النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 258

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 258

    الاثنين
    4/2/2013

    أقلام وآراء من الصحف العبرية

    في هــــــذا الملف

    الدولة تتعاون مع اليمين لاخلاء الفلسطينيين
    بقلم:نير حسون،عن هآرتس

    مصر من الثورة الى الانتفاضة
    بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

    حفل أقنعة
    بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

    ليسوا جميعا القاعدة
    بقلم:عمانوئيل روزان،عن يديعوت

    مصريون بملابس سوداء
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    ضربة في سورية لتحطيم السلسلة الاستراتيجية الايرانية
    بقلم:روبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    حرب سورية محدودة على اسرائيل تنقذ النظام
    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف



    الدولة تتعاون مع اليمين لاخلاء الفلسطينيين

    بقلم:نير حسون،عن هآرتس

    في بداية كانون الاول 2012 طل نشيط اليمين آريه كينغ،رقم 4 في قائمة قوة لاسرائيل، في حسابه على التويتر بقوله: 'انباء طيبة!! يوم الخميس فزنا في قرار المحكمة المركزية، لاخلاء عائلة شماسنة في شمعون الصدّيق!'. وبالفعل، فقد قررت المحكمة المركزية في القدس في كانون الاول 2012 بان على عائلة شماسنة الفلسطينية التي تسكن منذ عشرات السنين في بيتها في حي الشيخ جراح، باخلاء البيت. ولكن المدعي في الملف لم يكن كينغ أو المنظمة اليمينية، ولا حتى وارثي مالكي البيت. فقد كان المدعي هو حارس املاك الغائبين (الوصي العام) في وزارة العدل، باسم دولة اسرائيل.
    ولم تكن ملاحظة كينغ بالصدفة. فمع أن الدولة هي المدعية، الا ان نشطاء اليمين أداروا كل الاجراء القانوني. فقد تحقق امر الاخلاء في ظل التعاون مثار التساؤلات من جانب الوصي العام. بيت عائلة شماسنة، مثل العديد من البيوت في حي الشيخ جراح، اقيم على أرض كانت تعود الى عائلات يهودية هربت الى غربي القدس في حرب الاستقلال. ويسمح القانون لليهود (ولكن ليس للفلسطينيين) باعادة المطالبة بالاملاك المتبقية خلف خطوط العدو في 1948. وفي السنوات الاخيرة، تعمل جمعيات يمينية بنشاط على العثور على ورثة الاملاك اليهودي في شرقي المدينة. وهي تعرض على الورثة المساعدة في تحرير، على حد تعبيرها، الملك من ايدي الوصي العام، واخلاء العائلات الفلسطينية التي تسكن فيه. وبالمقابل، فانها تشتري أو تستأجر الملك وتسكن فيه عائلات يهودية.
    وقد سمحت هذه الطريقة باسكان عدة بيوت في الحي بالمستوطنين، مما أثار موجة احتجاج كبيرة ضدهم، من جانب الفلسطينيين ونشطاء اليسار المقدسيين.
    عائلة شماسنة الاب ايوب ابن 79، الام فهيمة، ابنهما، زوجته وستة اطفالهما يسكنون في بيت صغير وبائس في الحي. وكان البيت يعود في الماضي الى حاييم بن سليماني، حفيدته، عشيرة بيبي، رفعت الدعوى لاخلاء العائلة الفلسطينية بمساعدة كينغ. ومثل بيبي المحامي آفي سيغال من مكتب المحامي اسحق مينا، الذي يمثل بشكل متواتر جمعيات يمينية ضد الفلسطينيين.
    وقبل الدعوى طلب بيبي وكينغ من الوصي العام، الذي يتصرف بالملك، بتحريره، وتسجيله باسمهم. وكاد الاجراء يستكمل في العام 2008. وعندها، بزعم محامي عائلة شماسنة، المحامي مهند جبارة، اختار المدعون الامتناع عن دفع مبلغ مالي غير كبير، يعتبر بدل ادارة، لانهاء تحرير الملك. وقد تم الامر، على حد قوله، كي يكون ممكنا الطلب من المحكمة اخلاء العائلة الفلسطينية باسم دولة اسرائيل وليس باسم المدعين الخاصين.
    توجه كهذا من جانب الدولة، كما يشتبه جبارة، يأتي كي يمنح دعوى الاخلاء مزيدا من الوزن. 'كان للمدعي كل الوثائق لتحرير الملك نهائيا، ولكنهم ارادوا ابقاء الدولة في الصورة'، يقول جبارة. 'وابقي الملك على أسم الوصي العام، لان هذا يعطي انطباعا أكبر في أنهم يطالبون باخلاء الفلسطينيين باسم الدولة'.
    وفي رد وزارة العدل جاء ان الوزارة مقتنعة بان قرارات المحكمة صدرت موضوعيا ودون صلة بهوية المدعين. ولكن على الاقل في قرار محكمة الصلح بدا بان القاضية أولت أهمية لحقيقة أن الدولة هي التي تطالب باخلاء الملك. وكتبت القاضية آنا شنايدر في قرارها: 'بالفعل مسألة صعبة وضعت امام العائلة. فمن جهة يوجد مدع، سلطة ادارية تعرض عقود ايجار سليمة ظاهرا... ومن جهة اخرى يوجد المدعى عليه، رجل كبير في السن وكادح لا يتكلم العبرية على الاطلاق'.
    الملك بالفعل لم يحرر من الوصي، ولكن المحاكمة أدارها، باسم الدولة، مكتب محامين خاص يمثل المستوطنين.
    وردا هيئتان قضائيتان ادعاء العائلة بانهم سكان محميون، كونهم يسكنون في الملك قبل حرب ايام الستة. كما رد القضاة الادعاء بان ابناء العائلة لم يفهموا على مدى عشرات السنين بانهم موقعون على عقد ايجار غير محمي، لان العقود كتبت بالعبرية. قبل اسبوعين رفعت عائلة شماسنة طلبا بالاذن للاستئناف الى المحكمة العليا. واذا ما ردت العليا الطلب، فان العائلة ستخلى من بيتها في 1 اذار.
    'هذا تحدٍ أول للحكومة الجديدة وسياستها في شرقي القدس'، تقول منسقة فريق متابعة المستوطنات في حركة السلام الان، حجيت عفران. 'فهل تتحمل المسؤولية عن الملك وتظهر بان وجهتها السلام أم انها تسمح للمستوطنين باستخدام الوصي لتحقيق اغراضهم وتؤدي الى اشتعال في القدس'.
    ويرفض كينغ ادعاءات العائلة بالنسبة لتمثيل الدولة في الاجراء. 'لقد سبق أن طرحوا هذا الادعاء في محكمة الصلح ورفض'، قال. 'الدولة خولت المحامين لمواصلة معالجة الامور باسم المالك'. ويرد المحامي آفي سيغال ادعاءات جبارة. 'ترهات في عصير بندورة. البيت كان مسجلا كل الوقت باسم شخص خاص ولا توجد لمسألة من يدير الاجراء القانوني اي معنى من ناحية قانونية. البيت يعود للورثة'.
    وجاء من وزارة العدل التعقيب التالي: 'البيت أداره الوصي العام بموجب المادة 5 من قانون ترتيبات القضاء والادارة. وقد أدير الملك بالوصاية في مصلحة أصحاب الملك، الذين هم اناس خاصون. في العام 2008 صادق الوصي العام على تحرير الملك للورثة تبعا لدفع بدل ادارة، كما هو مقرر في القانون. ورفع دعوى الاخلاء المحامي اسحق مينا، الذي مثل الورثة، بعد أن ثبت حقهم في الملك. الوصي العام متأكد وواثق بان قرار المحكمة صدر بشكل موضوعي ودون صلة بهوية المدعي'.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    مصر من الثورة الى الانتفاضة

    بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

    على صفحات الفيس بوك لحركات المعارضة في مصر سجلت المسارات التي سيتحرك فيها المتظاهرون. كما توفر عنوان مناسب للمظاهرات التي عقدت يوم الجمعة: 'جمعة الخلاص والنهاية'، والمقصود الخلاص من نظام الاخوان المسلمين. وهذا بالمناسبة كان ايضا اسم يوم الجمعة 4 شباط 2011 قبل اسبوع من سقوط مبارك. وقد وعد الالاف بالمشاركة في مظاهرات يوم الجمعة، ووزعت اليافطات التي سترفع فيها شعارات الثورة مع فارق صغير هو العنوان: 'الشعب يريد اسقاط النظام'، 'يا مرسي ارحل' و 'كفى لحكم الاخوان المسلمين'.
    الرئيس محمد مرسي، الذي عاد من المانيا مؤخرا بعد ان اختصر زيارته، وجد نفسه قبل بضعة ايام من ذلك يغرق في دماء عشرات القتلى ومئات الجرحى في اشتباكات يوم الذكرى الثانية للثورة والاضطرابات التي اندلعت بعد اصدار الحكم في قضايا مأساوية اخرى. فقد حكمت المحكمة بالاعدام على 21 من اصل نحو 70 متهما بالمشاركة في الاضطرابات التي وقعت السنة الماضية في بور سعيد بعد مباراة كرة القدم.
    المسؤولية هذه المرة ملقاة على مرسي. فهي ليست مسؤولية مبارك أو مسؤولية الشرطة ولا مسؤولية الجيش الذي حافظ حتى بداية الاسبوع على صده. النسيج السياسي الذي أعده الرئيس المصري حديث العهد بجهد أعلى، بدأ يتفكك بسرعة: الدستور المصري الذي اعد على عجل يقف مرة اخرى امام الاختبار تحت الضغط ومرسي أعلن منذ الان بانه مستعد لادخال تعديلات عليه؛ الحكومة الجديدة التي عينها برئاسة هشام قنديل، قد تستقيل أو تقال؛ والان الجيش ايضا اطلق رصاصة تحذير. 'الصراع السياسي يدفع مصر الى حافة الانهيار'، حذر يوم الثلاثاء وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، الذي عينه مرسي. قوات السيسي انتشرت هذا الاسبوع قرب منشآت حيوية على طول قناة السويس وكثفت منظومة الحراسة على سد اسوان بعد أن أحرق المتظاهرون في مدن الاسماعيلية وجنوب الدولة محطات شرطة وفروع لحركة الاخوان المسلمين، وهددوا بالسيطرة حتى على المواقع الاستراتيجية.
    لقد انتقلت مصر هذا الاسبوع من الثورة الى الانتفاضة وكان في الدولة من قدر بان الجيش يوشك على العودة لاستلام السلطة. هذا لم يحصل، حاليا. ورغم القتل، الاشتباكات، المظاهرات والاعتصامات، فان الخلاف كفيل بان يجد لنفسه حلولا سياسية. حركات المعارضة، الرئيس مرسي، الجيش وحركة الاخوان المسلمين موحدون في الفهم والقلق من التفكك الفوري للحكم والذي قد يدهور مصر الى حرب أهلية. تعبير على هذا الخوف يبدو في موافقة الفصائل المختلفة، بمن فيهم الاخوان المسلمون ومعارضوهم من جبهة الانقاذ الوطنية، على اللقاء والتوقيع على وثيقة مشتركة تشجب العنف.

    الهدف: البرلمان

    مرسي، مثلما في الازمات السابقة، التي الغى فيها قراراته الرئاسية، تلك التي أثارت العاصفة الهائلة في شهر كانون الاول، بدأ الان ايضا يسير الى الوراء. فقد أعلن منذ الان بان ساعات حظر التجول التي فرضت على المدن الكبرى ستقلص ومنح صلاحيات القرار بشأن تقليصها الى المحافظين. وعلى أي حال، فحظر التجول لم يطبق حقا وقوات الشرطة لم تطلق النار على من خرقه. كما وافق مرسي على تغيير مواد الدستور موضع الخلاف، وان كان ليس في هذا جديد كبير. فلجنة مشتركة لقسم من المعارضة ومستشاريه تشكلت بعد اضطرابات كانون الاول اتفقت على سلسلة من التعديلات سيقرها البرلمان الجديد.
    ولكن كتلة المعارضة الكتلة، المسماة 'جبهة الانقاذ الوطني'، والتي يترأسها عمرو موسى، حمدي صباحي الناصري ممن تنافسا على الرئاسة ود. محمد البرادعي، لم يعودوا يكتفون بالوعود. من ناحيتهم، الصراع الهام هو على البرلمان، هدف خسر فيه الليبراليون والعلمانيون في الانتخابات السابقة التي جرت في بداية 2012. في تلك الانتخابات اجترف تحالف حزب الحرية والعدالة للاخوان المسلمين الى جانب حركات اخرى، بعضها علمانية، نحو 47 في المائة من الاصوات. نتائج تلك الانتخابات، التي الغتها المحكمة الدستورية سبب خرق قانون الانتخابات، منحت الحركات العلمانية فرصة جديدة. وتبدو هذه واقعية اكثر من اي وقت مضى بعد ان أبدى الاخوان المسملون فشلا ذريعا في ادارة شؤون الدولة في الاشهر السبعة من ولاية مرسي. 'الرئيس مرسي ليس هنا وليس لديه فكرة عما يجري. القى أمامنا خطابا بلغة بعيدة تماما عن الواقع، وكأنه يعيش في عالم آخر'، قال الكاتب الشهير، رجل اليسار، صنع الله ابراهيم. 'هو يتحمل المسؤولية عن كل الدم الذي يسفك كل يوم على أرض مصر'. مرسي، كما يهاجمونه في المعارضة، يعمل بتعليمات المرشد العام، محمد بديع، زعيم الاخوان المسلمين، بدلا من أن يتصرف كرئيس. لقد حاول مرسي هذا الاسبوع ان يستخدم مرة اخرى الصيغة المعتادة وأن يجري حوارا وطنيا مع المعارضة. ومثلما في الازمة السابقة، جاء بعضهم الى المداولات، ولكن جبهة الانقاذ التي تملي الخط الكفاحي، تغيبت عنه.
    يوم الاربعاء فاجأ قادة الجبهة عندما عقدوا نقاشا عاجلا بالذات مع قادة الحركة السلفية، النور، التي تعتبر عدوهم الايديولوجي. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته الحركات جاء أنها اتفقت على اقامة حكومة وحدة وطنية، المطالبة باقالة النائب العام طلعت ابراهيم، وبعدها فقط الشروع في الحوار الوطني. 'رغم أننا من التيار الاسلامي، فالمصلحة الوطنية ووحدة الامة استدعت هذا اللقاء'، شرح زعيم النور، د. يونس محي.
    مصلحة الامة هامة بلا شك، ولكن هذه ايضا فرصة الحركة السلفية لتصفية الحساب مع الاخوان المسلمين الذين رفضوا ان يقيموا معهم ائتلافا بعد الانتخابات للبرلمان. والاهم من ذلك هو أنه اذا فقد الاخوان المسلمون حقا من قوتهم في الانتخابات القادمة للبرلمان، وانتصر العلمانيون، فمن الافضل منذ الان أن يبنوا علاقات طيبة معهم ليكونوا لسان الميزان في كل ائتلاف مستقبلي. نعم، يبدو معروفا للاذن الاسرائيلية، ومن هنا ايضا التقديرات بان هذه الحسابات السياسية قد تكون ايضا الحل للازمة السياسية الحالية. وذلك لانه فضلا عن اقامة حكومة وحدة وطنية، واقالة النائب العام تطالب المعارضة بتجميد الدستور الذي اقر في استفتاء شعبي في 22 كانون الاول، التحقيق والتقديم الى المحاكمة للمسؤولين عن موت المواطنين في المظهرات الاخيرة وبالاساس تغيير قانون الانتخابات.
    المادة التي تقلق على نحو خاص الاحزاب العلمانية هي تلك التي تفصل شكل تقسيم مصر الى محافظات انتخابية جديدة، ومن شأنها أن تمنح أفضلية لقوائم الاخوان المسلمين. في قانون الانتخابات ادرجت أيضا مادة بموجبها يمكن للمرء ان يتنافس في قائمة وبعد الانتخابات ان ينتقل الى حزب آخر. هذه مادة قابلة للانفجار يمكنها أن تستغل من الاخوان المسلمين بعد الانتخابات. وفي هذه الاثناء يبدو ان الاخوان المسلمين ايضا فهموا بان القانون، الذي تراجعه الان المحكمة الدستورية، قد يدفع المعارضة الى المتاريس. ومن المتوقع لهذا ان يكون التراجع السياسي الاخر لمرسي، والكفيل بان ينقذه من الازمة ويمنع مطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة.
    الاخوان المسلمون الذين كانوا رمزا للثورة ضد النظام السابق 'ابتلعوا لقمة كبيرة جدا واعتقدوا انه سيكون بوسعهم ان يسيطروا على كل قطاعات الحكم'، كتب هذا الاسبوع محلل مصري. ويذكر المحلل ان مرسي فاز بالاجمال بـ 51.7 في المائة من الاصوات في الجولة الثانية من الانتخابات، 3 في المائة فقط اكثر من منافسه احمد شفيق، الذي لم يصوت الكثير من العلمانيين له لانه اعتبر رجل النظام السابق. واذا كان الاخوان يختنقون أم لا فسيكون ممكنا قول هذا في الايام القادمة. ولعل مرسي ليس خبيرا في ادارة دولة، ولكنه خبير في الوساطة وفي المفاوضات منذ كان مطاردا من نظام مبارك. وهو يعرف كيف يلقي خطابات طويلة واحيانا عدوانية، ولكنه اثبت ايضا بانه عند الحاجة يعرف كيف ينسحب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    حفل أقنعة

    بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

    لو أنه تمت مراسم بدء المحادثات في تشكيل الحكومة التي تبدأ اليوم لاقترحنا على موجه المراسم ان يبدأ بصورة احتفالية وان يقول: 'سيداتي سادتي أهلا وسهلا بكم في حفل الأقنعة'.
    تتم المحادثات في تشكيل الائتلاف الجديد على نحو عام في صعيدين: الاول هو العلني حيث الموائد الطويلة والشراشف البيضاء وعصير البرتقال على الموائد ووفود من جميع الاحزاب مؤلفة في الأكثر من اشخاص يجب تعويضهم في وسائل الاعلام. ويراقب ذلك في تنحي مصورو التلفاز ومراسلو المذياع وهم يوجهون السماعات وكلهم يرددون سطورا من صفحة الرسائل: 'نحن نطلب'، و'نحن نريد'، و'كنا نريد أن...'، وهنا يقرأون كل 'قائمة المشتريات' التي اتجهوا معها الى الانتخابات. وبعد انتهاء التصوير والبوريكس والكلمات يجب ان تخرج من هنا حكومة.
    لكن هذه هي الساعة الكبرى في الصعيد الثاني للمدبرين من أمثال نتان ايشل وأوري شني ممن يديرون التفاوض من وراء الستار، ويُراد ان يكون ذلك ايضا بعيدا عن أعين الاعلام. ولا تُلتقط لهم الصور بصورة احتفالية ولا يتحدثون بكلام عالٍ. إنهم يقومون بالعمل الاسود الذي يوجد من يقولون فيه انه 'قذر': مثل كم مليارا ستحصل عليها وزاراتك، وأي الحقائب الوزارية سيحصل عليها حزبك وماذا سنكتب في الخطوط الأساسية بحيث يستطيع كل واحد ان يجد فيها ما حلم به وأراده.
    وحينما يُنهون هذا العمل من وراء الستار تأتي صورة النهاية الى الموائد مع الشراشف البيضاء والأعداد الكبيرة من المصورين ويتم التوقيع على اتفاق ائتلافي لا يشهد على نحو عام على القوى التي عملت من وراء الستار وعلى شد الحبل السياسي وعلى 'أعطني أُعطِك'.
    متى تحين هذه اللحظة؟ يصعب ان نعلم الآن. في المواقف الابتدائية اليوم سيكون الجميع متشددين ومتطلبين وحازمين. وربما لا يحسن ان يتم التفاوض في انشاء حكومة على هذا النحو وهي نفس الحكومة التي ستُدير حياتنا هنا وقد تقرر مصائر الحياة والموت ايضا. لكن هذه هي صورة الوضع الحقيقية وراء مصابيح الاعلام. وقد لا يكون هذا جميل ومن المؤكد انه ليس عادلا لكن هذه هي الحقيقة ومن المهم ان نعلمها.
    وفي الصباح التالي سيتم تصوير منافض السجائر المليئة بأعقاب السجائر والزجاجات الفارغة والوزراء الجدد المبتهجون في طريقهم الى المنصة لأداء اليمين الدستورية. سيُقسمون أن يفوا بدولة اسرائيل وقوانينها وستعرض عليهم أمينة سر الكنيست يردينا ميلر هوروفيتس ان يحتفظوا بالتوقيع ليكون تذكارا. هذا ما كان دائما ويبدو أنه ما سيكون دائما.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    ليسوا جميعا القاعدة

    بقلم:عمانوئيل روزان،عن يديعوت

    إن السلاح الكيميائي مستقر منذ سنين في مستودعات وأقبية جيش الطاغية المتعطش للدم بشار الاسد، وهنا الآن وقد غطانا خطر انتهاء أيام حكمه، يقوى القلق من ان ينتقل الى أيدي الطاغية نصر الله المتعطشتين للدم. إن اسرائيل التي قبلت واستوعبت تهديد مئات الصواريخ ذات الرؤوس الكيميائية في حدودها الشمالية تخط الآن خطا أحمر وراء هذه الصواريخ ومنها وسائل قتالية 'تكسر التعادل' الى أيدي عربية اخرى شمالها.
    بالنسبة لمن يعتقد اليوم ايضا مثل اسحق شمير قبل ثلاثة عقود تقريبا ان العرب هم نفس العرب كما ان البحر هو البحر نفسه، يفترض ان تكون هذه المعادلة مبلبلة أو مُحيرة. فما الفرق بين عربي ذي شارب وعربي ذي جلباب؟ أليسوا نفس الشيء؟ إنهم جميعا يريدون القضاء علينا. ويجب ان يواجهوا جميعا بنفس سياسة القوة وعدم الثقة بلا تمييز ولا تفريق.
    لكن يبدو ان الواقع أشد تعقيدا. إن خطر انتقال سلاح خطير الى حزب الله واضح من تلقاء نفسه. ومن جهة ثانية فان النظر الى العدو على أنه جهة مجنونة متعطشة للدم ستستعمل كل أدوات الدمار التي تملكها هو تأليف بين الشعور بالمطاردة وعدم الفهم. ليس صدفة ان امتنع نصر الله في حرب لبنان الثانية عن اصابة المصافي في حيفا، وليس من الصدفة ان حرص صدام حسين في حرب الخليج تلك على اطلاق صواريخ تقليدية فقط على اسرائيل. وينبغي ألا ننسى بشار الاسد وصواريخه فهو ايضا قد ضبط نفسه بعد ان دمرت قوى مجهولة مفاعله الذري.
    لا يأتي هذا الكلام من اليسار ولا يُكتب من اجل إطراء العدو بل يُكتب للدعوة الى نقاش أنضج وأعمق لما يظهر تحت عنوان: عربي. ان حكم القاعدة ليس كحكم حزب الله، وإن حكم أبو مازن ليس كحكم حماس، وفي حماس ايضا ألوان مختلفة من الرمادي. إن النقاش العام الذي يتملق فيه الساسة متصفحي الانترنت ويُصنف المتصفحون كل عربي على أنه طاغية وعلى أنه الوريث الحديث لهتلر هو سطحي وصبياني وسينتهي كل خطاب سطحي كهذا الى أنه قد يفضي الى سياسة ضحلة خطيرة ايضا.
    حينما يقول يئير لبيد من جهة انه يجب محادثتهم لأننا لا نعتمد عليهم، فانه يُسهم في ازالة الستار الحديدي للخوف من التفاوض. لكن حينما يُصنف الـ 11 عضو كنيست من الاحزاب العربية الثلاثة على أنهم 'أشباه الزعبي' فانه يخطيء الحقيقة وعمق النقاش المهم مع عرب اسرائيل. فحنين الزعبي ليست احمد الطيبي كما ان محمد بركة ليس عزمي بشارة. إن العرب ليسوا نفس العرب وبخاصة حينما يكونون عربا اسرائيليين.
    إن السياسة في مواجهة الزعزعة السورية تتميز الآن بالنضج وضبط النفس. وهي تشهد ايضا على أنهم في الغرف المغلقة بعيدا عن ضجيج الجمهور، يعرفون كيف يُفرقون عندنا بين عربي وعربي وتهديد وتهديد. إن الرغبة الساذجة في ان نرى هنا شرقا أوسط نظيفا من العرب وأنه اذا وجد عرب فليكونوا مسلحين بألعاب الصبيان لا يمكن ان تُملي سياسة. إننا نحيا في حي معادٍ خطير، ويجب في هذا الحي ان تعرف العوم لا بعكس التيار فقط بل معه ايضا، ويجب عليك ان تقرأ صورة الواقع في نضج لا في جهل.
    حينما نشمئز أو نسخر من مشجعي بيتار القدس الذين يساوي عندهم المسلم الشيشاني العربي من قلقيلية، وحينما تُزعزعنا محاولة مدربهم تهدئة المارد العنصري وقوله إن العربي من اوروبا ليس كالعربي من اسرائيل يجب علينا ان نتذكر ان هؤلاء الجهلة يعيشون بين شعبهم. وقد يكونون تجسيدا متطرفا للظاهرة لكنهم جزء منها.
    اذا لم نعرف في سنة 2013 أن نتغلغل الى العمق الحقيقي لخريطة المنطقة وكيف نُفرق بين العرب فسننتهي الى أن نُصيب مكانا ما كان يجب أن نصيبه ونضيع اصابة ما كان يجب ان نصيبه حقا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    مصريون بملابس سوداء

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    كان واضحا انه ستحين اللحظة التي يُصرون فيها على إدخالنا الى الانتفاضة الجديدة في مصر. وكان يمكن ان نُقدر ايضا ان يدسونا في الحرب الأهلية من باب مركزي لا من زقاق ناءٍ.
    أعلن المدعي العام المصري طلعت ابراهيم في نهاية الاسبوع أن المعتقل الأول في تعقب الـ 'بلاك بلوك' وهي مجموعة الفوضويين الذين يتسللون الى المظاهرات قد 'اعترف' في تحقيقاته بأن اسرائيل أرسلته لتنفيذ عملية ارهابية في منشآت الغاز و'الاختلاط' في المواجهات.
    وقد اهتموا بتسريب عنوان سكن المعتقل، واجتهد الصحفيون في استخراج معلومة دامغة من والدين دهشين مذعورين. وقد زعما أنه أصلا مع النظام لكنهما لم ينجحا في الاقناع. وقد صاحب مصدر أمني القضية مع خرائط ووثائق 'كُشف عنها' عند المشتبه به تُبين موقع أنبوب النفط وسبل الوصول وأوامر تنفيذية تُبين كيفية تخريب المنشآت. أصغ فقط لأبواق السلطة وستؤدي بك الى استنتاج ان اسرائيل تتآمر مرة اخرى في مصر: اذا لم يبيعونا الغاز فينبغي ألا ينجحوا في بيعه لآخرين ايضا.
    نجمت الـ 'بلاك بلوك' بصورتها المصرية في الشوارع قبل عشرة ايام في الذكرى السنوية الثانية للثورة. وكان هناك رجال أشداء مع قبعات جوارب ومعاطف سوداء وبنطالات جينز. هذه هي القوة الخفية التي تفصل الآن بين الشباب الغاضبين وبين الاسلاميين وقوات الامن.
    غمرت 'البلاك' الميادين دفعة واحدة وخلّصت عشرات الشابات المحجبات قبل ان يُغتصبن اغتصابا جماعيا عنيفا. ووجه من نظم جماعات الـ 'بلاك' أوامر صارمة تُبين انه ينبغي ألا يُكشف عنهم وألا يفخروا أمام عدسات التصوير وألا يتركوا بصمات أصابع تُبين من أرسلهم ومن يدفع اليهم اذا كان يوجد أصلا من هو مستعد للانفاق على الانتفاضة الجديدة.
    وقد صاغ أحدهم وهو 'جعفر' وهو يشبه روبن هود محليا، صاغ شعار 'إما ثورة حقيقية وإما انتقام'، ودعا كل من يبحث عن اشياء جديدة الى تصفح الشبكات الاجتماعية. وفي كل يوم يمر يصبح اللغز أكثر جذبا.
    يقولون إن كثيرين منهم من أبناء الطائفة القبطية. ويقولون انهم الذراع العسكرية من 'شباب الثورة'، ويشتبهون في ان الفلول وهم بقايا نظام مبارك هم العقل والجيب وراء جماعات الـ 'بلاك بلوك'، وقد نجحت الاجهزة الامنية بحسب شهادات الاسلاميين في صيد 17 فوضويا مقنعا.
    توجه إصبع طويلة الى حمدين صباحي، وهو الشخصية الشعبية للمعارضة. فهو معبود المتظاهرين وهو المرشح الذي فشل في سباق الرئاسة وهو غير مستعد لاغلاق فمه أمام الرئيس. وقد حاولوا اسقاط شريكيه الآخرين الفائز بجائزة نوبل محمد البرادعي والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في شرك اسرائيلي. فقد أصبح البرادعي بعد تصريحه 'اجل كانت محرقة' هدفا للشتائم من قبل الاسلاميين. وتلقى موسى الضرب على رأسه بسبب لقاء لم يتم لكن من ذا يهمه ذلك؟) مع تسيبي لفني نقلت اليه فيه توصيات تُبين كيف يُنحي الرئيس المصري.
    حدثت في ليل يوم الجمعة فضيحة فقد ضبطت قوات الامن قرب القصر متظاهرا فنُقل عاريا وتلقى ضربات وركلات وجُر على الشارع. وكان من سوء حظ السلطة انه وجد من وثق المشهد العنيف ولم توجد وسيلة اعلام عالمية لم تصدر بعناوين صحفية ضخمة. ورد شبابنا بالملابس السوداء بمطر حجارة على أسوار القصر.
    تُقسم الـ 'بلاك بلوك' بواسطة تغريدات تويتر انه ليست لها أجندة سياسية ولا تنتمي لحزب ما. وهم يعدون المتظاهرين بقولهم جئنا لحمايتكم ولنضمن ألا يطلق الجيش النار وألا يستغل الاسلاميون الفرص في زحام الميادين. إن هذا المشهد وهو مشهد بقعة عضلية قاتمة اللون مع وجوه مقنعة في خضم من البشر يبدو غريبا، وهو مشهد شاذ غريب في انتفاضة شعبية لا نرى لها نهاية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ضربة في سورية لتحطيم السلسلة الاستراتيجية الايرانية


    بقلم:روبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    الواقع الذي تتميز به الحدود السورية اللبنانية هو واقع وهمي. فعلى طول الحدود تهرب الاسلحة والمقاتلين. ايران وحزب الله يبعثان بالمقاتلين والسلاح الى نظام الاسد، فيما أن محافل المعارضة اللبنانية تهرب الى الثوار السلاح والتمويل اللذين مصدرهما في السعودية، قطر، تركيا وغيرها. ومن الجهة الاخرى، تجرى في لبنان بمبادرة سوريا، تصفيات واعمال ارهابية ضد أهداف ونشطاء لبنانيين تدعم الثوار. وفي نهاية الاسبوع صفي في البقاع في ظروف غامضة 'السلفي' اللبناني خالد حميد الذي كان معروفا بانه يؤيد الثوار بلابسي المدني ممن عرفوا أنفسهم كنشطاء في المخابرات اللبنانية.
    محاولة النظام السوري ان ينقل هذه الايام بالذات بطاريات مضادة للطائرات الى حزب الله رغم الاتفاقات التي تحظر ذلك مع روسيا، من شأنها ان تفسر كدليل على انهياره القريب. ومعقول ان هذا الفهم ولد الرغبة في تخزين البطاريات في مكان آمن منعا لسيطرة الثوار على السلاح.
    يحتمل أن يكون الاسد اعتمد على وجود البطاريات لدى حزب الله وعلى الحفاظ على الترسانة الكيميائية تحت تصرفه كـ 'بوليصة تأمين' في حالة اضطراره الى الانطواء في 'دولته' العلوية على الشاطيء الغربي لسوريا.
    يحتمل أن يكون مصدر الاوامر لنقل البطاريات هو طهران التي تسرع الان البرنامج النووي وتستعد لامكانية الهجوم، في ضوء فشل العقوبات ضدها. وهكذا تكون طهران سعت الى أن تكسب حزب الله قدرة هجومية ضد اسرائيل تحت مظلة متطورة من مضادات الطائرات. وبالفعل توجد لايران أسباب وجيهة للقلق: فالروس يفقدون الارتفاع في تأييدهم للاسد، والاتراك المنتشرون على الحدود السورية يتعاونون مع الغرب ضدهم. ويخيل أن تحذيرات هيلاري كلينتون بالنسبة لروسيا وايران، في ضوء امكانية ان تنتشر الحرب خارج سوريا ايضا، تقلق ايران.
    الغارة التي نفذت في سوريا رغم ضمانة ايران، هي ضربة اخرى للحلقة السورية في السلسلة الاستراتيجية الايرانية. يحتمل ان تكون العملية في السفارة الامريكية في أنقرة، في ظل استخدام 'عملية رف' هي رد مشترك من ايران وحزب الله للموافقة المسبقة المنسوبة للامريكيين على الغارة في سوريا.
    في سوريا تتعاظم الاتهامات. فالثوار يدعون بان النظام، الذي لم يطلق النار منذ 1973 ضد اسرائيل تجلد على مدى غاراتها وفي ضوء تصفية مغنية، ولكنه اسقط بالذات طائرة تركية ويستخدم سلاحه ضد شبه. وبزعم الثوار، فقد استدعى النظام الغارة كي يطمس صورة فظائعه. اما الناطقون بلسان النظام فيدعون بان الغارات الاسرائيلية نفذت بالتعاون بين اسرائيل والثوار. القاسم المشترك في هذه الاتهامات هو الكراهية لاسرائيل.
    ان الانتشار المسبق للقبة الحديدية في الشمال وتدمير بطاريات مضادة للطائرات في سوريا أشارت الى قدرة استخبارية وعملياتية مثيرة للانطباع ورادعة للعمليات في المجال الاقليمي. فقوة السلسلة تتقرر حسب مواقف الحلقة الضعيفة. وانهيار سوريا في المجال السني الثوري وتحذيرات الولايات المتحدة ونشاط حلفائها تمس بشدة بصمود محور الشر الشيعي الايراني.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    حرب سورية محدودة على اسرائيل تنقذ النظام


    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

    الخلاف الاعلامي حول مسألة الغارة الاسرائيلية في سوريا، المزعومة، يجب ان يبقى من نصيب وسائل الاعلام الاجنبية. وسواء كانت التقارير صحيحة ام لا، فان على اسرائيل الرسمية أن تحافظ على ضبط النفس والا تنجر الى تصريحات تبجحية من شأنها أن تورطها.
    صمت القدس الرسمية مبارك. هكذا تصرفت حكومات اسرائيل في الماضي وهكذا يجب التصرف الان. واذا كنا لغرض النقاش الاكاديمي فقط سنتبنى موقف وسائل الاعلام الاجنبية والتصريحات التي تأتي من سوريا، لبنان وايران والتي تقول ان سلاح الجو الاسرائيلي هو الذي نفذ الغارة كي يدمر صواريخ مضادة للطائرات متطورة كانت في طريقها الى حزب الله، فان سلاح الجو يستحق الثناء الى جانب جهاز الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي. ويجدر بالذكر ان هذه العملية، مهما كانت ناجعة، لن تمنع سوريا وايران من محاولة تسليح حزب الله مثلما جرى منذ حرب لبنان الثانية وحتى الغارة موضع الحديث.
    كما أنه اذا كان صحيحا ادعاء وسائل الاعلام الاجنبية، فان الحديث يدور عن تنفيذ التهديدات التي أطلقتها اسرائيل الرسمية منذ سنين دون أن تنفذها. والان، اثبتت اسرائيل انها قادرة على أن تستخجم 'الذراع الطويلة' لها بنجاعة وفي توقيت دقيق على نحو رائع. ماذا ستفعل كيانات الارهاب الثلاثة وهل ستنفذ تهديداتها بالرد على اسرائيل؟ من الصعب ان نتوقع ذلك بيقين. قرأت جيدا تحليلات الخبراء المختلفين وثقتهم بان سوريا، حزب الله وايران لن يردوا وذلك لاسباب داخلية صرفة. ودون أن نحسم الموقف هنا، يجدر بنا أن نترك مجالا للشك وللاستعداد.
    ماذا ستفعل الكيانات الارهابية الثلاثة وهي ستنفذ تهديداتها بالرد على اسرائيل؟ من الصعب ان نتوقع ذلك بيقين. التقارير في وسائل الاعلام والتي تقضي بان الجيش الاسرائيلي يتابع عن كثب ما يجري ومستعد لاستباق الخطر تفعل فعلها. والتصريحات الحماسية التي تأتي من سوريا، لبنان وايران لا تشير، بالضرورة الى نوايا هجومية، ولكن محظور على اسرائيل الاعتماد على هذه التقديرات.
    الاسد يوجد على شفا الانهيار. صحيح أنه منذ سنتين ونيف يتكرر الادعاء بان الاسد سيسقط قريبا ولم يحصل بعد شيء غير مذبحة رهيبة وفظيعة. ويقال للمتشائمين ان الاسد ليس خارج التاريخ. مصيره حسم وسقوطه سيأتي حتى لو تلبث. وبالذات لهذا السبب على اسرائيل ان تنتبه جيدا من أن يحاول الاسد رص الصفوف تجاه العدو المشترك لكل الفصائل المقاتلة في سوريا. فالمعارضة السورية ليست مؤيدة متحمسة لاسرائيل بل العكس ومن شأن الاسد أن يغرى ويفكر بانه يمكن الخروج من الحصار عليه من خلال عمل ضد اسرائيل يؤدي الى حرب محدودة. وبالنسبة للاسد مثل هذه الحرب جيدة لانها تحدد العدو المشترك. يجدر باسرائيل أن تستعد لذلك جيدا.
    حتى لو خاطرنا في تقديراتنا وقررنا بان الاسد لن يستخدم السلاح الكيميائي اذا ما قرر العمل، فان استخدام السلاح الكيميائي تجاه اسرائيل من شأنه أن يؤدي بسوريا الى مصيبة لم يسبق أن شهدتها ابدا. كل الحواجز التي تقف اليوم في وجه اسرائيل ستزول، والضربة على سوريا يمكنها أن تكون فتاكة للغاية. محظور علينا أن يغرينا التفكير بان كل زعماء سوريا غير عقلانيين على نحو ظاهر. ومن غير المستبعد أن حتى ايران ستدفع الاسد الى مغامرة من هذا النوع كي تثبت بان الامور في ايران كالمعتاد، رغم التقارير عن التفجيرات في مفاعلاتها.
    منظمة حزب الله ستواصل التسلح. الى جانب ذلك فان نصرالله ايضا يعرف بان كل مخزونات السلاح لن تجلبه الى ما يسميه الخبراء الاسرائيليون بانه 'سلاح محطم للتعادل' ويفهم جيدا ما يمكن لاسرائيل أن تفعله حين لا تعود اياديها مكبلة. ينبغي الامل بان يعرف زعماء اسرائيل كيف يردوا بالشكل السليم على كل استفزاز أو رد، اذا ما جاء.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 245
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:46 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 237
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:27 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 236
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:25 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:21 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 223
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 10:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •