النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 237

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء حماس 237

    الاحد
    6-1-2013
    مختارات من اعلام حماس

    في هذا الملف

    انهيار من الداخل
    بقلم يوسف رزقة عن المركز الفلسطيني للاعلام

    انطلاقة فتح بغزة..نجاح للحكومة ورسالة ارتدادية داخلية للحركة
    بقلم حسن أبو حشيش عن المركز الفلسطيني للاعلام

    حركة المقاومة الإسلامية (حماس) 1987-1994 (13)
    بقلم أحمد محمد الساعاتي عن فلسطين اون لاين

    الوليد بن يزيد... المفترى عليه 125-126هـ
    بقلم خالد الخالدي عن فلسطين اون لاين

    التغريد خارج السرب
    بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين

    "فتح" أمس و"فتح" اليوم
    بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين اون لاين

    فتح وانطلاقتها .. رؤية من الداخل
    بقلم أيمن أبو ناهية عن فلسطين اون لاين

    قيادة حماس على أعتاب 2013م...مهام و مخاطر..!!
    بقلم عماد عفانة عن فلسطين الان






    انهيار من الداخل

    بقلم يوسف رزقة عن المركز الفلسطيني للاعلام
    (يوفال ديسكن) ترأس الشاباك الصهيوني بين 2005- 2011م وهو مطّلع على أحوال القيادات الصهيونية التي عمل معها في هذه الفترة أمثال نتنياهو وباراك وليفني وموفاز ومن سبقهم من أمثال رابين ومناحيم بيغن.
    رجل الشاباك القوي (ديسكن) يرى أن نتنياهو ليس كبيغن أو رابين أو شارون، هو يريد أن يفعل شيئاً كبيراً مثلهم، ولكنه لا يستطيع لأن تركيبته الشخصية لا تسمح له بذلك.
    يقول ديسكن في نتنياهو إن شخصيته مكونة من مزيج من الأيديولوجيا والشعور بأنه أمير من العائلة المالكة والنخبة المقدسة إلى جانب انعدام الثقة والخوف العميق من القرارات وتحمل المسئولية. إن شخصية نتنياهو ليست مبنية لاتخاذ قرارات بحجم كبير.
    بيغن صنع كامب ديفيد، ورابين وقع أوسلو، وشارون انسحب من قطاع غزة، و نتنياهو لا يستطيع شيئاً من ذلك ؛ لأن شخصيته فاقدة للقدرة على القرار الجريء، وأحلامه أكبر من قدراته وهو مقيّد بأيديولوجيا يمينية تكبله.
    ديسكن لا يرى مشكلة في النووي الإيراني، بينما يحاول نتنياهو أن يصرف الاهتمام الإسرائيلي والأمريكي نحو إيران. الرجل يرى المشكلة في حماس وفي موقف نتنياهو من محمود عباس. حماس في نظر ديسكن خطر في قلب البيت، وإضعاف عباس بالاستيطان غلط، وعلى نتنياهو استعادة التفاوض لإضعاف حماس، وبدون ذلك فإن انتفاضة ثالثة عمل متوقع في الضفة الغربية.
    وكما شخّص ديسكن (الملك أو الأمير المقدس نتنياهو) وكشف عن عيوب شخصيته كقائد وكصاحب قرار، كشف أيضا عن عيوب المجتمع الإسرائيلي فقال إنه يعاني من تطرف نحو اليمين ومن شرخ عميق بين المتدينين والعلمانيين، وكراهية للأجانب وانعدام المساواة وسيطرة الحكومة على وسائل الإعلام وتعيين موالين في وزارة العدل والنيابة العامة، والأسوأ هو تعميق الشعور لدى الجمهور أنه لا يمكن تغيير شيء. كل هذه العيوب والأخطار تقف صغيرة أمام خطر الهجرة من (إسرائيل) حيث يقول ديسكن إن استطلاع رأي أظهر أن 30% من الإسرائيليين يفكرون في الهجرة من (إسرائيل) إلى خارجها، وهذا أخطر من القنبلة الإيرانية، لأن الدولة تتفتت ببطء من الداخل.
    انهيار (إسرائيل) من داخلها هو أخطر ما يواجه دولة الاحتلال ومجتمع البغي والعدوان. المجتمع الصهيوني لا يملك حصانة ضد الانهيار والتفتت الداخلي، فهو مجتمع مكون أصلا من فسيفساء غير متجانسة لأقليات يهودية وصهيونية تحمل في داخلها رغبة دفينة للعودة إلى مواطنها الأصلية، ولم تعد فكرة صهيون ومشاعر الأرض المقدسة ذات جاذبية. ما يقوله ديسكن عن انهيار الدولة وتفكك المجتمع حقيقة قال بها علماء الاجتماع السياسي. لقد قال علماء الاجتماع بهذه الحقيقة قبل أن تتبلور الأخطار العملية التي تهدد استقرار هذا المجتمع الغاصب.
    لم يكن العلماء الذين قرروا هذه النتيجة يعطون مساحة حقيقية لخطر تقنية الصواريخ أو لخطر تحولات الربيع العربي واستعادة القيادات الإسلامية للحكم ولقيادة المجتمع، وجل نظريتهم بنوها على قضايا المجتمع الإسرائيلي نفسه، وهي عينها القضايا التي ذكرها ديسكن في كلامه آنف الذكر، ولكنه زاد على العلماء بالإعلان الصريح عن غياب شخصية القائد أو رجل الدولة الذي يستطيع أخذ القرار الكبير في الوقت المناسب. مجتمع يتفكك داخلياً وقيادة غائبة يعني أن فلسطين على مفترق طرق.

    انطلاقة فتح بغزة..نجاح للحكومة ورسالة ارتدادية داخلية للحركة

    بقلم حسن أبو حشيش عن المركز الفلسطيني للاعلام
    كان احتفال تأبين الشهيد ياسر عرفات أواخر عام 2007م هو الاحتفال الجماهيري الأخير لحركة فتح في غزة والذي لم تتمكن الحركة وقتها من الاحتفاظ بالنظام والقانون, فكان الصدام وإراقة الدماء وبذلك حرمت نفسها من مثل هذه الاحتفالات...ومع تحقيق الانتصار للمقاومة في حجارة السجيل وآثارها الايجابية على الشعب الفلسطيني سادت أجواء طيبة نحو اللحمة المجتمعية, وارتفعت الأصوات التي تطالب بإنهاء الانقسام ,وبالاستثمار الأمثل للانتصار.
    هذا الأمر أدخل كلا من حركة حماس والحكومة في غزة , وحركة فتح والحكومة في الضفة في تحدٍ ومواجهة مع الواقع ومع نبض الشارع ومتطلبات النصر...وخاصة أن الأجواء تزامنت مع انطلاقة حماس ثم انطلاقة فتح. فكان القرار بهامش من الحرية.وبعد متابعة للواقع خلال الشهرين الماضيين إلى الآن نستطيع أن نقف عند نقاط تم تسجيلها فمثلا:
    نجاح للحكومة
    نجحت الحكومة في غزة وحركة حماس في اختبار تهيئة أجواء المصالحة بعد الانتصار.. و من أبرز ما نجحت فيه:
    1-إطلاق العنان لفتح بتسيير مسيرات بعد وقف الحرب مباشرة ورفع الراية الفتحاوية.
    2-السماح لأمين مقبول بإلقاء كلمة في التشريعي بعد الحرب مباشرة
    3-السماح لفتح بتنظيم مسيرات دعما لأبي مازن في الأمم المتحدة.
    4-السماح بعودة بعض الهاربين للخارج من المحسوبين على حركة فتح .
    5-العفو عن بعض المعتقلين على قضايا مختلفة ومحسوبين على فتح.
    6- استقبال حركة فتح لوحدها ثم مع الفصائل ثم استقبال نبيل شعث وجبريل رجوب من قبل رئيس الوزراء إسماعيل هنية وقيادة حماس.
    7- السماح لإقامة مهرجان فتح في ارض السرايا رغم المحاذير الأمنية.
    8-ضبط النفس بدرجة عالية أمام بعض التجاوزات الميدانية على مدار أسبوع.
    9- السماح بعودة أبو علي شاهين إلى غزة لأسباب صحية وإنسانية ,والذي يُشتهر عنه بأنه صاحب مواقف معادية وتوتيرية.
    10- علمنا بمشاركة حماس في الاحتفال وأن كلمة الفصائل لروحي مشتهى القيادي البارز في حماس والتي لم تتم بالأمس لأسباب خاصة بالمنظمين والنظام والفوضى .
    11- الإذن باحتفال حماس في الضفة بدون تردد ووفق القانون والنظام وبلا أي مشكلة لا في الزمان ولا في المكان
    12- دور وزارة الداخلية في حفظ أمن الاحتفالات والمهرجان...
    رسالة لحركة فتح
    خرجت فتح بحشود كبيرة أمس الجمعة ,ونقل الإعلام الاحتفال للعالم , وراقبه الجميع ,وسمعنا الكثير والقليل...وإذا سجلنا نقاطا كدليل على أن نجاح الاحتفال هو ثمرة من ثمرات الحكومة ورعايتها له والتعامل بمسئولية عالية مع الحدث وهذا بشهادة قيادات فتح نفسها وقيادات الفصائل ...فإننا نعتبر الحشد في الاحتفال رسالة ارتدادية لتنظيم فتح نفسه بمعنى أنها تستوجب قراءته بشكل صحيح وسليم ,ومن أسباب ذلك:
    1-أن فتح مازالت صاحبة جماهيرية ,ولها رصيد شعبي ,ولم يقلل احد من ذلك.
    2- إن غياب حركة فتح عن الميدان سببه الأداء الذي مارسه أبناؤها, وترك القرار للأجهزة الأمنية التي أفقدها القيادة في غزة والضفة على السواء.
    3- إن الكثير من الممارسات السلبية خلال الأسبوع الماضي في شوارع غزة والتي عايشناها كلنا وشاهدها المواطن من بعض فرق فتح تتطلب الإجابة عن سؤال قدرة فتح على ضبط سلوك أفرادها والتزامهم بقرار القيادة.
    4- إن الحشد دليل من أدلة القوة ولكنه ليس الوحيد, وهنا نستطيع القول إن فتح حشدت لأنها موجودة ولكن لم تنجح في إدارة خلافاتها ميدانيا ولم تنجح في تطبيق برنامج الاحتفال , وهناك تفاصيل صعبة في ثنايا الحشد ومن حول المنصة أفقدت القيادة التأثير والنجاح.
    5- الخلافات بين تيارات فتح كانت واضحة في الاحتفال كما كانت واضحة في الشوارع والمناطق وهذا يجعل المواطن يتساءل عن قدرة فتح في إدارة الأمور والشأن العام.
    6- الحشد قوي ومتوقع من جماهير محرومة من الاحتفال, وغير مستغرب ,لأن الناس خرجوا آمنين وحسب القانون والنظام للحكومة, وراغبين بإنهاء الانقسام ودعما للوحدة والتوافق...لكن ليس معنى ذلك أن يتم التعامل مع الناس بهذا الاستخفاف والاستهتار بإعلان عدد الحضور مليون ومائتي مواطن حيث وجد هذا الرقم حالة من الاستهزاء على وسائل التواصل الاجتماعي أساء كثيرا لحركة فتح, كذلك بإعلان أن هذا استفتاء على مشروع التسوية والمفاوضات...وإذا ما رجعنا لتصريحات قادة فتح بأن كل أجنحة فتح خرجت للاحتفال وكذلك فصائل المنظمة والقوى الوطنية فإننا نُدرك أن جزءا كبيرا من هذه الشرائح هو ضد التسوية والمفاوضات بصورتها الحالية, فهذا طريق لا يجمع , بل يفرق ويقسم.
    7- تعاملت فتح خلال التشاور حول مكان الانطلاقة في غزة بعقلية قديمة من الهجوم على حماس, وتعكرت الأجواء في لحظات عديدة .
    8- لم تستوعب حركة فتح أي خبر يُعبر عن أزمة إدارة الاحتفال التي باتت ظاهرة للعيان, وشن ناطقوها الإعلاميون في الضفة وغزة هجوما لاذعا مضادا ,وكادت الأمور تخرج عن السيطرة وهذا يشير إلى عدم تقبلها لأي شيء خارج إطارها.
    9- رغم خروج حماس في الضفة الغربية إلا أن فتح والحكومة في الضفة لم تقدما ما يوازي المُقدم لها في غزة, وإذا ما اعتبرنا أن أجواء الثقة مسئولية كل الأطراف ندرك أن خللا ما مازال قائما في العقلية الفتحاوية. وخاصة أن أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة والمفصولين سياسيا ابدوا غضبهم من استمرار الملف رغم أجواء الوفاق.
    10- تهديد مجموعات من فتح بالاعتصام المفتوح في ارض السرايا حتى إنهاء الانقسام مؤشر على عدم حسن النوايا إذا ما تم التنفيذ.
    هذا المشهد المسبب بالعوامل السالفة يحتم على حركة فتح قراءة ما حدث أمس الجمعة قراءة معمقة ,ولا تتوقف عند الحشد , وعليها أن تُدرك أن القدرة على الحشد تستوجب العمل بمقتضاه , ومن المهم جدا أن تعلم قيادة فتح أن هذه الجماهير تستحق الوفاء والاحترام والتقدير ,والتوقف عن عدم المصارحة ,أو تبني مواقف غير واقعية , وعليها أن تغير ما أعلنت عنه من معلومات وأفكار هي أحلام يقظة بل وأحلام نوم , لأن السياسة لا تؤمن بالشعارات أو المعلومات الهلامية والاستهلاكية.
    ماذا بعد؟!
    خرجت حماس في الضفة وفتح في غزة ,وكل الفصائل حشدت بأوزان مختلفة في انطلاقاتها أو في مناسبات مختلفة...وهذا دليل على وجود الجميع في الخارطة السياسية. وسؤال المواطن ماذا بعد؟! أعتقد أن المطلوب من الجميع المبادئ والأسس التالية:
    1-الإيمان بأن كل الطيف السياسي موجود في الميدان السياسي.
    2- أن فلسطين تحتاج إلى كل جهد وكل وسيلة وكل فكرة تخدم تحريرها.
    3- الاقتناع أن الأوزان السياسية تتغير وتتبدل ولا يمكن لأحد احتكار تمثيل الشعب الفلسطيني إلى الأبد.
    4- ضرورة التخلص من الأسباب والظواهر التي أحدثت الانقسام في الشارع الفلسطيني.
    5- الاعتماد على الآليات الديمقراطية في تنظيم التباينات السياسية واحترام النتائج والالتزام بها وممارسة المعارضة وفق قواعد العمل الديمقراطي الحضاري.
    6- تحرير القرار الفلسطيني , واستقلاليته عن كل الضغوط وعن رهنه بالدعم المالي و الدعم السياسي.
    7- التعامل مع ملف المصالحة ووسائلها بكليته وليس انتقائيا ولأغراض وظيفية تنتهي بمجرد تحقيق الوظيفة ,فالسنوات الماضية أثبتت فشل هذا الأسلوب.
    8- الإيمان أن المصالحة وإنهاء الانقسام لا يعنيان تطابق البرامج وتذويب الأحزاب والمدارس السياسية ولكن يلتزم الجميع بأصول الخلاف .
    تبقى الأيام المقبلة شاهدة على الإجابة عن سؤالنا ماذا بعد؟!هل خطوات إلى الأمام أم تراجع إلى الوراء لجمود العقليات؟!

