النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 246

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء حماس 246

    19/1/2013

    أقلام وآراء حماس (246)

     إنهاء الانقسام وليس القسام
    المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. أيمن أبو ناهية

     بشار وإيران وأمل في صفقة مع واشنطن
    فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة

     لماذا لا تحاور حماس "اسرائيل"؟
    فلسطين الآن ،،، ابراهيم حمامي

     باب الشمس وباب الراتب
    أجناد ،،، فايز أبو شمالة

     قرية باب الشمس: هل تكون بوابة العودة أم مجرد نشاط موسمي؟
    أجناد ،،، ياسين عز الدين

     "حماس"..ما بعد انطلاقة "فتح"
    الرسالة نت ،،، مؤمن بسيسو

     ومات أبوه
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.فايز أبو شمالة



    إنهاء الانقسام وليس القسام
    المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. أيمن أبو ناهية
    إن كل شيء قابل للزوال إلا الحق يبقى غير قابل للزوال والإزالة، وهذا هو حالنا كشعب فلسطيني فحقنا ثابت راسخ لا يتزحزح ولم نَحِد عنه قيد أنملة، لطالما أننا مؤمنون بعدالة قضيتنا، وعلى رأس أولويات حقوقنا حقنا في مقاومة الاحتلال وتحرير بلادنا، وهذا لا يتم تحقيقه إلا بوحدتنا ووحدة عملنا كي نكون يدا واحدة معتصمين بحبل الله جميعا غير متفرقين.
    إن الحديث عن الوحدة الوطنية يستوجب بالطبع وحدة الصف والمقاومة، بمعنى التخلص من عدونا اللدود وهو الانقسام، الذي فرقنا وأضعفنا وشتتنا وبدد كل أحلامنا على مدار خمس سنوات ولا يزال، وقد استغله الاحتلال في تحقيق أهدافه الاستيطانية، فجاءت نتائجه سلبية على القضية الفلسطينية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
    إن المعادلة التي تطرح نفسها هنا هي ارتباط الانقسام بالمقاومة ارتباطا عضوياً وروحياً ونفسياً، فلا يمكن أن ينتهي الأول إلا بنَفَس الأخيرة، ولا يمكن للأخيرة أن تقوى شوكتها إلا بانتهاء الأول. بمعنى آخر، المقاومة بحاجة إلى وحدة وطنية وعمل مشترك، وهذا هو الأساس الذي قامت عليه الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أن المقاومة ليست حكرًا على أحد، كما كان معهودا في السابق فترة الخمسينيات، والستينيات والسبعينيات، بل هي ملك لكل الشعب الفلسطيني، ولا يجوز لأي شخص أو فصيل تبنيها لنفسه ومنعها عن الآخر، كما لا يجوز لأحد أن يوقفها أو ينهيها أو يمنع ويعطل أعمالها ونشاطاتها، أو ملاحقة المقاومين، فكما قلت إنه حق طبيعي لأي شعب محتل ويسعى لإنهاء الاحتلال.
    لقد قطعت المقاومة شوطًا طويلًا من الجهاد والاستشهاد وإراقة الدماء، وفصول من الاعتقال والتشريد والتدمير من أجل تحرير الأرض والعرض والأسرى والمسرى من الاحتلال، فما للمقاومة أن تهدأ أو تستكين إلا ببلوغ هدفها ومبتغاها، وهو تحرير فلسطين وتحرير الأسرى والقدس والأقصى وإرجاع اللاجئين.
    وفي هذا الصدد نشر الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس, أبو عبيدة, على موقعه محذرا ومتوعدا: "بأن القسام لن تسمح لأحد بحلها". وفي قراءتي الأولى لما قاله الناطق أبو عبيدة _حتى لو كان الكلام قد صدر عن جهة رسمية أو غير رسمية، أو أنه كلام عارٍ عن الصحة وهو مجرد إشاعات إعلامية، أو أنه كلام مفتعل للتشويش وإثارة الفتن والقلاقل والتحريض، أو أنه كلام مقصود به جس النبض تمهيدًا لتفعيله_ هو أنه إذا كان المقصود من هذا فقط إنهاء كتائب القسام فهذا يعني أيضا إنهاء المقاومة الفلسطينية بشكل عام!، ولذا يتوجب طرح الأسئلة التالية، ما هو البديل: هل البديل الاستسلام والاستمرار في رفع الراية البيضاء التي عودنا الاحتلال عليها في كل حرب؟ هل يا ترى البديل هو المفاوضات والتنازلات، وماذا بقي لنا (يا حسرة) لنتنازل عنه؟ فالضفة تآكلت وما تبقى منها فهو في إطار النفاذ بفعل الاستيطان الذي يمتد كالسرطان في كل مدنها وقراها وسفوحها وسهولها. لقد جربنا معادلة المفاوضات على مدار 20 سنة ولم نحصل على شيء، بل إننا فقدنا بموجبها كل شيء وأدخلتنا في متاهات وخارطة طريق وعرة ونفق مظلم لم نعرف مخارجه.

    لا نريد أن نستبق الأحداث ونشكك في النوايا لأننا نجهل علم الغيب، وغير معنيين بافتعال الفتن بالذات في هذه الفترة الحساسة من حسابات الزمن التي تسير بعكس مصالحنا وقضيتنا وعلى رأسها الانقسام نفسه، بقدر ما أننا معنيون في تفعيل ملف المصالحة لإنهاء الانقسام، وليس القسام.
    فالقسام ليست بالسهل على أحد أن ينهيها أو يوقفها إلى الأبد، فهي كما وصفها أخي وزميلي الدكتور يوسف رزقة في مقاله السابق "القسام ليس ملكًا لحماس فقط بل أيضًا هي ملك الكل الفلسطيني"، وقد نسبت نفسها إلى الشهيد الشيخ المجاهد عز الدين القسام، ومعروف عنه أنه فجر الثورة الفلسطينية الأولى في العشرينيات من القرن الماضي ضد الانتداب الإنجليزي والاستيطان الصهيوني.
    لقد أثبتت القسام نفسها على أرض فلسطين وفرضت المعادلة السياسية والعسكرية على الاحتلال، ولم تتأثر بأي هزة مهما بلغت قوتها، وكانت القسام دائما بالمرصاد للاحتلال وأعوانه ومن تعاقد معه، فاستبسلت القسام في معاركها مع الاحتلال، فطردته من غزة، وأذعنته لمطالبها وشروطها لصفقة تبادل الأسرى، وتصدت له واستطاعت دحره في حرب الفرقان (الرصاص المصبوب)، وباغتته في عقر داره وهزمته هزيمة نكراء في حرب حجارة السجيل (عمود الغيمة).
    إن البحث عن حلول للمأزق الذي حل بنا كشعب فلسطيني يجب أن يكون في إطار إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية اللتين بهما تكون عزتنا وقوتنا، وأن لا نتجاهل أو نتطاول على العين الساهرة على أمن وأمان شعبها، فـ"القسام" ومعها جميع أذرع فصائل المقاومة الأخرى بمثابة خط الدفاع الأول عن شعبنا وثوابتنا الوطنية.



    بشار وإيران وأمل في صفقة مع واشنطن
    فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
    منذ البداية عوّل نظام بشار على حساسية الولايات المتحدة حيال ملف الإرهاب ومصلحة الدولة العبرية، وحاول منذ الأسابيع الأولى للثورة استثارة هذا الهاجس، وقد رجحنا أن أول التفجيرات التي وقعت في سوريا كانت بتوقيع النظام عبر اختراقات في مجموعات جهادية خبر التعامل معها منذ أيام الصراع مع الاحتلال في العراق.
    عوّل نظام بشار على حساسية الولايات المتحدة حيال ملف الإرهاب ومصلحة الدولة العبرية، لذا حاول منذ الأسابيع الأولى للثورة استثارة هذا الهاجس لدى الدولتين.
    لكن المارد ما لبث أن خرج من القمقم ولم يعد بالإمكان السيطرة عليه، حيث أخذت الثورة المسلحة تتطور على نحو أدخل البلاد في أتون معركة مسلحة ضارية أدت إلى دمار هائل، فضلا عن ضحايا زادوا على 60 ألفا، إلى جانب ملايين المشردين والمعتقلين والمصابين.
    لم يكن تصاعد الفعل الجهادي هو الذي دفع النظام السوري وإيران إلى التعويل على تغير الموقف الأميركي والغربي بشكل عام، بل هناك الحساسيات الجديدة التي نشأت مع الأنظمة التي جاءت على خلفية الثورات العربية، والتي لم ترتح لها واشنطن و(تل أبيب) رغم محاولات الطمأنة التي سعت إليها تلك الأنظمة تجنبا لصدام سريع مع القوة الأكبر في العالم. ولا شك أن الهجوم على السفارة الأميركية في بنغازي قد شكل نقطة أخرى فارقة في حرف نمط التفكير الأميركي حيال الثورات العربية بشكل عام.
    نذكّر هنا بحقيقة باتت واضحة للجميع تتمثل في أن الموقف الأميركي فيما يتصل بالملف الشرق أوسطي قد أصبح منذ سنوات رهينة بيد الهواجس والرغبات الإسرائيلية، بل إن التأثير الصهيوني في القرار السياسي الأميركي قد تجاوز هذا الملف، وحين يسعى أوباما إلى الحصول على تأييد نتنياهو لتعيين وزير الدفاع الجديد في منصبه خشية تأليب أعضاء الكونغرس عليه، فهذا يعكس المدى الذي بلغه التأثير الصهيوني في القرار الأميركي.
    والحال أن عموم الموقف الأميركي من الملف السوري لم يغادر منذ اليوم الأول مربع الهواجس الإسرائيلية، حيث وجدت تل أبيب في الثورة المسلحة فرصة لتدمير البلد عبر إطالة أمد الصراع، وهو ما كان؛ ليس بعزوف واشنطن عن دعم الثوار، بل بإلقاء ثقلها من أجل الحيلولة دون دعمهم بسلاح يكفي للحسم، وإن سمحت بما يسمح بالصمود واستمرار المعركة لا أكثر. وقد لوحظ أن حصار الثوار تسليحيا قد تصاعد خلال الأسابيع الأخيرة بعد التقدم الذي أحرزوه في بعض المناطق.
    وفي حين سيطرت المخاوف الخاصة بالسلاح الكيماوي على العقل الصهيوني لبعض الوقت، فقد عاد الموقف إلى الهدوء من جديد بعد تطمينات روسية، وإثر جاهزية قوات دولية للانقضاض عليها في حال سقوط النظام، فضلا عن قرار بناء جدار مكهرب على طول الحدود في الجولان يحمي الكيان الصهيوني من تداعيات سقوط النظام.
    من هنا، عاد الموقف إلى تأييد استمرار المعركة، أو التوصل إلى حل سياسي يضمن طبيعة النظام القادم، بحيث لا يكون مزعجا للكيان الصهيوني، ولم يعد هناك أي فيتو على بقاء الأسد ونظامه، كونه سيبقى ضعيفا وغير قادر على الإزعاج كما كان يفعل من قبل عبر حزب الله ودعم المقاومة في فلسطين، وإن حمى جبهة الجولان بشكل متميز، كما يشهد بذلك الصهاينة أنفسهم.
    في هذه الأجواء جميعا، يجد النظام -ومن ورائه إيران- أن إمكانية التوصل إلى صفقة مع واشنطن باتت واردة، ولذلك لا بأس من التشدد كما عكس ذلك خطاب بشار، لا سيما أن المعركة على الأرض لا تشير إلى حسم سريع للثوار، وإن عكست في المقابل عجز النظام عن الحسم أيضا.
    والحال أن فكرة المساومة مع الولايات المتحدة في عقل النظام السوري لم تبدأ هذه الأيام، بل بدأت منذ عام الثورة الأول حين تحدث رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، لصحيفة نيويورك تايمز رابطا بين أمن سوريا "كنظام" وأمن الدولة العبرية، ثم خرج بشار ليتحدث عن "الفالق الزلزالي" مشيرا كذلك إلى أمن الكيان الصهيوني.
    إيران بدورها تشعر بثقل العقوبات التي قد تثير الشارع ضدها، لا سيما إذا سقط نظام بشار، في ذات الوقت الذي بدأت تشعر فيه بثقل تداعيات سقوطه على منجزاتها في العراق، خاصة إثر انتفاضة العرب السنة، فضلا عن تأثيراته على وضع حزب الله الذي يستقوي بدوره بالمسيحيين الخائفين من تداعيات الملف السوري وعموم تحولات الربيع العربي.
    إيران اليوم تملك قابلية عالية للتفاهم مع واشنطن، لكن الأخيرة لا تركز إلا على الملف النووي تبعا لهواجس نتنياهو، ويبدو أن طهران لا تمانع في وقف تطور المشروع مقابل مكاسب في سوريا.
    إيران اليوم تملك قابلية عالية للتفاهم مع واشنطن، لكن الأخيرة لا تركز إلا على الملف النووي تبعا لهواجس نتنياهو، ويبدو أن طهران لا تمانع في وقف تطور المشروع مقابل مكاسب في سوريا مع تثبيت وضعها في العراق إلى جانب رفع العقوبات.
    هل نحن إذن بصدد صفقة إيرانية أميركية؟ من الصعب الجزم بذلك، ذلك لأن أولوية واشنطن الجديدة هي التركيز على مواجهة الصعود الصيني أكثر من أي شيء آخر، كما أن مصالحها في الخليج تجعل من الصعب عليها تمرير صفقة بالتفاصيل التي تريدها طهران، وأقصى ما يمكن أن تقدمه لها مقابل إرضاء نتنياهو بوقف المشروع النووي هو رفع العقوبات (إلى جانب تدجين حزب الله، وهو مدجن عمليا، مع وقف دعم قوى المقاومة وهو توقف بالنسبة لحماس)، مع القبول بتسويةٍ ما في سوريا قد تخلص إيران نسبيا من هاجس الانتفاضة الشعبية الداخلية، مع صعوبة التكهن بموقف الشارع الإيراني خلال المرحلة المقبلة.
    كل ذلك لا يبدو في مصلحة الثورة السورية، بدليل تصاعد القيود على تسليح الثوار كما أشرنا من قبل، لكن واشنطن التي عجزت عن حماية حلفائها الأهم في مصر وتونس لن تكون بالضرورة قادرة على تنفيذ بنود صفقة من هذا النوع، اللهم إلا إذا حصلت المعارضة السورية على حل مقبول.
    وعموما لم تعد أميركا هي الحاكم بأمرها في العالم، في ذات الوقت الذي يحضر الموقف الروسي الذي قد يتحفظ على صفقة من هذا النوع، مع أن الخوف من تغيره (كما حصل في ليبيا) لا زالت تلقي بظلالها على العقل الإيراني، وتبعا له السوري ممثلا في بشار.
    ما سيفشل هذه المساعي والمشاريع هو تمرد عربي تركي يسند الثورة ويحدث نقلة في فعلها وعملياتها، أكان بالوصول إلى حسم عسكري، أم بتطور على الأرض يفرض تسوية مقبولة، وإلا فإن الموقف سيبقى في إطار التدمير القائم، وعموما ليس من مصلحة الوضع العربي والتركي أن تخرج إيران من هذه المعركة كما دخلتها، لأن ذلك يعني مزيدا من الاستنزاف، بدل خروجها ضعيفة يمكن التفاهم معها على شروط جوار تصب في مصلحة الجميع.


    لماذا لا تحاور حماس "اسرائيل"؟
    فلسطين الآن ،،، ابراهيم حمامي
    لا تستغربوا السؤال ...
    اقرءوا حتى النهاية لتجدوا سبب السؤال لا الإجابة عليه!!
    ارتفعت وتيرة وحرارة التصريحات "الحمساوية" المعترضة والمستنكرة والرافضة لما رشح من تسريبات عن طلب عبّاس الواضح و"الكريستالي" ب "حل الميليشيات المسلحة" وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، وكذلك رفضه التام والمطلق لدمجها في الأجهزة الأمنية في غزة - الحديث ليس عن الضفة الغربية – لسبب بسيط أن (إسرائيل) ستعتبر الأجهزة الأمنية "معادية" في حال قبلت أي ضابط أو عنصر من "الإرهابيين" في صفوفها.
    بصراحة استغرب ومن ناحيتي الشخصية استنكر وأشجب المعارضة والرفض "الحمساوي" لهذا الموقف إن جاز التعبير، أي استخدام ذات اللغة: رفض استنكار شجب وإدانة!
    عبّاس واضح ولا يوارب ويعتبر المقاومة:
    • سخيفة
    • عبثية
    • حقيرة
    • ارهاب
    • جلبت الكوارث
    وأعلن أكثر من مرة وبوضوح شديد أنه ضد:
    • انتفاضة ثالثة
    • العمل المسلح
    • المقاومة العسكرية
    • أي شيء وكل شي إلا المفاوضات
    عبّاس يعتبرأن المصلحة الوطنية تقتضي:
    • التنسيق الأمني
    • تجفيف منابع الإرهاب
    • استئصال الإرهاب
    • التنسيق الاستخباراتي
    • التعاون في التحقيق وسياسات الباب الدوار
    • ضرب البنية التحتية للإرهاب
    • منع التظاهرات ضد الاحتلال بحجة منع الاحتكاك
    • حماية وتأمين وتسليم "المستوطنين من الذين ضلوا طريقهم"
    • غض الطرف عن جرائم قطعان المستوطنين الهمج وعربدتهم في الضفة الغربية
    • الانسحاب أمام أي عملية توغل أو اجتياح "إسرائيلية"
    • منع إطلاق النار وبالمطلق على أي "إسرائيلي" عسكري أو مدني
    حتى وإن كانت ترجمة ذلك اعتقال وتعذيب وقتل من لا يريدهم الاحتلال، على اعتبار أن أي مقاومة أو اي عمل ضد الاحتلال بأي شكل هو إرهاب!
    بعبارة أكثر بساطة، هذا هو عبّاس وهذا هو دوره الذي يمارسه ، لم يتغير ولم يتبدل.
    ومن هنا نسأل وبوضوح أيضاً:
    • لماذا تستغرب حماس مطلب أو شرط عبّاس القديم الجديد؟
    • وهل تصورت للحظة أن عبّاس تحرر من وظيفته لدى الاحتلال؟
    • أو ظنت أنه أصبح وطنياً فجأة؟
    • ألم تلدغ حماس من عباس مرات ومرات قبل اليوم، ومع ذلك استمرت في طريق وعملية الحوار بلا نهاية؟
    • ألم نحذر مراراً وتكراراً أن عبّاس يستخدم الحوار فقط للخروج من مأزقه ولتحسين وضعه التفاوضي، وبأن حماس من تمنحه ذلك؟
    • أليس هذا المطلب تحديداً الخاص بالأجهزة الأمنية و"الميليشيات" هو ذاته ما عرضه ماجد فرج في دمشق في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2010؟
    • أليست حماس هي التي أعطت عبّاس الشرعية والغطاء مرة تلو الأخرى على أمل تحقيق المصالحة؟
    • ألم ترحب حماس وتبارك خطوة كارثية لعبّاس فقط ل"تطرية" الأجواء عند توجهه للحصول على دولة "مخصية" مقابل التنازل وبيع فلسطين التاريخية وحق العودة ومنظمة التحرير؟
    • كيف يمكن لعبّاس - هكذا حاف بدون أي صفة - أن يكون يوماً خائن ومتنازل عن حق العودة – في 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 – ثم يصبح فجأة وبعدها بأيام "الأخ الرئيس أبو مازن حفظه الله"؟
    • كيف تقبل حماس أن تحاور عبّاس بصفته "رئيسا" وليس بصفته قائداً لفصيل آخر، الحوار أساساً بين فصيلين وليس بين "سلطة وشرعية" وطرف "متمرد"
    • هل تظن حماس للحظة بإمكانية التوصل لأي نوع من أنواع وأشكال المصالحة مع من لا يملك قراره؟
    أنا على يقين بأنهم يدركون ويعلمون وبالتفصيل الإجابات عما سبق، لكن كانت دائماً الحجة والذريعة، أن حماس لا تريد أن تتحمل مسؤولية فشل المصالحة، لا فلسطينياً ولا عربياً، وبأنه لابد من استيعاب الآخر والعيش معه بكل عيوبه.
    عفواً يا سادة، هذا أمر يناقض كل تجارب الشعوب وكل دروس التاريخ!
    • لم يحدث مطلقاً أن مقاومة احتضنت عميل أو خائن لأنه فقط يتكلم ذات اللغة واللهجة أو أنه من أبوين ينتميان لذات البقعة الجغرافية
    • لم يحدث مطلقاً أن سلطة أو حكومة في ظل احتلال كانت سلطة أو حكومة وطنية
    • لم يحدث مطلقاً أن حركة تحرر وطني أصبحت شريكا وذراعاً أمنياًً للمحتل
    • لم يحدث مطلقاً أن منظمة للتحرير أضحت ذراعاً سياسياً للمحتل
    • لم يحدث مطلقاً أن حركة مقاومة تنازلت من أجل حوار مع طرف يعمل لدى الاحتلال
    • لم يحدث مطلقاً أن العميل والخائن هو من يملي الشروط على أي طرف آخر
    • لم يحدث مطلقاً أن سلطة عميلة أعطيت غطاء وشرعية من طرف مقاوم
    هذه هي دروس التاريخ، والدرس الأهم أن الصحابة الأوائل رفعوا سيوفهم وقاتلوا أولادهم وآباهم لأنهم اعتبروا أن المعركة هي بين حق وباطل، فلا مكان لعميل أو خائن أو متواطي في صفوف الشرفاء.
    عندنا يحدث كل ذلك باسم المصالحة والحوار والوحدة الوطنية!
    أما الخوف من تحميلهم مسؤولية الفشل، فبعد كل جولة من جولات الحوار والمصالحة اللانهائية - وصلت 8 اتفاقات حتى اليوم بمعدل اتفاقية كل عام منذ العام 2005 – كانت حماس دائماً تتحمل مسؤولية الفشل، وتكال لها الاتهامات بأنها تراجعت أو انقلبت أو وضعت عراقيل، من خلال آلة إعلامية تنفخ في هذا الاتجاه...
    هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن أن تكون هناك وسائل ترفع الحرج وتعرّي من يمتثل لأوامر المحتل ويعمل وكيلاً له ويتحاور نيابة عنه، ومنها:
    • نقل جلسات الحوار مباشرة على الهواء، وقد فعلت مصر ذلك في جلسات الدستور، ويفعله أبو البرلمانات -البرلمان البريطاني- يومياً وعلى الهواء مباشرة
    • الخروج بتصريح واضح لنتيجة كل جولة وعلى الهواء أيضاً، بدلاً من البيانات المكررة التي لا تعني فعلياً شيء
    • إجراء مناظرات علنية بين الطرفين، معلنة مسبقاً وليست على النشرات الإخبارية ومخصصة فقط لنقاط الحوار المفترض التي نوقشت وما تم التوصل إليه
    • الإعلان للشعب عن المحددات والأساسات للحوار، بمعنى التأكيد على الثوابت التي لا يمكن حتى مناقشتها
    • وجود مراقبين محايدين تماماً في جلسات الحوار
    • المصارحة التامة والشفافية أمام الإعلام والشعب لما يجري
    هذا طبعاً إن قبلنا بمبدأ محاورة وكلاء الاحتلال أصلاً، دون أن يتراجعوا عن مواقفهم التي أقل ما توصف بأنها متواطئة.
    نعود إلى العنوان والسؤال، ولماذا طُرح...
    إن كانت قناعة حماس ما زالت أنه يمكن محاورة عبّاس ورهطه، وبأنه حتى وإن كان يمثل الاحتلال ويأتمر بأوامره وينقل اشتراطاته فمن الممكن التوصل لمصالحة معه...
    حينها نقول:
    اريحونا من وجع الراس والمماطلة تحت مسمى المصالحة...
    اختصروا الطريق...
    اتركوا الذيل وفاوضوا الرأس...
    دعكم من خادم الاحتلال وحاوروا المحتل...
    هذه بتلك ولا فرق، من يفاوض ويحاور عبّاس هو حقيقة وواقعاً يفاوض ويحاور سلطات الاحتلال بطريقة غير مباشرة...
    من الممكن حينها أن نسميها وعلى طريقة كبير المفاوضين: مفاوضات تقريب أو لقاءات استكشافية!!
    هذه بتلك وما الاستمرار بهذا المسلسل الممل إلا ضحك على الذات وحالة من الانكار المستمر لحقيقة المعادلة.
    نقول في هذا المقام ما قاله أكرم النتشة من الضفة الغربية:
    إن كان تحديد مكان مهرجان فتح الشهير بمهرجان –هز الكتف بحنية – قد احتاج شهر من المفاوضات والحوار، فإن ملف المصالحة سينجز بإذن الله بعد يوم القيامة بثلاثة أيام!
    ارحمونا وارحموا أنفسكم...
    أصدقوا أنفسكم وأصدقونا...
    اجهروا بقناعتكم أن المصالحة مع عبّاس ورهطه لا يمكن أن تتم بشكلها وظروفها واملاءاتها واشتراطاتها...
    بقوا البحصة وافقوا هالدمّل...
    نختم بتوضيح ضروري حتى لا يتصيد البعض من الغوغاء والجهلة...
    ما سبق ليس دعوة لمفاوضة أو محاورة المحتل، لكنها دعوة لوقف مسلسل قميء وممل اسمه "حوار ومصالحة"!
    لا نامت أعين الجبناء.



    باب الشمس وباب الراتب
    أجناد ،،، فايز أبو شمالة
    في اليوم نفسه الذي اجتمع فيه وزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة المالية التي تعصف بالسلطة الفلسطينية، انقضت العصابات الصهيونية على سكان قرية باب الشمس، وأزالت تجمعهم عن الوجود، وأعلنت قريتهم منطقة عسكرية مغلقة، يحرسها نتانياهو بصريح اللفظ المتعجرف بأنه لن نسمح لبشر بأن يحول بين مستوطنة معاليه أدوميم وأورشليم.
    فما العلاقة بين باب الشمس وعدم صرف الرواتب؟
    لقد غضب المسئولون الفلسطينيون من نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب، ولم يغضبوا بجدٍ وفعلٍ على الصهاينة الذين دمروا قرية باب الشمس، وما ترمز له من مقاومة عملية للاستيطان، واكتفى المسئولون الفلسطينيون ببيانات الإدانة والاستنكار، وبلعوا ألسنتهم عن عن أي رد فعل عملي، وفي المقابل غردوا بالنقد اللاذع للدول العربية لأنها لم تفتح خزائن المال للسلطة، حتى أن الناطق باسم حركة فتح تساءل: هل أفلس العرب، أم هم جزء من الحصار الإسرائيلي؟ واعتبر السلطة الفلسطينية بمثابة خط الدفاع الأول عن الأمة العربية، وإنها الممثل الشرعي الوحيد لدم الشهداء.
    لقد نسي الناطق أن الصهاينة ما كانوا أغبياء حين وافقوا على قيام سلطة فلسطينية، من مهماتها عدم التصدي لأطماع الصهاينة، ونسي الناطق أن الهدف الذي من أجله قدم الشهداء الفلسطينيون والعرب أرواحهم هو تحرير فلسطين، وليس تحرير الرواتب، لذلك فإن العتب على الدول العربية، واتهامها بالخضوع لأمريكا، لا يتوافق مع اجتماع السيد محمود عباس مع المبعوث الأمريكي ديفيد هيل، ومشاوراته لاستئناف المفاوضات في شهر شباط المقبل، وفق ما أشار إليه ملك الأردن عبد الله بن حسين.
    إنني أزعم أن افتعال أزمة الرواتب في هذه المرحلة يهدف إلى الضغط على المواطن الفلسطيني كي يصفق بعد شهر من اليوم لاستئناف المفاوضات مع الإسرائيليين، طالما كان صرف الراتب مقترن بأمن الإسرائيليين، واستئناف المفاوضات.
    وأعم أن مسئولي السلطة الفلسطينية هم الأقدر على حل أزمة الرواتب، ولاسيما أنهم يمتلكون وسائل الضغط لانتزاع أموال الشعب الفلسطيني من العصابات الصهيونية، ويكفي أن تطلق الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية حبل الشعب الفلسطيني على الغارب، كي يشوش حياة المستوطنين، وكي يعبث بالأمن الإسرائيلي، يكفي ذلك سبباً للضغط على أمريكا، وإجبار نتانياهو ووزير ماليته على الإفراج عن أموال الضرائب التي تدعي السلطة أن تجميدها لدى الإسرائيليين هو سبب الأزمة المالية.
    بيان وزراء الخارجية العرب كان عاقلاً حين أشار إلى ضرورة الضغط على إسرائيل للإفراج عن أموال الفلسطينيين، وتكمن أهمية البيان في رفضه أن يكون المال العربي بديلاً عن المال الفلسطيني الذي يغتصبه الصهاينة، فمن يطالب الدول العربية بتقديم أموال للسلطة الفلسطينية بديلاً عن المال الذي يغتصبه الصهاينة، لا يختلف كثيراً عن الذي يطالب الدول العربية بتوفير أرض للفلسطينيين بديلا عن الأرض التي يغتصبها الصهاينة.
    من يعش الحياة يدرك أنها قممٌ وهممٌ، ومن يهتم بالسياسة يوقن أنها أفقٌ يمتدُ أو كهفٌ يحتدُ، أمّا من أثبت عجزه عن إدارة شئون العباد، وتأكد ضعفه في الدفاع عن البلاد، فما عليه إلا أن يتحمل كامل المسئولية، وينزاح، كي تتكسر على يد المقاومة الأصفاد.


    قرية باب الشمس: هل تكون بوابة العودة أم مجرد نشاط موسمي؟
    أجناد ،،، ياسين عز الدين
    بعد أقل من 36 ساعة من تشييد قرية باب الشمس داهمتها قوات الاحتلال ودمرت الخيم المنصوبة واعتقلت سكان القرية وطردتهم إلى حاجز قلنديا، في مشهد يختزل المخطط الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية: "مكانكم داخل المعازل العنصرية (مدن رام الله ونابلس والخليل)، هذه دولتكم لكن خارجها لنا وسنأخذه قطعةً قطعة".
    خلفية عن قرية باب الشمس:
    كانت قرية باب الشمس أحدث وآخر ما توصل له نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية في مواجهة أخطبوط الاستيطان والتهويد الذي تواجهه الضفة، فقد قاموا قبل فترة بإغلاق طرق الضفة سلميًا أمام سيارات المستوطنين ورفعوا لافتات تؤكد أنها طرق تعود للشعب الفلسطيني ولا يسمح للمستوطنين بدخولها، كما قاموا باقتحام مستوطنة بيت إيل ورفعوا أعلام فلسطينية على جدرانها، وقاموا بقص أجزاء من جدار الفصل العنصري عند رافات (القدس)، وقبلها اقتحموا محلات رامي ليفي المقامة داخل أحد المستوطنات.
    وبانتماء النشطاء لكافة التيارات السياسية الفلسطينية فهم يؤكدون على أن الشعب الفلسطيني قادر على العمل بشكل موحد من أجل إنجاز مهمات محددة كما حصل خلال حرب غزة الأخيرة.
    كما شهدنا توحدًا إعلاميًا من حماس وفتح في دعم هذه المبادرة، وألقت حماس بثقلها الإعلامي وراء مبادرة قرية باب الشمس بالإضافة لمشاركة عدد من المحسوبين عليها في بناء القرية والسكن داخلها، مما يؤكد على سياستها (والتي أعلن عنها مشعل أكثر من مرة) في تبني كافة أشكال العمل المقاوم وعلى رأسها المقاومة الشعبية.
    لقد كان اختيار المكان والتكتيكات موفقًا، فالمكان الذي اختير شرقي مدينة القدس والقريب من بلدة العيزرية وحي جبل المكبر ومستوطنة معالية أدوميم (والذي يطلق عليه الصهاينة اسم e1)، هو البقعة الوحيدة في محيط القدس والتي لا يوجد بها مستوطنات، حيث أحاط الصهاينة القدس بكافة جهاتها بالمستوطنات محولةً الأحياء العربية داخل المدينة إلى جيتوهات معزولة.
    فالصهاينة يخططون لإقامة مستوطنات ومقر لقيادة شرطة الاحتلال في المنطقة، لإكمال الطوق وقطع الطريق على أي دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس، فضلًا عن أنها ستقطع أي تواصل بين شمال وجنوبي الضفة الغربية، وفي نفس المنطقة تسكن عشيرة عرب الجهالين البدوية.
    ولعرب الجهالين قصة تلخص مأساة الشعب الفلسطيني فقد طردوا من صحراء النقب عام 1948م واستقروا في المنطقة الممتدة بين شرقي القدس والبحر الميت، وبعد حرب عام 1967م أعلنت أغلب المنطقة عسكرية مغلقة وطردوا من أماكن سكناهم أكثر من مرة من أجل إقامة وتوسعة مستوطنة معالية أدوميم لينتهي بهم المطاف أخيرًا عند مكب نفايات مركزي قريب من بلدة أبو ديس، وحتى مكب النفايات استكثره عليهم الصهاينة وقاموا ببناء أجزاء من الجدار تقطع أراضيهم وتمهد لطردهم من المكان؛ هذه باختصار قصة الشعب الفلسطيني مع المشروع الصهيوني الذي سيلاحقه حتى آخر رمق ولن يعطيه حتى مكب نفايات.
    كما اختار القائمون على قرية باب الشمس أرضًا خاصة فلسطينية لبنائها ولم يقوموا ببنائها على أرض حكومية (أميرية) لكي لا تعترض حكومة الاحتلال كونها تعتبر نفسها صاحبة الأحقية بالأراضي الحكومية، وعند التوجه للمحكمة العليا الصهيونية قال أصحاب المبادرة أنهم في سياحة وأنهم لم يبنوا بالحجر بل نصبوا خيامًا فأمهلتهم المحكمة ستة أيام حتى يخلو المكان.
    لماذا تحركت حكومة الاحتلال بسرعة؟
    لكن حكومة نتنياهو لم تمهلهم أكثر من ست ساعات وسارعت لاقتحام القرية وتفكيكها وتدميرها، فحكومة الاحتلال لا تريد أن تكسب المبادرة زخمًا شعبيًا وإعلاميًا يعطيها قوة دافعة شعبية فلسطينية وربما تدفع أطراف خارجية للتدخل لصالح أهالي القرية.
    إن قفز حكومة الاحتلال عن القوانين الصهيونية وعن قرارات المحكمة العليا (رغم أن القوانين مطوعة بشكل كبير لخدمة العنصرية الصهيونية) لا يعني إلا شيئًا واحدًا، أن هذه مبادرة خطيرة يجب قمعها ووأدها في مهدها.
    الأرض عند الصهاينة خط أحمر لا يدركه أغلب الفلسطينيون والعرب، لأنه عند وضع الأمور على المحك: محك الحق والباطل سيتعرى الصهاينة أمام العالم وتظهر لصوصيتهم أمام الجميع، موقفهم ضعيف وهزيل في قضية الأرض وحق الفلسطيني في استعادة أرضه المهددة بالمصادرة أو التي طرد منها آباءه وأجداده.
    ولعل في قرى الغابسية وأقرث وكفر برعم توضيحًا لما أريد أن أصل إليه، فقد طرد سكان هذه القرى بين عامي 1949م و1950م بأوامر عسكرية من جيش الاحتلال بترك قراهم لأسباب أمنية لمدة أسبوعين، وانتهى الأسبوعين وشهرين ومرّ أكثر من ستين عامًا ولم يعودوا، بالرغم من أنه صدرت بعد ذلك قرارات من المحكمة العليا الصهيونية تقضي بعودة أهالي القرى.
    وبعد نقاشات في الكنيسيت الصهيوني وواسطات وأخذ ورد قالوا سنسمح بعودة أهالي قريتي أقرث وكفر برعم فقط، وحتى لا يفتح ملف عودة اللاجئين الفلسطينيين جاء في قانون الكنيسيت أنها أول وآخر مرة يسمح بعودة اللاجئين (هكذا بكل وقاحة وصلافة)، ومع ذلك لم يطبق قانون الكنيست ولم يطبق قرار الحكومة وكانت هذه المرة الحجة أن أبقار المستوطنة المجاورة للقريتين لن تجد مكانًا ترعى به وتم تمييع القضية وإماتتها.
    الصهاينة يرتعبون خوفًا من حق العودة كما يرتبعون من وقف الاستيطان في الضفة الغربية، لأن ذلك يعني بداية موت مشروعهم وفتح المجال لعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه، لهذا كان التصرف السريع والصارم بتدمير القرية.
    مع أنه في الحالات المقابلة عندما يقوم المستوطنين الصهاينة بالاستيلاء "غير القانوني" على أراضي حكومية (حسب تعريف حكومة الاحتلال لأنه حسب تعريفنا كل الكيان غير قانوني) فإنها تبدأ مسرحية مساومتهم والتوسل لهم لكي يغادروا وفي النهاية تتم تسوية الموضوع بأن يقدموا طلبات للترخيص وتسوية الوضع القانوني.
    ما الذي حققته قرية باب الشمس؟
    أولًا، ساهمت بفضح الطبيعة العنصرية للكيان الصهيوني، تاركةً أداة بيد القوى الشعبية المؤيدة للقضية الفلسطينية في الغرب تحديدًا، لتشرح طبيعة الكيان الصهيوني المماثلة لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
    ثانيًا، وهي أهم نقطة فقد ساهمت بتعريف الشعب الفلسطيني على مكامن القوة لديه، فلا شك أن فتح ملف الاستيطان وحق العودة هي أداة قوية بيد الفلسطيني، لم تستغل مطلقًا والذي تعود على اللجوء والتشريد والمصادرة بدون كثير مقاومة وكأنها قدر محتوم لا فرار منه.
    بأيدينا مستندات قانونية، وأوراق ملكية، بل واعتراف صريح من الصهاينة بالأراضي التي سرقت في فلسطين (حيث تصنف على أنها أملاك غائبين) لماذا لا يتقدم الغائبون ويطالبوا بها في كل المحافل ومن خلال مبادرات مماثلة لباب الشمس؟ بأي حق وبأي قانون يمنع "الغائب" من حقه القانوني والموثق؟ إنها قوانين عنصرية مطابقة تمامًا لقوانين ألمانيا الهتلرية وجنوب أفريقيا العنصرية، موقف الصهاينة ضعيف وهزيل لكن أحدًا لم يبادر للآن.
    ثالثًا، لا شك أن الحدث يأتي ضمن عمل تراكمي يستنزف الصهاينة نفسيًا وإعلاميًا، وهذا يؤثر على مسيرة الاستيطان في الضفة الغربية وفي الكيان الصهيوني ككل، لكن بشرط استمراره وتراكمه، فحدث أو حدثين لن يعملا أي شيء.
    رابعًا، قد تكون هذه الفعاليات شرارة انطلاقة لانتفاضة فلسطينية أكثر عنفًا وقوة في وجه المحتل الصهيوني، وإن كان من المستحيل التنبؤ بمكان أو زمان انطلاق أي شرارة، لكنها تبقى احتمالية قائمة.
    أوجه القصور في النشاط الشبابي:
    اولًا، ما زالت الفعاليات بعيدة عن الزخم الشعبي الذي يعطيها قوة الاستمرار والديمومة اليومية التي تستنزف الاحتلال بحق، وخاصة أن العنصر الأساسي لأي حراك شعبي وهم طلاب المدارس الثانوية غائبين عن أغلب هذه النشاطات وخاصة ما يتم تنظيمه في مناطق بعيد عن التجمعات الفلسطينية مثل الطرق الالتفافية أو قرية باب الشمس أو المستوطنات.
    وعليه يضطر النشطاء نظرًا لمحدودية العدد والإمكانيات إلى المباعدة بين نشاطاتهم مما يفقدها الزخم اللازم ليكون مؤثرًا ومزعجًا بالنسبة للاحتلال.
    ثانيًا، بالرغم من تظاهرها بدعم المقاومة الشعبية ومشاركة عناصر من حركة فتح بهذه النشاطات إلا أن السلطة الفلسطينية لا تريدها أن تخرج عن خطوط حمراء حددها الصهاينة، فقامت أجهزتها الأمنية في أكثر من مرة باستدعاء نشطاء باللجان المقاومة للجدار وتهديدهم، وقامت بقمع أكثر من مظاهرة انطلقت من رام الله نحو مستوطنة بيت إيل الملاصقة لها، وأخيرًا قام عناصر الأمن الوقائي يوم أمس باعتقال أحد المشاركين بقرية باب الشمس بعيد الإفراج عنه من عند الصهاينة وهو الشاب قتيبة عازم من نابلس.
    وحتى في حرب غزة الأخيرة حاولت السلطة منع الصدام مع الصهاينة لكنها فقدت السيطرة على الأرض، ووجهت رسالة للصهاينة يجب أن توقفوا الحرب على غزة لأننا لا نسيطر على الميدان وقد تفلت الأمور نهائيًا من بين أيدينا.
    فالسلطة ما زالت تفكر بعقليتها الديناصورية القديمة وما زالت أجبن من أن تغضب الصهاينة، وحتى شهدنا استغلالًا مقرفًا من جانب صائب عريقات "كبير المستكشفين" لقرية باب الشمس عندما قال أنها تعبير عن إيمان القائمين عليها بحل الدولتين، علمًا بأن جميعهم تقريبًا (بما فيه المحسوبين على فتح) يرفضون هذا الحل جملةً وتفصيلًا.
    ثالثًا، بدون زخم شعبي يصعد الموقف مع المحتل وبدون رفع السلطة يدها عن الشارع، فلن نرى تدخلًا عربيًا أو دوليًا يضغط على الاحتلال، كما رأينا في غزة حيث لم يتدخل العالم إلا بعدما قصفت تل أبيب فجاءت أمريكا وقدمت حلًا فيه تنازلات للفلسطينيين، وما لم يتأزم الوضع في ميدان الضفة الغربية بما يزعج الصهاينة ستبقى هذه المبادرات مجرد حراك إعلامي يساهم يرفع المعنويات ويساهم بالتعبئة الإعلامية.



    "حماس"..ما بعد انطلاقة "فتح"
    الرسالة نت ،،، مؤمن بسيسو
    في غمار المطالبات الملحة بإحداث التغيير الوطني لا يمكن وضع حركتي فتح وحماس في سلة واحدة.
    التغيير المطلوب من حركة فتح تغيير بنيوي وسياسي يطال جذر مواقف وسياسات وبرنامج الحركة، غير أن المطلوب من حماس يكمن في إعادة صوغ علاقتها مع الجماهير في ظل المتغيرات الدراماتيكية التي تعيشها المنطقة والعالم.
    الخطوة الأهم التي ينتظرها شعبنا من حماس في هذه المرحلة تكمن في إعادة صوغ العلاقة مع الجماهير، وبسطها على أرحب ما يكون، سياسيا وأمنيا واجتماعيا.
    لا خلاف على حجم التأييد الشعبي الذي تملكه حماس فلسطينيا، فالحق يقال أن الحركة، وخاصة في قطاع غزة، استطاعت أن تحافظ على عناصرها وأنصارها في غمرة التقلبات العاصفة التي أصابت الحالة الفلسطينية بفعل قسوة الحصار وأدواء الانخراط الفجائي في مسار الحكم بعيدا عن مفاعيل التهيئة المسبقة، إلا أن الوجه الآخر للحقيقة يكمن في أن الحركة فقدت رصيدا جماهيريا لا يستهان به بفعل بعض السياسات الخاطئة، ورعونة أداء بعض أجهزتها الحكومية في التعامل مع المواطنين، والفجوة التي تكرست في إطار علاقة الحركة وتواصل أبنائها مع الشارع والمجتمع عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة.
    في غمرة جهود تثبيت الركائز وإرساء القواعد التي ميزت المرحلة الماضية التي طغت عليها تجليات الصراع الداخلي من جهة، والصراع مع الاحتلال من جهة أخرى، اجتهدت الحركة خطأ بشأن سياسة الرد بالمثل على ما يجري في الضفة الغربية، ولم تضع في أولوياتها مدى الآثار السلبية التي يمكن أن تُخلفها عديد السياسات الإدارية الخاطئة الصادرة عن بعض الأجهزة الحكومية، واكتفت بعقوبات آنية لعناصر أجهزتها الأمنية التي تسيء التعامل مع الناس، وغفلت عن النزول الجميل والتواصل الحقيقي مع الناس والمجتمع رغم بعض المحاولات الموسمية التي اجترحتها الحركة بلا أي عائد بعيد أو ثقل استراتيجي.
    من المفيد التذكير أن الاجتهادات التي أدارت المرحلة السابقة بنوع من الانغلاق وضيق الأفق لم تضع ضمن أجنداتها وتفكيرها حسابات الجدوى الخاصة بالنتائج والمآلات، واعتقدت أن سلامة الحال والمسار السياسي، وحجم العطاء والتضحيات في ميدان المواجهة مع الاحتلال، كفيل بتعديل الموازين والتماس العذر في الحفاظ على استقرار جبهة القطاع بعيدا عن أي حراك حزبي أو فصائلي ذو بال.
    ما أثبته الميدان أن بسط الحريات وسلامة العلاقة وحسن التواصل مع الناس كان في كفة، ونظافة السياسة والبلاء الحسن في وجه الاحتلال كان في الكفة الأخرى.
    ومما يبدو فقد أدركت حماس هذه الحقيقة مؤخرا، واستخلصت العديد من دروس وعِبَر المرحلة الماضية، ما دفعها لإحداث مراجعات قيّمة في إطار عمل وأداء أجهزتها الحكومية، وتحسين علاقاتها بالمواطنين، وبسط الحريات الفصائلية في عموم القطاع.
    إعادة تفعيل النظرية الاجتماعية أهم ما يمكن أن تبتدره حماس خلال المرحلة المقبلة، فالحركة بأمس الحاجة إلى استعادة الرصيد الشعبي الذي انزوى عنها خلال سني الحصار والانقسام الأخيرة، والعمل مجددا على نشر فكرها الوسطي وبرنامجها الواضح وثقافتها الأصيلة في واقع المجتمع، ولن يتأتى ذلك إلا عبر إعادة ترميم العلاقات ونسج آليات وخطوط التواصل مع الناس من جديد.
    لا نقدح في مكانة وأهلية حركة فتح، لكن سقوط برنامجها السياسي وعدم توفر ما يشير إلى جنوحها حتى اللحظة إلى مقتضيات ودواعي الإصلاح السياسي والوطني، من شأنه أن يحصرها في زوايا الماضي المجيد والتغني بأناشيد الثورة التليدة فحسب، ويعبّد الطريق أمام التفاف جماهيري أوسع مدى حول برنامج حماس ورؤيتها السياسية.
    إعادة صياغة العلاقة مع الناس بداية الطريق.



    ومات أبوه
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.فايز أبو شمالة
    مات أبوه في الذكرى الحادية والثلاثين لاعتقاله، مات يونس والحسرة تملأ قلبه على فراق ابنه كريم، مات العجوز يونس فضل يونس دون أن يودع بأصابع يديه وجه ابنه الأسير، مات وفي قلبه غصة؛ لأن ابنه لن يشارك في تلك اللحظة التي يتوارى فيها جثمانه تحت التراب، مات يونس دون أن يزحزح صخرة الظلم التي جثمت على صدره ثلاثين عامًا، انتظر خلالها انكسار الحزن، والإفراج عن ولده كريم؛ ليتوقف عن عد الأيام والليالي التي يعيشها ولده خلف الأسوار، ولكن دون جدوى، فقد تبخر الزمن الذي حلم فيه بزفاف ولده إلى عروسه، وانقضى الرجاء بأن يلعب أحفاده بين يديه، فجاءه الأجل ولما يزل يكره الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض الفلسطينية، قبل أن يصادروا عمر ابنه الأسير كريم يونس.
    وللحزن خلف الأسوار مذاق النعناع، وله رائحة شاي الصباح، حزن يختلط فيه ربيع قرية عارة الفلسطينية المغتصبة مع صدأ القضبان، حزن كريم يونس على فراق أبيه كان صامتًا كالسجن، وكان بطيئًا كحركة الأيام، وكان ثقيلًا بحجم المسافة الفاصلة بين عد الأسرى في الصباح وإغلاق السجن في المساء، وكان الحزن طويل القامة، عملاقًا يتسلق أسوار السجن، يتنقل بين الزنزانة وبيت العزاء، وبين حسرة الفراق على مدار ثلاثين عامًا، وشهقة الفراق الأبدي على هذه الأرض التي تحاصرها الأطماع الصهيونية.
    كريم يونس أقدم أسير فلسطيني في السجون (الإسرائيلية)، عجزت الثورة الفلسطينية عن تحريره من سجون الاحتلال، وقصّرت السلطة الفلسطينية عن تحريره من الأسر، لذلك أصبغنا عليه الألقاب التي تفضح ضعفنا، وتكشف تخاذلنا، وبدل أن نعيب مشوارنا السياسي، وننتقد نهجنا التفاوضي، قفزنا في الهواء، وأطلقنا عليه لقب عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب.
    فهل يحق لنا أن نفتخر ونفرح بأننا نترك أسرانا أكثر من ثلاثين عامًا في السجون؟!، هل يحق لنا أن نتباهى بين الأمم بعدد أسرانا الذين يمضون عشرات السنين من أعمارهم خلف أسوار السجن؟!، هل صرف الرواتب للأسرى خلف الأسوار جاء بديلًا عن تحريرهم من الأسر؟!
    إن كل الألقاب والمسميات التي نصبغها على الأسرى لا تعادل لحظة حرية، وإن كل الأموال التي تقدمها السلطة لأهالي الأسرى لا تعادل لحظة كرامة، وإذا نجحت السلطة الفلسطينية في إشغال الناس عن تحرير كل فلسطين بالدرجات الوظيفية، والتعيينات، والترقيات، ثم تأخر صرف الرواتب؛ فمن العار أن يصير توزيع الألقاب والدرجات الوظيفية والرواتب الشهرية على الأسرى بديلًا عن كسر الأقفال وتحريرهم.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 250
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:58 PM
  2. اقلام واراء حماس 244
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:20 PM
  3. اقلام واراء حماس 243
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:18 PM
  4. اقلام واراء حماس 242
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:17 PM
  5. اقلام واراء حماس 241
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:16 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •