النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 297

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 297

    اقلام واراء محلي 297

    العناوين:

    1. بوابات شمس الحرية في فلسطين

    بقلم: توفيق أبو شومر – وكالة معا

    1. ثمة فرق بين المصالحة والمحاصصة

    بقلم: طلال عوكل – جريدة الايام

    1. أهداف قابلة للحياة

    بقلم: حمادة فراعنة – جريدة الايام

    1. فلسطيني بلا هوية!

    بقلم: يحيى رباح – جريدة الحياة

    1. مؤتمرات النسكافيه والمقرمش .. !!

    بقلم: موفق مطر – جريدة الحياة

    1. باب الشمس.. قراءة في اللوجستيات

    بقلم: د.أحمد جميل عزم – جريدة القدس



    بوابات شمس الحرية في فلسطين
    بقلم: توفيق أبو شومر – وكالة معا
    لقد نجحنا في استحداث لون نضالي جديد، وهذا النضال الجديد الذي شرَّعه أهلُنا المقهورون وشبابُنا المحبطون من الاحتلال، هو النضال الحضاري الفلسطيني الجديد الذي غزا كل إعلام العالم يوم 11/1/2013 ليُنعش مرة أخرى ملفَ قضيتنا الفلسطينية العادلة! فهل نحن قادرون على إدارته بالشكل المناسب؟
    إنها فكرة وطنية فلسطينية من إبداع الجينات الفلسطينية النضالية، وجدت صداها بسرعة البرق في أوساط الفلسطينيين، ممن أحسوا بأن العالم لم يتمكن من الضغط على إسرائيل وأن إسرائيل لم تعد تقيم وزنا لأي اتفاق سلام، وأن نهب الأرض هو سياسة إسرائيل المركزية!
    هؤلاء المبادرون الذين تمردوا على التقليد السائد، حولوا رواية باب الشمس لإلياس خوري إلى حقيقة واقعية، وإلى عمل نضالي يستحق الاحترام والتقدير، إنهم شباب فلسطين وشيوخها الذين اعتادوا دوما مفاجأة العالم بنضالهم الطاهر الشريف!
    وحتى لا يتحول نضال باب الشمس لنضال تقليدي مُكرر يصيب المناضلين الفلسطينيين بالملل، يجب أن يُراعي المعطيات التالية:
    يجب عدم السماح لمقاولي النضال، ممن اعتادوا ركوب موجة النضال وتحويلة من نضال وطني مشروع إلى استثمارات نضالية حزبية أو مؤسساتية أو احتكارات حكومية، كما حدث في النضال في الاحتجاج على أبشع أسوار الفصل العنصري في الألفية الثالثة(جدار الفصل العنصري) حيث ركب بعضهم من مقاولي النضال هذا النضال الوطني، فأصبحت هناك جهات (خاصة) وأحزاب ومؤسسات ربحية تمول الاحتجاجات في نعلين وبلعين وغيرها، واحتكرتْ وجوهٌ كثيرة هذا النضال، وحولته من نضال شعبي فلسطيني، إلى نضال شخصي وحزبي روتيني!
    يجب أن تُشكل لجنة وطنية غير حزبية أو حكومية لإدارة ملف نضال أبواب الشمس تعتمد الشباب الفلسطيني كمحرك رئيس لهذا النضال الوطني الشريف.
    ينبغي ألا يكون النضال ردا انفعاليا على تصرفات المحتلين، بل يكون جدولا لإقامة قرى باب الشمس في كل قطعة أرض صادرها المحتلون وأقاموا فوقها مستوطناتهم، بحيث يصبح نضال أبواب الشمس مقدمة لانتفاضة شعبية فلسطينية هي انتفاضة أبواب الشمس.
    يجب السعي لجذب الرأي العام العالمي في كل أنحاء العالم للمساهمة في هذا النضال الوطني المشروع باعتباره نضالا عالميا ضد الظلم والقهر الذي تمارسه حكومة إسرائيل المتطرفة، فعلى سفاراتنا في الخارج أن تقوم بدور الدعاية لهذا المشروع النضالي الحضاري، وكذلك كل التجمعات الفلسطينية في الخارج!
    يجب ألا نظل أسرى إقامة الخيام في المناطق الفلسطينية المحتلة والمبيت في الأمكنة فقط، بل يجب علينا أن نقوم بحملات واسعة لزرع أشجار الزيتون في المناطق التي تنوي إسرائيل اغتصابها، أو يقوم المستوطنون بخلع أشجار الزيتون وحرقها وقطعها في ظل شعار:
    شجرتا زيتون تزرع في مقابل كل شجرة تُقلع .
    ألا نجعل هذا النضال مكررا بأيام محددة وساعات محددة، بل يجب أن ندعو إليه كلما جدَّ جديدٌ !
    ولا يجب أن نُغفل الدور الإعلامي الذي يجب أن يُرافق نضالنا، فعلينا أن نستقطب كل وسائل الإعلام بكل اللغات لنتمكن من استقطاب الرأي العام العالمي، وألا نظل في مربع الخطاب الفلسطيني الموجه للفلسطيني، وألا نسمح لأية وسيلة إعلامية رسمية باحتكار هذا الحدث النضالي المشروع!
    ثمة فرق بين المصالحة والمحاصصة
    بقلم: طلال عوكل – جريدة الايام
    المعلومات القليلة التي وصلت عبر وسائل الإعلام عن حوار القاهرة بين حركتي "فتح" و"حماس" برئاسة كل من الرئيس محمود عباس وخالد مشعل، هذه المعلومات لا تبشّر بأن ثمة مصالحةً حقيقيةً قادمةً على الطريق، حتى لو تدخلت لتحقيقها كل الأمة العربية، وأن المصالحة الحقيقية مسألة متروكة للزمن.
    ما نقصده بالمصالحة الحقيقية هو أن يجري حوار وطني جدي جامع يُراجع التجربة الماضية بكل ما لها وما عليها؛ لاشتقاق إستراتيجية وطنية وبلورة برنامج سياسي يلخّص القواسم المشتركة ويلتزم بالحقوق والثوابت الوطنية التي قررتها الشرعية الدولية، وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية كافة وعلى رأسها منظمة التحرير على أسس وطنية وبما يشمل كافة ألوان الطيف السياسي.
    مثل هذه المصالحة يعني إعادة التركيز والتأكيد على طبيعة المرحلة بما أنها مرحلة تحرر وطني أساساً، الأمر الذي يحدد طبيعة برامج ومهام وآليات عمل المؤسسات الوطنية، التي ينبغي أن يُعاد بناؤها وفق معايير الكفاءة والوطنية وعلى أساس من الشراكة الكاملة والتعددية دون إهمال عناصر الصمود التي تستوجب احترام حقوق وحريات المواطنين.
    إذا كان هذا هو معيار المصالحة الحقيقية، فإن الحوارات الجارية في أكثر من مكان، إنما تعكس غياب الإرادة السياسية، وطغيان منطق المحاصصة والحسابات الفصائلية، بما يؤدي إلى التسليم بالأمر الواقع والتعايش معه مع تحسينات في تعامل القوى مع بعضها البعض، وانفراجات هنا وهناك. إن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا نحتاج إلى وساطات وتدخلات سواء من الشقيقة مصر أو من أي طرف آخر، ولماذا نحتاج إلى استمرار الحوارات الثنائية فقط، ولماذا نحتاج إلى جلسات أخرى والمزيد من المواعيد الجديدة، وكل ذلك في إطار من الكتمان والسرية. الأكيد والثابت أن وفود الفصائل والشخصيات المستقلة مستعدة، دائماً لتلبية أي دعوة من قبل أي طرف، دولة أكانت أم حزباً سياسياً أم حتى منظمة مجتمع مدني، تبادر لاستضافة حوارات عقيمة يطغى عليها البعد السياحي أكثر من أي شيء آخر.
    فلقد بذلت بعض المؤسسات الوطنية الفلسطينية جهوداً مضنية في الحوار والبحث الموضوعي، لإنتاج أوراق عمل مدروسة وجدية تصلح لمعالجة كافة الشؤون والملفات المتعلقة بالمصالحة، غير أن هذه الأوراق، تظل ملكاً لمن أنتجوها، فالمعنيون بالأمر لا يسمعون إلاّ لهواتفهم الداخلية ولا يلتزمون إلاّ بحساباتهم الخاصة.
    في الواقع ثمة إصرار على وجود تباين جذري في البرامج والخيارات، وثمة إصرار من كل طرف على خياراته وبرامجه، رغم أن التجربة القريبة الماضية أكدت أن لا مقاومة مجدية دون سياسة ولا سياسة مثمرة دون مقاومة، وأنها أي التجربة الإنسانية أكدت أن ثمة دائماً إمكانية بل ضرورة لصياغة برامج تقوم على القواسم المشتركة، مع احتفاظ كل طرف بحقه في متابعة النضال من أجل تحقيق برنامجه. هكذا انتصر الفيتناميون، والصينيون والجزائريون والجنوب إفريقيين.. وهكذا يمكن أن نحقق الانتصار. عند النظر للاتفاقيات التي تم التوقيع عليها من قبل كافة الفصائل الفلسطينية بشأن المصالحة، سنقف على حقيقة أن الانقسام كان بمقدمات إسرائيلية وبقرار وأيد فلسطينية، لكن إنهاء الانقسام لم يعد بقرار فلسطيني إذ إن إسرائيل صاحبة المصلحة في بقاء الانقسام تتحكّم في عدد من الملفات الأساسية.
    ومن الواضح أن مصالحة يسود الشك وأزمة الثقة بين أطرافها، وخوف كل طرف من الآخر، مثل هذه المصالحة لا تنتج إلى محاصصة، وتمسك كل بما يملك لنفسه من ضمانات خلقتها وعززتها مرحلة الانقسام.
    نعلم ويعلم الجميع أن الانتخابات على مستوى المجلس الوطني، وعلى مستوى المجلس التشريعي والرئاسة، هي التي تشكّل المدخل الصحيح والمناسب لمعالجة آثار الانقسام، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس ومبادئ أكثر رسوخاً، ولكن السؤال هو من يملك القرار بشأن إجراء هذه الانتخابات. وهذا على افتراض أن الكل مقتنع بالعودة إلى صناديق الاقتراع. وإحالة الأمر للشعب؟ أسئلة كثيرة يطرحها ملف الانتخابات من حيث المبدأ، وأهمها هل ظروف التجمعات الفلسطينية في الأردن وسورية ولبنان تسمح بإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني. إذا كان الجواب يوفر الذريعة للتهرب من هذا الاستحقاق، فهل يكون البديل، تعيين مجلس وطني جديد محكوم لمنطق المحاصصة، وعلى أي أساس يمكن أن تتم مثل هذه المحاصصة؟
    هل يستمر الحوار بين حركتي فتح وحماس، ويجري تجاهل الفصائل الأخرى التي ليس لها إلاّ أن تبصم على ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين كما حصل بشأن اتفاقيات المصالحة السابقة التي تم التوقيع عليها من قبل الجميع، في مناخ احتفالي لم يكن للفصائل الأخرى دور فيه إلاّ الحضور الصامت؟ في زمن مضى جرت محاولات لإدماج حركة حماس في منظمة التحرير، فاشترطت حينذاك أن تحصل على 40% من عضوية المجلس الوطني، فما الذي ستشترطه الآن بعد أن تضاعف وزنها في الحياة السياسية، وتضاعف تأثيرها؟ ثم ماذا عن الانتخابات في الأراضي المحتلة، الرئاسية والتشريعية، هل يمكن للفلسطينيين أن ينجحوا في فرض هذا الأمر على إسرائيل؟ وحتى لو كان ذلك ممكناً فهل يمكن إجراء الانتخابات بضمان نزاهتها وموضوعيتها في ضوء استمرار الأجهزة المدنية والأمنية الفلسطينية، على ما هو عليه الحال؟
    في الواقع ثمة ضرورة لإجراء تغييرات جذرية في واقع الحال القائم على السيطرة الأحادية لحماس في غزة، وفتح في الضفة، قبل أن نتحدث عن انتخابات حقيقية تشكل مدخلاً حقيقياً لإعادة توحيد مؤسسات القرار الفلسطيني، والمؤسسات التشريعية والتنفيذية، فهل يمكن لحوار المحاصصة أن ينتج معادلة، تصلح للبناء عليها، والاتفاق على آليات تؤدي بالتدريج ولو بعد حين، إلى إعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني؟ إن المداخل الخاطئة لمعالجة أزمة خطيرة من النوع الذي تعاني منه الساحة الفلسطينية بسبب الانقسام من شأنها أن تقدم مخرجات خاطئة لا تذهب إلى معالجة عمق الأزمة بل إلى تجميلها.
    أهداف قابلة للحياة
    بقلم: حمادة فراعنة – جريدة الايام
    لم يكن قرار اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات قراراً إسرائيلياً منفرداً اتخذه شارون وحده ونفذته أجهزة تل أبيب الأمنية والعسكرية، بقدر ما كان قراراً متفاهماً عليه مع الأميركيين صراحةً أو ضمناً في عهد الرئيس بوش (نيسان 2004)، وتم في غياب الاحتجاج الرسمي العربي، وبصمت زعمائهم الذين قاطعوا "أبو عمار" في ذروة الحصار، سياسياً وشخصياً، ولم يكن ذلك لا صدفةً ولا ترفعاً، بل كان قرار العرب مقاطعة "المقاطعة" انسجاماً مع حصار إسرائيل لقائد "المقاطعة"، وذلك بهدف واضح لتغيير الموقف التفاوضي الفلسطيني ودفعه نحو الليونة وتقديم التنازلات للعدو الإسرائيلي.
    ولم يكن قرار تجفيف موارد منظمة التحرير وإضعاف سلطتها الوطنية شعبياً ومالياً، وجعلها في وضع تتصادم فيه مع النقابات والقوى الحية التمثيلية للموظفين، سوى قرار إسرائيلي، تجاوبت معه واشنطن بشكل أو بآخر، ونفذته عواصم الثراء العربي العاجزة عن دفع مائة مليون دولار شهرياً لمنظمة التحرير، تنفيذاً للرغبة الإسرائيلية، مقابل سخاء عواصم الخليج العربي الثرية في تمويل متطلبات تغيير الأنظمة الجمهورية، فقد سبق وأعلن الرئيس الليبي الانتقالي مصطفى عبد الجليل شكره لدولة قطر لأنها قدمت للمعارضة الليبية مبلغ ملياري دولار لإسقاط القذافي، في الوقت نفسه الذي تلتزم فيه قطر بدفع مبلغ أربعة ونصف مليون دولار شهرياً للسلطة الفلسطينية وهو مبلغ تدفعه لصحافي يظهر على شاشة الجزيرة.
    واشنطن، أعلنت من خلال الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند "أن موقف الإدارة الأميركية، ومفهومها، لم يتغير نحو معنى الحيوية والقابلية للحياة في وصف الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن الاستيطان ينال من هذه الحيوية ويتعارض معها، وقد عبرنا عن قلقنا تجاه الاستيطان بشكل مستمر، وهذا ما قلناه مراراً في وصف النشاط الاستيطاني بما يشمل منطقة (ج 1) "كما أكدت أن وزارة الخارجية "تبذل جهوداً مكثفةً مع الكونغرس من أجل استكشاف سبل حل الأزمة المالية الفلسطينية، والإفراج عن الأموال التي جمدها الكونغرس".
    موقف الإدارة الأميركية من مسألتي التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي على أرض فلسطين، والعمل على الإفراج عن الأموال الأميركية المجمدة لصالح منظمة التحرير وسلطتها الوطنية أمر في غاية الأهمية، يعكس القرار الأميركي، وتداعيات ذلك على مجمل القرار الدولي وفي طليعته القرار الأوروبي وقرار النظام العربي.
    لقد تم إسقاط الأنظمة العربية وتغييرها بمشاركة الإخوان المسلمين بقرار دولي، نفذته مؤسسات المجتمع المدني والجيش في كل من تونس ومصر، وحينما تعذّر ذلك في ليبيا بسبب تحكم أولاد القذافي بالمؤسسة العسكرية والأمنية، تم التدخل العسكري الدولي الأميركي الأوروبي المباشر وبتمويل خليجي لإسقاط القذافي وقتله، ورحل علي عبد الله صالح بتسوية تحت غطاء وتفاهم دولي أميركي أوروبي خليجي، بينما فشلوا لهذا الوقت في إسقاط النظام في سورية، لأن ثمة قراراً دولياً روسياً صينياً إيرانياً داعماً لنظام بشار الأسد يوازي الجهد الأميركي الأوروبي الخليجي العامل على إسقاطه، الأمر الذي يدفع نحو التوجه لإيجاد تسوية شبيهة بما جرى في اليمن، بين المعسكرين، معسكر موسكو وحلفائها، ومعسكر واشنطن ومن يتبعها، للخروج من مأزق سورية المدمر، حيث لا يلوح في الأفق حل عسكري جذري، وفشل من قبل أحد الطرفين في حسم الوضع على الأرض لصالحه كما حصل في ليبيا.
    ما زالت الكارثة موجودة، تتمثل برضوخ المنطقة العربية وتحكّم القوى الدولية النافذة فيها على حساب مصالح العرب وكرامتهم واستقلالهم، وما زال العامل الذاتي هو الحلقة الضعيفة على طاولة الاهتمامات والتسويات الدولية، من هنا لا بد من العودة للعامل الذاتي الفلسطيني على الأرض، فهو المحرك وهو الأداة وهو الهدف، لكنس الاحتلال واجتثاث المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي برمته، فالعامل الفلسطيني هو صاحب الحق والمطالبة باسترجاعه، حق العودة للاجئين واستعادة ممتلكاتهم في اللد والرملة ويافا وحيفا وبئر السبع وصفد وكل ثنايا الأرض الفلسطينية، وحق إقامة الدولة وفق قرار التقسيم 181 والانسحاب 242 والدولتين 1397، وحق المساواة في مناطق الاحتلال 1948، لأبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، دون ذلك لن يستقر الأمن والطمأنينة لا للفلسطينيين ولا للإسرائيليين مهما امتلكت إسرائيل من عوامل القوة، حيث سيبقى الصراع قائماً بين العدل وبين القوة، إلى أن ينتصر الحق والعدل الفلسطيني.
    فلسطيني بلا هوية!
    بقلم: يحيى رباح – جريدة الحياة
    مرت يوم أمس ذكرى استشهاد القائد الفتحاوي والوطني البارز صلاح خلف «ابو إياد» مع صاحبيه هايل عبد الحميد «أبو الهول»، وفخري العمري «أبو محمد»، حين أفرغت مؤامرة أمنية مركبة الرصاص الحي المباشر في صدور القادة الثلاثة، فسقطوا على الفور شهداء في معركة من معارك هذه القافلة العظيمة والتاريخية والتراجيدية، معركة إحياء الكيان، وإعادة لملمة الهوية، وهي قافلة الكفاح الفلسطيني والقضية الفلسطينية المقدسة.
    وسوف أخصص هذا المقال لذاكرة واحد من هؤلاء القادة الثلاثة، وهو استاذي صلاح خلف : أبو «إياد»، الذي كان أحد أبرز أساتذتي الذين علموني في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية في المنطقة الوسطى في قطاع غزة، حين كان مدرسا للأدب العربي في نهاية الخمسينيات، وكان حضوره طاغيا بين الطلاب والمدرسين في تلك المدرسة، واعتقد أنه كان على صلة ما بجميع طلاب المدرسة ومدرسيها وناظر المدرسة في ذلك الوقت المربي الكبير زهدي أبو شعبان، بل إن صلاح خلف كان في ذلك الوقت رمزا يعشقه طلاب تلك المدرسة، يفعلون المستحيل ويفتعلون أي مشكلة لكي يخطب فيهم الأستاذ صلاح خلف!!! ويلجأون إليه بدون استثناء عندما يقعون في أي مشكلة!!! ويجدونه الحاضر الأبرز حين يمارسون أي نشاط وطني أو ثقافي أو فني، وأذكر أنه ألف في ذلك الوقت مسرحية بعنوان « أيام لها تاريخ»، وشكل منا فرقة مسرحية قامت بتمثيل تلك المسرحية التي طاف بها أرجاء قطاع غزة، وكان من المفترض أن نصل بها إلى القاهرة، لولا أن السلطات المصرية في ذلك الوقت منعت سفر أحد المشاركين في المسرحية، وهو استاذ مادة الفيزياء أسعد الصفطاوي الذي كان مبعدا من مصر على خلفية النشاط الوطني، وكان صديقا حميما لصلاح خلف، وهو نفسه اسعد الصفطاوي الذي أصبح أحد قادة فتح البارزين في قطاع غزة زمن الاحتلال الإسرائيلي، واستشهد في تسعينات القرن الماضي أيضا.