    حركة المقاومة الإسلامية (حماس) 1987-1994 (13)

    بقلم أحمد محمد الساعاتي عن فلسطين اون لاين
    تعد سنوات السبعينيات من القرن الماضي فترة بناء الفرد والمؤسسة لدى الإخوان المسلمين، لكن الفكر المقاوم لم يغب عن عقيدتهم ولو للحظة واحدة ، فكان لا بد من الإعداد والتهيئة للمواجهة الشاملة، في حين مثلت الفترة الواقعة بين عامي (1981-1987) حالة من الإدراك والنهوض بضرورة الممارسة الفعلية للمقاومة ومواجهة الاحتلال، وقد ساهمت العديد من الإرهاصات في انطلاقة المقاومة، والفعل الإيجابي ضد الاحتلال منها:
    إضراب الجمعية الطبية في 25/12/1981

    • استشهاد كل من جواد أبو سلمية وصائب ذهب عام 1988 في جامعة بيرزيت وما أعقبها من تظاهرات في الضفة وقطاع غزة.
    • استشهاد مجموعة الجهاد الإسلامي (سامي الشيخ خليل، محمد حلس، زهدي قريقع، محمد الغرابلي) في أكتوبر 1987.
    • عملية الطائرة الشراعية الاستشهادية التي نفذتها الجبهة الشعبية - القيادة العامة في نوفمبر 1987
    • حوارات الطعن المتكررة في مدينة غزة ابتداءً من مقتل الضابط (رون تال) في ساحة مدينة غزة في أكتوبر 1987 على يد عبد الرحمن القيق ويوسف الجعيدي وغيرهم.
    • هذا بالإضافة إلى الإجراءات الإسرائيلية القمعية المتمثلة بالإساءة للمواطنين في الساحات العامة وإذلالهم.

    لقد مثلت مجموعة ما سبق ذكره بالإضافة إلى حوادث أخرى حالة من التمرد والتوجه لدى الشارع الفلسطيني نحو المقاومة ومواجهة الاحتلال منطلقة من المساجد والجامعات والنقابات بالإضافة إلى الجهد العسكري والأمني الذي قامت به جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1982، وتأسيس الجهاز العسكري ومنظمة الجهاد والدعوة (مجد)، والتي ساهمت بالعديد من العمليات –سبق ذكرها- وبذلك توفرت الأرضية الصلبة التي يمكن أن تنطلق منها الحركة نحو المواجهة دون التراجع، فكانت انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) متزامنة مع انطلاقة الانتفاضة المباركة.
    اندلاع الانتفاضة المباركة الأولى للشعب الفلسطيني وانطلاقة حركة حماس:
    لقد تزامنت انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع اندلاع الانتفاضة المباركة الأولى للشعب الفلسطيني في 9/2/1987 إثر استشهاد أربعة عمال فلسطينيين في حادث دهس متعمد (المقطورة) نفذه صهيوني حاقد في اليوم الذي سبقه، ففي مساء ذلك اليوم تداعت قيادة حركة الإخوان المسلمين للاجتماع في منزل الشيخ أحمد ياسين وحضر الاجتماع كل من: الأستاذ عبد الفتاح دخان (النصيرات- المنطقة الوسطى)، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي (خانيونس) والشيخ صلاح شحادة (بيت حانون- الشمال) والدكتور إبراهيم اليازوري (غزة) والأستاذ محمد شمعة (الشاطئ) والمهندس عيسى النشار (رفح).
    ونتيجة لاجتماع قيادة الإخوان المسلمين التي عرفت فيما بعد بالقيادة التأسيسية لحركة المقاومة الإسلامية، تم الاتفاق على المواجهة بالإجماع، وقد اعتبر ذلك الحدث اللحظة التاريخية المناسبة للإعلان عن حركة المقاومة الإسلامية، التي أصدرت بيانها الأول في 14/12/1987 وكان مذيلا ً(ح.م.س) اختصاراً لـ حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفي هذه المناسبة فإن الفضل في تسميتها (حماس) بدلاً من (ح.م.س) يرجع إلى الأستاذ حسن القيق أحد قادة جماعة الإخوان في الضفة وهو مدير المدرسة الصناعية للأيتام في القدس.
    وهكذا جاءت ولادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من رحم جماعة الإخوان المسلمين، والتي أعلنت أنها جناح من أجنحتها في فلسطين، كما جاء في ميثاق حركة المقاومة الإسلامية حماس (المادة 2 من الميثاق)، الذي صدر في أغسطس 1988م.
    ومن الجدير ذكره أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعتبر الجناح الأول من أجنحة الإخوان المسلمين الذي خرج عن النمط التقليدي للإخوان في العالم والذي تبنى العمل المقاوم.
    فحركة حماس حركة سرية جهادية فلسطينية الهوية، إسلامية النشأة والمنهج، هدفها تحرير فلسطين وإقامة دولة الإسلام على أرضها، وقد اعتمدت حركة الإخوان المسلمين التربية منذ سنوات وأنشأت المؤسسات وأعدت الكادر القادر على الاستمرار ومواجهة التحديات والصعاب التي واجهتها خلال الانتفاضة الفلسطينية من إجراءات قمعية قاسية من قبل الاحتلال الإسرائيلي انطلقت من قطاع غزة وتواصلت مع الضفة الغربية، عبر الشيخ جميل حمامي بواسطة الشيخ أحمد ياسين في يناير 1988، كما فتحت قناة اتصال مع الإخوان المسلمين في الأردن لتوفير الدعم المالي للانتفاضة.
    وعند الحديث عن انطلاقة حركة حماس في فلسطين لا بد من القول إنها حلقة من حلقات الجهاد المتواصلة في مواجهة الغزو الصهيوني على أرض فلسطين وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين في فلسطين والذي استشهد عام 1935 في أول معركة مسلحة ضد القوات البريطانية في فلسطين، والتي كانت المقدمة الأولى للثورة الكبرى عام 1936 وهو ما دعا حركة حماس لاحقاً إلى تسمية جناحها العسكري باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام".
    الجهد المقاوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) (1987-1991)
    دور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قيادة الانتفاضة:
    برز الحضور الفاعل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) واضحاً في الانتفاضة، منذ انطلاقتها بعد حادثة المقطورة في 8/2/1987، عبر مشروع مقاوم كان واضحاً في شتى ميادين الانتفاضة، وتجسد ذلك الحضور في المشاركة الفاعلة منذ اليوم الأول في المظاهرات التي عمت قطاع غزة والضفة الغربية.
    وبدأت فعاليات الانتفاضة الميدانية تظهر بشكل واضح وفعال، لانخراط كوادر وعناصر حركة حماس فيها، وهي الخطوة التي اتخذها الإخوان المسلمون على طريق اكتساب الشرعية السياسية داخل الساحة الفلسطينية، ولعل اعتقال الاحتلال للدكتور عبد العزيز الرنتيسي في يناير 1988 (لمدة 21 يوماً) شاهداً على ذلك الحضور.
    وبدأت إجراءات الاحتلال في التضييق على الشعب من خلال الحصار ومنع التجوال على المخيمات، وقد مارس أساليب قمعية لوأد الانتفاضة في مهدها، حيث قام باعتقال العديد من الشباب، وإبعاد الشيخ خليل القوقا في إبريل 1988 إلى خارج فلسطين، مما أعطى المقاومة واقعاً جديداً نحو الاستمرار.
    صور المقاومة لحركة حماس في الانتفاضة:
    اتخذت حركة حماس أشكالاً متعددة للمقاومة في الانتفاضة ضد المحتل منها: الإضرابات الشاملة، والإضرابات التجارية، والكتابة على الجدران والمواجهات الجماهيرية وأيام التصعيد وعمليات الطعن بالسلاح الأبيض (السكاكين).
    1- الإضرابات الشاملة: تعتبر الإضرابات الشاملة من أهم مظاهر وفعاليات الانتفاضة وهي صورة من صور التعبير عن الرفض والتمرد على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، وقد أولت حماس ذلك اهتماماً بالغاً على مدار سنوات الانتفاضة، وأيام الإضراب تتعطل الأعمال الاقتصادية، وتغلق المحال التجارية وتتوقف حركة السير والمواصلات، وتشعل إطارات السيارات وتعلو الآيات القرآنية والنشيد الوطني عبر مكبرات الصوت في المساجد، بينما تنتشر عناصر حماس في محاور وشوارع المدن والقرى وأزقة المخيمات لمتابعة تنفيذ الفعاليات، والتي يعلن عنها عبر بيانات الحركة.
    2- الإضرابات التجارية: مثلت الإضرابات التجارية ملمحاً واضحاً من ملامح الانتفاضة خاصة في ظل تصاعدها واستمرارها، وقد سمح للتجار بفتح المحلات التجارية والبسطات ومحطات الوقود حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، وطلب منهم مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وقد لجأت قوات الاحتلال إلى مجموعة من الإجراءات لكسر الإضراب التجاري من خلال خلع أبواب المحال وكسر الأقفال أحياناً وإغلاق المحال التجارية بلحام الأكسجين أحياناً أخرى وغير ذلك من الإجراءات.
    3- الكتابة على الجدران: تعد الكتابة على الجدران معلماً من المعالم الأساسية للانتفاضة، وقد تميزت حماس بهذه الفعالية عن غيرها من الفصائل الأخرى، حيث امتازت بقوة الشعارات التي تكتب على الجدران هذا بالإضافة إلى جمال الخط، وكانت هذه مهمة جهاز الأحداث التابع لحركة حماس.
    4- المواجهات الجماهيرية وأيام التصعيد: أصبح الخروج اليومي للتظاهر والمشاركة في المسيرات يشكل العنوان الرئيسي لأشكال المواجهة، وذلك تعبيراً عن رفض الاحتلال الإسرائيلي، وقد تعددت أشكال المواجهة وإداراتها، حيث كانت الحجارة والكرات المعدنية، والزجاجات الفارغة هي السلاح الأساسي للمتظاهرين هذا بالإضافة إلى الزجاجات الحارقة والمقاليع.
    5- عمليات الطعن بالسلاح الأبيض: مع اتخاذ حركة حماس قرارها بالمواجهة تصاعدت الانتفاضة الفلسطينية وتطور هذا الصدام بأشكال متعددة فبدأ بالمسيرات والمظاهرات والحواجز والإضرابات الشاملة والتجارية وإلقاء الحجارة على جنود الاحتلال، وإحراق إطار السيارات، ومع ازدياد حالة القمع التي استخدمها جيش الاحتلال، دعت حركة حماس إلى استخدام السلاح الأبيض فيما عرف بحرب السكاكين.
    ومن أبرز هذه العمليات: عملية ملحمة الصبرة في شارع الثلاثيني في إبريل 1988 حيث هاجم ثلاثة من المجاهدين هم علاء وأحمد وجميل الكردي بسكاكينهم ثمانية من أفراد الاستخبارات الإسرائيلية تمكنوا من قتل ثلاثة منهم قبل استشهاد المجاهدين جميعاً، وعملية حي العبيدية في القدس التي نفذها المجاهد عامر أبو سرحان في أكتوبر 1990 حيث تمكن من قتل ثلاثة من الصهاينة كان أحدهم رجل الوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب (شالوم شالوش) قبل السيطرة على عامر واعتقاله بعد إصابته في قدميه.
    وعملية الانطلاقة في ذكرى انطلاقة حركة حماس في ديسمبر 1990 نفذها أشرف البعلوجي ومروان الزايغ حيث قاما بطعن –بالسكاكين- وقتل ثلاثة من الصهاينة الذين كانوا يعملون في مصنع الألمنيوم في مدينة يافا، وقد ألقي القبض على البعلوجي وقد تمكن مروان الزايغ من الوصول إلى قطاع غزة مما أثار حالة من (الهستريا) في صفوف أجهزة الأمن الإسرائيلية التي قامت بحملة اعتقالات واسعة طالت 1500 شخص ممن يشتبه بعلاقتهم بحماس.
    وإلى أن نلتقي في الحلقة القادمة، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    الوليد بن يزيد... المفترى عليه 125-126هـ

    بقلم خالد الخالدي عن فلسطين اون لاين
    تعرض تاريخ الأمويين للتشويه لأنه كتب في عهد خصومهم العباسيين، ولأن كثيراً من الرواة والمؤرخين الذين تناولوا تاريخهم كانوا من شيعة العراق المعادين للأمويين، لكن أكثرهم تعرضاً للظلم والتشويه كان الوليد بن يزيد بن عبد الملك، إذ ظُلم وشُوِّه قبل أن يلي الخلافة، وعندما تولاها، وبعد أن تولاها، ونالت منه ألسنة ذوي القربى ثم سيوفهم قبل أن تناله ألسنة وأقلام الرواة المعادين للأمويين، وما زال يُظلم إلى يومنا هذا، إذ يَعُدُّه كثير من الكتاب المعاصرين رمزاً للفسق والفساد، معتمدين في ذلك على الروايات التي أشيعت عنه في حياته، وامتلأت بها كتب التاريخ، فاتهموه بالفسق والفجور والعكوف على شرب الخمر، وأنه همَّ بشرب الخمر فوق سطح الكعبة عندما أمَّره عمه الخليفة هشام على الحج سنة 119هـ، وأنه أهان المصحف الشريف ومزقه، لأنه فتحه ليقرأ فيه فكانت أول آية طالعته هي قوله تعالى:{ واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد، من ورائه جهنم، ويسقى من ماء صديد}، فنصب المصحف، وجعله غرضاً للنشاب، وأقبل يرميه وهو يقول:
    أتُوعِدُ كلَّ جبارٍ عنيدِ : فهأنذا جبارٌ عنيدُ
    إذا جئتَ ربك يوم حشرٍ : فقل يا ربِّ مزقني الوليدُ.
    والمدقق في سيرة الوليد يكتشف أنه بريء من كل التهم والطعون التي وُجِّهت إليه، وسوف أوضح ذلك من خلال النقاط التالية:
    1- بدأت حملة التشهير بالوليد أثناء خلافة عمه هشام، ومصدر هذه الحملة أبناء عمه الذين أرادوا إقناع الناس بإبعاد الوليد عن ولاية العهد، ليخلفوا أباهم بدلاً من الوليد الذي كان ولياً للعهد.
    2- حاول هشام إقناع الوليد بالتنازل عن ولاية العهد لأحد أبنائه لكنه رفض، فحصلت بينهما وحشة، ولو كان الوليد فاسقاً زنديقاً كما صورته الشائعات المنتشرة لما تردد هشام في عزله، ولوجدها فرصة لتعيين أحد أبنائه ولياً للعهد، ولما وجد معارضة من أحد.
    3- لو كانت هذه الاتهامات صحيحة لما رضي هشام المشهور بتقواه ونزاهته أن يصبح خليفة المسلمين بعده فاسقاً زنديقاً، ولما سكتت الأمة على ذلك.
    4- أثنى عليه ابن كثير فقال في كتابه البداية والنهاية:" ثم إن الوليد سار في الناس سيرة حسنة بادي الرأي، وأمر بإعطاء الزمنى والمجذومين والعميان لكل إنسان خادماً، وأخرج من بيت المال الطيب والتحف لعيالات المسلمين، وزاد في أعطيات الناس، ولاسيما أهل الشام والوفود، وكان كريماً ممدحاً شاعراً مُجيداً لا يُسألُ شيئاً قط فيقول لا".
    5- أنصفه ابن الأثير فقال:" وقد نزه قومٌ الوليد مما قيل فيه، وأنكروه ونفوه عنه، وقالوا: إنه قيل فيه، وأُلصق به، وليس بصحيح". ولا شك أن هؤلاء القوم هم من عرفوا الوليد عن قرب، ولم تؤثر فيهم الشائعات، مثلما أثرت في غيرهم ممن سمعوا عنه دون أن يعرفوه، وشهادة من عرف أصدق وأقوى من شهادة من سمع.
    6- روى المدائني أن ابناً للغمر بن يزيد دخل على هارون الرشيد، فقال له:ممن أنت؟ فقال من قريش، فقال: من أيها؟ فأمسك، فقال: قل وأنت آمن، فقال: أنا ابن الغمر بن يزيد، فقال: رحم الله عمك الوليد، ولعن يزيد الناقص-قاتل الوليد-، فإنه قتل خليفة مجمعاً عليه! ارفع حوائجك فرفعها فقضاها. إن ترحم الرشيد على الوليد ولعن قاتله دليل على أنه دقق فيما أشيع عنه، واكتشف أنه بريء مظلوم.
    7- وفي رواية أخرى قال شبيب بن شبة:" كنا جلوساً عند المهدي- الخليفة العباسي- فذكروا الوليد، فقال المهدي: كان زنديقاً، فقام أبو علاثة الفقيه فقال: "يا أمير المؤمنين إن الله أعدل من أن يولي خلافة الأمة زنديقاً، لقد أخبرني من كان يشهده... بمروءة في طهارته وصلاته، فقال المهدي: بارك الله عليك يا أبا علاثة، وإنما كان الرجل محسوداً في خلاله، ومزاحماً بكبار عشيرة بيته من بني عمومته".
    8- روى الطبري وابن الأثير وابن كثير أنه لما أحاط أتباع يزيد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل أن يقتلوه:" دنا الوليد من الباب، فقال: أما فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة: كلمني، فقال له من أنت؟ قال: أنا يزيد بن عنبسة السكسكي، فقال: يا أخا السكاسك، ألم أزد في أعطياتكم؟ ألم أرفع المؤن عنكم؟(الضرائب)، ألم أعطِ فقراءكم؟ ألم أخدم زمناكم؟ فقال: إنا لم ننقم عليك في أنفسنا، ولكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله، وشرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله، فقال: حسبك يا أخا السكاسك، فلعمري لقد أكثرت وأغرقت، وإن فيما أُحل لي لسعة مما ذكرت. ورجع إلى الدار، وقال: يوم كيوم عثمان، ونشر المصحف يقرأ. " ثم قتلوه، وكان آخر كلامه قبل أن يُقتل:" أما والله لئن قتلتموني لا يُرتقُ فتقكم، ولا يُلمُّ شعثكم، ولا تجتمع كلمتكم".
    ومن الواضح أن عنبسة وغيره من المحاصرين كانوا متأثرين بالشائعات التي نشرت عنه، لكن الفاسق الزنديق لا يقابل الموت بهذه السكينة، ولا يتوجه إلى كتاب الله ليقرأه، ولا يلهم إلى هذه الخاتمة الحسنة. وصدق ما توقعه الوليد، فتمزقت بعد قتله مظلوماً دولة الأمويين وسقطت، وتعرض معظم الأمويين للقتل على يد العباسيين. فهل من معتبر؟!!

    التغريد خارج السرب

    بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين
    التقدم خطوات نحو الوحدة والمصالحة الداخلية هو العبرة الأهم من الاحتفالات الحمساوية في الضفة والفتحاوية في قطاع غزة، كثرة العدد دليل على التأييد وكذلك على هامش الحرية المتاح للطرف الآخر، ولا يجب استثماره _ بعد مضاعفته مرات _ فيما يعيدنا إلى مربع الانقسام والمناكفات.
    البعض تجاوز المعقول بل والمشروع في استخلاص العبر من مهرجان انطلاقة فتح في قطاع غزة، ونحن لا نعلق على ما يقوله الصبية والشباب غير المسئول في مواقع الانترنت ولكننا نتوقف عند ما تنشره صحف فلسطينية رسمية من أخبار وآراء مثل ما فعلت صحيفة الحياة الجديدة.
    كتب المدعو عادل عبد الرحمن في الصحيفة المذكورة مقالا بعنوان" ها هي غزة"، وقد ختم مقاله بجملة لا ادري إلى أي حد تجاوز بها شرع الله، حيث يقول: " كأن الله جل جلاله استبدل رايته بالأمس بالراية الصفراء لينصر الوطنية الفلسطينية وحركة فتح"، تلك هرطقة غير مفهومة وما ينبغي لمسلم أن يقول مثل ذلك القول أو يسمح بنشره بأي وسيلة إعلامية كانت, وكذلك سنترك الحكم على ذلك القول لأهل العلم الشرعي.
    "الكاتب" عادل ذكر الوحدة الوطنية في مقاله وذلك شيء لا يجب إغفاله ولكنه افسد حديثه عن الوحدة بذكر " الانقلاب" و" الإمارة"، وأمثاله لا يمكنهم التخلي عن الخطاب التوتيري أو التماهي مع تطلعات الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني بكافة فصائله ينشد الوحدة الوطنية ويعمل على طي صفحة أساءت لتاريخنا المشرف.
    لقد نجحت حكومتا غزة ورام الله في احد اختبارات " إطلاق الحريات"، ولم يحدث أي مكروه بفضل الله، ولذلك نتمنى المزيد من الحريات ونطالب الحكومتين قبل الوصول إلى حكومة الوحدة أو الحكومة الواحدة السماح للصحف الفلسطينية بالعبور إلى الضفة وغزة دون قيود أو عراقيل مع تأكيدنا على ضرورة التزام الصحف بالخطاب الوحدوي والابتعاد عن التوتير الإعلامي والتحريض ضد الآخر، ونحن لا نبرئ أي صحيفة فلسطينية سواء في الضفة أو غزة من ذلك الذنب.
    في الختام نتقدم إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بالتهنئة بانطلاقتها الـ 48 ونتمنى عليها التمسك بالثوابت التي انطلقت منها ومراجعة اتفاقياتها وخاصة اتفاقية " أوسلو" مع العدو الصهيوني بعد فشل مسار السلام مع المحتل الغاصب.

    "فتح" أمس و"فتح" اليوم

    بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين اون لاين
    وإن كان الحشد الجماهيري في ساحة السرايا يشير إلى حجم التأييد الشعبي لحركة فتح، فإن الأجواء الإيجابية للمصالحة الفلسطينية قد شجعت على هذا الحشد. وإن كان حجم المشاركة الشعبية في ساحة السرايا مدهشاً لمن يقيمون خارج قطاع غزة، فإن تدافع مئات آلاف الشباب إلى مكان الاحتفال ليس غريباً على سكان قطاع غزة، الذين يجدون فرصة للتعبير عن النفس التواقة للحرية من خلال المناسبات الوطنية.
    إن من يدقق في تسلسل الأحداث على أرض السرايا في ذكرى 48 لانطلاقة حركة فتح ليكتشف الإحساس العالي بالوطنية لدى سكان قطاع غزة، وليكتشف أن تحرير فلسطين هو باعث حراك مئات آلاف الفلسطينيين الذي احتشدوا في ساحة السرايا، وليكتشف أن أغاني الثورة الفلسطينية القديمة بما لها من مخزون تراثي يحض على المقاومة، قد حاكت وجدان الشباب والصبايا، وليكتشف أن شهوة المقاومة المسلحة للعدو الصهيوني لما تزل نقطة التقاء الأماني، وليكتشف أن فلسطين الأمل والحلم هي محط أنظار وتطلعات الجميع.
    إن دليلي على ما سبق هو استمرار تواجد مئات آلاف الشباب في ساحة السرايا رغم العراك بالأيدي، ورغم التطاحن الناجم عن المشاحنات الحدية والجدية داخل التنظيم الواحد، ورغم اختفاء منظمي الحفل، وتقطع وسائط الاتصال، ورغم الفوضى والارتباك الذي عم، ورغم الخاتمة الضبابية التي لم يتمناها منظمو مهرجان الانطلاقة 48 لحركة فتح. رغم كل ذلك، ظلت الجماهير تنتظر في ساحة السرايا حتى المساء، ولسان حالها يقول: تهمنا المناسبة الوطنية أكثر من اهتمامنا بالشخصيات التي ستعتلي مسرح المناسبة.
    القاسم المشترك الذي التقت عليه جماهير غزة في ساحة السرايا هو حب فلسطين، ورفض مشاريع التصفية، ولاسيما أن الشعارات الوطنية قد سيطرت على المشهد، وترددت في الآفاق المقولات الحماسية القديمة لحركة فتح، مما اسهم في تداعي الذاكرة الجماعية، واستحضار أيام العمليات العسكرية لحركة فتح، وزغاريد السلاح، والثوابت الوطنية التي أعادت الجميع إلى الجذور التي انطلقت منها أجلها الثورة الفلسطينية، وهذا ما تداركه محمود عباس في كلمته المكتوبة، حين قال: إن فتح الأمس هي فتح اليوم.
    أن تكون فتح اليوم هي فتح الأمس، فهذا ما تتمناه الجماهير الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، ولكن الممارسة السياسية لقيادة فتح اليوم تؤكد أنها تختلف كلياً عن أحلام وأماني قيادة فتح الأمس، وما جرى من اشتباك حول منصة الاحتفال ليؤكد أن الجماهير الفلسطينية بحاجة إلى قيادة فلسطينية ترتقي إلى مستوى إحساسها الوطني، وتمثل بصدق انتمائها لكل فلسطين، قيادة تجاري استعداد الشباب الفلسطيني غير المحدود للتضحية والعطاء.

    فتح وانطلاقتها .. رؤية من الداخل

    بقلم أيمن أبو ناهية عن فلسطين اون لاين
    لأول مرة منذ 5 سنوات احتفلت حركة التحرير الوطني - فتح بذكرى انطلاقتها الثامنة والأربعين في ساحة "السرايا" وسط مدينة غزة تماشيًا مع احتفالاتها في الضفة، بحشود جماهيرية غفيرة، تعبيرا عن فرحتها بعودة الحركة إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الخلافات السياسية والانقسام، الذي قوبل بترحيب كبير من حركة المقاومة الإسلامية – حماس والحكومة في غزة، اللتين لم تدخرا أي جهد في إنجاح مهرجان انطلاقة حركة فتح وقد شاركتها انطلاقتها وفرحتها.
    ورغم كل التسهيلات والحريات المطلقة التي منحتها إياها حركة وحكومة حماس لإنجاح انطلاقتها، إلا أن عاصفة التخريب للمهرجان جاءتها من حيث لا تحتسب، كي تعكر فرحتها وتفسد عليها عرسها، وقد أحدثت إرباكًا وتشويشًا بين صفوف المحتشدين مما أدى إلى إلغاء باقي فقرات المهرجان خشية من تفاقم المشاكل وازدياد عدد الإصابات.
    إن المشكلة ليست في المحتشدين للمهرجان بل المشكلة في الحركة ذاتها، كيف لا وحركة فتح تعاني ليس اليوم بل منذ سنين من انقسامات في صفوفها ومن تيارات تبدو منشقة عنها أثرت في شعبيتها، وقسمت مؤيديها وعملها ووضعها ومستقبلها، ومن المحتمل أن يؤدي إلى توسيع رقعة الانقسامات في الحركة على مستوى الجماهير والقيادات والمسؤولين وعلى التنظيم برمته، وهذا الشيء ليس أمرًا بسيطًا وفي غاية الخطر، رغم تقليل بعض قيادات الحركة من مخاطره، لربما عن جهل للأمور أو عدم تقدير دقيق لمخاطره المستقبلية "غير البعيدة"، إلا أن خطورة وحدَّة هذه الانقسامات وتداعياتها ستظهر أكثر فأكثر في الأيام القادمة على السطح، وستؤثر عاجلا أم آجلا ليس على مستوى حركة فتح فقط، بل على مستوى القضية الفلسطينية ككل.
    وحتى أكون أكثر صراحة، فلا أحد يستطيع تجاهل حركة فتح وشعبيتها، ولا أحد يستطيع إنكار مسيرتها النضالية والوطنية وتبنيها في انطلاقاتها الأولى "الكفاح المسلح" لتحرير فلسطين، وكانت آنذاك حركة فتح بعظمتها وشموخها ووحدتها وقوتها كالجبل الراسخ لا يتصدع ولا يهزه ريح، لكنها في الثلاثة عقود الأخيرة صبغت انطلاقتها بطابع آخر، وهذا ما أخذها إلى طريق الانقسام والخلاف وربما الانشقاق، الذي بدأ منذ أن تخلت عن مبادئ انطلاقتها الأولى قبل نصف قرن، ومنذ ذلك الحين تعيش الحركة انشقاقات وانقسامات عديدة ومتنوعة، كانت ذروتها بعد خروجها من الأردن، ولبنان، وأيضا لم يرسِ مركبها في تونس إلى بر الأمان بفعل الخلافات، عندما ذهبت منفردة إلى أوسلو في عام 1993، وكان فشلها في عملية السلام دلالة واضحة لخسارتها في الانتخابات الفلسطينية في عام 2006، وكما كانت الخلافات الداخلية فيها والنزاع على السلطة سبب رئيس في ذلك، كما هو أيضا سبب أساسي في حدوث الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ومن ثم سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.
    إن خروج حركة فتح عن إطار برنامج الوحدة الوطنية المقاوم واستبداله بمشروع أسلو، قد ألبسها قناع الغرور، وجعلها تنفرد بكل المؤسسات العامة، بهيمنتها على منظمة التحرير، والمجلس الوطني، والتشريعي، والحكومة والسلطة، الأمر الذي جعلها عرضة للطامعين وقوى شوكة المفسدين من داخلها، الذين يريدون تقسيم الكعكة بل حصولهم عليها كاملة ولو بعد حين. فالنزاع على السلطة في حركة فتح يؤثر تأثيرا مباشرا على تناميها ويهدد مستقبلها، الأمر الذي سيزيد من هشاشة وضعف الحركة.
    وإذا ما نظرنا بتمعن في تيارات الحركة، وإن كانت بعضها في الوقت الحالي تخفي نواياها وما تسره في نفسها من ضغينة وحقد على الطرف الآخر، إلا أن البعض الآخر لا يبالي بإظهار نفسه ويثبت وجوده وتقدمه على الطرف الآخر، بإحراز إنجازات لصالحه ووفق مصالحه الخاصة بأي ثمن في سبيل سحب البساط من تحت أقدام الآخرين حتى لا يشاركوه في الكعكة، نجدها تتمثل في ثلاثة تيارات رئيسة تتنافس فيما بينها على قيادة الحركة والسلطة وهي: التيار الأول يتزعمه عباس، والتيار الثاني المعادي للأول يقوده دحلان.
    أما التيار الثالث فيتزعمه الأسير مروان البرغوثي الذي ينأى بنفسه عن الصراعات الفتحاوية الداخلية، حفاظا على شعبيته ومستقبله السياسي، وقد سبق وأن تم الإشارة إليه لترؤس الحركة والسلطة بدلًا من عباس، وهو بذلك سيكون الأوفر حظاً، وبالتالي قد تضطر "إسرائيل" للإفراج عنه في حال حدوث فراغ في الرئاسة الفلسطينية.
    لكن السؤال المهم بالنسبة للقضية الفلسطينية وهو: مَن من هؤلاء في نيته الحقيقية حل عقدة الانقسام ويحقق المصالحة والوحدة الوطنية؟ ولو أن جميعهم يتشابهون في الأقوال، وحتى أن بعضهم يحمل الآخر مسؤولية تعطيل المصالحة، لكن ما يهمنا كشعب فلسطيني الأفعال وليس الأقوال.

    قيادة حماس على أعتاب 2013م...مهام و مخاطر..!!

    بقلم عماد عفانة عن فلسطين الان
    والعالم على عتبة الدخول في عام جديد عام 2013م بكل ما سيحمله للبشرية من آمال وآلام، من تقدم أو تأخر، من حروب أو سلام، من علوم أو اكتشافات، من تحقيق أمنيات وولادة أخرى، من ولوج مستقبل يلفه الغموض أو الدلف نحو نور في نهاية نفق مستقبل كل منا أفرادا أو جماعات، أحزابا أو دول، يحق لنا أن نستقرئ الأحداث عمن نحب، محيطه وأحواله متوقعين مستقبله يحثنا الأمل وتحذونا البشريات.
    وهنا نتحدث في آخر أيام هذا العام عن رأس حربة المقاومة في فلسطين، هذه الحركة التي ها هي تطوي آخر صفحة من كتاب هذا العام بانتصار مجلجل في سماء أمجاد شعبنا المجاهد والمرابط، وبإقبال محمود على المصافحة والمصالحة ولم شمل صفنا فتسهل احتفال فتح بانطلاقتها وتعفوا عمّن أجرم من أبناء فتح وتسمح للفارين منهم بالعودة وتتقدم بخطوات واسعة تجاه المسامحة وجلاء الصدور الغاضبة.
    ها هي حماس تصل الليل بالنهار كي تصنع أقداماً من أسنة البنادق ورؤوس الصواريخ لتنهض المقاومة في الضفة المحتلة وتأخذ دورها المحتوم في خوض معركة التحرير التي تبدأ من هناك وتنتهي في باحات الأقصى إن شاء الله.
    ها هي حماس وعلى أعتاب عام جديد تعمل على استكمال انتخاباتها الداخلية الدورية والعادية لدورة السنوات الأربع القادمة، لاختيار قائد جديد أو التجديد لقائد مجلل بالانتصار والفخار، في خضم أيام حبلى بالأحداث الجسام، سواء على صعيد المحيط العربي المدجج بالربيع العربي كما بقلاقل المخاطر والفتن.
    أو على الصعيد الإقليمي المرشح لإفراز صدامات عسكرية بناء على الإصطفافات التي ولدها الربيع العربي، أو على الصعيد الصهيوني الذي كلما تعاظم وانتفش ريشه قلمتها المقاومة رغم الضعف الذي يعتري أعداؤه الكبار المفترضين مثل مصر وسوريا.
    هذه الأحداث الجسام وعلى أعتاب العام الجديد تتطلب قيادة قوية لحماس المقاومة قادرة على تحمل تبعات ومخاطر الأحداث القادمة وما يستلزمه ذلك من اتخاذ قرارات صعبة وحساسة ومتوازنة لكنها في ذات الوقت حاسمة.
    لا شك أن الانتخابات الداخلية لحركة حماس أفرزت قيادة قوية وكانت على قدر المرحلة خصوصا بعد خروجها منتصرة من جولة حجارة السجيل، ونأمل أن تواصل هذه القيادة هذا الاقتدار لتكون على قدر التحدي لما هو آت ..
    وعلى قيادة حماس في العام الجديد الإجابة عملياً على العديد من التساؤلات وعلى أكثر من صعيد ومستوى ..
    أولاً/ على صعيد التنظيم الداخلي:
    وهو التحدي الأول الذي سيبقى يواجه القيادة الجديدة لجهة:
    o أولاً مواصلة تعزيز وحدة الصف وتعظيم صفوف التنظيم عبر زيادة القدرة على الاستيعاب الكمي والكيفي والنوعي بمزيد من التجويد والإتقان.
    o وثانياً تكثيف محاولات تنمية وتطوير قدرات التنظيم وأبنائه قادة وكوادر وأفراد.
    o وثالثاً التوسع في تنمية الموارد الاقتصادية للتنظيم لسد الاحتياجات المتزايدة لتعاظمه المتزايد وحاجاته المتعاظمة.
    o ورابعاً مواصلة مشوار تعظيم وتوسع جناحها العسكري ورفده بأجيال جديدة من الكفاءات العلمية والعملية وتجديد دماء قادة ألويته وكتائبه وفصائله وما دونها والتخلص من حالات التكلس التي تشهدها بعض هذه المواقع القيادية، ورفع قدرة جناحها العسكري على استيعاب والقدرة على استخدام أسلحة أكثر تطورا وحداثة لمواجهة التفوق النوعي للعدو الصهيوني.
    والعمل على التزود بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة القادرة على الوصول إلى كل بقعة في فلسطين المحتلة تحسبا لأي أعمال عدوانية جديدة أو تصرفات صهيونية جنونية قد تسبق الطوفان الذي سيغرق هذا الكيان ويزيله من الوجود...
    o وخامساً رفع كفاءة التنظيم بشكل كلي ومؤسسي من حيث القدرة على نظم القدرات المتنوعة التي تزخر بها صفوف أبناء التنظيم ضمن خطة أكثر قوة وقدرة وشمولا وضمن تشكيلات وتجمعات إبداعية وغير تقليدية وصولا إلى جعل الثقافة والوعي الديني والسياسي والوطني التي يتمتع بها أبناء التنظيم ثقافة عامة لكافة شرائح المجتمع، وغيرها من التحديات.
    كما لجهة استثمار كل هذه الطاقات وهذا التنوع العلمي والثقافي لأبناء التنظيم عبر سياسة أكثر انفتاحا في بناء المؤسسات بشكل هرمي أكثر انضباطا ومهنية، وتوزيع المهام والمسؤوليات وجعل المشاركة في المسؤولية وحمل الأعباء استراتيجية اكثر منها اجتهادا أو مزاجية.
    o وسادساً رفع قيمة النزاهة والشفافية وطهارة اليد ونزاهة الأداء عبر منح مزيد من الصلاحيات للمؤسسات الرقابية لجعلها أكثر قدرة وأهلية على المحاسبة والمكاشفة وتجويد الأداء والقضاء على التسيب والترهل في مؤسسات الحركة إن وجد.
    ثانياً/ على الصعيد الفلسطيني:
    وتواجه قيادة حماس في هذا المجال:
    o أولاً اختبار إتمام فصول المصالحة الداخلية وتحقيق الحلم الفلسطيني بالتوحد في ميدان المقاومة لهذا الاحتلال الذي يتنكر لكل شيء حتى لعباس وسلطته وكل ما بينهما من اتفاقات.
    o وثانياً مواجهة التبعات الخطيرة والمصيرية لإعلان عباس الإفلاس السياسي وفشل كل خياراته التفاوضية في رسالته التي وجهها إلى نتنياهو والتي هدد فيها بإعادة المسؤولية للاحتلال الصهيوني عن الضفة المحتلة بكل ما يحمله كل ذلك من مخاطر ومسؤوليات عن الشعب والوطن أولا ولسد الفراغ الذي سيولده غياب السلطة كمظلة سياسية شرعية ثانيا.
    o وثالثاً العمل على توحيد مختلف فصائل العمل الوطني والإسلامي على القواسم المشتركة لأهداف الشعب الفلسطيني تخفيفا لحدة مظاهر الانقسام وجمعا للصفوف في وجه العدو ومخططاته، الأمر الذي يستلزم من حماس العمل على بناء تعاقد اجتماعي جديد مختلف عن العقد الاجتماعي الذي بلي واثبت فشله منذ إقامة م.ت.ف حتى الآن، بما في ذلك إعادة النظر في أساليب وأشكال فرز النخب الحاكمة أو المسيرة لشؤون شعبنا الفلسطيني في ظل الاحتلال والحصار.
    o ورابعاً العمل على تصويب الأداء لحكومة غزة لجهة التخلص من كل أشكال العبء الإداري والمالي على الحكومة وضبط دوائر خدمات الجمهور في كافة الوزارات لجعلها أكثر كفاءة ونزاهة وقدرة على الانجاز وخدمة الناس وتحقيق الوعود والبرامج والخطط الحكومية .
    o وخامساً مواصلة مشوار الوفاء لجماهير شعبنا عبر استكمال العمل على توحيد مختلف أجنحة فصائل المقاومة تحت مظلة واحدة جامعة ذات إستراتيجية واضحة وتكتيكات متناغمة قادرة على التصدي لمخططات العدو برد العدوان وتوجيه الضربات المؤلمة له وتحقيق آمال شعبنا بالحرية والتحرر من الأغلال، الأمر الذي يتطلب جهدا مضاعفا لإحياء وتفعيل المقاومة في الضفة والقدس المحتلة كجبهة حقيقية لمواجهة الاحتلال.
    o وسادساً العمل على اعتماد سياسة أكثر براغماتية وانفتاحية على الكل الفلسطيني فصائل وأحزاب وشعب فلسطيني في الداخل والخارج وخاصة في المنافي والشتات "على أساس خيارات فلسطينية وطنية متجددة عمادها البرنامج الوطني الائتلافي الحقيقي والسعي لإشراك الجميع في قيادة العمل الوطني الفلسطيني، وكسر حالات الهيمنة والتفرد لأي لون سياسي لصالح برنامج الإجماع الوطني" لجهة توحيد كافة طاقات شعبنا في سبيل تحقيق أهدافه وغاياته بالحرية والعودة والاستقلال.
    ثالثاً/ على الصعيد العربي:
    والتحديات على هذا الصعيد تأتي في بعدها الاستراتيجي بكل ما تحمله من ايجابيات وسلبيات.
    فعلى صعيد دول الربيع العربي والتي أيدتها حماس بقوة بعد نجاح الربيع فيها بإزاحة أنظمتها الاستبدادية لصالح أنظمة أخرى تميل في غالبها إلى الاتجاه الإسلامي، فالآمال المعقودة على هذا الربيع العربي تحمل في باطنها جملة من المخاطر ليس أقلها :
    - أن تعمل القوى الاستعمارية على إبقاء هذه الدول وعلى رأسها مصر في حالة من الضعف والانكفاء على همها الداخلي بما تزرعه من فتن وخلافات سواء سياسية أو أزمات اقتصادية أو حتى فلتان أمني..الخ
    ووضع ليبيا عنا ليس ببعيد فرغم أنها ليست دولة مواجهة وتعتبر من دول الأطراف فهي مهددة بالتقسيم عبر إعلان بعض الأقاليم الاستقلال ضمن نظام فدرالي الأمر الذي يعززه انتشار السلاح وبشكل كبير مع مختلف القبائل.
    والأمر ينطبق على تونس ولكن بشكل مختلف فالدولة ضعيفة سياسيا نظرا للصراع الخفي بين الإسلاميين والموروث العلماني واليساري الطويل، ونظرا لمحدودية موارد الدولة ما يضعف تأثيرها السياسي.
    أما اليمن والتي ما زالت ورغم الثورة فيها تعتبر محمية خليجية أو بالأحرى سعودية وتغيير النظام فيها معقد وتأثيراته على القضية الفلسطينية ستبقى في المدى المنظور ضعيفة.
    الأمر الذي يفرض على عاتق قيادة حركة حماس الجديدة تحديات كبيرة لجهة بذل مزيد من الجهود لمضاعفة تجنيد التأييد والدعم والإسناد الحكومي والشعبي وصولا إلى النجاح في تجييش الأمة باتجاه القضية الفلسطينية وتوحيد بوصلة جميع الأحرار عربيا وعالميا باتجاه القدس مدينة السلام.
    رابعاً/على الصعيد الصهيوني:
    وهو أخطر الصعد وأعقدها، والتحدي هنا على شقين، الشق الأول يتعلق بتوفير القدرة على رد العدوان وإفشال المخططات والسيناريوهات للاستفراد بالفلسطينيين وقضيتنا العادلة.
    والشق الثاني يتعلق بتعظيم زخم أجواء المناصرة والتأييد التي تحظى بها القضية والشعب الفلسطيني في مختلف المحافل وبين شعوب ودول العالم، وزيادة العزلة التي بات يعانيها كيان العدو.
    وذلك من خلال زيادة الجهود لنزع الشرعية عن هذا الكيان المفضية إلى إضعاف مكانته السياسية والحد من قدرته ككيان ومن قدرة قادته على التحرك بحرية في مختلف أنحاء العالم ومحافل صنع القرار فيه، وذلك من خلال تثبيت صورة كيان العدو ككيان يتبع سياسة الفصل العنصري، والتركيز بشكل موسع قانونيا على جرائم الحرب التي يرتكبها كيان العدو والتوسع في وصفها بأنها جرائم ضد الإنسانية، كي يصبح كيان العدو عبارة عن كيان منبوذ، وهو ما يفضي إلى عزلته المطلقة في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة والأكاديمية والفن وغيرها، ولا يكون ذلك إلا بتخطيط ومأسسة هذا التحرك عبر المحافل القانونية والدولية .
    الأمر الذي سيحد لا محالة من قدرة جيش العدو على التمادي بعدوانه على أي من الجبهات.
    كما يمكن لحركة حماس ومن خلفها كل قوى المقاومة العالم العمل على الإستقواء بأجواء الربيع العربي من جانب، وانهيار ما يسمى بمسيرة السلام العربية تجاه العدو من جانب آخر، ومن جانب ثالث ضعف الولايات المتحدة الشديد وتراجع نفوذها في العالم لجهة فرض مزيد من العزلة ونزع الشرعية عن الكيان للوصول بالعالم إلى القناعة بضرورة زوال هذا الكيان السرطاني لأنه بات يشكل عبئا كبيرا وتهديدا لمصالح الغرب، هذا عدا عن الجانب السياسي والفكري والثقافي.
    عام يمضي وعام يقبل والأعمال لا تنتهي ولا تنقضي، والقضية الفلسطينية بحاجة لمزيد من الجهود والتجويد، وشعبنا بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتوحيد الجهود كافة تحت مظلة جامعة تأخذ بيديه نحو النصر والتمكين.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 236
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:11 PM
  2. اقلام واراء حماس 230
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:04 PM
  3. اقلام واراء حماس 229
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:03 PM
  4. اقلام واراء حماس 227
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 12:54 PM
  5. اقلام واراء حماس 226
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 12:53 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •