا تكل لبيرس ولفني وهرتسوغ وغلئون لاعادته الى الصورة. وعباس بخلاف اخوته من حماس الذين يعلنون هدفهم على رؤوس الاشهاد، يسعى الى الهدف نفسه لكنه يكذب ويضلل مشجعيه في اسرائيل والعالم.
ونتحول الى قضية العملية البرية فنقول إنه لا تسويغ لتعريض الجنود الاسرائيليين للخطر ما لم تستنفد وسائل اخرى لا يصاحبها قتلى. إن الكهرباء للعدو بالمجان مثال سافر وليقل المستشارون القانونيون ما شاءوا. وإن صورة قطع تيار الكهرباء بالمجان ليست اسوأ من صورة هدم البيوت لكنه يُحس به احساسا جيدا. ويمكن أن يكتفي العدو بالماء والخبز وألا يُنعم بصنوف النعم.
وشيء آخر في هذه القضية وهو أن اسرائيل «القوية» محدودة بالتحصينات تحت الارض التي بنتها حماس تحت بيوت غزة باسمنت أمدتها اسرائيل به لتعيد بناء ما دُمر في العمليات السابقة في ظاهر الامر، لكنه يستعمل في واقع الامر في تحصن يهدد جنود الجيش الاسرائيلي ويزيد في ثمن الدم الذي ستضطر اسرائيل الى دفعه. وينبغي أن نأمل أن تفوق الحكمة السذاجة هذه المرة وأن تمتنع اسرائيل عن إمداد العدو بالاسمنت.
أجل إن جمع قوات بهذا الحجم وهذه الكلفة وعدم الاستعداد لاستعمالها يعرض اسرائيل على أنها نمر من ورق ويضعف ردعها. وكان يفضل من هذه الجهة الامتناع عن التجنيد الذي كان بمثابة «دعوني». أظهرت اسرائيل بعملية الجرف الصامد أنها تملك قدرة مدهشة على الدفاع عن نفسها لكنه لا نصر بملجأ فقط كما نعرف من ملعب كرة القدم بل اقصى ما نبلغ اليه التعادل لكن التعادل ليس اعادة بناء للردع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المطلوب عملية برية ذكية
بقلم: تسفيكا فوغل،عن اسرائيل اليوم
أوقف اطلاق نار؟ أضحكتم حماس. لأنه أي سبب حقيقي يجعلها تقبل شروط المصريين الذين لا يحسبون لها حسابا، أو مشاركة أبو مازن المتهم بالاسرائيلية أكثر من كل سياسي عربي آخر؟ وما الذي حدث لحماس بالضبط خلال ثمانية ايام من عملية الجرف الصامد؟ هل شوشنا على حماس سلوكها، وهل منيت بخسائر كبيرة في مستوى القادة ومستوى الخبراء؟.
ستوافق حماس على وقف اطلاق النار بشرطين. الاول اتفاق يُمكنها من أن تبني مرة اخرى وبقوة أكبر قدراتها العسكرية والحاكمة بحيث تكون مستعدة لجولة اخرى في موعد مريح لها؛ والثاني اذا أدركت أن ضرب بناها البشرية التحتية لن يُمكنها في المستقبل من القيام بمعارك اخرى مع اسرائيل، وأنه يُخشى على قدراتها الحاكمة الحالية.
ولما كان الامكان الاول لا يمكن أخذه في الحسبان من وجهة نظر اسرائيلية في المستقبل فمن الواضح لي أن عملية برية ذكية حكيمة فقط تعرف كيف تصيب مراكز ثقل قوة حماس العسكرية وبناها التحتية البشرية ستفضي الى وقف اطلاق نار طويل الأمد.
إن منظومة القبة الحديدية التي يدين عدد كبير منا لها بحياته، ووسائل الوقاية وتعليمات قيادة الجبهة الداخلية مكنت دولة اسرائيل من انشاء دفاع لا مثيل له، لكن الدفاع لا يمكن الانتصار به، ومن المؤكد أنه لا يهزم العدو. ونحن نجهد بنجاح لا يستهان به في تخويف أنفسنا من عملية برية قد تجبي ثمنا باهظا من الدماء. صحيح إنها مهمة غير سهلة لكن البديل في المستقبل اسوأ. إن قدرة جبهتنا الداخلية، وقدرات الجيش الاسرائيلي من جهة جنوده وقادته تُمكن من اجراء حرب أطول من عملية خاطفة. وليس لحماس قدرة على معركة طويلة.
يبدو أن السلام مع الفلسطينيين لن يحدث في المستقبل القريب. ولهذا يجب علينا صدورا عن نظر واهتمام حقيقي للمستقبل أن نمنع نشوء صيغة جديدة تلوح تباشيرها وهي «ثلاث دول للشعبين». إن وقف اطلاق النار الذي لم تحترمه حماس يهييء لاسرائيل فرصة لمرة واحدة للتعاون مع العالم العربي الذي ضاق ذرعا بحماس بقدر لا يقل عنا.
استنفدت العملية الجوية نفسها. وقد دمرت آلاف البيوت والمخازن والانفاق والمباني الاخرى في قطاع غزة، لكنه يوجد بديل عن كل ذلك. أما قادة حماس وخبراؤها فلا بديل عنهم، فيجب اصابتهم. ويستطيع الجيش الاسرائيلي بمساعدة الجهات الاستخبارية القديرة ويجب عليه أن يستعمل قدراته البرية وأن يصطادهم. يجب أن تكون عملية «الجرف الصامد 2» عملية للحسم تنشيء ردعا سنين كثيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس