أقلام وآراء عـــــــــــــربي
|
في هذا الملف
ابو مرزوق رئيسا للسلطة
رأي القدس العربي
العودة الى مخيم اليرموك
علي بدوان (كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
القدس تلفظ أنفاسها العربية فانقذوها
سلطان الحطاب عن الرأي الأردنية
عالم سعيد باستثناء شعب فلسطين!
حلمي الأسمر عن الدستور
...«اليهود بتوعنا»!
محمد خروب عن الرأي الأردنية
2013 ..أحسن السيناريوهات وأسوأها
عريب الرنتاوي عن الدستور
الدولة وخيار حل السلطة
ناجي صادق شراب(فلسطيني يكتب بالصحف الفلسطينية والعربية)
الإخوان المسلمون وإسرائيل
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
لوبي إسرائيل ومنطق الحد الأقصى
منار الشوربجي عن المصري اليوم
أسباب معركة الشيخ القرضاوي ضد الرئيس والإخوان.. وهل يتحالف مع جناح داخلهم ضد مرسي
حسنين كروم عن القدس العربي
ماذا لو بقي الاسد ؟
روزانا رمال عن توب نيوز
لَفْظ المُنتفعين من أهل السنَّة في العراق
جاسر عبد العزيز الجاسر عن العراق للجميع
ابو مرزوق رئيسا للسلطة
رأي القدس العربي
اثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لصحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية، التي هدد فيها بتسليم مفاتيح السلطة لبنيامين نتنياهو اذا ما واصل رفضه العودة الى المفاوضات، الكثير من الجدل في الاوساط الفلسطينية.
الرئيس عباس اراد ان يعبر عن المأزق الذي يعيشه حاليا في ظل الازمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطة، ووصول العملية السياسية التفاوضية الى طريق مسدود، ولكن ما حدث ان تعبيره هذا جرى تفسيره على اكثر من وجه، خاصة في هذا التوقيت بالذات.
الدكتور موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' طالب الرئيس عباس بان يسلم السلطة لحركته بدلا من تسليم مفاتيحها لرئيس الوزراء الاسرائيلي، الامر الذي اثار استهجان حركة 'فتح' التي تساءل السيد احمد عساف احد المتحدثين باسمها حول كيفية قبول حماس بحكم الضفة الغربية في ظل استمرار الاستيطان، وفي ظل اوضاع لا يمكن ان تقود الا الى دولة ذات حدود مؤقتة، دولة الجوار والمعازل ودون القدس؟
الرد على السيد عساف بسيط وهو ان الرئيس عباس قبل بهذه السلطة منقوصة السيادة، وفي ظل استيطان اسرائيلي شرس لاكثر من ثمانية اعوام، والاهم من ذلك انه ما زال يطالب نتنياهو بالعودة الى المفاوضات كرئيس لهذه السلطة ودون اي تفويض من الشعب الفلسطيني.
ندرك جيدا ان الرئيس عباس يريد توجيه رسالة تحذير قوية الى الاسرائيليين يؤكد فيها رفضه استمرار الاستيطان وتهويد القدس، ولكن هذه الرسالة اعطت مفعولا معاكسا، وقوبلت بالتهكم والازدراء من قبلهم. فالتهديد بحل السلطة جرى النظر اليه كعلامة يأس وقلق وليس كمصدر قوة لانه لم يكن الاول، وطالما صدرت تهديدات مماثلة في الاطار نفسه ولم تنفذ على الاطلاق.
حل السلطة الفلسطينية في ظل تغول الاستيطان وانهيار العملية التفاوضية امر مشروع، ولكن يجب ان يتم في اطار برنامج بديل واضح مثل العودة الى المقاومة باشكالها كافة حتى يصبح الاحتلال الاسرائيلي مكلفا للغاية.
كنا نتمنى لو ان الرئيس عباس اقدم على حل هذه السلطة كرد على العدوان الاول على قطاع غزة اواخر عام 2008، او اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير، لا للضغط على نتنياهو للعودة الى مفاوضات عبثية لم يجن من ورائها الشعب الفلسطيني غير الاهانة والاذلال.
الرئيس عباس يجب ان يعود الى الشعب الفلسطيني في جميع قراراته، سواء بحل السلطة او العودة الى المفاوضات، للتشاور معه، لا ان يتصرف في امور على هذه الدرجة من الاهمية الاستراتيجية المصيرية بمفرده.
نطالب الرئيس عباس بتوجيه دعوة عاجلة للمجلس الوطني الفلسطيني مطعم ببعض الشخصيات المستقلة والقيادية من الفصائل الاخرى غير الممثلة فيه، مثل حماس والجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية وغيرها، ويطرح مسألة حل السلطة ويشرح برنامجه وحركة 'فتح' للمرحلة التي تلي هذه الخطوة.
الشعب الفلسطيني ملّ من هذه التهديدات الجوفاء ويريد موقفا صريحا واضحا من الاستيطان ونهب الثروات، وانهيار حل الدولتين.
العودة الى مخيم اليرموك
علي بدوان (كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
بات فلسطينيو سورية، وفلسطينيو مخيم اليرموك تحديداً، أيتاماً من دون رعاية أو احتضان، فقد نزح عن المخيم غالبية سكانه من اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم قرابة ربع مليون مواطن فلسطيني يسكنون قبل المخيم (لُب المخيم) ومعهم عدد مضاعف من أشقائهم السوريين من سكان المخيم الذين يقيمون داخله وعلى حدود قشرته السميكة، وبقي داخله أقل من 30 في المئة من سكانه، بعد أن عاد إليه عدد كبير من مواطنيه، إلا أن استمرار الاشتباكات والتطاحن الدموي على مداخله وأطرافه، دفعهم من جديد لمغادرة اليرموك، الذي أصبح الآن مكاناً شبه مهجور وأعداد السكان فيه لا تتجاوز نحو 20 في المئة من مواطنيه السوريين والفلسطينيين على حد سواء، بعد أن كان ينبض بالحياة، وقد تَحوّل خلال شهور الأزمة السورية الى ملاذ آمن لكل من دخله، خصوصاً من مناطق التوتر المحيطة به، حيث قدرت أعداد من لجأوا إليه في ذروة التوتر في احياء التضامن والحجر الأسود والعسالي والقدم وحي الزهور وبلدة يلدا وببيلا وغيرها ... بنحو ستمئة ألف مواطن سوري، وجدوا في اليرموك ملاذاً آمناً، ويداً شقيقة طيبة قدمت لهم يد المساعدة على اكثر من صعيد.
لقد أدى الإنفجار المدوي والهائل الذي وقع ليلة 28 كانون الأول (ديسمبر) الماضي في ساحة رئيسية من ساحات المخيم والتي تسمى بساحة (الريجي) والواقعة بالقرب من مدخله الرئيسي، الى نزوح الجزء الأكبر ممن تبقى في اليرموك. فقد كان ذاك الإنفجار مروعاً ومأسوياً وقد خلف وراءه دماراً هائلاً يحتاج الى مبالغ طائلة تقدر بمئة مليون ليرة سورية لإصلاح العقارات والمحال التجارية وغيرها التي دمرها الإنفجار الذي نجم عن سيارة مفخخة.
كاتب هذه السطور كان منزوياً في الطابق الأرضي من منزله القريب من ساحة الإنفجار وعلى بعد أقل من مئتي متر منها، وقد ارتجت الأرض وعموم الأبنية والمنطقة بشكل عام، لتخلف ذاك المشهد الذي لا يبشر بالخير أبداً، وقد قال أحدهم «أول الرقص حنجلة» وفق المثل الشعبي الفلسطيني السائد.
مخيم اليرموك يعيش الآن وضعاً صعباً ومأسوياً، فغالبية منازله وعقاراته فارغة من أهلها وسكانها (بالمناسبة: إن معظم عقارات مخيم اليرموك هي عقارات مُنظمة ومُسجلة بسجلات كاتب العدل والطابو وليست من مناطق العشوائيات المعروفة حول مدينة دمشق)، فيما توزع غالبية فلسطينيي المخيم على قوس واسع في مناطق داخل مدينة دمشق وعلى أطرافها، كما غادرت أعداد جيدة منهم نحو مصر ولبنان وبعض الدول الأوروبية.
لقد عجزت الفصائل والقوى الفلسطينية مجتمعة عن حل استعصاءات مشكلة مخيم اليرموك، وعجزت عن وقف عمليات التطاحن داخل بعض شوارعه ومداخله، كما عجزت عن إقناع مختلف الأطراف بوقف القنص من بعض الشوارع لما يسببه من إصابات قاتلة نالت عدداً كبيراً من مواطنيه الذين سقطوا مضرجين بدمائهم كأبرياء من دون ذنب اقترفوه، خصوصاً من كان منهم يحاول العودة الى منزله لجلب بعض الثياب أو الأغراض الخاصة.
اللافت للإنتباه في هذا السياق، أن صوت الجهات الفلسطينية الرسمية لم يعد ينطلق بشأن اليرموك، وأن جهودها المتواضعة توقفت الآن عملياً عن المبادرة للإتصال مع جميع الأطراف لتجنيب اليرموك مأساة جديدة، ومن أجل إعادته كما كان ملاذاً آمناً للجميع من دون سلاح أو إقتتال في شوارعه. وعليه فإن مصيراً قاتماً ينتظر مخيم اليرموك وسكانه، اذا بقيت الأمور كما هي عليه الآن. فنحن أمام سيناريوات عدة:
أولها: أن تُترك الأمور على ما هي عليه، وبالتالي علينا أن ننسى مخيم اليرموك نهائياً، ولن يبقى داخله أحدٌ من سكانه مع استمرار الإشتباكات على أطرافه وبعض شوارعه.
وثانيها: قيام الجيش السوري بشن عملية عسكرية شاملة في مواجهة «الجيش الحر» داخل اليرموك، وعندها سيكون الدمار الكبير هو حال اليرموك كما حصل مع مخيم نهر البارد في شمال لبنان قبل سنوات.
وثالثها: أن تتوصل جميع الأطراف المعنية وبجهود فلسطينية إضافية على أعلى مستوياتها ومن قبل الجهات الرسمية والفصائلية في منظمة التحرير الفلسطينية من أجل وضع حد لما يجري، وإعادة الحياة لمخيم اليرموك، ولدوره السابق خارج إطار مفاعيل الأزمة الداخلية السورية، بجانبها المتعلق بالتصعيد العسكري وبقاء دوره كحاضنة دافئة للجميع. ويبدو أن حظوظ هذا السيناريو متواضعة حتى الآن.
القدس تلفظ أنفاسها العربية فانقذوها
سلطان الحطاب عن الرأي الأردنية
القبضة الاسرائيلية على عنق القدس ثقيلة وهي تحاول أن تخنق أنفاسها العربية تماماً وبالكاد تتنفس القدس في حين يواصل العرب الجدل البيزنطي الشبيه بالجدل داخل القسطنطينية التي كانت محاصرة حين كان جدلهم ينصب على جنس الملائكة دون أن نعرف الآن مضمون الجدل العربي الذي أبعد العرب كثيراً عن ما قالوا انها القضية الأولى وعن القدس تحديداً.
وصلنا إلى القدس من رام الله والمسافة هي 14.700 كم أي أربعة عشر كيلومتراً وسبعماية متر من مركز المدينة حتى ميدان دلال المغربي الذي رفض الاحتلال تسميته، كان المصلون يتدفقون على صلاة الجمعة في المسجد الذي ينتظرهم ويرى مدى التزامهم بالقدوم اليه وسط الحواجز ونقاط التفتيش الثابتة والطائرة ووسط الاشتراطات التي تجعل المصلين من النساء والرجال الطاعنين في السن أو الأطفال دون العاشرة وهي اشتراطات اسرائيلية ما زالت قائمة وتجري ترجمتها على الحواجز.
في الأيام العادية كما رأيت ونتاج الاجراءات الاسرائيلية ضد سكان الضفة الغربية الذين لا يصلون إلى القدس يتراجع أعداد المصلين الذين بالكاد يملأون الصفوف الأمامية في حين ينبت العشب في الساحات التي غابت عنها جبهات المصلين ووقع أقدامهم. وتجلس القدس وراء الجدران الاسرائيلية حزينة مكبلة تغيب عنها اللهجات العربية وقسمات الوجوه بذرائع واهنة وافتاء لا علاقة له بفقه الواقع يستند إلى اجتهادات خاطئة ويخدم مواقف ترى في العجز والهروب عقل وحكمة.
القدس أسيرة والأسير بحاجة إلى من يزوره ويعزيه في أسره ويمسح عنه التعب ويخفف عنه المعاناة وطول الانتظار انها سجين فأين أهله وأقاربه؟ أين الذين يدقون بواباته؟ أين الذين يرفعون الآذان ويدقون الاجراس ويأتون من كل فوج عميق؟ أليست القدس أولى القبلتين وأن الرحال لا تشد إلا اليها ومسجدين آخرين.لماذا الغياب الطويل الذي ينسي؟ والهجر الذي يعلم الجفاء، ألم يزر القدس وهي في الاحتلال الفرنجي الصليبي؟ ألم يلب المسلمون النداء آنذاك للقدوم واسراج قناديلها بالزيت؟ ألم يعبر اليها وهي أسيرة أسامة بن منقذ وقادة صلاح الدين الذين كانوا يهبطون إليها من جوارها ومن العيزرية ليصلوا في المسجد الأقصى حيث تُربط خيول الفرنجة ويواجهون المضايقة والطرد والاعتداء، كانوا يريدون أن يظلوا متشبثين بالقدس ومدافعين عن روايتهم فيها وعن ذاكرتهم المرتبطة بها.
رأيت مجموعات من حجيج أندونيسيا في ساحة الصخرة وقد سألتهم فقد جاءوها من مكة وهناك من جاء على مسافة (14) ساعة طيران كانت أعدادهم قليلة ولكنهم أدركوا واجبهم. والسؤال أي ذريعة هذه التي تمنع ملايين العرب والمسلمين من التدفق إلى القدس حجيجاً وزواراً وداعمين لأهلها؟ ألم يجعل الله في الحج منافع وتجارة وكيف علينا أن نطلب من اسرائيل مساعدة الفلسطينيين ولا نفعلها نحن؟ هل تستمر هذه الحلقة الجهنمية في الافتاء الأرعن بعدم جواز زيارة القدس أم يطلع علينا من الأئمة والمفتين وعلماء الأمة كالعلامة علي جمعة مفتي الديار المصرية والجفري العلامة اليمني الذين زاروا القدس ودعوا لزيارتها.
القدس اليوم وكما رأيت بحاجة إلى من يسرج قناديلها بالزيت إلى من يعيد الارتباط بها والتمسك العملي بحق العرب والمسلمين فيها.
لقد جعلت اسرائيل من كلمة تطبيع فزاعة أخافت بها الذين يبحثون عن ذرائع ومبررات للهروب والعقوق والخذلان وراحت تروج لذلك وتتهم هي نفسها وتسرب الاتهامات لمن يزورون انها تمنع الزيارة وتدعي انها لا تمنع لأن العرب والمسلمين لا يكلفون أنفسهم باختبارها ويعفونها حتى من ذلك.
تحرير القدس يبدأ بالتعريف بها وتحبيبها إلى النفوس واعادة ارتباط الحواس بها وشد الرحال إليها ودفع الكلفة في سبيلها.
فالتطبيع على هذا المستوى شعار فارغ وكذبة حان الوقت لكشفها فالذي يدخل القدس ممن يعمر قلبه الايمان بها مسلمة عربية مقدسة تزداد صلته بها وعمق ايمانه برسالتها ويزداد حقده وكرهه لمن يحتلونها كما تزداد مسؤولياته تجاهها، فالرواية الاسرائيلية عن القدس واهنة ولا يدحضها إلا من شد الرحال إلى القدس لزيارتها والتأمل في وجهها الحزين واسناد أهلها الصامدين وخلاف ذلك كذب وهراء.
عالم سعيد باستثناء شعب فلسطين!
حلمي الأسمر عن الدستور
اعتادت مؤسسة (WIN-Gallup International) أن تجري في اليوم الأخير من كل عام استطلاع رأي دوليا، حول «الأمل والسعادة» في العالم، هذه المؤسسة هي أكبر شبكة عالميّة مستقلّة لأبحاث السوق ولشركات ومراكز استطلاعات الرأي في جميع أنحاء العالم حيث تضمّ (67) شركة ومؤسسة من أكبر الشركات المستقلّة في العالم وتغطي (89.0?) من السوق العالميّة ولا يُسمح فيها باشتراك أكثر من عضو ٍ واحد في كلّ دولة. انضمّت هذه الشركات مع بعضها البعض لتشكّل برنامجا ً عالميّا ً يتمّ على أساسه تبادل الأعمال على المستوى العالمي وتقديم أرفع مستوى من الخبرة والمهنيّة وخدمة عملائها.
الإستطلاع – الذي أجري في (54) دولة على عيّنات عشوائيّة من الرّجال والنساء بلغت (56.625) مستجوبا ً يغطّون الأغلبيّة العظمى من سكّان العالم وتجريه المؤسسة المذكورة في اليوم الأخير من كلّ نهاية عام منذ 1977 – بأنّ غيمة العسر الإقتصادي تنقشع تدريجيّا ً في معظم بلدان العالم وأنّ الأمل في تحسّن الإقتصاد قد ارتفع من (-2?) إلى (+ 8?) أي بمعدّل (10?) عن السنة الماضية. ويبدو أنّه قد تمّت السيطرة على التوجّه السلبي في الإقتصاد في دول أوروبا الغربيّة وأمريكا الشماليّة وهما أغنى منطقتين في العالم وذلك مقارنة ً بوضعهما الإقتصادي العام المنصرم.
واستنادا ً إلى نتائج البارومتر العالمي للأمل والسعادة حسب الاستطلاع فإن (35?) من سكان العالم متفائلون حول التوقعات الإقتصاديّة لعام 2013 فيما يتوقّع (27?) بأنّ العام الجديد سيكون اقتصاديّا ً أعسر من العام المنصرم و(30?) لا يتوقّعون أي تغيير عن العام المنصرم, و(8?) لم يجيبوا على السؤال.
ولكن هل هناك علاقة مباشرة ما بين الشعور بالسعادة والإطمئنان على الوضع الإقتصادي؟
الإجابة على هذا السؤال بشكل عام: نعم. ولكن بصرف النّظر عن الآراء حول الإقتصاد في الآونة الأخيرة والتي تبدو ايجابيّة إلى حدّ كبير, فإن أغلبية سكان العالم, أي بالتحديد (53?), يقولون بأنهم يشعرون بسعادة ٍ في حياتهم. فردّا ً على السؤال:» هل تشعر, فيما يتعلّق بك أنت شخصيّا ً, بأنك سعيد في حياتك أم تعيس, أم أنّك لا تشعر لا بسعادة ولا بتعاسة في حياتك؟» أجاب (53?) من سكّان العالم بأنهم يشعرون بالسعادة, (13?) يشعرون بأنهم تعساء وواحد من كلّ ثلاثة تقريبا ً, أي بالتحديد (32?), لا يشعر لا بسعادة ولا بتعاسة, و(2?) فقط لم يبدوا رأيهم بالخصوص.
وبالرجوع إلى استطلاعات الرأي التي أجريت حول نفس الموضوع في السنوات الثلاث الأخيرة تبيّن بأن الأمل في تحسّن الوضع الإقتصادي العالمي كان في نهاية عام 2010 بنسبة (+ 2?), هبط في نهاية عام 2011 إلى (- 2?) ولكنه ارتفع بشكل ٍ ملحوظ في نهاية عام 2012 إلى (+ 8?) أي بفارق (10) درجات أو (10?). ويعود هذا التغيير الإيجابي بشكل ٍ أساسي إلى انبعاث الأمل من جديد في اقتصاد الهند والصين وفي نفس الوقت إلى توقّف نزعة الهبوط الإقتصادي في أوروبا الغربيّة وحدوث تحسّن ولو بسيط من نسبة (-46?) في العام الماضي إلى (- 40?) في نهاية هذا العام 2012. وفي أمريكا الشماليّة تحسّنت النسبة من (- 25?) إلى (- 12?).
وفيما يتعلّق بالأراضي الفلسطينيّة بالذات فقد أجاب (32?) بأنّ عام 2013 سيكون عام ازدهار اقتصادي, فيما قال (40?) عكس ذلك, و(25?) «بدون تغيير» و(3?) أجابوا « لا أدري» أو رفضوا الإجابة, أي أنّ التشاؤم يفوق التفاؤل بنسبة (8?) وهي نسبة معتدلة إذا قورنت بالعام الماضي 2011 الذي بلغت نسبة التشاؤم فيه (26?) فيما تعادل الإتجاهان في عام 2010. ولقد كشف الاستطلاع الذي أجري العام الماضي بأّن الشعب الفلسطيني في أسفل سلّم السعادة بين شعوب العالم. فيما اظهر معّدل دخل الفرد الفلسطيني ما قبل الأخير فليس وراءه على القائمة سوى أفغانستان. غير أّن العامل الحاسم لتعاسة شعب فلسطين هو الاحتلال الاسرائيلي بقبضته الخانقة على جميع نواحي الحياة. فالشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد المحتّل على وجه هذه الأرض. فكيف اذا بإمكان هذا الشعب أن يكون سعيدا؟
...«اليهود بتوعنا»!
محمد خروب عن الرأي الأردنية
هل سمعتم بـ «المظاهرات» التي وقفت امام السفارة المصرية في تل ابيب ترحيباً بتصريحات القيادي في تنظيم الاخوان المسلمين والرجل الثاني في حزب الحرية والعدالة «الحاكم» ورئيس الهيئة البرلمانية للأغلبية التي يشكلها هذا الحزب في مجلس الشورى الذي يتولى سلطة التشريع وفق الدستور الاخير المستحدث ومستشار رئيس الجمهورية... عصام العريان؟
اما السبب فهو التصريحات التي دعا فيها العريان اليهود «المصريين» في اسرائيل «للعودة» الى مصر (..) وعندما سأله المذيع حافظ الميرازي في استغراب... اذاً انت ترحب باليهود والمصريين ليرجعوا الى مصر؟.. اخرج هذا «الاخواني» حقده الدفين ضد جمال عبدالناصر فقال في خبث: اليهود المصريون الذين طردهم عبدالناصر ثم تساءل بمكر.. طردهم ليه دول شجعّوا الاحتلال؟..
هنا لم تعد المسألة في حاجة الى تفكيك أو الاضاءة على «أسرار» هذه الهرولة الاخوانية باتجاه اسرائيل ويهود اميركا وصهاينتها في الآن ذاته، اذ ليس غريباً او مفاجئاً وبعد ان اثارت تصريحات العريان (التي لا يمكن في كل الاحوال اعتبارها زلة لسان) ردود أفعال مصرية غاضبة، ان تنأى الرئاسة المصرية (الاخوانية حتى لا ينسى البعض) بنفسها عنها وتقول في ما يشبه التنصل (دون ان تدين تلك التصريحات) ما قاله لا يمثل الرئاسة لانه ليس متحدثاً رسمياً لها..
دعونا نبدأ..
زجُّ اسم عبدالناصر في هذه المسألة، يراد منها تشويه اسم هذا الزعيم العربي الكبير كجزء من محاولات اخوانية لم تنته لتشويه هذا القائد الخالد، فهم لا ينسون ولا يغفرون، والحقد ديدنهم وتصفية حساباتهم مع قامة باسقة لن يستطيعوا الوصول اليها مهما حاولوا..
ويعرف معاصرو تلك الحقبة ان يهود مصر باعوا املاكهم وصفّوا تجارتهم وذهبوا الى اسرائيل بأساليب عديدة سواء عبر اوروبا تمويهاً او من خلال جهود الدوائر الاستخبارية البريطانية والفرنسية، ودائماً الوكالة اليهودية وفروع الحركة الصهيونية، ولم يقم عبدالناصر أو أي مسؤول مصري بطرد أي يهودي وما يقوله «العريان» يلتقي مباشرة مع ادعاءات اسرائيل ومن يدعمها ويحالفها في الغرب، بأن اليهود «طُردوا» من البلاد العربية وبالتالي فان لهم حق الحصول على التعويض وعلينا ان لا ننسى القانون الذي اقره الكونغرس في هذا الشأن.. مؤخراً ..
هي ليس زلة لسان ابداً..
فالعريان زار واشنطن مؤخراً (رغم انه نفى ذلك) وفي عِزّ ازمة الاعلان الدستوري ووصلها قادماً من احدى دول الخليج، ثم ان العريان يعلم بأن اليهود المصريين الذين طُردوا من مصر (..) لم يعودوا على قيد الحياة ومن بقي من ذريتهم لا يعترف بمصريته سوى في الاحلام التي تراوده للحصول على تعويض.. فعن أي يهود يتحدث العريان؟ اذا لم تكن تلك الدعوة ذات مضامين سياسية ورسالة الى كل من يعنيهم الامر في واشنطن وتل ابيب (وعواصم اوروبية نافذة) بأن الاخوان المسلمين ليسوا ابداً كما زعم تقرير يهودي «اميركي» نُشر للتو، بأن الاخوان المسلمين في مصر (..) هم العدو رقم واحد لليهود خلال عام 2012!!.
ثم اذا لم نرد الغاء عقولنا، فان علينا الاضاءة على مسألة، توقف مشرعون كثيرون في مصر وفي خارجها، عن «سر» النص الذي ورد في الدستور المصري (الخلافي) الذي تم الاستفتاء عليه مؤخراً وكان محور جدل وسجالات وكتابات عديدة «.. ان شرائع المسيحيين واليهود المصريين هي المصدر الرئيسي لتشريعاتهم واختيار قياداتهم الروحية وشؤونهم الدينية».. فهل هذا نص كُتب صدفة ام اكبر من ذلك بكثير، اذا ما علمنا ان عدد «كل» يهود مصر لا يصل الى مئة رجل وامرأة وولد (يقال انهم 80).. فعن أي يهود يتحدثون؟
تبقى اخيراً لعبة اطلاق بالونات الاختبار والمراوغة التي لم يتوقف الاخوان المسلمون في مصر عن مواصلتها (منذ نشأتهم قبل نيف وثمانين عاماً) والتنصل من أي تصريح او خطوة تثير ردود افعال غاضبة فيسارعون للتبرؤ منها، ويضحّي من اطلقها بنفسه مؤقتاً كي يقول: انه يتحدث باسمه الشخصي كما زعم العريان مؤخراً..
انه السير «الاخواني» على طريق التطبيع مع اسرائيل.. فعلى مَنْ يَتْلُونَ مزاميرهم ... هذه؟
2013 ..أحسن السيناريوهات وأسوأها
عريب الرنتاوي عن الدستور
لا نميل لمحاكاة “العرّافين” الذين تنشط مواسمهم عادة، في مُفتتح العام ومُختتمه..لكن السياسة بلا رؤية واستشراف، تتحول إلى ضرب من “المياومة” المقيتة..والتحليل السياسي اللاحق لوقوع الحدث، يتقمص الحكمة بأثر رجعي، ويكف عن أن يكون استرشادياً وتنويريا..وبهذا المعنى، سنعرض لما نعتقده السيناريو الأفضل والسيناريو الأسوأ لأهم أزمتين في المنطقة: إيران وسوريا..وعذراً إن لم ندرج القضية الفلسطينية في عداد الأزمات الأهم، لكن ما العمل إن كانت هذه هي الحقيقة المؤسفة.
الأزمة الإيرانية (البرنامج النووي والدور الإقليمي لطهران)، استنفذ كثيرا من المواعيد والاستحقاقات في السنوات الأخيرة، بلغ لحظة حرجة، لحظة اتخاذ القرارات النهائية..عام 2013 هو عام القرار الأمريكي - الإسرائيلي (الدولي) بشأن كيفية التعامل مع طموحات طهران النووية والإقليمية..هي سنة الحوار الأمريكي - الإيراني الحاسمة..واشنطن تستقبل ولاية جديدة لرئيسها باراك أوباما..وطهران ستستقبل رئيساً جديداً بعد أشهر معدودات..فإن أمكن الوصول إلى “صفقة شاملة” حول مختلف قضايا الخلاف والصراع الإيراني - الأمريكي (الإسرائيلي - الغربي - الخليجي)، فإن المنطقة بأسرها ستنجو من أخطر هاوية يمكن أن تنزلق إليها..وإن ذهب المعسكران إلى الصدام المسلح، دخلنا في الصراع الأعنف والأوسع نطاقاً، والذي قد يأكل يابس المنطقة وأخضرها.
المؤشرات ترجح كفة السيناريو الأفضل..الرئيس الأمريكي ليس من صنف جورج بوش الأب والابن ولا محافظيهم الجدد..وطاقم الإدارة الجديد، يتكون في الأساس من شخصيات تؤمن بالدبلوماسية والحوار (وزير الخارجية الجديد) ولها سجل في “التصويت” ضد المغامرات والحروب (وزير الدفاع الجديد)..وفي طهران ثمة مؤشرات دالّة على ثقل وطأة الحصار والعقوبات، ورغبة إيرانية المتزايدة في إغلاق الملف مع وكالة الطاقة النووية، توطئةً لتفكيك قضايا الخلاف مع واشنطن، وإن حصل أن توصلت واشنطن وطهران إلى “الصفقة”، فإن من المعتقد أن قوى التوتير والتصعيد والتجييش في المنطقة (إسرائيل وبعض دول الخليج)، ستضطر إلى كظم غيظها وابتلاع شهوتها لتسوية الحسابات بطريقة تدميرية.
في الأزمة السورية، الثانية على جدول أعمال المجتمع الدولي بعد إيران، يتمثل السيناريو الأفضل في نجاح الحوار الأمريكي الروسي في اجتراح صيغة للحل السياسي للأزمة, صيغة تنهي القتل والخراب، وتعيد الفريقين المُحتربين خطوة واحدة على الأقل، بعيداً عن حافة الهاوية التي يقفون عندها، وتكاد أرجلهم تنزلق إلى قعرها..هذا السيناريو يُقابَل بموقف متعنتة من النظام لا تساعد على إنجاح الحوار وبناء التفاهمات بين موسكو وواشنطن، ومعارضة مسلحة وسياسية (الخارج أساساً) تفقد يوماً إثر آخر، القدرة على اتخاذ القرار المستقل، فضلا عن عواصم خليجية تتعامل كما قال الإبراهيمي نفسه، مع الأزمة السورية، بصورة ثأرية وانتقامية، مشبعة بالحسابات والحساسيات الشخصية، وبما يعيدنا إلى حروب القبائل العربية ومنطقها الغرائزي.
مهمة الإبراهيمي هي المؤشر على نجاح هذا الحوار أو إخفاقه..وربما تكون آخر مؤشر وآخر مهمة دولية من نوعها..إن تحقق النجاح، أمكن الرهان على إدراك سوريا قبل فوات الأوان..وإن تحقق الفشل، لأي سبب من الأسباب، لن نجد أفضل من كلمات الإبراهيمي في توصيف مسار الأحداث السورية: الجحيم، والجحيم هنا لا يعني تقسيم سوريا إلى كانتونات ودوليات فحسب، بل وانزلاقها في أتون “الصوملة” وفقاً للإبراهيمي (مُحقاً)..وفي الحالة السورية، فإن “الصوملة” لن تقف عند حدود سوريا الجغرافية والسكانية فحسب، بل ستمتد بنيرانها وخرابها، إلى دول جوار سوريا، بمن فيها تركيا والعراق، وليس الأردن ولبنان وحدهما.
إذن، نحن بإزاء حوارين، يمكن لنجاحها أن يحفظ الأمل لشعوب هذه المنطقة، ولفشلهما أن يتسبب في كارثة نعرف كيف تبدأ ومن أين، بيد أن أياً منا، لا يعرف كيف ستنتهي ومتى وأية أثمان ستدفع في سياقها..الحوار الأمريكي - الإيراني حول إيران، والحوار الأمريكي الروسي حول سوريا..ولأن واشنطن هي القاسم المشترك بين الحوارين، فإن كل حديث عن انهيار دورها في المنطقة، يبدو متعجلاً، فقد دللت أحداث السنوات الأخيرة، أن الدور الأمريكي، وإن تراجع نسبياً، إلا أنه ما زال عاملاً مقرراً في مختلف أزمات المنطقة وملفاتها..حقيقة يُقر بها خصوم واشنطن قبل حلفائها.
الدولة وخيار حل السلطة
ناجي صادق شراب(فلسطيني يكتب بالصحف الفلسطينية والعربية)
هل من علاقة بين حصول الفلسطينيين على دولة غير عضو وحل السلطة الفلسطينية؟ طرح هذا الخيار ليس بجديد، فقد كان الفلسطينيون دائماً يطرحون بل يهددون بحل السلطة الفلسطينية لوضع “إسرائيل” أمام مسؤولياتها كسلطة احتلال .
خيار حل السلطة يعني ببساطة شديدة تحويل مسؤولية السلطة الفلسطينية بكل أدوارها ووظائفها الأمنية والاقتصادية والسياسية إلى “إسرائيل” على اعتبار أن “إسرائيل” ما زالت كسلطة احتلال، هي المسؤولة مباشرة عن التحكم في أراضي السلطة الفلسطينية، وهي من تحدد حدود هذا الدور، وهذا هو الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه السلطة بسبب قيود اتفاقات أوسلو على أمل أن تنتهي هذه الحالة بانتهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية الكاملة التي لن تتحقق إلا بانتهاء الاحتلال “الإسرائيلي” .
وهذا الفهم “الإسرائيلي” للسلطة يتناقض مع الفهم الفلسطيني، ويتعارض مع مفهوم الدولة الفلسطينية .
وهنا تكمن معضلة التعارض في معادلة السلطة الفلسطينية، وأول جوانب هذا التعارض أن السلطة الفلسطينية التي أقيمت استناداً لاتفاقات أوسلو هي سلطة بالوكالة، ومهمتها أن تقوم بأدوار أمنية أو غير أمنية تريدها “إسرائيل”، وبعد أن أدركت السلطة الفلسطينية هذا القصور، حاولت أن تعالج هذا الخلل من خلال فرض واقع فلسطيني جديد بإنشاء مؤسسات أكثر استقلالية وتحرراً من هيمنة “إسرائيل”، وهو ما لم تنجح فيه السلطة إلى درجة كبيرة بسبب الضغوط التي مارستها وتمارسها “إسرائيل” كحجب الأموال الفلسطينية، وفرض واقع استيطاني يجهض مضمون الدولة من ناحية، ويفرغ السلطة من مضامين سياسية وسيادية حقيقية.
من ناحية ثانية قيام الدولة الفلسطينية بصفة مراقب لم يغير من واقع السلطة، بل أبقاها على حالها وفقا لاتفاقات أوسلو التي تحول دون تحول السلطة الفلسطينية إلى مكون حقيقي من مكونات الدولة، وهذا لن يتحقق إلا مع إنهاء الاحتلال .
اليوم يتجدد الحديث عن حل السلطة الفلسطينية وتسليم مفاتيحها ل”إسرائيل”، هذا إذا كان للسلطة أصلاً مفاتيح . فالمتعارف عليه في أدبيات السلطة أن الدولة الكاملة لا تتحقق إلا بتوافر العناصر الثلاثة الآتية: الإقليم وهو غير متوافر بسبب الاحتلال “الإسرائيلي” لأراضي الدولة الفلسطينية فهي دولة غير كاملة وغير متكاملة إقليمياً، والركن الثاني وهو السلطة وهو غير متوافر أيضاً وبسبب الاحتلال واتفاقات أوسلو التي تقيد سلطات وصلاحيات السلطة بالسلطة المحتلة وبتوافق متبادل، وهو أمر غير مبرر الآن، فهي سلطة أيضا منقوصة وغير سيادية، ولا تتوافق مع مفهوم الدولة الفلسطينية، والعنصر الثالث وهو الشعب وهو العنصر الوحيد الذي لم تتمكن “إسرائيل” من شطبه أو محوه، فتتوافر فيه مقومات الهوية الوطنية، ومع ذلك حتى هذا العنصر يعاني عدم قدرة على ممارسة الحقوق العادية التي يتمتع بها أي مواطن عادي في أصغر دولة في العالم .
في سياق هذه الأبعاد المختلفة يبدو أن الحديث عن حل السلطة أمر منطقي، لكن غير المنطقي أنه كيف يمكن ل”إسرائيل” أن تقبل بتسلم السلطة الفلسطينية، والحلول محلها في ظل وجود دولة غير مراقب في الأمم المتحدة؟ وماذا لو رفضت “إسرائيل” ذلك وأعلنت انسحاباً أحادياً على غرار ما حدث في غزة؟ إذن، المعضلة تكمن في كيفية التوافق والتلاقي بين منطق الدولة وبين منطق السلطة الفلسطينية باعتبار أنها الركن الأساس في قبول الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة؟ لا خلاف على أهمية مراجعة مفهوم السلطة الفلسطينية ودورها ووظيفتها في ظل الدولة الفلسطينية، وكيفية العمل على تحررها من قيود اتفاقات أوسلو المنشئة لها، وبقدر تحرر السلطة بقدر تجسيده لدولة أكثر اقتراباً من الدولة الكاملة، وهنا التفكير ينبغي أن ينصبّ على كيفية إنهاء الاحتلال، وليس حل السلطة الفلسطينية، وبدلاً من ذلك التفكير في إعادة بنا منظومة السلطة الفلسطينية التي تنطلق من مفهوم الدولة الفلسطينية في ظل الاحتلال، أو المطلوب سلطة تقوم بدور في إنهاء الاحتلال .
وإذا كان هناك من تفكير جدي في حل السلطة، فيجب أن يكون في اتجاه وضع الدولة الفلسطينية بكل مؤسساتها ومسؤولياتها تحت وصاية الأمم المتحدة لتقوم الأخيرة بدورها في إنهاء الاحتلال “الإسرائيلي” بكل الوسائل الشرعية التي تتوافر، وصولاً إلى طلب ذلك استناداً إلى تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز فرض عقوبات على “إسرائيل”، على الرغم من الفيتو الأمريكي الذي لا يحول دون الاستمرار في هذا التوجه .
ويبقى السؤال وما دور السلطة الفلسطينية؟ أولا أن تتحول إلى سلطة كفاحية، وسلطة خدمات، وسلطة توفر الوعاء للمقاومة المدنية الشعبية الكفيلة بتحريك القوى المدنية الدولية، حتى تبقى القضية الفلسطينية حية ومؤثرة في القرار الدولي .
وقبل التفكير في حل السلطة الفلسطينية علينا أن نفكر في الخيار البديل، وأي خيار فلسطيني فاعل مرهون بقدرته على التسريع في إنهاء الاحتلال . والسؤال لأخير هل حل السلطة ينهي الاحتلال أم يقوي من وجوده؟
الإخوان المسلمون وإسرائيل
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
ألقى عصام العريان حجرا في المياه الراكدة، عندما أشار إلى زوال إسرائيل.. فماذا يخبئ الإخوان المسلمون في ثنايا أفكارهم؟ وما هو برنامجهم غير المعلن الذي يجهزون له؟ وهل استطاع الأمريكان والإسرائيليون التقاط سرهم؟ وهل كل ما يجري من مناكفات يبديها البرادعي والليبراليون وفلول نظام كامب ديفد لها علاقة بموقف غير معلن للإخوان المسلمين تجاه فلسطين؟
يقول البعض إن الإخوان المسلمين تفاهموا مع الأمريكان حول ملفات عديدة ومنها التزامهم باتفاقيات كامب ديفد. ولا يخفي الإخوان، الذين فازوا بمواقع مهمة في الحكم المصري، بأنهم يلتزمون بكل المواثيق، ويبالغون في تكرار ذلك، إلى درجة تثير الريبة لدى المتابعين.. ويقول البعض إن الموقف الإخواني، حتى اللحظة، لم يحدث تغييرات جوهرية إزاء القضية الفلسطينية. الأمر الذي قابله الإسرائيليون بمديح متواصل، وبمحاولة دءوبة لتطوير العلاقة مع مصر الإخوان المسلمين.
ولكن لا بد من التأكيد على عدة عناصر فيما نحن نقترب من معالجة الضجة المثارة هذه الأيام حول موقف الإخوان من إسرائيل.. وأول هذه العناصر أن القيادة الحالية التي تدير حركة الإخوان المسلمين في مصر، تنتمي إلى مدرسة منتظمة الأفكار، ومحددة المعالم، ولديها منظومة فكرية تميزت بروح المسؤولية الأخلاقية تجاه قضايا المنطقة وجوهرها القضية الفلسطينية. ويؤكد المراقبون والمحللون أن هذه المدرسة هي مدرسة المفكر الإسلامي الكبير سيد قطب وأن تحركات هذه المجموعة، حتى اللحظة، تفسر تفسيرا واضحا رؤية سيد قطب إلى حريات الناس والتصدي للظلم والطاغوت.
ومن هنا بالضبط، نستطيع الاقتراب من فهم التدرج السياسي في سلوك القادة الجدد في مصر.. ولئن جاء تصريح الدكتور العريان كموقف شخصي، كما أعلن هو، معربا عن رؤية واضحة إلى المسألة اليهودية وإلى المشروع الصهيوني، وأن عشر سنوات كافية لإنهاء هذا المشروع الفاشل، وأن على اليهود الموجودين في فلسطين التوجه إلى بلدانهم التي جاءوا منها، وأن مصر ترحب باليهود المصريين.. ولهذا حرص الإخوان المسلمون أن يتضمن دستور مصر بندا خاصا يشير إلى اليهود وحقوقهم في مصر.
في محاولة لفهم حجم العداء الذي تبديه القوى المنسجمة مع سياسات خارجية تجاه الإخوان المسلمين في مصر، تشير إلى أن المسألة غير طبيعية وغير منطقية فرغم الشعبية الكبيرة التي يحرزها الإخوان في كل محاولة تحكيم إلى الصندوق، إلا أن الخصوم يفتقدون للياقة التنافس الحزبي، ويتوجهون إلى التحريض، بل والقتل وحرق المقارّ والكذب والتضليل الواسع.. إن ذلك يكشف عن الخلفية التي تقف وراء هذه المواقف العدائية.. إنها باختصار إدراك التوجه الإخواني نحو فلسطين.
الآن، توجد قوتان مركزيتان في الأمة، تحتكمان إلى رؤية سياسية واضحة ناضجة تجاه إسرائيل.. إنهما إيران ومصر.. ولئن اتضحت مواقف إيران بضرورة تفكيك الكيان الصهيوني وبناء نظام سياسي في فلسطين يحمى وحدة فلسطين التاريخية.. فإن الموقف الإخواني في مصر يكتنز رؤية فكرية ناضجة تجاه الموضوع، وسيظهر شيئا فشيئا فيما تكون مصر تخلصت من بعض المعرقلات الرئيسة.
لوبي إسرائيل ومنطق الحد الأقصى
منار الشوربجي عن المصري اليوم
شن أنصار الليكود الإسرائيلى فى واشنطن حملة بالغة الشراسة هدفها منع «أوباما» من ترشيح السيناتور الجمهورى السابق تشاك هيجل وزيراً للدفاع.. وهى حملة اتهمت «هيجل» بمعاداة السامية وإسرائيل وقادتها بالأساس منظمات اللوبى اليمينية، مثل إيباك واللجنة اليهودية الأمريكية، فضلاً عن المحافظين الجدد الذين شاركوا بوش الابن الحكم. وتشاك هيجل واحد من رموز الحزب الجمهورى الذين أصبح يطلق عليهم «الكائنات المنقرضة».
فالحزب بعد أن صار يمثل أقصى اليمين، صار طارداً للكثير من الناخبين الأمريكيين كما ظهر بوضوح فى انتخابات الرئاسة الأخيرة، بل وصار طارداً للعناصر المعتدلة داخله، أو تلك التى تتخذ مواقف مستقلة بعض الشىء عن الحزب، مما أدى لاستقالة الكثيرين منهم. والسيناتور «هيجل» انضم لمجلس الشيوخ عام 1996، لكنه قرر الاعتزال فى عام 2008 بعد أن صارت حياته مستحيلة داخل المجلس بسبب مواقفه المستقلة. فهو مع مرور الوقت صار من أكثر الجمهوريين انتقاداً لاحتلال العراق وظل يوجه انتقادات حادة لإدارة «بوش»، وعمل مع نائب الرئيس الحالى جو بايدن، الذى كان وقتها رئيساً للجنة العلاقات الخارجية لوضع نهاية لتلك الحرب.. وقد أدى ذلك لمعاملة بائسة تلقاها «هيجل» من أعضاء حزبه داخل المجلس، وصلت إلى حد رفض مصافحته أو تجاهل وجوده أصلاً.
و«هيجل» صاحب المواقف المستقلة كان قد أغضب لوبى إسرائيل بموقفه الداعى منذ عهد «بوش» إلى التفاوض مع إيران وحل أزمة برنامجها النووى سلمياً، وهو انتقد إسرائيل حين دكت لبنان فى 2006 وطالبها علنا بوقف «تدميرها المنظم لصديق الولايات المتحدة: لبنان الدولة والشعب». ورفض أن يوقع على قرار يدعو لفرض عقوبات على دول العالم التى تتعامل مع إيران.
وحين سئل ذات مرة عما يقال عن ضعف دعمه لإسرائيل استخدم لغة صريحة نادراً ما يستخدمها السياسيون الأمريكيون، حيث قال حرفياً «أنا سيناتور أمريكى وليس إسرائيلى، وأدعم إسرائيل، لكن اهتمامى الأول مرتبط بالقسم الذى أؤديه على الولاء للدستور الأمريكى لا للرئيس، ولا لحزب ولا لإسرائيل»، ولم يسامح اللوبى «هيجل» لأنه ذات مرة قال «إن اللوبى اليهودى يخيف الكثيرين هنا»، يقصد فى الكونجرس، لكن الحملة المستعرة ضد «هيجل» من جانب جناح اليمين فى لوبى إسرائيل لاقت هجوماً كاسحاً من الجناح الليبرالى فى ذلك اللوبى، بل ومن رموز يهودية مستقلة، حيث أعلن هؤلاء رفضهم الصريح لاغتيال «هيجل» معنوياً، فى الوقت الذى يعتبر فيه الرجل من أصحاب الخبرة الطويلة فى شؤون الأمن القومى والدفاع واعتبروه من أصدقاء إسرائيل. غير أن المعركة ضد «هيجل» هى المعركة الثانية التى يخوضها أنصار الليكود فى واشنطن وتل أبيب ضد «أوباما» خلال الشهور القليلة الماضية.
فهم قاموا بحملة منظمة أنفقت فيها الملايين للإطاحة بـ«أوباما» نفسه وحرمانه من فترة رئاسية ثانية، فهزمهم الشعب الأمريكى، بل ويهود أمريكا أنفسهم حين أعطوا لـ«أوباما» أصواتهم بنسبة 70%. واللافت للانتباه أن معركتى الإطاحة بـ«أوباما»، ثم الإطاحة بـ«هيجل» استخدمتا منطق الحد الأقصى. فـ«أوباما» لابد من الإطاحة به لأنه لا يؤيد نتنياهو فى «كل شىء»، و«هيجل» معاد للسامية لأنه لا يوافق على «كل» السياسات الإسرائيلية. والحد الأقصى هنا يعنى الإصرار على تحقيق المطالب بالمطلق. فإما كل شىء أو لا شىء على الإطلاق. إما تأييد إسرائيل بالمطلق أو نعتبرك عدواً لها بالمطلق.
والحقيقة أن منطق المطلقات فى السياسة يؤدى للهزائم، وهو بالضبط ما حدث مع لوبى السلاح الأمريكى حين سلك الطريق ذاته. فهل ينحنى «أوباما» لمطلقات لوبى إسرائيل أم تكون تلك هى المعركة الثانية التى يخسرها اللوبى ضده فى أقل من شهرين؟
أسباب معركة الشيخ القرضاوي ضد الرئيس والإخوان.. وهل يتحالف مع جناح داخلهم ضد مرسي
حسنين كروم عن القدس العربي
أبرز ما نشرته الصحف المصرية الصادرة يومي الاثنين والثلاثاء، كان عن مواصلة الدولار الأمريكي ارتفاعه أمام الجنيه ووصوله الى سعر ستة جنيهات وأربعين قرشا حتى امس، واستمرار موجة ارتفاع الاسعار ومحاولات الحكومة طمأنة الناس بأن الأوضاع سوف تتحسن وأنها تتخذ الاجراءات لضبط سعر الدولار، كما واصلت الحكومة ومعها جماعة الإخوان والرئيس دعوة المعارضة للحوار والتفاهم، وأنا أقصد هنا القوى والأحزاب التي تكون جبهة الإنقاذ وأما الأحزاب والقوى والشخصيات التي تجري معها الحوار من مدة وحتى الآن فمازالت جبهة الانقاذ وقادتها يرفضون الحوار لعدم ثقتهم بالرئيس والمرشد، وحتى لا يتورطون في تبعات الأزمة الاقتصادية. وتواصل استعداداتها لخوض انتخابات مجلس الشعب، بقائمة واحدة.
كما نشرت الصحف عن العام الميلادي الجديد ونهنىء أشقاءنا المسيحيين والمسلمين العرب به، وقد أكد لي زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب وصاحب المواقف، عمرو سليم انه اثناء مروره بالشوارع لتفقد أحوالها في ليلة العيد، شاهد مشهدا عجبا، قال، انه رأى بأم عينيه من وراء زجاج نظارته بابا نويل وقد تقابل مع صديقنا حازم صلاح أبو إسماعيل، فاقترب منه وسمع بطبلتي أذنيه نويل يقول لحازم: واو، يخلق من الشبه أربعين، تكونش زي حالاتي ماماتك أمريكية.
كما أعلن النائب العام المستشار طلعت إبراهيم انه لن يستقيل رغم انتهاء مدة الانذار التي وجهها له مجلس القضاء الأعلى ونادي القضاة، وتم الإعلان عن تصعيد الاجراءات ضده.
كما أكد المستشار ماهر سامي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، أن المحكمة ستنعقد في الخامس عشر من الشهر الحالي للنظر في دستورية القانون الذي تم انتخاب مجلس الشورى على أساسه، وكان مقررا ان تكون هذه الجلسة في الثاني من شهر ديسمبر الماضي لولا الحصار الذي تعرضت له، أي أن هناك احتمالا بحل مجلس الشورى الذي يضع القوانين الآن، وأكد المستشار ماهر انه ستتم ملاحقة كل من حاصر المحكمة وشجع عليه وصمت عن اتخاذ الاجراءات ضده، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى رئيس الجمهورية.
وبمناسبة أزمة الدولار، فقد تم ضبط مائتي طربة حشيش في مرسى مطروح، ماركة دولار.
وإلى بعض مما عندنا، وغداً إن شاء الله حكاية الإخوان وتحريض اليهود على طلب تعويضات من مصر هي أمي لا أمهم، وأسباب تشبيه مرشحيهم للرئاسة بأنبياء بني إسرائيل ورفض تشبيههم بالسيد المسيح، عليهم جميعاً السلام.
الاخوان يريدون حوارا حول أي قانون مع المعارضة
وواصل الإخوان تخبطهم السياسي، فبعد أن أشارت الصحف الى ان مجلس الشورى المكلف الآن بوضع التشريعات حتى انتخاب مجلس النواب سيناقش قانونا جديدا للتظاهر، يعطي الشرطة سلطات هائلة، ويحد من حق التظاهر، عاد حزبهم 'الحرية والعدالة' لينفي أنه الذي تقدم بالمشروع وإنما وزارة الداخلية، وأنه يريد حوارا حول أي قانون مع المعارضة، بينما أكد عضو مجلس الشورى وأحد قادة الجماعة جمال حشمت انه تم سحب المشروع، وعلى أي حال فحتى لو صدر القانون وفيه أشد وأعنف الإجراءات فإنه لن يفيد الجماعة في شيء، ولن يوقف المظاهرات خاصة في الذكرى الثانية للثورة يوم خمسة وعشرين من الشهر الحالي، والشرطة بدورها لن تتورط في تنفيذ أوامر حكومة الجماعة وتضرب المتظاهرين، لأن الثمن سيكون وبالاً عليها، ولأنها لا تريد أن تكون ضحية لديكتاتورية الإخوان بعد ان كانت ضحية ديكتاتورية نظام مبارك، أي باختصار فليصدر الإخوان ما شاءوا من قوانين، وليثبتوا ثورتهم على تطبيقها، لوقف التطورات القادمة والتي ستطحنهم والسلفيين، ما لم يتغيروا فعلا من داخلهم.
معاقبة موظف لمهاجمته الاخوان
وأثارت وسائل الإعلام فضيحة جديدة وهي قيام مدير بنك الائتمان الزراعي فرع الفيوم بخصم ثلاثة أيام من الموظف محمود عمر، لأنه هاجم رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين، وكتب ذلك بالفعل على الخصم بتوقيعه، والسبب ان زميلته الإخوانية فاطمة جودة، بكت للمدير وقالت ان محمود هاجم الإخوان والرئيس مرسي، وكتبت شكوى ضده، وعلى الفور تمت إحالتها للشؤون القانونية، ثم عادت فاطمة وسحبت الشكوى ومع ذلك قررت الشؤون القانونية التحقيق وأوصت بخصم الأيام الثلاثة بسبب الارتباط في العمل، ولم تذكر مطلقاً حكاية الرئيس أو الإخوان، وأسرع المدير بالتوقيع بالموافقة، وأضاف من عنده حكاية الرئيس والإخوان فكان رده أن على محمود أن يقدم تظلماً لبحثه، كان يعود ويسأله، أليس هذا نفاقا منك، وتجاوزاً، فكان يرد، ان محمود سيقدم تظلماً، ويتم بحثه، وهو ما رفضه محمود الذي كان حاضراً في الاستديو.
كما أعلن النائب العام المستشار طلعت إبراهيم انه لن يستقيل رغم انتهاء مدة الانذار التي وجهها له مجلس القضاء الأعلى ونادي القضاة، وتم الإعلان عن تصعيد الاجراءات ضده.
كما أكد المستشار ماهر سامي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، أن المحكمة ستنعقد في الخامس عشر من الشهر الحالي للنظر في دستورية القانون الذي تم انتخاب مجلس الشورى على أساسه، وكان مقررا ان تكون هذه الجلسة في الثاني من شهر ديسمبر الماضي لولا الحصار الذي تعرضت له، أي أن هناك احتمالا بحل مجلس الشورى الذي يضع القوانين الآن، وأكد المستشار ماهر انه ستتم ملاحقة كل من حاصر المحكمة وشجع عليه وصمت عن اتخاذ الاجراءات ضده، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى رئيس الجمهورية.
وبمناسبة أزمة الدولار، فقد تم ضبط مائتي طربة حشيش في مرسى مطروح، ماركة دولار.
كلمة المرشد للشعب المصري
والى قصص الإخوان التي لا تنتهي، وتجيء على لسان مرشدهم العام الدكتور محمد بديع، الذي قبل ان يستخدم قصيدة لشاعر النيل حافظ إبراهيم عنوانها - مصر تتحدث عن نفسها - دون إشارة لاسمه، والتي غنتها أم كلثوم، ودون أن يقول، وتمادى فيها حتى نسب لنفسه أبيات شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي، وجاء ذلك في مقاله المنشور في 'الحرية والعدالة' يوم الجمعة، وقال فيه:
'أولاً: نسيان الماضي: أيها الشعب المصري العريق بعد أن أقرت الأمة دستورها، أن ننسى ما مضى بعد أن أخذنا منه دروساً وعبراً ننتفع بها في بناء مستقبلنا، وأعظم درس من تلك الفترة، أن الواجب على الأمة أن تتصالح في ما بينها وأن تنسى خلافاتها وأن تتوقى في الدخول في تصفية حسابات، أو محاولة الانتصار للنفس ولا تأخذنا العزة بالاثم ولنعمل بجد على نزع فتيل معارك الاستنزاف المتبادلة.
ثانيا: بالتعاون ننهض ونبني الأمة: وجدير بالأمة التي حققت بوحدتها إسقاط رأس النظام وتسعى إلى اجتثاث بقايا جذور الفساد، وتجاهد لبناء صرح الأمة ببناء مؤسساتها وإرساء دعائم أركانها، والبعد عن التفرق والاستقطاب الطائفي وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية وأن يعلم كل فرد في هذه الأمة أننا جميعاً في سفينة واحدة، ويجب علينا ألا نترك لفرد أو طائفة فيها أن يخربها.
ثالثا: الأمل الواسع: إن الأمة في وضعها الراهن تحتاج الى الأمل الواسع الفسيح ومن يعمل لإرضاء الله ولمصلحة الأمة من كل الصادقين والمخلصين والوطنيين فإنه يجب عليه ألا ييأس من الإخفاق في بعض محاولاته رابعاً: الإيمان والإرادة والتضحية: أيها الشعب المصري العظيم حتى تقيم بناء أمتك وتؤدي رسالتك وتقوم بدورك الحضاري المنوط بك، كما قمت طوال تاريخك بهذا الدور ومازلت تقوم وستظل بإذن الله بنفس القوة والعزيمة والعظمة الحضارية لا بد أن تتسلح بقوة نفسية عظيمة عبر عنها الإمام البنا بقوله: 'إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادىء تحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو الفئة التي تدعو إليه على الأقل إلى 'قوة نفسية عظيمة'.
خامساً: بناء الأخلاق مقدم على بناء الاقتصاد: إن أمتنا العظيمة وقدر ابتليت لعقود بنظم هدمت الأخلاق وحطمت القيم وحاربت الفضائل وحاولت تجفيف المنابع وإغلاق المساجد، واضطهدت الدعاة وشوهت صورة الإسلام وجعلت الأمة المصرية شيعاً متناحرة مما جعلها تنحدر في هوة سحيقة، هذه الأمة، لكي تستعيد سيادتها وعزتها فإنها أحوج ما تكون إلى الخلق الفاضل القوي المتين.
بالعلم والأخلاق يبني الناس ملكهم
لم يبن ملك على جهل وإقلال
وإنما الأهم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
سادساً: العمل المستمر المتواصل، ويجب ألا يلتفتوا إلى الضجيج الإعلامي المثبط الذي أضحى ويتحرى الكذب في كل ما يتناوله ولنحذر من أن نشغل أنفسنا بالرد على ما يفترون.
سابعاً: بناء الاقتصاد: لقد ترك النظام السابق اقتصاداً منهاراً ودولة دب الفساد في كل أركانها، يوجب علينا التعاون في العمل على تنظيم شؤونها الاقتصادية إذ هي أهم الشؤون في هذه العصور ولم يغفل الإسلام هذه الناحية بل وضع كلياتها ولم يقف أمام استكمال أمرها وها أنت ذا تسمع قول الله تبارك وتعالى في المحافظة على المال وبيان قيمته ووجوب الاهتمام به 'ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما' 'النساء 50' ويقول في موازنة الإنفاق والدخل: 'ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط'. 'الإسراء: 29' رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'ما عال من اقتصد' 'إن الله قد أمتن على قريش بتأمينهم من الجوع والخوف، وهذا يوجب عليهم إفراده بالعبودية'، وحال الأمة الاقتصادي مرهون بصلة الأمة بربها فإن جحدت نعمه ألبسها لباس الخوف والجوع.
وإذا استقامت على طاعة ربها: فتح أبواب الخير من فوقها ومن تحتها، ثروة بشرية عظيمة موقع يتوسط العالم مناخ معتدل، أنهار من الماء في الظاهر والباطن، أرض خصبة صالحة للزراعة، ثروات معدنية متنوعة، البترول والغاز والكهرباء، سواحل ممتدة في الشمال والشرق تصل لآلاف من الكيلو مترات وعن ذلك يقول الجاحظ: 'لو ضرب سور حول مصر ما احتاجت لأحد أبدا'.
الازمة الاقتصادية تقلق الاخوان
وهكذا نلاحظ أن الأزمة الاقتصادية تسيطر عليه، فنراه يرجعها إلى النظام السابق مرة، وثانية يحاول التهوين منها ونسيانها بالهروب الى الإيمان والانغماس فيه، رغم انه ليس حلا لأزمة مادية أساسها الأرقام والسلع، وثالثة بالتأكيد على وجود الموارد الهائلة الكفيلة بأن تعيش مصر في رخاء وتعتزل العالم استنادا إلى قول للجاحظ، رغم ان المعروف والمعلن من سنين طويلة ويتجدد الحديث حوله باستمرار، ان مصر تعاني من زيادة في السكان ونقص في الثروات الطبيعية، فالبترول والغاز سوف ينتهيان بعد مدة تتراوح من عشرين إلى ثلاثين سنة، اللهم إلا إذا تمت اكتشافات أخرى ضخمة تزيد من الاحتياطي، والمياه اللازمة والشرب والصناعة والاستخدامات الأخرى تأتينا من الخارج، وبحصة محددة لنا، وهي خمسة وخمسون مليار متر مكعب، وهناك مخاوف من إقلالها، وهي لا تكفي للشرب والتوسع الزراعي سيكون محدوداً جداً، والصناعة تستهلك كميات منها، وعدد السكان يتزايد والأرض الزراعية تتقلص، وكل ما نستطيعه إقناع دول منبع نهر النيل بإقامة مشروعات مشتركة لوقف إهدار مياه النيل في بلادها وبالتالي زيادة حصة مصر، وإقناع دولة جنوب السودان باستئناف العمل في قناة جونجلي، وإقامة مشروعات ضخمة على سواحلنا لتحلية المياه باستخدام الطاقة الذرية، واتباع نظم ري توفر قدرا من إهدار المياه، وإعادة معالجة مياه الصرف لاستخدامها، وكل ذلك كما قلت معروف ويتم نشره باستمرار طوال السنوات السابقة، وكان مفترضا ان الجماعة وحزبها لديهما دراسات عن هذه المشاكل وكيفية حلها، إذا كانت لديها حلول تختلف عن الحلول الموضوعة منذ اكثر من خمسة عشر سنة، هذا إذا كانوا يعلمون بهذه المشاكل او قرأوا عنها، وهو ما يوضح ان هؤلاء الناس لا علاقة لهم بالواقع.
المرشد: لو ضرب سور حول مصر ما احتاجت لأحد أبدا
والذي حيرني في المرشد أيضا أنه بينما أشار الى اسم الجاحظ وهو يقول: 'لو ضرب سور حول مصر ما احتاجت لأحد أبدا'.
فإنه لم يذكر اسم الشاعر صاحب البيتين، بالعلم والأخلاق بيهما وظهر كأنه قائلهما أي من شعر الشاعر محمد بديع.
وقد أسرعت للاتصال بصديقنا العزيز والشاعر الكبير ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سعد عبدالرحمن، وسألته عن صاحب البيتين، فقال انه أمير الشعراء أحمد شوقي، والقصيدة كان عنوانها - أبا الحيارى - يمدح فيها الخديوي عباس حلمي الثاني.
والبيت الأول فيها هو: صحوت واستدركتني شيمة الأدب
وبت تنكرني اللذات والطرب
هل هذه أمانة؟ ان ينسب لنفسه أبيات شعر لأمير الشعراء ومن قبل أشار إلى قصيدة حافظ إبراهيم مصر تتحدث عن نفسها دون إشارة إلى اسمه، ثم يستخدم عنوانها بعد تحويره في المقال التالي، وكان عنوانه - شعب مصر يتحدث عن نفسه، ويتحدث عن التمسك بالدين والتقوى؟
الدكتور حامد حسان يروج لخرافة الصكوك الإسلامية
وكنت قد نسيت - وما أنساني إلا الشيطان والشيخوخة، الإشارة إلى حديث قبلها بيومين - أي يوم الأربعاء - في 'الحرية والعدالة' مع عضو مجلس الشورى الإخواني وعضو الجمعية التأسيسية التي وضعت الدستور والخبير القانوني والاقتصادي الدكتور حامد حسان الذي قال لزميلنا محمد كمال الدين، انه يعمل حاليا رئيساً لسبعة وعشرين بنكاً إسلامياً ودولياً في مختلف الدول ويشرف على الرقابة الشرعية بالمصرف الإسلامي الدولي وخبير للاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية، بينما كل الدراسات والشهادات التي حصل عليها وذكرها، كانت في الشريعة والقانون المقارن، وليس من بينها شهادة في الاقتصاد، وللأسف فان نفس معلوماته لم تختلف عن معلومات مرشده العام، إذ قال مثلا أن الأزمة الاقتصادية حلها سهل، وأضاف بالنصف: 'بقليل من الجهد استطاع رئيس الجمهورية ضخ استثمارات بمليارات الدولارات فلي فترة وجيزة من دول قليلة'.
وقارىء الصحف العادي - لا الخبير الاقتصادي - يعلم عدم صحة هذا الكلام، فما حصلنا عليه قروض بالربا - والعياذ بالله - من البنك الإسلامي للتنمية، وودائع بالربا أيضاً من قطر وتركيا والسعودية، والصين، أي لا استثمارات ولا يحزنون، وأضاف: 'مصر مرت بأصعب من هذا في فترة نكسة 1967 وفي انتصارات أكتوبر 1973 واستطاعت أن تخرج من هذا النفق المظلم ولم تعلن البلاد إفلاسها مطلقاً وما تسبب فليه حكم العسكر بقيادة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر من انهيار الاقتصاد رغم ان مصر كانت دائنة لبريطانيا العظمى عام 1952 بما يزيد على أربعمائة مليون جنيه استرليني لم يؤثر ايضا على الحالة الاقتصادية للبلاد بسبب كثرة مواردها وخيراتها، وأنا أطمئن المصريين لكوني رئيس منظومة بنكية واسعة تضم سبعة وعشرين بنكاً إسلامياً ودولياً، أننا تقدمنا بشراء صكوك إسلامية تقدر بمائتي مليار دولار ستتيح تمويل مشروعات ذات جدوى اقتصادية هائلة في البلاد في كل الحالات الى جانب قدرتها على سد العجز فلي الموازنة بحيث لا تحتاج مصر لأية قروض من الخارج أو الداخل وصرحت بهذا في عدد من وسائل الإعلام باستعدادنا لشراء صكوك بـ20 مليار دولار ستتدفق على مصر في المشروعات التنموية ونحن في انتظار موافقة الحكومة والبرلمان على تشريع الصكوك الإسلامية لنبدأ فوراً، وهذه الصكوك إذا تم تقنينها بشكل جيد بعد عرضها على مجلس الشورى يمكن أن تمتلك الحكومة فيها جانباً كبيراً وكذلك الأفراد والبنوك المختلفة فنحن لنا تجارب سابقة في إصدار صكوك بأكثر من 100 مليار دولار في عدة دول ولو أصدرت مصر صكوكاً بالجنيه المصري فإن العديد من مؤسسات التمويل في العالم على استعداد لشرائها'.
مصر كانت دائنة لبريطانيا
والملاحظ هنا على كلامه هو التناقض المعيب في أقواله فكيف انهارت مصر اقتصاديا في حكم العسكر بقيادة جمال عبدالناصر. وتمكنت من الصمود والخروج من النفق من 67- 1973؟ وحكاية أن مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952 كانت دائنة لبريطانيا التي تحتلها بأربعمائة مليون جنيه استرليني، وأوضحنا من قبل أكثر من مرة، أن بريطانيا رفضت في الأربعينيات الاعتراف بهذا المبلغ وقالت الحكومة المصرية قد قالت ان المبلغ كان نظير خدمات قدمتها مصر أثناء الحرب العالمية الثانية للقوات البريطانية والحليفة ولم تعترف بحجمها بريطانيا، والدليل انه في كل المحادثات التي دارت مع بريطانيا لم تطالب مصر بهذا المبلغ، ونرجو أن تطالب حكومة ورئيس الإخوان بالمبلغ.
لكن الملفت هنا حكاية استعداد بنوكه لشراء صكوك إسلامية بمبلغ مائتي الف مليون دولار، وهو يذكرنا بقول محمد مرسي أثناء حملته الانتخابية للرئاسة، ان لديه خطة بجلب هذا المبلغ للاستثمار، هذا رغم ان خبراء أكدوا أن حجم الصكوك الإسلامية في العالم كله هو خمسة وثمانون الف مليون دولار، نصفها في ماليزيا.
القرضاوي يتهم مرسي والاخوان بارتكاب اخطاء
وإلى المعركة التي تسبب فيها الشيخ يوسف القرضاوي بسبب خطبته الجمعة الماضية في الجامع الأزهر، والتي اتهم فيها الإخوان المسلمين والرئيس مرسي بارتكاب أخطاء وطالبهم بالاعتراف بها، كما نفى اتهام العلمانيين بالكفر، ودعا الجميع إلى حوار وطني لتجاوز الكارثة التي تشكلها الأزمة الاقتصادية الخطيرة، وأن يقفوا جميعا معا، كما كانوا أيام الثورة، وهو موقف غير مفهوم منه، ولا دوافعه الخفية، فهو يعرف انه محسوب على الإخوان وأيدهم ضد المعارضة، وأن المعارضة رفضت دعوات الحوار التي وجهها أكثر من مرة الرئيس والمرشد العام، فلماذا تقبل دعوته، ولا صفة له تعادل صفة المرشد أو حزب الحرية والعدالة أو الرئيس، اللهم إلا إذا كان أصبح على يقين، أن تجربة الإخوان مصيرها الفشل، عما قريب، ويريد انقاذها لأسباب خاصة به، وبمن يدفعونه لإطلاق هذه الدعوة، وجاء الرد عليه قاسياً في اليوم التالي - السبت - من رئيس تحرير 'الأهرام' زميلنا عبدالناصر سلامة، عندما هاجمه هو والبرادعي فأغضب صديقنا محامي القرضاوي ونائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان، فنشرت له 'الأهرام' يوم الأحد في صفحتها الثالثة احتجاجاً على مقارنة البرادعي بالقرضاوي، وقال: 'جاء بمثابة غسل للدكتور محمد البرادعي بارفاق اسمه مع الدكتور يوسف القرضاوي في موضوع واحد على الرغم من الفارق الكبير بين الاثنين وشتان بين الاثنين، فالقرضاوي يدافع عن قضية يجمع عليها المصريون وهي محاربة الاستبداد في العالم العربي ومنها القضية السورية، أما البرادعي فيتحدث عن اسقاط دستور ونظام ديمقراطي منتخب'.
مقارنة البرادعي بالقرضاوي
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ للأسف، أنا أقول أن الظلم هو الذي لحق بالبرادعي بمقارنته بالقرضاوي؟ البرادعي هو الذي دعا للثورة على نظام مبارك ولعب دوراً في دفع المعارضة له لإسقاطه، وتحالف معه الإخوان المسلمون بمساعدته في جمع المليون توقيع، كما تحالف معه حزب الوسط ومنه عصام سلطان، وفي هذه المعارك لم يتجرأ الشيخ يوسف القرضاوي على ان يفتح فمه بكلمة ضد مبارك ونظامه، وكان كل همه، ان لا تتم مضايقته في مطار القاهرة عند مجيئه إلى مصر، في زيارة لها، وتوسط له شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوي، ودعاه الى مؤتمر إسلامي، وعينه عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، وحصل على موافقة النظام ومباحث أمن الدولة، وفتحت له 'الأهرام' صفحاتها للإدلاء بالأحاديث، واتحداه ان يذكرنا بمواقف للقرضاوي هاجم فيها مبارك أو نظامه بمثل ما فعل البرادعي كما لن أذكره باعترافات القرضاوي نفسه في مذكراته التي نشرتها دار 'الشروق'، وجريدة 'آفاق عربية' في مصر أيام واعترف فيها بأنه كتب تقريراً عن الإخوان المسلمين في قطر ليسلمه للرائد أحمد راسخ المشرف على نشاط الإخوان في مباحث أمن الدولة، كما طلبه منه، وبأنه عمل في عام 195 ضمن خلية من الإخوان تحت رئاسة مدير جهاز المباحث بوزارة الداخلية السعودية الأمير نايف بن عبدالعزيز - عليه رحمة الله - وكان مسؤولا وقتها عن اليمن، ثم تولى وزارة الداخلية وولاية العهد.
أنا هنا أتحدث عن وقائع منشورة لن يستطيع أي طرف انكارها والتملص منها.
والبرادعي لم يرتكب جريمة كالتي ارتكبها ويواصلها الشيخ يوسف بإثارته الفتنة بين العرب والسنة والشيعة بما يؤدي الى تقسيم الدول العربية على أساس مذهبي وتدمير وحدتها القومية العربية.
أما الأمر الاكثر غرابة، ان يترك عصام أخطر ما جاء في مقال عبدالناصر، ضد الشيخ القرضاوي بأنه يحرض على الفتنة في سورية، وهي اتهامات جنائية وبصفته محاميا كان عليه أما أن يرد عليها أو يرفع دعوى قضائية ضده وكيلا عن القرضاوي.
أحمد منصور يهاجم الرئيس ويتهمه بإزعاج جيرانه
والملفت انه في نفس اليوم - الأحد - خصص زميلنا ومقدم البرامج بقناة الجزيرة أحمد منصور عموده اليومي - بلا حدود - في صحيفة 'الوطن' المملوكة لرجل أعمال يتهمه الإخوان بأنه من الفلول وهو محمد الأمين صاحب قنوات، سي بي سي ايضا، وهاجم الرئيس بعبارات غير لائقة بالمرة لأنه لم يسند رئاسة الوزارة إلى صديقنا أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط، أو الدكتور محمد محسوب وتوعد مرسي بمصائب وبلاوي، قال: 'موقف حزب الوسط هو موقف كثير من المحيطين بالرئيس مرسي، وحزب الحرية والعدالة، وحتى في الإخوان المسلمين لكن من الواضح أن الرئيس مرسي له رؤيته الخاصة في كثير من الأمور، وهي رؤية لا ينصت فيها حتى للمقربين منه، ومنها إصراره على البقاء في الشقة المستأجرة التي يقيم فيها في التجمع الخامس والتي لا تزيد على ثلاث غرف، رغـــم التكلفة الأمنية والسياسية وهدر لوقت في الذهاب والمجيء، وازعاج الجيران كل يوم، حتى أنه استأجر الشقة المقابلة لها حتى يجري فيها المقابلات التي لا يستغنى عنها رئيس الجمهورية، والتي تستدعي منه العمل طوال الوقت، ولو انتـــقل الرئيس مرسي للإقامة في إحدى الفلل التابعة لرئاسة الجمهــــورية والقريبة من القصر الجمهوري لوفر الكثير من الإجراءات الأمنية، وكذلك المصروفات والوقـــت، وغير ذلك، لكن الرئيس مرسي يصر على ذلك، كما يصر على التمسك بحكومة هشــام قنديل رغم الدستور الجديد الذي يقتضي وفق القانــــونين ان تتم تغييرات كثيرة على رأسها ان تقدم الحكومة استقالتها، وإبعاد كل الوزراء الفـــلول من الحكومة وعددهم حسب تقديرات من داخل مجلس الوزراء ثلاثة عشر وزيرا، كانوا من أزلام مبارك ورجاله واختارهم الدكتور هشام قنديل من مستنقع الحزب الوطني ووافق عليهم الرئيس مرسي، وربما نتفهم موافقته في التشكيل الأول للحكومة، ولكننا لن نقبل منه بقاء أي منهم لأن تطبيق العزل السياسي يقتضي إبعاد هؤلاء الذين ثبت بالتجربة وبالواقع انهم يعملون ضد مصالح الشعب.
اننا نطالب الرئيس مرسي بأن يطبق الدستور وأن يحترم إرادة الشعب وأن يقيل من تجب إقالته من الوزراء وغيرهم، وإذا لم يقم الرئيس مرسي بذلك، فيمكن تحرك قضايا لإبعاد هؤلاء الوزراء من الحكومة وفقاً للدستور وسوف يجد الرئيس نفسه في حرج بالغ إذا اتهم رسمياً بأنه لا يحترم الدستور في حالة إصراره على إبقاء الوزراء الفلول في الحكومة'.
سر الجرأة في مخاطبة الرئيس
يا سبحان الله - عندما كان الدكتور محمد محسوب وزيرا، قبل ان يكون في حكومة فيها ثلاثة عشر وزيرا فلول يتعامل معهم، وعندما كانت رئاسة الحكومة من الوسط، اكتشفوهم وأبلغوا بها منصور الذي يهاجم الفلول في صحيفة مملوكة لأحدهم، ولكن، من أين جاءته القوة لكي يهدد الرئيس ويقول له، لكن نقبل منه، وأن يهدده برفع دعاوى قضائية ضده لمخالفته الدستور، ويبدو أنه لا يعرف أن العزل السياسي الوارد في الدستور على بعض شخصيات كانت في الحزب الوطني لمدة عشر سنوات، كانت عن تولي مناصب معينة داخل الحزب، ثم استثناء شيخ الأزهر منها، ولا يوجد وزير حالي ينطبق عليه العزل؟ ثم ما هذه الجرأة في مخاطبة الرئيس؟ إلى من يستند؟ الى المرشد أم الى نائبه الأول خيرت الشاطر؟ أم الى حزب الحرية والعدالة؟ صحيح، إلى من يستند منصور في تهديداته للرئيس؟ إلى الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي؟
ماذا لو بقي الاسد ؟
روزانا رمال عن توب نيوز
حركة مطارات مستعجلة هبوط و اقلاع كثيف و اتصالات بين واشنطن و موسكو و دمشق و القاهرة و بيروت واسماء مثل..لافروف , الابراهيمي , فيصل المقداد ,وليام بيرنز ,ميخائيل بوغدانوف , جون كيري,فاروق الشرع ترددت بالايام القليلة الماضية بكثرة , فما الذي يجري ؟
مفاوضات نعم ..مطالب نعم ..
مصاعب نعم ...
تناقضات نعم...
المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي يستكمل مهمته هذه المرة بخطوات ادق و بزخم اكبر و بدعم لافت من واشنطن و روسيا معا و بتشجيع على تسويق بنود جنيف فيما اشيعت اجواء مبادرة روسية اميريكية جديدة سارعت اوساط لنفيها تارة ثم الى تاكيدها لكن الاهم ان هذه التحركات يبدو فيها وضوح حتمية التوصل لصورة ما ..من المؤكد ان هذه الجولة من المفاوضات سينتج عنها احدى الامرين :
اما حل للازمة السورية سياسيا و سلميا عبر حل يرضي الاطراف المتنازعة
و اما فشل المفاوضات و المزيد من الدماء و الضحايا من الشعب السوري ...
عملا بمبداء ان حل الازمة بالطرق السلمية بالسياسة و برضى طرفي الازمة هو احدى النتائج التي قد تسفر عن هذا الحراك الدولي و استنادا الى مطالب النظام السوري الثابتة المرفق باصرار روسيا و الصين على بقاء الاسد رئيسا في اي حل مرتقب يمكن التساؤل حول القادم من الايام بالسؤال التالي : ماذا لو بقي الاسد ؟
مصر: لو بقي الاسد بالسلطة سينعكس ذلك على حركة الاخوان المسلمين و سينكفئ مشروع الحركة التوسعي و سيظهر ذلك بوضوح خلال ممارسة الاخوان للسلطة في مصر بالعديد من مكامن و مفاصل الدولة و بالعديد من المواقف التي ستصبح اكثر اعتدالا بعيدا عن التسلط المطلق بالاحكام ..و سترتفع حظوظ القوى العلمانية و الوطنية الاخرى في اثبات حقها بالاختلاف و ابداء الراي و التحضير لانتخابات برلمانية بحظوظ اكبرلتلك القوى هذه المرة فمشروع الاخوان المسلمين و هيمنته و ما يشاع عن كونه النموذج الموعود سياخذ حجمه الطبيعي و ينكفئ و سيشهد تراجع ملحوظ و تدريجي و قد تصطدم مختلف القوى فيما بينها و تذهب مصر للمجهول فيما لو تصرف الاخوان بحدة في ممارسة السلطة كرد عكسي و تغطية للمتغيرات التي لحقت بالحركة جراء التحول الاقليمي..
مشروع الاخوان المسلمون يتوقف عند جدران سوريا ببقاء الاسد بالاضافة الى ذلك فان بقاءه ضمانة لاقباط مصر و مسيحيي الشرق عموما حيث سيتنفسوا الصعداء بعد فترة تشنج و حذر و اعمال شغب و ضحايا لم يعهدوها في العهد السابق حصلت بعد فوز الاسلاميين في مصر .
لبنان :لو بقي الاسد بالسلطة فان حركة 14 اذار ستضعف و قد تحصل خلافات و مشاكل داخلها قد تؤدي الى فك تحالفات فيما بينها و بين بعض القوى المسيحية التي كانت قد اصطفت فيها منذ عام 2005 و التي كانت سابقا من المقربين لسوريا و من غير المستبعد ان ينتج عن ذلك تحالفات جديدة مع 8 اذار بعد ان تتاكد بعض القوى فيها انها سيقت الى مشروع مضلل لم يحقق شيء من طروحاته على مدى سنوات و تدريجيا قد تتلاشى هذه الحركة بعد التصدع و اهتزاز الثقة التي حلت بجمهورها .
فلسطين : لو بقي الاسد بالسلطة ستنبعث داخل حركة حماس موجة صحوة جديدة و يظهر مقاومون يطالبون باعادة وصل ما انقطع عبر التواصل مع سوريا مجددا ومع ايران ايضا و اخذ السلاح و المساعدات من جديد و اعادة ترتيب بوصلة المقاومة بعدما يتيقنوا ان قيادتهم اخذتهم و اخذت معهم الحركة ككل الى مكان يضر بمصلحة النضال و قامت بتسييس المقاومة على حساب الدفاع عن فلسطين لاضعاف دور المقاومة و حقهم فيه و بالتالي فان في بقاء الاسد هو عرقلة للمشروع الاسرائيلي مرة جديدة بعد الصحوة عند بعض افراد و عناصر حماس و اعادة الحسابات و ما لذلك من انعكاس على الاخوان المسلمين في مصر من جهة لانه و على ما يبدو فان غزة في طريقها الى وصاية اخوانية من مصر واما بالضفة الغربية فهناك محاولات و مطالبات باتحادها كونفدراليا مع الاردن ...حسبما قال نتيناهو في تصريحات الايام الماضية ......لذلك سيكون بقاء الاسد ضمانة واضحة لحفظ القضية الفلسطينية
العراق : لو بقي الاسد في السلطة سيسقط التلويح بالتقسيم في العراق...و هاجز التفتيت سيزول و ستنكشف خدعة الربيع العربي عند حدود سوريا و تنكسر لانه سيظهر انها لم تكن سوى عملية مبطنة لتقسيم للدول العربية و لانشغالها ببعضها البعض و الاقتتال .
ايران : لو بقي الاسد بالسلطة ستبداء ايران باعادة ما خسرته اقليميا و دوليا جراء الحصار الاقتصادي و تتتوقف الضغوط الغربية عليها لان بقاء الاسد و انهاء العنف بسوريا بحد ذاته يكون قد تم بالاتفاق و المفاوضات على سلة كاملة مع ايران على مختلف القضايا وهو نصر بحد ذاته للمشروع الايراني وبالتالي المشروع نووي سيستمرو يمضي قدما باجواء اكثرراحة من ذي قبل والعملة الايراينية ستسترجع حيوتها
قطر :لو بقي الاسد في السلطة سيصاب الحكم في قطر باهتزاز قوي و عدم الثقة و الخذلان ستظهر على المواطنين و الاعلام القطري بالدرجة الاولى سيصاب بنكسة مهنية و الراي العام العربي سيفقد الثقة فيه و سيخسر كل من بقي له من جمهور كان قد عمل على شحنه سنتين ضد هدف سقط شكلا و مضمونا
تركيا : موجة ارتياح شعبية ستعم البلاد و ستؤثر سلبا على الانتخابات المقبلة لحزب الحرية و العدالة الذي قاد مشروع الاخوان و ورط تركيا بعداء مع الجارة الصديقة سوريا سيخسر الحزب الانتخابات بسبب انتكاس مشروعه خصوصا في مصر و بعد التوتر الذي لحق بالمجتمع التركي و الخوف و التراجع الاقتصادي الذي لحق بتركيا بسببه ما يعني ان اردوغان انتهى سياسيا وان حزب الحرية و العدالة التركي سيصاب بصفعة ضخمة..
روسيا : لو بقي الاسد في السلطة ستثبت روسيا للولايات المتحدة و العالم ان زمن حكم القطب الواحد قد انتهى الى غير رجعة و ستقول للعالم " اننا شركاء في صناعات القرارات الدولية" و ستدخل روسيا لاول مرة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي فعليا فعليا و من الباب العريض الى حقبة التاثير على سياسة العالم و توازناته
العالم : التفاهم الاميريكي الروسي في سوريا سينعكس اطمئنان على كل دول العالم لانه سيعتبر ضمان و توازن جديد و معادلة دولية جديدة ستعزز الحرية و تقلل من هيمنة الولايات المتحدة المطلقة على بعض الدول مما سيعطي الديمقراطية هامش اعلى و ادق لتطبيقها
لَفْظ المُنتفعين من أهل السنَّة في العراق
جاسر عبد العزيز الجاسر عن العراق للجميع
شكَّلت حادثة إبعاد الدكتور صالح المطلق عن تظاهرات الرمادي، وهو ابن الرمادي والنائب المُنتخب عن القائمة العراقية للمحافظة، إشارة مهمة جداً مُوجهة لكل السياسيين العراقيين الذين انتخبهم الشعب، فتخلوا عن الشعارات التي رفعوها في الحملات الانتخابية، وانشغلوا في عقد الصفقات السياسية التي انصبت على تحقيق مصالح شخصية، وابتعدوا عن المبادئ التي انتخبهم الشعب من أجلها.
صالح المطلق وغيره، ممن كانوا يُحسبون على أنهم رموز سياسية للمُكوَّن المهم في المجتمع العراقي، فأهل السنَّة الذين قسَّمهم الأمريكيون إلى عرب وكرد وتركمان، فقدَوا أغلبيتهم لصالح المُكوَّن الشيعي الذي يتساوى مع العرب أهل السنَّة بـ40% لكل منهما مع 17% للكرد و3% للأقليات الأخرى، بما فيهم التركمان، ولأن الشيعة تكتلوا فيما يُسمى بالاتحاد الوطني الذي أُنشئ على أعتاب «البيت الشيعي» ولأنهم يُدعمون من إيران، ووراءهم مرجعيات تمتلك النفوذ والمال، فقد استحوذَ الشيعة على السلطة، واهتم أهل السنَّة في مقاومة الاحتلال الأمريكي، ولأن الشيعة عملوا على الاستيلاء على السلطة ووضعوا جميع الوزارات والمؤسسات العراقية تحت سيطرتهم، حتى الوزارات التي يرأسها وزراء من أهل السنَّة، إلا أن وكلاء الوزارات والمديرين العامين من الأحزاب الشيعة، وبالذات من حزب الدعوة الذي يرأسه نوري المالكي.
أهل السنَّة الذين تحلَّقوا خلف القائمة العراقية، ودفعوا بالدكتور أياد علاوي كمرشح ليبرالي شيعي، ظناً منهم بأن ذلك سيتيح لهم تشكيل حكومة وطنية، إلا أن أهل السنَّة الذين تخلوا عن حقوقهم، وانجرفوا خلف الشعارات الليبرالية، في حين تمترسَ الشيعةُ خلف شعاراتهم وأهدافهم الطائفية، ليحققوا تلك الأهداف، فيما انشغل القادة السياسيون لأهل السنَّة بدعم ليبرالي شيعي، دون أن يلتفتوا إلى مصالح طائفتهم، ودخلوا في صفقات سياسية تركَّزت على دعم مصالحهم الشخصية، فيما سمّوه بالمشاركة السياسية التي لم يحصلوا منها إلا على مناصب لا قيمة لها، سوى جني أموال وصفقات للذين قَبِلوا الدخول في صفقات «الشراكة السياسية».
والآن، وبعد أن رسَّخ نوري المالكي سلطته بمساعدة شركائه من الرموز السياسية لأهل السنَّة، واستولى على المؤسسة العسكرية من خلال ما يُسمى بمكتب القائد العام والأجهزة الأمنية، بسيطرته المُطلقة على وزارة الداخلية عن طريق ما يُسمونه في العراق بالوكيل الأقدم، والسلطة القضائية بتعيين قضاة يُدينون بالولاء للمالكي، حتى وإن كان بضعهم من أهل السنَّة، فبعد أن حقق المالكي أهدافه بالسيطرة الطائفية على مفاصل السلطة في العراق، بدأ يتخلص من شركائه السياسيين سواء من أهل السنَّة أو حتى الكرد، فبدأ بطارق الهاشمي ثم رافع العيساوي، ويعيش خصومة مع الكرد.
الكرد فَهِموا اللعبة، فأظهروا تمرُّدهم ورفضهم لإجراءات المالكي، فيما استكانَ السياسيون من أهل السنَّة ليبدأ أهلهم وناخبوهم تمرُّدهم عليهم وطردهم، حتى من مظاهراتهم والبداية كانت من الرمادي التي عُرفت برفع لواء الثورة هي ومدنها الثائرة كالفلوجة، المقاومة الأكثر صموداً للاحتلال الأمريكي.