    أستاذي صلاح خلف، ألف كتابا وحيدا بعنوان « فلسطيني بلا هوية»، ساعده في تحريره أستاذي أيضا، شاعر فلسطين الكبير «معين بسيسو»، يتحدث فيه عن ذكريات وانطباعات الفلسطيني الذي اجتاحته المأساة المروعة، فأصبح بلا وطن ولا هوية، وهذه هي نفسها العقدة الخارقة التي لم تجد حلا حتى الآن، حيث تكاملت ضد هذا الشعب فصول اعنف خطايا التاريخ الإنساني، فطرد من وطنه، وتم تدمير كيانه، وتبعثرت هويته كأنها حبات غبار تذروها رياح عاتية، وأصبح بلا وطن أي بلا هوية، وليس هناك في الدنيا كلها بعذابها وجحيمها وظلمها الخارق أفدح من ان يصبح شعب بلا هوية وبلا وطن!!! يا إلهي كم كانت الصرخات موجعة ومفجوعة حين تصرخ يا ايها الفلسطيني من أعماقك وبأعلى صوت « انا فلسطيني»، فينظر إليك الآخرون بعطف أو سخرية أو شك بأن فيك مساً من الجنون «وأين هي فلسطين؟؟».
    لأن العالم بعد استفحاله في ارتكاب تلك الخطيئة الكبرى، قام على الفور بتغيير خرائطه المرسومة على ورق الأطلس، غير الخرائط بقسوة لا توصف بحيث لم يعد موجودا فيها اسم فلسطين!!!
    صلاح خلف كواحد من مؤسسي فتح بعد ذلك، أخذ على عاتقه أن يترجم بأعلى وعي ممكن هذه الحقيقة المفجعة، وأن يمحو بأعنف وسائل الإقناع هذه الخطيئة الكبرى، وأن يحول ما هو خطير جدا إلى خبز يومي، وما هو خارق إلى اداء عادي، كل ذلك كي يصبح للفلسطيني وطن وهوية!!!! وأعتقد جازما أن كل فلسطيني من جيل صلاح خلف كان قد أقسم بينه وبين نفسه أن تعود فلسطين الكيان، الدولة، العنوان، الهوية، من عمق الموت إلى ذروة الحياة، ومن متاهة الغياب إلى سطوع الحضور، وأن يزرع هذه البشرى النارية في عقل وقلب ووجدان كل فلسطيني من أول الأرض إلى آخرها، لأن هذه القضية الفلسطينية لا يليق بها إلا الذاكرة التي لا تنسى، ويجب أن تنتج نماذج من الرجال والأفعال والأفكار والرؤى متجاوزة للمألوف تشبه الأساطير.
    حتى وهو في أول الشباب، كان أستاذي صلاح خلف يملك موهبة عليا من الله سبحانه وتعالى، موهبة « الوجه الحميم»، وجه فيه كل القبول كما كانت امهاتنا تدعو لنا، وصبرا لا ينفذ على الاستماع، وقدرة فائقة على الإقناع، ولذلك كان أنصاره ومحبوه واتباعه مغرمون به، يحبونه من كل قلوبهم، ما يطلب منهم بحده الأقصى، وكان يعلمهم حين ينضب رصيدهم من الإبداع والتوهج أن يفتحوا خزائن جرحهم الأول، المأساة الفلسطينية، فينهلون منها ما شاؤوا من الوجع ليكون الوجع وقودهم وزادهم في الأيام الكالحة.
    لم يضع أستاذي صلاح خلف «واطي» لأحد، وكانت ثقته عالية إلى حد اليقين بأنك كفلسطيني ابن المأساة قادر على كل شيء، وسيجب عليك أن تكون كذلك، وأن تكون بندقيتك هي وطنك الصغير إلى أن تستعيد وطنك الأكبر!!! وأن يكون سرك الفلسطيني المفعم بالألم هو النجم الهادي لك في عتمة الدروب التائهة حتى تشرق لك الشمس!!! وان تكون شجاعتك أسبق ألف مرة من حكمتك حتى تردع الأعداء والظالمين والمتطاولين على قدس اقداسك وجرحك النبيل.
    يرحمك الله يا أستاذي الحبيب، أيها القائد الشجاع، إنني أفتقدك بقوة حين تحدث المفارقات الكبرى، وحين تستوحش الثعالب الصغيرة فتنهش لحمنا، وحين يتقافز السفلة الصغار فوق أكتافنا، وحين يتباهى الجواسيس فلا يردعهم أحد!! أتذكرك بقوة، وأعرف الآن أكثر لماذا أنجبك الجرح الفلسطيني بهذه الطريقة المبدعة!!!!



    مؤتمرات النسكافيه والمقرمش .. !!
    بقلم: موفق مطر – جريدة الحياة
    يكتبون في الدعوات ان المؤتمرات التي يعقدون وينظمون هي دولية، وان القضايا المطروحة وطنية مصيرية، فتهديك السكرتاريا محفظة وكراسا مروسا بشعار المؤتمر وكتبا ومنشورات، أما اذا كنت نسيت قلمك في جيب بدلتك التي كنت ترتديها بمؤتمر “أشعار الجاهلية في مقاومة الجدار والمستوطنات الصهيونية”!! فان قلم المؤتمر المدموغ الممهور المطبوع، جاهز، أي (ولا يهمك) فالمنظمون يحبون أن يكون الحضور أصحاب أقلام !!
    نجلس فنصغي، ولكنك تضطر لأن “تبحلق” بأشخاص وراءك أو على يمينك أو يسارك لعلهم يكفون عن “الشوشرة” والثرثرة ليفهموا أنهم في حضرة محاضر في مؤتمر دولي أو وطني، فالموضوع بالنسبة لهؤلاء ليس اكثر من “قعدة على قهوة” وطنية او دولية، وللأمانة فليس كل الحق على منظمي مؤتمرات يحشرون أنبل القضايا في “درخوش” الوقت وحسب، صحيح أن رئيس الجلسة يحث المتكلمين على الاستعجال واستهلاك الوقت وعدم علك الكلام، حتى ليبدو لك الأمر وكأنك في “مطعم الوجبات السريعة “ مؤتمرات شاورما” مثلا ..
    تحضرني هنا مقولة أبو عنتر “ هات سمعنا بسرعة وورجينا عرض كتافك” أما اذا كان المتداخل أو المتحدث صديقا أو عزيزا على رئيس الجلسة، أو من المشهورين بألقابهم وليس بأعمالهم أو أفكارهم أو انتاجهم الادبي والفكري والعلمي، أوممن يتفننون في الظهور عبر الوسائل الاعلامية، ويتقنون صف المصطلحات المستوردة واطلاقها بمخارج الحروف، أو كالذي كأنه “ بالع” راديو على الريق “لا تعرف من وين بينطفي” ويا رحمتنا من السما اذا بدأ الكلام، “!! فإنه يحظى بجل الوقت وفوقها “حبة مسك” وحفنة كلام شكر وتقدير وكأن الرجل قد رسم الخارطة الجينية للجن!!.
    “راحت السكرة وأجت الفكرة” مثل شعبي حري الأخذ به للانتقال من حالة الاختلال بالتوازن، والتأتأة الفكرية والسياسية والثقافية، و“الحكي الشروي الغروي اللي ما بيودي ولا بيجيب” الى صحوة ويقظة، حيث الريادة للعقل، ومجال ابداع الأفكار الخلاقة، لكنا بعد أربعين سنة ترانا نحن الذين اجبرنا على تجرع كؤوس الهزائم والنكسات والنكبات تتبخر من أدمغتنا “ الفكرة” على حرارة وسخونة أطباق الفنادق ذوات النجوم!! ولكم أن تتخيلوا ما بنا من تخمة بعد تحول مؤتمرات هنا وهناك كمناسبات لتبادل المجاملات وطق الحنك و” للحشي” !!- - الشين هنا محل الكاف في لهجة من لهجات العرب – فلا تعرف ان كنت في مؤتمر أو مهرجان خطابي في مدرسة ثانوية !!
    نفاجأ بباحثين ودارسين ومحاضرين ومتكلمين وكأن مولدات الأفكار عندهم، مكربجة أو متأكسدة، متشربكة، فترانا نبحث عن شرارة واحدة من بين عشرات الأبحاث والدراسات وأوراق العمل، لعلنا نحولها الى نور، لتضيء ظلمة ما نسمع، فحضورنا ما كان الا من أجل أفكار معاصرة جئنا لنعرفها، نعلمها، وندركها ونعمل على تجسيمها ثم ننظم أنفسنا للانتصار لها، وليس مجرد مبارزات لسانية، فالمؤتمرات مصنع افكار خلاقة، تدب الحياة في تفاصيل حاضرنا لتدفعنا نحو مستقبل آمن !! لكن.. سرعان ما نكتشف اننا قد ذهبنا الى “ حفلة كلام ببلاش” تبلغ ذروة حماس المشاركين فيها عند بوفيه “النسكافيه” والشاي والمقرمش، اما اذا كان ما بين محور في المؤتمر والمحور الذي يليه أطباق ضأن ودجاج محمر و“مشمر” فاعلم بأنك قد وصلت الى الدقيقة الأخيرة قبل الاقلاع، فيلفلفون جلسات المؤتمر، ويقرأون وصايا المؤتمر وقراراته على “ عجلة” مبنشرة !! فيأخذ سلطان النعاس بناصية الذين أكثروا التهام الهبرة، فتخرج “ أفكارهم الغازية” متسللة، من فوق وتحت، أو كبخارمع الأنفاس!!.
    باب الشمس.. قراءة في اللوجستيات
    بقلم: د.أحمد جميل عزم – جريدة القدس
    سأترك القراءة في البعد الإنساني والرمزي والسردي في تجربة قيام عشرات الفلسطينيين بإنشاء قرية "باب الشمس" على الأراضي المستهدفة لتكون جزءا من مستعمرة "معاليه أدوميم"؛ فتصل بين غورالأردن والقدس، وتفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، سأتركها لمقال آخر أكتبه قريبا. ولكن ما يستحق القراءة أيضا هو بعض الشؤون التنظيمية واللوجستية في عملية بناء "باب الشمس".قامت تجربة بناء قرية "باب الشمس" على أكتاف تجارب عديدة سابقة. ولا نبالغ إذا قلنا إنّ من قام بهذه العملية هم من كانوا الكوادر الشابة اليافعة التي تولّت انتفاضة العام 1987 ميدانيا، في بعض مناطق الضفة الغربية. ويجب التنويه إلى أنّ هؤلاء ينحدرون أصلا من خلفية التنظيمات اليسارية، ومن حركة "فتح"، ولكنهم نشطوا في السنوات الأخيرة على نحو "لامركزي"؛ بدون قرارات فصائلية، وأنتجوا تجارب اللجان الشعبية في مناهضة الجدار وغيرها. بكلمات أخرى، "باب الشمس" في وسط الضفة الغربية هي انتشار لتجارب مناهضة الجدار، ومكافحة الاستيطان، بدءا من جنوب الضفة الغربية إلى وسطها إلى قرى مواجهة للجدار في شمال الضفة. فالأسماء والرموز لتلك التجارب حاضرة في "باب الشمس".ليست التجربة عشوائية؛ فتجمّع هذه اللجان أو الكوادر والأطر -وبعضهم لا يخفي عادة اختلافه السياسي والتنظيمي مع البعض الآخر، ولهم آراء سياسية وطرق عمل مختلفة- هو بحد ذاته محطة ذات دلالة على طريق بلورة آليات عمل تتجاوز المناطقية، وعابرة لأطر العمل التي طوروها في السنوات السابقة.كثير من هذه الكوادر، التي هي في منتصف أربعينيات العمر، عدا عن خبرتها على مدى ربع قرن في مقارعة الاحتلال على الأرض، راكمت شبكة علاقات إعلامية ودولية عالمية، وقادرة على تجنيد شبكات مساندة عالمية. فهناك ثقة وشبكة علاقات محلية على الأرض، كما أن هناك امتدادا عالميا، ولكنها شبكات تعتمد على الجهود الفردية أكثر من أي شيء آخر. عملية بناء الخيام أيضا لم تكن عشوائية؛ هناك هياكل بدائية ولكنها مدروسة، سمحت بحد أدنى من السرعة والتنسيق في نصب "المخيم" الذي يأخذ شكلا مختلفا عن مخيمات اللجوء؛ سواء من حيث شكل الخيمة الهندسي تقريبا، أو من حيث المعنى السياسي، لناحية أنه ليس مخيما لتفادي الإسرائيليين وجرائمهم، أو اضطراريا نتيجة عملية طرد إسرائيلية، وليس مخيما يتمنى أصحابه زواله سريعا، بل هو مخيم مواجهة ومقاومة لمنع مشروع صهيوني أكبر، ويسعى مقيموه إلى أن يصبح مدينة أو قرية حقيقية، متحدّين فيه فكرة البناء الصهيوني حيثما أراد الصهاينة البناء في فلسطين بدون إذن من أحد. وهذه بحد ذاتها فكرة تكسر القاعدة والفكرة اللتين نشأتا بعد اتفاقيات أوسلو، من وجود سلطة رسمية فلسطينية، وقوات احتلال، إلى انتزاع السلطة شعبيا.هناك ثلاثة مؤشرات تؤكد احتمالية البناء على التجربة: أولا، لم تشارك جميع الأطر الشبابية والشعبية التي يمكن أن تشارك في التجربة، والسبب ربما طبيعة السريّة والصعوبات الاتصالية. وهذه الأطر ستلتحق بلا شك في محطات لاحقة. ثانيا، كان اهتمام الإعلام والرأي العام كبيرا جدا، ما يوضّح تعطّش المرحلة والشارع لتجارب من هذا النوع، ويوضح أن الدعم الإعلامي الضروري ممكن. ثالثا، فرضت التجربة نفسها بسرعة كبيرة، فاضطرت المستويات الرسمية والفصائلية في الساحة الفلسطينية أن تسرع لتعلن نفسها داعمة للتجربة، بل وأن تحاول الظهور كجزء منها.بطبيعة الحال، الجرح النازف بالنسبة لكوادر العمل الشعبي الفلسطيني، وهو أمر يعبرون عنه بوضوح دائما، هو ضعف مساندة الجبهة العربية؛ فالعالم من أوروبا إلى الأميركتين توجد فيه قوى تضامن فاعلة، ولكنها غير موجودة عربيا. هناك فرصة حقيقية لتحول تجارب فردية وتجارب قرى ومناطق في فلسطين إلى حركة موحدة، وهناك فرصة لبناء حالة جديدة. هناك حالة قد تعني بدء خروج الشباب لتكوين "بؤر عودة"، ومخيمات مواجهة من نوع جديد، والفرصة مهيأة لقوى كثيرة لإعادة حساباتها وبناء خطط التضامن والعمل.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 281
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:44 PM
  2. اقلام واراء محلي 280
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:43 PM
  3. اقلام واراء محلي 279
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:42 PM
  4. اقلام واراء محلي 278
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:41 PM
  5. اقلام واراء محلي 270
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:31 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •