«زعماء العالم لا يصدقونه»: خطاب نتنياهو المرتقب رهان حياته
عرب 48
تاريخ النشر: 04/03/2011 - ساعة النشر: 14:07
كتب المحلل السياسي في صحيفة «هآرتس»، ألوف بن، إن «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصل الى نقطة الحسم، التي حاول تفاديها على مدى سنتين: الاختيار بين الايدولوجيا التي تربى عليها ومعتقداته الداخلية، وبين اضطرار زعيم دولة صغيرة متعلقة تماما بالدعم الدولي. ومثل كل سابقيه، خضع نتنياهو أيضا للضغط الخارجي، وقرر الخروج في مبادرة سياسية تحطم العزلة الثقيلة التي علقت فيها إسرائيل».
وأوضح بن إن « نقطة انكسار نتنياهو جاءت في أعقاب تطورين متوازيين، من الخارج ومن الداخل. الفيتو الذي استخدمه الرئيس الأمريكي براك اوباما على إدانة المستوطنات في مجلس الأمن، جسد لنتنياهو بأن لم يعد لإسرائيل أصدقاء في الأسرة الدولية. فقط أصبع اوباما منع عن نتنياهو هزيمة دبلوماسية نكراء، والبيت الأبيض تكبد عناء الإيضاح بان الولايات المتحدة تؤيد الشجب وتصوت ضده لاعتبارات سياسية داخلية».
ويلفت بن إلى أنه «حانت ساعة التسديد، والتي سيجبي فيها اوباما من نتنياهو ثمن الفيتو. في الساحة الداخلية، يهبط نتنياهو في الاستطلاعات ولا ينجح في استعادة الشعبية التي تمتع بها في بداية الولاية. خصماه الكبيران، تسيبي لفني وافيغدور ليبرمان، يتعززان فقط ويلمحان بالتعاون في ائتلاف مستقبلي يقوم على خرائب الليكود. الإنتقاد على نتنياهو ينبع من إحساس الجمود، ومن مظاهر انعدام الزعامة في قضية تعيين رئيس الاركان وادارة المكتب. مطلوب خطوة جريئة، زعامية، في محاولة لتغيير اتجاه الميل».
وقال بن إن «في الأيام الأخيرة كثرت المؤشرات على أن نتنياهو يسير في أعقاب شارون ويكسر من اليمين المتطرف نحو الوسط. هذا بدأ في خطابه في الكنيست الأسبوع الماضي، والذي ألمح فيه بتسوية انتقالية مع الفلسطينيين يبقي غور الأردن في يد إسرائيل، وينزل عن الشجرة الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي. وقد استمر هذا في حملة الهدم في بؤرة مزرعة جلعاد الاستيطانية – الرمز الصرف لليمين المتطرف. يوم الاثنين توجه نتنياهو الى كتلة الليكود، ومثل شارون قبله، شرح بأنه لن يضرب رأسه في الحائط إمام الضغط الدولي الكبير. الان جاء دور "دولة ثنائية القومية هي خطر كبير"، وفجأة بدا نتنياهو مثل ايهود اولمرت، الذي أعلن في مقابلة مع "هآرتس" في مؤتمر انابوليس: إما دولتان أو تنتهي اسرائيل. وهذا نتنياهو الذي تنكر دوما للتهديد الديمغرافي، ورأى فيه فزاعة اليسار».
وأضاف: « مشكلة نتنياهو، هي أن زعماء العالم لا يصدقونه. خلافا لأولمرت وشارون –تمتعا بعلاقات وثيقة مع الرئيس جورج بوش – يعاني نتنياهو من علاقات سيئة مع اوباما. جهده الأساس سيكون إقناع الرئيس الأمريكي بان يعطيه فرصة أخرى. ألا يلقي به إلى الفكين المهددين لمجلس الأمن والرباعية، ويدعه يقرر بنفسه العقاب في شكل وعود بانسحاب آخر في الضفة الغربية وشق الطريق إلى دولة فلسطينية. هكذا فقط سيوافقون على محاولة إحباط إعلان الاستقلال من طرف واحد الذي يخطط له الفلسطينيون. اوباما سيأتي نحو نتنياهو بلا مفر. الثورات في العالم العربي تركت امريكا من دون حلفاء في المنطقة يمكنها أن تعتمد عليه. بقيت إسرائيل فقط. وعليه فقد استخدم الرئيس الفيتو على شجب المستوطنات والتقى بمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية، وبعث بمبعوثين الى نتنياهو. اذا ما كانت المبادرة الإسرائيلية على ما يكفي من المعنى، ولا تتخذ صورة احبولة لفظية اخرى ترمي فقط الى كسب الوقت، فان اوباما سيمنحه الإسناد. في مثل هذه الحالة، سيتعين على لفني ايضا ان تدعم، كونها تحرص على الا تلتف على اوباما من اليسار».
وخلص بن إلى أن «تحدي نتنياهو، مثل تحدي شارون، سيكون إقرار المبادرة في ائتلافه اليميني. وهو يعول على خوف أعضاء الليكود من الانهيار في الانتخابات المقبلة وتسرب المقاعد إلى لفني، ليبرمان وآريه درعي. كما يعول ايضا على لائحة الاتهام المقتربة ضد ليبرمان. ليس مؤكدا أن هذا سيكفي: وزير الدفاع ايهود باراك، الذي دفع نتنياهو نحو الخروج لمبادرة سياسية، يحذر من أن التشكيلة الائتلافية غير ملائمة لها.
نتنياهو يجري رهان حياته. يحتمل أن يكون الأوان قد فات، ومثلما في الولاية السابقة، فان رفاقه من اليمين سيلقون به عن الحكم بعد خطوة سلام فاشلة. ولكنه يفهم على ما يبدو، بان لا مفر أمامه – فإذا لم يراهن على خطوة سياسية، ستعلق إسرائيل في أزمة سياسية خطيرة حيال إعلان الاستقلال الفلسطيني، ونتنياهو سيفقد الحكم بصفته مجرد خاسر».
"أزمة الرصيد السياسي لإسرائيل قد تتحول إلى أزمة استراتيجية واقتصادية وسياسية"
عــ48ـرب
تاريخ النشر: 03/03/2011 - ساعة النشر: 11:16
كتب آري شافيط في صحيفة "هآرتس" اليوم، أن إسرائيل باتت بدون رصيد سياسي، وبالتالي فهي لا تستطيع أن تستخدم قوتها العسكرية، وأنه بدون هذا الرصيد لن يكون لديها قوة اقتصادية، وقد تتحول إلى "جنوب أفريقيا"، كما ستكون عاجزة عن مواجهة الثورات في العالم العربي والتحدي الصاروخي والبرنامج النووي الإيراني.
وكتب أن السؤال الاستراتيجي هو مسؤال مفتوح، فلا يعرف أحد ما إذا كان يمكن التوصل إلى إلى سلام مع الفلسطينيين في المستقبل القريب، مشيرا إلى أنه من الواضح بشكل تام أنه على إسرائيل بذل جهودها للتوصل إلى سلام. ويضيف أنه حتى لو كان ذلك غير ممكن يجب ألا تكون إسرائيل "رافضة للسلام"، وبالتالي عليها أن تطرح مبادرة سلام لكي تكون في الجانب الصحيح من "الحرب على السلام".
ويضيف أن المشكلة هي مشكلة "رصيد إضافي". وبحسبه فإنه بسبب الاحتلال لا يوجد مثل هذا الرصيد لإسرائيل في القرن الحادي والعشرين، وأن إسرائيل لا تستطيع أن تستمر في البقاء بدون هذا الرصيد السياسي، وبالنتيجة فإنه على كل رئيس حكومة أن يصنع رصيدا إضافيا لإسرائيل.
ويقول إن "شارون 1 انتصر على الانتفاضة الثانية بفضل الرصيد السياسي الذي وفره له إيهود باراك في كامب ديفيد، وشارون 2 نجح بفضل الرصيد السياسي الذي وفرته له خطة فك الارتباط، في حين أن إيهود أولمرت حصل على رصيد سياسي من أنابوليس، وحصل بنيامين نتانياهو على رصيد سياسي صغير بسبب خطاب بار إيلان، ولكن الرصيد الآن يقل".
ويتابع أن الوضع الإستراتيجي واضح، فبدون رصيد سياسي لا تستطيع إسرائيل مواجهة البرنامج النووي الإيراني، ولا التحدي الصاروخي، ولا الثورات في العالم العربي. وإذا اقتضى الأمر أن تستخدم إسرائيل القوة للدفاع عن نفسها فسوف تجد صعوبة في ذلك، فإصرارها على الاحتلال يضعف حقها في الدفاع عن نفسها، فبدون رصيد سياسي لا يوجد لإسرائيل قوة عسكرية.
ويضيف أنه بدون رصيد سياسي فإن الاقتصاد الإسرائيلي لن يعمر طويلا، ولا يعرف أحد متى تتحول إسرائيل إلى جنوب أفريقيا، فالإفلاس السياسي يهدد بحصول إفلاس اقتصادي، وأن إسرائيل ستدرك متأخرا أنه بدون رصيد سياسي ليس لديها قوة اقتصادية.
ويتابع أنه بالنسبة للوضع السياسي فإنه بدون الرصيد سينتهي رئيس الحكومة، مثلما حصل ليتسحاك شمير في العام 1992، ولنتانياهو في العام 1999، وسيحصل ذلك مرة ثانية في العام 2011، و"بدون أمل فإن ليبرمان يبتلع الليكود، ودرعي يبتلع شاس، وباراك يقضي على باراك".
وبحسبه فإن أيلول/ سبتمبر القادم سيكون "أيلول الأسود"، وخلال نصف سنة فإن الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة ستكون على وشك الإعلان عن إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 بدون اتفاقية سلام. وفي حال حصل ذلك فإن إسرائيل ستهزم سياسيا هزيمة لم يسبق لها مثيل. وسيتحمل رئيس الحكومة المسؤولية عن القصور السياسي الخطير، في حين ستتحول أزمة الرصيد الإسرائيلي إلى أزمة استراتيجية واقتصادية وسياسية، وعندما تبدأ إسرائيل بلعق جراحها، ثم يتم طرد نتانياهو من مكتبه.
ويضيف شافيط أنه من الواضح أن نتانياهو سيكون له خطاب "بار إيلان 2"، ولكن السؤال، بحسبه، "هل سيكون نتانياهو جريئا وعمليا بما فيه الكفاية؟.. وهل ستكون لديه القوة لإلقاء خطاب تشرتشلي يتضمن خطة سياسية حقيقية لتفكيك الإمبراطورية مقابل إنقاذ الدولة؟". ويخلص إلى القول إن "خطاب نتانياهو سيكون فرصته الأخيرة".


رد مع اقتباس