أقــلام وآراء إسرائيلي السبـــت 03/1/2015 م
في هــــــذا الملف
اعتذار اسرائيل للفلسطينيين سيفتح صفحة جديدة
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
لو كنت فلسطينيا
كان على الفلسطينيين التعلم من بن غوريون وقبول ما يعطى لهم والتخلي عن حق العودة الوهمي
بقلم:زئيف شترنهل،عن هآرتس
أربع ملاحظات عن الوضع
بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس
شئ فظيع حدث لحزب الليكود
فرصة كبيرة لموشيه كحلون ليرث حزب بيغن الذي تم شطبه من الخارطة السياسية
بقلم:آري شافيت،عن هآرتس
إعادة تشكيل محور الإعتدال
بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت
اعتذار اسرائيل للفلسطينيين سيفتح صفحة جديدة
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
ها قد جاء الاسرائيلي الجديد، اخي الحقيقي، الرجل – الرجل، ذو الكيبا الصغيرة، الذي خدم في وحدة تكنولوجيا المعلومات، ويحمل في فمه رسالة بصوت عال : «توقفوا عن الاعتذار يا محبي اسرائيل»، وهو الشعار المرفوع على العديد من شرفات المنازل. في تجمع مساء اول امس لايليت شيكيد، اوضح الدبلوماسي الناجح في هذا التوقيت: «هذه الانتخابات هي بين من يريد ان يعتذر وبين من يرفع رأسه. بين من هو موضوعي وبين من هو مع دولة اسرائيل.
وعليه فإن نفتالي بينت لا يعتذر وانا احب اسرائيل ( كما هو معروف، فليس هذا لك وليس هذا الحاضر)، فانا موضوعي وانا مع دولة اسرائيل (عادلة)، انا اعتذر وانا ارفع رأسي، نتوقف عن الاعتذار؟ ان اسرائيل لم تفعل ذلك ابدا، ليتها كانت اعتذرت سابقا. ليتها كانت تعترف باخطائها، ليتها كانت تتقبل مسؤوليتها الاخلاقية عن هذه الاخطاء.
ليس مخجلا ان تعتذر – فالمخجل اكثر هو ان لا تقوم بهذا. ان الاعتذار قوة، وليس ضعفا، وفي الطريق للمصالحة (مع الفلسطينيين) مجبرون للتوقف في المحطة الاولى، محطة الاعتذار. ففي احجية بنتفينون ميجال لا نعتذر للجميع، ليس ايضا حتى على اعمال القتل، الاغتيالات والخطف (قتل ابوجهاد، على سبيل المثال، وخطف الشيخ عبيد). حتى عن المستوطنات لا نعتذر، لا عن الاضطهاد والطرد والسلب.
في اسرائيل لا يعتذرون عن شئ، لا عن الاحتلال ولا عن الشارع. هنا فقط الكرماء من يعتذرون. الشعور بالاتهام هو المخجل، والاعتذار هو عمل رخو، وعليه فليقلب شعار بينت للانتخابات لشعار يتمتع بالتأييد «المعتذرون» في مواجهة «رافعي الرؤوس» الـ «الموضوعيين» في مواجهة» محبي الدولة» انا فخور بأن انتمي للمجموعة الاولى.
لو كان من وراء ذلك جدوي، لكنت ارغب في الاعتذار، من الشعب الفلسطيني بأكمله، ولاجياله. عن 1948، وعن 1967 وعن كل ما تلاها. فالاعتذار عن 1948 لم يكن ليحول الدولة التي قامت اقل عدلا – بل كان سيجعلها عادلة اكثر. عن الطرد الجماعي وعن منع العودة، عن التطهير العرقي في عدة مناطق وعن عدد من المجازر، التي هي جزء من المعركة – كان مسموحا بل يجب الاعتذار، ان ما حدث في 1948 لم يتوقف ابدا. فروح العام 1948لم تتوقف، وهي ما زالت قائمة لغاية يومنا هذا، في النظرة الاساسية لدولة اسرائيل لابناء الارض من الفلسطينيين، بالشعور بالفوقية عليهم، وبقوة العنف، وبالتغييب وبالعنصرية وهو الامر الذي لم يتغيرفي سياسة الاضطهاد، التمسك قدر المستطاع – منذ ذلك الحين ولغاية اليوم، ان اسرائيل هي قوة عظمى اقليمية، يجب الاعتذار عن ذلك.
كان يجب الاعتذار عن قتلى المحرقة، عن الكذب بعدم وجود نهاية وعن المواجهات. عن السيطرة في المناطق وعن التمييز العنصري. عن سحق كرامة شعب، عن خنق حريته وعن تقسيمه لشعوب صغيرة. عن مسح تراثه وزعزعة ثقافته. عن قمع عرب اسرائيل وعن إظهار العنصرية تجاههم. عن جرائم «شارة الثمن» وعن جرائم عملية «الجرف الصامد»، عن كل ذلك كان من المتوجب الاعتذار . صحيح ان الاعتذار لم يكن ليحل شيئا، ولا يكفر عن كل شئ، ولكن كان بإمكانه التعبير عن النية لفتح صفحة جديدة، الاعتذار كان من شأنه ان يبث في نفوسنا قوة وثقىة بالنفس، وهو ما ينقص الدولة، المقتنعة انها تستطيع العيش للابد على الخراب، حتى ولم يكن لذلك سابقة في التاريخ.
عن كل هذا (واكثر) سوف تضطر اسرائيل ان تعتذر في يوم من الايام، من يصدق، حتى في حال تأخر الصلح- في قادم الايام، لا بد من الاعتذار، من بين من يستطيع ان يعتذر ومن لا يقدر ان يعتذر، هكذا كان الوضع في جنوب افريقيا وكذلك سيكون في اسرائيل في زمن البينتيين ( نسبة الى بينت)، ان لم يكن متاخرا جدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لو كنت فلسطينيا
كان على الفلسطينيين التعلم من بن غوريون وقبول ما يعطى لهم والتخلي عن حق العودة الوهمي
بقلم:زئيف شترنهل،عن هآرتس
لحاولت أن أتعلم من اليهود، وقبل كل شيء من اعظمهم. فما كانت القاعدة التي وجهت دافيد بن غوريون من بداية الطريق؟ خذ كل ما يعطونك أياه. فقد رد بالايجاب على مشروع تقسيم لجنة بيل وبعد ذلك قرار الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947، انطلاقا من المعرفة بأن شيئا ما افضل دوما من لا شيء. فقد أراد بكل ثمن أن يحقق مجال تنفس وقاعدة اقليمية يمكن عليها أن تبنى دولة مستقلة ونيل الاعتراف الدولي.
ثانيا، كنت سألبي على الفور بلا تردد المطلبين الاساسيين اللذين يطرحانهما اليهود كشرط لا بد منه، ومن ناحيتي هما عديما أي قيمة تتجاوز ما فيهما من رمزية. كنت سأوقع في هذه اللحظة على مطلب نتنياهو وأعترف باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي: فبقدر ما يتعلق الامر بالفلسطينيين ليس في هذا المطلب اي شيء حقيقي. هذه مشكلة اسرائيلية داخلية، واذا كان اليهود يصرون على تصفية المساواة والديمقراطية في بيتهم فلماذا ينبغي لهذا أن يزعجني؟ صحيح أن النية هي ايضا المس بحقوق العرب حاملي الهويات الزرقاء واخضاع مفهوم المواطن للقومية اليهودية، ولكن من ناحية الفلسطينيين توجد ميزة في أن خلق وضع كهذا من انعدام المساواة الدستورية، الذي تنم عنه رائحة أبرتهايد، سيثير على اسرائيل العالم الغربي كله. والى جانب ذك سيدير اليسار والوسط الليبرالي في اسرائيل صراعا ضد الحكم. واضافة الى ذلك، فبين الخط الاخضر والبحر المتوسط، العرب هم 20 في المئة من السكان، وهم سيعرفون كيف يهتمون بأنفسهم.
وبذات النفس كنت سأعلن بصوت عالٍ باني أتنازل عن حق العودة، إذ الهاذون في الصيف وحدهم لا يزالون يؤمنون بانهم سيعودون في أي مرحلة الى حيفا، الرملة أو طبريا. فاي شخص عقلاني سيتردد في اعطاء اليهود هواء ساخنا مقابل ازالة العائق الاخير في وجه مفاوضات جدية على اقامة الدولة الفلسطينية، على المستوطنات وعلى الحدود؟ كنت سأشدد بأن ليس لدي مطالب باراضٍ ضاعت في نكبتنا، التي هي حرب الاستقلال اليهودية، إذ على أي حال، لا يوجد اي احتمال للعودة اليها في أي مرة. بمثل هذا الشكل كنت سأثبت في الرأي العام الاسرائيلي والعالمي معا الخط الاخضر كحدود متفق عليها من كل الفلسطينيين، من كل دول العالم، من الاغلبية الساحقة ليهود العالم ومن أغلبية الاسرائيليين. قلة اسرائيلية صغيرة، عنيفة وصاخبة فقط – تمسك ليس فقط بعناقنا، نحن الفلسطينيين، بل وتخنق ايضا المجتمع الاسرائيلي نفسه – تحاول اقناعنا جميعا باننا لا نزال نقاتل حرب الاربعينيات. ولكن عندما يحلم الفلسطينيون بقراهم التي لم تعد، فذلك من أجل اقناع أنفسهم بان حياتهم لم تنتهي. دعوهم يبنون لانفسهم حياة حقيقية وسينسون الاساطير.
الموضوع الثالث الذي كنت سأتعلمه من بن غوريون هو أن أضمن دوما دعم قوة عظمى. أمريكا، باستثناء الجامعات، حاليا ضائعة من ناحيتنا نحن الفلسطينيين؛ فلليهود اليمينيين يوجد هناك أكثر مما ينبغي من المال والنفوذ. ولكن في اوروبا فتح احتمال حقيقي: المشوق هو أن العداء للعرب وللاسلام بشكل عام لا يعمل في صالح اليمين الاسرائيلي، والبرلمانات الاوروبية تثبت ذلك كل اسبوع. لقد غدا النظام الاستعماري الاسرائيلي أكثر فأكثر مكروها في اوروبا. اليمين الاسرائيلي يتجاهل ذلك وهذه فرصة ممتازة لتطوير سياسة عقلانية، معتدلة ولكن نشطة في صالح القضية الفلسطينية، مثلما عرف كيف يفعل اليهود في حينه، عندما كان لهم عقل وزعامة تنظر الى البعيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أربع ملاحظات عن الوضع
بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس
1. رأيان عن الهزيمة التي تكبدها أبو مازن في التصويت في مجلس الامن على مشروع القرار لانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية في حدود 67، والذي صوت ثمانية اعضاء في المجلس في صالحه ولهذا لم تكن الولايات المتحدة بحاجة لان تستخدم الفيتو مرة اخرى – الفيتو الـ 52 لحماية اسرائيل منذ قيامها.
حسب واحد من الرأيين، المتفائل جدا، فليس اوباما فقط، بل كل رئيس امريكي في المستقبل لن يعطي ضوء أخضر للتصويت ضدنا، والذي معناه تسويغ عمل بالقوة ضد اسرائيل. اما حسب الرأي الثاني، فيحتمل ان نكون عزيزين على قلب السياسيين الامريكيين، ولكن لسنا هامين جدا كذخر استراتيجي مثلما قدر بيغن، رابين وبيرس.
فمن قام عنا بالعمل هذه المرة هم الفلسطينيون: أبو مازن يواصل طريق ياسر عرفات، الذي نجح في انقاذنا المرة تلو الاخرى من المشاكل، وينقذ الامريكيين من الحاجة الى استخدام الفيتو. من لا يزال يعتقد ان اسرائيل هي ذخر استراتيجي متقدم لامريكا في منطقتنا الساخنة، مخطيء. فأمريكا ليست في جيبنا. يمكنها أن تتدبر نفسها جيدا بدوننا أيضا. اسألوا مايكل اورن، سفير اسرائيل في واشنطن سابقا، والذي انضم لتوه الى قوى كحلون – فهو سيقول لكم من يمسك بخصيتي من، في العلاقات الامريكية الاسرائيلية.
2. لم تبدأ الانتخابات بعد، ولكن في كل ما يتعلق بالشرطة، فان الحملة في ذروتها وينبغي الترحيب بذلك. فحسب التحقيقات الجنائية واسعة النطاق والعمق، مرغوب فيه أن يغير اسرائيل بيتنا اسمه ليصبح «نفعا لبيتنا». فالارض ترتعد تحت اقدام ليبرمان في القصة عن الفساد السلطوي المزعوم، الذي لم يسبق له مثيل. وكان هناك من وصف ما يحصل كـ «بوتينية» الدولة. فلا حاجة لان تخفض الشرطة أي وتيرة. فأحد لا يلاحق ليبرمان شخصيا. وهو يدعي بانهم قالوا له انه «ينبغي خوزقة هذا الروسي الصغير». لا أدري اذا ما قالوا ام لم يقولوا، ولكن اذا ما قالوا، فهذا قول غبي.
منذ زمن بعيد تتطور في البلاد طريقة، لا يمكن عمل اي شيء دون «وسيط»، لا يمكن اغلاق اي شرفة دون مال جانبي. فبماذا يشتبه باسرائيل بيتنا: أن جزء من اعضائه تلقوا مخصصات حكومية، شريطة أن يذهب المال الى جمعيات معينة. السؤال هو ما الذي عرفه ليبرمان، وان كان الفساد هو الفساد، ليس هاما ما هو الاسم الرسمي الذي يعطى له. اذا كان عدد المشاركين كبيرا ومشاركتهم كانت أعمق مما نشر، فاننا بالفعل نشهد «بوتينية» للدولة. ليبرمان هو رجل كفؤ وشديد النشاط، ولكن شيئا واحدا واضح: هو ليس درايفوس.
3.القصة التراجيدية – الكوميدية للانتخابات هي ما يحصل في شاس. قبل أن ندخل في عمق الازمة، آمل أن يسمح لي بان أمتدح عقيلة آريه درعي مرتدية بأعلى شياكة ممكنة في بني براك، دافعت في مقابلة تلفزيونية عن زوجها، برقة تبعث على الاحترام. فقد قالت انها لا تعرف، او تعد الا يكون «عاطلا عن العمل». فكرت في تلك اللحظات كم يمكن لزوجة الزعيم ان تكون رقيقة ومدافعة في الخفاء. وكل هذا بينما يؤدي درعي الدور الدراماتيكي لمن اهين، الضحية، المسكين الذي شربوا دمه وما شابه وهلمجرا.
على ماذا في واقع الامر شعر درعي بالاهانة – على أنه حكم بالسجن بثلاث سنوات على الرشوة، الغش وخرق الثقة؟ مؤيدوه يمكنهم أن يقفوا خارج السجن وينشدوا بقدر ما يطيب لهم بانهم بريء، بريء، بريء، ترتتا. أغضبه الشريط البيتي الذي يشكك فيه المعلم باستقامته. ايلي يشاي قال انه ليس هو المسرب، ولو كان يريد – فهناك الكثير مما يسربه. من ناحيتي هذه مثل حرب العراق – ايران. أتمنى لكليهما أن يهزم الواحد الاخر. كل فكرة الحزب الطائفي مرفوضة في بلاد متنورة كبلادنا.
4.هذا هو المكان لان أطلب الاعتذار من القراء على أن هذه المرة لم أذكر نتنياهو. فهو سيسقط من تلقاء نفسه من قبل نفسه، دون معونتي ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
شئ فظيع حدث لحزب الليكود
فرصة كبيرة لموشيه كحلون ليرث حزب بيغن الذي تم شطبه من الخارطة السياسية
بقلم:آري شافيت،عن هآرتس
لم اصوت في حياتي لليكود، واكثر من ذلك، انني لم اتخيل في حياتي انني سأصوت له. الرؤى السياسيىة التي كنت اخطط لها في حياتي كانت مرتبطة في النضال ضد الاعمال الكارثية التي قام بها حزب الليكود، – الضم، الاستيطان، حرب لبنان الاولى. الليكود هو الذي خرب الديموقراطية – الاشتراكية الاسرائيلية التي آمنت بها، وحول اسرائيل الضعيفة الى اسرائيل الثقيلة المحتلة.
ومع كل ذلك، ومن خلال الشعور بالابتذال، دائما شعرت بإحترام لحزب الشعب الاسرائيلي، التي حولت نفسها من حزب الاقلية الى حزب السلطة. دائما ثمنت عاليا محاولة زئيف جابوتنسكي لتفضيل الاسس الوطنية الموجودة في الصهيونية على الاساس الليبرالي. ودائما قدرت الجهد الذي قام به مناحيم بيغن لخلق التوازن السليم بين التزمات السوق الحر وبين المشاعر المجتمعية والانسانية.
لقد اعجبت من قدرة الليكود لاعطاء بيتا سياسيا محببا لجموع الاسرائيليين، والذي سحقته سلطة حزب العمل، وتعالي اليسار تنكر له. لقد احببت الطريقة التي عرف بها الليكود ان يكون مقبولا الى هذا الحد لدى الاسرلة الجيدة، دافئة، .ومتأججة والتي لغاية انتخابات العام 1977 لم تجد لها مكانا في البلاد.
هكذا القلب اليوم يعتصر الما، هل الحزب الذي ذهب الى صناديق الاقتراع يوم امس هو الحزب الذي ذهب في الماضي لصالح مهجري إقرت، وهو الذي بادر بكتابة وثيقة حقوق الانسان الاسرائيلي؟ لا. هم الشعبويون الوطنيون الذين اعتزم الليكود ان يرسلهم للكنيست العشرون، انهم يواصلون درب يوحنان بدر، الياهو مريدور، يتسحق كلينغهوفر، ويتسحق بيرمان؟ لا ولا. هل في ليكود العام 2015 ستكون ممثلة كل القيم الديموقراطية التي عرضها رؤوبين ريفيلن وميخائيل ايتان وبيني بيغن وديفيد مريدور؟ لا ولا ولا ، شئ فظيع حدث في الليكود في العقد الاخير. لقد انفصل عن المفاهيم الليبرالية وتنازل عن مواجهة الواقع، وتخندق في عالم متطرف لطائفة من الحاقدين، مفصولة عن العالم المضاء وعن روح الزمان. حفنة من الاشرار المغامرين سيطرت على ما كان في وقت ما حزبا من الحركة القومية الليبرالية، وكذلك حركة الحرية (حيروت) ايضا، الليكود الذي قدرت ومن اجله كافحت اختفى من العالم.
انها فرصة كبيرة لموشيه كحلون. وزير الاتصالات السابق لا يمكنه ان ينتزع الاصوات من المصوتين لحزب ميرتس، العمل والحركة. ولا يمكن ان يصبح شلي يحيموفتش جديد، وليس استنساخ لسياسية لحركة اعداء العمل، ان مهمة حزب «كولانو» التاريخية هي ان يرث ليكود بيغن، الذي تم شطبه من الخارطة السياسية، لصالح حزب المستوطنين الملتهبين والناشطين حاملي شعارات وتعبيرات حزب حرية اسرائيل (ماحال) – على حزب كحلون الجديد ان يكون حزب ازرق – ابيض. عليه ان يعيد الى مركز حياتنا تراث مناحيم بيغن. عليه وبإمكانه اعطاء تعبيرا سياسياً جديدا للوطنية والبراغماتية الوسطية.
عليه ان يكون قادرا على خلق التوازن بين السوق الحر وبين العدالة الاجتماعية، بين روح الديموقراطية وبين التقاليد اليهودية، بين القومية الصهيونية وبين الطموح نحو السلام.
ممنوع على كحلون ان يحشر حزبه في مقاس واحد هو مقاس الاحتجاج الاجتماعي، مهما كان هذا المقاس عادلا، عليه ان يملأ الفراغ الكبير الذي تركه الليكود التاريخي من وراءه وان يتوجه كذلك الى ناخبي شاس، الذين اخترب بيتهم .
في حال تمركز اليسار المعتدل داخل المعسكر الصهيوني، وفي حال تمركز اليمين المعتدل داخل معسكر «كولانو» – فسوف تكون السماء هي الحدود.
التصرف السليم، هو ان يكون هرتصوغ ليفني وكحلون محورا تبنى عليه حكومة عريضة ، مسؤولة ومركزية، والتي تحدث تغييرا حقيقيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إعادة تشكيل محور الإعتدال
بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت
احتفال تغيير رئيس المخابرات المصري كان قصيرا وموضوعيا. الجنرال محمد فريد التهامي، 67 سنة، احيل الاسبوع الماضي على نحو مفاجيء على التقاعد، بعد سنة فقط من استلام المنصب الذي يتحمل المسؤولية عن الجهازين الموازيين للموساد والشاباك في القاهرة. ففي مكتب الرئيس السيسي في قصر الاتحادية بطنوا انصرافه الى بيته بمنحه الوسام الوطني الرفيع، وعلى الفور جاء أيضا دور التفسير غير المقنع لخبير شؤون المخابرات، المحلل الدائم سامح سيف اليزل، الذي أصر على أن «التهامي يعاني من مشاكل صحية ويحتاج الى علاج في الخارج».
