الملف الايراني – 5

تطورات الوضع في ايران

مصادر المعارضة: عشرات القتلى لقوا حتفهم على أيدي راكبي الدراجات الموالين

الشرق الاوسط

كشف مصدر إيراني معارض أن «عدد القتلى والجرحى الذين وقعوا خلال المظاهرات التي بدأت قبل يومين في طهران تفوق كثيرا الأعداد التي أعلنتها السلطات الإيرانية الرسمية التي تحدثت عن قتيلين؛ أحدهما طالب جامعي كردي يدرس في طهران، وهو من مدينة باوة بكردستان إيران ويدعى (سانع زالة)»، حيث إن المصادر الخاصة بالمعارضة الإيرانية تقول إن «هناك عشرات القتلى لقوا مصرعهم على أيدي راكبي الدراجات الموالين للنظام الإيراني الذي أطلقهم إلى شوارع وساحات طهران لترويع المتظاهرين». وأشار: «حسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن أكثر من 1500 شخص أصيبوا خلال المظاهرات بجروح مختلفة، في حين تم اعتقال أكثر من 150 من المتظاهرين».

وكشف مصدر في منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة في اتصال مع «الشرق الأوسط» تفاصيل المصادمات التي اندلعت قبل يومين في طهران وقال: «دوت صيحة التحرير للشعب الإيراني في شهر (بهمن) الإيراني (فبراير/ شباط) في ذكرى انتصار الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه، وهزت المظاهرات أركان النظام الإيراني بعد أن انتفض أهالي طهران والمدن الإيرانية الأخرى رغم الإجراءات القمعية وهجمات العناصر الموالية للنظام وقوى الأمن الداخلي، رافعين شعارات تدعو إلى (الموت لخامنئي) و(الموت للدكتاتور)، واشتبكوا مع عملاء النظام. وتعكس التقارير الواردة والأفلام التي وضعت على الإنترنت شدة المواجهات في شوارع مصدق - طالقاني وجمهوري، حيث سيطر المواطنون على تقاطع مصدق». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «جرت المظاهرات في مختلف أحياء طهران ومنها ساحة آزادي (التحرير) - ساحة انقلاب - ساحة أمام حسين - تقاطع ولي عصر - ساحة صادقية - جمالزاده - شارع سمية - فردوسي - رودكي وفاطمي - نازي آباد - جواديه - راه آهن وشوش- مفترق آزادي - شارع قزوين ورازي - شارع مير داماد - جردن وطالقاني وسمية، حيث كانت القوات الأمنية تقتحم صفوف المتظاهرين وتطلق النار والغاز المسيل للدموع في محاولة منها لتفريق المتظاهرين، إلا أن المواطنين تصدوا لها. وفي ساحة انقلاب قامت تلك القوات بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المواطنين الذين كانوا يرددون شعار (مبارك وبن علي، والآن دور سيد علي)، وقام المواطنون بإحراق إطارات السيارات لمواجهة الغاز المسيل للدموع. كما اعتقل عدد من المتظاهرين خلال المواجهات في مختلف مناطق طهران. وفي شارع طالقاني أحرق المواطنون حاويات النفايات، وفي تقاطع كالج قاموا بإحراق دراجة نارية للشرطة. وفي ساحة «ولي عصر» حاولت الوحدة الخاصة من خلال اقتحام المواطنين تفريقهم إلا أن المتظاهرين تصدوا لها بشعار (الموت لخامنئي) و(الموت للدكتاتور) ورشقوها

بالحجارة». وأشار المصدر إلى أن «قوات النظام سيرت مجموعات من راكبي الدراجات النارية الموالين للنظام على غرار راكبي الجمال والخيول أثناء ثورة مصر لقمع المتظاهرين بهدف خلق أجواء من الرعب والخوف، إضافة إلى محاولة عدد من عملاء النظام المتنكرين في الزي المدني الذين دخلوا صفوف المتظاهرين». وفي الليلة قبل الماضية كان المواطنون قد تظاهروا في طهران بشارع فردوس، هاتفين بشعار «الموت للدكتاتور»، فهرعت سلطات النظام إلى قطع الكهرباء عن المنطقة وحاولت تفريق المتظاهرين.

إيران تتعهد بقمع المظاهرات.. وكروبي يرد: افتحوا آذانكم قبل فوات الأوان

الشرق الأوسط

لا تزال المواجهات مستمرة في إيران بين أطياف المعارضة الإصلاحية وقوات الأمن وذلك لليوم الثالث على التوالي، فيما دان زعيما المعارضة الإيرانية الرئيسية مير حسن موسوي ومهدي كروبي أمس قمع المظاهرات المناهضة للحكومة ورفضا أي ارتباط لها بدول أجنبية، استمرت الدعوات البرلمانية إلى محاكمتهما وإعدامهما، في الوقت الذي لا تزال تتواصل الاحتجاجات والاشتباكات بين معارضي النظام وقوات الأمن.

وقال رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي في موقعه الإلكتروني «تريد الموجة الخضراء فحسب تحقيق قيم الثورة (الإيرانية عام 1979) والحرية وتنفيذ الدستور وتعتمد تلك الحركة على قوة الشعب الإيراني لا على أطراف خارجية».

أما رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي فكتب في موقعه الإلكتروني «لقد كنت جنديا في هذا البلد لأكثر من 40 عاما ولا أخشى من أي تهديدات. ومستعد لدفع أي ثمن ضروري». وقال كروبي «لكن بدلا من التهديدات يتعين أن تطلقوا سراح جميع السجناء السياسيين وتوقفوا قمع الشعب وتسمحوا بحرية الصحافة والالتزام بدستوركم».

وقال كروبي الرئيس الإصلاحي السابق لمجلس الشورى في رسالة نشرها موقعه «سهام نيوز. أورغ» مخاطبا السلطة «أحذركم، افتحوا آذانكم قبل فوات الأوان واستمعوا إلى صوت الشعب».

وفي تلميح إلى الثورتين المصرية والتونسية اللتين أطاحتا رئيسي البلدين حسني مبارك وزين العابدين بن علي في الأسابيع الماضية، قال كروبي إن «الأعمال العنيفة والعداء حيال مطالب الشعب لا تساعد في الحفاظ على الوضع الراهن إلا لبعض الوقت. استخلصوا العبرة من مصير السلطات التي ابتعدت عن الشعب». وجاءت المظاهرات تلبية لنداء زعيمي المعارضة رغم رفض السلطات منحها ترخيصا. وقد ردد المتظاهرون هتافات مناوئة للرئيس أحمدي نجاد ومرشد الثورة علي خامنئي.

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية على موقعها على الإنترنت إن مؤيدين للحكومة ومعارضين لها اشتبكوا في طهران خلال جنازة طالب قتل بالرصاص خلال تجمع للمعارضة قبل يومين.

وقتل الطالب صانع جاله بالرصاص يوم الاثنين خلال أول تجمع حاشد للمعارضة منذ أكثر من عام واعتبره مؤيدو ومعارضو الحكومة على حد سواء شهيدا. وتبادل الجانبان الاتهامات بالتسبب في مقتله.

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون في موقعها على الإنترنت إن الاشتباك وقع خلال جنازة بدأت من كلية الآداب بجامعة طهران في وسط العاصمة والتي كان يدرس بها جاله.

وأضافت «اشتبك طلاب وأشخاص يشاركون في جنازة الطالب الشهيد صانع جاله مع عدد صغير ذي صلة فيما يبدو بحركة العصيان وأرغموهم على المغادرة من خلال ترديد هتافات تطالب بالموت للمنافقين».

وكان تجمع يوم الاثنين الأول الذي تنظمه الحركة الخضراء منذ الاحتجاجات الحاشدة في الأسابيع والشهور التي أعقبت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد عام 2009 والتي قضت عليها الحكومة واتهمت خلالها قوى أجنبية بإحداث «فتنة».

وقالت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء إن جاله كان عضوا في ميليشيا الباسيج وهي قوة كبيرة من المتطوعين وعلى صلة بالحرس الثوري الذي قام بدور حيوي في قمع الاحتجاجات عام 2009. ولم تنف مواقع معارضة أن جاله كان عضوا في ميليشيا الباسيج التي تضم ملايين من الأعضاء في أنحاء إيران لكنها قالت إنه كان مؤيدا نشطا للمعارضة.

وأظهر التلفزيون الحكومي المئات وهم يحيطون بالنعش المغطى بعلم إيران. ونقل موقع كلمة المعارضة على الإنترنت عن طالب قوله إن أعدادا كبيرة من أشخاص مجهولين تنكروا في صورة طلبة دخلوا الجامعة منذ الصباح الباكر. ودعا أعضاء في البرلمان وبعض كبار رجال الدين إلى القبض على موسوي ومهدي كروبي وهو زعيم آخر للمعارضة ومحاكمتهما.

وقد وقعت مواجهات أمس بين أنصار النظام الإيراني ومؤيدين للمعارضة «كما يبدو» خلال تشييع شخص قتل في المظاهرات المناهضة للحكومة الاثنين فيما أعلنت إيران أنها تعتزم إطلاق ملاحقات بحق قادة المعارضة.

وقال التلفزيون الإيراني على موقعه على الإنترنت أن «طلابا وأشخاصا مشاركين في جنازة الشهيد صانع جاله في جامعة طهران للفنون الجميلة اشتبكوا مع عدد صغير من الأشخاص يبدو أنهم من حركة مثيري الفتنة».

ولوح مدعي عام إيران غلام حسين محسني إيجائي في هذا الوقت باحتمال ملاحقة زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين دعيا إلى مظاهرة الاثنين.

وفي المقابل، دعا النظام الإيراني إلى مظاهرة غدا للتنديد بحركة المعارضة كما أفاد التلفزيون الرسمي على موقعه الإلكتروني. وأعلن مجلس تنسيق نشر الدعوة الإسلامية أن «شعب طهران النبيل سينزل إلى ساحة انقلاب بعد صلاة الجمعة بقوة».

ولعل اللافت هو إدانة دان مجلس الخبراء، وهو أحد أجهزة السلطة الإيرانية برئاسة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، «قادة الفتنة» (المعارضة) المتهمين بخدمة مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك في بيان نشرته الأربعاء وكالة «ايلنا» العمالية للأنباء

الباحث في الشؤون الإيرانية صباح الموسوي: معارضة الداخل أكثر انسجاما من معارضي الخارج

قال لـ«الشرق الأوسط» إن بن علي ومبارك كانا أكثر تعقلا بشعوبهما من النظام الإيراني

الشرق الاوسط

قال الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، صباح الموسوي، إن احتجاجات الشعب الإيراني التي جرت منتصف هذا الشهر أصبحت أكثر حماسا عن السابق وقابلة للاستمرار والتصعيد، خاصة بعد تجربتي تونس ومصر، لكنه كشف عن غياب التنسيق الحقيقي بين المعارضة الإيرانية، مشيرا إلى وجود انسجام في أوساط معارضة الداخل وانقساما بين معارضي الخارج، بما في ذلك قوى المعارضة التي يعود عمرها إلى خمسينات القرن الماضي.

وأعرب الموسوي، الذي عمل لوقت طويل كسياسي معارض في غرب إيران، في حوار مع «الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن الرئيسين السابقين التونسي زين الدين بن علي والمصري حسني مبارك كانا أكثر تعقلا ورأفة بشعوبهما من قادة النظام الإيراني الذين قال إنهم «يصرون على الاستمرار في القمع لإسكات أي صوت يطالبهم بالتخلي عن الديكتاتورية»، مشيرا إلى أن العقوبات الدولية ضد إيران تشجع الشارع على التحرك ضد النظام، على الرغم من عدم كفايتها. وإلى تفاصيل الحوار.. * ما هي فروع قوى المعارضة الرئيسية في إيران الآن؟

- هناك عدة تيارات معارضة للنظام الإيراني، منها معارضة داخلية وبعضها الآخر تقيم في الخارج.. فيها التيار الملكي، والتيار اليساري الذي يتوزع على عدة تنظيمات أهمها حزب تودة (حزب الشعب) وحركة «فدائي الشعب» وجماعات ماركسية صغيرة أخرى. وهناك التيار القومي والوطني وتمثله الجبهة الوطنية الإيرانية. كما توجد بعض التيارات اليسارية الإسلامية وأبرزها منظمة مجاهدي خلق. إضافة إلى هذه التنظيمات هناك شخصيات وطنية وليبرالية معارضة من أمثال الرئيس الأسبق أبو الحسن بني صدر والدكتور محسن سازغار، من مؤسسي الحرس الثوري الإيراني، ووزير الثقافة الأسبق عطاء الله مهاجراني، وأيضا هناك رجال دين معارضون في الخارج أبرزهم المفكر الدكتور محسن كديور والمفكر الليبرالي البارز عبد الكريم سروش وآخرون.

* هل يمكن أن تلقي مزيدا من الضوء على المعارضة الداخلية؟

- بالنسبة للمعارضة الداخلية، هناك عدة جماعات وتنظيمات أهمها «حركة نهضة الحرية الإيرانية» الليبرالية بقيادة الدكتور إبراهيم يزدي، وجبهة المشاركة الإسلامية الإصلاحية. وأخيرا نشأت «الحركة الخضراء» التي باتت تقود المظاهرات والاحتجاجات الجارية في إيران. هذه الحركة يتزعمها كل من رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي ورئيس مجلس الشورى الأسبق مهدي كروبي، وهما من المرشحين الخاسرين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وبطبيعة الحال، يوجد إلى جانب هذه القوى المعارضة حركات وتنظيمات تناضل من أجل حقوق الشعوب والقوميات في إيران وهي تنتمي إلى الأتراك الأذريين والأكراد والعرب الأحوازيين والبلوش والتركمان وغيرهم. وهذه الحركات تحمل توجهات فكرية مختلفة وتختلف في أساليبها النضالية لتحقيق مطالبها.

* لكن، ما الفرق بين المعارضة المحسوبة على رجال الدين وفي نفس الوقت تعارض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والمعارضة التي تعارض الاثنين: رجال الدين ونجاد؟

- رجال الدين الذين يعارضون نجاد قسمان: منهم الذين يعارضون أحمدي نجاد وهم في نفس الوقت مع بقاء النظام، ومطالبهم لا تتجاوز محاولة إخضاع نجاد لهيمنتهم وليس لهم مطالب أخرى تهم مصلحة الشعب. وهناك رجال دين يؤيدون مطالب قادة المعارضة الإصلاحية ويعارضون أحمدي نجاد، ولا يعترفون بولاية مرشد الثورة علي خامنئي، ولكنهم لا يريدون تغيير النظام. أما المعارضة التي تعارض الاثنين معا فهي معارضة الخارج التي تطالب بتغيير النظام بشكل جذري.

* هل يوجد تنسيق بين هذه الأفرع المعارضة سوءا داخل إيران أو خارجها؟

- في الحقيقة، لا يوجد تنسيق حقيقي بين هذه المعارضة؛ فهناك خلافات كثيرة تعوق أي اتفاق بينها. ولم تجر أي محاولات حقيقية لحد الآن للاتفاق على بناء مظلة لهذه المعارضة. فهناك مثلا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يعد أحد أجنحة منظمة مجاهدي خلق، وترفض قوى المعارضة اعتباره مظلة لها. وهناك أيضا الجبهة الوطنية الإيرانية التي لا يوجد من تيارات المعارضة من يقبل بها كمظلة جامعة، على الرغم من كونها أحد أقدم تنظيمات المعارضة الإيرانية على الإطلاق (يعود عمرها إلى عهد الخمسينات من القرن الماضي). فمعارضة الخارج مشتتة وتعاني الخصومات، وذلك على عكس المعارضة الداخلية التي تظهر أكثر انسجاما وتقاربا في الأفكار والعمل.

* ما الفرق بين المعارضة السياسية والمعارضة المسلحة، وهل كل المعارضة المسلحة انفصالية أم هناك معارضة مسلحة من جسم الدولة الإيرانية الحالية؟

- حركات المعارضة بأغلبها تمارس النضال السلمي، وحتى منظمة مجاهدي خلق التي كانت تعد من كبرى الحركات المسلحة قد أعلنت عن التخلي عن هذا الخيار عام 2000، ولجأت إلى المعارضة السلمية. ولكن، هناك حركة واحدة من التيار الملكي هي التي ما زالت تعلن عن تمسكها بالعمل المسلح، وهذه الحركة لا تشكل رقما يذكر على الساحة الإيرانية. أما بالنسبة للحركات والتنظيمات المطالبة بالحقوق القومية، فهناك منها من يمارس العمل المسلح مثل حركة «جند الله» البلوشية وحزب «بيجاك» الكردي اليساري، وأيضا هناك بعض الحركات الصغيرة في الساحة الأحوازية التي تؤمن بالعمل المسلح، ولكن عملياتها ليست بذلك الحجم الذي يمكن أن يغير المعادلة على الأرض. وعدا ذلك، فأغلب الحركات تمارس المعارضة السلمية.

* هل يمكن أن تتكرر تجربتا مصر وتونس في إيران، لإسقاط نظام طهران؟

- هذا الأمر وارد جدا، وقابل للحدوث في أي لحظة، خصوصا أن حركة الاحتجاجات في الشارع الإيراني كانت قد سبقت نظيرتها في الساحتين التونسية والمصرية، ولكن شدة البطش الذي مارسه النظام الإيراني ضد الجماهير المحتجة من جهة وعدم وجود الموقف الدولي الداعم للاحتجاجات جعلها تهدأ قليلا، ولكن بعد ثورتي تونس ومصر أصبح الشارع الإيراني أكثر حماسا، وما سيزيد من حماسه الموقف الصريح للرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته، وكذلك الموقف الأوروبي الصريح والمؤيد لحركة الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة التي جرت في يوم 14 فبراير (شباط) الحالي.. هذه المواقف سوف تنعكس إيجابا على حركة الاحتجاجات وتعطيها دافعا قويا للاستمرار. ونتمنى أيضا أن يفهم النظام الإيراني هذه المواقف ويوقف

بطشه. ونحن نناشد العقلاء في هذا النظام، إن وجد هناك عقلاء، أن يفكروا جيدا في مستقبلهم حيث إنه إذا ما أطيح بهذا النظام فسوف لن يجدوا ملاذا لهم في العالم وسوف يلاحقون بتهم الإبادة وانتهاكات حقوق الإنسان.

* وكيف ترى أوجه استفادة النظام الإيراني من سقوط أنظمة عربية بفعل الثورات الشعبية كما حدث في مصر وتونس؟ - أعتقد أن الرئيسين السابقين التونسي زين الدين بن علي والمصري حسني مبارك، كانا أكثر تعقلا وأكثر رأفة أيضا بشعوبهم من قادة النظام الإيراني الذين لم تأخذهم أي رأفة بالشعوب الإيرانية، ويرفضون منطق العقل ويصرون على الاستمرار بالقمع لإسكات أي صوت يطالبهم بالتخلي عن الديكتاتورية وانتهاك الحريات العامة. ويرفضون بشدة الاعتراف بالمطالب المشروعة للشعوب الإيرانية. إلا أنه على الرغم مما مضى، فما زال هناك فرصة أمام النظام الإيراني أن يراجع سياساته ويستفيد مما حدث لأقرانه في تونس ومصر، وأن يتصالح مع الشعوب الإيرانية ويلبي مطالبهم المشروعة قبل فوات الأوان.

* هل تلعب العقوبات الدولية على إيران أي دور في نمو المعارضة؟

- لا شك في أن العقوبات الدولية مهما كان نوعها سيكون لها أثر بالغ على معنويات المعارضة. أعتقد أن العقوبات تشجع الشارع الإيراني على التحرك ضد النظام، ولكن هذه العقوبات التي فرضت لحد الآن لم تكن كافية لكي تتحول إلى وسيلة ضغط قوية على النظام الإيراني، لأنها لم تستهدف العصب الرئيسي لقوة النظام الإيراني وهو النفط الذي يعتبر المصدر الرئيسي لثروة النظام. كما أنها لم تفرض المقاطعة الدبلوماسية التي لو طبقت لأدت إلى شل حركة النظام وجعلته أكثر استجابة لمتطلبات المجتمع الدولي.

* ألم يكن لك أطروحات بشأن ربط العقوبات الدولية بملف حقوق الإنسان؟

- بلى.. كنا (كتيار معارض لنظام طهران) قد طالبنا بأن يتم ربط ملف حقوق الإنسان بالعقوبات التي فرضت والتي سوف تفرض لاحقا، وأن يدرج هذا الملف ضمن جدول المناقشات والحوارات الجارية بشأن الملف النووي الإيراني بين مجموعة دول 5+1 والنظام الإيراني، حتى تكون الضغوط أكبر عليه وتكون مناوراته أقل.

دعوات دولية لدعم المتظاهرين في إيران والتحذير من استخدام القوة ضدهم

العراق للجميع

• رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي تدعو إلى دعم المتظاهرين الإيرانيين

• الرئيس التركي: الشعب يقوم بالعمل لتأمين مطالبه

• الاتحاد الأوربي يحذر النظام الإيراني من استخدام القوة ضد المواطنين الإيرانيين

• رئيس البرلمان الأوربي يؤكد حق الشعب الإيراني في إقامة التظاهرات

• «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران» تدين قمع المشاركين في مظاهرات 14شباط في إيران

• أوباما: آمل أن يتمكن الشعب الإيراني من التعبير عن مطالبهم للحصول على الحريات وحكومة تعددية

• هيلاري كلينتون : الثورة الإيرانية اختطفت من قبل النظام الإيراني

إثر اندلاع الانتفاضة الشعبية في إيران أعلن كثير من الساسة في مختلف البلدان في العالم دعمهم للمتظاهرين في إيران محذرين من قمعهم.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: «إننا أرسلنا رسالة قوية إلى حلفائنا في المنطقة أن ينظروا إلى الأنموذج المصري وكذلك إلى الأنموذج الإيراني. أما الطريف في الموضوع بالنسبة لي فهو أن النظام الإيراني احتفل بما حدث في مصر فيما أنهم عملوا في بلدهم تمامًا بخلاف ما حدث في مصر حيث أطلقوا النار على الذين أرادوا التعبير عن آرائهم بطريقة سلمية فقتلوهم بالرصاص أو ضربوهم.. إننا في ذلك اليوم وكذلك اليوم أكدنا أن ما كان واقعيًا في مصر يفترض أن يكون واقعيًا في إيران أيضًا.. أي يجب أن يمكن للمواطنين أن يعبروا عن آرائهم بحرية ويطالبوا بإقامة حكومة مسؤولة، ولكن المفارقة هي رد فعل النظام الإيراني، أي إنه يطلق النار على المواطنين ويضربهم ويعتقلهم.. إني آمل وأتوقع أن يمكن لنا أن نرى المواطنين الإيرانيين وهم يتمكنون من التعبير بحرية عن مطالبهم للحصول على الحريات وحكومة تعددية».

كما وفي حديث أجرته معها قناة «الحرة» قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية: إن الثورة الإيرانية اختطفت من قبل النظام الإيراني. فسألها مراسل قناة «الحرة»: الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قال إنه سيكون هناك شرق أوسط جديد من دون الولايات المتحدة ومن دون إسرائيل بعد هذه التظاهرات. كيف تردين على ذلك؟

فأجابت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تقول: «أنا أجد ذلك حافلاً بالسخرية ويدعو إلى السخرية أن إيران تحاول أن تعطي دروسًا في الديمقراطية لأي طرف.. عندما نتحدث عن الثورة نتحدث عن ثورة اختطفت.. إيران هي الدليل الأول.. إيران ونحن نتحدث الآن هناك مظاهرات احتجاجية وإيرانيون يحاولون إسماع صوتهم ولكنهم يقمعون بشكل وحشي من جانب قوات الأمن الإيرانية.. لا أعتقد أن أحدًا في الشرق الأوسط وبصراحة في العالم سينظر إلى إيران على أنها مثال لهم.. هذا ولا يود أحد أن ينتهي به المطاف.. هناك ديكتاتورية عسكرية ونفحة أوتوقراطية.. أنا لا أعتقد أن هناك الكثير الذي يمكن أن نتعلمه بأية طريقة أن نبتعه يجيء إلينا في إيران».

إلى ذلك دعت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي إلى دعم المتظاهرين الإيرانيين وطالبت بفرض عقوبات على قادة النظام بمن فيهم خامنئي.

وقالت ايليانا رزلهتينن: «إني أدعو الحكومة الأمريكية إلى فرض جميع العقوبات الممكنة على أولئك الذين يسحقون حقوق الشعب الإيراني في هذا النظام بمن فيهم خامنئي واحمدي نجاد وإلى قوات الحرس والآخرين.. لقد ارتكبت الولايات المتحدة خطأ في عدم دعم مطالب الشعب الإيراني من أجل نيل الحرية والديمقراطية دعماً كاملا وسافراً.. لا يجوز لنا أن نعود ونرتكب الخطأ ثانية.. فعلينا أن نستخدم كل السبل لدعم الشعب الإيراني.. يجب أن نفرض عقوبات على المتورطين في خرق حقوق الإنسان من المسؤولين في النظام الإيراني.. ويجب على الولايات المتحدة وبقية الشعوب المسؤولة توسيع نطاق حظر السفر على كبار المسؤولين للنظام بمن فيهم جميع أولئك المتورطين في عمليات قمع المواطنين الإيرانيين».

هذا وحذر الاتحاد الأوربي نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران من استخدام القوة ضد المواطنين الإيرانيين. وجاء في بيان صادر عن الناطق باسم كاترين إشتون رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي: تتابع الممثلة العليا للاتحاد الأوربي في الشؤون الخارجية عن كثب الأحداث التي تقع في إيران.. وتدعو كاترين إشتون المسؤولين في النظام الإيراني إلى احترام كامل حقوق المواطنين الإيرانيين.. فهذه الحقوق تشمل حرية التعبير وحق التجمع السلمي.. إنها حقوق أساسية يجب احترامها بالكامل». ودعت رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي المسؤولين في النظام الإيراني إلى التوقف عن استخدام القوة ضد المتظاهرين.

كما أكد البرلمان الأوربي حق الشعب الإيراني في إقامة التظاهرات وأعرب عن تقديره لشجاعة المتظاهرين الإيرانيين. وأعلن جرزي بوزك رئيس الاتحاد الأوربي في بيانه: «الإيرانيون يجب أن يكون لهم الحرية في إبداء الاحتجاج وعلى المسؤولين في النظام الإيراني أن يكفوا عن استخدام العنف.. الأخبار الواردة من إيران تنم عن كون المواطنين الإيرانيين ينادون بالحريات التي ناضل من أجلها المواطنون في تونس ومصر.. وهذا ليس هو ما كان يدعي به النظام الإيراني أن مصر وتونس تريدان أن تطبقا نسخة الثورة الإيرانية في عام 1979.. من حق المعارضين الإيرانيين أن يكون لهم الحرية في ممارسة النشاط السياسي دون أي مانع.. اني أدعو المسؤولين في النظام الإيراني إلى التجنب من استخدام العنف واحترام حق المواطنين في إقامة التظاهرات السلمية.. إن تظاهرات الشعب الإيراني عقب الانتخابات الرئاسية المزورة في عام 2009 قد أظهرت إرادة المواطنين الإيرانيين الجديرة بالثناء. إن هذه الطموحات مازالت نشطة بين المواطنين الملتزمين والشجعان الإيرانيين رغم أعمال القمع والقهر».

وأعلن الرئيس التركي عبد الله غول الذي كان في طهران أثناء تظاهرة المواطنين الإيرانيين: الشعب يقوم بالعمل لتأمين مطالبه ما لم يقم قادة وزعماء الدول بالنظر في مطالبه. وقال الرئيس التركي يوم الاثنين خلال مؤتمر صحفي مع احمدي نجاد: باعتقادي ما يحصل في المنطقة لا يجوز أن نعتبره أمراً غير قابل للتوقع. في عصر الاتصالات وبينما الجميع يتصلون من خلال أجهزة الاتصالات فان مطالب وطموحات الشعب أمر حقيقي.

هذا ودانت «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران» التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، قمع المشاركين في مظاهرات 14 شباط في إيران. فقال الناطق باسم الحملة «آرون رودز»: «إن قمع المتظاهرين لا يبقي أي شك أن النظام الإيراني عازم على قمع معارضيه مهما كان الثمن ويريد أن يجبر المواطنين الذين يريدون إقامة تجمعات طبقًا لحقوقهم المشروعة، على الصمت وذلك بممارسة العنف».

إيران: رئيس السلطة القضائية يتهم قادة المعارضة بالخيانة

موقع BBC عربي

اتهم رئيس السلطة القضائية في ايران آية الله صادق لاريجاني الخميس قادة المعارضة الاصلاحية بالخيانة فيما دعت السلطات الايرانية الى تنظيم مظاهرة الجمعة للاعراب عن الكراهية لهم.

وقالا لاريجاني "ان خيانة قادة الفتنة واضحة للجميع ويجب ان تعلم هذه المجموعة من الخوارج انه رغم التسامح في الاسلام فاننا لن نقبل ان يمسوا الحكم".

ومن ناحية أخرى، نشرت مواقع للمعارضة في ايران دعوة الى تنظيم تجمعات الاحد لاحياء ذكرى "شهيدي" تظاهرة الاثنين.

وكان رئيس هيئة الادعاء العام الايرانية غلام حسين محسني ايجهي قد صرح في وقت سابق بان مدبري الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي جرت الاثنين لا بد ان يعاقبوا.

يذكر ان سياسيين ايرانيين كانوا قد دعوا الى محاكمة قطبي المعارضة الايرانييّن مير حسين موسوي ومهدي كروبي واعدامهما لانهما هما من كان وراء الدعوة لتلك الاحتجاجات.