النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 245

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء حماس 245

    17/1/2013


    أقلام وآراء حماس (245)

    لماذا لا تحاور حماس "اسرائيل"؟
    د. إبراهيم الحمامي
    صوت الاقصى
    مَنْ خلف الدخان؟!
    يوسف رزقة
    المركز الفلسطيني للاعلام
    لا مساس برواتب الموظفين
    مصطفى الصواف
    صوت الاقصى
    الجذور القبلية لرفض نتائج الانتخابات الديمقراطية
    عبد الستار قاسم
    صوت الاقصى
    لماذا يتوجب على الفلسطينيين التوحد على المقاومة الشعبية ؟
    منير شفيق
    صوت الاقصى
    باب الشمس، هل تجفّف مستنقعات الاستيطان؟!
    لمى خاطر
    فلسطين الان
    إشاعات تستهدف المقاومة ووحدة الصف
    د.عصام شاور
    فلسطين اون لاين
    فعاليات وطنية صادقة ولكنها مبتورة
    عصام شاور
    صوت الاقصى







    لماذا لا تحاور حماس "اسرائيل"؟

    د. إبراهيم الحمامي
    صوت الاقصى

    لا تستغربوا السؤال ...
    اقرأوا حتى النهاية لتجدوا سبب السؤال لا الإجابة عليه!!
    ارتفعت وتيرة وحرارة التصريحات "الحمساوية" المعترضة والمستنكرة والرافضة لما رشح من تسريبات عن طلب عبّاس الواضح و"الكريستالي" ب "حل الميليشيات المسلحة" وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، وكذلك رفضه التام والمطلق لدمجها في الأجهزة الأمنية في غزة - الحديث ليس عن الضفة الغربية – لسبب بسيط أن "اسرائيل" ستعتبر الأجهزة الأمنية "معادية" في حال قبلت أي ضابط أو عنصر من "الارهابيين" في صفوفها.

    بصراحة استغرب ومن ناحيتي الشخصية استنكر وأشجب المعارضة والرفض "الحمساوي" لهذا الموقف إن جاز التعبير، أي استخدام ذات اللغة: رفض استنكار شجب وإدانة!

    عبّاس واضح ولا يوارب ويعتبر المقاومة:

    • سخيفة

    • عبثية

    • حقيرة

    • ارهاب

    • جلبت الكوارث

    وأعلن أكثر من مرة وبوضوح شديد أنه ضد:

    • انتفاضة ثالثة

    • العمل المسلح

    • المقاومة العسكرية

    • أي شيء وكل شي إلا المفاوضات

    عبّاس يعتبرأن المصلحة الوطنية تقتضي:

    • التنسيق الأمني

    • تجفيف منابع الارهاب

    • استئصال الارهاب

    • التنسيق الاستخباراتي

    • التعاون في التحقيق وسياسات الباب الدوار

    • ضرب البنية التحتية للارهاب

    • منع التظاهرات ضد الاحتلال بحجة منع الاحتكاك

    • حماية وتأمين وتسليم "المستوطنين من الذين ضلوا طريقهم"

    • غض الطرف عن جرائم قطعان المستوطنين الهمج وعربدتهم في الضفة الغربية

    • الانسحاب أمام أي عملية توغل أو اجتياح "اسرائيلية"

    • منع إطلاق النار وبالمطلق على أي "اسرائيلي" عسكري أو مدني

    حتى وإن كانت ترجمة ذلك اعتقال وتعذيب وقتل من لا يريدهم الاحتلال، على اعتبار أن أي مقاومة أو اي عمل ضد الاحتلال بأي شكل هو ارهاب!

    بعبارة أكثر بساطة، هذا هو عبّاس وهذا هو دوره الذي يمارسه ، لم يتغير ولم يتبدل.

    ومن هنا نسأل وبوضوح أيضاً:

    • لماذا تستغرب حماس مطلب أو شرط عبّاس القديم الجديد؟

    • وهل تصورت للحظة أن عبّاس تحرر من وظيفته لدى الاحتلال؟

    • أو ظنت أنه أصبح وطنياً فجأة؟

    • ألم تلدغ حماس من عباس مرات ومرات قبل اليوم، ومع ذلك استمرت في طريق وعملية الحوار بلا نهاية؟

    • ألم نحذر مراراً وتكراراً أن عبّاس يستخدم الحوار فقط للخروج من مأزقه ولتحسين وضعه التفاوضي، وبأن حماس من تمنحه ذلك؟

    • أليس هذا المطلب تحديداً الخاص بالأجهزة الأمنية و"الميليشيات" هو ذاته ما عرضه ماجد فرج في دمشق في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2010؟

    • أليست حماس هي التي أعطت عبّاس الشرعية والغطاء مرة تلو الأخرى على أمل تحقيق المصالحة؟

    • ألم ترحب حماس وتبارك خطوة كارثية لعبّاس فقط ل"تطرية" الأجواء عند توجهه للحصول على دولة "مخصية" مقابل التنازل وبيع فلسطين التاريخية وحق العودة ومنظة التحرير؟

    •كيف يمكن لعبّاس - هكذا حاف بدون أي صفة - أن يكون يوماً خائن ومتنازل عن حق العودة – في 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 – ثم يصبح فجأة وبعدها بأيام "الأخ الرئيس أبو مازن حفظه الله"؟

    •كيف تقبل حماس أن تحاور عبّاس بصفته "رئيسا" وليس بصفته قائداً لفصيل آخر، الحوار أساساً بين فصيلين وليس بين "سلطة وشرعية" وطرف "متمرد"

    •هل تظن حماس للحظة بإمكانية التوصل لأي نوع من أنواع وأشكال المصالحة مع من لا يملك قراره؟

    أنا على يقين بأنهم يدركون ويعلمون وبالتفصيل الاجابات عما سبق، لكن كانت دائماً الحجة والذريعة، أن حماس لا تريد أن تتحمل مسؤولية فشل المصالحة، لا فلسطينياً ولا عربياً، وبأنه لابد من استيعاب الآخر والعيش معه بكل عيوبه.

    عفواً يا سادة، هذا أمر يناقض كل تجارب الشعوب وكل دروس التاريخ!

    • لم يحدث مطلقاً أن مقاومة احتضنت عميل أو خائن لأنه فقط يتكلم ذات اللغة واللهجة أو أنه من أبوين ينتميان لذات البقعة الجغرافية

    • لم يحدث مطلقاً أن سلطة أو حكومة في ظل احتلال كانت سلطة أو حكومة وطنية

    •لم يحدث مطلقاً أن حركة تحرر وطني أصبحت شريكا وذراعاً أمنياًً للمحتل

    •لم يحدث مطلقاً أن منظمة للتحرير أضحت ذراعاً سياسياً للمحتل

    •لم يحدث مطلقاً أن حركة مقاومة تنازلت من أجل حوار مع طرف يعمل لدى الاحتلال

    •لم يحدث مطلقاً أن العميل والخائن هو من يملي الشروط على أي طرف آخر

    •لم يحدث مطلقاً أن سلطة عميلة أعطيت غطاء وشرعية من طرف مقاوم

    هذه هي دروس التاريخ، والدرس الأهم أن الصحابة الأوائل رفعوا سيوفهم وقاتلوا أولادهم وآباهم لأنهم اعتبروا أن المعركة هي بين حق وباطل، فلا مكان لعميل أو خائن أو متواطي في صفوف الشرفاء.

    عندنا يحدث كل ذلك باسم المصالحة والحوار والوحدة الوطنية!

    أما الخوف من تحميلهم مسؤولية الفشل، فبعد كل جولة من جولات الحوار والمصالحة اللانهائية - وصلت 8 اتفاقات حتى اليوم بمعدل اتفاقية كل عام منذ العام 2005 – كانت حماس دائماً تتحمل مسؤولية الفشل، وتكال لها الاتهامات بأنها تراجعت أو انقلبت أو وضعت عراقيل، من خلال آلة إعلامية تنفخ في هذا الاتجاه...

    هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن أن تكون هناك وسائل ترفع الحرج وتعرّي من يمتثل لأوامر المحتل ويعمل وكيلاً له ويتحاور نيابة عنه، ومنها:

    •نقل جلسات الحوار مباشرة على الهواء، وقد فعلت مصر ذلك في جلسات الدستور، ويفعله أبو البرلمانات -البرلمان البريطاني- يومياً وعلى الهواء مباشرة

    •الخروج بتصريح واضح لنتيجة كل جولة وعلى الهواء أيضاً، بدلاً من البيانات المكررة التي لا تعني فعلياً شيء

    •إجراء مناظرات علنية بين الطرفين، معلنة مسبقاً وليست على النشرات الإخبارية ومخصصة فقط لنقاط الحوار المفترض التي نوقشت وما تم التوصل إليه

    •الاعلان للشعب عن المحددات والأساسات للحوار، بمعنى التأكيد على الثوابت التي لا يمكن حتى مناقشتها

    •وجود مراقبين محايدين تماماً في جلسات الحوار

    •المصارحة التامة والشفافية أمام الاعلام والشعب لما يجري

    هذا طبعاً إن قبلنا بمبدأ محاورة وكلاء الاحتلال أصلاً، دون أن يتراجعوا عن مواقفهم التي أقل ما توصف بأنها متواطئة.

    نعود إلى العنوان والسؤال، ولماذا طُرح...

    إن كانت قناعة حماس ما زالت أنه يمكن محاورة عبّاس ورهطه، وبأنه حتى وإن كان يمثل الاحتلال ويأتمر بأوامره وينقل اشتراطاته فمن الممكن التوصل لمصالحة معه...

    حينها نقول:

    اريحونا من وجع الراس والمماطلة تحت مسمى المصالحة...

    اختصروا الطريق...

    اتركوا الذيل وفاوضوا الرأس...

    دعكم من خادم الاحتلال وحاوروا المحتل...

    هذه بتلك ولا فرق، من يفاوض ويحاور عبّاس هو حقيقة وواقعاً يفاوض ويحاور سلطات الاحتلال بطريقة غير مباشرة...

    من الممكن حينها أن نسميها وعلى طريقة كبير المفاوضين: مفاوضات تقريب أو لقاءات استكشافية!!

    هذه بتلك وما الاستمرار بهذا المسلسل الممل إلا ضحك على الذات وحالة من الانكار المستمر لحقيقة المعادلة.

    نقول في هذا المقام ما قاله أكرم النتشة من الضفة الغربية:

    إن كان تحديد مكان مهرجان فتح الشهير بمهرجان –هز الكتف بحنية – قد احتاج شهر من المفاوضات والحوار، فإن ملف المصالحة سينجز بإذن الله بعد يوم القيامة بثلاثة أيام!

    ارحمونا وارحموا أنفسكم...

    أصدقوا أنفسكم وأصدقونا...

    اجهروا بقناعتكم أن المصالحة مع عبّاس ورهطه لا يمكن أن تتم بشكلها وظروفها واملاءاتها واشتراطاتها...

    بقوا البحصة وافقوا هالدمّل...

    نختم بتوضيح ضروري حتى لا يتصيد البعض من الغوغاء والجهلة...

    ما سبق ليس دعوة لمفاوضة أو محاورة المحتل، لكنها دعوة لوقف مسلسل قميء وممل اسمه "حوار ومصالحة"!

    لا نامت أعين الجبناء
    مَنْ خلف الدخان؟!
    يوسف رزقة
    المركز الفلسطيني للاعلام

    لا نار بلا دخان. هكذا يقولون عادة في الظنون. اليقين محجوب أو مغطى. والشك طريق لليقين في العلوم. ولست أدري هل هو طريق إيجابي في السياسة، أم هو سلوك معوق، ومثير. الدخان قرأناه في (القدس العربي). الدخان تبلور في جملة ثقيلة الكثافة تقول إن محمود عباس طلب حلّ كتائب القسام من أجل إتمام المصالحة. الدخان دخان، ولكن رؤية الدخان تثير التساؤلات وتحفز خلايا الشك والتحليل عند المهتمين.

    لماذا قالت القدس العربي وهي جريدة عربية لندنية تعنى عن كثب بالشأن الفلسطيني؟! من سرب لها هذه المعلومة؟! أو ما الذي ألجأها إلى هذا التكهن إن لم يتوفر لها المصدر الموثوق، والمعلومة الحقيقية؟!
    قيادات من حماس نفت وجود المعلومة، ونفت أن يكون عباس قد طرحها على وفد حماس في القاهرة! ربما الذي سرب المعلومة للمصدر الإعلامي ثم للقدس العربي شخص آخر يُعبرّ عن أمنية له، أو يُعبر عن أمنية محمود عباس باعتباره لا يؤمن بالكفاح المسلح، ويرى أن انتفاضة الأقصى أضرت بالقضية الفلسطينية ضرراً بالغاً.

    رؤية الدخان تتطلب من رجال الإطفاء البحث عن النار لإطفائها، والنار التي تقف في خلفية هذا الخبر هي النار التي تزيد إحباط المصالحة أو تأجيلها انتظارا لظروف سياسية تتبلور في المنطقة كالانتخابات الإسرائيلية ، والمبادرة الأوروبية بقيادة بريطانيا وفرنسا ، وربما الانتخابات البرلمانية المصرية . قد تكون النار التي أثارت هذا الدخان هي نار التأجيل ، باعتبار أن مثل هذا الطلب يفجر كل الاتفاقات ، ويعيد الأطراف إلى نقطة الصفر، ويحرم الحريصين على إبرام اتفاق قابل للتنفيذ فرصة الفخر بأنهم نجحوا في إنجاز ملف عربي إقليمي مهم وخطير.

    من المؤكد أن لمثل هذه التصريحات ذات الوزن الثقيل تأثيرات ضارة لأنها من الطعام الذي يصعب هضمه، ولا يصلح استضافة الناس إلى مائدته، وهو تجديف في الثوابت الوطنية التي اجتمع عليها الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج.

    القسام وفصائل المقاومة الأخرى هي جيش الشعب الفلسطيني، وهي ليست لحماس أو غيرها، إنها قوة مدربة لخدمة الوطن كله، فهي جيش الوطن، ولا يعُقل، ولا يُقبل من أحدٍ مهما كان أن يحّل ما تعاقد عليه الوطن كله، بعد أن تمكنت المقاومة من ضرب (تل أبيب) ، وإعادة روح العودة إلى فلسطين إلى عنفوانها الذي كان في السنوات الأولى التي تلت النكبة في عام 1948م.

    قد لا يكون الخبر متداولاً في لقاءات المفاوضات الأخيرة في مصر، ويحسن بالأطراف نفيه، ولكن الجهات التي تقف وراءه لها استراتيجية وقد سربته بعد تفكير وتدبر واختيار للوقت والصحيفة، وأحسب أن أصحاب هذا الخبر وصناعه يقفون في موقف مضاد للمصالح الفلسطينية الكبرى. فالشعب الفلسطيني يريد مصالحة ويريد أن يحافظ على المقاومة، وأن يحافظ على جيشه الوطني الذي أبلى بلاء حسناً في المعركة الأخيرة، وشرّف الأمة وأعاد إليها الثقة بنفسها. لا دخان بلا نار، ولكن النار التي أوجدت هذا الدخان هي نار الفتنة، ونار الإفساد.

    لا مساس برواتب الموظفين
    مصطفى الصواف
    صوت الاقصى
    باتت الصورة واضحة بعد أن شرحها أهل الاختصاص في أعقاب نشرنا مقالنا السابق في صحيفة الرسالة وبنفس المكان الاثنين الماضي تحت عنوان ( ارفعوا أيديكم عن رواتب الموظفين ) والذي تسبب في حالة من السخط لدى الموظف الحكومي وهذا اللغط حدث نتيجة عدم توفر المعلومة الصحيحة أو نتيجة عدم مقدرة المسئول على توصيل الرسالة بشكل صحيح للفئة المستهدفة الأمر الذي يحدث سوء التفسير من الجمهور.

    في أعقاب نشر المقال اتصل بي الأستاذ إسماعيل محفوظ مسئول الرقابة المالية والإدارية في الحكومة الفلسطينية والذي وضح لي الصورة بشكل جلي حيث تبين أن الأمر بعكس ما وصل للرأي العام وللفئة المستهدفة حيث لم توفق هيئة الزكاة الفلسطينية في تبيانه بصورته الصحيحة وحدث أيضا تضارب في توصيل المعلومة من قبل الهيئة الأمر الذي استدعى لفت الانتباه والمطالبة بعدم المساس بالرواتب التي هي في الأساس متدنية في أغلب الأحوال إلا الفئات العليا التي قد لا تتأثر كثيرا لو تم بالفعل خصم زكاة من راتب الموظف.

    الحقيقة أن الهيئة وعملها هو في صالح الموظف ليس فقط صاحب الراتب المتدني بل لكل الموظفين حيث أن ما سيتم تحصيله من زكاة من الموظف الحكومي هو على حساب مبالغ الضريبة التي تحصلها الحكومة من الموظفين، وهذه الضرائب تخصم عادةً من راتب الموظف وفق القانون المعمول به، وفي نهاية الخدمة لا ترد هذه الضرائب للموظف كما هو معمول في المستقطعات أو التأمين والمعاشات وغيرها التي تُخصم من الراتب وتعاد إليه في نهاية الخدمة أو المبالغ التي توضع تحت بند المستحقات والتي تستقطع بسبب قلة السيولة أو غيرها من الأسباب والتي تعتبر دينا على الحكومة تُسدد عندما تتوفر سيولة مالية، أو لو كانت هناك حاجة ملحة للموظف أو في نهاية الخدمة، أما الضرائب فهي لا تسترد وتصبح من حق الحكومة وهي صاحبة التصرف فيها.

    زكاة مال الموظف ستقطع من هذه الضريبة والتي في الأساس حق الحكومة وليس حق الموظف ولكن الايجابي في الموضوع أن الموظف يصبح في هذه الحالة قد دفع زكاة ماله دون المساس براتبه وهذا في صالح الموظف الذي لا يستطيع دفع الزكاة لأن الراتب بالكاد يكفي مصروفاته الشهرية ولا يبقى ما يمكن أن يصل حد النصاب والمقدر بـ 83 جرام من الذهب، وأمام ذلك يصبح الموظف دافعا للزكاة ويكون في ذلك قد أدى ركناً من أركان الإسلام واسقط ركنا واجبا عليه، وبعد ذلك يصبح أي مال يقدمه صدقة لأنه وفق ما ستقوم به الهيئة يكون قد أدى زكاة المال.

    واحدة من مشاكل الحكومة أنها تقوم بأفعال طيبة وعظيمة هدفها خدمة المواطن والمجتمع؛ ولكن مع الأسف يُساء فهمها لأن الجهة التي تقوم بأعمال خدمة المجتمع المختلفة لم تقم بالدور المنوط بها على أكمل وجه فهي لا تقوم بتوضيح المعلومة ولا تقدم أو تفسير خطواتها بشكل صحيح عبر وسائل الإعلام الأمر الذي يجعل المواطن في صورة ما تقوم به الحكومة ويؤدي ذلك إلى تهيئة الرأي العام بما يتم من خدمات كبيرة وكثيرة تُقدم للمواطن وتعطي صورة حسنة وحقيقة عن تلك الأعمال الجليلة المقدمة للمواطنين.

    الضبابية والتناقض وعدم الوضوح وسوء تقديم المعلومات بشكل صحيح يؤدي إلى البلبلة والى التفسيرات الخاطئة، وهنا لابد أن أسجل أولاً إعجابي بالأستاذ محفوظ وشكري له لأنه يقرأ ويتابع ويراجع ويوضح وهذا ما أتمناه من كل المسئولين من وزارات ووزراء وحكومة وهيئات حتى يكون الرأي العام على بينة بما يجري وما يقدم لصالحه وهذا أيضا يقطع الطريق على المغرضين والشائعات التي تجب تربة خصبة في غياب المعلومة والتفسير الصحيح والحقيقي للخطوات التي تقوم بها الحكومة خدمة للمواطن.

    وبعد أن وضّحنا الأمر علينا هنا أن نؤكد للموظف بان هذه الهيئة قدمت لك خدمة وأسقطت عن كاهلك فريضة أنت تتمنى أن تؤديها؛ ولكن لعدم توفر المال تعجز عن ذلك، اليوم كن مطمئنا بأن هناك من قام مقامك وبمالك المستقطع في بند الضريبة ودفع عنك الزكاة، فشكرا لهذه الهيئة وشكرا للحكومة الفلسطينية.

    الجذور القبلية لرفض نتائج الانتخابات الديمقراطية

    عبد الستار قاسم
    صوت الاقصى

    من الملاحظ أن بلدانا عربية ترفض نتائج الانتخابات الديمقراطية أو تتمرد عليها أو تعرقل مسيرة الفائزين في الانتخابات على الرغم من تغنّي مختلف الأطراف المتنافسة أو المتخاصمة بالديمقراطية وضرورة سيادتها وعلوّها على أساليب الحكم التقليدية.

    تفاءل العربي كثيرا بالثورات العربية واستبشر خيرا بالانتخابات بسبب خاصيتها في تداول السلطة وعاقبة من لا يعمل باتجاه السهر على هموم الجمهور، لكن التفاؤل يصطدم بمنازعات متعددة الأشكال في عدد من البلدان العربية الثائرة.

    يبدو أن هناك مشكلة حقيقية في القبول بنتائج الانتخابات، وأن عوامل اجتماعية وسياسية أخرى تحول دون الالتزام بمعايير العمل الديمقراطي تؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار التي تشهدها دول مثل ليبيا ومصر وتونس. وفي الغالب تعود هذه العوامل إلى مقومات المجتمع العربي بخاصة ما يتعلق بعوامل الافتراق الاجتماعي السياسي.

    مسلسل رفض نتائج الانتخابات
    شاهدت في عدد من البلدان العربية محاولات القفز عن نتائج الانتخابات الديمقراطية في الأطر النقابية والاتحادية الطلابية في الجامعات، ورأيت كيف يتم التنادي إلى انتخابات كمظهر ديمقراطي حضاري، ومن ثم إدارة الظهر لنتائجها كمظهر يتناقض تماما مع كل الادعاءات بالديمقراطية.

    ساد شبه تقليد عربي بأن يقوم الخائبون في الانتخابات بتشكيل جسم مواز للجسم التمثيلي المنتخب ليمثل جمهورهم الخاص ولو على حساب حسن سير العمل النقابي، وساد تقليد آخر أيضا وهو أن يقوم الفائزون في الانتخابات بخدمة جمهورهم الخاص وبتجاهل شبه تام لمتطلبات جمهور "الآخرين". أي أن نتائج الانتخابات لا تُحترم لا من قبل الفائزين ولا الخائبين.

    هذه ظاهرة طالما كانت بارزة في الجامعات العربية حيث يتكون مجلس طلبة رسمي من خلال الانتخابات، لكنه يتشكل مجلس طلبة مواز يمثل الفئات التي لم تفز، أو أجهزة المخابرات إذا كان المنتخبون غير موالين للنظام. ونتيجة لذلك، كانت تستمر الانقسامات والخلافات، وغالبا كان يفشل مجلس الطلبة في أداء مهامه بمهنية وبتحقيق مصالح الطلبة. لم تكن هذه النتيجة تختلف باختلاف الفائزين في الانتخابات، إذ كان الفشل نصيب أهل اليمين، وأهل الشمال.

    على المستوى السياسي العام، هناك سجل عربي حافل في رفض نتائج الانتخابات، وفيما يلي عدد من الحالات:

    1- تم رفض نتائج الانتخابات المحلية في الجزائر عام 1992، وتدخل الجيش للسيطرة على الأوضاع السياسية، وكانت النتيجة عشرات آلاف القتلى ودمار هائل في الممتلكات الخاصة والعامة.

    2- رفضت حركة فتح نتائج الانتخابات في الأرض المحتلة/67، وكانت النتيجة مزيدا من التمزق الفلسطيني، والاحتراب الذي أدى إلى قتل مئات الفلسطينيين، وتشكيل حكومتين لشعب يبحث عن تحرير وطنه.

    3- هناك همهمة مصرية برفض نتائج الانتخابات من خلال أعمال يصفها قادتها بأنها احتجاجات على قرارات مصيرية بالنسبة لمصر. لكن المراقب يرى أن زخم الاحتجاجات وأسلوبها لا يتناسب مع تطور الوضع السياسي في مصر، ولم يتدرج بطريقة سلسة تفضي إلى التفاهم بهدوء بين الفائزين والخائبين في الانتخابات.

    4- هناك أصوات في تونس تتحدث ضد نتائج الانتخابات، وتحاول قلب الطاولة على الفائزين وإجراء انتخابات جديدة قبل أن يحصل الفائزون على فرصتهم في الحكم.

    على الرغم من أن التمرد السياسي على نتائج الانتخابات يبدو وكأنه تمرد على الفكرة الإسلامية لأن القوى الإسلامية هي الفائزة في الانتخابات، فإن الإسلاميين أيضا يتمردون على نتائج الانتخابات في ليبيا والتي لم يكسبوها.

    المنبع التاريخي للديمقراطية
    انبثق النظام الديمقراطي عن صراع طويل في أوروبا بين مختلف الطبقات والفئات والأطياف، ولم يكن وليد قرار سياسي وقعه ملك أو إمبراطور، أو استنساخ لتجربة أمم غير أوروبية. خاض الأوروبيون صراعا امتد على مدى مئات السنين، واتسم بحروب داخلية دموية قاسية، وبتخريب للممتلكات وتدمير للمنشآت، وحرق للمباني والمزارع والمقرات، واستقروا بعد أن تعلموا الدروس القاسية على نظام يتخطى عوامل الافتراق ليجمعهم ولو بطريقة استاتيكية عددية فيعيشون معا في أمن وهدوء ونهضة يعم خيرها على الجميع.

    لم يحصل في التاريخ أن ازدهرت أمة بفكر غيرها، أو أن سارت نحو نهضة بأرجل غير أرجلها. الأمم تستفيد من تجارب بعضها بعضا، لكنها لا تستنسخ هذه التجارب إذا شاءت الاندفاع بقوة إلى الأمام. لم ينجح التقليد في إحراز الإبداع، وابتعد عن النجاح من أغفل تجارب غيره.

    يبدو أننا نحن العرب نهيم بالتقليد، وعلى مدى سنين يعمل مثقفونا ومفكرونا على التغني بالديمقراطية والنظام الديمقراطي، فأحببنا استنساخه دون المرور بالتجارب التاريخية المريرة التي أنجبته. ربما يقول قائل إنه لا ضرورة للتجارب لأننا نتعلم من غيرنا، وهو يغفل بذلك أن التجارب التي مرّ بها الأوروبيون هي التي أقنعتهم بتخطي عوامل افتراقهم.
    ما الذي يقنع العربي أن القبلية التعصبية أو الحزبية التعصبية لن تجلب عليه غير الويلات، وأن عليه أن يحترم أسس النظام الديمقراطي إذا شاء أن ينهض ويتقدم؟ للأسف الويلات نفسها هي أداة الإقناع الرئيسية.

    بالتأكيد هناك من لديه الاستعداد للاقتناع من دون ويلات، لكن هناك من المتعصبين ما يكفي لإشعال نيران الحروب والاقتتال، ومن الصعب استقرار الأمور بسهولة. المعنى أن المسيرة نحو الاستقرار الديمقراطي لا يمكن أن تتخطى التجارب الأوروبية القاسية، علما أن العرب قد لا يحتاجون إلى مئات السنين حتى يقتنعوا أن الآخر (أي المنافس الداخلي) له متطلبات ومصالح يجب أن تُحترم.

    العصبية القبلية
    يتسم المجتمع العربي بعوامل افتراق متعددة أثرت تاريخيا على تشكيل مجتمع متماسك وقوي، ويتجه نحو النهضة والبناء والتقدم في مختلف المجالات. تعتبر العصبية القبلية أهم عناصر هذا الافتراق الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى صراعات دموية وخصومات مزمنة تحول دون التعاون والعمل الجماعي. ويعرف العربي كم جرّت العصبية القبلية على القبائل العربية من غزوات متبادلة وحروب وسفك دماء.

    بالخلْق، وفق المعيار الإسلامي، خلق الله سبحانه وتعالى الناس شعوبا وقبائل لتتعارف، وفي هذا الترتيب ما يخدم الناس جميعا لأن في التعارف خيرا يؤدي إلى التعاون والاسترخاء وتحصيل الأمن. وقد رفض الرسول عليه الصلاة والسلام العصبية ووصفها بالمنتنة، وعمل على مؤاخاة مجتمع المؤمنين تقديرا منه أن هذا المجتمع لا ينهض بالعصبية وإنما بالعمل معا وفق أصول ومقتضيات الإيمان. لكن العصبية القبلية تعتدي على هذا الهدف الإلهي النبيل والسيرة النبوية السمحة لتحول الخلْق الاجتماعي إلى نقمة وضيق وشدة.

    تتميز العصبية القبلية بعدد من الأمور الخطيرة على تناغم النسيج الاجتماعي وهي: الشعور بالعلو على الآخرين مما يولد تصرفات عنصرية مقيتة، والادعاء بمعرفة الحقيقة المطلقة، وأن لا حقيقة إلا تلك التي تحملها القبيلة، والقبيلة على حق وما عداها على باطل، وتربية الفرد على التبعية، وأن لا كيان له ولا أمن ولا معين خارج القبيلة، وتربيته على الشلل الفكري، ولا ضرورة لعقله ما دام هناك عظيم يفكر بالنيابة عنه، ورفض الآخر على اعتبار أنه خارج الخيمة، والتعامل معه يجب أن يبقى ضمن دائرة الشك والمؤامرة. والمحصلة القبلية تقول "إما أنا وإما لا أحد".

    الإفراط في الأنا
    بسبب تغذية العقلية القبلية لأفرادها بالاعتزاز المفرط بالذات، والافتخار المزيف والتعالي والتكبر، تتطور لدى الفرد الأنا المفرطة سواء كانت الأنا الفردية التي تستمد أنانيتها من الانتماء القبلي أو التي تذوب بالقبيلة، لتشكل عائقا كبيرا أمام تطوير مفاهيم المجتمع الأوسع والمصلحة العامة والانتماء للأمة والالتزام بتطلعاتها.

    صاحب الأنا المفرطة له مفاهيمه الخاصة التي يعتبرها المفاهيم العامة التي يجب أن يلتزم بها الجميع، ولا مانع لديه أن ينعزل أو ينفصل أو يحارب من أجل سيادة مفاهيمه. إنه لا يرى المصلحة العامة إلا من خلاله هو، وإذا تناقضت المصلحة العامة مع الخاصة، فالخاصة تبقى عنوانه.

    المفرط في الأنا صاحب مكانة وهمية وليس استحقاقية، ويسعى دائما إلى إثبات وجوده وهيبته من خلال المديح الذاتي المتكرر، والافتخار القائم على انتصارات وهمية، وتأكيد الذات من خلال إنجازات لم تحصل. وهو لا يتوانى في الحط من الآخرين من أجل تأكيد ذاته ونفي الآخر.

    نفسيته نفسية إسقاطية وليس إنجازية، وبدل أن يثبت نفسه من خلال العمل والسهر، يرهق نفسه في ذم الآخرين وتحقيرهم والاستهزاء بمنجزاتهم، وفي هذا ما يضمن تدمير المجتمع.

    القبيلة والحزب
    انعكست العصبية القبلية على الأحزاب والتنظيمات على اتساع الوطن العربي بحيث بات سلوك المتحزب مشابها إلى حد كبير لسلوك القبلي. المتحزب المتعصب لا يدري بالضرورة عن مبادئ حزبه، ولا ضرورة لأن يدري لأن هناك في القمة من يُفترض أنه يدري أو يعلم أو يدرك، ولا ضرورة لأن يفكر لأن هناك من يفكر عنه ويقرر له ويسوقه.

    لكل حزب شيخ لا يختلف كثيرا عن شيخ القبيلة إلا ببعض المظاهر، وهو يسوق الناس كأغنام ضالة تنشد خلفه مقولات ممجوجة قد تؤدي إلى ذبحها، فتذهب ضحية ما تظن أنه الواجب والحق، وتقام على نفوسها المهرجانات والأهازيج.

    قلة من قادة الحزب هم الذين يعرفون مبادئ الحزب وقيمه أو نظريته الاجتماعية والنضالية والاقتصادية. الغالبية الساحقة من أعضاء الحزب عبارة عن كمّ من الناس لا يعرفون عن ماذا يدافعون ولا إلى ماذا يهدفون. وفي حالتنا العربية، هناك أمثلة ساطعة على ذلك: هناك متعصبون من أهل السنة وأهل الشيعة، ولا يدري كل طرف ماذا يطرح الطرف الآخر إلا عن تلك الأمور التي يرغب القادة في ترويجها من أجل بث الكراهية والفتنة.

    هناك قوميون يدافعون عن التجزئة العربية، وشيوعيون عن الرأسمالية، ومتدينون عن الوثنية، وديمقراطيون عن الاستبداد، ووطنيون عن التبعية للأجنبي، ووحدويون عن الانفصال. قد لا تجدهم يفعلون ذلك بالقول، إنما بالفعل.

    ومن الواضح على الساحة العربية أن الغالبية الساحقة ممن يتسلمون المناصب في الدولة يحولون المؤسسات التي يديرونها إلى مراكز لهم فيوظفون أقاربهم وأصدقاءهم وأبناء بلداتهم وأحزابهم بغض النظر عن كفاءاتهم. وبهذا يهدمون المؤسسة فتعجز عن القيام بدورها المنوط بها. وهكذا يفعلون بالدولة.

    الديمقراطية ثقافة
    الديمقراطية ثقافة وليست قرارا سياسيا. أهل الغرب يتقنونها لأنها ابنتهم ونتاج تطورهم التاريخي، أما نحن فلنا تجارب تاريخية مختلفة. ربما نحسن صنعا لو عملنا على تطوير نظام سياسي خاص بنا نحن العرب والمسلمين يقيم العدل بين الناس وينهض بالأمة جمعاء في مختلف الميادين. لكن هل من الممكن تطوير نظام تاريخي من دون معاناة؟ الإجابة نعم إذا طغا العقل على القبيلة.

    لماذا يتوجب على الفلسطينيين التوحد على المقاومة الشعبية ؟

    منير شفيق
    صوت الاقصى

    لقد تجسدت البداية الحقيقية للربيع الفلسطيني في الخطوة التي أقدم عليها الشباب الفلسطيني بتدشين قرية " باب الشمس "، تحديداً في المنطقة الفاصلة بين القدس ومستوطنة " معاليه أدوميم "، لإحباط مخطط إسرائيل بإقامة مشروع " e1". وعلى الرغم من ان الاحتلال قام بتفكيك القرية، إلا أنه لا يوجد ثمة مبالغة في أن تأثير هذه الخطوة لا يقل عن تأثير صواريخ المقاومة، لأنها تجسد بالفعل المقاومة الشعبية الإيجابية التي تنطوي على أكبر أذى للاحتلال الصهيوني. لقد تباهى وزراء حكومة بنيامين نتنياهو بالقول أن تدشين مشروع " e1" يأتي لإسدال الستار على أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، على اعتبار أنه يحرم الدولة العتيدة من أحد أهم مقومات الدولة وهو التواصل الإقليمي بين أجزائها.

    إبداع مقاوم ذو تأثير هائل

    إن ابتكار هذا النوع من أنماط المقاومة الشعبية يشكل نقطة تحول فارقة وعظيمة في تاريخ المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، لأنه يوفر كل مقومات نجاح العمل المقاوم، إذ يستهدف تحقيق هدف آني، وهو إحباط مشاريع الاستيطان والتهويد، وبالتالي وهو يرمي إلى الانتقال من سياسة الشجب والرفض والتنديد في مواجهة المشاريع الاستيطانية والتهويدية إلى الرد العملي الإيجابي على الاحتلال، من خلال الإقدام على فعل عملي معاكس ومضاد. صحيح أن قوات الاحتلال بإمكانها الرد باستخدام القوة ضد أولئك القائمين على هذا النوع من الأنشطة، لكن السلوك الإسرائيلي العدائي سيكون محسوب بشكل دقيق، لأنه يأتي رداً على فعل مقاوم سلمي، وبالتالي لا يمكن لإسرائيل أن تحظى بغطاء دولي في ردها العنيف على الفلسطينيين الذين يقدمون على هذه المشاريع. ولما كانت كل الدلائل تشير إلى أن الانتخابات الإسرائيلية القادمة التي ستجرى في 22-يناير الجاري ستسفر عن فوز تحالف اليمين المتطرف بشقيه الديني والعلماني، فإنه يمكن القول أن طفرة في المشاريع الاستيطانية تنتظر الفلسطينيين، في حال لم يواجه الكيان الصهيوني بفعل مقاوم مبتكر ومؤثر. من هنا تبرز الأهمية الأكبرى لقيام الفلسطينيين في الضفة الغربية بإقامة هذه القرى في كل أرض تعلن إسرائيل عن نيتها إقامة مستوطنات فيها. أن هذه أفضل وصفة لتقليص قدرة حكومة اليمين المتطرف على التغول على الأرض الفلسطينية واستباحتها. ومن الواضح أن الفلسطينيين قد قصروا في حق أنفسهم، وفي حق قضيتهم عندما لم يقدموا على هذا الفعل المقاوم من قبل؛ فلا يعقل أن يقيم قطعان المستوطنين مئات النقاط الاستيطانية في أرجاء الضفة الغربية بدون إذن حكومتهم، ولا يتحرك الفلسطينيون لإحباط ذلك بفعل مشروع وطنياً ودولياً.

    استهداف الإئتمان الدولي لإسرائيل
    أن أي رد فعل إسرائيلي عنيف على أولئك الفلسطينيين، الذين يقفون خلف هذا النوع من المقاومة الشعبية، سيلاقى بردة فعل عالمية قوية، وستكون الكثير من الدول، وتحديداً الدول الأوروبية مجبرة على اتخاذ موقف ضد السلوك الإسرائيلي، لأنها ذاتها أعلنت موقفاً قوياً ضد مشروع " e1"، بل أن الكثير من دول العالم أقدمت على استدعاء سفراء إسرائيل في عواصمها للاحتجاج على الخطوة، وبالتالي عندما يتحرك الفلسطينيون في خطوة سلمية للتعبير عن احتجاجهم العملي على سلب أرضهم ومنع إقامة دولتهم، فإن أحداً في العالم لن يكون بوسعه التغطية على العدوان الإسرائيلي. ومما لا شك فيه أن هذا النوع من المقاومة سيحرج إلى حد كبير إدارة الرئيس أوباما، التي اعترضت أيضاً على مشروع " e1"، ودعت إسرائيل للتراجع عنه؛ وبالتالي، فإن هذه الخطوة قد تدفع للسطح التناقضات بين حكومة نتنياهو وإدارة أوباما، لأن الرد الإسرائيلي العنيف على الخطوات الفلسطينية النضالية هذه، سيقلص من قدرة أوباما على تغطية إسرائيل في المحافل الدولية. ومما لا شك فيه أن مثل هذه الخطوة سيحقق انجازاً سياسياً هائلاً للشعب الفلسطيني، لأنها ستعمل على تدهور مكانة إسرائيل الدولية بشكل غير مسبوق، مع العلم أن هذه المكانة في وضع سئ أصلاً، وهذا يقلص قدرة إسرائيل على مواصلة الغطرسة، ويجعل الصهاينة يتحققون من النتائج الكارثية لخيارات حكوماتهم. في الوقت ذاته، فإن هذه الخطوة تضمن إعادة الاستقطاب داخل المجتمع الصهيوني على خلفية الموقف من الاحتلال، بعدما تلاشى هذا الاستقطاب نتاج المفاوضات والتعاون الأمني من جانب، وجراء اعتماد الفلسطينيين على المقاومة المسلحة فقط. على الرغم من أن إسرائيل تفاجأت بهذا النوع من الفعل المقاوم، إلا أن التعليقات الأولية أظهرت حجم الحرج الذي علقت فيه القيادة الصهيونية، لإدراكها استحالة الطعن في مشروعية هذا النوع من الأعمال المقاومة.

    تكريس فعلي للمصالحة الوطنية
    أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يكاد لا يترك مناسبة لا يشدد فيها على حماسه للمقاومة الشعبية، وذلك في معرض ذمه للمقاومة المسلحة التي تعبر عنها عمليات إطلاق الصواريخ. ان فكرة إقامة القرى الفلسطينية على الأراضي المهددة بالمصادرة من أجل الاستيطان تشكل في الواقع اختباراً حقيقياً لشعارات عباس. فإن كان عباس يؤمن حقاً بأهمية بالمقاومة الشعبية، فبإمكانه أن يقود هذا النوع من المقاومة الشعبية، ومن حقه دعوة كل الفصائل أن تتجند من أجل انجاحه، بل عليها بالفعل وقف كل أشكال الفعل المقاوم الأخرى من أجل منح هذا النوع من النضال الفرصة. لكن للأسف، كل المؤشرات تشير إلى أن عباس لا يمكن أن يقدم على هذه الخطوة لأنها بالفعل تؤذي الاحتلال أذىً بالغاً ومؤثراً، وهو ما لا يبدو أنه مستعد له. والأخطر من كل ذلك، فإن عباس من المرجح أن يوظف عناصر أجهزته الأمنية في منع الفلسطينيين من مواصلة هذا النوع من التحرك السلمي الشعبي، في إطار التعاون الأمني مع أجهزة الاحتلال المتواصل بدون انقطاع. لكن على كل الأحوال، فإن قدرة عباس على التحرك في انقاذ الصهاينة محدودة أيضاً لأن هذا التحرك سيضعه في تناقض فج وصريح مع كل ما يدعيه، سيما في ظل عجزه عن توفير أدنى مستويات الأمن لمواطنيه، الذين يتعرضون لأبشع صور العسف والقهر من ظلم المستوطنين.

    قصارى القول، على الفلسطينيين التوحد على هذا النوع من المقاومة الشعبية الإيجابية، التي لم توضع موضع التنفيذ في السابق، على الرغم من الطاقة الهائلة الكامنة في تأثيراتها الإيجابية.

    على الرغم من أن من حق الشعب الفلسطيني ممارسة كل أشكال المقاومة، وضمنها إطلاق الصواريخ، التي شكلت مصدراً لردع الاحتلال ولقمع إرادته في مواصلة العدوان، فإن على الفصائل الفلسطينية أن تدرس بجدية في الوقت الحالي الإلتفات للمقاومة الشعبية في شقها المؤثر والعملي وليس الاستعراضي، الذي يهدف إلى تحقيق أكبر قدر من الإيذاء للكيان الصهيوني.

    باب الشمس، هل تجفّف مستنقعات الاستيطان؟!
    لمى خاطر
    فلسطين الان

    لم تنتهِ حكاية باب الشمس ولا توقفت تفاعلاتها بمجرد إخلاء الاحتلال للقرية واعتقال عدد من الناشطين الذين رابطوا فيها، لأنّ الفكرة كانت أكبر من أن تنهيها ضربة، ولأن داء الاستيطان لم يعد مستوعباً مزيداً من التفرّج وانتظار زحفه دونما مقاومة!

    فبقدر عظم المشكلة التي يفرزها الاستيطان، تبرز أهمية الشروع في اجتراح آليات عديدة لمواجهته. وحيث كان الرصاص الرادع الأنجع لهذا الغول السرطاني، فإن الغياب القسري للسلاح لا يسدّ الطريق أمام ما دونه من وسائل مواجهة، خصوصاً تلك التي تنجح في إدماج قطاعات وأعداد كبيرة من الجمهور في فعالياتها، وتحديداً من فئة الشباب المنتظرين دوراً إيجابياً في مشروع ومسيرة التحرر التي مرّت عليها وساهمت فيها أجيال عديدة، وحان أوان دور الجيل الجديد، بما يمتلكه من طاقة خصبة، وروح متوثبة، ومستفيداً من أدوات الإعلام الجديد ودورها المهم في التحشيد والتنظيم وإبداع الأفكار.

    وكما أن لكلّ زمان خصائصه، فإن لكل مرحلة في مسيرة التحرر ومقاومة الاحتلال خصوصيتها بما يمكن أن تضيفه إلى آليات المواجهة من أنماط مبتكرة وغير تقليدية، وبمدى قدرتها على تجديد الروح النضالية والوطنية وتمتينها في قلوب وعقول الجيل الشاب.

    ولعلّ كسر حاجز الخوف من الاحتلال وامتلاك الدافع لمواجهته يعدّ أساساً لازماً من العتاد قبل الحديث عن مقاومة شعبية فاعلة ومستمرة وقادرة على إزعاج الاحتلال، وزعزعة جدار الأمن السميك الذي يستند إليه مطمئناً في الضفة الغربية، ويمضي بسببه بجرأة في تنفيذ سياسات التهويد والاستيطان دونما حساب لشيء!

    وإزعاج الاحتلال والتصدي لسياساته على الأرض لا تكفيه (باب شمس) واحدة، بل تبدو الفكرة مع غيرها جديرة بالاستنساخ في أكثر من منطقة، وبرعاية رسمية وفصائلية تبقي على زخمها وتوسّع دائرة التفاعل معها، وهو يبدو اختباراً عملياً لمصداقية من ينظّرون للمقاومة الشعبية ومن يقولون إنهم داعمون لها دون قيود.

    فليس طبيعياً أن تكون الإدانات الكلامية هي أقصى ما يملكه شعب في مواجهة محتلّه، وليس طبيعياً أن يقبل بتجريده من سلاحه وإرغامه على الاكتفاء بالانتظار أو التفرّج فيما أرضه تضيق رحابها يوماً إثر آخر، وحين تُجرّد أية بقعة محتلة من أوراق قوتها الضاغطة على الاحتلال، فلها أن تتوقع كل أشكال العدوان والانتهاك، بل وأن تدفع من جيبها ثمن احتلال عدوّها لها!

    إشاعات تستهدف المقاومة ووحدة الصف
    د.عصام شاور
    فلسطين اون لاين

    لا نعلم مصدراً لخبر مشبوه ربط بين المصالحة الفلسطينية ودمج كتائب الشهيد عز الدين القسام في الأجهزة الأمنية في غزة؛ فحركة "فتح" نفت بشدة على لسان أكثر من مسئول فيها أن يكون ذلك أحد شروطها لإنجاز المصالحة ونحن نثق بأنه لا يمكن لحركة "فتح" أو أي حركة فلسطينية أن تطرح مثل ذلك الطرح.

    من المؤكد أن الفصائل الفلسطينية حملت المصالحة أكثر مما تحتمل وأكثر مما يجب، وتم وضع شروط لا علاقة لها بها كالانتخابات والبرنامج السياسي وضرورة احترام او الالتزام بالاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير والعدو الإسرائيلي إلا أن أحداً لم يتطرق إلى حل كتائب المقاومة، وإننا نعجب كيف تم وضع تلك الشروط وربطها بالمصالحة الداخلية والوحدة الوطنية، ولكن ربما يقال إن الاتفاق على برنامج سياسي لا يخل بالثوابت الفلسطينية وتبني خارطة طريق متفق عليها قد يكون ضمانة لعدم الاقتتال مجدداً وأنا استبعد أن تكون تلك ضمانة كما استبعد ان يكون هناك اقتتال في المستقبل أو هكذا أتمنى.

    نحن نتفق أنه ما من فصيل فلسطيني اشترط حل كتائب القسام أو دمجها في الأجهزة الأمنية، ونتفق كذلك على أن وحدة الشعب الفلسطيني لن تكون بالتخلي عن حقوقه وثوابته وعلى رأسها حق المقاومة التي حفظت كرامة شعبنا ووحدت مشاعر فخره حين انتصرت بقيادة كتائب عز الدين القسام في معركة " حجارة السجيل"، فمن إذن له مصلحة في نشر إشاعة تمس المقاومة بعد انتصارها واعتراف العدو بهزيمته ومع تجدد لقاءات المصالحة بين فتح وحماس وانبعاث أمل في تحقيقها؟

    قد يكون اليهود أو بعض أذنابهم من الرافضين لعودة الحياة الطبيعية في الضفة وغزة هم مصدر تلك الإشاعات, التي تستهدف في الأساس توتير العلاقة بين "فتح" و"حماس"، بعد التقارب الأخير ولقاء الرئيس محمود عباس مع خالد مشعل في القاهرة، ومن الممكن أن تكون الإشاعة بالون اختبار وجس نبض الشارع والقيادات الفلسطينية لمختلف الفصائل لرصد تفاعلها، والعدو الظاهر والخفي يرصد نتيجة التفاعل ونحن بدورنا سنرصد إن كان ثمة مشبوهون لم نكتشفهم بعد سيتبنون تلك الفكرة السخيفة.


    فعاليات وطنية صادقة ولكنها مبتورة
    عصام شاور
    صوت الاقصى

    مبادرة قرية باب الشمس إبداع فلسطيني جسد بشكل رمزي أحد جوانب حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني حين زرع الناشطون خيامًا شرقي القدس المحتلة، وقد حظيت المبادرة بأيام من التغطية الإعلامية المكثفة _ وخاصة بعد قمع الجيش الإسرائيلي للناشطين_ وحظيت كذلك ببعض التشجيع الرسمي حيث أقرت الحكومة في رام الله تشكيل "هيئة باب الشمس" في مدينة القدس دون توضيح أي دور مستقبلي لتلك الهيئة.

    الملاحظ أن الفعاليات والأفكار التي يبدعها الناشطون كثيرة جدا، ولكنها للأسف تكون لحظية أو موسمية سرعان ما يطويها النسيان، أو تصبح مجرد شعارات لا واقع لها، وأضرب مثالًا على ذلك مقاطعة البضائع الإسرائيلية التي ابتدعها ناشطون وشجعتها الحكومة، ولكن النتيجة كانت دون المستوى المطلوب، ويكفي عدم التزام بعض الذين ينادون بالمقاطعة بشعاراتهم لندرك وجود خلل ما في الأمر.

    ربما تكون العشوائية السبب في منع استمرار الفعاليات الوطنية، فليس هناك من قيادة ولا خطة ولا أهداف بعيدة يسعى الناشطون إلى تحقيقها، وكذلك فقد فشل الشباب الفلسطيني حتى اللحظة في تشكيل إطار يجمعهم ويوحد توجهاتهم من أجل تنفيذ أفكارهم وتحقيق طموحاتهم وأهدافهم، وربما يكون مرد ذلك إلى وجود انتماءات سياسية متباينة لغالبية الشباب مما يضعهم تحت تأثير حزبي يعرقل نشاطاتهم في إطار مستقل، لأن سلطة الأحزاب ما زالت تطغى على الشارع الفلسطيني خاصة والعربي عامة، وقد لاحظنا كيف استطاعت الأحزاب المصرية احتواء الجموع الناشئة لشباب الثورة حتى أصبح السبعيني أحمد شفيق قائدًا عامًا وأبًا روحيًا للحركات الشبابية المصرية.

    من أسباب فشل الفعاليات الوطنية هو تمييعها وحرفها عن مسارها سواء بقصد أو بدون قصد، أو استغلالها على وجه خطأ، وعلى سبيل المثال فإن الاحتجاجات الأسبوعية في قريتي نعلين وبلعين تحولت من عمل مقاوم إلى استعراض سياسي أو حتى مسرحي، ظهرت فيه قيادات فلسطينية لا دخل لها في المقاومة، وكذلك لوثتها الوفود الأجنبية والإسرائيلية من أدعياء السلام وهم يقلدون شخصيات فيلم " افاتار" بأقنعة ووجوه ملونة كالمهرجين، فأفقدوا الاحتجاجات جديتها وحرفوا مسارها، ولم نعد نسمع عن تلك الاحتجاجات الأسبوعية التي اعتبرها البعض نموذجًا للعمل المقاوم كما هو حال قرية باب الشمس.

    ختاما فإننا نؤكد احترامنا لكل الإبداعات الشبابية، وندعو الشباب إلى تنسيق جهودهم والمحافظة على إبداعاتهم، وتحديد أهدافهم بشكل أفضل.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 249
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:57 PM
  2. اقلام واراء حماس 243
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:18 PM
  3. اقلام واراء حماس 242
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:17 PM
  4. اقلام واراء حماس 241
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:16 PM
  5. اقلام واراء حماس 240
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:15 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •