(اجتماع عمان... ردود)

في هـــذا الملف

بدء اجتماع اللجنة الرباعية الدولية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في عمان

الرئيس عباس يعتبراجتماع عمان تنشيطا لعملية السلام وجودة يعتبر الاجتماع إيجابيا

عريقات: اجتماع اللجنة الرباعية يهدف لإعادة عملية السلام لمسارها الصحيح

اجتماعات الرباعية في عمان: اتفاق على استمرار اللقاءات

مسؤول فلسطيني: اجتماع عمان لم يحمل جديدا واتفاق على اجتماع ثان الجمعة

ردود فعل دولية مرحبة بلقاء عمان

إسرائيل تخفض سقف توقعاتها من اجتماعات الأردن وعباس يلوّح بإجراءات ربما تكون صعبة بعد 26 الجاري

تقرير: اجتماعات عمّان: إيجابيّة بلا نتيجة

"حماس": الاجتماع بين السلطة الفلسطينية واسرائيل يعتبر مضيعة للوقت

فصائل فلسطينية تعتبر اللقاء خطأ سياسياً فادحاً

مقال: الرباعية الدولية غطاء مستمر للاستيطان

بدء اجتماع اللجنة الرباعية الدولية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في عمان

المصدر: بوابة الاهرام

بدأ في مقر وزارة الخارجية الأردنية مساء امس الثلاثاء اجتماع اللجنة الرباعية الدولية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، وذلك بهدف استكشاف فرص إعادة الجانبين إلى المفاوضات المباشرة.

وتعقد الاجتماعات، والتي تأتي برعاية وجهود أردنية، بمشاركة رئيس دائرة شئون المفاوضات الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ومساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق مولخو ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير وممثلين عن أعضاء اللجنة، التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة إلى جانب وزير الخارجية الأردني ناصر جودة.

الرئيس عباس يعتبراجتماع عمان تنشيطا لعملية السلام وجودة يعتبر الاجتماع إيجابيا

المصدر: راديو سوا

قال السيد الرئيس إن اجتماع المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين في عمان يهدف إلى تنشيط عملية السلام واضاف قائلا " إن الفلسطينيين سيعودون إلى المفاوضات في حال التزمت إسرائيل بمرجعيات عملية السلام وأوقفت الاستيطان".

وكان المفاوضان الفلسطينيان صائب عريقات ومحمد اشتيه والمفاوض الإسرائيلي إسحاق مولخو قد عقدوا الثلاثاء اجتماعا في وزارة الخارجية في عمان بحضور ممثلي اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط ووزير الخارجية الأردنية.

وقد اكد مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات التي جرت في عمان الثلاثاء بين المسؤوليَن، الفلسطيني صائب عريقات والاسرائيلي اسحق مولخو، ان هذا الاجتماع "لم يحمل اي جديد" لان الوفد الاسرائيلي لم يقدم اي جديد، مشيرا الى ان الجانبين اتفقا على عقد لقاء آخر في العاصمة الاردنية.

عودة للاجتماع يوم الجمعة

وقال هذا المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم ذكر إسمه، أنه تمّ الاتفاق على أن يعقد إجتماع آخر الجمعه المقبل في عمّان بحضور ممثلين عن اللجنة الرباعية الدولية وبرعاية اردنية.

وشدد هذا المصدر على ان هدف الاجتماع الذي تمّ في عمان وأي اجتماعات اخرى هو استكشاف امكانية استئناف المفاوضات على اساس وقف الاستيطان ومرجعية حدود العام 1967 كأساس للتفاوض والافراج عن الاسرى.

التزام من كافة الاطراف

وقد وصف وزير الخارجية الأردنية ناصر جودة في مؤتمر صحافي محادثات الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، التي تعد الاولى من نوعها منذ أشهر، والأجواء التي خيمت على اللقاء بالإيجابية مشيرا إلى أن جميع الأطراف اتفقت على مواصلة انعقاد الاجتماعات في الأردن.

وأضاف جودة " ثمة التزام من الجميع بأن حل الدولتين هو الحل الذي ننشده جميعا بحيث تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل ونخرج من إطار الصراع العربي الإسرائيلي بمفهومه الأوسع".

وأكد جودة التزام جميع الأطراف ببيان اللجنة الرباعية الدولية الذي صدر في شهر سبتمبر/أيلول الماضي والذي يؤكد التوصل إلى حل نهائي بحلول نهاية عام 2012.

واستطرد قائلا "إننا لا نريد أن نرفع من سقف التوقعات، وبنفس الوقت لا نريد أن نقلل من أهمية هذه المحطة الرئيسية اليوم في عقد هذه الاجتماعات".

واشنطن تأمل في تحقيق السلام

هذا وتنتظر الولايات المتحدة أن يؤدي الاجتماع الفلسطيني الإسرائيلي في عمان بحضور اللجنة الرباعية إلى إحياء المفاوضات المباشرة وصولاً إلى السلام.

من جانبها أكدت وزارة الخارجية الأميركية اعتقادها أن التركيز على الحدود والأمن من شأنه حل قضية الاستيطان.

وقد وافانا سمير نادر مراسل "راديو سوا" في واشنطن بتقرير حول هذا الموضوع قال فيه ان وزارة الخارجية الأميركية علقت أهمية خاصة على الاجتماع المباشر الذي عقده مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون مع موفدي اللجنة الرباعية الدولية في عمان الثلاثاء بدعوة من وزير الخارجية الأردنية ناصر جودة وذلك لأنها المرة الأولى الذي يلتقي فيها ممثلون عن الجانبين وجها لوجه منذ تعثر عملية السلام في سبتمبر/أيلول عام 2010.

تشجيع الطرفين لتقديم اقتراحات ملموسة

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند "إننا نسعى لجمع الطرفين وجها لوجه ونشجعهم على تقديم اقتراحات ملموسة لبعضهما البعض.

وذكرت نولاند أن الاجتماع في عمان هو لتقييم مدى تعاون الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني مع الاقتراحات التي قدمتها الرباعية الدولية في سبتمبر/أيلول الماضي في نيويورك والتي طلبت فيها من كل طرف تقديم رؤيته لحل مسألتي الحدود والأمن في مهلة تنتهي في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

وتعتبر الولايات المتحدة أن حل قضية الحدود بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيؤدي إلى حل مشكلة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية".

اشتون تحث على مواصلة جهود السلام

وقد حثت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اسرائيل والفلسطينيين على مواصلة جهودهم للسلام بعد اجتماعهم الثلاثاء في عمان الذي قال عنه وزير الخارجية الاردنية ناصر جوده إنه كان واعدا.

واكدت اشتون في بيان اصدرته مساء الثلاثاء ان الاتحاد لا يزال ملتزما بالكامل كل ما يمكن ان يسهم في حل النزاع.

دعم التوجه الى مجلس الامن

في هذا الوقت، أكد مجلس الوزراء الفلسطيني دعمه لقرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، ودعوة مجلس الجامعة العربية للانعقاد، لمواجهة اتساع الحملة الاستيطانية في الضفة الغربية وخصوصاً في القدس، وكذلك الإعداد لدعوة الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة للتحقيق في انتهاكات اسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني وللقانون الدولي.

واستنكر المجلس قرار بلدية القدس بناء 130 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة جيلو، وإعلان عشرات الدونمات في أراضي بلدة الخضر في بيت لحم كمناطق عسكرية مغلقة من أجل استكمال بناء الجدار الفاصل.

عريقات: اجتماع اللجنة الرباعية يهدف لإعادة عملية السلام لمسارها الصحيح

المصدر: اليوم السابع

قال صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن اجتماع اللجنة الرباعية الدولية، فى عمان بحضور الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، يهدف إلى إعادة عملية السلام لمسارها الصحيح، فيما وصفت حركة حماس اللقاء المقرر بأنه "مضيعة للوقت".

وشدد عريقات، فى تصريحات لراديو فلسطين على أن إسرائيل يجب أن تستجيب لجهود الأردن وإعلان الرباعية الدولية الأخير بوقف الاستيطان والاعتراف بحدود عام 67 حدودا للدولة الفلسطينية.

وأكد عريقات أن اللقاء الذى سيجمعه مع إسحاق مولخو، مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلى، سيحضره أطراف الرباعية الدولية، ووزير الخارجية الأردنية ناصر جودة.

اجتماعات الرباعية في عمان: اتفاق على استمرار اللقاءات

المصدر: الحياة اللندنية

أعلن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في ختام اللقاء الاستكشافي بين ممثلي اللجنة الرباعية الدولية والسلطة الفلسطينية وإسرائيل الذي انتهت جولته الاولى مساء امس، أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وافقا على مبدأ حل الدولتين والاقتراحات التي تضمنها بيان «الرباعية» في أيلول (سبتمبر) الماضي، مضيفاً ان الأطراف اتفقت على استمرار اللقاءات في عمان من دون الإعلان عنها مسبقاً، وان لا يتحدث عن الموضوع سوى الأردن كبلد مضيف، وان تكون التصريحات محصورة به.

ورفض جودة رفع سقف التوقعات من الاجتماع، لكنه طلب عدم التقليل من اهميته، وقال في مؤتمر صحافي عقب اللقاء إن «الاجواء كانت ايجابية، والحديث كان مباشراً بين الطرفين». واكد ان الطرف الفلسطيني سلّم الطرف الإسرائيلي تصوره مكتوباً في شأن الأمن والحدود، وأن الجانب الاسرائيلي وعد بالرد عليه خلال الايام او الاسابيع المقبلة، ووعد بأن يتقدم بتصور مقابل.

وكان جودة استقبل ممثلي «الرباعية» عصر امس، قبل ان ينضم اليهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والمفاوض الإسرائيلي اسحق مولخو، كما عقدت لقاءات ثنائية فلسطينية - اسرائيلية بحضور وزير الخارجية الاردني.

وتحاول الديبلوماسية الاردنية، بغياب جهد اميركي واضح، التوصل الى ارضية مشتركة لاستئناف المفاوضات المباشرة الرامية الى انجاز اتفاق سلام فلسطيني - اسرائيلي يجسد حل الدولتين ويعالج قضايا الحل النهائي كافة بحلول الموعد الذي حدده بيان «الرباعية» بنهاية عام 2012 ووفقاً للمبادىء التي تضمنها هذا البيان وبيانات اللجنة الدولية بما تتضمنه من مرجعيات.

من جانبه، أعرب الرئيس محمود عباس عن أمله في نجاح الجهود الأردنية في دفع العملية السلمية قدماً، مجدداً التأكيد على المطالب الفلسطينية «المعروفة للجميع وتحديداً تجميد الاستيطان»، مشيراً إلى أنه «في حال وافقت الحكومة الإسرائيلية على تجميد الاستيطان، فنحن جاهزون للعودة فوراً للمفاوضات».

وأوضح عباس أن «الاجتماع بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وبحضور اللجنة الرباعية، جاء بمبادرة كريمة من الإخوة الأشقاء في الأردن من أجل دفع العملية السلمية وتقريب وجهات النظر».

وأضاف للصحافيين عقب افتتاحه مركز الأبحاث والدراسات القضائية في مدينة البيرة في الضفة الغربية امس أن نتائج هذا الاجتماع ستظهر اليوم أو خلال اليومين المقبلين من أجل وضع الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات، وهذا سيكون شيئاً جيداً، ونأمل في أن ينجح الجهد الأردني في هذا المجال».

مسؤول فلسطيني: اجتماع عمان لم يحمل جديدا واتفاق على اجتماع ثان الجمعة

المصدر: معا

نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات التي جرت في عمان بين المسؤولَيْن الفلسطيني صائب عريقات والإسرائيلي اسحق مولخو، بحضور اردني وجميع اطراف اللجنة الرباعية، قوله إن هذا الاجتماع "لم يحمل أي جديد، لان الوفد الإسرائيلي لم يقدم أي جديد خلال الاجتماع".

وأشار إلى أنه "تم الاتفاق على أن يعقد اجتماع آخر (بعد غد) الجمعة في عمان بحضور الرباعية وبرعاية أردنية، حيث أن الاردن بذل جهوداً جبارة من أجل إنجاح جهود إعادة استئناف المفاوضات والعملية السلمية".

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "الوفد الفلسطيني أعاد تقديم الموقف الفلسطيني من استئناف المفاوضات على الرغم من أنه كان قدم خلال اجتماعاته السابقة مع الرباعية رؤيته حول موضوعي الامن والحدود استناداً للشرعية الدولية، لكن إسرائيل حتى الآن لم تقدم اي رؤية او اقتراحات للحل"، مشدداً على أن "الاجتماع الذي تم (بالأمس) وأي اجتماعات أخرى هدفها استكشاف إمكانية استئناف المفاوضات على أساس وقف الاستيطان ومرجعية حدود عام 1967 للمفاوضات والافراج عن الاسرى كشرط لاستئناف أي مفاوضات".

وأضاف أن "وفدنا أبلغ الأطراف التي حضرت الاجتماع، أنه في حال وافقت إسرائيل على وقف الاستيطان والاعتراف بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات، فإن القيادة الفلسطينية مستعدة لاستئناف المفاوضات".

وأكد أن "القيادة الفلسطينية لا تعارض عقد اجتماعات أخرى مع الرباعية وبوجود الطرف الاسرائيلي، لانها ليست ضد المفاوضات، لكنها لن تقبل باستمرار سياسة إضاعة الوقت التي تتبعها إسرائيل من دون أي تقدم في استئناف المفاوضات على الأسس التي دعت اليها الرباعية، وهي أن ينفذ كل طرف الالتزامات الواجب عليه تنفيذها وهو ما تواصل إسرائيل المماطلة في تنفيذه حتى الآن".

ردود فعل دولية مرحبة بلقاء عمان

المصدر: معا

حضت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون إسرائيل والفلسطينيين على مواصلة جهودهم للسلام بعد مفاوضاتهم، وقالت في بيان "اشجع إسرائيل والفلسطينيين على تدعيم هذا اللقاء الاول الواعد (في الاردن) ومواصلة البحث عن سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الاوسط"، وشكرت السلطات الاردنية لتسهيلها عقد هذا اللقاء، ومؤكدة أن الاتحاد الاوروبي "لا يزال ملتزماً بالكامل في كل ما يمكن أن يسهم في حل النزاع".

من ناحيته أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالإجتماع الذي عُقد في عمان اليوم بين المسؤولين الفلسطيني صائب عريقات والإسرائيلي إسحق مولخو.

وفي هذا السياق، قال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان كي مون إن "الأمين العام يحث الطرفين على البناء على أسس هذا الاجتماع وعلى المضي في العمل لإقامة دينامية توصل الى سلام دائم".

إسرائيل تخفض سقف توقعاتها من اجتماعات الأردن وعباس يلوّح بإجراءات ربما تكون صعبة بعد 26 الجاري

المصدر: الحياة اللندنية

خفضت إسرائيل من سقف توقعاتها من الاجتماع بين مبعوثها الخاص إسحق مولخو ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات في عمان مساء أمس، واعتبرته مجرد لقاء لاستكشاف المواقف ودرس إمكانات استئناف المفاوضات المباشرة، في وقت أعلن الرئيس محمود عباس أن القيادة الفلسطينية ستتخذ إجراءات جديدة في حال عدم نجاح المبادرة الاردنية الرامية الى استئناف المفاوضات، مجدداً تأكيده المطالب الفلسطينية لاستئناف المفاوضات المتمثلة في وقف الاستيطان وقبول مبدأ حل الدولتين على أساس حدود عام 1967.

واستضافت وزارة الخارجية الاردنية امس الاجتماع الذي بين وزير الخارجية ناصر جودة ومبعوثي اللجنة الرباعية الدولية وممثلها توني بلير، قبل ان ينضم الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي الى اللقاء. كما افاد الناطق باسم وزارة الخارجية الاردنية محمد الكايد ان اجتماعاً منفصلاً سيعقد بين عريقات ومولخو.

وقبل الاجتماع، قال عباس في كلمة افتتح بها مركز الدراسات القضائية في رام الله، إن المبادرة الاردنية التي وصفها بـ «المبادرة الكريمة» تهدف الى «وضع الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات»، مضيفاً: «اذا نجحت هذه المبادرة نعود الى المفاوضات، لكن اذا لم تنجح لدينا تاريخ 26 من الشهر الجاري الذي سنتخذ بعده إجراءات جديدة ربما تكون قاسية».

وأوضح ان الارضية المطلوبة لاستئناف المفاوضات تتمثل في «وقف الاستيطان وقبول مبدأ حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967»، متسائلاً: «كل ما نريده هو دولة مستقلة على حدود عام 1967 مع تبادل أراض بسيط بالنسبة والنوعية نفسها من الاراضي، واذا لم تقبل إسرائيل ذلك، فعلى ماذا نتحاور». وتابع: «المطلب الفلسطيني هو أن توقف إسرائيل الاستيطان حتى نستطيع أن نتحدث عن موضوع الاستيطان».

ورفض عباس الإفصاح عن الخيارات الفلسطينية بعد 26 الجاري الذي يمثل نهاية ثلاثة اشهر منحتها «الرباعية» للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لتقديم رؤيتيهما للحل في ملفي الحدود والامن للبحث عن أساس لاستئناف المفاوضات. وكان الجانب الفلسطيني قدم رؤيته للحل في هذين الملفين مكتوبة الى «الرباعية»، لكن الجانب الاسرائيلي امتنع عن ذلك بحجة أن الأمر يتطلب جلوس الطرفين الى الطاولة للتفاوض على الحل. وقال عباس إن القيادة الفلسطينية ستجلس لتقرر الخطوات المقبلة بعد انتهاء مهلة الأشهر الثلاثة التي توقع ان تنتهي من دون تغيير حقيقي في موقف الحكومة الإسرائيلية يمكن الجانبين من العودة الى المفاوضات.

وشكلت القيادة الفلسطينية في اجتماعها الأخير السبت الماضي لجنة مشتركة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وحركة «فتح» لوضع الخيارات الفلسطينية الممكنة للمرحلة المقبلة.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن الخيارات الجاري بحثها تتناول القيام بحملة سياسية دولية ضد الاحتلال الاسرائيلي، بما يشمل اللجوء الى محكمة الجنايات الدولية والى مجلس الامن للمطالبة بوقف الاستيطان ووقف اعتداءات المستوطنين ومحاكمة قادة الجيش الاسرائيلي على جرائم ارتكبها ضد الفلسطينيين، اضافة الى متابعة الطلب الفلسطيني للحصول على اعتراف المنظمة الدولية بفلسطين دولة على حدود عام 1967. وقال عباس: «بعد 26 الجاري هناك فراغ، ونحن لا نستطيع ان نعيش في الفراغ». وأضاف: «السلطة لم تعد سلطة حقيقية، والسؤال هو كيف نحولها الى سلطة قابلة للتحول الى دولة مستقلة».

وكان عباس اجتمع في مقر الرئاسة في رام الله مساء الاثنين مع المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط ديفيد هيل. وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «انه جرى الحديث عن لقاء عمان»، وان عباس «اكد التزامه عملية سلام جادة تقوم على اسس واضحة ووقف كامل للاستيطان وفق بيان الرباعية الاخير».

وعلى الجانب الاسرائيلي، أفادت «هآرتس» ان اجتماع عمان عقد مع «صفر من التوقعات وريبة كبيرة من الجانبين». ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الاجتماع عقد تلبية لدعوة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «الذي يخشى تبعات استمرار الجمود السياسي، واحتمال اندلاع أعمال عنف (بين إسرائيل والفلسطينيين) تهدد الاستقرار في المملكة».

واتفق المراقبون في إسرائيل على أن الجانبين وافقا على الاجتماع في عمان لتفادي قيام الأسرة الدولية بتحميلهما مسؤولية إفشال الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وصف اللقاء في عمان بأنه «مفاوضات على استئناف المفاوضات»، مضيفاً في حديثه للجنة الخارجية والأمن إنه «من الأهمية بمكان، في حال عدم التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، أن يدرك جيراننا وأصدقاؤنا في العالم والجمهور الإسرائيلي أيضاً أن الحكومة الإسرائيلية قامت بكل الخطوات المستوجبة والممكنة من أجل التوصل إلى تسوية». وتابع أن استمرار الهدوء الأمني (في الأراضي الفلسطينية المحتلة) والمعركة التي تخوضها إسرائيل ضد عزلها دولياً يستوجبان استمرار العملية السياسية».

وكانت أوساط سياسية إسرائيلية تحدثت في الفترة الأخيرة عن أهمية إجراء لقاءات مع الفلسطينيين للحيلولة دون تدخل «الرباعية» من خلال إطلاقها خطة جديدة لاستئناف المفاوضات. وتوقعت هذه الأوساط أن تكثف اللجنة، بطلب من الاتحاد الأوروبي، جهودها لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة، خصوصاً على خلفية تراجع التدخل الأميركي مع بدء المعركة للانتخابات الرئاسية الأميركية.

وعبرت جماعة «الاخوان المسلمين» في الاردن عن رفضها «مثل هذا الاحتضان الذي لا نظن أنه في سياق موقف عربي ولا حتى موقف وطني أردني». وقالت في بيان: «تلقينا باستهجان بالغ أخبار الاجتماع الذي سيجرى في الأردن بين العدو الصهيوني والسلطة الفلسطينية على اثر التهديدات الموهومة بالخيارات المفتوحة اذا لم تستأنف المفاوضات». وتساءلت: «لم تقل لنا الجهات السياسية الأردنية ما هو ثمن هذا الاحتضان في هذا التوقيت»، معتبرة ان الحكومة الاردنية «مطالبة بتوضيح موقفها تفصيلاً في شأن هذا الاحتضان، وهل الحكومة هي التي تدير هذا الملف أم أنها مستبعدة كشأن كل الحكومات التي تعاطت معه سابقاً».

وقال محللون سياسيون في عمان ان استضافة الاردن الاجتماع سيسمح بتحسين مكانته على الساحة الدولية من خلال لعب الدور الذي كان تلعبه مصر ابان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. ورأوا ان هذا اللقاء العلني الاول منذ 16 شهراًَ بين مفاوضين فلسطينيين واسرائيليين، سيؤكد ان المملكة قادرة على أخذ الشعلة من مصر، وان تطبيعاً محتملاً مع حركة «حماس» لن يغير من اعترافها بالسلطة الفلسطينية والتزامها عملية السلام وبأنها لن تقدم تنازلات في علاقتها مع اسرائيل في اطار عملية الاصلاح.

تقرير: اجتماعات عمّان: إيجابيّة بلا نتيجة

المصدر: ج. الاخبار اللبنانية

كل ما أنجزه اللقاء الفلسطيني ـ الإسرائيلي في عمّان، أمس، كان جمع الطرفين وجهاً لوجه، من دون إحداث أي اختراق في عملية «التسوية»، فيما تستعدّ السلطة الفلسطينية لمعركتها الدبلوماسية في المحافل الدولية

مثلما كان متوقعاً، انتهى اللقاء الفلسطيني ـ الإسرائيلي بحضور أعضاء «اللجنة الرباعية الدولية» لعملية السلام في الشرق الأوسط، وبرعاية الأردن في عمان، أمس، من دون أي اختراق يذكر في جدار المفاوضات المتوقفة منذ نحو 16 شهراً، لكنها أبقت الاجتماعات «السرية والعلنية» في آن مفتوحة؛ وفي ظل هذه الأجواء، يتهيأ الطرف الفلسطيني لبدء معركة دبلوماسية شرسة ضدّ إسرائيل، في حال فشل المفاوضات، وفقاً للتهديدات التي أطلقها الرئيس محمود عباس بالتزامن مع اجتماعات عمان. وقال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إنّ المحادثات عقدت في ظل «أجواء إيجابية»، مع اعترافه بأنه لم تسجل أي اختراقات في «القضايا الرئيسية» (الحدود والأمن والدولة)، قبل أن يوضح أن «أهم شيء كان لقاء الجانبين وجهاً إلى وجه».

وتابع جودة «لا نريد أن نرفع من سقف التوقعات أو التقليل من أهمية عقد مثل هذه اللقاءات، لكن الحديث والأجواء كلها كانت ايجابية خلال اجتماع اليوم» (أمس). ولفت إلى أنّ «هذا الاجتماع هو جهد دبلوماسي لكسر الجمود في عملية السلام... وجهد استكشافي وصولاً الى مفاوضات مباشرة بين الطرفين». كذلك أوضح أنه جرى الاتفاق «على أن تستمر هذه اللقاءات على أن يكون مكان انعقادها هنا في الاردن، كما اتفقنا على ألا يعلن عن هذه الاجتماعات مسبقاً إلا من خلال البلد المضيف وهو الاردن، والتصريحات حول ذلك ستكون من قبلي شخصياً. ستكون هناك سلسلة اجتماعات قد تسمعون عنها أو قد لا تسمعون».

وفي السياق، أكد جودة أنه «ستكون هناك لقاءات خلال الشهر المقبل، والحديث بدأ فعلياً اليوم ونحن نريد أن نهيئ الأرضية لاستمرار مثل هذه اللقاءات، والجمود المستمر في عملية السلام من شأنه أن يؤثر على مصالح الدول ومن ضمنها الدولة الاردنية». وأوضح أن «هناك قضايا معقدة وشائكة عالقة وصراعاً طويل الأمد، لذلك فإنّ ذلك لن يحل في يوم أو يومين».

واستدرك وزير الخارجية الأردني بالتحذير من أن «غياب المفاوضات والسلام من شأنه ان يؤثر على الامن والسلم العالميين»، لأنه في حينها «العالم يخسر والمنطقة تخسر اذا لم تكن هناك مفاوضات جادة بين الطرفين تعالج كل القضايا العالقة».

بدوره، كشف دبلوماسي حضر الاجتماع المذكور أن اللقاء «كان جلسة عصف أفكار بحيث أبدى كلا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تصميمهما على استئناف المفاوضات». وفي وقت سابق، قال مسؤول أردني فضل عدم الكشف عن هويته، إن «صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، وإسحاق مولخو، مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باشرا مباحثاتهما الثنائية في مبنى وزارة الخارجية في عمان بحضور وزير الخارجية ناصر جودة»، علماً أن عريقات ومولخو «حضرا قبيل ذلك لقاءً موسعاً ضم ممثلين عن اللجنة الرباعية ومبعوثها طوني بلير ووزير الخارجية الأردني».

إسرائيلياً، رأى مصدر رفيع المستوى في تل أبيب أن الفلسطينيين «لا يريدون في الحقيقة إجراء مفاوضات، وخاصة أنهم وافقوا على اللقاء لأنهم لا يريدون أن يقولوا لا للملك عبد الله الاردني»، فضلاً عن أنهم «يهدفون من وراء هذا اللقاء الى تخفيف الضغوط الدولية عنهم».

وبموازاة اجتماعات عمان، لوّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عقب افتتاحه «مركز الأبحاث والدراسات القضائية» في مدينة البيرة، باللجوء إلى «أساليب أخرى» واتخاذ اجراءات تصعيدية في حال فشل المفاوضات، مؤكّداً في الوقت نفسه استعداد الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات شرط قبول دولة الاحتلال بالمرجعيات المحددة لعملية السلام ووقف الاستيطان. وقال عباس إن «الطلب الفلسطيني معروف، وهو أن يقبل الإسرائيليون بالمرجعيات المحددة لعملية السلام وأن يوقفوا الاستيطان، وإذا حصل هذا فنحن مستعدون للعودة إلى المفاوضات».

وأعرب عن أمله بنجاح المساعي الأردنية للعودة إلى المفاوضات، وعلق على الاجتماع الذي عقد أمس في الأردن بين مولخو وعريقات بحضور اللجنة الرباعية للسلام بالقول إنه «جاء بمبادرة كريمة من الإخوة الأشقاء في الأردن من أجل دفع العملية السلمية إلى الأمام وتقريب وجهات النظر». وتابع «إن شاء الله، ستظهر نتائج هذا الاجتماع اليوم أو خلال اليومين المقبلين من أجل وضع الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات، وهذا سيكون شيئاً جيداً، ونأمل أن ينجح الجهد الأردني في هذا المجال».

في المقابل، حذّر عباس من أنه «إذا لم توافق إسرائيل على المطالب الفلسطينية قبل 26 من الشهر الجاري، يكون قد انتهى الوقت، ولدينا إجراءات أخرى يمكن أن نتخذها لا يمكن الإفصاح عنها الآن لأنها لم تستكمل بعد، وربما تكون صعبة». وأوضح أن «هذه الخيارات ستقررها القيادة الفلسطينية بعد دراستها لترى ماذا يمكن عمله بعد 26 من الشهر الجاري، وهو تاريخ انتهاء الأشهر الثلاثة التي حددتها الرباعية، وبعدها سيكون هناك فراغ، ونحن لا يمكن أن نبقى نعيش في فراغ».

في غضون ذلك، عبرت جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن عن رفضها «لمثل هذا الاحتضان لمفاوضات إسرائيلية ــ فلسطينينية الذي لا نظن أنه في سياق موقف عربي ولا حتى موقف وطني أردني». وقالت الجماعة، في بيان، «تلقينا

باستهجان بالغ أخبار الاجتماع الذي سيعقد في الأردن بين العدو الصهيوني والسلطة الفلسطينية على أثر التهديدات الموهومة بالخيارات المفتوحة اذا لم تستأنف المفاوضات».

بدورها، أبدت حركة «حماس» امتعاضها من عقد الاجتماع. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم إن «أي لقاءات بين السلطة وإسرائيل تعتبر منزلقاً خطيراً للسلطة، وستعطي شرعية للاحتلال لاستكمال مشروعه التهويدي والاستيطاني وسيكون على حساب الشعب الفلسطيني».

"حماس": الاجتماع بين السلطة الفلسطينية واسرائيل يعتبر مضيعة للوقت

المصدر: النشرة

انتقدت حركة "حماس" الاجتماع الذي عقد في العاصمة الاردنية عمان والذي شارك فيه ممثلون عن السلطة الفلسطينية واسرائيل وجاء في اطار جهود استئناف المفاوضات.

وذكر بيان صادر عن الناطق باسم الحركة فوزي برهوم ان "ما جرى من لقاءات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال بوجود ممثلين عن الرباعية الدولية عبارة عن مهزلة ومضيعة للوقت"، مؤكدا ان "هذا الاجتماع يتناقض مع كل آمال وطموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني الرافضة لكل حالات التفاوض مع الاحتلال".

ولفت الى ان "ما نتج عن هذه اللقاءات هو عبارة عن تمنيات وتوقعات لا نعلق عليها مطلقا اية آمال لدعم الحق الفلسطيني وهي عبارة عن عودة لتسويق الوهن لشعبنا"، معتبرا ما "جرى ينطوي على تضليل للرأي العام العالمي"، مضيفا أن "المطلوب من السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" تحديدا وقف هذه اللقاءات فورا"، مؤكدا ان "هذه اللقاءات فرصة للعدو الاسرائيلي لاستكمال مشاريع التهويد والاقتلاع والاستيطان".

فصائل فلسطينية تعتبر اللقاء خطأ سياسياً فادحاً

المصدر: ج. البيان الاماراتية

رفضت عدة فصائل فلسطينية اللقاء الثنائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية اللجنة الرباعية الدولية من اجل مناقشة ملفي الأمن والحدود في العاصمة الأردنية عمان.

واستهجن الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري استمرار اللقاءات السياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، معتبراً استمرار هذه اللقاءات هو إعادة إنتاج لسياسة الفشل من خلال هذه اللقاءات العقيمة، وفق تعبيره.

ودعا أبوزهري السلطة الفلسطينية إلى مقاطعة اللقاء باعتبار أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من عقده وأنه سيستغله للخروج من أزمته وإعادة تلميع صورته في ظل الربيع العربي والتفاعل الأممي ضد الجرائم الإسرائيلية.

بدورها اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان عقد لقاءات مباشرة مع دولة الاحتلال بعد إعادة ملف الصراع إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها، ينطوي على خطأ سياسي فادح يعيد الساحة الفلسطينية إلى دوائر المراوحة والانتظار، ويشجع الاحتلال على سياسته وممارساته التي تطال البشر والشجر والحجر والمقدسات، وعلى تهرب الاطراف المعنية العربية والإسلامية والدولية من القيام بواجباتها ومسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية، ورأت الجبهة أن الاحتلال ومعه الرباعية الدولية هم المستفيدون من لقاء عمان وهو في الحقيقة لقاء تفاوضي يستنزف الرصيد الوطني الفلسطيني ويعيد الساحة إلى دوائر الأوهام.

في الاثناء أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن استمرار اللقاءات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية غير مجد على الإطلاق. وعن تأثير مثل هذه اللقاءات على المصالحة الفلسطينية قال مزهر: «بالتأكيد كل فلسطيني مشدود لتنفيذ المصالحة وهناك احتلال وإدارة أميركية تسعى لوضع عراقيل أمام المصالحة الفلسطينية، مشددا على ضرورة عدم الاستجابة لتلك اللقاءات وإعطاء الاولوية لاستعادة الوحدة الوطنية وطي صفحة الانقسام حتى يتمكن شعبنا من مواجهة المخاطر والتهديدات الاسرائيلية المتواصلة بحقه وبحق المشروع الوطني».

من جانبها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي اجتماع عمان بأنه مضيعة للوقت ويعطي فرصة جديدة للاحتلال من أجل فرض وقائع احتلالية على حساب الشعب الفلسطيني. وقال القيادي في الحركة خضر حبيب: إن «إسرائيل لا تريد صناعة سلام حقيقي مع الفلسطينيين، وتستغل هذه المفاوضات والاجتماعات لفرض المزيد من مشروعها التهويدي والاستيطاني في الأراضي الفلسطينية».

فيما حذر نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبدالكريم من أن يكون اللقاء محاولة لتمييع الموقف الفلسطيني الثابت وإعفاء إسرائيل من مسؤولياتها تجاه عملية التسوية. وقال عبدالكريم إن «على اللجنة الرباعية الدولية اتخاذ موقف جدي وملموس لحمل إسرائيل على تنفيذ الالتزامات المترتبة عليها كما جاء في بيان الرباعية الصادر في سبتمبر الماضي».

ويرى مراقبون أن هذا اللقاء يشكل تراجعا في الموقف الفلسطيني الرافض للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل في ظل الهجمة الاستيطانية الشرسة على مدينة القدس، وهو يهدف إلى إجهاض اتفاق المصالحة الفلسطينية على الرغم من انه لم يتحقق منه شيء على الأرض.

مقال: الرباعية الدولية غطاء مستمر للاستيطان

بقلم: عليان عليان عن السبيل الاردنية

عادت اللجنة الرباعية الدولية للانعقاد مجدداً، وفي عمان هذه المرة بعد سلسلة زيارات مكوكية قام بها ممثلو هذه اللجنة، وممثل الإدارة الأميركية ديفيد هيل لكل من رام الله والكيان الصهيوني بغية إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات المباشرة، حيث كان رد قيادة المنظمة في حينه هو التمسك بشرط رئيسي لاستئناف المفاوضات ممثلاً بوقف الاستيطان وقبول «إسرائيل» بمرجعية العودة لحدود 1967.

وفي جعبة الرباعية الدولية في اجتماع عمان، الذي بدأت أمس الثلاثاء خطتها التي طرحتها في أيلول الماضي، والتي تتحدث عن العودة للمفاوضات المباشرة، بدون شروط مسبقة بهدف التوصل إلى اتفاق في إطار زمني متفق عليه بين منظمة التحرير و»إسرائيل» لا يتجاوز نهاية عام 2012، على أن يتقدّم الجانبان بمقترحات حول الحدود والأمن خلال مهلة ثلاثة شهور، وتنتهي في السادس والعشرين من كانون ثاني 2012.

وفي جعبتها أيضا المبادرة الأوروبية التي نقلت إلى رئيس السلطة الفلسطينية عبر أطراف إقليمية، والتي لا تعدو كونها مجرد تظهير لخطة الرباعية الدولية، مع مطلب موجّه للجانب الفلسطيني بعدم التمترس عند شرط وقف الاستيطان، كون هذا الموضوع، حسب زعمها، سيحل في إطار مفاوضات الحدود والأمن في إطار خطة الرباعية الدولية.

والقاسم المشترك في خطة أيلول للرباعية الدولية والخطة الأوروبية هو تلبية مطلب «إسرائيل» والإدارة الأميركية، بعدم اشتراط وقف الاستيطان للعودة إلى المفاوضات، ومن ثم الهروب للأمام عبر الزعم بإنضاج الحلول لقضايا الحل النهائي المتعلقة بالقدس واللاجئين والحدود والمياه والأسرى، إلخ، قبل نهاية العام 2012.

وإذا كان الهدف السياسي من طرح مبادرة الرباعية الدولية في أيلول الماضي، هو ثني الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الاستمرار في مسعاه لنيل العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة فإنّ الهدف السياسي الراهن والماكر، الذي يقف وراء

تحرك اللجنة الرباعية الراهن هو تعطيل المصالحة الفلسطينية، والحيلولة دون إنجاز إستراتيجية فلسطينية مشتركة لكل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني.

وآلية تحقيق هذا الهدف الخبيث، تكمن في إدخال منظمة التحرير مجدداً في دوامة الوعود والعهود الأميركية الكاذبة، ودوامة الوعود والتواريخ التي يجاهر الإسرائيليون دائما بأنّها غير مقدسة، وفي سحب المنظمة مجدداً إلى دائرة المفاوضات المباشرة لخلق «دربكة» في الساحة الفلسطينية، تؤثّر بالسلب على مسار المصالحة وعلى مقتضيات ترتيب البيت الوطني الفلسطيني.

ويجب أن لا تغيب عن ذاكرتنا، أثناء رصدنا لهذا الهدف، الحملة الشعواء التي شنّتها الإدارة الأميركية، وحكومة العدو الصهيوني على المصالحة الفلسطينية، حين نطق الطرفان الأميركي والإسرائيلي بلسان واحد: «على أبو مازن أن يختار: إمّا السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع حماس».

فالإدارتان الأميركية والأوروبية اللتان عملتا ولا تزالان تعملان على احتواء مفاعيل الثورات العربية، وحصرها في حدود معينة بحيث لا تؤثّر على مصالحهما في المنطقة العربية، وعلى أمن الكيان الصهيوني، وتعملان بشكل منسق من خلال اللجنة الرباعية على تعطيل ملامح الربيع الفلسطيني القائم على إرساء أسس المصالحة وعلى إجراء مراجعة نقدية وجريئة لمسيرة المفاوضات البائسة على مدى ستة عشر عاماً، بهدف طرح البديل الوطني السياسي المقاوم في المرحلة القادمة.

واللجنة الرباعية الدولية المشكَّلة نظرياً من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي منذ عام 2002، هي في الممارسة العملية تلتزم بالسياسة الأميركية، حيال القضية الفلسطينية وهي في التحليل النهائي أداة أميركية بامتياز، ويسهر على انحيازها خدمةً للبرنامج الصهيو- أميركي، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، الذي سبق أن أعلنت قيادات عديدة في السلطة الفلسطينية تبرمها وسخطها من انحيازه الكامل، والمكشوف للكيان الصهيوني.

ولا نحتاج لسرد الأمثلة لتبيان حقيقة الدور الذي تمارسه اللجنة في التغطية على إجراءات العدو الاستيطانية في القدس وعموم الضفة الغربية المحتلة، فقط نذكر أنّ خطتها منذ تأسيسها «خارطة الطريق» رتّبت على جانب السلطة الفلسطينية وقف العنف «المقاومة المسلحة»، ورتّبت على الجانب الإسرائيلي وقف الاستيطان.

ففي حين التزمت السلطة الفلسطينية، ويا للأسف، بما هو مطلوب منها بوقف المقاومة، عبر إطلاق يد أجهزة دايتون بهذا الخصوص لتجريد فصائل المقاومة من سلاحها، وأيضا عبر حل كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح ودمج أعضائها في المنظومة الشرطية الفلسطينية، لم تلتزم «إسرائيل» نهائياً بما هو مطلوب منها بشأن وقف الاستيطان، بل قامت بمضاعفة الاستيطان، حيث لم نسمع ولم نقرأ منذ تأسيس هذه اللجنة وخارطتها أيّ إدانة من قبلها لعمليات الاستيطان والتهويد ، ولم نقرأ أو نسمع بأيّ إجراء عقابي أو سياسي من قبلها بحق «إسرائيل» على صلفها وغطرستها الاستيطانية، ولم نسمع ولم نقرأ أيّ تثمين لدور السلطة جراء التزامها الصارم بوقف العنف، بل كنّا نسمع المطالبات المتكررة لها بالاستمرار في هذا النهج.

واللافت للنظر تجاوز اللجنة الرباعية، في خطتها الأخيرة لشرط وقف الاستيطان، وحثّها قيادة المنظمة عدم الوقوف عند هذا الشرط متجاهلةً حقيقة أنّ هذا الشرط ليس شرطاً فلسطينياً فحسب، بل شرطاً والتزاماً مرتباً على «إسرائيل» في خطة خارطة الطريق!

قد يفسّر البعض مشاركة وفد منظمة التحرير في لقاء عمان بأنّه استجابة لمطالب وضغوط إقليمية ودولية، وأنّها تأتي في سياق تكتيكي وليس أكثر، لكن أطرافاً فلسطينية عديدة، باتت تخشى من عودة المفاوض الفلسطيني للمفاوضات المباشرة تحت عنوان «لقاءات ثنائية» مع المفاوض الإسرائيلي إسحق مولخو، كما بررها الدكتور صائب عريقات.

صحيح أنّ الجانب الأردني، الذي يستضيف اللقاء، يتبنّى ذات الموقف الفلسطيني ويدعمه، لكن يجب الإشارة إلى أنّ «إسرائيل» هي المستفيدة الرئيسية من هذا اللقاء الموسع، من زوايا عديدة أبرزها:

أولاً: أنّ اللقاء في إطار الرباعية الدولية يشكّل خطوة فلسطينية إلى الوراء بعد أن خطّت في أيلول الماضي خطوة مهمة إلى الأمام عنوانها الضمني: نقل ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة وعدم تركها في ملعب الإدارة الأميركية، وملعب الرباعية الدولية.

ثانياً: أنّ اللقاء يستهدف عملياً تمييع الموقف الفلسطيني، الذي كان يشترط استئناف المفاوضات بوقف الاستيطان وقبول الكيان الصهيوني بمرجعية حدود 1967، بما يؤدي إلى ضرب الوفاق الفلسطيني الراهن، المنبثق عن اتفاق القاهرة في أيار 2011.

ثالثاً: أنّ اجتماع عمان قفز حتى عن بند رئيسي في المبادرة الأخيرة للرباعية الدولية، ينص على «أن يتقدم كل من الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي بمقترحات للجنة الرباعية، تتعلّق بالأراضي والأمن خلال ثلاثة شهور»، ففي حين قدّم الجانب الفلسطيني تصوره بشأن الأراضي والحدود والأمن، رفض الجانب الإسرائيلي تقديم أيّ اقتراح أو تصور تحت زعم أنّ «مكان تقديم الاقتراحات الوحيد هو طاولة المفاوضات المباشرة فقط».

رابعاً: أنّ اللقاء يساهم في فك العزلة السياسية الدولية عن «إسرائيل» بعد أن غدت منبوذة في الأمم المتحدة، أثناء الحراك الفلسطيني الأخير في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

لا بد من التحذير مجدداً من مغبة الرهان على هذه اللجنة المنحازة للكيان الصهيوني، ومن أيّ إمكانية للرهان على الإدارة الأميركية.فاللجنة منذ إنشائها كراعية للمفاوضات المباشرة شكّلت من خلال مواقفها غطاءً سياسياً للاستيطان، ولا تزال تلعب مثل هذا الدور حيث أنّها عشية اجتماع عمان لم تحرّك ساكناً في مواجهة الهجمة الاستيطانية الجديدة في محيط القدس «حي سلوان»، «وجيلو» قرب بيت لحم، وفي مواجهة الإعلان عن الخطط لهدم مئات المنازل في الضفة الغربية في المنطقة المسماة «ج»، وآلاف المنازل في شرق القدس وفي مواجهة المخطط الإسرائيلي المعلن، بشأن بناء جدار على طول نهر الأردن.

وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي سبق وأن لحست مواقفها بشأن وقف الاستيطان، بعد أن نضجت بالكامل في «طنجرة الضغط الإسرائيلية»، تتماهى منذ فترة بشكل كامل مع السياسة الإسرائيلية وأحياناً تزاود عليها، في المسائل التي تتعلق برفض وقف الاستيطان كشرط لاستمرار المفاوضات، والتي تتعلق بقبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

إنّ المسؤولية الوطنية تقتضي من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أن تضع حداً لمسلسل الرهانات على الإدارة الأميركية وأداتها الرباعية الدولية، وعليها أن تجعل من تاريخ 26 كانون ثاني الجاري نقطة فاصلة بين مرحلتين، بحيث يكون الشعب الفلسطيني أمام استراتيجية وطنية جديدة وجامعة، ترتكز من جهة على المقاومة ومن جهة أخرى على الحراك السياسي والدبلوماسي ومجاله هذه المرة الأمم المتحدة، وليس المفاوضات البائسة مع العدو الصهيوني في إطار خارطة الطريق.


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً