النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 305

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 305

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.gif[/IMG]

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]














    ما هذه الاعتقالات في غزة؟!
    بقلم: أكرم عطا الله عن صحيفة الأيام
    كعادته في السنوات الأخيرة، يصر الانقسام على جرّنا إلى الوراء دوماً؛ حتى لا نكتب عن قضايانا الوطنية، لتمتلئ أوراق الصحف عن المصالحة والانقسام والاقتسام وجولات الحوار واعتقال الأشقاء للإخوة الأعداء، والتي يبدو أن كل الاتفاقيات السابقة واللاحقة لن توقفها، وكأنها أصبحت جزءاً من تراث الاستبداد الفلسطيني.
    كنت أجهّز للكتابة عن الانتخابات الإسرائيلية ونتائجها التي ذهبت يميناً، لكن مكالمةً متأخرةً في الليل لأم مهند الكحلوت، وبكاءها حد الانهيار بعد أن اعتقل الأمن الداخلي ابنها أقنعني بالعدول عن الفكرة، والعودة إلى الغرق في وحل الانقسام، ولأن "ظلم ذوي القربى أشد مضاضة"، فكيف يمكن تفسير أن يعتقل الفلسطيني فلسطينياً، هاتوا كل خبراء البلاغة واللغة لإقناع تلك المرأة أن ابنها اعتقل من أجل الوطن وحتى لا يتم تخريب المصالحة...!
    الاعتقالات التي تمت خلال نهاية الأسبوع الماضي كانت مفاجئةً وصادمةً من حيث توقيتها، فهي اعتقالات سياسية بامتياز ولأبناء "فتح" وهي الخصم المباشر لحركة حماس التي تقود أجهزة الأمن، فلا يعقل أن تتم هذه الاعتقالات على مسؤولية الأمن بعيداً عن القيادة السياسية التي يفترض أنها توجه الأمن، وفي هذا سؤال كبير عن وجهة المصالحة ومدى جدية القيادة السياسية لحركة حماس.
    اعتقالات بالجملة تتم خارج القانون ودون وجود جريمة منصوص عليها، والتهمة تحمل قدراً كبيراً من استغباء الشعب بأن المعتقلين من أبناء "فتح" يسعون إلى تخريب جهود المصالحة، فأبناء فتح بقطاع غزة والذين يدفعون يومياً ثمن الانقسام هم الأكثر توقاً لتلك المصالحة؛ لسبب بسيط هو الإسراع في رفع الضغط عنهم، فلو قيل ذلك عن مناصري فتح بالضفة لكان يمكن فهمه، لكن في غزة هذا بعيد عن المنطق وتحتاج حركة حماس إلى جهود جبارة لإقناعنا بذلك، وأراهن أنها ستفشل.
    صديق من إحدى مؤسسات حقوق الإنسان يقول إنه تلقى مبرر الاعتقال بأن بعضهم تحدث منتقداً وبما لا يليق زيارة رئيس الوزراء الماليزي لغزة، وإن كان ذلك صحيحاً، ألهذه الدرجة وصلنا من قمع الحريات وتكميم الأفواه؟ أليس من حق أحد أن يتحدث؟ والأهم من ذلك هل يساوي رئيس الوزراء الماليزي وحتى أمير قطر وكل الذين يعانون من انكشافهم الوطني والقومي ويأتون إلى غزة الصامدة لتغطيهم.. يساوون جميعاً دمعة أم فلسطينية لم تكتمل فرحتها بعد بخروجها بأبنائها أحياءً بعد حرب غزة الأخيرة لتصحو على كابوس اعتقاله؟ فأي نظام سياسي هذا يبشّرنا به قادته.
    التهمة الأبرز لهؤلاء أنهم مؤيدون لمحمد دحلان ويرفعون صوره ووزعوا باسمه مساعدات لبعض العائلات، وإذا كان ذلك صحيحاً فهل هذه تهمة؟ لماذا لا يتنافس أعضاء المجلس التشريعي على مساعدة العائلات والأهم من ذلك أن غزة لم تعد تعرف نفسها سوى أنها منطقة التسوّل الأكبر في العالم، وهكذا تعلنها حكومتها وهي مفتوحة لكل من يتصدّق عليها، فهل في صدقة دحلان ما يستدعي كل هذا الجو المعكّر للمصالحة؟ فغزة مفتوحة للمال القطري والأميركي والإسرائيلي والإيراني والأوروبي وإذا ما فتح تحقيق قد يصل الأمر لاكتشاف أن للصومال وميكرونيزيا أيادي ممولة في غزة.
    هل تبقى شرعية لنظام سياسي ليقوم بحملات اعتقال تشمل صحافيين حتى؟ فحركة حماس دون شرعية دستورية بعد مرور السنوات الأربع على حكمها كما جاء في نصوص القانون، فهي تمتلك الشرعية الثورية وهذه لا تخولها سوى لاعتقال العملاء وملاحقتهم، أما غير ذلك فليس من حق أحد أن يدعي شرعية دستورية، فنحن محكومون بقوة العسكر لا بقوة القانون، بقوة الأمن لا بقوة الصندوق، ومن يذكر بعيد انتخابات 2006 حين تعثرت الحكومة التي شكلتها حركة حماس وبدأت مطالبات بإسقاطها وإجراء انتخابات؟ كانت ردود الحركة حينها "إن الشعب أعطانا تفويضاً بالحكم لأربع سنوات" كان هذا صحيحاً والآن يحق لكل مواطن أن يسأل "بأي حق تحكموننا بعد السنوات الأربع"؟ وبأي حق تعتقلون من يعترض معكم.
    الناس تعبّر عن نفسها في صفحات التواصل الاجتماعي وفي المنتديات، وهذا أدنى حق من حقوقها طبعاً، شريطة عدم الإساءة للآخرين والمس بهم وهذا غير مقبول، وقد تكفّل القانون والمحاكم والشرطة المدنية بالتعامل مع هذا النوع من القضايا وليس الأمن الداخلي الذي يجب أن ينكفئ فقط للتعامل مع العملاء وتحصين الوطن من الاستهداف والاختراق الإسرائيلي وقد سجل نجاحات لافتة في هذا المجال خلال السنوات الماضية كانت مدعاة للاحترام، أما أن يتدخل في الاقتصاد والإعلام والزراعة والتجارة واللباس والتضييق على المجتمع وحرية الرأي وباقي مناحي الحياة، فإن في هذا استنساخاً لأسوأ النظم الديكتاتورية في العالم العربي التي جرفتها رياح التغيير في المنطقة.
    وبمناسبة الحديث عن السلطة والشرعيات صادف أمس دخول السنة الرابعة لانتهاء الولاية الدستورية لمؤسسات السلطة، من يذكر عام 2009 وهو العام الذي أبدت خلاله حركة حماس حرصاً على الدفاع عن حقوقنا باختيار قادتنا حين اخترعت مصطلح "الرئيس المنتهية ولايته" عندما مرت 4 سنوات على انتخاب الرئيس، ومن يذكر كيف سحب هذا المصطلح من التداول حين أصبح المجلس التشريعي الذي فازت الحركة بأغلبيته "منتهية ولايته"، فقد انتهت ولاية الجميع وفقاً للقانون وما جرى هو مؤامرة التواطؤ على حق الشعب بالاختيار، وما زالت مستمرة بل وترسّخ نفسها بصورة بعيداً عن نموذج الحكم الذي يحلم به أي مواطن بعد هذه الحروب الكثيرة والمسيرة الطويلة المعبّدة بالدم والأسرى، نموذج يحمي حقوق وكرامة الأبناء والأمهات، لا النموذج الذي يجعل المواطن أرخص ما نملك وينتزع الأبناء من أحضان أمهاتهم بتهم لا تندرج إلا في إطار المعارضة الطبيعية، فيا سادة، وفّروا دموع الأمهات لحروب قادمة، فالإسرائيلي وحروبه المجنونة يتكفل بها.

    الصحافة في غزة تحت بساطير العسكر
    بقلم: منال خميس عن وكالة معا
    اليوم وفي ظل التصريحات الايجابية، التي حتى الآن لم ترتقِ الى مستوى الفعل في ملف المصالحة، تواصل حماس اعتقال واستدعاء صحفيين من قطاع غزة تحت ذرائع أصبحت مكشوفة للجميع ، فمن يتم اعتقاله تهمته جنائية تهدف لزعزعة الأمن العام واليوم تهمة جديدة نشكر من اخترعها فقد بذل جهدا كبيراً لتأليفها، وهي أن المعتقلين ليسوا صحفيين، وأنهم مواطنين يسعون لتعكير اجواء المصالحه، والعمل ضد الرئيس، فمنذ متى وحماس قلبها على الانشقاقات داخل فتح وعلى من يعمل ضد الرئيس؟ ومن هي الجهة التي حددت لهم من هو الصحفي؟ ومن هو غير الصحفي؟
    وبصراحه لم يفاجئني بيان وزارة داخلية حماس بشأن اعتقالها الصحفيين، فقد بات الأمر عاديًا، وحتى مُستغرب ومُستهجن إذا لم يكن كذلك.
    فأذكر أنه في جلسة التحقيق الأخيرة معي، ورغم ان أسئلة واتهامات الثلاث محققين، خاضت بتفاصيل التفاصيل فيما يتعلق بعملي الصحفي والتنظيمي، خرج ناطقهم وصرح بأن التحقيق معي كان على خلفية جنائية، وقال لي أحدهم يومها، نحن مع حرية الرأي، ولسنا ضد الصحافيين، كنت أريد أن أصدقه ولكن ردي عليه كان بمفهوم، كيف اصدقك وهذا أثر فأسك؟ اعتقالات ومداهمات ليلية وزوار فجر ثقلاء على قلوبنا .. زوار نكرههم حد الموت، زرعوا الرعب والكرهية في قلوبنا وفي قلوب اطفالنا ونسائنا وامهاتنا وآبائنا .
    والمضحك أنه في كل مرة وبعد كل انتهاك لحقوق الصحفيين، تخرج داخلية حماس ببيان ووعود بحرية وضمان العمل الصحفي ولكن في اقرب مناسبة يكون صحافيو حركة فتح هم ضحايا هذه الحرية وضحايا هذه الديمقراطية التي تدعيها حماس فهم أبناء البطة السودا الذين يجب أن يداسوا في كل حين.وسبحان الله أبناء حركة فتح ومن دون خلق الله في قطاع غزة دائماً متآمرون ودائماً مشبوهون ودائماً في كل تحركاتهم مراقبون، ولا أعرف حتى الأن عن أية ديمقرطية او أي ضمان لحرية العمل تتكلم حماس؟ فعلى ما يبدو أن فهم الحرية قاصر لديها لأن من يمتلك بداخله عقلية المؤامرة يفترض تآمرية المجموع عليه. لذلك يبقى فهمه قاصراً دون ن يدرك أن الناس حين يفيض بها الكيل يصبح عندها كل قول ممكن مهما وضعت عليها من حسيب ورقيب!
    صحفيو حركة فتح الآن هم ضحية صورة نقلوها، أو كلمةٍ كتبوها، كلمة لم يستطع الآخرون قراءتها، فقرروا ليرتاحوا منهم اعتقالهم وحبسهم نيابة عن الأميين في الارض جميعاً.
    وما سبق يطرح السؤال المهم؟ أين كتاب الرأي؟ وأين الكتل الصحفية في قطاع غزة اليسارية والشرقية والغربية والاسلامية، التي تدّعي العمل من أجل الصحفيين لوقف مهزلة الاعتقالات والاستدعاءات بحق صحفيي فتح؟ أم أن وجودها والحراك الذي تقوم به فقط لاختبار قدرات أخرى لديها يعلمها الجميع؟ أم أن انغماس هذه التكتلات الصحفية في ذاتها لا يريها الا نفسها بعد أن قررت استبعاد الآخرين ؟
    و أين المراكز الحقوقية التي تدفع رواتب ضخمة لموظفيها هل هي موجوده فقط لأرشفة وتوثيق الاعتقال والانتهاك ؟
    ولأنه أصبح لدينا قناعة بأن حرية الرأي وحرية العمل في قطاع غزة مثل البورصة، ترتفع أو تنخفض حسب المناخ السياسي العام فاذن ما هذه التصريحات الايجابية عن المصالحة التي ترافقها خطوات قمعية ضد الصحفيين تجعلنا نتخبط بلا أمل.
    بالمناسبة ماذا يفعل أحمد نصر وقيادة المحافظات الجنوبية لحركة فتح في القاهرة وصحفيونا هنا في قطاع غزة تحت بساطير العسكر؟
    كم نحن يا زملائي الصحفيين مساكين، نعرض حياتنا للخطر مقابل كلمة، بينما الآخرون منا يحيطون أنفسهم بالحرس والـ ... .

    الزيارات الرسمية لغزة مرفوضة
    بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة
    قام رئيس وزراء ماليزيا، محمد نجيب عبد الرازق الاسبوع الماضي بزيارة لمحافظات غزة، مخالفا بذلك ما كان اتفق عليه مع الرئيس محمود عباس. لا سيما وان الزيارة صبت في خيار تعزيز الانقسام ودعما للانقلاب بغض النظر عن التصريحات، التي ادلى بها المسؤول الماليزي.
    ذريعة إيصال المساعدات لابناء الشعب الفلسطيني في غزة، لم تنطلِ يوما على اي مواطن فلسطيني. لأن لايصال المساعدات ورفع الحصار الف طريقة دون زيارات المسؤولين الى الاراضي الفلسطينية الخاضعة للانقلاب الاسود. لان وصول المسؤولين ولقاءهم قيادات حركة حماس، على اعتبار انهم ممثلو “الشعب” فيها خرق لمكانة الرئيس ابو مازن، كرئيس منتخب للشعب، وخرق لمكانة القيادة الشرعية ومنظمة التحرير الفلسطينية، والوجه الآخر للموقف تعميق الانقسام والانقلاب. وهو ما يتناقض مع اي غيور من المسؤولين العرب والمسلمين والامميين.
    المسؤول الذي يريد مساعدة ودعم ابناء الشعب الفلسطيني في اي جزء من اجزاء الوطن، عليه ان ينسق مع القيادة الشرعية برئاسة الرئيس محمود عباس قبل اي توجه او تنفيذ اي خطوة، لتحقيق الهدف المراد من المساعدة. ومن يتجاوز ذلك عربا ام اجانب، اشقاء ام مسلمين ام اصدقاء يكون يعبث بمصالح الشعب الفلسطيني, الامر الذي لن يسمح به الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية وقيادته الشرعية.
    بالتأكيد حصلت اخطاء سابقا منذ زيارة امير قطر مطلع تشرين الثاني نوفمبر الماضي في معالجة الزيارات الرسمية، شكلت مدخلا لأولئك المسؤولين كي ينتهجوا السلوك المعادي ذاته للمصالحة والوحدة الوطنية من خلال زياراتهم ولقاءاتهم لقادة حركة حماس الانقلابيين. الامر الذي يملي على القيادة الوطنية وضع آليات محددة وواضحة لكيفية التعاطي مع اي زيارة لأي مسؤول بغض النظر عن موقعه او البلد الذي يمثل لحماية المصالح الوطنية العليا ووحدة الارض والشعب والنظام السياسي التعددي.
    هذا الموقف لا يتعارض مع المناخات الايجابية، الراشحة عن لقاءات حركتي فتح وحماس بشأن المصالحة، والى ان تتحقق المصالحة الوطنية, وتعود الشرعية برئاسة الرئيس عباس والحكومة الشرعية الواحدة لجناحي الوطن وخاصة محافظات الجنوب، ويستعيد النظام السياسي الواحد والموحد التعددي دوره ومكانته لتمثيل مصالح المواطنين، يمكن لأي مسؤول ان يأتي الى اي جزء من الوطن الفلسطيني وفق البرتوكول والتنسيق الديبلوماسي بين البلدين من خلال جهات الاختصاص.
    لكن طالما المصالحة والوحدة الوطنية لم تقم، فلا يجوز لأي مسؤول زيارة محافظات غزة، واجراء لقاءات مع اي مسؤول من قيادة الانقلاب الحمساوي. وان تم التجاوز والاصرار على الزيارة، فإن ذلك يعتبر تعديا وعدوانا على مصالح الشعب العليا، واستهدافا لمكانة القيادة الشرعية برئاسة الرئيس محمود عباس، وبالتالي سيواجه بالرد الوطني المناسب.
    ولا يجوز ان يفهم من حرص الشعب والقيادة لدعم كل شقيق وصديق لنضال الشعب الفلسطيني وتحرره من الاحتلال الاسرائيلي، ان زيارة غزة مسموح بها. لان من يريد دعم كفاح الشعب الفلسطيني, عليه ان يلتزم بما تقرره القيادة الشرعية, قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

    "بالـــزاف" !
    بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
    هي كلمة تونسية، ومن معانيها: بالخلاصة، بالمحصلة، بالسلة وما فيها، الكل والكليلة.. إلخ.
    فتحة القمع في الأسفل، والوعاء أسفله، وليكن أن حالنا وحال إسرائيل مثل الوعاء تحت القمع. نحن في بلهنية الصلحة، وهم في بلهنية الائتلاف الذي سيحكم. لديهم عجز 40 مليار شيكل، ولدينا ما تعرفون من عكازتين وعكاكيز في ميزانية السلطة!.

    1 ـ البنوك
    السلطة مفلسة تقريباً، وتستلف من البنوك، ولكن 1,5 مليار دولار ديون السلطة للبنوك، وفوقها قروض البنوك للأفراد والمؤسسات البالغة 417 مليوناً، لا تعني سوى نتيجة مفاجئة، وهي أن بنوكنا العاملة (عربية وفلسطينية) أسعد حالاً من بنوك أوروبا، إسرائيل والأردن، وهذا حسب صندوق النقد الدولي، الذي لاحظ أن نسبة رأس المال إلى الأصول في مصارفنا هي 24%، بينما هي في البنوك الأوروبية المتعثرة بين 7ـ10% وفي إسرائيل 8%.
    هذا بفضل أمرين: العملاء لا يسحبون كثيراً من الودائع، وسلطة النقد الفلسطينية، التي تعمل عمل "بنك مركزي" تضبط النظام المصرفي.. وبالتالي "هذا مثال تحتذي به دول أخرى"، كما يقول صندوق النقد. وفي "الزاف"! السلطة لن تفلس سياسياً، ولا البنوك مالياً.

    2 ـ "اليعازر"
    بعد سابقة القرى (بالأحرى المخيمات) التي يقيمها نشطاء على الأراضي المهددة بالاستيطان.. ها هي مبادرة نشطاء تشكل، مثل الأولى، سابقة: اقتحم نشطاء بأعلامهم الفلسطينية ولافتاتهم مستوطنة "اليعازر" المقامة على أراضي بلدة الخضر... تدافشوا مع الجنود، ودخلوا المستوطنة، وبعضهم بقي على أسوارها، وأغلقوا مؤقتاً الشارع 60 الاستيطاني.
    "اخرجوا من حدود دولة فلسطين".. هتف النشطاء، الذين توجهوا أيضاً إلى مستوطنة "دانيال" القريبة.
    تقرؤون في محصلة بؤر الاحتكاك مع الاستيطان أن قرية "بدرس" انضمت إلى 9 ـ 10 بؤر احتكاك أسبوعية، بعدما قتل الجنود بدم بارد شاباً وتلميذاً له من العمر 16 سنة.
    الاحتجاج الشعبي كان شرارة اندلعت في بلعين، ثم صارت شعلة في "باب الشمس" و"باب الكرامة".. وها هي مع اقتحام مستوطنة "اليعازر" تغدو بداية حريق.

    3 ـ "لجنة تواصل"
    انتهى اقتحام المستوطنة بلا ضحايا، لأن من بين النشطاء إسرائيليين يناهضون الاستيطان والجدار، واليهود لا يقتلون اليهود لخلاف في الرأي.
    كان هاجس الجيش أن يحاصر آلاف النشطاء مستوطنة ما ويقتحموها سلماً، وتحقق هذا الهاجس أخيراً وجزئياً بعد أن دأب المستوطنون على توسيع مجالهم الحيوي، واقتلاع الأشجار في هذا المجال، ومنع الفلاحين من حصاد الزيتون، أو فلاحة أراضيهم.
    هذا على النطاق الشعبي، أما على النطاق الرسمي السلطوي، فإن لجنة تواصل أقرتها القيادة الفلسطينية، ستبدأ "حواراً" مع الأحزاب الإسرائيلية، في ضوء نتائج الانتخابات. لا توجد لجنة تواصل إسرائيلية رسمية مقابلة لهذا. من قبل استقبلت "المقاطعة" ـ رام الله، صحافيين وعسكريين متقاعدين وبرلمانيين ووزراء سابقين.. وأيضاً قيادة حزب "ميرتس".. والآن، أهلاً وسهلاً بمن يريد الحوار، بعد أن تشكلت لجنة اتصال خاصة. أمورنا متداخلة مع إسرائيل، ولكننا نتدخل ـ لا نتدخل وهم كذلك!

    4 ـ "باب الحل"
    انضم ملك الأردن إلى كبار الساسة الأوروبيين والأميركيين في التحذير من أن "باب حل الدولتين" يوشك على الانغلاق.. لكن الملك سدد رمية مباشرة: إما أن ينجح الرئيس أوباما في فتح الباب خلال ولايته الثانية.. وإما أن ينغلق باب الحل وينفتح باب المشاكل، الأمر الذي تحاول مبادرة أوروبية بموافقة أميركية الحيلولة دون ذلك.. وخلال هذه السنة!
    نحن في مطلع العام 2013، وفي الشهر الثاني من هذا العام سيبدأ وزير خارجية أميركا الجديد، جون كيري، جولاته العالمية من زيارة فلسطين وإسرائيل ودول المنطقة.. قبل أن تتشكل الحكومة الجديدة.. أو للتأثير في تشكيلها بالأحرى وخياراتها التفاوضية.
    كيري ضليع في الشؤون الدولية، والرئيس أوباما سيتركه يحاول إقناع إسرائيل أن تلتقط "طوق النجاة" الذي هو "الحل بدولتين". ولهذا المحارب القديم في فيتنام نظرية حل بسيطة: يجب البدء، أولاً، في ترسيم الحدود بين الدولتين، ومن ثم يسهل إيجاد حل لمشكلة الكتل الاستيطانية وباقي المستوطنات، وفق نظرية التبادلات الجغرافية.

    5 ـ حكومة الرئيس
    على حافة الانهيار يقف الاقتصاد الفلسطيني، وعلى حافة الصلحة تقف حركتا "فتح" و"حماس"، والصلحة تبدأ فور بدء عمل لجنة الانتخابات المركزية في غزة، ومن ثم تأليف حكومة فنيين برئاسة الرئيس نفسه.. ولمدة لا تزيد على ثلاثة شهور، للإعداد للانتخابات. رئيس السلطة يريد أن تصل المفاوضات مع إسرائيل حافة "الحل بدولتين"، وللحوار الفلسطيني أن يصل حافة المصالحة.. ومن ثم ينصرف الرئيس لتأليف الكتب!.

    6 ـ شارون
    اجتاز "كاديما" حافة السقوط، ويقال إن شارون، مؤسس الحزب، قد يجتاز حافة الموت السريري، ويصحو انتعاشة ما قبل الموت!
    ليست عقوبة شارون أن يموت.. بل أن يعيش ليرى ويسمع أين أوصل نتنياهو إسرائيل!.

    دعوة لبيد للمقاطعة ... مناكفة أم حنكة سياسية..؟ وما هي ملامح المرحلة التفاوضية القادمة؟!
    بقلم: زياد ابو زياد عن صحيفة القدس
    نقلت وسائل الاعلام عمن وصفته بمسؤول فلسطيني كبير بأن الرئيس عباس يعتزم دعوة يئير لبيد رئيس كتلة " يش عتيد " – أي يوجد مستقبل، التي فازت بتسعة عشر مقعدا في الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة إلى المقاطعة برام الله وأن هذه الدعوة تأتي في سياق سلسلة من اللقاءات التي يعتزم الرئيس عباس إجراءها مع عدد من رؤساء الكتل والفائزين في الانتخابات الاسرائيلية . ومع أن المرء لا يعرف مدى صحة هذا القرار الذي تناقلته وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية نقلا ً عن الموقع الالكتروني " واي- نت " التابع لصحيفة " يديعوت أحرونوت " إلا أن هذا النبأ يستحق التوقف عنده ومناقشته .
    وأول ما يخطر على البال حين قراءة هذا النبأ هو التساؤل عن جدواه وجديته وما إذا كان قرارا ً سياسيا ً أم محاولة لمناكفة نتنياهو، وهل سيستجيب لبيد لهذه الدعوة - إن كان النبأ صحيحا- ً أم أنه سيرفضها ولو بأدب تحسبا ً مما يمكن أن يكون لها من أثر سلبي على الساحة الاسرائيلية التي ستشهد بدءا ً من يوم الأربعاء القادم سلسلة من اللقاءات التي سيعقدها الرئيس الأسرائيلي – وليس الفلسطيني – مع رؤساء الكتل البرلمانية الفائزة ليستمزج رأيهم - حسبما هو متبع في التقليد الأسرائيلي - فيمن يرشحون لتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة.
    لقد ظهرت نبرة من الشماتة أو التفاؤل في تصريحات العديد من الناطقين الفلسطينيين في تعليقاتهم على نتائج الانتخابات الاسرائيلية سواء بالاشارة إلى أنها تُشكل نكسة أو هزيمة لنتنياهو أو أنها تثبت بأن الشعب الأسرائيلي يريد السلام والحل السياسي ولا يؤيد سياسة نتنياهو التوسعية . وبالرغم من إجماع المراقبين علن أن نتائج الانتخابات الاسرائيلية لم تكن كما أراد نتنياهو إلا أن تلك النتائج إن دلت على شيء فإنها تدل على أن قوة اليمين لم تضعف بل زادت تطرفا ً وأن المجتمع الأسرائيلي معني بشؤونه الداخلية أكثر من أي شأن آخر وأن السلام مع الفلسطينيين لا يقف على رأس سلّم أولوياته.
    وفي الحقيقة فإن تحليل نتائج الانتخابات الاسرائيلية يتطلب مقالا ً خاصا ً بذلك وهو الأمر الذي لا أقصده من كتابة هذا المقال وإنما أريد مناقشة أسلوب العمل السياسي الفلسطيني وخاصة ً على الساحة الاسرائيلية .
    يقولون " إعرف عدوك " ... ومعرفة العدو تساعد على معرفة كيفية التعامل معه، فهل نحن نعرف الجانب الاسرائيلي حق المعرفة ونعرف بالتالي كيف نتعامل معه ؟
    أشعر أحيانا ً بأن البعض تقوقع في معرفته بالجانب الاسرائيلي عند فترة زمنية سابقة يرفض أن يُغادرها، وأقول البعض وأعني البعض. فالمجتمع الاسرائيلي متغير، وتطورات الصراع بيننا وبينهم تترك بصماتها على سلوكهم، ناهيك عن حقيقة أن الاسرائيليين شأنهم شأن غيرهم من المجتمعات الحديثة يشهدون نهوضا ً لقوى اليمين وتراجعا ً لقوى اليسار والديمقراطية.
    والتعامل معهم يقتضي أن نأخذ بالحسبان كل المتغيرات الاجتماعية والأيديولوجية والاقتصادية وما تمليه حقائق الأمر الواقع على الأرض، إضافة ً للتطرف الديني المتزايد والآثار السلبية الكبيرة التي تُحدثها عملية غسل الدماغ المستمرة التي يتعرض لها الاسرائيليون والتي تهدف إلى الابقاء على شعور الخوف وعقدة التمترس - أو عقدة متساده - وتفسير الصراع على أنه نابع عن الكراهية الدينية المتأصلة تاريخيا ً عند المسلمين ضد اليهود .
    التعامل مع الاسرائيليين يقتضي أخذ كل هذه الاعتبارات وليس بعضها بالحسبان.
    وأعود لأتساءل : ما الذي تبغي القيادة الفلسطينية تحقيقه من دعوة لبيد أو غير لبيد إلى المقاطعة؟ هل هي محاولة لدق إسفين بين لبيد أو غيره وبين نتنياهو من قبيل المناكفة، هل هي محاولة للتأثير في شكل التشكيلة الحكومية الاسرائيلية القادمة وبالتالي التدخل بالشأن الاسرائيلي الداخلي، أم أنها محاولة للعودة إلى المفاوضات والتفاوض مع من لا يملك حق أو صلاحية التفاوض؟!
    لا أعرف كيف يتم اتخاذ القرارات الفلسطينية ولكنني أتساءل : لقد أوقفنا المفاوضات منذ ثلاث سنوات واشترطنا للعودة إليها أن تقوم إسرائيل بوقف الاستيطان فما الذي حدث ؟ لقد جلسنا ننتظر معجزة تجعل إسرائيل توقف الاستيطان وأعطيناها ثلاثة أعوام ذهبية استمر الاستيطان فيها بكل قوة وظهرنا بمظهر المسؤول عن ذلك لأننا نرفض العودة للتفاوض، مع أنه كان الأولى أن يوضع هذا الشرط وشرط إطلاق سراح الأسرى في صُلب اتفاقية أوسلو لا بعدها بأكثر من خمسة عشر عاما ً.
    أنا لست ضد اشتراط وقف الاستيطان لكي نعود للتفاوض ولكنني أعتقد بأن قرار وقف المفاوضات لحين وقف الاستيطان كان يجب أن يرافقه " عمل " فلسطيني ضاغط يجبر الاسرائيليين على إعادة حساباتهم واستنتاج أنه في مواجهة العمل الفلسطيني فإن وقف الاستيطان والعودة للتفاوض هو أجدى لهم وأقل كلفة من استمرار الاستيطان . نحن لم نفعل شيئا ً ، وجلسنا ننتظر وهم يعملون وبكل ما أوتوا من مال وقدرة مما ضاعف الاستيطان بشكل مذهل .
    نحن على أبواب مرحلة تفاوضية جديدة فلماذا الاستعجال والهرولة نحوها بأي ثمن ؟! ما أتوقعه من القيادة الفلسطينية هو أن تُكرس كل جهدها وعصفها الذهني للاعداد لكيفية مواجهة المرحلة القادمة بدءا ً من العام الحالي الذي يُشكل نقطة تحول مصيري ، فإما أن تضع المنطقة أقدامها على طريق بداية تفكيك الأزمة والسير نحو الحل السياسي للصراع وإما السير في الاتجاه المعاكس .
    نفتالي بينيت زعيم البيت اليهودي هو النجم الجديد الساطع في سماء اسرائيل ومستقبله مضمون أكثر من يئير لبيد ذلك لأن بينيت يُحظى بدعم حزب أيديولوجي يجمع بين التطرف الديني والقومي الصهيوني العلماني، أما لبيد فلم يُحسم مصيره بعد وقد يكون ظاهرة موسمية سرعان ما ستختفي كما حدث في الماضي مع البروفيسور يغئال يادين وكما حدث مؤخرا ً مع والده تومي لبيد الذي أسس حزبا ً وفاز فوزا ً ساحقا ً وأصبح وزيرا ً للعدل أيام شارون وشارك في المفاوضات مع حكومة محمود عباس في حينه ، ثم سرعان ما تفتت حزبه وتلاشى عن الخريطة السياسية .
    نفتالي بينيت يقول بكل صراحة ووضوح بأنه ضد التنازل عن أي شبر من أرض إسرائيل وأن على الفلسطينيين أن يجدوا لهم مكانا ً شرقي النهر ، ولكنه يُضيف بأنه مستعد للجلوس في حكومة نتنتياهو حتى لو استأنفت المفاوضات مع الفلسطينيين طالما أن تلك المفاوضات ستكون بهدف التفاوض ولا شيء أكثر. هذا القول هو في حقيقة الأمر ما يعتزمه نتنياهو في حكومته القادمة فهل فكرنا في كيفية التعامل مع ذلك ؟
    في اعتقادي أننا على أبواب مرحلة تفاوضية قادمة ستحاول فيها الادارة الجديدة للرئيس أوباما تحقيق تقدم نحو الحل السياسي. وأنا أقول ذلك استنادا ً الى بعض الملامح التي بدأت تتشكل في واشنطن والاعتبارات التي ستحكم السياسة الأمريكية والأوروبية في المرحلة القادمة.
    العالم بشكل عام أصبح يضيق صدرا ً بالسياسة الاسرائيلية ويرغب في رؤية نهاية للصراع لأن لديه أجندة اقتصادية وسياسية في المنطقة هي أهم من استمرار هذا الصراع . وأما الادارة الأمريكية فإنها ترغب في التفرغ لمشاكلها الداخلية بعد حسم الملف الايراني ولا تريد مزيدا من الصداع الذي يسببه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بعد أن تم تمزيق العالم العربي وشطب ما يسمى بالصراع العربي الاسرائيلي من قاموس المنطقة لسنوات طويلة قادمة إن لم يكن إلى الأبد.
    ويرى البعض في تعيين وزير الدفاع الأمريكي الجديد تشوك هيغل وهو من أشد المعجبين بالرئيس الأمريكي أيزنهاور الذي أرغم إسرائيل على الانسحاب من سيناء عام 1956، ويُقال أنه اشترى ستة وثلاثين نسخة من كتاب مذكرات أيزنهاور لمؤلفه ديفيد نيقولس ووزعها على أصحابه من صناع القرار بواشنطن بما في ذلك الرئيس أوباما ، ووزير الخارجية جون كيري الذي يؤمن هو الآخر بضرورة إحداث اقتحام في العملية السياسية، مؤشرات على التغيير القادم في السياسة الأمريكية.
    هذه الملامح الجديدة للمرحلة القادمة تتطلب أن لا نندفع وحدنا نحو الجانب الاسرائيلي لتخفيف الضغط الدولي المتوقع أن يمارس عليه ، وإنما الاندفاع نحو ترتيب البيت الداخلي وتحقيق أكبر قدر من الوحدة الوطنية الفلسطينية لأنها هي وحدها التي يمكن أن تعزز صمودنا أمام الضغوط التي ستمارس علينا في سياق المساعي المتوقعة لتحقيق تسوية للصراع .
    ما يعني أمريكا والغرب هو تحقيق تسوية أية تسوية وبالتالي فبقدر ما نكون قادرين على الصمود أمام الضغوط بقدر ما نستطيع رفع مستوى ما نستطيع تحقيقه من أهدافنا . وهنا فإنني أدعو إلى التريث قليلا ً قبل الهرولة نحو الاسرائيليين وتكريس كل الجهد لتحقيق المصالحة الوطنية وإفشال المساعي التحتية التي تجري لافشال المصالحة من قبل أناس يتحدثون عن المصالحة تحت الأضواء ويعملون على إفشالها في الخفاء .

    سامر العيساوي معلَّق بين الحياة والموت
    بقلم: ريما كتانة نزال عن صحيفة الأيام
    يقول سامر: جفاف العروق لا يقتلني، هو فقط يجعلني معلّقاً بين الحياة والموت. حرارة الجمر لا تحرقني، إنها تبعث الدفء في أطرافي الممتدة. نقص الماء لا يؤثّر على منسوب رطوبتي، فأجهزة التحكّم تحتفظ بإشباعها من أبخرة عشق الحرية. وكلما قطعت شوطاً في رحلتي نحو أبواب الشمس، أندفع نحو الحياة والموت بالقدر نفسه، فقد تحوّلت في قوانيني الافتراضية إلى سقوف زجاجية تفصل الحياة عن الموت.
    من يومياتي، أن أحسب تردد الأنفاس في صدري، أدرس إشاراتها ورموزها، بعضها منضبط للخطة التي وضعتها قبل الاعتقال الأول، بعيداً عن قيود السيطرة، والبعض الآخر يتفلّت منها دون احتجاج مني. وبين فينة وأخرى، أراقب ما يبثه جسدي من رسائل الموت، وما يبرقه من خيوط الحياة..
    أنا الفلسطيني، أختبر الحياة. وأنهمك في بحثٍ علمي جديد سيصنع ثورة. وسيكون له أثر في تغيير قوانين استمرار الحياة.. سيلغي الحاجة إلى غذاء البقاء. أنا عاكف على إخضاع جميع الثوابت لاختبارات الصدقية، إنها أنواع جديدة من التجارب التي يضع أساساتها الأسرى في المعتقلات لاكتشاف الطريق نحو الحرية. مختبرات ذاتية تعمل على مدار الأحكام الإدارية والمؤبدة، وكذلك على صعيد الاعتقال المتكرر والمستنسخ والمتجدد وهي الفئة التي تصنف حالتي في نطاقها.
    في مختبري الذاتي أمتلك جميع العوامل التي تلزمني للاستمرار في أبحاثي الخاصة حول هندسة الحياة الفلسطينية.. الشهر الأول هو الأهم في رحلتي الكشفية. تجاوزه يعني أن تنمو أمصال الصمود والصبر، والمرور منه يساوي أن تنبت أجنحتي لأحلّق. في الشهر الثاني، أنتقل بالنتائج نحو تثبيت الأساس والأعمدة.. في هذه المرحلة أحقن أوردتي بقوانين التغيير، وأنتقل بها من تجربة إلى أخرى في تمرين صعب واختبار أرقى لأصعد نحو السماء الأخيرة.
    ما بعد الشهر الثالث، أتوّج انتصاراتي، فكل الاختبارات والفحوص تنجح وتراكم على ما سبقها ولا تضيف إلى المعلومات شيئاً جديداً... فأضع استخلاصاتها: ألعب في ملعبي وحدي، أنتصر على توسّلات بدني، أتنقل بين متناقضات أجهزتي وأعالج سكرات الحياة.. أستعين بالكيْ ومط الصبر وشدّ الأوتار والبراغي اللحمية حتى نهاياتها.
    في الشهر الرابع من العمل البحثي المتواصل، دوران وإغفاءات وخدر. الحياة في خاطري فرضية تجعلني معلقاً بين الشك واليقين، بين الوجود أو اللاوجود، في نطاق التغطية الأرضية أو خارجها. أحصي تردد أنفاسي وأعلق ما أمسكه منها على تخوم القلب، وأتعلق بالحياة رغم إرادتها وأمضي نحو شرودي.
    أذهب إلى سباقي مع الحياة أكثر قوةً ونهماً لها.. سباق الأشهر الخمسة، وأسرع الخطى فيه ليذهب جسدي إلى حال سبيله بعد أن قطع خط دفاع جديد دون عناء. أنا الآن في مرحلة الذهول، بين سكرات الحياة أو أبطأ. أطلب من جسدي الاحتمال وأكافئه بلعبة التأرجح والتحليق، وأختبر بين فينة وأخرى قدرتي على بث الرسائل ونبضها.. فنتائج الاختبار أهم للبشرية من حياتي أو موتي.
    في الشهر السادس على بدء صيام الحرية، أشرف على ارتعاش الحياة في يدي، وأقفل أصابعي برفق خشية هروبها على غفلة مني. أضيف إلى يومياتي، أن أهيل التراب على أمعائي، وأضع التفاصيل والشروح للمنهجية التي اتبعتها وأفسّر الظواهر التي مررت بها في الدراسة.. حول فناء المظاهر السطحية، وعن فقد بعضي.. واضمحلال الخوف من قلبي، وعظمة حجم أمي في مخيلتي..
    ما بعد الشهر السادس. رسائل اعتذار خجول من أمي.. أعتذر منك معاكستي الاستقرار، وتجديفي ضد التيار.. واحترافي المقامرة بحياة منحتها لي. وإدماني الرهان على المستحيل.. أعتذر رفضي عروض الزواج في "الفورة" الأخيرة.. زهدي بالحياة بطولها وعرضها، فشلي في التكيّف مع رتابتها.. عدم اكتراثي بنيرانها ولهيبها.. يا لحسرتي إن لم تغفر لي أمي أن أورثتها الحزن المقيم، وإن أبكيت أجمل الأمهات دمعتين ووردة.

    عودة للاضرابات في التعليم ... والحلقة المفرغة ..!!
    بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة القدس
    قلنا ويقول الجميع، ان التعليم هو أساس البناء والتقدم والتطوير، وإن أي اصلاح للمجتمع يبدأ أساسا من التعليم والتربية، وعلى هذا فإن أي تعطيل للعملية التربوية لا يلحق الضرر بالطلاب والطالبات فقط، ولكن بكل المجتمع والوضع العام والمستقبل .
    ونقول هذا الكلام بمناسبة إعلان الاتحاد العام للمعلمين عن اضراب شامل لمدة ثلاثة ايام ابتداء من اليوم الاحد وهو بداية الفصل الدراسي الثاني . وسبب الاضراب كما هو معروف هو الاحتجاج على تأخر صرف الرواتب لأن المعلمين والمعلمات هم من ابناء هذا الشعب وعليهم التزامات تجاه عائلاتهم لتوفير أبسط متطلبات الحياة، واذا لم يتوفر ذلك لهم فإن إضرابهم يصبح احتجاجا منطقيا ومفهوما، ولكن في المقابل فإن الدولة عاجزة عن تأمين الرواتب لعدم توفر السيولة النقدية، وهكذا فإننا نعاود الدوران في الحلقة المفرغة بسبب نهب اسرائيل لمستحقات الضرائب من جهة وعدم التزام الدول العربية بتأمين شبكة الأمان المالية التي التزموا بها مرارا دون تنفيذ، من جهة أخرى.
    انه وضع صعب ومعاناة شاملة لنا جميعا، وما يزيد الأمور تعقيدا وصعوبة ان احدا لا يبدو مستعدا للتجاوب مع احوالنا في محاولة من هؤلاء للضغط علينا سياسيا. على أية حال فإن الخروج من هذا المأزق هو مسؤولية القيادة بالدرجة الاولى وهي التي تتحمل النتائج وهي المطالبة بايجاد الحلول وعدم الاكتفاء بالقول ان لا سيولة لدينا .
    ولا نملك الا القول اخيرا، أعان الله شعبنا الصامد الصابر على ما وصلنا اليه على كل المستويات السياسية والوطنية وليس المالية فقط.
    الكرامة- بيت إكسا: لماذا كل ظلم الاحتلال الذي لا ينتهي؟
    بقلم: تحسين يقين عن وكالة معا
    - أنا حزين يا عمي..!
    - لماذا يا زيد؟
    - اشتقت لقرية الكرامة..فلي فيها ذكريات..
    - وهل بضع أيام صنعت لك ذكريات يا زيد. فماذا يقول من كانوا في بيوتهم قبل عام 1948؟
    - لي في الكرامة ذكريات..
    قال ذلك وحدثني عن تفاصيل عيش قرية الكرامة قبل أن تهدمها قوات الاحتلال..وتفرّق شمل الساكنين..

    بيت إكسا..
    كان تأسرني دوما أشجار الكريش والصنوبر والسرو وقد لعبت بسيقانها وفروعها الرياح، ما بين مرتفع جبل النبي صموئيل وبيت إكسا، كنت أرى ميلان الشجر، الذي ما زال واقفا، فلم أملّ من البحث عن رمز ما، لهؤلاء القرويين الذين ما زالوا يمارسون عيشهم الصعب هنا؛ فمرة أنظر تجاه الأشجار متذكرا لوحات الفنانين التأثيريين، وأخرى أتأمل الكساونة مبصرا كيف ضاقت الأرض بهم، فلم يعودوا قادرين على بناء بيوت جديدة لهم، ومبصرا الظلم أمامنا كيف لا يحصل الكسواني على رخصة بيت على أرضه، في حين استمرّ الاستيطان هنا على أرضهم وأراضي القرويين في قرى شمال غرب القدس التي سلبت عام 1948 مثل قطنة وبيت سوريك وبدو وبيت إكسا ولفتا ودير ياسين...والأخرى التي سلبت عام 1967، فمستوطنة رموت صارت مدينة كبيرة تطوق غرب القدس، وقد تم إضافة مستوطنات أخرى، أحيطت بجدار فصل وضم عنصري واضح، فأمامنا هنا على النقطة العسكرية على باب بيت إكسا مستوطنات جفعات زئيف وامتداداتها في أكثر من جهة، وحداشا، وشموئيل،...
    فالكساونة وقرويو شمال غرب القدس والفلسطينيون عموما، يريدون العيش كباقي البشر، فنتيجة العيش والحب والزواج أسر جديدة، وبيوت جديدة، فكيف يسمح لبشر دون بشر بالبناء؟ وكيف تنتهك أبسط القوانين الدولية الإنسانية هنا؟ لماذا جعل الاحتلال أرض الفلسطيني تضيق عليه وتصبح محرمة؟
    هل كان أمير الشعراء هنا؟ أحمد شوقي يظهر واقفا يلقي شعره، عن وطنه مصر كيف صارت حراما على المصريين..أنظر تجاه التلة الجميلة الخضراء موقع قرية الكرامة المهدمة، على طرف بيت إكسا فأسمع الشاعر: أحرام على بلابلة الدوح حلال للطير من كل جنس؟!
    أحرام على الكسواني أن يعيش على أرضه، ويبدع ما يريد من زراعة وعمران؟ وحلال للمهاجرين اليهود القادمين من بعيد أن يفعلوا ما هو حق للفلسطيني الأصلي؟
    لم يدر صديقي أمجد شحادة الذي كان يبني بيته وهو يحدثني عن أحلامه فيه، وعن مراجيح أطفاله، وكيف يخطط للبيت في الداخل والخارج..كان يتحدث باطمئنان بعد أن حصل قبل سنوات على رخصة البيت..لم يدر أن زملاء ميخا مسؤول التظيم هنا، سيكونون له بالمرصاد..وفي فجر حزين وغاضب سوّت الجرافات بيت أمجد وسطت على أحلام أسرته الطبيعية..قيل له أنك بنيت في الخط..على الخارطة..الخط الرفيع بعرض ملمتر قدروه بأمتار ..قالوا ذلك وهدموا..
    قرية من قرى القدس العريقة والكبيرة تم تقزيمها وتصغيرها، فقد هدمت نصفها عام 1948 على أيدي العصابات الصهيونية، وظلت تعاني على مدار 66 عاما حتى الآن..لماذا؟ أتأمل حولي، فأرى في الشجر مثالا، كيف تمددت رموت الكبيرة على حساب بيت إكسا وبيت حنينا القرية التوأم ؟ هناك على أطراف القرية، أشجار غزاها نبات طفيلي، لعله الهالوك، نما على سيقانها وفروعها، وامتص دماء الشجر، فظهر اخضراره حتى صار شجرا على الشجر، أما الشجر الأصلي فيكاد يموت!
    هذا هنا في بيت إكسا، أما في واد بيت إكسا- لفتا، والذي كنا نتهرّب من خلاله لدخول القدس التي حرمها الاحتلال علينا، فقد غزت النباتات والأعشاب المتسلقة ومعها الهالوك أشجار الزيتون، وسطت على حياتها، في حين ظلت سناسل اللفاوتة شاهدة على إبداعهم حين كانوا هنا..
    المكان مليء بالرموز، والحكايات..
    والأرض هنا تعيدنا إلى الكتب، لنتعرف أكثر على الخطة دالت الصهيونية التي كان هدفها التطهير العرقي، في حرب عام 1948 التي لم تنته بعد هنا في كل فلسطين، فكأن الاحتلال يندم على بقاء الناس هنا، المواطنون الفلسطينيون في القرى الحدودية، ومنها بيت إكسا، فما زالت حكومات إسرائيل التي تتحدث عن السلام ولا تمارسه تسير في مخططاتها القديمة..لماذا؟ لقد فضح إيلان بابيه عمليات التطهير العرقي في أماكن كثيرة عام 1948 وما سبقه من عمليات عام 1947، لكن هناك من لا يستحي أبدا..!
    مع بناء الجدار العصري هنا في منطقة القدس، خصوصا في شمال غرب القدس وبيت إكسا تحديدا، لم يشأ الاحتلال ضم قرية بيت إكسا، ومنح مواطنيها الهوية المقدسية؟ لسبب بسيط ان الاحتلال يريد الأرض لا المقدسيين الذي أصلا هو يضيق بهم..
    وعلى ذلك فإن نية الاحتلال بمصادرة مئات الدونمات هو استمرار لمصادرة بدأت هنا منذ عقود، والتي زادت بعد الاحتلال عام 1967، وبشكل خاص في مرحلة بناء الجدار، وعليه فإن الخطة العنصرية تريد وضع الجدار حول البيوت ليتم سلب فضاء القرية الطبيعي والتاريخي والزراعي والاقتصادي..والهواء!
    لذلك بادر الكساونة ببناء قرية الكرامة هنا، للفت الانتباه إلى حقهم الطبيعي!
    والأرض تعيدنا إلى الروايات الشفوية القديمة أيضا..والكتب..
    في الطريق الى قرية الكرامة..في طرف بيت إكسا، نمرّ من جانب البيوت المهدمة عام 1948، كثيرة كانت..نصف القرية تم تدميره..وصارت الأرض أرض حرام! هكذا هو المسمى والتسمية...نسبة إلى منطقة الحدود بين الضفة الغربية و(إسرائيل).
    في هذا البيت كان عبد القادر الحسيني يقيم قليلا، يرتدي الثياب العسكرية..تلك رواية شفوية أيضا..وهناك في القسطل استشهد بعد أن حررها..القسطل ليست بعيدة..لا في المكان ولا الزمان أيضا..فما زالت الحرب بسلاح ودخان وبدونهما مستمرة..رغم عملية السلام للأسف الشديد..نحن فعلا أردنا نجتح عملية السلام هنا..لنظل على أرضنا، فأس سلام هذا الذي يكون على حساب المواطنين وممتلكاتهم الخاصة والعامة!
    في تجوالنا مع وزارة الإعلام قبل أيام في بيت إكسا، كنت استمع إلى الروايات والحكايات...لقد عانى الكساونة والقرى الأخرى..خصوصا في السرقات التي تعرضوا لها في حرب عام 1967..من قبل سكان المستوطنات القريبة..وفي بيت سوريك أيضا..لقد تمت سرقة كل شيء من الطناجر إلى الغنم...سرقات البوت ثم سرقة الأرض علنا بدون حياء!
    أصل إلى مكان الكرامة، فأبحث عن الأطلال، وكم من أطلال سنكون معها؟ هنا آثار لب بزر عين الشمس، أكياس بلاستيك ونار..رماد..خزان ماء..وطوب مكسر..كان أهل الكرامة بنوا به مسجدا صغيرا..للقرية..
    أطلال قرية الكرامة لبضعة أيام ترفع بصري إلى لفتا المنتصبة أمامي، ولفلسطين عام 1948، ماذا تبقى من بيوت ومزارع وذكريات؟
    النكبة مستمرة، الجديد هنا قديم..
    أتجول مع الطفل الكسواني صالح محمد، فنتحدث عن المدرسة والكرامة وأمور أخرى..
    - هل أقمت في الكرامة؟
    - نعم.
    - أين ستبني بيتك في المستقبل؟
    - قرب بيتنا؟
    - وأطفالك؟
    - هنا..(وابتسم)
    هل ابتسم لفكرة الأمل أم لفكرة العمر..والزمن!
    - هل تعرف زيد؟
    - نعم صاحبي..هو من بيت دقو وجاء وأقام هنا، ولنا ذكريات جميلة..
    - لقد حدثني عنها وعن شوي البطاطا ليلا..
    - هل تعرفه؟
    - ابن أخي د.سعيد يقين الذي كان هنا أيضا..
    سلمنا المكان إلى الذاكرة والكتب، والذكريات القريبة والبعيدة..ولعلنا نستنتج أن الناس هنا هم سر البقاء لا شيء آخر..
    أمس الجمعة زرع الكساونة شجر؛ فهو عمران وهو بيوت..ولأهالي بيت إكسا وقرى القدس أن يزرعوا شجر زيتون، بعد أن خلع جنود الاحتلال خيام قرية الكرامة..ورائع أن تتقدم الأشجار لتقاوم..

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 289
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:17 AM
  2. اقلام واراء محلي 280
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:43 PM
  3. اقلام واراء محلي 279
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:42 PM
  4. اقلام واراء محلي 278
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:41 PM
  5. اقلام واراء محلي 276
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:38 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •