النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 299

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء عربي 299

    الأربعاء
    16/01/2013
    أقلام وآراء عـــــــــــــربي

    في هذا الملـــــــف:
    تَجَدد الدعوة في إسرائيل لإقامة دولة واحدة بدل الدولتين
    جعفر هادي حسن(كاتب عراقي) عن الحياة اللندنية

    ماذا وراء مقترح المفاوضات نصف السنوية؟
    ماجد الشّيخ(كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية

    الأطماع الإيرانية في فلسطين
    د. موسـى الكـيـلاني عن الرأي الأردنية

    سـكان «بـاب الشـمس» يعـودون إليـها .. لدقائـق
    امجد سمحان عن السفير

    ماذا بعد؟
    أسامة عبد الرحمن عن دار الخليج

    أبواب الشمس
    خيري منصور عن دار الخليج

    سراب الخروج المعاكس ليهود مصر
    مأمون كيوان عن دار الخليج

    الحرية الفكرية أساس الديمقراطية
    أنس زاهد عن المدينة السعودية

    مصالحة فلسطينية في عنق الزجاجة
    صالح عوض عن الشروق الجزائرية

    حماس يا نور العين يا درة الجهاد.. وكده (2 من 2)
    أحمد سمير عن المصري اليوم

    إسرائيليات الفضائيات الدينية
    مدحت العدل عن المصري اليوم

    أخطر تهديد للسلام العالمى
    ناعوم تشومسكي عن الشروق المصرية

    اﻻﻏﺗﯾﺎل ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ!
    ﻋﻣﺎد اﻟدﯾن أدﯾب عن اﻟﺸﺮق اﻻوﺳﻂ

    الأمم المتحدة تجلد الضحايا
    عادل النيل(كاتب سوداني) عن السياسة الكويتية






    تَجَدد الدعوة في إسرائيل لإقامة دولة واحدة بدل الدولتين
    جعفر هادي حسن(كاتب عراقي) عن الحياة اللندنية
    الدعوة إلى إنشاء دولة واحدة بدل دولتين في فلسطين التاريخية ليست جديدة بين اليهود، وأول ظهور لها كان في العشرينات، عندما أقدم عدد من المثقفين والأكاديميين من الذين هاجروا إلى فلسطين في بداية القرن الماضي، على إنشاء حركة باسم «بريت شالوم» (عهد السلام). وكان من المؤسسين لها الفيلسوف مارتن بوبر وغرشوم شولم الذي أصبح رئيس الأكاديمية الإسرائيلية في ما بعد وغيرهما، وكان من النشطين في هذه الحركة يهودا مغنس الذي أصبح في ما بعد رئيس الجامعة العبرية، وحتى ألبرت انشتاين كان من المؤيدين لها في حينه.
    كانت حركتهم هذه تدعو إلى رفض إقامة دولة قومية لليهود وحدهم، لأنهم رأوها غير عملية. ودعوا إلى العيش السلمي بين العرب واليهود بإقامة دولة واحدة في فلسطين تكون للشعبين، على أن تكون الحقوق لهما بالتساوي، حتى أنهم صوتوا على فرض قيود على هجرة اليهود إلى فلسطين، إرضاء للعرب، وجاءت هذه الفكرة رداً على الأفكار الصهيونية المتطرفة التي دعا إليها جابوتنسكي وغيره. ولقد استمرت الحركة في حينه لسنوات وأصدرت مجلة تنطق باسمها، ثم اختفت بسبب أعمال العنف التي حدثت بعد ذلك. بعد ذاك كانت هناك محاولات لإحيائها قامت بها المنظِرة المعروفة، هنه أرنت، وغيرها من المثقفين في نهاية الثلاثينات وبداية الأربعينات حيث أسست لجنة باسم «إحود» (وحدة/اتحاد)، واستمرت لبضع سنوات في العمل ولكنها لم تحقق شيئاً، حيث اتخذت قضية فلسطين المسار الذي نعرفه، والذي نشهد نتائجه اليوم. لكن الدعوة إلى هذه الفكرة لم يتلاش تماماً، إذ كان يظهر أشخاص بين فترة وأخرى ينادون بتبنيها. وكان من هؤلاء الصحافي المعروف حاييم هانغبي الذي قال إن الدولة الواحدة هي وحدها، التي تنقذنا وتحولنا من غرباء إلى أبناء البلد، وميرون بنفنستي نائب رئيس بلدية القدس الأسبق الذي ما زال يكتب في مساندة هذه الفكرة، إذ هو يرى أن إقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار قد انعدم.
    كذلك ظهرت بعض الجماعات التي تدعو إلى دولة فيديرالية، وقد أسست مجموعة من الإسرائيليين اليهود من مختلف شرائح المجتمع حركة باسم «بريت شالوم» أو «عهد السلام» العام الماضي.
    وهذه الحركة الجديدة التي استعارت الاسم القديم، تدعو إلى الأفكار نفسها، التي كانت تدعو إليها الحركة الأولى، وهي إقامة دولة واحدة للشعبين، كل واحد منهما يتمتع بنفس الحقوق السياسية، سواء كان غالبية أم أقلية، وعليه الواجبات نفسها، وهم لا يرون مشكلة في أن يكون اليهود أقلية، كما يعطون أسباباً لدعوتهم هذه، فيرون أن فكرة الدولتين غير عملية اليوم، ولا يمكن أن تطبق، كما يقول أستاذ التاريخ اليهودي في جامعة بن غوريون أمنون راز كراكوسكن، بل يقول إن إنشاء الدولتين، والانفصال بين الشعبين يعمق العداوة بينهما ويؤكد على ما يختلفان عليه لا على ما يجمعهما.
    ويقول كركوسكن أيضاً إن ما قام به الصهاينة من مخطط لفصل العرب عن اليهود في إسرائيل، نتج منه تشظي المجتمع اليهودي الإسرائيلي نفسه، وإن محاولة جعل هذا المجتمع أوروبياً ضد الشرق قد حقق، في حقيقة الأمر، «فصلنا عن أنفسنا». كما يرى أن فكرة الدولتين التي يروج لها الناس اليوم تعيش أزمة وأن الكثيرين من الإسرائيليين يعرفون أنها لم تعد ممكنة، وأنهم يدعون إلى التخلي عنها. وهو يضيف «أن الوجود اليهودي نفسه في أزمة، إذ أن هناك شعوراً بأن مجتمعنا قد أصبح مجتمع غيتو، مغلقاً على نفسه. ومع وجود السلاح الذري، فإنه يشعر بوجود كارثة، ولذلك علينا أن نجد لأنفسنا رؤيا».
    ويقول بعض أعضاء هذه الحركة أن هناك أزمة هوية في إسرائيل، وهي لا تحل بوجود دولتين، وينتقد هؤلاء اليسار الإسرائيلي ويقولون عنه إنه لا يهتم كثيراً بالقضايا العملية التي تهم الفرد الإسرائيلي، مثل قضية الأمن وظهور الأصولية الدينية بين المجتمعين والعلاقة الوثيقة بين الاقتصادين. فهم يركزون على قضايا متخيلة وغير واقعية. ويقول فوغل، وهو أحد أعضاء هذه الحركة في رده على عدم وجود عرب فيها، «أنا أريد أولاً أن أناقش الوجود اليهودي ضمن إطار مشترك».
    كذلك يعترف هؤلاء بأن هناك تحديات تواجههم للاعتراف بوجودهم، ولكنهم يقولون إن مهمتهم اليوم أسهل من مهمة الحركة السابقة، بسبب تقنية وسائل الاتصال.
    والدعوة لخيار حل الدولة الواحدة اليوم يزداد مؤيدوها، داخل إسرائيل، ويظهر أحد الاستطلاعات أن هناك ما يقرب من 15 في المئة من اليهود الإسرائيليين ممن لا يمانعون في إقامة دولة واحدة للشعبين، كما يوجد بين الفلسطينيين من يتبنى هذه الفكرة اليوم، وكان إدوارد سعيد قد أعلن في 1999 أنه وصل إلى قناعة بأن الحل الأمثل هو إقامة دولة واحدة للشعبين تحت حكم ديموقراطي حقيقي، يحصل فيه كل مواطن في هذه الدولة على حقه بالتساوي.
    فهل من حظوظ عمليّة لهذه الفكرة؟


    ماذا وراء مقترح المفاوضات نصف السنوية؟
    ماجد الشّيخ(كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
    لم يعد مستغرباً ذاك الاندفاع الدائم والمتجدد باتجاه المفاوضات، حتى باتت هذه الأخيرة بمثابة «أيقونة مقدسة»، يجري التغني بها بين فشلين، أو ما بعد إفشالها، ليعاود الحنين طرفيها أو أحد أطرافها، حتى لا يقال إن هناك فراغاً يجب إشغاله. وعلى ما يبدو فإن إشغال المفاوضات هو أهون الشرور، التي تجنب طرفي العملية انشغالاً بغير لعبة التفاوض، ولو على سبيل تقطيع الوقت ليس إلا. ويبدو أن موضوعة التفاوض قد أمست منذ زمن طويل، بمثابة القدر الذي لا يفارق سلوك المفاوضين، خصوصاً في الجانب الفلسطيني؛ فما تلبث أن تتوقف المفاوضات، حتى يجرى العودة إليها من جديد، أو في حالات كثيرة يجرى تسريب معلومات أو أنباء عن إمكانية عودتها. وقبل أيام كشف مسؤول فلسطيني عن مبادرة عربية ستطرح الشهر الجاري، بهدف تحريك العملية التفاوضية بعد الانتخابات الإسرائيلية.
    وفحوى ما كشف عنه، يتضمن إطلاق مفاوضات لمدة ستة شهور بعد الانتخابات الإسرائيلية، على أن يرافقها تجميد الاستيطان خلال هذه الفترة، حيث نقل عن المصدر المذكور أن وفداً من لجنة المتابعة العربية سيتوجه الشهر المقبل إلى جهات دولية وأعضاء «اللجنة الرباعية» لطرح هذه المبادرة. وكانت مصادر فلسطينية، قد كشفت عن لقاءات برعاية دولية أجريت أخيراً بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، وذلك من أجل ما سمّته المصادر بـ «تهيئة» الأجواء لانطلاق مفاوضات الستة أشهر، التي جاءت بمبادرة من الجانب الفلسطيني وبموافقة عربية ومباركة أميركية - دولية. في حين قيل إن اللقاءات التي عقدت بين الجانبين أحرزت تهيئةً للأجواء بين الطرفين، وتم الاتفاق خلالها على تحديد الموعد الزمني لانطلاق ما أطلق عليها «مفاوضات ذات مغزى، تحرز تقدماً، بخاصة على صعيد القضايا العالقة». وعلى هذا الأساس ستشهد المنطقة، خلال الأيام المقبلة؛ زيارات مكوكية للكثير من المسؤولين من الإدارة الأميركية وآخرين من المسؤولين الأوروبين للقاء الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والاتفاق على تحديد موعد نهائي وجدّي لبدء المفاوضات.
    وعلى الجبهة المقابلة، دعا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، عاموس يدلين حكومة نتانياهو إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال في مؤتمر اقتصادي عقد في تل أبيب أخيراً، بدعوة من صحيفة «كاكاليست» الاقتصادية التابعة لمجموعة «يديعوت أحرونوت»، إن «على إسرائيل العودة بسرعة إلى طاولة المفاوضات ودفع قيام دولة فلسطينية». وأضاف «أقترح أن يتم في عام 2013 وضع الاقتراح الذي وضعه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت على الطاولة». إلا أن يدلين عبر عن أسفه كرئيس سابق لشعبة الاستخبارات الذي يعرف الاستراتيجية الفلسطينية، لكونهم «سيرفضون الاقتراح... لكن هذا سيعيد لنا مكانة القيادة الأخلاقية والشرعية (الدولية) التي فقدناها». وفق زعمه. نتانياهو اتهم الرئيس الفلسطيني بتجاهل جميع المحاولات لاستئناف عملية التفاوض، زاعماً أنه يضع شروطاً تعجيزية مسبقة. وعلى رغم ذلك حضّه كما كان يحضّه مراراً وتكراراً، على الشروع فوراً في مفاوضات من دون شروط مسبقة، بهدف التوصل إلى اتفاق تعترف إسرائيل بموجبه بـ «دولة فلسطينية» مقابل اعتراف فلسطيني بـ «دولة يهودية». ورأى أن مثل هذا الاتفاق يجب أن يشمل أيضاً إعلاناً عن إنهاء النزاع بين الطرفين.
    وفي وقت يسود الاعتقاد بأن مكانة إسرائيل تضررت للغاية أوروبياً خلال السنوات الأربع الماضية، بخاصة بسبب الجمود الذي يكتنف العملية التفاوضية مع الفلسطينيين. حذرت وزارة الخارجية الإسرائيلية من سعي الاتحاد الأوروبي إلى فرض حل سياسي على إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الحالي. وقد جاء في تقرير داخلي تم تعميمه في وزارة الخارجية، أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على دفع فكرة قيام دولة فلسطينية، بصرف النظر عن سير عملية التفاوض مع إسرائيل. في حين ذكر أن التقرير أعد بعد التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، وبعد سلسلة الاحتجاجات الأوروبية على البناء الاستيطاني. لذلك، تجري وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الأيام تقويما للموقف، تمهيداً لعرضه على الحكومة الجديدة التي سيجرى تشكيلها بعد الانتخابات المقبلة.
    وهكذا، من اليقين أنه لم يبق في جعبة الذين اعتادوا التفاوض لأجل التفاوض، سوى المساهمة في إطلاق مثل هذه المبادرة التي قد تكون كسابقاتها محاولة للعب على تقطيع الوقت، فيما الاستيطان الجارف يواصل قضمه الأراضي الفلسطينية، بحجة أو بأخرى، من دون أن يترك للدولة الموعودة سوى مساحات ضئيلة، لا تكاد تتسع لأقل القليل من سكانها، فيما يذهب المستوطنون وحكومتهم باستقلالها وسيادتها مذاهب شتى من التضييع والمصادرة والسرقة الموصوفة؛ فأي حل لدولتين يتبقى في ظل هذه الأجواء التي يسممها الاستيطان، والتواطؤات المستمرة معه؟


    الأطماع الإيرانية في فلسطين
    د. موسـى الكـيـلاني عن الرأي الأردنية
    تشير انباء مصر الى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد خالد مشعل قد قدم استقالته من موقعه بسبب ازدياد السيطرة الايرانية على كوادر الحركة في غزة ومحاولة تغيير بوصلة حماس عن الاهداف الاولى التي قامت لاجلها كما ارادها الشهيد المؤسس الشيخ احمد ياسين . وكأن ايران لم تكتف بتوجيهها لحركة الجهاد الاسلامي في غزة حيث تمول لها ميزانيتها كاملة كما تقدم لها الدعم العسكري والتدريب وكل ما يتطلبه العون اللوجستي بل تريد ان تحكم سيطرتها على اقوى فصيل فلسطيني (حماس) .
    وقد تزامن هذا النبأ مع ما ورد من اخبار بيروت هذا الاسبوع عن سفر نائب الرئيس اليمني الاسبق علي سالم البيض من لبنان حيث يقيم الى طهران في زيارة اعد تفاصيلها المكتب السياسي لحزب الله.
    ولذلك لم يكن مستغربا ان نرى المسيرات الكبرى في شوارع عدن قبل ايام تحمل صور البيض وترفع اعلام الجمهورية اليمنية الديمقراطية السابقة.
    ولم تحاول طهران إخفاء دعمها التسليحي قبل سنوات للحوثيين اليمنيين الذين تمردوا على سيطرة صنعاء السياسية وتهميشها لهم في المراكز القيادية والعسكرية والاقتصادية . وقد امتدت سيطرتهم من صعدة حتى كادت ان تصل الى الحدود المشتركة مع المملكة العربية السعودية قبل ان يقصفهم الطيران الحربي ويلحق بهم الهزيمة الكبرى.
    ولكن ها هي ايران تحاول احياء تمرد الحوثيين مرة ثانية من خلال تقديم الدعم المباشر لهم ومن خلال تبني القيادة الكاريزماتية لنائب الرئيس اليمني السابق بهدف بسط نفوذها وهيمنتها على مياه الخليج ومضيقاته في هذه الفترة الحاسمة من مواجهاتها مع الاساطيل الامريكية التي تجوب مياه الخليج متخذة من البحرين مركزا للاسطول البحري السابع , ومن قطر وقاعدة العُديد منطلقا لقواتها الجوية ولاستطلاعاتها الاستخبارية .
    وارتفعت اصوات اهل الانبار قبل ايام وهم يهددون رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باخطر الويلات ان لم يتراجع عن الانصياع لتعليمات سفير طهران او كما اطلقوا عليه لقب « المندوب السامي الايراني « باعتباره المخطط الاول لتهميش السنة في العراق واستبعادهم عن المناصب القيادية وتوجيه الاتهامات لهم بانهم من فلول نظام الحكم السابق .
    قبل سنوات , قام العديد من ابناء مخيم البقعة بتزيين بيوتهم بصورة للإمام الخميني وهو يعانق الرئيس ياسر عرفات بعد ان وصل طهران للشكر على تشكيل فيلق القدس , ومعه السيد هاني الحسن مع خمسة من كوادر فتح التي سبق ان قامت باحتضان القيادات التي هربت من الشاه , ثم استقرت في بيروت حيث تلقت التدريب على حرب العصابات في البقاع , ثم اوجدت لهم عملا منتظما في وكالة الانباء الفلسطينية في بيروت. وكان من بين اولئك اللاجئين الهاربين ابراهيم يزدي وزير خارجية الخميني والسيد مصطفي شمران وزير الدفاع للجمهورية الاسلامية الايرانية .
    ولم يمضِ وقت طويل , حتى ابعدت الحكومة الاردنية اثنين من اعضاء السفارة الايرانية بعد اكتشاف الخلايا التنظيمية التي اسسوها في المخيمات والاموال الهائلة التي انفقوها لتجنيدهم.
    لقد فشلوا في اختراق الاردن ,ولانهم لا ييأسون اخترقوا سوريا ويحاولون الان في فلسطين .


    شهيد في رام الله .. وهدم منزلين في القدس
    سـكان «بـاب الشـمس» يعـودون إليـها .. لدقائـق
    امجد سمحان عن السفير
    تمكن حوالى 50 شخصاً من سكان قرية «باب الشمس» من العودة إلى خيامهم، ولكن لدقائق معدودة فقط، مستخدمين طريقة إبداعية جديدة خدعت الاحتلال واستخباراته وقوات الشرطة والجيش المنتشرة بكثافة في المكان. ورفع المقاومون العلم الفلسطيني من جديد فوق خيام القرية، حيث تصدت لهم قوات الاحتلال بعنف.
    وقام المقاومون بخداع قوات الاحتلال، فقد تظاهروا بأنهم في موكب «عرس» فلسطيني، وقاموا بتزيين إحدى الشابات والبسوها بدلة بيضاء حتى تمكنوا من الوصول إلى نقطة قريبة من «باب الشمس»، وتوجهوا بعدها سيرا على الأقدام، ووصلوا إلى القرية ليرفعوا علمهم.
    وقال علي عبيدات، أحد المشاركين في رحلة العودة: «لم ينتبهوا لنا واستطعنا الوصول إلى القرية ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الجنود، وخلال دقائق وصلت تعزيزات مكثفة وبدأت إخلاؤنا على الفور»، مضيفاً: «باب الشمس هي أرضنا، ونحن نقرر متى نعود إليها، ولن نتوقف عن المحاولات مهما بلغ الثمن».
    بدوره، أوضح صلاح الخواجا، وهو أيضاً من المتسللين إلى «باب الشمس»، لـ«السفير»: «قررنا أن نعود إلى القرية، لأنها أرضنا، ولا نحتاج إلى إذن من أحد لكي نقيم فوق أرضنا»، مضيفاً «لقد تفاجأت قوات الاحتلال حين وجدتنا هناك، وجن جنونها وتعاملت معنا بشراسة وهمجية».
    وأصيب 12 فلسطينياً خلال اعتداء قوات الاحتلال على مقاومي «باب الشمس»، من بينهم ستة صحافيين. كما تم اعتقال جميع المتضامنين، وألقي بهم في حواجز عسكرية مختلفة في المنطقة قبل أن يفرج عنهم، باستثناء سبعة لم يعرف مصيرهم.
    وقال محمود حريبات، أحد الناشطين، لـ«السفير»: «منع الاحتلال الطواقم الطبية من الوصول لنقل المصابين. واستهدف بشكل خاص الصحافيين، وتعامل معهم بعنف شديد حتى لا يوثقوا همجيته».
    وكانت سلطات الاحتلال أخلت قرية «باب الشمس» من سكانها،
    يوم الاحد الماضي بطريقة همجية. واصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرار الإخلاء برغم صدور قرار من المحكمة العليا يمهل المتضامنين ستة أيام قبل بت موضوع الإخلاء.
    ومن جهتها، قررت الحكومة الفلسطينية إنشاء هيئة بلدية رسمية أسمتها «بلدية بيت الشمس» في خطوة رمزية لدعم صمود القرية الحالية.
    يذكر أن حوالى 200 مقاوم سلمي أنشأ قرية «باب الشمس»، فوق منطقة «إي 1» الواقعة على الأرض الفلسطينية التابعة لقرى العيساوية، والعيزرية، والطور، وعناتا وأبو ديس في شرقي القدس. وهي منطقة إستراتيجية تخطط إسرائيل لبناء أكثر من أربعة آلاف وحدة استيطانية فيها، بهدف فصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها، ومنع أي احتمال لقيام دولة فلسطينية متصلة جغرافياً على حدود العام 1967.
    من جهة ثانية، («السفير»، أ ف ب) استشهد الطالب الفلسطيني سمير عوض (16 عاماً) أمس، برصاص قوات الاحتلال أثناء خروجه من مدرسته «بدرس» في غرب رام الله في الضفة الغربية.
    وأكد مصدر طبي فلسطيني أن عوض أصيب بثلاث رصاصات في الظهر والرأس والقدم اليسرى. أما جيش الاحتلال فقال في بيان إن «فلسطينيا حاول التسلل إلى إسرائيل عبر الجدار الأمني»، مشيرا إلى أن «الجنود صوبوا أسلحتهم على ساقيه».
    ونفى رئيس المجلس القروي بدر محمد مرار رواية جيش الاحتلال، مؤكداً أن الجنود أطلقوا النار باتجاه مجموعة من الفتية خارج المدرسة التي تبعد حوالى 200 متر عن جدار الفصل العنصري. وأضاف: «وقعت مجادلة بين الفتية وجنود الاحتلال، ورشق الفتية الحجارة باتجاه الجيش، ومن ثم تم اعتقال عوض»، موضحاً أن الأخير تمكن من الفرار إلا أن الجنود أطلقوا النار عليه.
    وفي القدس المحتلة، هدمت قوات الاحتلال منزلاً في بلدة صور باهر في جنوب المدينة، مكونا من طابقين مساحتهما مئة متر مربع، وتقطنهما عائلتان مكونتان من سبعة أفراد.
    وقال صاحب المنزل عارف حسين عميرة (71 عاماً) لوكالة «وفا»، «هذا منزل والدي من قبلي، وأنا رممته لحمايته من السقوط بعد هذا العُمر، وقمت مؤخراً بتوسيعه وبناء شقة في الطابق العلوي لابني»، مضيفاً: «إن ذلك حصل بعد فشلنا في محاولة الحصول على رخصة بناء جديدة بتكلفة مالية تتجاوز 350 ألف شيكل من قبل بلدية الاحتلال».
    وأشار إلى أن سلطات الاحتلال سلّمته إخطاراً منذ شهر، ولكنها نفذت الهدم قبل انتهاء المهلة القانونية بمنح صاحب العقار 90 يوماً بعد إخطاره.
    كذالك، دمرت الجرافات الإسرائيلية منزلاً في حي الأشقرية في بلدة بيت حنينا في شمال القدس، والبالغة مساحته 60 متراً مربعاً، وتسكنه عائلة مكونة من ثمانية أفراد.
    ووفقا لصاحب المنزل ناصر الرجبي، فإنه لم يتسلم أي إخطار مسبق بالهدم، وإنه كان أوكل محاميا للبدء بإجراءات ترخيص المنزل ولكنه فوجئ بعملية الهدم.



    ماذا بعد؟
    أسامة عبد الرحمن عن دار الخليج
    نجحت القيادة الفلسطينية في مسعاها في الأمم المتحدة لرفع مستوى تمثيل فلسطين إلى دولة غير عضو . وقد صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة لمصلحة هذا المسعى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي . ولاقى ذلك تأييداً سياسياً وشعبياً واسعاً على الساحة الفلسطينية . وقوبل أبو مازن بعد عودته من الأمم المتحدة باحتفال جماهيري احتفاءً بهذا الإنجاز الذي اعتبر “تاريخياً” . وقد انفضت لحظات الاحتفال والاحتفاء لينتظر الشعب الفلسطيني بعدها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الأهداف الثابتة التي يتطلع إليها الفلسطينيون سعياً إلى تحقيق دولة على أرض الواقع، تجسد طموحهم وتحقق أملهم في الحياة الحرة الكريمة .
    إن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى دولة قائمة على الأرض، تتمتع بالاستقلال والسيادة والحرية، تتجاوز فكرة الدولة غير العضو في الأمم المتحدة التي تزخر ملفاتها بكثير من القرارات الأممية التي تعترف بالحق الفلسطيني وتعترف بحق الفلسطينيين في الحياة الحرة الكريمة، وتدين الاحتلال والاستيطان . ولكن كل تلك القرارات ظلت حبراً على ورق أو محفوظة في ردهات الأمم المتحدة من دون أن تجد طريقها للتطبيق لغياب الآلية الفاعلة وللثقل الأمريكي في الأمم المتحدة الذي يحول دون إحقاق الحق الفلسطيني، في الوقت الذي يساند فيه الكيان الصهيوني بكل الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية ويغض الطرف عن جرائمه المتواصلة على الأرض الفلسطينية، وانتهاكاته الصارخة للحقوق الفلسطينية، بل وينأى به عن أي ملاحقة أو مساءلة أو إدانة مستنفراً كل الوسائل السياسية التي يملكها في سبيل ذلك، الأمر الذي جعل الكيان الصهيوني بمأمن من أي ملاحقة أو مساءلة أو إدانة . وهو ما يحفزه على ممارسة ما شاء من الجرائم على الأرض الفلسطينية وانتهاك ما شاء من الحقوق الفلسطينية . وتبدو الأمم المتحدة عاجزة عن الفعل لأنها لا تملك آلية الفعل ولأن الثقل الأمريكي يحول دون تمكين الأمم المتحدة من أداء دورها إزاء القضية الفلسطينية، وما يتعلق بها من قرارات أممية .
    إن القيادة الفلسطينية من المفترض ألا تقف عند هذا الإنجاز الذي تعتبره تاريخياً، بل يجب أن تنطلق منه إلى خطوات جادة على مسار استراتيجي واضح، وفي إطار وطني جامع للوصول إلى تحقيق فكرة الدولة الفلسطينية على أرض الواقع . ويجب مراجعة وتقييم الأداء السياسي الفلسطيني خلال العقود الماضية وما شابه من شوائب كان من بينها المفاوضات العبثية التي دار الكيان الصهيوني بالطرف الفلسطيني في ردهاتها سنين طويلة من دون الوصول إلى أي محصلة ملموسة . بل إنها كانت فرصة للكيان الصهيوني لتجميل صورته أمام العالم باعتباره محبذاً للسلام في وقت يلتهم فيه المزيد من الأرض الفلسطينية من خلال البناء المتواصل للمستعمرات الصهيونية .
    ومعروف أن عباس خياره المفضل هو المفاوضات شريطة وقف الاستيطان . ولقد أشار قبل ذهابه إلى الأمم المتحدة أنه مستعد للمفاوضات بعد الاعتراف بفلسطين دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة . كما أشار عقب عودته من الأمم المتحدة وحصول فلسطين على صفة الدولة غير العضو إلى المفاوضات لمدة ستة أشهر كفرصة لإنقاذ حل الدولتين، وهو يدرك أن الكيان الصهيوني لن يتوقف عن سياسته الممنهجة في مواصلة بناء المستعمرات الصهيونية للقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية .
    ربما انتظر الشعب الفلسطيني أن تخطو القيادة الفلسطينية بعد حصول فلسطين على صفة الدولة المراقب ليس نحو المفاوضات، ولكن نحو ترتيب حضور لها في محكمة الجنايات الدولية، لكي تتمكن من بدء الإجراءات اللازمة لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة .
    صحيح أن هناك ضغوطاً أمريكية وأوروبية على القيادة الفلسطينية لعدم الإقدام على ذلك . وقد أفصحت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية عن رفضها إقدام السلطة الفلسطينية على ذلك، بل طلب بعضها ضمانات من السلطة الفلسطينية بعدم الإقدام على ذلك، ولكن القيادة الفلسطينية لا يمكن أن تبقى رهينة الضغوط الأمريكية والأوروبية لأنها لو بقيت كذلك، فلن تستطيع تحقيق أي شيء يصب في مصلحة القضية الفلسطينية، خصوصاً في القضايا الرئيسة مثل القدس والحدود وحق العودة . وإذا كان الكيان الصهيوني يستخدم ورقة الضغط المالي المتمثلة في حجز المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية، كما تستخدم الولايات المتحدة ورقة الضغط المالي المتمثلة في المساعدات المالية، وكذلك الدول الأوروبية المانحة، فإن ذلك كله يمكن مواجهته بدعم مالي عربي، وقد طلب عباس من الأقطار العربية شبكة أمان تقدم بموجبها للسلطة الفلسطينية مئة مليون دولار شهرياً، في حال حجز الكيان الصهيوني المستحقات المالية للسلطة، أو أوقفت الولايات المتحدة المساعدة المالية وقد تم التجاوب العربي مع هذا الطلب مبدئياً وإن كان الالتزام بذلك لم ينفذ .
    وتبقى المسألة الأهم هي المصالحة الفلسطينية التي لم تنجز استحقاقاتها على أرض الواقع رغم التوقيع عليها، لأن الإطار الفلسطيني الواحد والجامع هو الذي يهيئ الأسس لاسترايجية وطنية جامعة ذات خطوات واضحة وأهداف محددة، تضع كل الخيارات في الحسبان، بعيداً عن الفردية والارتجالية والشخصنة والفصائلية والمواقف المتذبذبة والملتبسة، وربما المتناقضة .
    حينئذ تكون القضية الفلسطينية على مسار صحيح لغايات واضحة، ويكون الأداء الفلسطيني متكافئاً مع استحقاقات هذه القضية، ونبل غاياتها .

    أبواب الشمس
    خيري منصور عن دار الخليج
    في روايته “رجال في الشمس” اختصر الشاهد والشهيد غسان كنفاني المسألة كلها، فالرجال الذين عَبَروا الصحراء في خزان ماتوا اختناقاً، لأنهم لم يدقوا جدران الخزان، ومثلما شحّ الأوكسجين في ذلك الخزان شحّ أيضاً في فضاء بلاد منكوبة، وكان ما كان . وإذا كان للشمس رجال، فإن لها أيضاً أبواباً بسعة الكون، لأنها لا تُغطّى بغربال، وحين تغرب عن بلاد تكون قد أشرقت على أخرى، وقرية باب الشمس الفلسطينية التي زاوجت بين الرمز والواقع شُيّدت قبل أيام من خيام، فالخيمة توأم اللاجئ في كل زمان ومكان .
    والعرب لم يكفّوا عن اللجوء والنزوح منذ تحولت الأوطان إلى ما يشبه المنافي .
    حملت القرية اسم رواية معروفة تحولت إلى فيلم سينمائي لإلياس خوري، وهي أيضاً رواية شاهدة على هذه التغريبة المعاصرة، ولأن سلطات الاحتلال تطلق نيرانها على الواقع بكل ما فيه من بشر وحجر وشجر، فهي أيضاً تطلق النيران على التاريخ وعلى كل ما هو رمزي ومعنوي، لهذا زحفت بدباباتها وجراّفاتها إلى باب الشمس كي تطفئها، لكن من دون جدوى، إنها أشبه بذلك الإمبراطور المجنون الذي أطلق النار على القمر، لأنه أراد أن يقطفه من السماء كي يضعه في عروة معطفه .
    أبواب الشمس لا حدود لها، وإن أوصد واحد منها بغربال فإن الشمس تواصل سخريتها من السجان، وكان شاعر فلسطيني فُرض عليه منع التجول ليلاً يقول انهم يكرهون الشمس لهذا ربطوا قدمي إلى شُعاعها، فهي طليقة أبداً، وكذلك كل كائن يقترن بها .
    أرادوا لشعب أن يتحول إلى وطاويط، لكنه اقترن بالشمس منذ سَحَرِها حتى غسقها، وأضاءت ساحة الجريمة حيث لم يعد هناك من يحلم بأن يضرب ويهرب وتكون جريمته كاملة وبلا شهود . وشأن كل لصوص التاريخ وقراصنته يضيق من يسطو بالضوء كي تستطيل يده في العتمة، لكن العتمة أيضاً مضاءة في تلك الجغرافيا الرسولية الشجية .
    إنها مضاءة بعيون أطفال وقصائد شعراء ووصايا شهداء لا يكلون من السهر في بيوتهم الصخرية .
    كان منذ البدء رهاناً خاسراً وعبثياً ذلك الذي توقع من الشمس أن تتحالف معه ضد أطفال وأبرياء وأضرحة يرشح منها الدم والدمع معاً .
    باب الشمس ليس اسم رواية فقط أو قرية فقط، إنه باب الحرية الذي كلما حاولوا تضييقه أو مُواربته اتسع، ليصبح أفقاً من كل الجهات، ومن أُخْرجوا بالقوة من باب الشمس سيعودون إليه من باب آخر، وستبقى المعادلة الخالدة هي مفتاح التاريخ والجغرافيا معاً . .
    إنها سلالة القتلة التي لا تنتهي وسلالة الضحايا التي لا تنتهي أيضاً، لكن الضحية الآن ليست خرساء فهي أبلغ من أي سلاح نووي، ولها فصاحة الحق والدم .
    ومن ماتوا عقاباً لهم على الصمت وعدم الدقّ على جدران الخزان، لهم أحفاد الآن يدقون كل جدران العالم وأبواب الشمس، لأنهم أبناء النهار وليسوا من وطاويط العتمة .
    وإذا كانت القرية العربية في فلسطين قد حملت اسم “باب الشمس” فإن المستوطنة التي تحاول افتراسها حملت إلى الأبد اسم باب الظلام .




    سراب الخروج المعاكس ليهود مصر
    مأمون كيوان عن دار الخليج
    أثارت التصريحات الأخيرة للقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان المتعلقة بدعوته يهود مصر المقيمين في “إسرائيل” إلى العودة إلى وطنهم الأصلي، ردود فعل داخل مصر وخارجها، حيث إنّ نسبة كبيرة من يهود مصر لم يكونوا مصريين قانونياً، ولم يحملوا الجنسية المصرية، بل كانوا يحملون جوازات سفر أوروبية (إيطالية وروسية وبريطانية وفرنسية)، والعديد منهم لم يكن حتى يتكلم العربية، ما عزّز التصوّر في بعض الأوساط الشعبية أنهم لم يكونوا بالضرورة مخلصين لمصر .
    وتعددت أسباب خروج اليهود من مصر، لكن أهمها ثلاثة أسباب أثرت في أوضاع اليهود في مصر . وتمثل السبب الأول في مجريات وتداعيات الحرب العالمية الثانية، ورغم أن الحكومة المصرية قامت باعتقال أو طرد كل المواطنين الألمان في البلاد، عدا اليهود الألمان، وأوقفت العلاقات الدبلوماسية مع الرايخ، فقد حاولت عدم التصريح بإعلان الحرب على دول المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان) . وبعد أن دخلت إيطاليا الحرب في يونيو/ حزيران 1940 جرى اعتقال ما يقارب من 60 ألف مواطن إيطالي يعيشون في مصر، ومرة أخرى باستثناء اليهود الإيطاليين ومن يناهض الفاشية . ولم تعلن الحكومة المصرية الحرب على ألمانيا حتى فبراير/ شباط 1945 عندما وجدت نفسها مجبرة على ذلك .
    وتمثل السبب الثاني بتداعيات ثورة 23 تموز في مصر على الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن تداعيات حرب فلسطين،1948 ولاحقاً العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي “الإسرائيلي” ،1956 وحرب 1967 وحرب 1973 وصولاً إلى اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية “الإسرائيلية” .
    ويرتبط السبب الثالث بشخصية اليهود أنفسهم حيث كان من السهل على بعضهم أن يتحول إلى طابور خامس ل”إسرائيل”، ويتنكر للبلد الذي احتضنه، وأتاح له حرية العمل والتملك والنشاط الثقافي والفني .
    وكانت هجرة يهود مصر إلى فلسطين ضئيلة جداً قبل قيام “إسرائيل”، إذ لم يسجل سوى قدوم نحو 1800 مهاجر قبل 15/5/1948 . وعند بداية حرب فلسطين ،1948 منعت السلطات المصرية حاملي جوازات السفر من الحصول على سمة خروج من وزارة الداخلية . ولاشك في أن هذا القانون أسهم في انخفاض الهجرة، إلا أن السلطات المصرية سرعان ما رفعت الحظر عن الهجرة في شهر أغسطس/ آب ،1949 ما أدى إلى حصول هجرة واسعة .
    وقد خالف الكاتب اليهودي جويل بينين Joel Beinin الروايتين الرئيستين حول تاريخ العلاقات اليهودية العربية، وهما: الأولى الرواية الصهيونية التي “تشدد” على استمرارية قمع واضطهاد اليهود حتى زوال معظم التجمعات اليهودية العربية في أعقاب الحرب العربية “الإسرائيلية” عام 1948 . والثانية “القول العربي المألوف بأن اليهود عوملوا دوماً، معاملة حسنةً في دار الإسلام” .
    وقد انضم قسم ممن هاجر من يهود مصر إلى “إسرائيل” اليهود الإشكناز وقسم آخر انضم إلى اليهود الذين أطلق عليهم لقب “المزراحيم” أي الشرقيين . و”المزراحيم” مصطلحٌ عبريّ جامع يُستخدم للتعريف باليهود الشرقيين الذي كانوا يعيشون في البلاد العربية، وفي بلادٍ أغلبيةُ سكّانها مسلمون .
    وحسب إحصاءات “إسرائيلية” تعود للعام ،1986 وجد نحو 65 ألف يهودي مصري وسوداني في “إسرائيل” عام 1985 منهم 28 ألفاً من المهاجرين و37 ألفاً ولدوا في “إسرائيل” . واستوطن قسم قليل منهم في المستوطنات الزراعية والكيبوتسات، فيما استوطن القسم الأكبر منهم في مدينة حولون، وبات يام الاستيطانيتين في منطقة “تل أبيب”، وفي مدينة عكا، وفي مستوطنة كريات حاييم بمنطقة حاييم بمنطقة حيفا، وفي مدينة بئر السبع . وبسبب من طبيعة النمط السابق لحياتهم مدنيون في معظمهم ومستواهم التعليمي الجيد ومهاراتهم في معرفة اللغات الأجنبية، وما يعرف من المصريين من حسن تعامل فقد برزوا في مجال السياحة والفنادق والمصارف والخدمات المدنية . كما يوجد عدد منهم في الصناعات الجوية العسكرية .
    ومن كتاب يهود مصر في “إسرائيل” الذين كتبوا باللغة العربية، موريس شماس (أبو فريد)، الإذاعي الفنان الذي دون اعترافاته في كتابه المؤثر “ذكريات الضباب عزة، حفيدة نفرتيتي، من القاهرة إلى القدس إلى نهاريا!”، وكان قد نشر قبل ذكرياته هذه مجموعة قصصية واقعية عن حارة اليهود في القاهرة بعنوان “الشيخ شبتاي وقصص أخرى” .
    وسادت حول يهود مصر في المجتمع الصهيوني، شائعات وخرافات كغيرهم من اليهود الشرقيين تفيد بعدم تعرضهم للحرمان والتمييز والظلم الطائفي . وخرافة وجود تحالف إيديولوجي بين الشرقيين والليكود الذي يقوم بجذبهم ليس فقط كخصم ل “العمل” الذين يكرهونه، وإنما أيضاً كمعبّر عن طموحاتهم وتقاليدهم الدينية والتزامهم بفكرة “إسرائيل” . بينما تفيد دراسة “إسرائيلية” بأن اليهود الشرقيين من الطبقات الفقيرة هم الذين يتبنون مواقف صقرية وعدائية ضد العرب، ويظهرون رفضاً لمساعي السلام . وأسباب ذلك كثيرة منها ماله خلفية نفسية حيث يرى “أوري أفنيري” أن المهاجرين اليهود من الدول العربية إلى فلسطين كانوا يلقون معاملة حسنة قبل هجرتهم، ولا سبب لديهم ليكرهوا العرب، لكن عنصرية الشرقيين إزاء العرب هي إلى حد بعيد نتيجة مباشرة لعنصرية الإشكناز إزاء الشرقيين أنفسهم .

    الحرية الفكرية أساس الديمقراطية
    أنس زاهد عن المدينة السعودية
    استجابة للشكوى التي تقدمت بها جماعة الإخوان المسلمين، أحال النائب المصري العام مقدم البرامج الساخر باسم يوسف إلى التحقيق بتهمة التطاول على ذات رئيس الجمهورية! وهي تهمة لم نسمع بها في أي بلد يعتمد النظام الديمقراطي.
    في الدول الديمقراطية يتمتع المواطن بحقوق تحصن شخصه من كل ما يمكن أن يندرج في خانة النقد اللاذع او السخرية ، مما يتيح له اللجوء الى القضاء في حالة الافتئات على هذا الحق من اي مواطن آخر . لكن وبمجرد أن يتقلد المواطن منصباً رسمياً يصبح هدفاً مشروعاً لكل أشكال النقد بما في ذلك السخرية اللاذعة ، ذلك أن المسألة هنا تبقى متعلقة بحرية الفكر وحق إبداء الرأي، وليست متعلقة بحق القذف والشتم كما يحاول البعض تصوير ظاهرة انتشار الكوميديا السياسية في مصر بعد الثورة.
    وحتى في الدول التي تعتمد أنظمة نصف ديمقراطية، فإن أصحاب المناصب الرسمية بما في ذلك رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، لا يمتلكون حق التشكي على الفنانين ومقدمي البرامج الذين يسخرون منهم ومن أسلوب أدائهم. ولنا في لبنان التي تعتمد نظاما نصف ديمقراطي وقائم على المحاصصة الطائفية ولا يسمح بإجراء انتخابات عامة لاختيار الرئيس، بل يستعيض عن ذلك بانتخابات داخل مجلس النواب، أصدق مثال على ما ذكرناه،. لقد دأبت كل قناة لبنانية ومنذ وقت طويل جداً، على بث برنامج واحد أسبوعياً على الأقل، يسخر من السياسيين وزعماء الأحزاب دون أن نسمع عن أية محاولة لإيقاف أحد هذه البرامج، ودون أن نقرأ عن شكوى واحدة تقدم بها أحد الزعماء ضد مقدمي هذه البرامج. فكيف نسمع فجأة وبدون مقدمات بوجود تهمة كتهمة التطاول على الرئيس أو إهانة الذات الرئاسية، بعد قيام الثورة الشعبية التي أطاحت بالنظام السابق والتي اعتمدت آليات النظام الديمقراطي لانتخاب رئيس الجمهورية نفسه، وليس أعضاء مجلس الشعب فقط!
    إن ما يحدث في مصر حقاً مخيف، فقبول النائب العام المعين من قبل رئيس الجمهورية - في افتئات صريح على السلطة القضائية - بالنظر في شكوى من نوع التطاول على ذات الرئيس وإحالة المتهم بارتكابها إلى التحقيق، في نفس الوقت الذي تجاهل فيه كل أنواع الإهانة والتحريض التي استهدفت طائفة من طوائف الشعب عبر عشرات الوقائع، ومن ضمنها إحراق الإنجيل علنا في مكان عام من قبل أحد كبار المتطرفين في البلاد.. إن هذه الوقائع تبثت وجود نوع خطير من الازدواجية في المعايير التي يتم تحريها في تطبيق العدالة.. مما يدل على أننا بصدد العودة إلى ديكتاتورية لم تعرفها مصر منذ نهاية حكم الخديوية.
    ما يدعو للتفاؤل في هذا الإطار هو رفض القضاء المصري الدعوى المقدمة ضد باسم يوسف وضد قناة سي بي سي التي تبث برنامجه. وهو مؤشر على إصرار القضاء على التمسك باستقلاله مواصلاً المشوار الذي بدأه منذ مظاهرة القضاة الشهيرة التي خرجت ضد نظام مبارك قبل اندلاع الثورة بحوالي عام أو أكثر.
    حرية النقد بما في ذلك السخرية، حق مقدس في المنهج الديمقراطي.






    مصالحة فلسطينية في عنق الزجاجة
    صالح عوض عن الشروق الجزائرية
    في الدوحة وفي القاهرة وقبل ذلك حول الكعبة وبعد ذلك في اسطمبول وهكذا ينتقل ملف المصالحة الفلسطينية من عاصمة لأخرى ويبدو الأمر لكل متتبع ان القرار ليس بيد خالد مشعل ولا بيد عزام الأحمد.. وان هناك عقبات حقيقية تقف دون البدء في انفاذ ما يتم الاتفاق عليه من مصالحة تعيد الوضع السياسي الفلسطيني الى التآمه..
    وبالنظر إلى البعد الشعبي في الموضوع فكما ان الشعب لم يستفت في الانقسام فإنه ايضا لا يؤخذ برأيه في المصالحة، والا كيف يمكن تصور هذا التردد في انجاز المصالحة رغم خروج ملايين الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تنادي بصوت واحد: الشعب يريد انهاء الانقسام.. وفي اللحظات الصعبة كان الشعب واحدا ولم يتأثر بكل الدعايات السمجة والمعاني الهابطة التي حاول ترويجها الانفصاليون الإقليميون الذين لا يتعيشون الا في المياه العكرة والفتن الداخلية.. فالشعب في واد وكثير من الساسة الفلسطينيين في واد آخر.
    فما هي المعطلات الحقيقية للمصالحة..؟ هذا سؤال لم يجد اجابة حقيقية عليه لدى الفريقين المتفاوضين في القاهرة.. ويتم تجاوز هذا السؤال ويصار إلى التحرك إلى آليات ما بعد ذلك من آليات عملية الانتخابات.. وللخروج من الضبابية يمكن ملاحظة رد كتائب القسام الحمساوية على أقوال بأن تفكيك القسام شرط من شروط اكتمال المؤسسات الفلسطينية الواحدة كان الرد القسامي بأن من يفكر بشطب القسام انما يشطب نفسه من التاريخ كله.. وفي المقابل تطالب حماس ان يكون لها دور الشريك في الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية؟! فهل يمكن ان يتحقق ذلك وهل تقبل فتح به؟
    يبدو ان الانتخابات خطوة تأسيسية لبناء المؤسسة السياسية الفلسطينية، وهي عبارة عن تحريك للمولد الداخلي كله.. ولمن يقول هذا الرأي الحق كله، اذ كيف يمكن معرفة الإحجام والقدرات دون بروز نتائج صندوق الانتخابات؟ ولكننا هنا نتساءل مع مئات آلاف الفلسطينيين الذين يعرفون اسباب الفراق بين فتح وحماس.. ما هو الواقع الذي سيكون في قطاع غزة فيما لو فازت فتح بالانتخابات؟ هل ستعلن حماس جهادها ضد الوضع الجديد كما فعلت في 2006، ام انها ستلتزم وتتراجع خطوتين إلى خنادق العمل السري؟ وهل تقبل حكومة جديدة بقيادة فتح ان يكون في غزة قوة عسكرية تشكل واقعا استثنائيا خارج عن سيطرتها؟ ثم ان فازت فتح في الضفة الغربية فإن واقع حماس سيبقى على ما هو عليه وضعها هناك من ملاحقات وتضييقات. وماذا لو فازت حماس في الضفة الغربية هل ستلتزم الأجهزة الأمنية بموقف حماس والولاء للسلطة الجديدة؟ ثم قبل هذا كله هل يمكن ان تسمح اسرائيل بانتخابات حرة نزيهة في الضفة الغربية والقدس؟!
    ان العملية الانتخابية تحتاج إلى اجابة على اسئلة كثيرة حتى تكون واقعية وممكنة لكي نبني عليها في المخططات القادمة.. ومن هنا لا قيمة لتصريحات عزام الأحمد او خالد مشعل ولا غيرهما من قيادة الحركتين، انما القول كله للأجهزة الأمنية بالضفة ولكتائب القسام بغزة..






    حماس يا نور العين يا درة الجهاد.. وكده (2 من 2)
    أحمد سمير عن المصري اليوم
    (1)

    في غزة ستجد أعلام حماس وأعلام فتح ولكنك لن تجد أعلام فلسطين.

    فوق الكثير من المساجد علم حماس الأخضر يرفرف بجوار المئذنة.

    يزعجنى الانقسام، فأسأل عن الوحدة لتأتى إجابة صديقنا الحمساوى:

    ـــ ما تنفع وحدة.. أنا مدير علاقات عامة في مستشفى عينتنى فيه حماس.. فيه غيرى موظف يشغل نفس المنصب سبق أن عينته فتح.. لو حدثت وحدة من يعمل أنا ولا؟.. طاقم الموظفين معي أم طاقم الموظفين معه؟.. مديري أم مديره.. كل وظيفه لها فردان.

    كان يشير إلى حوالى عشرين ألف موظف استمرت السلطة الفلسطينية بالضفة في منحهم رواتبهم رغم استبدال حماس لهم بموظفين آخرين تمنحهم هى رواتبها منذ حسمت عسكريا في 2007

    اختتم صديقنا الحمساوى كلامه بأن مال نحوى قائلا بلهجة رجل يعلم:

    ــ لن تحدث مصالحة.

    في الوزارات.. في المستشفيات.. في المبانى الحكومبة.. تسير كأنك داخل مقر حزبي لحركة حماس، فالموظفون كلهم من نفس الفصيل.

    يعقب على ذلك مرافقنا عضو القسام:

    ــ الآن معنا الحكومة والداخلية والموظفون وكل شيء.. ما فيه حدا غيرنا.. هذا يريحنا كثيرا في البلد.

    أسأله ببراءة: لماذا لا ينضم القسام إلى الداخلية فيجيب:

    ـــ الحكومة ملف من ملفات حركة حماس.. وإذا تمت مصالحة فتنضم عناصر أخرى فيذوب بينها جيش القسام وينتهى.

    فكرت في كلامه.. ووجدت أنه من غير اللائق أن أرد عليه الرد اللائق.

    (2)

    سمحت فتح بالاحتفال في الضفة بذكرى انطلاقة حماس وقي المقابل لأول مره سمح بانطلاقة فتح في غزة.

    اعتبرتها بادرة طيبة ولكن صديقنا الحمساوى قال لى:

    ــ اليهود كانوا يريدون أن يروا قوة حماس في الضفة.

    لم يكن يرى شيئًا اسمه فتح.. هناك شيء اسمه اليهود وفقط.

    الكثير من أهل غزة نزل للاحتفال بذكرى انطلاقة فتح فى كل شوارع غزة ليس انتماء لفتح ولكن عندا مع سلطة حماس، وعقب صديقنا الحمساوي على ذلك قائلا:

    ــ أغلب من يشارك في احتفالات فتح موظفو السلطة يقبضون من رام الله .. ينزلون الانطلاقة، ومنهم يتفسحوا ومنهم يقابلوا بنات.

    ثم أخبرنى بالسر:

    ــ ها دولا انطلاقتهم مختلطة.

    كان تحليلا لافتا للارتفاع النسبي في شعبية المنافس السياسي.

    (3)

    ــ خلى واحد يرمى صاروخ على اليهود.. بيغتصبوه.. ما كانت فتح تقدر تعمل هيك.

    هكذا قال لى عضو فتح احتجاجا على حماس متحدثا عن تعامل حماس مع القاعدة.. اللطيف أنه أخبرنى فيما بعد أنه كان فرد أمن قبل أن تحسم حماس.

    لم أسأله عما كان يفعله هو شخصيا عندما كان يحدث أمر مشابه سابقا مكتفيا بأن ذكرت الله مرددا سبحان من له الدوام، وانتهزت أول جرافيتى لحركة المجاهدين القريبة من القاعدة لأسأل مرافقنا القسامى عنهم فأجاب:

    ــ يثيرون لنا المشاكل.. يضربون صاروخا فيستنفر القسام وتتوقف البلد.. ليس لهم رؤية للجهاد ولا خطط .. يقولون نريد الجهاد.. ووقت الحرب لا تجدهم.

    وواصل قائلا:

    ــ ربنا يقدرنا عليهم هنا.. ويقدر مصر عليهم في سيناء.

    كان هذا مخالفا لتصوراتى عن أن أبناء حماس يستفيدون من السلفية الجهادية في سيناء.. قلت له ذلك فرد قائلا:

    ــ السلفية الجهادية لا يدخلون لنا سلاحا ولا نريد منهم شيئا.. ها دول يعتبروننا كفرة.. والصواريخ التى يطلقونها على اليهود يسرقونها منا.

    كان واضحا.. هم يملكون رؤية واضحة تحدد من متى وأين تكون المعركة.. وبجوارنا كان هناك جرافيتى حمساوى كتب عليه «كتائب القسام.. صمتنا إعداد كلامنا جهاد»

    (4)

    نستقل سيارة أجرة فى حي «تل الهوا» وهو حي يطل على شاطى البحر (الهوا نسبة للهواء على الشاطئ) غيرت حماس اسمه الى تل الإسلام عقب حكمها لقطاع غزة.

    يميل سائق سيارتنا الأجرة على رجل ملتح يبدو أنه يعرفه ويقول له مازحا:

    ــ سننزع لك ذقنك شعرة شعرة في انطلاقة فتح.

    ضحك صديقه الحمساوى وأشاح بيده بعدم اكتراث.

    التقطت طرف الخيط وسألت السائق:

    ــ حماس سمحوا لكم بالاحتفال في ساحة السرايا؟

    أشار بسبابته الى السماء قائلا:

    ــ الله كبير.

    تأملته طويلا.. قبل أن يقول:

    ــ ها دا تل الهوا.. ناس حماس بس يقولوا عليه تل الإسلام.. هم يقولوا إن عندهم إسلام.

    أسأله عن توقيت تغيير اسمه بعد الحسم العسكري لحماس.. فينزعج من الكلمة ويقول:

    ــ فور الانقلاب.

    ترحم على عهد فتح.. فكدت أسأله «انت انتخبت شفيق من أول جولة.. صح؟» ولكنه بادرنى بأن أشار إلى شرطى ملتح لحماس قائلا:

    ــ الشرطى كان ممنوع يربي دقنه.. دلوقت بيربي دقون.. عهد فتح انضباط.

    لفت انتباهى أن أكثر ما أزعجه شكل فرد الأمن وليس ممارساته.

    أوصلني الى كافيتريا بالتل الذي تختلف فتح وحماس حول اسمه.. جلست منهكا نفسيا.. حتى أتاني الصديق الأقرب لي أحمد حربية وحكى لنا عن يومه وحضوره لقاء مع أمينة المرأة فى الجبهة الشعبية.

    لم أسمع اسم فتح أو حماس فبرقت عينى باهتمام حقيقي فتابع:

    ــ سمعت منها.. مش حرغى معاك كتير.. تصدق بيفصلوا اللى يتجوز زوجة تانية.. تخيل دى الدماغ؟.

    ابتسم ساخرا وهو يقولها.. لكنى لم أفعل.. توقفت عن الابتسام.


    إسرائيليات الفضائيات الدينية
    مدحت العدل عن المصري اليوم
    الإسرائيليات مصطلح أطلق على ما قاله اليهود عموماً ويناقض ما جاء فى الإسلام، مثل حكاويهم فى التلمود عن الأنبياء وما بها من قصص مبتذلة وجنسية فجة.. إلخ، ثم تطلق أيضا على ما تداوله بعض اليهود زمن الرسول، صلى الله عليه وسلم، على لسانه سواء بدقة أو دون، ثم أصبح هذا اللفظ يطلق على الأحاديث المنسوبة كذباً للرسول الكريم التى قد تبدو من الوهلة الأولى كأنها أحاديث صحيحة، ولكن مع التدقيق نكتشف زيفها وأن وراءها نية خبيثة لتشويه الدين الإسلامى.. هل وصل المعنى عزيزى القارئ؟! كلام يبدو صحيحاً لفظاً وتعبيراً، ويبدو قائله حسن النية ولكن الحقيقة أنه خبيث يريد ضرراً بالإسلام.. فهل ما تفعله معظم القنوات التى تسمى نفسها دينية يختلف فى أى شىء عن تلك الإسرائيليات؟!
    إنهم يأتون ببشر تبدو عليهم سمة الشيوخ الظاهرية، ذقن طويل وجلباب ولا مانع من زبيبة صلاة «لم أرها بين المصريين» وسبحة لزوم الشو.. ويبدأ هؤلاء الشيوخ فى الحديث بادئين بالصلاة على الرسول الكريم ثم بعد ذلك سخائم تخرج من أفواههم ما بين تكفير مسلمين مثلهم وبذاءات وإطلاق ألفاظ تخدش الحياء وتدخل البيوت وتسىء للإسلام العظيم بأكثر مما يفعل أعداؤه.. وكل شىء باسم الدعوة الإسلامية والإسلام فأسماء القنوات كلها إسلامية والديكور... إلخ، وفى زمن كالذى نعيش فيه حيث لكل شىء ثمن حتى الكرامة والدين، ما الذى يمنع أن يكون هؤلاء المدعون يقبضون ثمن تشويه الإسلام تماماً كالإسرائيليات؟!
    لقد تسببوا فى ابتعاد كثيرين من شباب المسلمين عن دينهم بل وإلحاد كثير منهم، وأعرف حالات فعلاً، فالشباب فى هذه السن متمرد بطبعه يشك فى كل شىء ولا يرضى عن أى شىء، ويحتاج إلى خطاب عاقل ذكى يربط بين الدين والدنيا والعلم والمنطق، فإذا وجد أمامه كل هذا العبث والتشويه والألفاظ التى لا يسمعها إلا فى معارك «عبده موتة» وكلها باسم الدين فأى دين هذا؟!
    ولابد أن يبتعد ولا يقترب.. هل هؤلاء المدعون يقبضون ثمن ما يقولون عن عمد ونية خبيثه؟! إن من يخدم الإسلام لا يحتاج لكل هذا الضجيج حتى لو شتمه الأدعياء وقالوا عنه إنه عدو للإسلام.. فعل عبدالناصر للإسلام وانتشاره أكثر مما فعل هؤلاء.. مدينة البعوث الإسلامية، إذاعة القرآن، بل العدل الاجتماعى الذى ساد فى عصر هو من صميم الإسلام الجميل كذلك طه حسين ونصر حامد أبوزيد.. هؤلاء الإسلاميون الحقيقيون دون ادعاء، أما شيوخ البذاءة فهم فى واقع الأمر أعداء الإسلام يقبضون ثمن ما يفعلون.






    أخطر تهديد للسلام العالمى
    ناعوم تشومسكي عن الشروق المصرية
    لاحظت صحيفة وول ستريت جورنال، فى تغطيتها للمناظرة الانتخابية الرئاسية الأمريكية حول السياسة الخارجية أن « الدولة الوحيدة التى ورد ذكرها فى المناظرة أكثر من إسرائيل، هى إيران، التى تعتبرها معظم دول الشرق الأوسط أخطر تهديد للأمن فى المنطقة». واتفق المرشحان على أن امتلاك إيران للقدرة النووية يعتبر أخطر تهديد للمنطقة، إن لم يكن للعالم، مثلما أعلن رومنى، مؤكدا وجهة النظر التقليدية.
    وفيما يتعلق بإسرائيل، تسابق المرشحان على إعلان إخلاصهما لها، غير أن المسئولين الإسرائيليين غير راضين. فقد كانوا يأملون أن تكون لهجة رومنى أكثر عدوانية، وفقا لما ذكرت الصحيفة. فلم يكن كافيًا أن يطالب رومنى بألا يسمح لإيران «بالوصول إلى أى قدر من القدرة النووية».
    ولم يكن العرب راضين أيضًا، لأنهم يتخوفون من أن مسألة إيران كان «يتم مناقشتها من منظور أمن إسرائيل، وليس منظور أمن المنطقة»، بينما تم تجاهل المخاوف العربية بوجه عام وهى المعالجة التقليدية، مرة أخرى.

    ●●●
    ويثير موضوع الصحيفة، مثل موضوعات صحفية عديدة أخرى حول إيران، تساؤلات شائكة من دون إجابة، من بينها: من بالتحديد يرى إيران أخطر تهديد أمنى؟ وماذا يعتقد العرب (ومعظم العالم) حول ما يمكن عمله فى مواجهة التهديد، أيا كان؟
    ومن السهل الإجابة عن السؤال الأول. حيث يعتبر «التهديد الإيرانى» هاجسًا مسيطرًا على الغرب، يشترك فيه الطغاة العرب، وليس السكان العرب.
    ومثلما أظهرت استطلاعات عديدة للرأى، لا يعتبر المواطنون العرب، إيران تهديدًا خطيرًا، رغم أنهم بوجه عام لا يحبونها. بل إنهم يرون الخطر فى إسرائيل والولايات المتحدة، ويعتبر الكثيرون وأحيانا بأغلبيات كبيرة أن الأسلحة النووية الإيرانية ردا على هذه التهديدات.
    ويتفق بعض كبار المسئولين الأمريكيين مع مفهوم المواطنين العرب. ومن بين هؤلاء، الجنرال لى بتلر، وهو رئيس سابق للقيادة الاستراتيجية. وقال، فى 1998، «من الخطر الشديد، فى مرجل البغضاء الذى نسميه الشرق الأوسط» أن تمتلك دولة واحدة إسرائيل ترسانة أسلحة نووية، و«تلهم بقية الدول أن تفعل مثلها».
    غير أن الأكثر خطورة، سياسة الردع النووى، التى كان بتلر من أبرز مهندسيها لسنوات عديدة. وهى السياسة التى كتب فى عام 2012 «إنها صيغة لكارثة كاملة»، ودعا الولايات المتحدة وغيرها من القوى النووية إلى قبول التزاماتها وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووى، من أجل إبداء «النية الحسنة» للتخلص من طاعون الأسلحة النووية.
    وتلتزم هذه الدول التزاما قانونيا بمواصلة هذه الجهود بصورة جادة، ففى 1996، قضت محكمة العدل الدولية بأن: «هناك التزاما قائما لإبداء حسن النية وإجراء مفاوضات تفضى إلى نزع السلاح النووى بكل جوانبه فى ظل رقابة مشددة وفعالة.» وفى 2002، أعلنت إدارة جورج دبليو بوش عدم التزامها بهذا التعهد.

    ●●●
    ويبدو أن أغلبية كبيرة من العالم تشارك العرب رؤيتهم حول التهديد الإيرانى. فقد ساندت حركة عدم الانحياز بقوة حق إيران فى تخصيب اليورانيوم، وكان مؤتمر قمة الحركة المنعقد فى طهران أغسطس الماضى، أحدث دلائل هذا التأييد.
    وقد وجدت الهند، أكبر دول الحركة سكانًا، سبيلا للتحايل على العقوبات المالية الأمريكية المرهقة على إيران. حيث يجرى تنفيذ خطط لربط ميناء شاباهار الإيرانى، وقد تم تجديده بمساعدة هندية، إلى آسيا الوسطى عبر أفغانستان. وتشير التقارير الإخبارية إلى أن العلاقات التجارية فى تزايد مستمر، ولولا الضغوط الأمريكية القوية، لتحسنت هذه العلاقات الطبيعية إلى حد كبير.
    وتقوم الصين، التى تتمتع بصفة مراقب فى حركة عدم الانحياز، بنفس المحاولات الى حد كبير. حيث أخذت الصين فى مد مشروعات التنمية غربا، بما فى ذلك مبادرات إعادة طريق الحرير القديم من الصين إلى أوروبا. ويربط خط سكك حديدية عالية السرعة بين الصين وكازاخستان وما حولها. ومن المفترض أن يصل الخط إلى تركمانستان، الغنية بموارد الطاقة، وربما يتصل بإيران ويمتد إلى تركيا وأوروبا.
    واستولت الصين أيضا على ميناء جوادار الرئيسى فى باكستان، مما مكنها من الحصول على البترول من الشرق الأوسط، مع تفادى مضيقى هرمز وملقا، حيث تختنق حركة المرور، مع سيطرة الولايات المتحدة عليهما. وتفيد تقارير الصحافة الباكستانية بأنه «يمكن نقل واردات البترول الخام من إيران، ودول الخليج العربى وأفريقيا برا الى شمال غرب الصين عن طريق الميناء».

    ●●●
    وفى مؤتمر طهران أغسطس الماضى، أعادت حركة عدم الانحياز مطالبتها المستمرة منذ فترة طويلة بتخفيف أو إنهاء تهديد الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط من خلال إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. ومن الواضح أن التحركات فى هذا الاتجاه، تشكل السبيل الأكثر مباشرة والأقل مشقة للتغلب على التهديدات. ويؤيدها العالم كله تقريبا.
    وظهرت الشهر الماضى، فرصة جيدة للمضى قدما فى تنفيذ هذه التدابير، عندما كان من المقرر عقد مؤتمر دولى بشأن هذه المسألة فى هلسنكى. وقد انعقد مؤتمر بالفعل، ولكنه لم يكن ذلك الذى كان مخططا. ولم تشارك سوى المنظمات غير الحكومية فى المؤتمر البديل، الذى استضافه اتحاد السلام فى فنلندا. فقد ألغت واشنطن المؤتمر الدولى فى نوفمبر، بعد فترة وجيزة من موافقة ايران على الحضور.
    وذكرت وكالة أسوشيتد برس إن المبرر الرسمى لإدارة أوباما هو «الاضطراب السياسى فى المنطقة، وموقف إيران الذى يتسم بالتحدى لحظر الانتشار النووى»، فضلا عن عدم وجود توافق «حول كيفية التعامل مع المؤتمر». ويعتبر هذا السبب الإشارة المؤكدة إلى حقيقة أن الدولة النووية الوحيدة فى المنطقة إسرائيل رفضت الحضور، واصفة طلب حضورها بأنه «إكراه».
    ومن الواضح أن إدارة أوباما تلتزم بموقفها السابق من أن «الظروف لن تكون سليمة، مالم تشارك جميع دول المنطقة»، ولن تسمح الولايات المتحدة باتخاذ تدابير لإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية للتفتيش الدولى، كما لن تنشر الولايات المتحدة معلومات عن «طبيعة وحجم المنشآت والأنشطة النووية الإسرائيلية.»

    ●●●
    ونقلت وكالة الأنباء الكويتية إن «مجموعة الدول العربية، ودول حركة عدم الانحياز، اتفقت على مواصلة الضغط من أجل عقد مؤتمر لإعلان الشرق الأوسط، منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل».
    وفى الشهر الماضى، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إسرائيل إلى الانضمام إلى اتفاقية حظر الانتشار النووى بغالبية 174 صوتا مقابل ستة أصوات. وكان التصويت بلا من قبل المجموعة المعتادة:
    إسرائيل، والولايات المتحدة، وكندا، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وبالاو.
    وبعد بضعة أيام، قامت الولايات المتحدة بإجراء اختبار الأسلحة النووية، وحظرت، مرة أخرى على المفتشين الدوليين دخول موقع الاختبار فى نيفادا. واحتجت إيران، وكذلك رئيس بلدية هيروشيما وبعض جماعات السلام اليابانية.
    وبالطبع، تتطلب إقامة منطقة خالية من السلاح النووى، تعاون القوى النووية: وهى تشمل فى الشرق الأوسط الولايات المتحدة وإسرائيل، الرافضتين للفكرة. وينطبق نفس الأمر فى أماكن أخرى. ومازالت مناطق فى أفريقيا والمحيط الهادى فى انتظار تنفيذ الأمر، لأن الولايات المتحدة تصر على الاحتفاظ بقواعد الأسلحة النووية فى الجزر التى تسيطر عليها، وتطويرها.

    ●●●
    ومع انعقاد اجتماع المنظمات غير الحكومية فى هلسنكى، تم تنظيم حفل عشاء فى نيويورك تحت رعاية معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو فرع من اللوبى الإسرائيلى. ووفقا لتغطية متحمسة لـ «حفل» أعدتها الصحافة الإسرائيلية، أكد دينيس روس، إليوت أبرامز وغيرهما من «كبار المستشارين السابقين لأوباما وبوش» للحضور أن «الرئيس سيضرب (إيران) العام القادم اذا لم تنجح الدبلوماسية» وهى هدية الحفل الأكثر جاذبية.
    ويصعب على الأمريكيين إدراك كيف فشلت الدبلوماسية مرة أخرى، لسبب بسيط: ليس هناك ما ينشر تقريبًا فى الولايات المتحدة، عن مصير أوضح الطرق لمواجهة «التهديد الأخطر».. إقامة منطقة منزوعة السلاح النووى فى الشرق الأوسط.



    اﻻﻏﺗﯾﺎل ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ!
    ﻋﻣﺎد اﻟدﯾن أدﯾب عن اﻟﺸﺮق اﻻوﺳﻂ
    ﻣﻨﺬ ﻋﺪة أﯾﺎم وأﻧﺎ ﻓﻲ زﯾﺎرة ﻋﻤﻞ ﻟﺒﯿﺮوت، ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﯿﻮﯾﺔ واﻟﺤﺮﻛﺔ، واﻟﺠﺪل ﺑﻜﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎﻟﮫ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻨﻘﻄﻊ ﻟﯿﻞ ﻧﮭﺎر. اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻧﻮع ﻣﻦ «اﻟﺠﯿﻦ» اﻟﻨﺎدر اﻟﻤﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﺪورة اﻟﺪﻣﻮﯾﺔ ﻟﺠﺴﺪ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، ﯾﺼﻌﺐ اﺳﺘﺌﺼﺎﻟﮭﺎ أو اﻟﺤﺪ ﻣﻨﮭﺎ. ﻋﺎﺷﺖ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﮭﺪدة ﻟﺴﻨﻮات ﺑﺎﻟﯿﺪ اﻟﺜﻘﯿﻠﺔ ﻟﻼﻧﺘﺪاب اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، واﻟﻨﻈﺎم اﻷﻣﻨﻲ اﻟﺴﻮري، واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ، وﺻﺮاﻋﺎت أﺟﮭﺰة اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ أراﺿﯿﮭﺎ وﻟﻢ ﯾﻨﺠﺢ أي ﻣﻦ ھﺆﻻء ﺑﻜﻞ ﻧﻔﻮذھﻢ وأﻣﻨﮭﻢ وأﻣﻮاﻟﮭﻢ وﺿﻐﻮطﮭﻢ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ واﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ «اﻻﺣﺘﻜﺎر اﻟﻜﺎﻣﻞ» أو اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ «اﻻﻣﺘﯿﺎز اﻟﺤﺼﺮي» ﻹدارة ﺷﺆون ﻟﺒﻨﺎن.
    ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ھﻨﺎك ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﺎ ﻟﻨﻈﺎم ﻣﺤﻠﻲ ﻣﺎ ﻟﮫ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎت إﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ودوﻟﯿﺔ. اﻵن اﻟﺼﻮرة ﻓﻲ ﺑﯿﺮوت ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﻖ ﻓﺎﻟﮭﻮاﺟﺲ ﻛﺜﯿﺮة وﻟﻜﻦ أھﻢ ھﺬه اﻟﮭﻮاﺟﺲ ﻟﺪى اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ھﻮ اﻟﮭﺎﺟﺲ اﻷﻣﻨﻲ. ھﻨﺎك ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﺗﻨﻘﺺ ﻋﻠﻰ 30 وﻻ ﺗﺰﯾﺪ ﻋﻦ 50 ﺷﺨﺼﺎ ﯾﺴﺘﺸﻌﺮون اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺪاھﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﯾﻮﻣﻲ ﻟﻠﻮﻗﻮع ﺗﺤﺖ داﺋﺮة اﻻﻏﺘﯿﺎل اﻟﺸﺨﺼﻲ! وﻣﻨﺬ اﻏﺘﯿﺎل وﺳﺎم اﻟﺤﺴﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﻓﺮع اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﺔ وھﻨﺎك ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺘﺰاﯾﺪة ﺑﺄن وﺳﺎم ﻟﯿﺲ اﻻﺳﻢ اﻷﺧﯿﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﯿﻦ.
    ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﯿﻚ داﺋﻤﺎ وأﻧﺖ ﺗﺰور أي ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻛﺒﺮى أن ﺗﻼﺣﻆ اﻵﺗﻲ:
    1) ﻋﺪم وﺟﻮد أي اﺻﻄﻔﺎف ﻟﺴﯿﺎرة أي ﺿﯿﻒ أﻣﺎم اﻟﻤﺒﻨﻰ اﻟﺴﻜﻨﻲ أو دﺧﻮل ﺳﯿﺎرﺗﻚ إﻟﻰ أرض اﻟﻔﯿﻼ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻄﻦ ﺑﮭﺎ.
    2) اﻟﺘﻔﺘﯿﺶ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻟﻠﺴﯿﺎرات واﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻸﻓﺮاد.
    3) ﺗﺮك ھﺎﺗﻔﻚ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﺪى اﻷﻣﻦ.
    4) ﻻ ﺗﺪﺧﻞ وﻣﻌﻚ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﺋﺘﻤﺎن «ﻛﺮﯾﺪت ﻛﺎرد» ﻷن اﻟﺸﺮﯾﺤﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ اﻟﻤﻤﻐﻨﻄﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ذات ذﺑﺬﺑﺎت ﺗﺆﺷﺮ ﻷي ﺗﻔﺠﯿﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ.
    5) ﻻ ﺗﺪر ﻣﻔﺘﺎح ﺳﯿﺎرﺗﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ، اﺗﺮك ھﺬه اﻟﻤﮭﻤﺔ ﻟﻠﺴﺎﺋﻖ.
    6) ﻻ ﺗﺮﻛﺐ ذات اﻟﺴﯿﺎرة ﻋﺪة ﻣﺮات ﻓﻲ ذات اﻟﯿﻮم، ﻗﻢ ﺑﺘﺒﺪﯾﻠﮭﺎ.
    7) ﻻ ﺗﺴﺮ ﺑﺴﯿﺎرﺗﻚ ﻓﻲ ذات اﻟﺸﻮارع اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺎد اﻟﻤﺮور ﻣﻨﮭﺎ، ﻗﻢ داﺋﻤﺎ ﺑﺘﻐﯿﯿﺮ ﻣﺴﺎرك.
    8) ﻻ ﺗﺨﺮج إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺤﺪدة ﻓﻲ ﻣﻮاﻋﯿﺪ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ.
    9) ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﮭﺎﺗﻒ اﻟﺨﻠﻮي اﻟﺨﺎص ﺑﻚ، اﺳﺘﺨﺪم ھﻮاﺗﻒ ﺧﻠﻮﯾﺔ ذات أرﻗﺎم ﻣﺘﻐﯿﺮة ﻟﯿﺴﺖ ﺑﺎﺳﻤﻚ.
    10) اﻟﺤﺮاﺳﺔ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ أﻣﺮ ﻻ ﺑﺪﯾﻞ ﻋﻨﮫ.
    11) ﻛﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪا ﻷي اﻋﺘﺪاء ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻋﺎم.
    12) أﻣﺎ اﻟﻨﺼﯿﺤﺔ اﻷﻓﻀﻞ ﻓﮭﻲ اﺑﻖ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن، ﻷن ﻛﺜﺮة اﻟﺤﺮﻛﺔ ﺗﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﻓﺮص اﺻﻄﯿﺎدك.
    أﻣﺎ أﻓﻀﻞ ﻧﺼﯿﺤﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ: «وﻣﻦ ﯾﻌﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت وھﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻼ ﯾﺨﺎف ظﻠﻤﺎ وﻻ ھﻀﻤﺎ» (ﺳﻮرة طﮫ) ﺻﺪق ﷲ اﻟﻌﻈﯿﻢ.



    الأمم المتحدة تجلد الضحايا
    عادل النيل(كاتب سوداني) عن السياسة الكويتية
    الواقع الحالي للأمم المتحدة لا يؤهلها لأن تؤدي دورا مؤثرا في قضايا حقوق الإنسان تحديدا في أي موقع في العالم, فهي لم تعد تلتزم بأدبياتها الأخلاقية ونظمها الأساسية بعد أن تحولت اوراق ضغط غربية يسيطر عليها عدد من الدول لتمرير أجندتها التي تخدم مصالحها, ولذلك فهي أصبحت تجربة مع الزمن واستنفدت أغراضها الأخلاقية في تنظيم قضايا البشرية ورعايتها وتحقيق قيم المساواة والعدل ونصرة الضعيف وغير ذلك مما يتوافق مع المبادئ التي أسست عليها ولم يتحقق الكثير منها.
    انحراف المنهج الأخلاقي في إدارة الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية أصبح سمة لكل ما يتعلق بنشاطها حول العالم, وهناك كثير من الوقائع التي تؤكد أن منظمات الأمم المتحدة افتقدت الموضوعية والأبعاد الأخلاقية التي تخدم البشرية بحياد وإنصاف, وفي هذا السياق يمكن تتبع نشاط بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" التي ظلت تقدم تقارير دورية رتيبة مليئة بالتزوير والتضليل والأغراض السياسية ما أعطى الضوء الأخضر للضغط على حقوق الإنسان في العراق بصورة مأساوية تسمح للسلطة السياسية هناك بكل اعتداء وانتهاك وقمع لمضطهدي مخيمي "أشرف" و"ليبرتي".
    لا أجد صعوبة في التعاطي الموضوعي مع ما يتعرض له المظلومون والمقهورون في هذين المخيمين, ولست بالضرورة منحازا اليهم, ولكن عدم حصولهم على حقوقهم في الحياة الكريمة وحريتهم في التعبير عن ذاتهم التي ترفض القمع يجعل كل إنسان يطلع على الحقيقة يرفض ما يتعرضون له, ويرفض الممارسات غير الأخلاقية للبعثة الأممية التي أمعنت في الانحراف عن المنهج الأساسي للأمم المتحدة بجعلها المظلوم ظالما وتبرئة ساحة الظالم وتبرير وتغطية سلوكه القمعي.
    تقرير "يونامي" الذي يغطي الفترة الواقعة بين 1 يناير و 30 يونيو 2012 يتستر من خلال أخبار كاذبة وتحريف واقع عملية النقل القسري ونقض الحقوق الأساسية للسكان والحصار المفروض منذ اربع سنوات على "ضحايا أشرف" وتحويل "ليبرتي" سجنا وتبييض جرائم الحكومة العراقية والنظام الإيراني, ودائما هناك أجندة خفية لأي سلوك يتعارض مع المنطق على الأرض, وتلك البعثة التي يرأسها مارتن كوبلر تؤكد في كل مراحل عملها أنها ضد سكان المخيمين, وتعمل لصالح السلطة العراقية أو من يقف وراءها, وقد أصدرت البعثة في 21 ديسمبر الماضي تقريرا عن حالة حقوق الإنسان في العراق حاول في الفقرة المتعلقة ب¯ "أشرف" و"ليبرتي" أن يصور "ليبرتي" جنة في العراق وذلك من خلال إطلاق الأكاذيب وتجاهل الحقائق على أرض الواقع وتحريفها والإيهام بأن السكان يتمتعون بمزايا أكثر مما يتمتع به المواطن العراقي. والتقرير بهذا الزيف يعمل على التغطية على عملية الإجلاء القسري لسكان "أشرف" واستلاب حقوقهم في حيازة ممتلكاتهم والحصار الجائر المفروض عليهم منذ اربعة أعوام وتحويل "ليبرتي" سجنا وافتقاره للمعايير الإنسانية وحقوق الإنسان فضلا عن نقض الحقوق الأساسية للسكان وانتهاكات في الاتفاقيات الدولية وتبييض الجريمة ضد الإنسانية التي ترتكبها الحكومة العراقية العاملة بطلب من النظام الإيراني في طريق مهده ويمهده مارتن كوبلر.
    موظفو الأمم المتحدة وبعثاتها حول العالم يميلون بقوة الى الحفاظ على مناصبهم ووظائفهم بأي ثمن, ولذلك فإنهم معرضون للاختراق من قبل الاستخبارات والحكومات والعمل لصالح أجندتها, وباختصار فإنهم أول ما يعملون يرمون بأي قيم أخلاقية في سلة المهملات, ولذلك فإن غالبية من يعملون بالأمم المتحدة بلا غطاء أخلاقي أو مهني حقيقي, فهم مأمورون ولا يعرفون فضيلة الاستقالة أو الانسحاب بشرف, ولذلك من الطبيعي أن يأتي أداؤهم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان, ويمكن الاستشهاد برسالة لنائب رئيس البرلمان الأوروبي الدكتور آلخو فيدال كوادراس بعثها الى الأمين العام للأمم المتحدة حول تقرير زيارة كوبلر ل¯ "ليبرتي" جاء فيها "تقرير السيد كوبلر مليء بأغراض جملة وتفصيلا ولا يبقي مجالا للشك بأن كل ما يعود الى أشرف فإنه يتابع أجندة سياسية خاصة لا تصب إطلاقا في خدمة حقوق السكان. إني كتبت في رسالتي يوم 28 مايو الى المفوض السامي أنطونيو غوتيرز, السيد كوبلر مع الأسف وبدلاً من أن يعمل على تحسين الحالة في "ليبرتي", يبدو أنه أدرج في جدول أعماله إغلاق "أشر" قبل كل شيء مهما كلف الثمن وتكويم السكان في سجن "ليبرتي". وهذا ما أثار الغضب والاستياء لدى جميعنا".
    ولعل الأكثر إيلاما لما يتعرض له ضحايا "أشرف" وخزيا البعثة الدولية أن تقريرها يغطي على حقيقة أن الممثل الخاص خير السكان بصريح العبارة بين هجوم القوات العراقية من جديد وقتل السكان من جانب, وبين مغادرة مسكنهم الذي عاشوا فيه 26 عاما والانتقال الى سجن "ليبرتي", وذلك بالطبع ليس عملية نقل طوعي, بل "تشريد قسري" تنفذه الأمم المتحدة بعيدا عن أي عمق أخلاقي لموظفيها ومسؤوليها الذين يتجردون من العامل الأخلاقي والإنساني فيما يفترض أنهم مشبعون بذلك لتحقيق أهداف الأمم المتحدة ومبادئها وليس تحولها الى مركز لصناعة الجرائم ضد الإنسانية وإهدار حقوق الضحايا والعبث بها والتلاعب بهم لمصالح ذاتية.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 286
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:29 PM
  2. اقلام واراء عربي 284
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:27 PM
  3. اقلام واراء عربي 275
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:13 PM
  4. اقلام واراء عربي 274
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:12 PM
  5. اقلام واراء عربي 273
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:11 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •