النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 24/07/2014

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 24/07/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الخميس 24/07/2014 م
    في هــــــذا الملف

    بين لبنان 2006 وغزة 2014
    بقلم: إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم

    بينما تدق ساعة المفاوضات على الجيش الإسرائيلي أن يسرع في تدمير البنى التحتية لحماس قبل وقف النار..لنضغط على دواسة الوقود
    بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت

    الرئيس المصري يريد أن يضغط على حماس، ولهذا لا يسارع إلى وقف إطلاق النار
    مفتاح الهدنة في يد السيسي
    بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس

    قلة الإنجازات تمنع إسرائيل وحماس من الاتفاق
    إذا لم توجد تسوية فسيكون الخيار الإسرائيلي بين العمل الحالي وبين عملية واسعة مؤلمة
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس










    بين لبنان 2006 وغزة 2014

    بقلم: إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
    انقضت في هذه الايام ثماني سنين بعد حرب لبنان الثانية – ثماني سنين سادها الهدوء المطلق على طول الحدود الشمالية مع لبنان – وهذه نتيجة واضحة سافرة للردع الذي أحرزته اسرائيل خلال تلك الحرب مع منظمة حزب الله. أجل إنه برغم سلوك اشكالي لقيادتي اسرائيل السياسية والعسكرية خلال حرب لبنان، خلص حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الى استنتاج أنه يُحسن الصنع اذا امتنع عن تحدي اسرائيل والعمل عليها على طول الحدود كما اعتاد أن يفعل في السنوات التي سبقت نشوب الحرب، وإلا عادت اسرائيل الى ضرب المنظمة ومؤيديها كما فعلت خلالها.
    يريد اسرائيليون كثيرون أن يقيسوا على الإنجاز في لبنان ما هو موجود بل ما هو مُراد في قطاع غزة، ويأملون أن يمكن أن يطبق فيها ايضا زمنا طويلا نموذج وقف اطلاق النار والتفاهمات الصامتة كتلك الموجودة في السنوات الثماني الاخيرة على الحدود الشمالية بين اسرائيل وحزب الله.
    بيد أنه يتبين أن غزة ليست لبنان وأن حركة حماس ليست منظمة حزب الله، ومن هنا تأتي صعوبة التوصل الى وقف اطلاق نار ينهي جولة التصعيد الحالية ويُمكّن في الأساس من نقل النموذج اللبناني الى حالة غزة ايضا.
    إن حزب الله أولا وبعد كل شيء منظمة لبنانية معظم اهتمامها مصروف الى لبنان والى حفظ مكانتها وتقويتها بين السكان الشيعة الذين يسكنون هذه الدولة.
    وتبذل المنظمة في الحقيقة جهودا كبيرة للحفاظ على صورتها حاملة لراية نضال اسرائيل، بل يحثها وكلاؤها الايرانيون مرة بعد اخرى على أن تكون طليعة جُند طهران في مواجهة اسرائيل، لكن مصالح المنظمة موجودة في الساحة اللبنانية الداخلية وفي الصراع الذي يجري في سوريا اليوم.
    وحماس في مقابل ذلك حركة فلسطينية خالصة كل اهتمامها للساحة الفلسطينية في القطاع وفي الضفة. ويُحدث ذلك مرة بعد اخرى مراكز احتكاك ومواجهة مع اسرائيل كما ثبت في حادثة خطف وقتل الفتية الاسرائيليين الثلاثة قبل شهر في منطقة الخليل. فلا تستطيع حماس اذا أن تفصل نفسها عن اسرائيل وعن نضالها كما يسمح حزب الله لنفسه من مرة لاخرى. هذا الى أنه حتى لو كانت قيادة حماس معنية بالتهدئة وقتا ما فان الاحداث على الارض تأتي وتفرض نفسها عليها وتعيدها الى مسار الاحتكاك والتصعيد مع اسرائيل.
    وثانيا، حماس اضعف كثيرا من حزب الله. وليست مكانتها في الساحة الاقليمية والعربية بل في الساحة الفلسطينية بين الجمهور الفلسطيني، ليست صلبة كما كانت مكانة نصر الله في حرب لبنان الثانية. ولن نذكر التوتر الثابت داخل حركة حماس بين الذراع العسكرية والذراع السياسية، وبين القيادة الداخلية في غزة وقيادة الخارج برئاسة خالد مشعل في قطر.
    ولا تسيطر المنظمة ايضا على فصائل ومنظمات فلسطينية أكثر تطرفا كالجهاد الاسلامي لها أجندة خاصة بها. إن ضعف حماس السياسي (في الداخل والخارج) برغم قدرة مقاتليها في قطاع غزة على البقاء، يجعل من الصعب على قادة المنظمة أن يتخذوا قرارات صعبة مؤلمة، وهذا شيء لم يحجم عنه حسن نصر الله في حينه.
    وأخيرا تملك حماس مما تخسر أقل مما يملك حزب الله. فغزة مدمرة أصلا وليس الواقع بعد وقف اطلاق النار زاهرا ومغريا لقادة حماس وهو العودة الى الحصار الاسرائيلي ـ المصري. وينبغي أن نضيف الى ذلك حقيقة أن اسرائيل تمتنع لاسباب مفهومة عن ضرب البنية التحتية المدنية في القطاع وترسل رسالة (غير مباشرة ايضا) الى حماس أنها لا تريد اسقاط حكمها في القطاع خشية البديل وهو الفوضى وسيطرة جهات متطرفة على القطاع.
    إن اسرائيل على نحو تناقضي تمد بالكهرباء المعامل التي يصنع فيها نشطاء حماس الصواريخ، وتُمكن من ادخال الطعام الى القطاع الذي يتمتع به نشطاء حماس الذين يطلقون الصواريخ على اسرائيل.
    سيكون من الصعب لكل هذه الاسباب استعادة نجاح الردع الاسرائيلي لحزب الله في حال حماس. إن حماس تسير على أثر حزب الله وتقلد تكتيكاته القتالية وتحصل منه على سلاح وصواريخ، لكن يُشك في أن تريد – فضلا عن أن تستطيع – الاتجاه الى تسوية موضوعها هدوء سنوات على حدود القطاع.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    بينما تدق ساعة المفاوضات على الجيش الإسرائيلي أن يسرع في تدمير البنى التحتية لحماس قبل وقف النار
    لنضغط على دواسة الوقود

    بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
    وعندما يتقلص الجدول الزمني ينبغي الضغط على الدواسة وتسريع عملية تدمير بنى حماس التحتية – ولا سيما الانفاق – في المناطق التي سيطر عليها الجيش الاسرائيلي في القطاع. وستستوجب زيادة الوتيرة من الجيش انعاش القوات في الخط. فالقوات التي توجد في قتال متواصل منذ خمسة ايام ستحتاج الى الاستبدال، بالتدريج، بوحدات احتياط ايضا. وستكون حاجة ايضا الى تعزيز قوات الهندسة التي تعنى بتدمير الانفاق.
    ندخل في سباق ضد الزمن الى أن يتقرر نوع ما من وقف النار. في هذه النقطة ستكون للقيادة السياسية والعسكرية معضلة حقيقية: عن اي بنى تحتية يمكن التخلي واي بنى تحتية يجب تدميرها. وعليه فمنذ الان يركز الجيش الجهد ضد البنى التحتية الاكثر حيوية.
    اساس القتال اليوم هو حول محاولات رجال حماس الدفاع عن المنظومة التي بنوها على طول الحدود مع اسرائيل. يتبين مثلا ان الشجاعية كانت معسكرا عسكريا واحدا كبيرا سكن فيه مواطنون أيضا. والان يكمل الجيش الخطة لتدمير اجزاء كبيرة من هذا الحي. ويوم الاثنين ليلا أنزل سلاح الجو 120 طن من المواد المتفجرة على مبانٍ في هذا الحي المكتظ. وعندما يأتي وقف النار- لن يكون لمعظم السكان مكانا يعودون اليه.
    في 15 يوم من الحملة القت طائرات سلاح الجو تقريبا 3 الاف طن من المواد المتفجرة على قطاع غزة. وهذه كمية ذخيرة اكبر من تلك التي القاها سلاح الجو في «عمود السحاب» و «الرصاص المصبوب». 90 في المئة من الاصابات كانت دقيقة. والمعنى هو أن معظم منشآت منظمات الارهاب التي اشارت اليها الاستخبارات في القطاع – والتي توجد على سطح الارض – اصيبت.
    غير أن القصف من الجو يصعب عليه المس بالسند التحت ارضي، فالحديث يدور عن أنفاق مع مسارات غير معروفة، عمقها يصل الى 25متر. توجد امكانية لضرب فتحات الانفاق من الجو، ولكن ليس تدميرها على طولها. وعليه، فان العملية البرية – بثمنها الباهظ – كانت حتمية.
    وقعت معجزة لدولة اسرائيل عندما قررت حماس الشروع في القتال بضربة نارية من الصواريخ، ولم تحقق الخطة التي أعدتها للاختراق في آن واحد، لمئات المقاتلين، من عشرات الانفاق، لعشرات الكيبوتسات ومعسكرات الجيش على طول الحدود. فلو كانت «القوة المختارة» التي شكلتها حماس نفذت هذه الخطة – حين كان الانتشار على الخط مختلفا تماما عما هو عليه اليوم – لانتهى هذا بمذبحة جماعية وباختطاف اسرائيليين.
    القصة السياسية، ظاهرا، آخذة في التعقد. فاللقاء بين خالد مشعل وابو مازن في قطر فشل. في اليومين الاخيرين كان يبدو ان حماس داخل قطاع غزة – بدء بالقيادة السياسية وانتهاء بآخر القيادات العسكرية – تغلق الصفوف وتمتشق الاظافر كلما تجسد المشروع المصري لوقف النار. كان يخيل للحظة ان حماس السياسية انضمت الى الروح الجهادية التي لا هوادة فيها لدى الذراع العسكري الذي يقول: لن تكون أي اتفاقات طالما لم تقبل، مسبقا، مطالبنا بحدودها القصوى. من ناحية حماس، نجحت في الحاق ما يكفي من الضرر باسرائيل، بما في ذلك وقف الطيران الدولي على خلفية النار نحو مطار بن غوريون كي يقف المجتمع الفلسطيني والاخوان المسلمون في كل العالم خلفها. كما يمكنها أن تتباهى في أن وتيرة نار الصواريخ نحو اسرائيل لم تتغير جوهريا، ناهيك عن الكرزة التي في القشدة: ظاهرا، أسير اسرائيلي.
    هذا الموقف المتطرف، الذي وجد تعبيره أيضا في خطاب اسماعيل هنية أول أمس خلق احساسا بان حماس الداخل تخبط بخالد مشعل وبابو مرزوق اللذين يديران باسم حماس المفاوضات مع مصر. وهي تشك فيهما في أنهما يبيعانها بثمن بخس. من ناحيتها، طالما لم يدعَ رجالها الى الجلوس في المفاوضات في القاهرة ليكونوا شركاء في صياغة الاتفاقات – فليس هناك ما يمكن الحديث فيه. اما المصريون، من جهتهم، فلا يريدون ان يدعوا مندوبي الذراع العسكري. وحول هذا الموضوع تمارس في هذه اللحظة جملة ضغوط: على المصريين ليعدلوا موقفهم وعلى اسرائيل لتسمح بخروج مندوبي حماس الداخل الى مصر.
    وبالتوازي يحاولون اقناع حماس الداخل بـ «تحقيق وقف نار» في صورة وقف نار انساني لفترة زمنية غير طويلة – ولكنها تكفي كي تخلق زخما، لاجتماع المندوبين في القاهرة وتهدئة النار. التقدير هو أن هذه الجهود – التي يشارك فيها الامين العام للامم المتحدة، اسرائيل، مصر، قطر، الجامعة العربية وكل من يمكنه أن يستخدم روافع الضغط أو يعطي الضمانات – ستعطي ثمارها. إذ أنه من قراءة الصورة في القطاع يتضح أن حماس الداخل تشعر بان لديها ما يكفي من الانجازات لعرضها كي تعطي مؤيديها احساسا بالنصر.
    ومحظور أن ننسى: بعد أربعة ايام ينتهي صوم رمضان، ويبدأ عيد الفطر. في غزة أيضا يريدون الاحتفال بالعيد الأهم للمسلمين دون قصف. هذا اعتبار محظور الاستخفاف به.
    إذا لم تكن في اسرائيل أي نية لاسقاط حكم حماس – فانها هي أيضا تكون استنفدت في واقع الأمر معظم الانجازات التي من الحملة. اختبار الانجاز الاسرائيلي سيكون اختبار الردع. وهذا سيختبر على مدى الزمن.
    في الاسبوع الماضي أيضا، يوم الثلاثاء، جرى الحديث عن خيار وقف النار. غير أن في حينه دخل خالد مشعل مع الخطة القطرية، شوش على المسار المصري، وكل شيء انهار – والجيش الاسرائيلي شرع بالخطوة البرية. اذا ما انهار كل شيء هذه المرة ايضا – بسبب صراعات القوى وجنون الاضطهاد داخل حماس – فان الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون سيكون أشد بعدة اضعاف.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    الرئيس المصري يريد أن يضغط على حماس، ولهذا لا يسارع إلى وقف إطلاق النار
    مفتاح الهدنة في يد السيسي

    بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس
    عرف وزير الخارجية الامريكي جون كيري أمس مرة اخرى أن علاقاته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا تشبه ويبدو أنها لن تشبه تلك التي ميزت علاقات الادارة الامريكية بالرئيس مبارك. فاذا كانت قد ولدت في عهد مبارك عبارة «دبلوماسية الغمز» التي كانت موجودة بين القدس وواشنطن والقاهرة، فقد اصبحت اليوم دبلوماسية «المسطرة الخشبية» التي يظهرها السيسي للولايات المتحدة.
    بيّن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أول أمس أنه لا يوجد أي سبب يدعو الى تعديل المبادرة المصرية. وبيّن أن هذه هي الصيغة لا غير. وحاول الفريق الامريكي الذي وصل الى القاهرة قبل زيارة كيري بأيام معدودة الفحص عن صيغ جديدة لكنه لقي نفس الموقف المصري الحازم.
    إن مصر غير مستعدة لمنح حماس أية تخفيضات في هذه المرحلة على الأقل. والمرونة الوحيدة التي اصبحت مصر مستعدة لاظهارها تتضمنها مقولة تقول إن كل تغيير في المبادرة المصرية متعلق بموافقة «كل الاطراف». والقصد من هذه العبارة الى حماس ومصر ومحمود عباس والجهاد الاسلامي واسرائيل بالطبع. وعلى هذا النحو يُقسم السيسي المسؤولية عن وقف اطلاق النار أو عدمه، بين حماس وسائر المنظمات من جهة، واسرائيل وعباس ومصر من الجهة الاخرى. وهكذا تستطيع كل مشارِكة أن تعترض على وقف اطلاق النار، هذا الى أن هذا القول الجازم يشير الى التنسيق والتعاون الموجودين بين اسرائيل ومصر.
    لا يعني ذلك أن كل ما توافق عليه اسرائيل ستقبله مصر، لكن يبدو في هذه المرحلة أن السيسي غير متأثر كثيرا باستمرار العملية العسكرية. وربما يُجل أن اسرائيل قادرة على ضرب حماس بقوة أكبر وتركيعها. وهناك امكان آخر هو أنه يربط بين العملية القاتلة التي قتل فيها 22 جنديا مصريا على حدود مصر الغربية وبين المعركة في غزة، وحينما يعلن عن عملية شاملة على الارهاب فانه لا يريد أن يبدو كمن يتخلى لمنظمة تُرى هي نفسها منظمة ارهاب.
    وفي الوقت نفسه يستمر السيسي الذي يملك بلا شك موقعا حاسما ويملك أهم وسائل الضغط لانشاء وقف اطلاق النار، يستمر على اختبار قوته مع الوسطاء الآخرين ولا سيما قطر وتركيا. لكنه أخذ يحبس نفسه في شرك نفيس ينشئه لأنه منذ الآن لن تُمتحن الدبلوماسية العربية والدولية فقط بل «ثباته الصلب» على المباديء التي صاغها ايضا. وفي الوقت الذي يهاجم فيه الخطاب العام في مصر حماس على نحو لم يسبق له مثيل، سيصعب على السيسي أن يبين للجمهور لماذا منح حماس تنازلات «تأتي على حساب مصلحة مصر القومية»، كما عبر أحد المحللين المصريين.
    يبدو الآن أن السيسي يستطيع الانتظار بصبر لأنه يوجد بين الفصيلين الرئيسين حماس والجهاد الاسلامي ايضا اختلاف في مسألة المبادرة المصرية. فالجهاد الاسلامي وعلى رأسه رمضان عبد الله شلح يُصر على أن تكون مصر الوسيطة وطرفا مشاركا ايضا. وما زالت حماس من جهتها تُصر على أن يكون لقطر ولتركيا، لكن بقدر أقل، نصيب من الحل. وفي الجلسات الطويلة التي تمت في الدوحة بين عباس وخالد مشعل بدا للحظة أن الجو يتحسن وأنه يمكن أن توجد صيغة معدلة متفق عليها.
    كان عباس مستعدا للسفر الى السعودية كي يبلغ القيادة السعودية الصيغة الجديدة، لكنه ألغى السفر وعاد الى رام الله على أثر إصرار حماس وقطر كما يبدو. إن عباس الذي يمثل في المباحثات مع المنظمات الموقف المصري سجين هو ايضا بين طموحه الى وقف اطلاق النار وبين ادراك أن العدول عن الاقتراح المصري قد يجعله يسير في مسار صدام مع مصر. ويملك عباس ورقتي لعب ذواتي قيمة احداهما الافراج عن سجناء حماس المسجونين في السجون الفلسطينية، والثانية السماح لمصارفه بتحويل اموال الرواتب، بل إنه عرض على حماس البدء بهاتين الخطوتين.
    لكن حماس التي وافقت في بدء الحرب على معادلة أكثر ليونة، رفعت سقف مطالبها كي تسوغ المعركة الدامية التي تقوم بها مع اسرائيل وعدد الضحايا الكبير. ويوجد في مركز المطالب رفع الحصار عن غزة الذي معناه العملي فتح معبر رفح وفتح المعابر من اسرائيل ورفع الحصار البحري.
    تتم الآن حول تفسير هذا المطلب المباحثات في المحور الاسرائيلي المصري مع السلطة الفلسطينية، في حين تؤسس حماس مطلبها على وعد مصر بفتح معبر رفح مع انشاء الحكومة الفلسطينية الموحدة وهو وعد لا تُقر مصر بأنها وعدته. وتطلب مصر أن يراقب المعبر ناس الحرس الرئاسيين الفلسطينيين، وحماس من جهتها مستعدة لأن تعين الحكومة الفلسطينية «مراقبين متفقا عليهم» يكون ناسها فيهم ايضا.
    وما زالت اسرائيل في مقابل ذلك تُصر على أن يتم فتح معبر رفح بحسب اتفاق المعابر الذي وقع عليه في 2005، بيد أن مصر لم توقع على هذا الاتفاق وهي تستطيع أن تقرر كما تشاء. ونشك في أن يستطيع جون كيري أن يحل هذه الاختلافات الكثيرة في الايام القريبة ولا سيما بازاء الموقف المصري الصارم. ونتيجة هذا أن ليست إسرائيل أو حماس فقط هما اللتان تحددان سير الحرب بل الأجندة المصرية ايضا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    قلة الإنجازات تمنع إسرائيل وحماس من الاتفاق
    إذا لم توجد تسوية فسيكون الخيار الإسرائيلي بين العمل الحالي وبين عملية واسعة مؤلمة

    بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
    تباطأ أمس إيقاع القتال قليلا، وقل بقدر كبير عدد خسائر الجيش الاسرائيلي في القتال البري في قطاع غزة. واستمرت فرق من ألوية المشاة والكتائب الهندسية على جهودها للعثور على أنفاق على طول السياج الحدودي بين اسرائيل والقطاع وهي تلاقي في كل مرة محاولات هجوم من حماس. وقد قتل حتى ساعات المساء جندي من لواء المظليين وقتل عشرات من الفلسطينيين أكثرهم كما قال الجيش نشطاء مسلحون.
    كشف الجيش الاسرائيلي الى أمس عن 28 نفق هجوم الى داخل اسرائيل، يصل نحو النصف منها الى الجانب الشرقي من السياج الحدودي ايضا. ويتم جهد تدمير الأنفاق على التوازي في كل القطاعات، لكن تصاحبه مشكلات تقنية مختلفة. ويقول القادة إنه سيُحتاج الى بضعة أيام أخرى لاصابة ما للأنفاق كلها أو الى نحو من اسبوعين لعلاجها علاجا كاملا – والجيش مستعد للاحتمالين. وسيُتخذ القرار الحاسم بحسب سؤال هل يُحرز تقدم في المسار الموازي، أي السياسي.
    إن زيارة الامين العام للامم المتحدة ووزير الخارجية الامريكي للمنطقة تثير اقتراحين بديلين يفحص الطرفان عنهما بالتوازي. فعلى حسب اقتراح الامم المتحدة يتم اعلان هدنة انسانية مدة غير محدودة وبعد دخولها حيز التنفيذ فورا تبدأ الاتصالات من اجل التسوية.
    ويقترح الامريكيون بنية مختلفة قليلا هي العودة الى الاقتراح المصري الأصلي («الهدوء مقابل الهدوء» وتنفيذ مجدد لتفاهمات عملية عمود السحاب في 2012)، مع بذل التزام خطي من القاهرة كما يبدو لحماس يبدأ معها بحسبه قريبا تفاوض في مطالبها الاقتصادية وهي فتح معبر رفح وضمان دفع الرواتب الى 43 ألفا من عمال الادارة في غزة بمساعدة مالية من الخليج. ورفضت اسرائيل اقتراحا آخر من الامم المتحدة لهدنة انسانية بضع ساعات بحجة أن حماس ستستغل الهدنة لتنظم نفسها مرة اخرى ولتجدد الهجمات على الجنود في القطاع.
    تجد اسرائيل مزايا في الاقتراحين من الامم المتحدة والامريكيين لكنها لا تسارع الى الالتزام وتفضل أن تدع الجواب الاول لحماس. ويبدو أن سبب ذلك في الأساس صعوبة سياسية. فما زال عند الجمهور برغم خسائر الجيش الاسرائيلي تأييد لا يستهان به لاستمرار العملية. ويخشى رئيس الوزراء أن يوقفها وليس في يده انجاز عسكري يُرى مهما بقدر كاف ولا سيما بعد نجاح حماس في الدخول الى داخل اسرائيل مرتين بأنفاق وبازاء خسائر الجيش الاسرائيلي في هذه الحوادث وفي المعركة الشديدة للواء جولاني في حي الشجاعية.
    لا تستطيع الحكومة، في الميزان الاسرائيلي، أن تتجاهل الخسائر ايضا وهي وقف طيران شركات طيران امريكية واوروبية الى اسرائيل بسبب سقوط القذيفة الصاروخية في يهود، واستمرار اطلاق الصواريخ على وسط الدولة وجنوبها كله مدة 15 يوما.
    ولحماس صعابها ايضا، فالدمار ولا سيما في شمال القطاع عظيم، وقد زاد عدد القتلى على 600. إن الشجاعية يُعرض في الحقيقة على أنه اسطورة مقاومة وبطولة لكن الجرح الفاغر الذي خلفه تدمير الحي في صورة غزة يوجب على حماس أن تقدم تفسيرات لناسها ايضا.
    يقول سكان في القطاع إنه ينتظرهم عيد فطر من جهنم. وسيوجه بعض هذه الاسئلة الى حماس. ويعمل الضغط في الاتجاهين: ارادة وقف استمرار النزف مع الخوف ايضا من أن يثير الوقف الآن دون انجاز جوهري (بالنسبة لحماس – ويكمن الانجاز في الجوانب الاقتصادية لتسوية الهدنة)، أن يثير غضب الجمهور في القطاع. لم توجد في غزة انتخابات منذ 2006، لكن يمكن أن نفرض أن قيادة حماس ايضا مصغية الى السكان الذين تحكمهم.
    قد يستمر القتال اذا لم توجد تسوية سريعة، وستضطر اسرائيل الى أن تختار بين امكان أن تقوم بالشيء نفسه (تمشيط الانفاق وجباية ثمن من حماس على صورة المواجهة في الشجاعية) وبين الاتجاه الى اجراءات عسكرية أقل طموحا. والانطباع الحاصل هو أن هيئة القيادة العامة ما زالت تفضل عملية محدودة في الزمان والاهداف. إن التناسب بين قوتي الجيش الاسرائيلي وحماس يميل بوضوح الى الطرف الاسرائيلي ـ بالقوات والوسائل والخبرة القتالية ـ ويبدو أن الوحدات بدأت بعد بضعة ايام صعبة تواجه التحديات الجديدة مواجهة أفضل وعلى رأسها حقيقة أن حماس تُجري معركتها كلها تقريبا تحت الارض.
    لكن يجب أن نقول بوضوح إن الذين يدعون الى عملية برية واسعة ويتخيلون احتلال المنطقة المأهولة من غزة كلها، لا ينظرون بجدية كافية الى القدرات التي طورتها حماس. فالقطاع اليوم ليس غزة في سنة 1967 بل ليس حتى مدن الضفة الغربية في عملية «السور الواقي»، فهو تحدٍ أصعب يمكن التغلب عليه بحسب تقديرات المختصين، لكن ثمن الخسائر لا يستهان به.
    يصعب الآن أن نتناول تناولا عميقا مباشرا الفروق التي تظهر في أداء جهاز الأمن. فهو ما زال يقوم بجهد مضاعف ليهزم حماس في المواجهة العسكرية وليقنع الجمهور في البلاد بأننا لم ننتصر فقط بل اتخذنا في الطريق الى هناك كل القرارات الصحيحة ايضا.
    إن للعملية البرية على الانفاق تسويغا كاملا بسبب التهديد الامني الملح. ويحظى الثلاثة، نتنياهو ويعلون وغانتس، بالمدح على الاتساق في العمل المشترك للقيادة العليا بخلاف ما كان في ايام لبنان الثانية والرصاص المصبوب، وعلى سلوكه الحذر في اتخاذ القرارات. لكنه حتى لو وجد الآن متحدثون رسميون ومحللون غير رسميين يزعمون غير ذلك فانه يصعب تجاهل حقيقة ذات أهمية.
    ففي معركة العقول بين اسرائيل وحماس، أعدت حماس لاسرائيل مفاجأة حقيقية باستعمال الانفاق الهجومية. وقد طور مستوى استعداد وأهبة المنظمة بصورة ملحوظة في السنوات الخمس ونصف السنة التي مرت بين الرصاص المصبوب والعملية الحالية.
    إن الرجل الذي يقف وراء هذا العمل هو المطلوب القديم محمد ضيف الذي عاد الى رئاسة الذراع العسكرية بعد تصفية احمد الجعبري في نهاية 2012. ويقول الفلسطينيون إن الجعبري لم يكن يعمل في الاشهر التي سبقت موته مثل قائد ارهاب بل أغراه الخروج لبقاء طويل في مصر بعد أن أخرجته الاجهزة الاستخبارية هناك من الحصار الغزي الى فنادق القاهرة وقت اجراء التفاوض في صفقة شليط.
    وعمل ضيف الذي جرح جرحا بليغا بعدد من محاولات الاغتيال الاسرائيلية، بخلاف ذلك، فقد أعطى كل مجهوده في مشروع حفر عشرات الانفاق التي أُعدت ليوم الفصل. لكن يجب الى الآن أن نرى هل قرأت اسرائيل الصورة قراءة صحيحة وهل لاحظت في الوقت المناسب المسار الاستراتيجي الذي قاده ضيف حينما دفع منظمته الى المعركة الحالية.
    في صباح يوم الاثنين حينما كان مقاتلو لواء الشباب الطلائعيين يمشطون محور نفق في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع، خرج أكثر من عشرة مخربين من داخل بئر في الطرف الثاني قرب كيبوتس نير عام. وقتل في المواجهة معهم قائد الكتيبة من مدرسة الضباط وثلاثة من رجاله. ويُقدرون في الجيش أن الخلية وهي من القوة الخاصة في حماس، نزلت الى النفق قبل ذلك وانتظرت. وحينما أدركوا في المنظمة أنه تم الكشف عن النفق هاجمت الخلية في الطرف الآخر في داخل اسرائيل.
    ومن المحتمل أن تكون حماس تسلك السلوك نفسه في حالات اخرى. فقبل أن يدمر الجيش الاسرائيلي النفق يستعمل ضيف اوراق اللعب التي في يده. وهذا من جهة عسكرية ثمن يصاحب القتال في نطاق كهذا، لكن سيكون من الخطأ الاستهانة بمستوى الأداء الذي نجحت حماس في اظهاره هنا. ولا يمكن ايضا أن ننفي امكان أن يحاول حزب الله أن يُعد منظومة أنفاق مشابهة على حدود لبنان برغم أن حفر الارض هناك أصعب.
    فيما يتعلق بالقتال نفسه، يظن وزير الدفاع ورئيس الاركان أن وحدات الجيش الاسرائيلي التي تعمل في القطاع تُظهر روحا معنوية عالية، وتُكيف نفسها مع طبيعة المنطقة وتستخرج دروسا سريعة من اخطاء الايام الاولى. وكما كانت الحال في معارك سبقت سيكون مكان بعد ذلك لتحقيقات مفصلة. ومع ذلك تُبين معلومات تأتي من الميدان أنه وقعت أخطاء يبدو أنها تنبع من التأليف بين عدم تجربة القتال في منطقة مبنية في القطاع (كانت آخر مرة قام بها الجيش الاسرائيلي بذلك في 2009)، ومشكلات تخطيط ونقص من التدريب المركز بقدر كاف على تحدي القتال ولا سيما تحت الارض.
    في وحدة أغوز التي منيت بقتيلين وأكثر من عشرة جرحى، دخل المقاتلون الميدان دون دروع واقية، عن تفكير بتخفيف الوزن الذي يحملونه والتمكين من حركة أسرع. وأُثيرت ايضا اسئلة تتعلق بحركة القادة قرب السياج الحدودي، في وقائع قرب نير عام وباري، وفي مركبات غير مدرعة أصيبت بنار المخربين الذين خرجوا من النفقين.
    ويتعلق الخطأ الاكثر اقلاقا بالمركبة المدرعة من جولاني التي قتل فيها ستة جنود باصابة صاروخ مضاد للدبابات وما زال أحدهم مفقودا. ويتبين أن قادة كبارا من هيئة القيادة العامة لم يكونوا يعرفون ألبتة بأنه تقرر إدخال مركبة «زلدا» (إم 113) القديمة القابلة للاصابة الى داخل القطاع خلافا لسياسة العمل السابقة. وبعد الحادثة الصعبة فقط أصدرت قيادة المنطقة الجنوبية أمرا يحظر على هذه المركبات اجتياز السياج الحدودي.
    استطاعوا في الجيش أن يستغلوا أمس استغلالا فعالا تلك الحادثة في الاختلاف في الميزانية الامنية، لكن ذلك ليس عرضا عادلا للامور. فالحقيقة هي أنه بعد الانفجار فورا اتجهت قوافل من مدرعات «النمر» و»أخزاريت»، التي هي أقوى تدريعا، من الشمال الى حدود غزة. فلم تكن توجد هنا مشكلة ميزانية بل مسألة تخطيط وتوجيه القوات.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 17/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:51 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 09/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:43 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:42 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 07/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:41 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 06/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:41 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •