الملف السوري

رقم (165)

في هـــــــــــــذا الملف

 مصادر للحياة: سوريا ستقطع الطريق على الدعوات لتجميد عضويتها بالجامعة

 سوريا تستبق اجتماع القاهرة بإعلان التزامها بـ«الخطة العربية»

 رايتس ووتش تتهم سوريا بجرائم حرب

 المعارضة السورية تطالب بتجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية

 ضابط سوري: المنشقون بلغوا أكثر من 25 ألفا

 تبدّل موقف السودان من سوريا: دعم للإصلاح

 مصريون مستعدون للسفر إلى سوريا للمشاركة فى الثورة

 عماد مصطفى: أميركا تدفع أموالا للجماعات المعارضة في سوريا

 مناع: إنسحاب الجيش السوري من بعض المناطق الحساسة سيؤدي الى كارثة

 مسيحيو سوريا ومناهضو النظام: أزمة ثقة مفتوحة

 «شل» و «توتال» تخفضان إنتاجهما من النفط في سوريا

مصادر للحياة: سوريا ستقطع الطريق على الدعوات لتجميد عضويتها بالجامعة

النشرة اللبنانية

أوضحت مصادر الجامعة العربية لصحيفة "الحياة" أن "الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيعرض على وزراء الخارجية العرب تقريرا شاملا حول اتصالاته مع المعارضة السورية ومشاوراته مع الحكومة والرسائل التي وصلته من وزير الخارجية وليد المعلم ومندوب سوريا الدائم لدى الجامعة حول تنفيذ خطة العمل العربية".

وتوقعت المصادر أن "تقطع سوريا الطريق على الدعوات الى تجميد عضويتها باعلان مندوبها السفير يوسف أحمد ترحيب بلاده باستقبال مراقبين عرب".

سوريا تستبق اجتماع القاهرة بإعلان التزامها بـ«الخطة العربية»

الدستور، الخليج

قتل 14 شخصا برصاص قوات الامن في سوريا خلال قمع القوات جمعة «تجميد العضوية» وسط استمرار الخلاف بين اطياف المعارضة حول تجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية وتدويل الازمة. وبالتزامن مع اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة تبدأ روسيا مهمة السلام اليوم لانهاء الازمة، وذلك فيما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش» نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وقال الناشط عمر ادلبي إن عشرة أشخاص قتلوا في حمص اثر اطلاق نار كثيف من أسلحة آلية فيما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات حكومية قتلت مدنيا في محافظة أدلب كما لقى ثلاثة آخرون مصرعهم في محافظة درعا. وأشار المرصد إلى أن قوات الامن حاصرت مسجد ابو بكر الصديق لمنع خروج مظاهرة وأن الأمن انتشر بكثافة في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس. وفي محافظة درعا، خرجت مظاهرات بمدينة جاسم من جامع النصار والحي الجنوبي والحي الغربي والحي الشمالي وحارة الأرنبة.

كما أفاد المرصد بأن قوات الامن ومدرعاتها فرقت المتظاهرين في محافظة حمص بحي الملعب ورغم ذلك تجمعت المظاهرة من جديد قرب ساحة دوار الغوطة، وخرجت مظاهرات حاشدة في احياء ديربعلة والبياضة والغوطة والخالدية وجورة الشياح والقرابيص والانشاءات وبابا عمرو والدبلان. أما في دير الزور، فقد اطلقت قوات الأمن النار بكثافة لتفريق مظاهرات خرجت في حيي الجبيلة والعرفي.

ودعا نشطاء الى التظاهر امس تحت عنوان «تجميد العضوية، مطلبنا» في اشارة الى طلب المتظاهرين تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية» التي ستعقد في القاهرة اجتماعا للجنتها الوزارية المكلفة الملف السوري.

وفي هذا الاطار، تواصل الخلاف بين اطياف المعارضة السورية حول تجميد عضوية دمشق والتدخل الاجنبي. فقد رفضت هيئة قوى التغيير في سوريا تجميد عضوية دمشق او فرض الحظر الجوي. واكد حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة قوى التغيير الوطنية والديمقراطية لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ان «الهيئة ترفض تجميد عضوية سورية او فرض حظر جوي لأن هذه الأدوات ستعد مدخلا رئيسيا للتدخل الخارجي، ومن ثم تدمير سورية كما حدث في ليبيا. ونحن نرى أن التدمير سوف يدفع ثمنه الشعب وليس النظام المخلوع». وكشف عبد العظيم عن تمسك «الهيئة» بالحل العربي، وطالبت الجامعة العربية بتوفير حماية للشعب السوري من خلال مراقبين دوليين، اضافة إلى محاصرة النظام بالمزيد من الضغوط العربية والإقليمية والدولية وإعطاء مسألة إسقاط النظام للثورة السلمية». وطالب عبد العظيم وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم المرتقب «باستمرار العمل معنا وقبل أن نذهب للتدويل»، مؤكدا «إننا اقتربنا من إنهاء الاستبداد وإسقاط النظام».

في المقابل، طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا داعيا الدول الأعضاء إلى «سحب سفرائها من دمشق». ونسبت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء إلى غليون قوله إنه «ينبغي إظهار غضب العرب على نظام يشن حربا حقيقية ضد شعبه كما لو كان محتلا للبلاد»، كما طالب الجامعة بـ «اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة».

وفي محاولة جديدة للضغط على الجامعة العربية لاتخاذ موقف صريح من الأزمة أعلن ناشطون في المعارضة السورية إقامة ما يشبه مراسم تشييع وعزاء رمزية لجامعة الدول العربية ردا على عدم اتخاذها إجراءات حاسمة بشأن الأزمة السورية مطالبين الجامعة بإعلان إلغاء المبادرة العربية نهائيا. في السياق نفسه وقع أكثر من 230 مثقفا وفنانا وأكاديميا وصحفيا سوريا بيانا موجها إلى الأمين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية الدول العربية يطالبون فيه بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة وفرض عقوبات عليه ودعم تأمين حماية دولية للمدنيين. في هذه الاثناء، يزور بطريرك روسيا كيريلوس سوريا ولبنان من 12 الى 15 تشرين الثاني في «مهمة سلام». وقال المتحدث باسم الكنيسة الاورثوذوكسية ايغور ياكيمتشوك ان «البطريرك الاقدس سيذهب الى هذه المنطقة للقيام بمهمة سلام». واضاف «سيدعو بالتأكيد الى الحوار بين كل شرائح المجتمع في سوريا حتى يعود الاستقرار الى البلاد». وجاء في بيان نشر على موقع البطريرك على الانترنت انه سيلتقي «الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء عادل سفر». وسيلتقي ايضا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق اغناطيوس زكا رئيس الكنيسة السريانية الارثوذكسية. واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» النظام السوري بارتكاب «جرائم» ضد الإنسانية في حمص. وأوضحت أن القوات الحكومية تمارس «انتهاكات جسيمة» تشمل أعمال تعذيب وقتل غير قانوني. ودعت المنظمة الجامعة العربية في اجتماعها المرتقب إلى تجميد عضوية سورية وأن تطلب من مجلس الأمن أن يفرض حظرا على الأسلحة وعقوبات على الأفراد المسئولين عن «الانتهاكات» وإحالة سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت المنظمة إن التقرير الذي يحمل عنوان «كأننا في حرب: قمع المتظاهرين في محافظة حمص» يستند إلى أكثر من 110 مقابلات مع ضحايا وشهود من حمص ومناطق أخرى بالمحافظة. ويركز التقرير على «انتهاكات» قوات الأمن السورية منذ نيسان وحتى نهاية آب حيث قتلت قوات الأمن خلالها ما لا يقل عن 587 مدنيا واعتبره أعلى معدل للخسائر البشرية في أية محافظة. وأشار التقرير إلى أن الأمن السوري قتل 104 أشخاص آخرين على الأقل في حمص منذ الثاني من الشهر الحالي يوم وافقت دمشق على المبادرة العربية لتسوية الأزمة.

من جهة ثانية، اصيب شابان لبنانيان، احدهما اصابته بالغة في انفجار لغم لدى عبورهما نقطة حدودية بين سوريا وشمال لبنان، وذلك بعد وقت قصير على اقدام جنود سوريين على زرع الغام في المنطقة. واوضح رجل قام بنقل الشابين الى المستشفى، رافضا الكشف عن هويته ان اللغم انفجر على الحدود قرب قريته المجدل المحاذية لوادي الواويات حيث شوهد جنود سوريون صباحا يزرعون الالغام، وان الشابين كانا يعبران الحدود قادمين من الاراضي السورية. وكان مسؤول محلي افاد سابقا ان «جنودا سوريين زرعوا الغاما في القسم السوري من قرية وادي الواويات» المقسومة بين البلدين والمحاذية لوادي خالد.

رايتس ووتش تتهم سوريا بجرائم حرب

الجزيرة، الشرق الاوسط

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية -في تقرير أصدرته اليوم الجمعة- النظام السوري بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في حمص. وأوضحت أن القوات الحكومية تمارس "انتهاكات جسيمة" تشمل أعمال تعذيب وقتل غير قانوني.

ودعت المنظمة -المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ومقرها نيويورك- الجامعة العربية في اجتماعها المرتقب في القاهرة غدا السبت إلى تجميد عضوية سوريا، وأن تطلب من مجلس الأمن أن يفرض حظرا على الأسلحة وعقوبات على الأفراد المسؤولين عن "الانتهاكات"، وإحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وأضافت المنظمة -في بيان صاحب التقرير- أن "الطبيعة المنهجية للانتهاكات بحق المدنيين في حمص من قبل قوات الحكومة السورية -ومن بينها جرائم تعذيب وقتل خارج نطاق القانون- تمثل جرائم ضد الإنسانية".

وأوضحت المنظمة أن قوات الأمن السورية قتلت 104 على الأقل في حمص منذ الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، حين وافقت الحكومة السورية على خطة وضعتها الجامعة العربية لإنهاء العنف وبدء حوار مع معارضي الرئيس بشار الأسد.

وقالت المنظمة إن عمليات القتل هذه جاءت بعد قتل ما لا يقل عن 587 مدنيا في حمص بين شهريْ أبريل/نيسان وأغسطس/آب، وهو أكبر عدد من القتلى يسقط في أي محافظة سورية.

وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة ليا ويتسن إن "حمص نموذج مُصغر دال على مدى قسوة الحكومة السورية. وعلى الجامعة العربية أن تخبر الرئيس الأسد بأن خرق الاتفاق مع الجامعة له تبعات، وأن الجامعة تساند الآن تحرك مجلس الأمن من أجل وقف القتل".

ووصفت المنظمة الحصول على معلومات دقيقة بأنه مهمة "تنطوي على تحد"، واستند تقرير المنظمة إلى مقابلات مع 114 من سكان حمص الذين إما هربوا إلى دول مجاورة أو تحدثوا عبر الإنترنت من داخل سوريا.

تعذيب ممنهج

وقالت هيومان رايتس ووتش إن قوات الأمن "استخدمت بشكل منهجي الرشاشات الثقيلة ومن بينها مدافع مضادة للطائرات توضع على عربات مصفحة لإطلاق النار على الأحياء لترويع الناس".

وذكرت المنظمة أن الآلاف في حمص وباقي أنحاء سوريا يتعرضون لاعتقالات تعسفية وعمليات اختفاء قسري وتعذيب ممنهج أثناء الاحتجاز. وأفرج عن معظم المحتجزين بعد عدة أسابيع لكن عدة مئات ما زالوا مفقودين.

وقالت المنظمة إنها وثقت 17 حالة وفاة أثناء الاحتجاز في حمص، بينها 12 على الأقل من الواضح أنهم ماتوا بسبب التعذيب. مضيفة أنها تحدثت مع 25 محتجزا سابقا في حمص قالوا جميعا إنهم تعرضوا لأشكال مختلفة من التعذيب.

ونقلت المنظمة عن رجل احتجز في قاعدة تابعة للمخابرات العسكرية في حمص قوله إنه تعرض للضرب بالأسلاك وعلق من يديه.

وقال "كنت أترك معلقا هناك نحو ست ساعات، كانوا يضربونني ويسكبون الماء فوقي، ثم يستخدمون صواعق الكهرباء".

المعارضة السورية تطالب بتجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية

كونا، لبنان الان

إلتقى الجمعة ممثلون عن المعارضة السورية - من داخل سوريا وخارجها - مع اللجنة الوزارية العربية - المكلفة بمتابعة الوضع في سوريا - وذلك فى اجتماع مغلق بالقاهرة وبرئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى.

وقد التقى وفد من الهيئة العامة للثورة السورية برئاسة خليل الحاج صالح - ممثلا عن لجان التنسيق المحلية - في وقت سابق الجمعة مع الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية وقدم له مذكرة بشأن الأوضاع في سوريا.

وتطالب المذكرة الدول العربية بضرورة العمل على تخفيف آلام ومعاناة الشعب السوري وحماية أرواح شباب الثورة السورية السلمية. كما طالبت المذكرة المجلس الوزاري العربي الطاريء المقرر عقده غدا السبت بسرعة الاستجابة لمطالب الشعب السوري والتى تتمثل فى تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وكافة منظماتها إضافة إلى طرد سفراء النظام السوري من العواصم العربية وكذلك الاعتراف بالمجلس الوطني السورى المعارض كممثل شرعى ووحيد عن الشعب السوري .

وعلى الصعيد الميدانى, أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية عن ارتفاع حصيلة عدد الشهداء المدنيين الجمعة فى عدة مدن سورية برصاص قوات الأمن التابعة لبشار الأسد لتصل إلى 26 سوريا.

كان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامى عبد الرحمن قد أعلن - فى وقت سابق الجمعة - عن ترحيبه بتقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان فى العالم والذى تتهم فيه السلطات السورية بارتكاب جرائم ضد الانسانية فى مدينة حمص.

جدير بالذكر أن سوريا تشهد منذ منتصف شهر مارس من العام 2011 ثورة شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد, مما أسفر حتى الآن عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن .

ضابط سوري: المنشقون بلغوا أكثر من 25 ألفا

عكاظ، UPI

تتزايد حركة الانشقاقات عن الجيش السوري، وسط قمع متزايد بحق المتظاهرين، إذ أكد النقيب المنشق عن الجيش السوري، عمار الواوي، قائد كتيبة أبابيل في حلب السورية، أن عدد المنشقين في الجيش بلغ أكثر من 25 ألفا من كافة الرتب العسكرية، رافضا في نفس الوقت تسليح الثورة التي يحميها المنشقون.

وقال الواوي في حوار مع صحيفة «الشروق» الجزائرية أمس: إن 25 ألفا ما بين ضباط وضباط صف، كلهم يقفون اليوم بجانب المتظاهرين العزل، ولدينا مفاجآت في اليومين المقبلين، حيث سنعلن عن منشقين آخرين من ضباط سامين.

وأوضح أن الجيش السوري الحر لا يعلن عن أسماء هؤلاء إلا عندما نتأكد تماما أن عائلاتهم وذويهم بخير وفي مكان آمن لهم، نحن لا نريد تكرار تجربة بعضنا، حين أبيدت عائلاتنا أو احتجزت أو حتى فقدت.

ورفض الاتهامات الموجهة للضباط المنشقين بتنفيذ أجندة أجنبية قائلا: إذا كنا نحن كمنشقين نعمل مع جهات خارجية تستهدف أمن سوريا، فلماذا لا توافق على إصلاحات الداخل، وإذا كنا سلفيين مثلما يقولون، فهل الفنانة مي سكاف والناشط عارف دليلة والمسيحي ميشال كيلو سلفيون؟.. إن النظام يختلق حججا ويلعب على وتر الطائفية في كل المجالات، حتى إنه قال أيضا إن قناة الجزيرة توزع حبوبا مهلوسة على المتظاهرين.

واتهم الرئيس السوري بشار الأسد بإعطاء تعليمات بقتل كل من ينزل للشارع حتى الحيوانات في محاولة لخنق الشعب، كما رش مدينة الرستن بمواد كيميائية، وقصفها جوا وبرا وبحرا، معتبرا أن ما تنقله كاميرات الهواتف لا يعادل 10 في المائة مما يحدث فعلا على الأرض.

وفي سياق متصل، أعلن معارضون سوريون مقيمون في القاهرة عن إقامة جنازة رمزية لجامعة الدول العربية تشمل مراسم تشييع وإقامة مجلس عزاء أمس أمام مبنى الجامعة وسط القاهرة.

وأكد عدد كبير من المعارضين المعتصمين منذ أوائل شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن إقامة الجنازة ومراسم التشييع تأتي تعبيرا عن تقاعس جامعة الدول العربية عن اتخاذ إجراءات قوية وحاسمة ترقى إلى مستوى أحداث العنف التي تشهدها المدن والبلدات السورية التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية والديمقراطية.

تبدّل موقف السودان من سوريا: دعم للإصلاح

الاخبار

منذ اندلاع الأحداث السورية تبدل الموقف السوداني من رؤية ما يحدث «مؤامرة دولية»، إلى داعم لحق الشعب في التغيير. إلا أن الحكومة السودانية تؤكد حرصها على الوضع السوري، وعدم نيتها تقديم دعم عسكري للمعارضة على غرار ما فعلته في ليبيا

اختارت الخرطوم أخيراً دعم مبادرة الجامعة العربية ازاء سوريا وتأييد مطالب الاصلاح، وهي إذ تفعل ذلك فإنها تكون قد غيرت موقفها الابتدائي الذي أعلنته عند اندلاع الاحتجاجات في سوريا حيث أظهرت وقتها دعماً واضحاً لنظام الرئيس بشار الأسد، رافضةً أي تدخل خارجي في ما رأته شأناً سورياً داخلياً، ولا سيما أن دمشق تعدّ في رأي الحكومة السودانية «سداً منيعاً يقف في وجه اسرائيل والاحتواء الغربي». ووصفت الحكومة وقتها ما يدور من احداث بأنها مؤامرة دولية، وأن ما يتعرض له النظام السوري حملة عدائية للنيل من مواقفه الوطنية والقومية المشرفة.

إلاّ انه ومع مرور الوقت سرعان ما تبدلت المواقف وأصبحت تسير في خط داعم للشعب السوري وحقه في التغيير والاصلاح. وبدا أن الحكومة السودانية قد أعادت ترتيب أوراقها في ما يخص الاحداث التي تجري في سوريا وفق منظور استراتيجي، ولا سيما بعدما قادت دولة قطر، حليفها الأبرز في المنطقة العربية، جهوداً مكوكية داخل أروقة الجامعة العربية لتخرج الأسبوع الماضي بالمبادرة العربية بعد موافقة جميع الدول الأعضاء عليها بما فيها السودان. كما بدا لافتاً الحضور القوي للخرطوم في دهاليز الجامعة العربية حيث تقود وأربع دول أخرى زمام المبادرة العربية الخاصة بسوريا. فقد ظل السودان حريصاً على الاجماع العربي في جميع الاجتماعات التي دعت اليها الجامعة لمناقشة الوضع في سوريا، وحريصاً في ذات الوقت على بسط رؤيته لمجريات الأحداث في سوريا على مائدة وزراء الخارجية العرب. وحسب مصدر حكومي مسؤول، فإن الدول العربية نزلت عند موقف السودان الداعي إلى اعطاء النظام السوري فرصة للحوار السياسي السلمي خاصة مع اقرار الاخير باستعداده اجراء حوارات مع القوى المعارضة، وذلك لمنع إراقة المزيد من الدماء. وأوضح المصدر لـ«الأخبار» أن وزراء الخارجية، ربما يأخذون خطوة متعجلة بإرسال مراقبين يتم تشكيلهم من الدول العربية إلى سوريا قبل إكمال الأسبوعين، الأجل الزمني المحدد لتنفيذ المبادرة، للاطلاع عن كثب على مجريات الأحداث.

في المقابل، يستبعد المصدر مصادقة مجلس الأمن على أي تدخل خارجي في سوريا مع وجود الفيتو المشترك – الروسي الصيني، الذي يدعم الحل السياسي ويأتي متوافقاً مع موقف الجامعة العربية. وأضاف «التدخل الخارجي غير وارد إذ إن النظام السوري غير منهار والمعارضه غير مسلحة».

وفيما يذهب محللون الى أن مواقف القيادة السودانية من الأحداث العربية تحكمها رغبة لدى الخرطوم في أن تنتزع لها مكاناً في إعادة رسم وتخطيط السياسية الاقليمية للدول، سواء كان في محيطها العربي أو الافريقي، يشرح المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، العبيد أحمد مروح، موقف السودان من القضية السورية، مشيراً في حديث مع «الأخبار» إلى أنه «جاء بناءً على تقديرات مبدئية تستند إلى ركيزتين؛ الأولى هي الحاجة إلى الانفتاح السياسي والاصلاح الشامل في العالم العربي بما يمكن الشعوب العربية من المشاركة في صناعة حاضرها ومستقبلها السياسيين، والثانية أن يكون هذا الانفتاح والاصلاح بإرادة وطنية خالصة وفق تقديرات زمنية متفق عليها بين تيارات الأمة وقواها الحية حتى تتجنب الشعوب العربية الوقوع في براثن مخططات الاعداء والانزلاق إلى حالة الفوضى».

أما المحلل السياسي الطيب زين العابدين، فأوضح لـ«الأخبار» أن «موقف السودان تجاه الثورة السورية هو جزء من موقفه الثابت تجاه كل الثورات التي اندلعت في المنطقة العربية، وهو الوقوف ضد الثورات ورفضها وعدم تأييدها». وهذا الموقف في رأي زين العابدين «مُبرّر؛ فالنظام في السودان يشبه تماماً تلك الانظمة العربية التي ثارت ضدها شعوبها، وهو بالتالي لا يريد أن يتخذ موقفاً ضد نفسه، لكن في معظم الاحيان يتجنب النظام الاعلان بوضوح عن موقفه ذاك، وما حدث أثناء الثورة المصرية اوضح دليل على ذلك؛ فمنذ اندلاعها وحتى نجاحها في إطاحة نظام مبارك، لم يشر التلفزيون السوداني الرسمي إلى الامر من بعيد أو قريب».

ويذهب في تفسيره لتبدل موقف الحكومة تجاه الثورة السورية إلى القول إنه لا يخلو من محاولة للحاق بركب المؤيدين للثورة. وأضاف «مثلما كانت القيادة السودانية أول من يزور مصر وليبيا بعد نجاح ثورتيهما، فإن الرئيس سيسارع إلى زيارة سوريا فور سقوط نظام الاسد، وذلك ايضاً لكسب النظام الجديد إلى جانبه».

ومن هذا المنطلق، يستبعد مراقبون سودانيون بروز دور منفرد للسودان في الملف السوري على غرار دوره في ليبيا، ولا سيما أن الدول العربية تريد رؤية مشتركة لحل الأزمة السورية على عكس ما حدث مع ليبيا التي نشطت دولتا قطر والسودان في دعم ثوارها الى جانب التنسيق عالي المستوى الذي تم بين الدوحة والخرطوم وكان من ثمراته إطاحة نظام العقيد الليبي معمر القذافي وذلك بتقديم كل أنواع الدعم والمساندة للثوار الليبين بما في ذلك تقديم السلاح، باعتراف الرئيس السوداني، عمر البشير نفسه برفد بلاده بالسلاح للمقاتلين الليبيين.

وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» عن تقديم عدد من الدول، بما فيها قطر، دعماً مالياً للسودان للمساهمة في تجميع الأسلحة الثقيلة التي كان يحتاج إليها الثوار داخل مصانع السلاح السودانية التي كانت تفقتد بعض القطع. وأوضحت المصادر «أن الوقت لم يكن يسمح باستيراد اسلحة من الدول الغربية، لذلك ثمة دعم مالي قدم للخرطوم من دول كثيرة، من بينها قطر، لتصنيع بعض أنواع الاسلحة في الداخل ثم ارسالها الى الثوار في ليبيا». إلا أن مصادر حكومية سودانية كانت حريصة على التأكيد لـ«الأخبار» أنه من غير الوارد تقديم السودان أي دعم مسلح لمعارضي النظام السوري. وأكدت ذات المصادر أن «سوريا تظل دولة ممانعة، وأن مواقف النظام السوري كان على الدوام مناصرة للمواقف القومية السودانية». وقالت «على الرغم من اختلاف الايديولوجيات بين السودان وسوريا فإن الدولتين ظلتا على توافق تام في كافة القضايا».

مصريون مستعدون للسفر إلى سوريا للمشاركة فى الثورة

الوفد، دنيا الوطن

قال المعارض السوري البارز "مأمون الحمصي أن بعض الشباب المصري على استعداد للسفر إلى سوريا للدفاع عن إخوانه من الشباب السوريين الذين تقتلهم آلة الحرب السورية.

وأكد أن الشباب المصري طلب تكراراً السفر إلى سوريا لمؤازرة الشعب السوري في محنته وثورته ضد بشار الأسد ، أما "طهران وبغداد وبيروت وانقره" فقد تعاملوا مع القضية السورية بمنطق مختلف حيث أمدوا النظام السوري القاتل بالمال والسلاح والمرتزقة لقتل الثوار السوريين .

وطالب " الحمصي" خلال حلقته المسجلة "ضد التيار" على قناة الفراعين والتي ستذاع اليوم الجمعة في الساعة السابعة مساء، بضرورة أن تقف جامعة الدول العربية أمام مسئولياتها وتتخذ قراراً من شأنه الانحياز إلى جانب الشعب السوري وليس إلى جانب الحاكم الفاسد .

ويشير إلى أن اعتقال ابنه "ياسر" لن يجعله يغير موقفه أو يهادن الفاسدين ، ويبكي "الحمصي" وينتحب ويصرخ قائلاً :"لقد تسببوا في قتل أبني "مصعب" ولا أبكي عليه ولكن أبكي "حمزة الخطيب" الذي هو أبني أيضاً مثل كل الأطفال السوريين الذين يقتلهم المجرمون في سوريا تحت الدبابات والمدرعات.

وقال : أصرخ في كل الحكام العرب واستصرخ فيهم ضمائرهم أن ينظروا بعين الرحمة لشباب وأطفال سوريا الذين يموتون كل يوم، بدلاً من أن تعطي جامعة الدول العربية فرصة جديدة للنظام السوري ليقتل شعبه وساعتها لن يغفر التاريخ للحكام العرب هذه الجريمة التي ارتكبوها في حق الشعب السوري الأعزل الذي يبحث عن حريته.

عماد مصطفى: أميركا تدفع أموالا للجماعات المعارضة في سوريا

النشرة اللبنانية

أشار السفير السوري في الولايات المتحدة الأميركية عماد مصطفى الى أنّ "أميركا سحبت سفيرها من سوريا مدعية ذلك لاسباب أمنية"، معتبراً أنّ اميركا عاجزة عجزا كاملا عن تفهم مصالحها الحقيقية في المنطقة، ومؤكّداً أنّ "وجود السفير السوري في دمشق ليس مرتبطاً بعودة السفير الأميركي الى سوريا، وهذه المسألة ليست مفصلية، فلا يجب إعطاء المسألة أكبر من حجمها".

وأكّد مصطفى في حديث لقناة "nbn" أنّ "ما لا تريده سوريا هو عدم استخدام عودة ورقة السفير الأميركي مقايضة"، مشيراً الى أنّ "أميركا أعلنت أنه سيعود والمشاورات انتهت وسيعود قبل عيد الشكر، فالحكومة الأميركية عبرت عن ذلك بأنه مفيد جدا وجود سفيرنا في دمشق".

ولفت الى أنّ "تاريخ علاقات اميركا المتأزمة مع سوريا تعود الى الخمسينيات، فأميركا تكنّ عداء تاريخيا ومتأصلا تجاه سوريا"، معرباً عن عدم اعتقاده أن هناك مشاهدا عربيا وحيدا يقتنع بأن اميركا تريد مصالح الشعوب العربية وتهتم بمستقبلها، فأميركا واسرائيل لديهما مشروع شامل للمنطقة، وأميركا منفذة لمشروع اسرائيل، لكن سوريا ليست حجر العثرة الوحيد لكن حجر عثرة متقدم عبر عقود متتالية".

من ناحية أخرى وحول موضوع العقوبات على سوريا، أوضح مصطفى أنّه "لا يوجد إثنان يختلفان أن هذه فرصة لأميركا لتحقيق أهدافها حول ما يحدث في سوريا"، مشيراً الى أنّ "سوريا حسمت موضوع أميركا منذ وقت طويل، وليس لديها أي حسابات مالية في أميركا". وأشار أيضاً الى أنّ "أميركا تدفع أموالا للجماعات المعارضة، فهم يمولون مؤسسات اعلامية تحرض على الفتنة واثارة الغرائز الدموية"، معتبراً "الحرب النفسية عاملا مهما جدا".

ورأى مصطفى أنّ "أميركا لديها نوعان من الحسابات: الحل الاقصى أن يسقط النظام، أما الحل الآخر أن ينهك الحكم في سوريا ويغرق في أزمة داخلية، فبالنسبة لأميركا إذا انشغلت سوريا في ازمة داخلية لا بأس"، معبراً عن "أسفه الشديد من الحكام العرب الذي يهوون الرضا الأميركي عليهم"، لكنّه أكّد "أنّ سوريا لا تستهين بالضغوط الأميركية ولكن عندما تهدأ الساحة تتحول ضغوطهم الى جعجعة".

مناع: إنسحاب الجيش السوري من بعض المناطق الحساسة سيؤدي الى كارثة

النشرة اللبنانية

أكد القيادي في "هيئة التنسيق الوطنية" هيثم مناع في حديث الى "الاخبار" أن صفحة الاعتداء على المعارضين أمام الجامعة العربية طُويَت بأقل الأضرار الممكنة بعدما رفض مَن تعرّض له رفع دعوى قضائية وبعدما تبادل أطراف من المعارضات السورية، خصوصاً الوجه الأبرز في "المجلس الوطني السوري" برهان غليون، والقيادي في "هيئة التنسيق"، المستقلّ حالياً، سمير العيطة، رسائل "حُسن النوايا" بإدانة الاعتداء من جهة، والاعراب عن الشكر على إدانته من جهة ثانية.

وأشار مناع الى أن "الموعد الرسمي المحدَّد لهم في الدوحة هو مع ولي عهد قطر، الأمير تميم بن حمد آل ثاني، لكنّ القيادة القطرية وضعتنا في أجواء احتمال أن تطول زيارتنا أكثر لأنّه قد تحدد مواعيد أخرى إضافية"، قد تكون مع الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، أو مع رئيس الحكومة، وزير الخارجية ورئيس اللجنة العربية المكلفة الاتصال بالقيادة السورية، الشيخ حمد بن جاسم.

ويبرر منّاع زيارته وزملاءه للقاء المسؤولين القطريين بالقول "نشعر بأن قطر لا تلعب الدور المنوط بها كرئيس مسؤول عن المبادرة العربية، بدليل أنه عندما وضع أمير قطر ورئيس وزرائها ثقلهما، تمكّنا من التوصل إلى حلّ في الازمة اللبنانية (بعد أحداث أيار 2008) وفي الأزمة السودانية بدارفور".

وعن أجواء اجتماعهم مع العربي والتحضيرات للملفات التي سيناقشونها مع القيادة القطرية، تساءل منّاع: "لماذا لا نجد مدافعين عن المبادرة العربية على شاشة فضائية الجزيرة (القطرية)، ولا نرى إلا من ينعاها ويهاجمها منذ اليوم الأول لولادتها". وهنا يبلور منّاع موقفه وزملاءه في "هيئة التنسيق" إزاء المبادرة العربية نفسها، مشيراً إلى شعور بأنّ التقصير في تنفيذها يقع على عاتق الطرف العربي أساساً "لأنهم لم يضعوا آلية لتطبيقها بنحو حسّي كإرسال فوري لمراقبين إلى سوريا"، ليخلص إلى التعبير عن مخاوف من أنّ هذه المبادرة "كانت إمّا إعطاء وقت للنظام، أو مقدمة للتدخُّل الدولي»، وليتساءل مجدداً عن الطرف الذي لا يريد السير بالمبادرة العربي غير النظام السوري، "هذا إذا سلّمنا جدلاً بأن النظام لا يريد تطبيقها".

وفي السياق، يكشف أن السفيرة الأميركية لدى مصر أبلغته أن "واشنطن لا تريد التدخل في سوريا وأنها ضدّ التدخل العسكري، بالتالي مَن يرفض المبادرة العربية؟". ويضيف منّاع نقطة تحدّث عنها هو وزملاؤه مع المسؤول العربي ومع السفيرة الأميركية، وهي رفض "هيئة التنسيق" لفرض النموذج والتدخل التركيين في سوريا، لأنّ ذلك "سيكون كارثياً لكونه سيؤدي إلى مواجهة بين العرب والأكراد من جهة، وبين المسلمين والمسيحيين من جهة أخرى".

وعن تفاصيل اللقاء الذي عقد أمس مع نبيل العربي، يشدد منّاع على أن الوفد السوري اقترح عليه مجموعة "خطوات ملموسة" لإنجاح الخطة العربية، بما أن النقاط العامة لا تكفي، فعلى سبيل المثال، يوضح مناع أنّ "انسحاب الجيش السوري من بعض الأحياء الحسّاسة في حمص كبابا عمرو سيؤدّي إلى كارثة مذهبية لكون المسلّحين ــ ممن يسمونهم منشقّين على حد تعبيره ــ سيبقون على أسلحتهم، مثلما أنّ بقاء الجيش في هذه الأحياء على هذا الشكل سيؤدي أيضاً إلى كارثة، فلماذا لا نرسل مراقبين في ظل بقاء الجيش ليقيموا منطقة عازلة (zone tampon)". كما أنّ وفد "هيئة التنسيق" طرح على العربي خطوات حسّية أخرى وفق ما يكشفه مناع، من نوع "إرسال لجنة تقصّي حقائق فوراً تكون تابعة لمجلس حقوق الانسان (التابع للأمم المتحدة) ــ وهم مستعدون لذلك ــ إضافة إلى إرسال طائرة صحافيين عرب وأجانب فوراً من القاهرة إلى سوريا من دون انتظار إعطائهم تأشيرات دخول من قبل السلطات السورية"، وهو ما شدد عليه عبد العظيم إثر لقائه المنفرد بالعربي أول من أمس، عندما أشار إلى "توفير آليات لحماية الشعب وإرسال مراقبين عرب ودوليين وفتح الطريق أمام منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام لزيارة سوريا".

وفيما يوضح أن الوفد السوري حدّد لنبيل العربي بدقّة "مناطق الخطر وطرق معالجتها" في سوريا حالياً، فإنه يلفت إلى أن الأمين العام للجامعة سجّل جميع الملاحظات ليطرحها على اجتماع وزراء الخارجية العرب، رافضاً الكشف عن الكلام الذي أدلى به العربي أمام وفدهم، ولو أنه كشف عن أنّ حديثاً دار بين الطرفين "عمّا يمكن الطرف الروسي أن يفعله في هذا الاطار".

مسيحيو سوريا ومناهضو النظام: أزمة ثقة مفتوحة

النشرة اللبنانية

التقت شخصيات مسيحية من «قوى 14 آذار» ببعض المعارضين السوريين المقيمين في لبنان وسمعوا منهم كلاماً وصفوه بـ«المقلق». فقد نقل إليهم السوريون المعارضون أن «تماهي غالبية المسيحيين مع السلطة في سوريا ووقوفهم إلى جانبها يخلق مرارة في كثير من الأوساط السورية». وبحسب هؤلاء فإن «المسيحيين يظهرون حماسة استثنائية في الدفاع عن النظام والحكم. وهم يتبنون الخطاب الرسمي لا بل يزايدون أحياناً عليه، ويصدرون الأحكام المسبقة حول اي تغيير قد يحصل على مستوى السلطة. ويسهمون في تعميم الخوف والترهيب من حكم الإسلاميين الذي برأيهم سيكون بديلاً مؤكداً لأي تغيير في سوريا». يضيف المعارضون «ان هذه المواقف الصادرة عن المسيحيين تؤسس لمناخات من الشكوك المتبادلة وغياب الثقة بين مكونات المجتمع السوري، لا تنعكس بأي حال من الاحوال على استقرار البلد وتعايش ابنائه».

وقد حرص المعارضون السوريون على التوضيح لمضيفيهم انه «على الرغم من كل ما يُشاع اليوم، لم تعرف سوريا التمييز الطائفي. لسنا كاللبنانيين نسأل عند اول لقاء عن طائفة الآخر. ولولا بعض العادات الاجتماعية ذات الخلفية الدينية لتعذر على كثيرين معرفة طائفة جيرانهم. ومع ذلك لا تدخل هذه في الحسابات والعلاقات الانسانية. لكن الواقع اليوم يبعث على القلق والحزن معاً. فغالبية المسيحيين يجاهرون بالدفاع عن النظام، وفي الحد الادنى، لا يدينون ايّاً من سلوكياته. وخلفية هذا السلوك مصلحية بالدرجة الاولى قائمة على حسابات الربح المادي سواء في السوق الاقتصادية او الوظائف، كما يستند هذا السلوك في احد وجوهه الى خوف حقيقي، وان غير مبرر، من التغيير وتحويل سوريا الى قاعدة حكم إسلامي متشدد».

وكشف المعارضون «ان بعض الاعتداءات تمت على مسيحيين نتيجة تقديمهم معلومات الى الاجهزة الامنية استخدمت للتنكيل بالمعارضين والمتظاهرين. وقد سعى بعض مسؤولي المعارضة في الداخل الى تجنيب المسيحيين مثل ردود فعل كهذه لإبعاد شبح اية فتنة او استهداف. لكن الحقيقة لم نوفق دائماً خصوصاً ان بعض هؤلاء تسببوا باعتقال واختفاء عدد من الناشطين والتنكيل بهم. وبالتالي فقد تعرضوا لما تعرض له غيرهم من المخبرين من اعتداءات. نحن واعون جداً لما يحيكه النظام ويروج له ونسعى الى طمأنة المسيحيين لنزع ورقة الاقليات وحمايتها التي يتاجر بها النظام، لكن ذلك ليس سهلاً مع موقف المسيحيين المتشدّد في تبني كل مواقف السلطة والدفاع عنها».

حاولت الشخصيات الآذارية التوضيح للمعارضين «إن التعميم لا يجوز في موقف المسيحيين من الاحداث السورية. صحيح ان فئة من المسيحيين تبدي مخاوف من نتائج الربيع العربي على حضورها ودورها ومشاركتها الا ان هذا الامر لا ينطبق على جميع المسيحيين. وهنالك من ينحاز للربيع العربي في كل الاقطار لا سيما في سوريا».

اسهبت هذه الشخصيات في الحديث عن المواقف المختلفة للمسيحيين. اعطت «لقاء سيدة الجبل» مثالا. قرأت لهم بعض فقرات من البيان الختامي والتوصيات. ابتسم احد المعارضين وعلق بـ«تهذيب» قائلا «مع تقديري لما صدر عن المجتمعين في «لقاء سيدة الجبل» ولما نعهده من مواقف وطنية وقومية للمسيحيين الا ان اصداء هذا اللقاء لم تتعد الحدود اللبنانية وبعض النخب المتابعة في سوريا. فالمسيحيون السوريون بأغلبيتهم لم يسمعوا بمثل هذا اللقاء. هم يتحصنون وراء مواقف قياداتهم الروحية والسياسية وقد اوضحت هذه القيادات، خصوصا الدينية، مواقفها من دون اي التباس. وهي ترى في نظام البعث ضمانة لعلمانية الدولة وحاضنة للاقليات ودورها ومصالحها. وقد اجمع بطاركة الشرق الكاثوليك والارثوذكس على ضرورة الوصول الى تسويات مع النظام عبر شبكة حماية متبادلة. لكن ما لم تأخذه هذه القيادات في عين الاعتبار ان النظام يتهاوى وانه من العبث المراهنة عليه لا بل تصبح المراهنة ضرباً من الانتحار. وان مواقفهم ستجر على المسيحيين فترات طويلة من الخوف والنزاعات والانتقام. كثير من السوريين يأسفون ويحزنون لمواقف المسيحيين لكن قلة ترى فيهم خصوماً ينحازون الى جانب الجلاد. وهذه الاقلية لا يمكن التنبؤ بسلوكها سواء تجاه المسيحيين ام سواهم ممن تصنفهم في خانة الوشاة والمدافعين بشتى السبل عن النظام».

استفسرت شخصيات «14 آذار» عن السبل «لتوضيح الصورة للمسيحيين والتي تفترض في الوقت نفسه طمأنتهم الى حاضرهم ومستقبلهم لفك ارتباطهم بالنظام». واضاف احد الحضور بضرورة «العمل على مستويين نظري وعملي. اذ لا يكفي ان نقول للمسيحي لا تخف بل علينا ان نعطيه ضمانات بأن لا أسباب لخوفه». وهنا قاطع المعارض السوري محدثه اللبناني قائلاً «من يمكنه اليوم ان يعطي اية ضمانات؟ نحن كسوريين، مسيحيين ومسلمين، يفترض ان نكون ضمانة لبعضنا البعض مستندين الى تاريخنا ووطنيتنا ورغبتنا جميعاً برؤية سوريا حرّة ديموقراطية يحكمها القانون وتحترم فيها حقوق الانسان».

انتهى اللقاء ولم ينته النقاش. انتهى اللقاء ولم تنته المخاوف ولا أزمة الثقة المتبادلة.

«شل» و «توتال» تخفضان إنتاجهما من النفط في سوريا

رويترز، الاتحاد

أبلغت مصادر بصناعة النفط “رويترز”، أن شركتي رويال داتش شل وتوتال خفضتا بشكل كبير إنتاجهما النفطي في سوريا لأن العقوبات الدولية تجعل الصادرات مستحيلة. وهذا التطور علامة أخرى على أن العقوبات بدأت تؤثر على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت يدرس فيه المجتمع الدولي توسيع العقوبات ضد إيران وهي منتج نفطي أكبر كثيراً من سوريا.

ويمثل النفط السوري أقل من 1 بالمئة من الإنتاج اليومي العالمي، لكنه يشكل مصدراً حيوياً للإيرادات للحكومة السورية. وتقول قوى غربية إن دمشق قد تستخدم تلك الإيرادات لتمويل حملة عسكرية دموية لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. ودفعت العقوبات الأميركية والأوروبية التي تستهدف صادرات النفط الخام الكثير من المشترين المعتادين إلى التوقف عن شراء النفط السوري الذي يتدفق بشكل أساسي إلى أوروبا، ما تسبب في امتلاء صهاريج التخزين وأجبر الشركات المنتجة على تخفيضات في الإنتاج. وقال مصدر بصناعة النفط على دراية بقطاع النفطي السوي “الوزارة أصدرت تعلميات إلى جميع المشاريع المشتركة لخفض الإنتاج بشكل كبير”. وأكد مصدر ثان بصناعة النفط أن هذا يؤثر على مشروع شل المشترك في سوريا، وقال مصدر ثالث إنه أثر بالفعل على استثمارات توتال.