لقاء خاص: نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى ابو مرزوق 19/12/2011
قناة القدس .
استضافة "قناة القدس" في لقاء خاص، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى ابو مرزوق، للحديث حول العديد من النقاط المفصلية بالنسبة لحركة حماس ، منها علاقة الحركة "بمنظمة التحرير" ، واهم المراحل التي مرة بها حركته في الداخل والخارج ، وتحدث ايضا عن تجربة حماس في انتخابات 2006، وعن الجهود المبذولة لانهاء الانقسام، ودود حركته في الحكومه القادمه ، كما تطرق الى دور المجلس الوطني الفلسطيني بعد انهاء الانقسام، وعن الجهود المبذوله ايضا لانهاء الانقسام في القاهرة.
نص لقاء ابو أبو مرزوق:
المحطة الأولى يمكن أن نعتبرها الإنتفاضة الأولى ، نحن كنا نعمل وحدنا ولو كان هناك فكرة التعامل مع الآخر اي التعامل مع الحركات الإسلامية والتيار الوطني لكان هناك تقدم أكثر للحركة، هذا كان وقت الإنتفاضة الاولى، كانت هناك سلبية كيف نتعامل مع الآخر هذه الثقافة لم تكن موجودة، نحن رفضنا بالمطلق التعامل مع المؤسسات التي أنشأتها منظمة التحرير الفلسطينية لا سلبا ولا إيجابا، كان لهم طريق ولنا طريق، لهم إضراب في يوم ولنا إضراب آخر في يوم آخر ، لنا سياسة ولهم سياسة، لم يكن هناك قواسم مشتركة بالمطلق .
كان هناك رفض للتعامل مع منظمة التحرير بسبب موقفها السياسية ولكن كان يمكن لنا أن نجد القاسم المشترك الذي نتحدث عنه اليوم وبالأمس ، والتعاملات مع القوى الفلسطينية المستقلة أيضا لم تكن منفتحة، القوى الفلسطينية التي تخالفنا في وجهة النظر ، فلو كانت فكرة التعامل مع الآخر موجودة لكان من الممكن أن يكون وضع حركة حماس أكثر تقدما .
المحطة الثانية هي محطة إنطلاق العمل العسكري وخاصة كتائب عز الدين القسام في عام 89 لأن الإنتفاضة بدأ وهجها يذبل وبدأت الناس من كثرة الإعتقالات والهجمات من غير ردود فعل جماهيرية متناسبة مع الغطرسة الإسرائيلية برزت الحاجة إلى مواجهة مسلحة ، وكانت هذه محطة مهمة في تكوين الكتائب ولكنك لا تستطيع القول تأخرت أو تقدمت لأن سياستنا كانت تقتضي بعدم استخدام السلاح لأننا كنا نريد للإنتفاضة أن تكون انتفاضة شعبية . وإنتفاضات الربيع العرببي التي نشهدها الآن أخذت ذهنيا طابع الإنتفاضات الفلسطينية .
محطة الإبعاد إلى مرج زهور في لبنان حيث كانت محطة كبيرة ومدرسة استفادة الحركة منها كثيرا ، قيادات حماس في غالبها من الإستشهادين ومن تولى القيادة الأن ومن هم في الحكومة ومعظم القيادات في المجلس التشريعي، لو اتطلعت على خلفيتها ستجدها مدرسة مرج الزهور ، هذه التجربة جعلت هناك انفتاح على الآخر ، إنفتاح على القوى الفلسطينية الأخرى، إنفتاح على مكونات الحركات الإسلامية الأخرى . كان أبرز ما في هذه المحطة تعريف العالم بحركة حماس ، بالإضافة إلى الإنعكاس الداخلي حيث تعرفت قيادات الخارج على قيادات الداخل والعكس بصورة مباشرة ، وتعايشت القيادات مع بعضها لمدة كبيرة من الزمن .
المحطة الرابعة وهي وجود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، هذه محطة كانت تجربة كبيرة من حيث السياسات التي اتخذتها الحركة تجاه المشروع القادم والتعامل مع السلطة ومنظمة التحرير ، كان هناك بكج سياسي موجود في هذه المرحلة ، كانت هذه محطة كبيرة تم فيها بروز الحركة كمعارض أساسي لنهج التسوية ، وبرز النهج المقاوم في الحركة عن الخط الآخر وهو نهج التسوية الفلسطينية.
المحطة الخامسة هي انتفاضة الأقصى وشارك فيها الكل الفلسطيني وكان فيها الكثير من التعاون بين المنتفضين أنفسهم، وبالتالي السلبية التي كانت موجودة في الإنتفاضة الأولى لم تكن موجودة في الإنتفاضة الثانية وكانت الإنتفاضة الثانية فيها عسكرة أكثر كثيرا من الأولى .
الإنتفاضة لا يمكن أن تقوم بقرار فصائلي ، الإنتفاضة بذرة تنمو في وسط شعبي والفصائل جزء من هذا الوسط ، وتتراكم شيئا فشيئا حتى تصل إلى نقطة الاعودة حتى تنفجر في وجه العدو ،يصبح هناك إنغلاق في المسار السياسي والمسارات الأخرى ، والفصائل تأخذ المبادرة وتنطلق ، هذه هي الإنتفاضة حقيقتا .
أصبح هناك عسكرة في البداية لأن قوى الأمن الفلسطينية التي كانت هي أصلا مسلحة شاركت في هذه الإنتفاضة عكس ما صمم في مسارات التسوية بان يكونوا حارسين لهذه الإتفاقيات ومانعين للإنتفاضة المسلحة وضابطين لطموحات الشعب في التحرر ، هذه القوى الفلسطينية شاركت في غالبها في الإنتفاضة ، ولو لاحظت العنف الذي واجهت به الإحتلال الإسرائيلي هذه القوى كان غير معقول من تدمير المطارات وتدمير المؤسسات وتدمير المقاطعة والبنى التحتية للسلطة .
بلا شك أن أبو عمار لم يكن خياره السياسي فقط المطروح على الطاولة، كان خيار المقاومة بيده وفي خلفيته الذهنية، صحيح أنه أراد من استخدام هذه الوسيلة لتحسين موقفه التفاوضي، ولكن في النهاية استخدم المقاومة لمواجهت الإحتلال الإسرائيلي، وكان هذا قاسم مشترك كبير مع فصائل المقاومة الفلسطينية وكانت هذه مساحة كبيرة للتعامل بين القوى الفلسطينية مجموعة .
المحطة السادسة في عام 2006 وهي المحطة الاساسية في مسار الحركة ، وهي محطة الإنتخابات، وأعتقد أنه دائما من يكون في سدة الحكم تنشأ بصورة طبيعية انقسام الناس إلى قسمان وينشأ بشكل أساسي قسم معارض لأنه ينتظر فعل شيء لا يتحقق وقسم راضي يشعر بان هناك ما تحقق وجزء يبقى حيادي حتى يتحيز إلى هذا أو ذاك ، لا شك ان الصورة التي كانت
تمارسها الحركة هي صورة المقاومة وخدمة الشعب الفلسطيني بمختلف المناحي ولا شك أن شعبيتها كبيرة جدا ، ولا شك أنه لا زالت للحركة شعبية كبيرة في الضفة الغربية .
اعتقد أن السبب الأساسي في انخفاض الشعبية لحركة حماس أنهم لم يعطوا الحركة الفرصة لممارسة هذه التجرببة، هذه التجربة قوبلت بمحاربة كبيرة سواء في التمويل المالي وانقطاعه أو كان في الحصار لهذه التجربة ، وكان هناك حرب في مختلف الساحات ضد هذه الحكومة وضد ما حصل في قطاع غزة ، كان هناك حرب سياسية ودبلوماسية واقتصادية ، وتجفيف الموارد ومتابعة حثيثة لمحاصرة هذه الحركة في بقعة صغيرة ، وشاركت في هذه حكومات عديدة ، الحكومات العربية والحكومات الإجنبية وكانت قمة المحاربة في الآلاف الذين انجرحوا واستشهدوا في هذه الحرب ودمر الكثير من المساكن داخل هذا الحصار . ولكن لا ينكر أحد أن هذه التجربة كانت عظيمة وغير مسبوقة في التاريخ البشري ، بأن يحاصر ناس في هذه البقعة دون موارد وبكافة أشكال الضغوط والحصار والحرب ثم تجد هناك استقرار وحكومة وأمن مستتب وكثير من الخطط والآليات لكسر هذه الجدار رغم الطبيعة القاسية .
في الحكومة القادمة ليس هناك بد من توافقنا لأنه في النهاية المصالحة الفلسطينية التوافق هو عنوانها في كل المجالات بما فيه رئاسة الحكومة، الإستحقاق الدستوري هو أن حماس هي التي تعين رئيس وزراء لأن الأغلبية في المجلس التشريعي عندها ولكن حين يكون هناك مصالحة وتوافق لا بد للطرفين من أن يخرجوا بصيغة عليها توافق وطني ، لذلك كانت المصالحة أحد عناوينها أن نشكل حكومة لا يكون أعضائها لا من فتح ولا من حماس ولكن تكنوقراط بمعنى أناس فنيين يقومون بهذا والشعب الفلسطيني مليء بالطاقات التي تستطيع إدارة أي دفة قادمة .
طرح عدد من الأسماء لتشغل الحكومة القادمة ولكن حتى الآن لا يوجد توافق عليها، ولا مجال الحديث عن أسماء الآن ، ولكن من بينهم الدكتور منيب المصري ودعني أصحح أن الدكتور سلام فياض لم يكن مرشحا لا من قبل حركة حماس ولا من قبل حركة فتح ، سلام فياض أصبح مرشح من قبل فتح بعد الجولة الثانية من الحوارات وتداول الأسماء وكان هذا رأي أبو مازن ولإعتبارات هو يعرفها . ، هناك توافق بأن يتم تاجيل موضوع سلام فياض في الإجتماع السابق لحين استحقاق قادم للحوار حسب الفصائل ولكن لا أتوقع أن يتم تغيير وستبقى الحالة على حالها في هذه الجولة القادمة .
في حال قبل الرئيس محمود عباس بان يكون المرشح مرشح توافق وليس الحالة الراهنة في اليوم التالي سيتم الإعلان عن الحكومة القادمة .
هل الشعب الفلسطيني لا يوجد به شخص يمكن له أن يتم واجبات الحكومة وفق القضايا التي ذكرتها ويريدها أبو مازن لا يوجد رجل آخر غير سلام فياض ليخدم هذا الموقع !!!. إذا سمحنا للأمريكان والإسرائيليين في التدخل لإختيار شخصيات معينة لن يتوقف الحال عند شخص رئيس الوزراء ، ويجب أن يكون من أول الرافضين لطريقة الإختيار هذه سلام فياض نفسه ، وأعتقد أن موقفه موقف سليم حين قال أن موقفه لا يمكن أن يكون إلى مع خيار الشعب الفلسطيني وخيار التوافق الفسطيني .
أعتقد أنه إنجاز كبير أن يوافق الأخ أبو مازن وحركة فتح بالدعوة إلى ما تم الإتفاق عليه في 2005 ليجتمع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة واليوم ستوجه الدعوات في 22 من الشهر الجاري .
هذا الإطار الجديد يجمع أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئاسة المجلس الوطني وعدد من المستقلين يتم التوافق عليهم بالإضافة إلى الأمناء العامين للفصائل الغير موجودة في منظمة التحرير الفلسطينية، هذه الصيغة جعلت مساحة لكل الفصائل الفلسطينية أن تكون فيه، وليس هذا بديل عن اللجنة التنفيذية ولا يمكن أن يمس صلاحياتها وهو بمهام محددة لها علاقة في الفترة الإنتقالية حتى إنتخاب أو اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الجديد ، حيث سيناقش فيها الشان الفلسطيني ويعمل على إنتخاب الأعضاء للمجلس الوطني الجديد الذي سينتخب اللجنة التنفيذية الجديدة وسيكون فيه كل الأطياف الفلسطينية .
المجلس الوطني يجب أن تبدأ خطواته في مايو القادم في شهر 5 من المفروض أن يكون في هذه الفترة حديث عن المجلس الوطني وتكوينه ، والتوافق على انتخابات في القطاع والضفة يرافقها أيضا انتخابات في الخارج لتشكيل مجلس وطني . ولن تحرم أي جهة وأو تجمع من التمثيل في المجلس الوطني ، هذا هو القاعدة الرئيسة التي يجب أن نعمل على تحقيقها .
نحن نسير بطريقة صحيحة إلى الأمام لصالح شعبنا الفلسطيني، نحن حينما نتكلم عن المقاومة الشعبية لم نتكلم عن بديل للمقاومة المسلحة وحينما تكلمنا عن المقاومة في وثيقة الوفاق الوطني تكلمنا عن المقاومة بكافة أشكالها وبالتالي كيف ستعمل أنت مع الآخر ، لا بد أن تكون أنت وهو متوافقين على مساحة للعمل سويا فإذا كان هو موافق على المقامة الشعبية وأنا موافق على المقاومة الشعبية والمسلحة وهو معترض على المقامة المسلحة فالنعمل سويا على المقامومة الشعبية نعمل على ما توافقنا عليه وحين إذن يعذر أو لا يعذر أحدنا الآخر بشأن المقامومة المسلحة هذا يصبح شأن فصائلي .
أعتقد أن فريق المصالحة الذي نفاوضه وعلى رأسه عزام الأحمد أعتقد بأنه جاد ويريد المصالحة والوصول إلى حل ولكن القضية فيها الكثير من الصعوبات وهناك رفض أمريكي واسرائيلي لهذه المصالحة .


رد مع اقتباس