من أجل صورة غير كبيرة وعنوان غير بارز، اختفى التهامي من الساحة. فهو لم يحظَ حتى بمنصب تعويضي كسفير في دولة ما أو مكانة غير ملزمة كمستشار للرئيس. واحتل موقعه نائبه، الجنرال خالد فوزي، الذي يكتفي حاليا بلقب «المسؤول المؤقت، عن جهازي المخابرات. «اذا ما اظهر السلوك السليم فسيرفع الى تعيين دائم»، كما يشرح الخبراء في القاهرة، والا سيأتي رئيس جديد من الخارج. أكوام من التحليلات طرحت علامات استفهام حول التغيير السريع في قيادة الاجهزة. نعم، في وسائل الاعلام المصرية يتجرأون اليوم على تناول المواضيع الاكثر خفاء عن العين ايضا.
اضافة الى حفظ الامن الداخلي وجمع المعلومات من جهات خارج الدولة، يعنى «سيد المخابرات» بشؤون السياسة الخارجية المصرية ايضا. على طاولة المسؤول الجديد يوجد منذ الان ملف المصالحة مع قطر، ملف المصالحة (على الورق فقط) بين فتح وحماس والوضع في غزة، وملف التقارب الجديد مع ادارة اوباما مع واشنطن. وأسهل الملفات هو بالذات «ملف اسرائيل». ويقول مصدر أمني اسرائيلي كبير ان «العلاقات السرية بيننا تعمل على نحو ممتاز. توجد تفاهمات، توجد ثقة، يوجد عمل مشترك وتوجد نتائج. المشكلة هي أن في الجانب المصري لا ينقلون طبيعة هذه العلاقات الطيبة الى المستوى المدني ايضا. ليس لدينا حتى مبنى سفارة في القاهرة، وهذا لا يزعج المصريين. بل العكس. فهم يتدبرون أمرهم على نحو ممتاز في هذا الوضع: لا يرون عندهم بصمات اسرائيليين والسلام يكنس تحت البساط».
مشعل تحت الرقابة
مبعوثان من إمارة قطر هبطا في الايام الاخيرة في القاهرة. الاول، في زيارة علنية، محمد بن عبدالعال، رئيس المكتب والمستشار الكبير لحاكم قطر الشيخ تميم، الذي دفعه القصر الملكي السعودي ليبشر السيسي بان القطريين يدخلون أخيرا في المصالحة وتطبيع العلاقات مع مصر، والتي دخلت في أزمة عميقة في ضوء دعم قطر للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي و «الاخوان المسلمين». والان، مع وصول عبد العال الى القاهرة، في استعراض للنية الطيبة، اغلق القطريون استديوهات قناة «الجزيرة مباشر مصر» في القاهرة والتي بثت على مدى أربع سنوات، 24 ساعة على مدار الساعة في اليوم، انتقادات لاذعة لنظام السيسي.
المبعوث الثاني، الذي تلف السرية بزيارته، هو رئيس المخابرات القطري، الذي وصل لاجمال صفقة المصالحة. ويتبين بان التفاصيل تتعلق باسرائيل ايضا: قطر تتعهد بوقف نقل التمويل غير المباشر الى حماس في غزة؛ قطر تلتزم بمواصلة طرد قيادة الاخوان المسلمين، 170 من زعماء المنظمة التي اخرجت عن القانون في مصر؛ كما أن قطر «تميل» (لا تلتزم حاليا) الى التقييد على خطى الأمين العام لحماس خالد مشعل ـ لن يطردوه من الامارة، لن يأخذوا منه جواز السفر المحلي، ولكن «سيتفق على أن يكون تحت الرقابة».
وتتقدم الاتصالات في هذه الاثناء ببطء، حيث لا تزال بضع عقبات تفصل بين الطرفين. فقد رفضت قطر بشدة طلب تسليم قادة الاخوان لمصر، اما السيسي، بشكه العميق في القطريين، فلا يسارع الى تحرير صحافيي «الجزيرة» الثلاثة الذين اعتقلوا بالضبط قبل سنة في استديو بث سري في فندق ماريوت على النيل. احدهم، محمد فهمي، يحمل جنسية كندية، يكتب كتابا عن ملابسات اعتقاله ويوجه اتهامات شديدة بالذات الى مسؤوليه، محرري النشرات، ممن حرفوا عن قصد التقارير من القاهرة، ضد السيسي. والد بيتر غريست، واحد من الثلاثة، ممن حكموا بالسجن لسبع سنوات، أعلن منذ الان من استراليا بانه «سعيد جيدا» من المصالحة القريبة مع قطر، «وأنا أصلي لأن يحرروا أبني من السجن الأسبوع المقبل».
وفي هذه الاثناء جمدت الخطط الكبرى لمستشاري الملك في الرياض، ولا يوجد موعد جديد للقمة الثلاثية التي تقررت للاسبوع القادم تحت مظلة سعودية. «ولكن 200 مليون دولار تعهدت قطر بنقلها بالتدريج الى خطط الاعمار في غزة لم تنطلق على الدرب، رغم الوعود»، كما تلاحظ برضى محافل أمنية رفيعة المستوى في اسرائيل. «بسبب النقص في السيولة النقدية توقفوا عن تفعيل محطة توليد الطاقة، واسرائيل هي التي توفر للغزيين الماء والكهرباء.
وحرصت اسرائيل على أن تنقل لمن ينبغي ان تنقل له الاشتباه الشديد في أن حتى مواد البناء التي تحصل عليها حماس في غزة بالرقابة، يحرصون على فرزها نحو اهداف غير مدنية».
من جهته، يصر السيسي على فتح معبر الحدود في رفح في احيان نادرة فقط وللحالات الانسانية فقط. ولا تنقل البضائع من مصر، والاسمنت يأتي من اسرائيل فقط. وسور الفصل امام غزة يعلو مرتفعا.
وتفيد آخر الانباء من الميدان بان مصر تفعل الان كل شيء، بالقوة ايضا، لقطع الارتباط ولرفع المسؤولية واعمار غزة عالق. من الضروري للسيسي اعادة بناء العلاقات مع الرئيس اوباما ومع الادارة في واشنطن. والامريكيون ايضا بدأوا يصحون من وهم طهران. «الادارة الامريكية توصلت من جديد الى الاستنتاج بان مصر هامة لها، وان استقرار الحكم في القاهرة هو موضوع يجب الحفاظ عليه، حتى لو لم يستطيبوا الطريقة غير الديمقراطية التي عزل فيها الرئيس السابق مرسي»، يقول الخبير الاسرائيلي الكبير. «نحن نشخص مؤشرات تدل على أن واشنطن قررت العودة الى النظام القديم في العالم العربي. ويركب الخبراء مرة اخرى قائمة دول المحور المعتدل: مصر في المكان الاول، السعودية، الاردن والمغرب.
«كل ظواهر منظمات الارهاب العنيفة مثل داعش وجبهة النصرة أدت بأجهزة الاستخبارات الامريكية الى الاستنتاج بانه ينبغي العمل مع الانظمة المستقرة. الامريكيون لا يحبون السعوديين، ولهذا فانهم يأخذون بالورقة المصرية. والان، بهدوء، بخطى سلحفاة، يتأقلمون. وقصة الغرام العابرة مع طهران آخذة في الخبو، وروسيا تبدو لمصر في ميل ضعف، والامريكيون يأخذون بما يعرفون وبما يجري بشكل مقبول على العقل الى هذا الحد أو ذاك».
من الطرف الاخر ايضا، كما يتبين، يجري خلف الكواليس جهد سياسي مكثف لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر. وقد هرع الملك عبدالله لمساعدة السيسي، وهو يجري حملات مكوكية بين القاهرة والبيت الابيض، «ولاسرائيل ايضا كان دور لا بأس به في رفع الوعي بشأن مركزية مصر»، كما يكشف المصدر الامني الكبير.
وحسب تلميح شديد الوضوح نقلته شخصية رفيعة المستوى في القاهرة لموازيها في اسرائيل، فان رئيس المخابرات التهامي ضحي به على مذبح تحسين العلاقات مع واشنطن. «توجد رغبة مصرية بادخال دم جديد والتخلي عن شخصيات تتماثل مع حكم مبارك»، يقول الخبير الاسرائيلي. كما أن وزير الخارجية السابق، نبيل فهمي، ارسل الى بيته، ليخلي مكانا للدبلوماسي الكبير سامح شكري، الذي قام بعمل مكثف في تلة الكابيتول.
المال لغزة؟ عبر رام الله فقط
ينشغل الرئيس السيسي الان بتجنيد الدول التي يمكنها ان تسمح لنفسها بالمشاركة في الاعمار الاقتصادي لمصر. فقد سافر هذا الاسبوع الى الكويت، والباب في قصور الرياض مفتوح على مصراعيه، وتوجد جهود لاثارة اهتمام الصين بالمشاريع، والمانيا ايضا. واذا ما نجح في التغلب على رواسب الماضي مع قطر، فان الامارة الاغنى في العالم يمكنها بسهولة أن تستثمر مئات مليارات الدولارات التي تتوق لها مصر.
بعيون اسرائيلية، فان المفتاح للتحول الدراماتيكي يوجد في جيب حاكم قطر الشاب، الشيخ تميم. «رغم الصورة التي اكتسبها لنفسه، فانه يتصرف الان باسلوب اكثر اعتدالا». ومن جهة اخرى بدأ الايرانيون يضغطون ويهددون قطر اذا ما اختارت الوقوف الى جانب السعوديين. وفهم الشيخ تميم بان عليه ان يخرج من العزلة وان ينضم الى المعسكر المتوازن».
وانطلاقا من محاولة كسر العزلة، فان القطريين يمدون اليد للدولة التي هي ايضا تعرب عن المعارضة. فقبل اسبوعين وقف الشيخ تميم على بساط أحمر مد في مدخل قصر الرئيس التركي اردوغان وأطلق عبارات التمجيد للتحالف الاستراتيجي بين قطر وأنقرة. «رغم ما يعتقد ويكتب، فان تركيا ليست هامة في العالم العربي»، يصر الخبير الاسرائيلي. «شيء لا يهم اردوغان حقا من تطيير بشار الاسد. كل ما تبقى، هو حماس واقوال فارغة. وحتى تدخلهم الحقيقي في غزة طفيف.
ويقدر هذا الخبير بان عملية انضمام قطر الى المعسكر المتزن، «توجد الان على نار هادئة. اذا ما نجحت، فانها ستعمل ايضا في صالح اسرائيل». وحسب الترتيب الجديد، فان التنقيط المالي الذي يصل مع ذلك «بدفعات» من قطر الى غزة، لا يمر الا عبر مكتب ابو مازن في رام الله. ومن هناك يحرصون على أن يستغلوا بتهكم التبرعات بداية لتغطية الرواتب لموظفي حكومة فتح في غزة. «تحت حكم حماس وان كانوا عاطلين عن العمل منذ اشهر طويلة، الا انه يوجد على الاقل من يحرص لهم على الرواتب».
هل يوجد تخوف من أن يعمل التقارب بين القاهرة والدوحة كالسهم المرتد ضد اسرائيل اسرائيل؟ «مصر السيسي لن تغير نهجها الحازم من الاخوان المسلمين وموقفها السلبي من حماس»، يقدر المصدر الاسرائيلي الكبير. ويروي دبلوماسي غربي بان أجهزة المخابرات المصرية لها مكتب في غزة للتبليغ عن خطوات شاذة. «كما أنهم يحرصون، من خلال العلاقة الطيبة مع ابو مازن، على أن تنقل أموال التبرعات من قطر والاتحاد الاوروبي الى غزة فقط عبر غلاف الدفعات الذي يفترض محطة انتقالية اولى في رام الله ومحطة ثانية في اسرائيل. هذا لا يمنع مساعدة ايران للجهاد الاسلامي، ولكن على الاقل صعب عليهم نقل السلاح والوسائل القتالية الى غزة عبر انفاق سيناء، التي اغلقت».
اول أمس، في مقابلة مع صحيفة «الاهرام» كشف السيسي عن أن قوات الجيش المصري تخوض في الاسابيع الاخيرة الثلاثة «ام كل العمليات» في سيناء ضد منظمات الارهاب المحلية والتنظيمات التي ترفع الاعلام السوداء لداعش. «وهم يعملون بقوة على الحملة لابادة اعشاش الارهاب ولا سيما على محور شمال سيناء بين العريش ورفح»، كما يكشف المصدر الاسرائيلي الكبير. «محادثونا طلبوا وحصلوا على الاذن لادخال قوات عسكرية وسلاح كثير الى هذه المنطقة».
كما ان السيسي حدد لنفسه تاريخ موعد: لانهاء «تطهير» سيناء من الارهاب حتى 15 آذار. ولعلنا نعرف في حينه اذا كانت المصالحة مع قطر صعدت الى المسارات الصحيحة، وماذا سيكون مصير قيادة حماس في غزة المخنوقة وفي الدوحة، اذا ما انتظم النظام الجديد «للعالم العربي المعتدل» كقوة في مواجهة الارهاب الاسلامي، وأين توجد ادارة اوباما في صورة النظام العربي الجديد الذي سينتظر الحكومة الجديدة التي ستقوم في القدس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس