ادعموا المحاولة الفلسطينية لإقامة الدولة
ادعموا المحاولة الفلسطينية لإقامة الدولة
صحيفة نيويورك تايمز – كيث إليسون (نائب ديمقراطي في الكونغرس)
الخميس 22/9/2011
ترجمة مركز الإعلام
ينبغي على الولايات المتحدة دعم السلطة الفلسطينية في محاولتها إقامة الدولة في الأمم المتحدة، فالشعب الفلسطيني يستحق دولة الآن. وبعد مضي أكثر من عقدين على المفاوضات غير الناجحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يمكننا تفهم المسار الذي اتخذته السلطة الفلسطينية حينما توجهت إلى الأمم المتحدة، يمكن لهذه الهيئة الدولية أن تتوسط في النزاع وأن تعترف بإقامة الدولة. وعلى الرغم من أن اتفاقات أوسلو كانت ناجحة في بداية التسعينيات قبل اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، أخذت المفاوضات المباشرة بالتدهور إلى أن وصلت أدنى مستوياتها.
ونظرا للجمود الحاصل وللتوسع الاستيطاني الإسرائيلي الحالي، بدأت السلطة الفلسطينية بخطو خطوات البوسنا والهرسك وأرتيريا وجنوب السودان – تلك الدول التي نجحت في نيل الاعتراف في الأمم المتحدة. حصل الأمر ذاته مع دولة إسرائيل (حليفتنا) التي نالت الاعتراف في الأمم المتحدة عام 1949.
يجب على قادة العالم أن يتوقفوا عن انتقاد النوايا الفلسطينية الهادفة لاتباع العملية القانونية ذاتها التي حصلت بها الكثير من الدول على الاعتراف الدولي. حاول القادة الفلسطينيون إقامة الدولة من خلال العنف والإرهاب: فقد اختطفوا طائرات في السبعينيات، وفجروا حافلات في الانتفاضة الثانية. لقد شجب المجتمع الدولي تلك الأعمال الإرهابية في ذلك الوقت، أما الآن فالسلطة الفلسطينية، على العكس من حماس، تسعى إلى إقامة الدولة بوسائل سلمية وبطرق دبلوماسية، فلماذا نقوم بإحباط جهودها؟
لقد تضمنت انتقادات السلطة الفلسطينية لرغبتها في الذهاب إلى الأمم المتحدة على تأكيدات بأن هذا النهج هو نهج أحادي الجانب ويتسبب في إعاقة المفاوضات مع إسرائيل. في الحقيقة، إن عملية حصول السلطة الفلسطينية على اعتراف بإقامة الدولة في مجلس الأمن لهي عملية متعددة الأطراف بالتأكيد. لا يمكن لأحد الآن أن يقول أن هناك حاجة لمفاوضات مباشرة من أجل حل قضايا الوضع النهائي العالقة في الصراع، بما في ذلك الحدود، والأمن القومي وإعادة اللاجئين، بالإضافة إلى مزاعم الطرفين في القدس. بالفعل، لقد قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه سوف يحث إسرائيل على استئناف المفاوضات بشكل فوري بعد التصويت في الأمم المتحدة. لذلك، ينبغي على كلا الطرفين أن يتجنبا العنف وأن يعملا من أجل إصلاح العلاقات.
لوح البعض من زملائي في الكونغرس بالتهديد بقطع مساعدات الولايات المتحدة الموجهة للسلطة الفلسطينية إذا واصلت الأخيرة ضغوطها بشأن إقامة الدولة. يجب علينا أن نتذكر بأن مسؤولين من جميع الدول اعترفوا بأن المساعدة الأمريكية قد
حسنت كثيرا من الوضع الأمني لإسرائيل وللفلسطينيين. وبفضل المساعدة الأمريكية السخية تدنت حوادث الإرهاب في إسرائيل بشكل كبير في منتصف العقد الماضي.
ونظرا لتعاونها الأمني الناجح مع السلطة الفلسطينية، قالت الحكومة الإسرائيلية في تقرير نشرته مؤخرا بأنها "تدعو العالم إلى مواصلة الدعم الدولي لميزانية السلطة الفلسطينية ولمشروعاتها التنموية". إن من شأن تقويض التقدم الحالي من خلال قطع المساعدات الأمريكية أن يؤدي إلى نتائج عكسية – خصوصا بالنسبة لإسرائيل وللولايات المتحدة - الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التأخير في عملية السلام في الشرق الأوسط.
الشعب الفلسطيني يرغب، بل يستحق أن يمتلك وطنا معترفا به دوليا على أنه دولة. لدى المجتمع الدولي عملية وإجراءات رسمية للاعتراف بالدول، والسلطة الفلسطينية تتبع هذه العملية، وهي حقا تسعى إلى الانضمام للمجتمع الدولي هذا الشهر، لذلك يجب على قادة العالم أن يفعلوا الصواب. إن استخدام السلطة الفلسطينية للدبلوماسية متعددة الأطراف لإقامة الدولة لهي بمثابة خطوة إلى الأمام باتجاه تحقيق حل الدولتين وباتجاه تحقيق استقرار أكبر في الشرق الأوسط. إنها فرصة وليست تهديدا، وينبغي علينا اقتناصها الآن.


رد مع اقتباس