النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 322

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء عربي 322

    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]
    • في هذا الملــــف:
    • رحلة فلسطين الثانية: حق العودة وآلام الضحايا
    • شفيق ناظم الغبرا (أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت) عن الحياة اللندنية
    • أوباما المنكفئ... حين «يُدهِش» العرب
    • زهير قصيباتي عن الحياة اللندنية
    • الملفات التي سيناقشها الرئيس الامريكي بزيارته للشرق الاوسط
    • د. يوسف نور عوض (كاتب من السودان) عن القدس العربي
    • فلسطينيو 48 وانتخابات الكنيست
    • د. فايز رشيد (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    • الانقسام يريد إنهاء الشعب؟
    • د. صبري صيدم (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    • حــرب صـهيـونيـة عـلـى الأقـصـى
    • راي الدستور الأردنية
    • الشهيد الحي سامر العيساوي!
    • حلمي الأسمر عن الدستور الأردنية
    • الكشف عن قضية أخفتها إسرائيل منذ اغتيال المبحوح: انتحار أو اغتيال عميل أوسترالي للموساد في السـجن
    • حلمي موسى عن السفير
    • خطاب أوباما والقضايا المغيّبة
    • رأي البيان الإماراتية
    • آفاق مصالحة فتح وحماس
    • محمود جرابعة و ليهى بن شطريت عن الشروق المصرية
    • هل سقطت تجربة الأحزاب الديموقراطية الإسلامية قبل أن تولد؟
    • رغيد الصلح (كاتب لبناني) عن الحياة اللندنية
    • حزب الله يعزز قوته بضباط علويين بعد سقوط الأسد!
    • هدى الحسيني عن الشرق الأوسط
    • .. والمعارضة البحرينية في موسكو!
    • طارق الحميد عن الشرق الأوسط
    • هل يلتقي المعلم الخطيب في موسكو؟
    • رأي القدس العربي
    • مصر وتونس.. هل من قاعدة للحوار الوطني؟!
    • كلمة الرياض بقلم:يوسف الكويليت
    • القانون مفيهوش زينب لكن فيه خيرت الشاطر!
    • حمدي رزق عن المصري اليوم
    • رحلة فلسطين الثانية: حق العودة وآلام الضحايا
    • شفيق ناظم الغبرا (أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت) عن الحياة اللندنية
    • في رحلتي الثانية إلى فلسطين في أواخر كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣ وعلى مدى ثمانية أيام أيقنت أكثر من أي فترة سابقة أن صراع الوجود في فلسطين الذي بدأ قبل قرن من الزمان يكتسب عند كل منعطف زوايا حادة وزخماً جديداً، ففي فلسطين حالة حرب يومية تشن على الإنسان العربي بوسائل السلب والمصادرة والحصار والإبعاد والسجن وبناء الجدران وهدم المنازل وتقطيع الأوصال. في فلسطين تتحول علاقات القوة بين المستعمِر والمستعمَر وبين المستوطن والمحلي إبن البلد إلى علاقة استقواء وتسلط.
    • إن ما يبدو عليه الوضع في فلسطين من هدوء لمن يتابعه عن بعد هو هدوء خادع، فصور المقاومة من خلال تحمل الألم والصبر تحولت إلى سلوك يومي يجسده فلسطينيون بسطاء من قرى ومدن ومناطق فلسطين كلها. في كل شيء يتحد الفلسطينيون من خلال السعي الذي لا هوادة فيه من أجل حياة كريمة وعدالة إنسانية ووطنية وتحقيق حقوق العودة. في هذا يوجد انفصال واضح بين الحركات السياسية الكبرى (فتح وحماس) وحالة الناس الساعين للصمود بكل طريقة ووسيلة. بعد قضائي وقتاً في الضفة الغربية المحتلة ثم وقتاً في القدس الشرقية المحتلة (مقال الأربعاء ٦-٢-٢٠١٣) حيث «عين العاصفة والمكان الذي ما بعده مكان» توجهت إلى مدينة حيفا بصحبة صديقي العكاوي أديب.
    • في حيفا سرنا بين الأماكن والأبنية، الكثير منها بناء عربي لأهل المدينة العرب ممن هجروا عام ١٩٤٨، فوصلنا إلى مركز «مدى» وهو مركز دراسات فلسطيني. استقبلني د. نديم روحانا وهو أستاذ جامعي متميز من أبناء المدينة ممن يعملون في إحدى الجامعات الأميركية. احتسينا بعض القهوة، وتحدثنا عن المدينة وعن البناء العربي الآسر من حولنا. هذه هي زيارتي الثانية لحيفا، تلك المدينة التي تعود بتاريخها وموقعها إلى زمن الكنعانيين. لقد فتح المدينة الخليفة عمر بن الخطاب ودخلها القائد عمرو بن العاص عام ٦٣٣ م. مدينة حيفا تقع على جبل وبحر وتحمل ذكرى من كانوا فيها من العرب ممن شكلوا أغلبيتها السكانية حتى أحداث النكبة عام ١٩٤٨.
    • قال نديم: «لدي مفاجأة لك، سأريك شيئاً إضافياً معبراً عن النكبة والتناقضات المحيطة بها». فركبنا المركبة التي سارت بنا باتجاه جنوب المدينة وخارج حدودها حيث تحيط بنا شواطئ المدينة الجميلة. لوهلة تذكرت بيروت وأوجه التشابه بين المدينتين، ثم عدت ثانية إلى الواقع فأنا في حيفا المحتلة عام ١٩٤٨. بين أمواج هذه الشواطئ تعلم والدي السباحة عندما كان طفلاً وشاباً، إذ دفعته تلك الهواية للدخول في مسابقات للسباحة الطويلة قبل أن يذهب إلى الجامعة الأميركية في بيروت لدراسة الطب. تعود الأحلام إلى القصص التي سمعتها والروايات التي نقلت لي. فجأة سارت المركبة في طريق فرعي باتجاه المرتفع، وإذا بي أمام منازل قديمة جميلة وآسرة لقرية فلسطينية تحمل معها قصة حزينة.
    • قال نديم: أنت عند مدخل قرية فلسطينية عربية تعرف باسم عين حوض وقد أبقتها إسرائيل كما هي من دون أي تغيير عليها وذلك بعد أن قامت بتهجير جميع سكانها ومنعتهم من العودة بعد حرب ١٩٤٨. لكن معظم أهالي عين حوض استمروا في العيش في المناطق التي وقعت تحت سيطرة إسرائيل. وبخلاف القرى الأخرى التي تم جرفها وتدميرها فقد حافظت إسرائيل على هذه القرية وغيرت اسمها إلى عين هود وسلمتها للفنانين الإسرائيليين وحولتها إلى مرسم كبير عام ١٩٥٤.
    • سرنا وسط البلدة الجميلة الخلابة التي تذكر بما كانت عليه الحال عشية النكبة، رأيت المراسم الإسرائيلية في المنازل مضاءة وكأننا في وسط النهار، نظر إلينا بعض الفنانين الإسرائيليين من سكان البلدة الجدد بعلامات استفهام من دون التحدث إلينا. وقفت أمام مسجد البلدة القديم الذي فقد قبته وسقطت هيبته بسبب تحويله إلى مطعم. لكل هذا معنى، أنا هنا في حضن التاريخ اكتشف كيف يتحكم المنتصر بالتاريخ، بينما يقاوم الخاسر ويسعى لاستعادة التاريخ لأجل مستقبل مختلف. أكتشف معادلة غير عادلة بين أزمان مختلفة ومستقبل مفتوح.
    • تساءلت وأنا في القرية: ماذا كان سيحصل لو قمنا نحن العرب بتحويل مكان لهم إلى مرسم وصادرنا أراضي يملكونها؟ تساءلت عن التصرفات البعيدة عن قيم الإنسانية لمن سبق ومروا بتجارب الاضطهاد النازي؟ تساءلت عن الأساس الذي يجعل من أضطُهد سابقاً قادراً على إعادة إنتاج الاضطهاد ذاته والتعذيب النفسي والجسدي إياه الذي مورس بحقه.
    • وأردف نديم: لقد استمر سعي أبناء القرية الفلسطينية للعودة لقريتهم. وقد سهل ذلك أنهم كانوا في مدن وقرى قريبة من بلدتهم المصادرة. وبينما حاربت إسرائيل الفكرة، إلا أن نضالهم استمر بلا توقف إلى أن نجحوا بتطبيق حق العودة، وقاموا ببناء قرية جديدة على جزء من أراضيهم. فعلى بعد كيلومتر من هنا وعلى أراض تابعة للقرية بدأ أهاليها ببناء بضعة منازل ومسجد بينما قامت إسرائيل بمنع مد الكهرباء والماء اليهم. عين حوض طبقت حق العودة بطريقتها الخاصة.
    • في كل مكان في إسرائيل سترى فلسطين في المكان وبين الأنقاض وفي الأزقة، فمواقع مئات القرى المدمرة لم تختفِ، ورغم سياسة إسرائيل بنشر الأحراش والأشجار على ناصيتي الطريق إلا أن الآثار والحقائق لا زالت دامغة. بين حيفا والناصرة توقف أديب طالباً مني أن أرافقه داخل احد الأحراش. سرنا قليلاً، وإذا أمامي مقبرة فلسطينية عربية كبيرة.
    • أوضح أديب لي «لقد ناضل أهل هذه البلدة لإبقاء ذكراها تخليداً لماضيهم واعتزازاهم بجذورهم. بعد أن دمرت إسرائيل القرية وصودرت كل أراضيها عام ١٩٤٨، سعى أبناء القرية من القاطنين قربها في مناطق مختلفة لدفن موتاهم الجدد فيها. وبينما يشق الطريق السريع الإسرائيلي القرية القديمة من منتصفها فيلتف على أنقاضها إلا أن النضال لدفن الموتى لا زال قائماً. هذا السعي لدفن الموتى والحفاظ على المقابر العربية نجده في القدس، ونجده في يافا وفي حيفا وعكا وفي كل مكان: الصراع على المدافن في فلسطين جزء من الصراع على الهوية والوجود.
    • للدولة اليهودية طريقتها في إخفاء الأثر العربي بينما للعرب طريقتهم في إحياء وجودهم ورعاية نموه والإصرار على عدالة ذلك الوجود وأحقيته. حتى صوت الأذان في عكا يمثل وجهاً آخر من صراع الوجود. أثر الأذان على الأذن مختلف في الدولة اليهودية حيث لا زال ٣٠ في المئة من سكان عكا من العرب.
    • وقد وقع تحول آخر يجسد مضمون حق العودة بين أبناء قرية إقرث المسيحية الأرثوذكسية التي دمرتها إسرائيل عام ١٩٥١ وهجرت سكانها إلي مدن يافا والناصرة وعكا، ثم قامت بمصادرة أراضيها بالكامل وسلمتها لمتعهدين إسرائيليين لزراعتها والتصرف بها وفق نظام التأجير لـ ٩٩ سنة. فقد قرر الجيل الشاب من أبناء القرية منذ ستة شهور بالتحديد (وتأثراً بالثورات الشبابية العربية) تحدي الدولة الإسرائيلية ودخول القرية المدمرة والعيش بين أطلالها وقرب كنيستها التي بقيت الأثر الوحيد الذي لم يدمر من آثار القرية. ذهبت مع أديب إلى تلك القرية الحدودية (قرب جنوب لبنان) وأمضينا ليلة هادئة مع شبانها وأبنائها، شرحوا لنا على مدار الأمسية قضيتهم وموقفهم.
    • لا زال الشبان في القرية إلى يومنا هذا، وقد قاموا بالاعتماد على الطاقة الشمسية لمد القرية بالكهرباء. صمودهم في البلدة يثير الإعجاب، فهم يذهبون إلى أعمالهم في الناصرة وحيفا لكنهم يعودون للمبيت في قريتهم المدمرة. أنهم مهددون بإعادة الطرد، لكنهم مصرون على البقاء.
    • وإثناء الجولة في مناطق الجليل الأعلى الأقرب إلى الحدود اللبنانية قرى ممتدة ومناطق جميلة مشجرة. في هذا المكان الخصب من فلسطين الذي تم احتلاله عام ١٩٤٨ ترتفع نسبة العرب إلى اكثر من ٥٠ في المئة من السكان. في تلك المناطق يتمسك العرب بقراهم، فهذه القرى هي آخر ما تبقى لهم، وهي انعكاس لإصرار تلك المناطق على الحق العربي. تلك قرى مزدهرة بفضل سكانها، إلا أن نموها محدد من خلال الحصار الذي تمارسه إسرائيل عليها.
    • عندما تتجول في فلسطين ستحاصرك في كل دقيقة قصص اللجوء وألم الاضطهاد والإفقار والتهجير وسرقة الأراضي، وستكتشف هدوءاً ومقاومة جديدة تعتمد نفساً طويلاً. في كل مكان تتكرر ذات القضية: سيطرة إسرائيلية على الأرض ومنع للعودة وسلب للحقوق وحرب على الناس والبسطاء والفقراء والضعفاء وسط مقاومة تعي معنى البقاء في حضن الأرض.
    • ستكون قضية فلسطين آخر النزاعات التي تحيط بشرقنا وستبقى بعد أن تنتهي كل الثورات والإصلاحات العربية بعد هذا العقد الطويل. سيكون ميزان العدالة المفقود في فلسطين آخر الموازين المتعطشة للعدالة.
    • أوباما المنكفئ... حين «يُدهِش» العرب
    • زهير قصيباتي عن الحياة اللندنية
    • لم تكن التجربة النووية الكورية الشمالية نبأً سارّاً للرئيس باراك أوباما، قبل ساعات قليلة من إلقائه خطابه عن حال الاتحاد. فالوقت الآن هو لـ «الحل الديبلوماسي» الذي يضع خريطة طريق لصفقة ما مع إيران حول ملفها النووي، والحل الذي يريده أوباما والغرب لا بد أن يضمن أمن إسرائيل كذلك. ألم يكن أمنها بين أولويات الخطاب، فيما طهران تسعى الى إدراج سورية والبحرين على طاولة الصفقة، ومحطتها المقبلة كازاخستان أواخر الشهر؟
    • يَعِدُ أوباما الأميركيين بتسريع الانكفاء العسكري للولايات المتحدة من أفغانستان، ومن ساحات حروب محتملة، فيما البنتاغون عاجز عن إرسال حاملة طائرات الى الخليج، بعد كل الضجيج والوعيد بالتصدي لأي محاولة إيرانية لإغلاق مضيق هرمز. تحضر في خطاب حال الاتحاد، إيران وإسرائيل و «القاعدة»، بعد الهموم الاقتصادية للأكثرية في أميركا، بينما الرئيس منهمك بشحذ أسلحته في معركته الطويلة مع الجمهوريين حول الإنفاق وسياسة الضرائب.
    • تغيب فلسطين عن الخطاب، وعبارة «الربيع العربي» التي ربما أدرك أوباما أنها باتت تضيء إشارة قلق من هيمنة ما يسمى تيار الإسلام السياسي. يعترف الرئيس بوجود مواطنين في المنطقة لهم «حقوق عالمية»، ويقر بأن أميركا لا ترغب وربما لا تقوى على تغيير «المسار» في مصر. في المنطقة هناك مواطنون و «ناس»، سيصرّ أوباما على «احترام حقوقهم الأساسية» جميعاً. وهو وإن تفادى بذكاء استخدام كلمة الأقليات، ليتجنّب هواجسها في «الربيع»، فقد أدهش السوريين مجدداً بوعده إبقاء «الضغط» على النظام في دمشق. وجميعهم يعلم أن التبرير الوحيد لهذا الوعد يتجلى في إدراك جوهر «استراتيجية» أوباما في سورية: فلا هي قيادة من أمام، ولا قيادة من خلف... ببساطة مزيد من الانتظار والتفرج، رغم سقوط سبعين ألف قتيل. أوان التحول الوحيد- وفق مفهوم التدخل- تهديد أمن إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة. ألم يقلها الرئيس الأميركي قبل خطابه؟
    • نحن إذاً مواطنون عالميون، نستحق كل دعم بالكلام، وله كذلك «خط أحمر». فالكثير من معارك الكونغرس ينتظر سيد البيت الأبيض ودفاعه عن الطبقة الوسطى في أميركا... بالتالي رضا اللوبي اليهودي أولوية، من موجباتها دفاع شرس عن «أمن إسرائيل». والأمن ذاته يستدرُّ جولةً شرق أوسطية لأوباما بعد أسابيع، فمن يدري ربما يسعفه الحظ في جولة كازاخستان «النووية»، وتتضح خريطة الطريق نحو صفقة مع إيران، تعفي الدولة العبرية من سيناريو الحرب الباهظة، وتعفي الديموقراطيين في الولايات المتحدة من جرّ أقدامهم إلى منازلة في الخليج يأنفونها. أليس تعفف أوباما عن الحل العسكري، ورقة ثمينة لدى طهران، وإن لوّح بفعلٍ ما يمنعها من امتلاك أنياب نووية؟ ولأن الوقت للحل كما قال، تتمنى الدول الكبرى ألاّ تضيّع إيران فرصة «الأفكار الجديدة» التي ستُعرض لمساومة، كجزرة ترغيبٍ بطي الملف النووي.
    • كل ذلك يبرر تضخم المخاوف في الخليج من اقتراب ساعة الصفقة، وانتزاع الإيرانيين تنازلات من الغرب على حساب المنطقة وأمنها، فيما تكرر تحذيراتها الهادئة لطهران للكف عن لعبة الخيوط الخفية، واستغلال أوضاع داخلية لبعض دول الخليج، في سياسات تحريض معروفة.
    • لحظةُ مساومةٍ إذاً، ومجدداً على حساب العرب؟
    • يقول ديبلوماسي عربي ان المنطقة فقدت كل وزن لدى أميركا والكبار، نتيجة غليان الفوضى وتداعيات ثورات «الربيع» التي تأكل أبناءها. «لم نعد عنصر ضغط... لماذا يضطر الأميركيون لمراعاتنا»؟ ولا يستغرب أن يغيب اسم فلسطين- كما في العام الماضي- عن خطاب أوباما، حين يتطرق الى السياسة الخارجية، مرجحاً أن يكون احتمال إعلانه أفكاراً جديدة لتحقيق حل الدولتين، معادلاً لصفر.
    • جولة الرئيس الأميركي الشهر المقبل، لن تكون أكثر من محطة لترميم العلاقات مع حكومة نتانياهو التي اجتهدت في ابتزاز واشنطن الى الحد الأقصى بورقتين: خطر امتلاك إيران السلاح النووي، وخطر إسلاميين متطرفين ينتزعون مقدرات دول أو يتسللون تحت أجنحة ثوراتها... ويقتربون من إسرائيل.
    • كل ذلك، يبرر في مرحلة «الانكفاء» الأميركي عن المنطقة، خريطة متخيّلة لاقتسام النفوذ، يُخشى أن تكون مثلثة: بين إسرائيل وإيران، والجماعات التي «نبتت» بعد «القاعدة»، وباتت تحتّم في استراتيجية أوباما نسخةً منقّحةً عن «الحرب على الإرهاب»، بلا أساطيل ولا احتلال.
    • في حقبة فقدان المنطقة أي وزن، ألا يكفي أن نكون مواطنين عالميين، في أشلاء دول؟!
    • الملفات التي سيناقشها الرئيس الامريكي بزيارته للشرق الاوسط
    • د. يوسف نور عوض (كاتب من السودان) عن القدس العربي
    • قال موقع 'دييكا' إن ما كشفه السفير الأمريكي 'دان شفيرو' حول زيارة الرئيس 'أوباما' إلى الشرق الأوسط خالف كل التوقعات، ذلك أن الرئيس 'أوباما' سيناقش خلال هذه الزيارة قضايا الشرق الأوسط وتشمل نوع السلاح النووي الإيراني وإسقاط النظام السوري من خلال إضعاف حزب الله ونزع سلاحه وأخيرا التركيز على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
    • وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن الرئيس 'أوباما' لن يناقش خلال زيارته للشرق الأوسط مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو القضية الفلسطينية، لكن نتنياهو رد على تلك التقارير بقوله إنه سيناقش مع الرئيس أوباما الملفات الثلاثة المتعلقة بالشرق الأوسط وهي الملف الإيراني والملف السوري والملف الفلسطيني. غير أن إذاعة صوت إسرائيل قالت إن الهدف الرئيسي لزيارة 'أوباما' هو بحث الملف الإيراني.
    • وتأتي زيارة الرئيس أوباما وسط شكوك لاحقته في فترة رئاسته الأولى بأنه مسلم وقد يكون متعاطفا مع القضية الفلسطينية، ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئا خلال فترة رئاسته الأولى وهو الآن قادر على أن يتحرك في الاتجاه الذي يراه مناسبا. وقد أكدت صحيفة 'الفاينانشيال تايمز' البريطانية أن القضية الفلسطينية تشكل إرثا يحتل جزءا كبيرا من اهتمام الرئيس 'أوباما'. ولكن الصحيفة اعترفت أن 'أوباما' يواجه الكثير من المشكلات الداخلية في مقدمها القضايا الاقتصادية، غير أن ذلك لا يقلل من اهتمامه بالملفات الثلاثة في الشرق الأوسط، ذلك أنه يحتاج إلى إيجاد مخرج للقضية السورية والنظر في ما إذا كان بحاجة إلى مفاوضات مع إيران لحل المشاكل بين البلدين أم أنه يريد أن ينسق للحل العسكري، ذلك إلى جانب محاولة التوصل إلى نافذة تقدم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة أن الأوروبيين والأمريكيين المؤيدين لعملية السلام أصبحوا يلقون باللوم على 'بنيامين نتنياهو' قائلين أنه هو الذي يعيق التقدم في عملية السلام، وذلك ما جعل الكثيرين يعتقدون أن الرئيس أوباما لا يجد شركاء حقيقيين في مساعدته في عملية السلام في الشرق الأوسط.
    • وبالطبع هناك بعض الاتجاهات في الشرق الأوسط تريد من الولايات المتحدة أن ترفع يدها تماما عن قضية الشرق الأوسط كما جاء في حديث نائب رئيس المكتب السياسي لحماس 'موسى أبو مرزوق' الذي قال في صفحته على 'الفيس بوك' إن الولايات المتحدة لا تكف عن التدخل لإجهاض ثورات المنطقة مع الوقوف بصلابة إلى جانب إسرائيل حتى أصبح اسم الولايات المتحدة يرتبط باسم إسرائيل. أن الولايات المتحدة تصنف حركة حماس ضمن المنظمات الارهابية في العالم.
    • وترى 'الفجر الجديد' من جانب آخر أن 'أوباما' قد ينتهز الوضع الضعيف 'لبنيامين نتنياهو' فيأتي إلى المنطقة وهو يحمل الجزرة في يد والعصا في اليد الأخرى. وذلك ما يجعل إسرائيل تتخوف من أن يقايض الرئيس 'أوباما' امتلاك إيران للسلاح النووي بوقف عملية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وتتحرك إسرائيل في الوقت الحاضر بإرسال وفودها إلى الولايات المتحدة من أجل التنسيق لزيارة الرئيس أوباما إلى الشرق الأوسط .مع اعتراف بعض المسؤولين الإسرائيليين بأن استمرار إسرائيل في عمليات الاستيطان أفقدها كثيرا من الدعم الخارجي حتى بين أصدقائها من الغربيين كما أدى إلى تدهور صورتها عالميا.
    • وهنا نتوقف عند المقالة المهمة التي كتبها 'ياسين عزالدين' بعنوان 'هل سيتغير موقف أمريكا تجاه القضية الفلسطينية مع إدارة أوباما الجديدة'؟
    • ويعترف عزالدين في البداية أن للرئيس أوباما خصوما شرسين خاصة في 'حزب الشاي' يتهمونه بأنه مسلم متخف وعدو للمصالح الأمريكية، ويعتبر أن تلك مبالغات لا تتفق مع حقيقة الرئيس 'أوباما' الذي جاء من داخل المؤسسة السياسية الأمريكية. ويؤكد عزالدين أن الرئيس الأمريكي يخضع لضغوط اللوبي الصهيوني كأي رئيس أمريكي آخر ولكن النقطة المهمة التي تعرض لها هي ضعف المحيط العربي وعدم قدرة العرب على استخدام قوتهم في مجالات مختلفة من أجل الضغط على الولايات المتحدة . وتفضل بعض الدول ربط مصالحها الخاصة بالولايات المتحدة على حساب القضية الفلسطينية، ولكن هذه المصالح من وجهة نظره تواجه تحديا في الوقت الحاضر مع ثورات الربيع العربي، ويشير عزالدين إلى دراسة 'ستيفن والت' و'جون مرشماير' في كتابهما 'اللوبي الصهيوني والسياسة الخارجية الأمريكية ًٍ وهو الكتاب الذي دعا فيه الكاتبان إلى ضرورة مراجعة السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ووضع حد لضغوط اللوبي الصهيوني وتقديم مصالح الولايات المتحدة على مصالح إسرائيل. ويتفق هذا الموقف مع كتاب الرئيس الأمريكي السابق 'جيمي كارتر' الذي نادى بالسلام وليس الفصل العنصري في الأراضي المحتلة.
    • ويرى 'عزالدين' إن ثورات الربيع العربي غيرت كثيرا من المواقف الغربية تجاه العرب كما أن صمود حماس أمام إسرائيل كان بداية معادلة جديدة في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية قبلت بها الولايات المتحدة. ولكن على الرغم من ذلك فإن عزالدين يرى أن الأمريكيين لن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، وهو يرى أن ما يجب عمله في المرحلة المقبلة هو:
    • أولا: رفع سقف المطالب العربية والفلسطينية لأن الولايات المتحدة ستنظر في ضوء تلك المطالب إلى مصالحها قبل مصالح الكيان الصهيوني.
    • ثانيا: التسرع في التوصل إلى تسويات مع الكيان الصهيوني لأن ذلك سوف يكرس الاحتلال فترة طويلة.
    • ثالثا: عدم الانبطاح أمام الولايات المتحدة ومخاطبتها بأسلوب الند للند.
    • رابعا: أن تتصاعد عملية الاصلاح في العالم العربي لأن الاصلاح هو الذي سيجعل العالم الغربي ينظر باحترام إلى العالم العربي.
    • خامسا: أن تكون هناك خطة واضحة لتحرير فلسطين تقوم على القدرات العربية وليس على الاستجداء.
    • ويبدو من كل ذلك أن ما هو مطلوب هو التغيير الذي يتناسب مع هذه المرحلة الجديدة في حياة العالم العربي، ذلك أنه لا يجوز أن تكون أمة كبيرة تحتل مساحة واسعة من العالم وتمتلك كثيرا من المصادر غير قادرة على حل مشكلاتها الأساسية بسبب التشرذم والجري وراء الدعم الخارجي من أجل تسيير أمورها. ولا شك أن بقاء القضية الفلسطينية هذه المدة الطويلة دون حل هو بسبب ضعف الإرادة العربية وفقدان القدرة على التحرك الذي يعيد الحقوق، وما تحتاجه الأمة في الوقت الحاضر هو التصميم على تجربة استعادة حقوقها بالإرادة القوية وسترى كيف سيستجيب العالم لذلك.
    • فلسطينيو 48 وانتخابات الكنيست
    • د. فايز رشيد (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    • لعبة تتقنها إسرائيل جيداً: اقتراف المذابح وممارسة التطهير العرقي وتهجير الفلسطينيين، وممارسة أبشع أشكال التمييز العنصري ضدّهم، والسماح لهم في آن معاً بالترشح وممارسة التصويت للانتخابات التشريعية للكنيست. تذهب إلى العالم بالمسألة الأخيرة لتقول: أنها دولة 'ديموقراطية'! يعيش العرب فيها على قدم المساواة مع اليهود في هذا الوقت الذي تشير فيه قوانين الأساس (والتي هي بديل للدستور) في الدولة الصهيونية إلى أنها 'دولة يهودية'. هذا ما أكدّت عليه في إعلان ما يسمى 'باستقلالها' في عام 1948. وهذا ما صادقت عليه الكنيست في أعوام تالية،وما قامت به حكومة مناحيم بيغن في عام 1977: 'بتحصين الطابع اليهودي للدولة'، فوفقاً لمحكمة العدل العليا ينص القانون: 'عندما تواجه المحكمة بسؤال قانوني يتطلب قراراً لا يوجد جواب له في القانون الوضعي، يتوجب عليها أن تقرر في ضوء مبادئ الحرية، العدالة، المساواة والسلام الخاصة بالتراث اليهودي'.
    • إسرائيل طلبت وما تزال من دول العالم ومن الدول العربية والفلسطينيين: الاعتراف 'بيهوديتها' وجعلت من ذلك اشتراطاً للتسوية مع الطرفين الأخيرين. القضاء الإسرائيلي يلغي المنع الذي فرضته لجنة الانتخابات على الناشطة الفلسطينية حنين زعبي من الترشح للانتخابات، ويبرئ قتله الناشطة الأمريكية راشيل كوري، التي قتلتها عن سابق إصرار وعمد، جرافة إسرائيلية بقرار من الجيش الإسرائيلي المحتل، وهي تحاول منع الجرافة من هدم بيت فلسطيني. إنه نفس القضاء الذي أباح تعذيب الاسرى الفلسطينيين على أيدي المخابرات الإسرائيلية. إنه نفس القضاء الذي حكم على الضابط المسؤول (شيدمي) عن مجزرة دير ياسين، بقرش واحد. ونفس القضاء الذي يبرئ قتل الفلسطينيين على أيدي رعاع المستوطنين، وعصابات القتل الصهيونية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ونفس القضاء الذي يبيح للجيش: مصادرة الأرض الفلسطينية، والبيوت وهدمها، ونفس القضاء الذي هو باعتراف مركز العدالة (المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل) وبعض مراكز حقوق الإنسان الإسرائيلية الأخرى، وبعض المراكز الحقوقية الدولية، يمارس تمييزاً عنصرياً في الأحكام بين اليهود والفلسطينيين الذين يتوجهون إليه. أليس غريباً هذا التناقض في القضاء الإسرائيلي عندما يتعلق الأمر بصورة إسرائيل (الدموقراطية) وإظهار هذه الصورة أمام العالم؟ ففي الحالة هذه: يصدر في بعض قراراته لصالح العرب في إسرائيل، وفي الوقت الذي يحاكم فيه قضايا حقوقية أخرى تتعلق بالعرب: يُصدر قرارات ملزمة لصالح الدولة والجيش والاحتلال والمخابرات؟.
    • صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية وقبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة للكنيست التاسعة عشرة: قامت بنشر مقالة باللغة العربية على صدر صفحة رئيسية من صفحاتها (وهذا يحدث للمرة الأولى في تاريخها) تخاطب فيها عرب 48 وتحثهم على التصويت لانتخابات الكنيست، وتقوم بإنشاء مراكز استطلاعات رأي خاصة مثل: 'المركز الإسرائيلي للديموقراطية' و'كيرين أفراهام- صندوق إبراهيم' تدعو العرب فيها للتصويت أكل هذا حرص على مشاركة العرب في الانتخابات؟ أم لأن ذلك يخدم الاستراتيجية الإسرائيلية، ويخدم صورة إسرائيل 'الديموقراطية'. للعلم في إسرائيل 20 قانوناً مميزاً ضد عرب 48 (17 منها هي قوانين مميزة بشكل مباشر و3 تميز بشكل غير مباشر بين اليهود والعرب). هذه قوانين أساس تتعلق بالمسائل التالية: مصادر القانون الإسرائيلي، حقوق المواطنة، حقوق المشاركة السياسية، حقوق الإسكان والأرض، الحقوق الثقافية، حقوق التعليم، الحقوق الدينية. أما القوانين الثلاثة التي تميز بشكل غير مباشر فتسخدم للسيطرة اليهودية والحد من حقوق الأقلية العربية فيما يتعلق بالأرض والإسكان.
    • للعلم أيضاً: فإنه ورغم تواجد النواب العرب في الكنيست فقد سنّت الأخيرة 32 قانوناً عنصرياً ضد العرب حتى العام 2008 (أي بعد ستين عاماً من إنشاء الدولة الصهيونية). وفي الأعوام الأربعة الأخيرة فقط (إلى ما قبل آخر انتخابات أجريت في 22 يناير الماضي) تم سن 8 قوانين عنصرية، الأمر الذي يعني شيئاً واحداً فقط : أنه ومع مرور الزمن فإن نتائج الانتخابات التشريعية تبين: أن الذي يتطور في إسرائيل هو عنصريتها ومذابحها وفاشتيها وإصرارها على أن تكون دولة لليهود فقط، بما يعنيه ذلك من إمكانية حقيقية لممارسة تهجير قسري (ترانسفير) للعرب فيها. القانون الأساسي الإسرائيلي لا يسمح لحزب عربي خوض المعركة الانتخابية للكنيست إذا كان برنامجه السياسي لا يعترف بكون إسرائيل دولة الشعب اليهودي، فمثلاً إذا كان برنامج الحزب السياسي ينص على وجوب تعديل قانون العودة، أو إلغائه (هو قانون يسمح لكل يهودي في العالم بالهجرة إلى إسرائيل وحيازة الجنسية الإسرائيلية) لكونه يميز ضد الأقلية العربية، لن يسمح له بخوض المعركة الانتخابية وعليه لا يستطيع حزب عربي يريد المشاركة في المعركة الانتخابية أن يطالب بالمساواة الكاملة للأقلية العربية في برنامجه السياسي.
    • إن النائب الفلسطيني العربي الناجح في الانتخابات عليه أن يقسم على الولاء لدولة إسرائيل اليهودية، ولا يحق له الامتناع عن ذلك، لأن القَسَمْ مفروض على كل ما حازوا على عضوية الكنيست.
    • المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية هو موضوع خلافي بين جماهيرنا وأهلنا في المنطقة المحتلة عام 1948، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أُجريت في أوساطهم مؤخرا: فإن النسبة هي 50-50 ' أي أن النصف مع المشاركة والنصف الآخر ضدها. في الوقت الذي نحترم فيه وجهة نظر المشاركين (مع أننا نقف ضد هذه المشاركة) فإننا نتوجه إليهم بالسؤال التالي: ماذا تحقق لكم من كل هذه المشاركات في الكنيست؟ ليس من الصعوبة بمكان معرفة الجواب، فمع أن المشاركة جاءت منذ الكنسيت الأولى، فإن ما تحقق هو المزيد من التطرف والعنصرية والإجرام الإسرائيلي، ومزيداً من اضطهاد أهلنا في منطقة 48، وسن القوانين العنصرية ضدهم. قد يقول قائل من مؤيدي المشاركة: نستطيع قول رأينا في الكنيست، ونستطيع الحد من العنصرية والتطرف، والرد على الفاشيين، ونستطيع منع تمرير بعض القوانين والمحافظة على حقوقنا.... إلى آخر الأقوال التي تبرر مبدأ المشاركة! بمختصر مفيد نجيب: أن ما يستطيع النواب العرب في الكنيست تحقيقه (وهو جد ضئيل) لايوازي نقطة في بحر الإيجابيات التي تجنيها إسرائيل من وراء هذه المشاركة: فهي تبدو وكأنها دولة (ديموقراطية) مع أنها بعيدة كل البعد عن الديموقراطية (التي يجري تطبيقها على اليهود فقط، ومع ذلك فان هناك تمايز بين اليهود أنفسهم، بين الشرقيين 'السفارديم' والأشكناز 'الغربيين').
    • الديموقراطية هي كل واحد لا يتجزأ، فلا يمكن لحزب أن يكون ديموقراطياً وصهيونياً في نفس الوقت، وديموقراطياً وعنصرياً، وديموقراطياً وفاشياً، وديموقراطياً وعدوانياً! باستثناء الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح) والقوائم العربية، فإن كافة الأحزاب الإسرائيلية: صهيونية حتى العظم، برغم فرزها إلى يمين ووسط ويسار! الأدق استعمال توصيف آخر: أحزاب أقل تطرفاً، أحزاب متطرفة، أحزاب أكثر تطرفاً.
    • حزب راكاح يشارك من مبدأ ماركسي يقول: بجواز المشاركة في البرلمانات البورجوازية. لكن هذا لا ينطبق على إسرائيل التي هي أقرب إلى التشكيل النازي، والفاشي. دولة أُنشأت قسراً على أنقاض شعب اقترفت بحقه جرائم التهجير والتطهير العرقي والمذابح، وأنقاض أرض جرى الاستيلاء عليها بالقوة. لذلك لا ينطبق على إسرائيل المسار الطبيعي في التطور وبناء الدولة، لذلك فإن الحزب الشيوعي يمارس خطأً تكتيكياً في المشاركة بالانتخابات. كذلك هي الأحزاب والتجمعات المشاركة الأخرى. قطاعات عريضة من أبناء شعبنا ترفض المشاركة، وهذه تتسع يوماً بعد يوم ومن أبرز هذه القوى الرافضة للمشاركة: حركة أبناء البلد، الإسلاميون (الشق الشمالي-أم الفحم). كان خطأ كبيراً صدور بيان من الجامعة العربية يحث عرب 48 على التصويت في الانتخابات لمنع تصدر المتطرفين. الذي حصل هو العكس.
    • القضية مطروحة للنقاش، واتساع الجدل فيها يلقي المزيد من الأضواء عليها، ويغني أية توجهات: سواءاً مع المشاركة أو عدمها.
    • الانقسام يريد إنهاء الشعب؟
    • د. صبري صيدم (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    • نعم الانقسام يريد إنهاء الشعب لا الشعب يريد إنهاء الانقسام .. هكذا هو الشعور العام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد هذه الأيام. وإن لم يقلها أحدهم فعلا فقد تُقال ضمنا. لا أحد على الأرض يؤمن بأن المصالحة قادمة لا محالة. توصيفات هنا واتهامات هناك، تشكيك هنا ونفي هناك، وكأننا دخلنا حربا معنوية محسومة لصالح الهزيمة والتقهقر خاصة بعدما ارتفع مؤشر المصالحة مرات ومرات ثم عاود الانكفاء مرارا وتكرارا.
    • والشعور العارم هذا أو بالأحرى الشعور العادم يأتي أيضاً من تصريحات هنا وهناك وربما أهمها تصريح أشيع بفلسطينية صاخبة يقول صاحبه الذي عاد ونفاه بأنه 'سيقطع يده إن تمت المصالحة'.
    • سواء قيل ما قيل أو لم يقال فإن المشهد الإعلامي الفلسطيني وبدون شك بات وفي كل يوم يفرد مساحة مهمة لما يقوله هذا ويبوح به ذاك فبتنا في حيز صحفي مستدام يستأهل أن يحمل عنوان 'طرائف المصالحة'!
    • فلماذا كل هذا التأرجح والتردد والتفّكر والتململ والتشكك؟ هل أنجزنا مشروعنا الوطني وبتنا نمتلك ترف المباطحة والمنازلة والمقارعة؟ أم أن الشعب الذي قدم وضحى وقاوم وناضل لا قيمة له ولا لمشاعره؟ وإذا ما انكفأت الأمور من جديد فمن سيؤمن بأن فصائل العمل الوطني بمجموعها قد وجدت لإنهاء الاحتلال وليس لإنهاء وحدة الشعب وعدالة قضيته؟ فيحق فعلا القول الانقسام يريد إنهاء الشعب!
    • فشل المصالحة مرفوض .. وهذا ليس شعارًا أو مزاودةً أو تجملاً! نعم مرفوض لأننا لم نولد ليوم نشهد فيه محتلا ينفجر ضحكاً وفرحاً لتمزقنا وضياع قضيتنا وصراعنا الداخلي!
    • يسقط الانقسام قولا وفعلا.. عملا وسعيا.. سراً وعلناً! يسقط الانقسام لأن كلاً منا لم يقدم أغلى ما عنده من أرواحٍ سقطت على طريق الثورة لكي يقبل بأميرٍ وحربٍ وأميرِ حربٍ وقاطعِ طريقٍ وملكٍ بلا مُلك بينما يبقى الاحتلال فوق هذا وذاك جاثما على الصدور قاتلا للحلم والأمل والتاريخ والجغرافيا.
    • يسقط الانقسام لأننا لن نعيش في زمن الردة الثورية ونفوق عزائمنا واضطراب أمانينا فلسنا أنصاف رجال ولا أنصاف نساء ولا أشباها منهم أو عنهم.
    • فماذا لو استمر الانقسام واستمرت معه إسرائيل في قتل جغرافيا الوطن؟ هل سيبقى ما نقتتل من أجله؟ وهل سيحترمنا أبناؤنا ذات يوم وهم الذين أشبعناهم كلاما في حب الوطن واجبرناهم وهم ضحايا إرادتنا أن يقبعوا تحت شبح الموت والقصف والرعب! واقنعناهم في كل مرة ارتجفت قلوبهم بأن يصبروا ويتحمّلوا لأن وطنا حراً مشرقاً ينتظرهم!
    • أسئلة كبيرة برسم الإجابة أمام جمع منا لن يعفى من السؤال ولا المسؤولية في حال عدنا إلى الوراء ولم ننجز المصالحة.
    • لا عودة للوراء ولا لاغتيال جهود المصالحة ولا للهزيمة في وجه اليائسين والمحبطين.. يجب أن ينتهي الانقسام أو ننتهي جميعا وعندها فليهنأ جنرالات الاحتلال بما سنكون مجتمعين قد أنجزناه لهم!
    • حــرب صـهيـونيـة عـلـى الأقـصـى
    • راي الدستور الأردنية
    • يأتي اقتحام جنود العدو الصهيوني باحات الأقصى في سياق الحرب الصهيونية المعلنة على المسجد المبارك، وفق نهج يهودي خبيث، لاقتسامه مع المسلمين على غرار ما حدث للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، كمرحلة مؤقتة، تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
    • ومن هنا فهذا العدوان على الأقصى والذي بدأ منذ لحظة سقوط المدينة في براثن الاحتلال العام 1967، لن يكون الأخير بل سيستمر ويتصاعد حتى يحقق العدو أهدافه، التي أعلنها ابن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني “لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون إقامة الهيكل” وهو ما حرص نتنياهو على تأكيده في الذكرى الأليمة لسقوط المدينة مؤخرا، حينما أعلن أمام الكنيست، “بأن الأقصى مقام في الحوض المقدس” أي على الأرض الإسرائيلية كما يدعي.!!
    • وفي ذات السياق عرضت المواقع الإخبارية الصهيونية صورة لنائب وزير الخارجية الإسرائيلي تظهر فيها الصخرة المشرفة وقد هدمت، وأقيم مكانها الهيكل، ما يؤكد أن العدو ماض بتنفيذ خططه وأهدافه ومخططاته التي أشرنا اليها، وفي مقدمتها تهويد القدس وإعلانها عاصمة إسرائيل اليهودية، وإقامة الهيكل على أنقاض الأقصى.
    • إن ما تتعرض له القدس من عدوان إسرائيلي غاشم يهدف لتهويد المدينة، من خلال إقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية، والكنس حول الأقصى، وترحيل المواطنين العرب بعد هدم منازلهم، وفصل الأحياء العربية ذات الكثافة السكانية عن المدينة، بفعل الجدار العنصري، لتحقيق الانقلاب الديمغرافي، وهذا ما تحقق بالفعل، إذ لأول مرة في التاريخ يصبح عدد اليهود في القدس العربية أكثر من عدد سكانها العرب، إلى جانب تغيير أسماء الشوارع والأحياء السكنية، والمواقع الجغرافية، لإزالة الطابع العربي-الإسلامي لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
    • ورغم أن العدو الصهيوني لا يخفي أهدافه ومخططاته وينتهك القانون الدولي، ومعاهدة جنيف الرابعة التي تحظر إجراء أية تغييرات ديمغرافية أو جغرافية في الأرض المحتلة، إلا أن الردود العربية والدولية على تلك الجرائم ضعيفة وباهتة ولا تتناسب وخطورة الحدث، وخطورة جر المنطقة كلها إلى المجهول، وهذا يعود -باعتقادنا- الى موقف واشنطن الداعم للاحتلال، والرافض لاتخاذ اية إجراءات تدينه، وتفرض عليه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بخاصة الانسحاب من الأراضي المحتلة العام 1967، وفي مقدمتها القدس العربية وفقا للقرار 242 .
    • مجمل القول: لم يعد أمام الدول العربية والسلطة الفلسطينية إلا اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة تلجم العدو، وتجبره على احترام القانون الدولي، والتوقف عن الاستيطان وفي مقدمة ذلك وقف التطبيع، وتجميد الاتفاقيات، وإحياء المقاطعة كسبيل وحيد لإنقاذ المقدسات العربية والإسلامية، وحماية القدس من التهويد.
    • “ولينصرن الله من ينصره” صدق الله العظيم.
    • الشهيد الحي سامر العيساوي!
    • حلمي الأسمر عن الدستور الأردنية
    • قد لا يرى هذا المقال النور إلا ويكون سامر العيساوي في جوار ربه، فالرجل وفق الصليب الأحمر يحتضر، كما أبلغ عائلة الأسير المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي وصحته تشهد تدهورا شديدا ولم ترد معلومات أخرى عن حالة سامر حتى اللحظة!.
    • الصحفي الفلسطيني راسم عبيدات علق على صفحة الأسير عيساوي على الفيس بوك قائلا:»اذا صح كلام الصليب الاحمر الدولي بأن الاسير سامر العيساوي يحتضر فهذا يعني بأن العار سيلفنا جميعاً سلطة واحزابا وفصائل وجماهير، وهذا يعني بانه من الضروري انتهاح سياسة جديدة في التعاطي مع ملف الأسرى، ويجب عدم الركون ورهن الأسرى ومصيرهم لحسن نوايا الاحتلال فهذا الخيار سيؤدي الى المزيد من الشهداء بين أسرانا، فنحن جميعا نعرف وندرك الطريق لتحرير أسرانا، فلا نضيع وقتنا ونتركهم يموتون في سجون الاحتلال»!.
    • الأسير سامر عيساوي أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار المعروفة بصفقة «جلعاد شاليط»، قبل أن تعيد سلطات الاحتلال اعتقاله مرة أخرى، وهو قيادي في الجبهة الديمقراطية اعتقل في نيسان عام 2004 وكان يقضي حكما بالسجن لمدة 30 عاما، انهى من هذه المدة 10 اعوام الى ان افرج عنه ضمن الصفقة ويخوض الأسير المقدسي إضرابا عن الطعام منذ الاول من آب 2012
    • أغلب الظن أن كلمات راسم عبيدات ستذهب أدراج الرياح، فلن يهتم أحد ممن ذكرهم بحياة سامر، ولا بحياة آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون العدو، فهذه القضية كما يبدو هي آخر اهتمامات الرسميين عربا وفلسطينيين وأجانب، بل ربما يفضل هؤلاء أن يبقوا في أغلالهم لأنهم عناصر «نشطة» غير مرغوب بوجودها على أي أرض عربية، لأنها تحمل فيروسات الحرية، التي يُخشى من انتشارها بين من يُنظر إليهم باعتبارهم «طرشا» يجب أن تبقى رؤوسهم مطرقة لا تنظر إلا إلى ما بين أرجلها، فكم من اسير فلسطيني محرر تلقفته أجهزة الأمن العربية، لا لتكريمه بل لإكمال مسيرة إذلاله، واستجوابه، وتدفيعه ثمن وطنيته «الزائدة» حين تجرأ وقاوم احتلالا محميا من الرسميين العرب أكثر من عناية ورعاية اوباما الذي تعهد في خطاب حالة الاتحاد بالأمس بحماية إسرائيل بأشد العبارات قوة ووضوحا!.
    • سامر، الشهيد الحي، يمتنع عن الطعام ليس من أجل حريته فحسب، بل من أجل حرية كل العرب، لأنه وقف مناضلا في وجه من يحترف إذلال العرب، وإهانتهم، والتنكيل بهم، ومع ذلك، يحتضر سامر وسط صمت عربي اعتدنا أن ينخرس أمام قضايا الأمة، وأعجمي، لطالما تغنى بحقوق الإنسان نفاقا وجعجعة!.
    • لك الله يا سامر، ودعاؤنا، أن تنجو من براثن القتلة، ومن يحمي القتلة ويواليهم، لعنة الله عليهم أجمعين!
    • الكشف عن قضية أخفتها إسرائيل منذ اغتيال المبحوح: انتحار أو اغتيال عميل أوسترالي للموساد في السـجن
    • حلمي موسى عن السفير
    • بعدما عصفت شبكة الانترنت بالأنباء حول قضية أمنية أفلحت أجهزة الأمن الإسرائيلية في إخفائها طوال أكثر من عامين خرجت الصحف الإسرائيلية أمس بعناوين رئيسة عنها. وصار «مسموحاً نشر» أن عميلاً أوسترالياً يعمل لجهاز الموساد، يدعى بن زايغر، كان معتقلاً تحت اسم آخر في السجن الإسرائيلي وُجد مشنوقاً في زنزانته الأمر الذي أثار شكوكاً حول اغتياله. وليس مستبعداً أن تكون للمنتحر الأوسترالي صلة بفضيحة اغتيال الناشط في حماس الشهيد محمود المبحوح في دبي، والتي حصلت في وقت قريب من موعد اعتقال زايغر.
    • لكن نشر القضية، والجدالات التي أثيرت حولها في إسرائيل والعالم، خلقت انطباعاً بأن الرقابة العسكرية الإسرائيلية لا تزال تعيش في القرن الماضي، وأنها تجد في موقع «غوغل»، وموقعي التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر» ومواقع انترنت أخرى، عدواً لها. لكن الفضيحة الأكبر تمثلت في تعاون القضاء الإسرائيلي مع جهاز الأمن في التغطية حتى على انتهاكات قانونية وإنسانية.
    • ويعود الفضل في إجبار الرقابة الإسرائيلية على السماح بنشر تقارير عن مقتل أو انتحار العميل الأوسترالي إلى أعضاء كنيست يساريين وعرب استغلوا حصانتهم البرلمانية لكشف المسألة في الكنيست عبر توجيه استجواب لوزير العدل يعقوب نئمان. وأفشل كل من أعضاء الكنيست زهافا غالئون من حركة «ميرتس»، ودوف حنين من «الجبهة الديموقراطية للسلام»، وأحمد الطيبي من «القائمة العربية» مساعي ديوان رئاسة الحكومة لإبقاء القضية طي الكتمان. وكانت رئاسة الحكومة الإسرائيلية قد استدعت رؤساء تحرير الصحف، وطلبت منهم الالتزام بأمر حظر نشر أي معلومات عن «القضية الأمنية المحظور نشرها».
    • وسأل أعضاء الكنيست هؤلاء عن «القضية المستورة»، مستغلين بذلك الحصانة البرلمانية الجوهرية التي تسمح لهم عملياً بانتهاك القانون إذا كان ذلك يخدم حيوياً أداءهم لمهماتهم. ويسمح قانون الحصانة الإسرائيلي لأعضاء الكنيست بإثارة قضايا في الكنيست محظور نشر أي شيء عنها في وسائل الإعلام، كما يسمح لوسائل الإعلام بعدها باقتباس كلامهم ونشره.
    • وسأل الطيبي وحنين وغالئون عما إذا كان «معتقلا انتحر في السجن من دون أن يعلم أحد بوجوده؟»، و«هل الأوسترالي صاحب الهوية المختلقة انتحر في السجن؟»، و«هل هناك في إسرائيل معتقلون يعتبر اعتقالهم سراً؟». ورداً على تلك الأسئلة، أجاب وزير العدل بأنه «إذا كان ما نشر صحيحاً فإن الأمر يستحق التحقيق»، مضيفاً ان كل مسألة السجون لا تقع تحت سلطة وزارة العدل. وتابع «أنا لا أعرف كيف أرد على
    • أسئلتكم. بل يجب توجيهها إلى وزير الأمن الداخلي، وهو المسؤول عن السجون».
    • وبالرغم من أن الصحف الإسرائيلية كانت قد نشرت في تشرين الأول العام 2010 خبر انتحار معتقل في أحد السجون الإسرائيلية، وألمحت إلى دور للموساد في ذلك، إلا انها اضطرت إلى إزالة هذه الأخبار عن مواقعها بأمر قضائي. وذهب مدون أميركي مشهور متخصص في الشؤون الإسرائيلية إلى الإعلان عن أن القتيل لم يكن سوى الضابط الإيراني المختفي علي أصغري، لكنه سرعان ما أعلن عن خطئه، وبرره بأن جهات معنية بتشويش مسألة الانتحار دست له الخبر.
    • وقبل أيام عادت الصحف الأوسترالية إلى إثارة أمر الانتحار كاشفة النقاب عن أن الضحية لم يكن إلا مواطنا أوستراليا عمل في صفوف الموساد، وكان في السجن تحت اسم «السجين إكس». ولكن تحقيقاً لقناة «اي بي سي» التلفزيونية الأوسترالية أظهر أن المعتقل ليس سوى أوسترالي والد لطفلين، وكان يعمل جاسوساً لإسرائيل، وأن قصة الانتحار تمتلك كل مقومات القصص البوليسية، والغموض يحيط بالدافع: انتحار أم قتل.
    • وبحسب التحقيق الأوسترالي فإن المعتقل المنتحر في العام 2010، والذي أرسلت جثته للدفن في ملبورن في أوستراليا، كان بن زايغر، وقد حمل أيضاً اسماً عبرياً بعد هجرته إلى إسرائيل، وهو بن ألون، لكنه يحمل في جوازه الأوسترالي اسم بن ألان.
    • وقد انضم زايغر إلى صفوف الموساد، وعمل فيها إلى حين اعتقاله في إسرائيل بتهم أمنية. وبالرغم من أن تحقيق الشبكة الأوسترالية أذيع قبل أيام، إلا أن وزارة الخارجية الأوسترالية أكدت أنها لا تعلم شيئاً عن الأمر وأنها سوف تطلب توضيحات من إسرائيل. وسرعان ما تبين أن مسؤولاً في السفارة الأوسترالية في تل أبيب كان قد اطلع على أمر الاعتقال، إلا انه لم يبلغ حكومته بذلك، الأمر الذي يتطلب من أوستراليا نفسها البدء في تحقيق أمني شامل في القضية.
    • وتجدر الإشارة إلى أن الموساد الإسرائيلي سبق واستخدم جوازات سفر أوسترالية في عمليات أمنية كان آخرها اغتيال الناشط في حماس محمود المبحوح قبل أشهر قليلة من انتحار أو اغتيال زايغر.
    • واتهم التحقيق التلفزيوني الأوسترالي إسرائيل ليس فقط بإخفاء المعلومات حول وفاة زايغر، وإنما أيضاً بتشويشها. وهكذا فإنه حتى بعد السماح بنشر تفاصيل المسألة قرر وزير الأمن الداخلي اسحق أهرونوفيتش عدم المثول أمام الكنيست حتى لا يُسأل عن القضية.
    • عموماً، وفقاً لما نشر في أوستراليا، فإن زايغر كان عند وفاته في الـ34 من عمره وهو متزوج من إسرائيلية وأب لطفلين. وقد تم العثور عليه مشنوقاً في زنزانة هي بين الأشد حراسة ومراقبة في إسرائيل، وتم دفنه في ملبورن بعد أسبوع من وفاته. وأشار التحقيق إلى أن قضية زايغر هي واحدة من «أشد الأسرار حساسية في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي».
    • وتجدر الإشارة إلى أن اغتيال المبحوح والفضيحة الدولية لإسرائيل وقعت في كانون ثاني العام 2010. وتم اعتقال زايغر منذ مطلع العام 2010، ووضع في زنزانة، أعدت أصلاً لقاتل إسحق رابين، في عزلة تامة. وحظر حتى على سجانيه معرفة اسمه كما حظر نشر أي تفاصيل عنه. وزاد مقتل زايغر الغموض حول عمله في الموساد، خصوصاً أن عائلته أيضاً رفضت التعاون مع التحقيق التلفزيوني.
    • وترى أجهزة الأمن الأوسترالية أن يهود أوستراليا بين أبرز المرشحين للعمل في أجهزة الأمن الإسرائيلية. وغالباً تطلب الأجهزة الإسرائيلية من اليهود الأوستراليين المرشحين للعمل معها تغيير أو تعديل أسمائهم لإزالة أي شبهة بأنهم يهود، وبعدها يتم إرسالهم إلى الدول العربية وإلى إيران بجوازات سفر جديدة ومعدلة في مهمات خاصة.
    • وبحسب مسؤول أمني أوسترالي فإن أوستراليا ونيوزلندا دول مثالية كغطاء استخباري، لأنها «دول بريئة، نظيفة، وطيبة. وهذا يساعد في العمل الإستخباري». ويؤكد هذا المسؤول أن سبب اعتقال زايغر في إسرائيل «يتعلق بالضرورة بالتجسس، الخيانة، معلومات بالغة الحساسية ربما تشكل خطرا أمنياً على إسرائيل إذا كُشفت».
    • خطاب أوباما والقضايا المغيّبة
    • رأي البيان الإماراتية
    • استحوذت قضايا الاقتصاد والتجارة على معظم خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس، وتعهد الرئيس بإعطائها اهتمامه الأول خلال فترته الرئاسية الثانية. ودعا الكونغرس إلى التحرك حول عدد من الملفات الداخلية، وفي طليعتها ضبط انتشار الأسلحة الفردية وإصلاح نظام الهجرة وخصوصاً إنعاش الاقتصاد.
    • وهذه بادرة جيدة أن يولي الرئيس الأميركي جلّ اهتمامه لقضايا تخص الناس الذين ينتخبونه ودافعي الضرائب. ولم يكن نصيب قضايا الشرق الأوسط سوى بهيئة «عابر سبيل»، وتمت صياغة هذه القضايا بعبارات وجملة تحتمل التأويل باستثناء قضية واحدة، وهي إسرائيل. وقال: «سنقف بثبات مع إسرائيل سعيا إلى أمن وسلام دائم. هذه هي الرسائل التي سأنقلها عندما أزور إسرائيل والشرق الأوسط الشهر المقبل».
    • كان الفلسطينيون يرددون قبيل الانتخابات الأميركية أن الاستحقاق الكبير هو أن (عملية التسوية) ستتحرك على السكة بعد إعادة انتخاب أوباما مباشرة، وأن الرئيس الأميركي لا يستطيع إغضاب الرأسمال اليهودي هناك، كما يجب عليه أن يركز على القضايا الداخلية التي تهم معيشة الأميركيين في ظل الأزمة الاقتصادية.
    • الواقع أن ما ورد من تبريرات عربية حول سبب عدم تمكن أوباما من التحرك بحرية هي صحيحة لا شك، ولكنها صحيحة بصفة دائمة وليست مؤقتة، فأمن إسرائيل سيبقى أولوية، وسيظل الشأن المحلي هو الفيصل في سياسة أي رئيس أميركي.
    • وعلى منوال الفلسطينيين، جرى السوريون وراء وهم «ما بعد الانتخابات الأميركية»، وجرى التسويق أن نهاية نظام بشار الأسد ستكون بعد إعلان فوز أوباما مباشرة. هذا ما كان ينتظره الكثيرون. لكن ماذا قال أوباما في خطاب حالة الاتحاد؟. بدأ مداخلته المقتضبة عن سوريا بالقول: «سنواصل الضغط على النظام السوري»، وهذه العبارة قالها أوباما في الخطاب الأول الذي انتقد فيه الأسد في صيف 2011. بعد نحو عامين، يكرر العبارة ذاتها، فيما تتجه الأمور في سوريا نحو الأسوأ مع التجاهل الدولي للمأساة الحاصلة هناك، والتي سترتد سلباً على المنطقة برمتها.
    • آن الأوان لتقنين الأحلام المبنية على «النوايا الطيبة» للآخرين.
    • آفاق مصالحة فتح وحماس
    • محمود جرابعة و ليهى بن شطريت عن الشروق المصرية
    • كتب محمود جرابعة (طالب دكتوراه فى كلّيتَى العلوم السياسية والدراسات الشرق أوسطية فى جامعة فريدريش-ألكسندر فى إرلانجن نورمبرج فى ألمانيا) وليهى بن شطريت (أستاذة مساعدة فى كلية الشئون العامة والدولية فى جامعة جورجيا فى أثينا) مقالا نشر فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى بتاريخ 29 يناير، أشارا فى بدايته إلى أن حركتَى فتح وحماس احتفلا فى الأسابيع الأخيرة بذكرى تأسيسهما فى غزة والضفة الغربية. وللمرة الأولى منذ التباعد بين الحركتين فى عام 2007، سُمِح للآلاف من أنصار حماس بالتجمّع فى الضفة الغربية فى منتصف ديسمبر الماضى، وتمكّن الآلاف من أنصار فتح من التعبير عن دعمهم العلنى للحركة فى معقل حماس فى غزة فى مطلع يناير. وقد دفعت الاحتفالات العامة والمحادثات الأخيرة بين حماس وفتح، بعدد كبير من المعلّقين السياسيين كما بالفلسطينيين العاديين، إلى التعبير عن تفاؤلهم بآفاق المصالحة. لكن لا تزال هناك تحديات مستعصية على ما يبدو، وهى تقف عائقا أمام المصالحة، ولاسيما فيما يتعلّق بالاندماج الأمنى، وتوحيد مؤسّسات الحكم، والمعارضة داخل فتح وحماس.
    • ●●●
    • ويرى الكاتبان أنه قد يُنظَر إلى جولة المباحثات فى يناير العام 2013 على أنها غير مُجدية تماما مثل الجولات الكثيرة التى سبقتها. منذ العام 2005، وصلت فتح وحماس إلى سبعة اتفاقات ولم يُطبَّق أى منها تطبيقا كاملا، حيث إنَّ الاندماج الأمنى كان من المسائل الشائكة الأساسية التى اعترضت التنفيذ. ففى إطار محادثات المصالحة، طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حلّ كل الميليشيات، ومنها «كتائب القسّام» الجناح العسكرى لحركة حماس فى غزة ودمجها فى قوّة أمنية فلسطينية موحّدة خاضعة إلى أمرة السلطة الفلسطينية. ولكن يرفض قادة حماس رفضا قاطعا حلّ جناحهم العسكرى. كما أن إسرائيل تعارض بشدّة مشاركة حماس فى الأجهزة الأمنية فى الضفة الغربية.
    • ●●●
    • ويضيف الكاتبان أن التركيز فى غزة يتمحور حول بناء قدرات المقاومة المسلّحة ضد إسرائيل، حيث تعمد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية إلى التنسيق عن كثب مع إسرائيل فى المجال الأمنى. فضلا على ذلك، تبدو الانقسامات واضحة للعيان داخل الضفة الغربية. فعلى سبيل المثال، وخلال تظاهرة لعناصر مسلّحة تابعة للجناح العسكرى لحركة فتح فى نابلس، فى العاشر من يناير، ندّد المحتجّون بالمعاملة القاسية التى يلقونها من عناصر فى الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وعبّروا عن رفضهم دمجَ ميليشيات حماس معتبرين أنه يُضعف سيطرة فتح. إذن، تبقى المسألة الأمنية التحدّى الأساسى المطروح أمام المصالحة، ولا يبدو أن الطرفَين يقتربان من التوصّل إلى اتفاق فى شأنها.
    • وغالب الظن، وفقا للكاتبان، أن توحيد مؤسّسات الحكم سوف يظلّ موضع خلاف أيضا. فحركة «حماس» تمارس حكما موازيا منذ ست سنوات، ما أتاح لها تثبيت سلطتها على مؤسّسات الحكم كما على النشاط الاقتصادى فى غزة، وهذا ينطبق أيضا على فتح فى الضفة الغربية. ودمج النُّظم المتوازية ليس مهمّة شاقّة وحسب، بل يواجه معارضة عدد كبير من الأطراف. ففى أعقاب القطيعة فى عام 2007، وزعت كل من حركتى فتح وحماس المناصب والحظوات على أعضائهما وأنصارهما على حساب الأشخاص المنتمين إلى الفريق الخصم. ومن أفادوا من هذا الوضع يخشون خسارة مواقعهم ونفوذهم وامتيازاتهم فى حال تمّت عملية الدمج بين المؤسّسات.
    • ●●●
    • يرى الكاتبان إذا كانت حماس قد تخوّفت فى الأعوام القليلة الماضية من احتمال هزيمتها فى الانتخابات، فإن فتح هى الآن الأكثر قلقا على مصيرها الانتخابى. فالأزمة الاقتصادية فى الضفة الغربية، فضلا على عدم إحراز أى تقدّم فى مشروع عباس السياسى للتفاوض مع إسرائيل، والانتصار العسكرى الذى نُسِب إلى حركة «حماس» فى الحرب الأخيرة فى غزة، كل هذه العوامل تؤدّى إلى إضعاف الجاذبية الانتخابية لحركة فتح. كذلك، يبدو أن حماس تتّجه إلى الفوز فى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، إذا أُجرِيَت فى وقت قريب. وتأتى الخلافات الداخلية فى حركة فتح، ولاسيما بين عباس ومحود دحلان، لتزيد من تعقيدات الأمور بالنسبة إلى الحركة بما يؤدّى إلى إضعاف فرصها الانتخابية أكثر فأكثر. إضافة إلى ذلك، ستؤدى المصالحة على الأرجح إلى تعميق الأزمة الاقتصادية للسلطة الفلسطينية بدلا من التخفيف من حدّتها، نظرا إلى أن المانحين الغربيين قد يتوقفون عن إرسال الأموال فى حال انضمام حماس إلى حكومة جديدة.
    • وفى هذا الإطار، لا تؤيد جميع القيادات فى حركتَى حماس وفتح جدول أعمال المصالحة، حيث يشكّك بعض قادة حماس فى صدق عباس فى محادثات المصالحة، معتبرين أنه يعتمد كثيرا على إسرائيل والولايات المتحدة. وثمة فصائل فى فتح تعرب عن عدم ثقتها بحركة حماس، وتعتبر أن نيّتها الحقيقية هى السيطرة على الضفة الغربية. واستمرار السلطة الفلسطينية فى اعتقال السجناء السياسيين لحركة حماس، وتعريضهم إلى المعاملة السيّئة والعنيفة، بحسب بعض التقارير، هو مؤشّر إضافى على أن الوضع على الأرض يتناقض بشدّة مع التصاريح التفاؤلية التى تصدر عن القاعات التى تشهد جولات المباحثات فى القاهرة.
    • ●●●
    • وفى نهاية المقال، يبدو أن عوائق كثيرة تعترض المجهود الذى يُبذَل مؤخرا للتوصّل إلى مصالحة بين حركتَى فتح وحماس، حيث إنَّ سياسة النفوذ لا الخلافات الأيديولوجية هى التى تقع فى قلب المأزق الفلسطينى. ولقد أظهرت «وثيقة السجناء» فى العام 2006، التى تُعرَف رسميا بـ«وثيقة المصالحة الوطنية»، أنه بإمكان فتح وحماس الاتفاق على خريطة طريق للتعامل مع إسرائيل. لكن يبدو أن التوصّل إلى خريطة طريق لتقاسم السلطة فى الداخل هو الأكثر تعقيدا وصعوبة.
    • هل سقطت تجربة الأحزاب الديموقراطية الإسلامية قبل أن تولد؟
    • رغيد الصلح (كاتب لبناني) عن الحياة اللندنية
    • كثيراً ما تساءل المعنيون في الشأن الديموقراطي في المنطقة العربية عما إذا كانت ولادة حزب ديموقراطي إسلامي عربي يجمع بين تعاليم الدين الإسلامي والمبادئ الديموقراطية تطوراً مستطاعاً. والقصد هنا ليس مجرد تقليد سطحي لما فعلته أحزاب تستلهم مفاهيم دينية وعقائد مسيحية كانت أم بوذية أم علمانية أو اشتراكية أو شيوعية، حيث دمجت فيها هذه المفاهيم مع الديموقراطية. ولكن القصد هنا التساؤل عما إذا كان من الممكن أن تظهر إلى الوجود أحزاب إسلامية عربية تعتنق، عن اقتناع وبسبب خبرات تاريخية، فكرة التزاوج بين الإسلام والديموقراطية، وتجد في النظام الديموقراطي خياراً لا تراجع عنه، وتدافع عنه حتى ولو تخلت عنه بعض الأحزاب الأخرى غير الدينية. بذلك، تقف الأحزاب الإسلامية موقفاً نقيضاً للأحزاب والحركات العربية وغير العربية، التي دخلت السلطة من بابها الديموقراطي، حتى إذا استقرت وتوافرت لها فرصة التخلص من النظام الديموقراطي ومن الشركاء والمنافسين، انقضت على ذلك النظام، ومن ثم على أولئك المنافسين من دون تردد أو رحمة.
    • لم يكن هذا التساؤل ملحاً عندما كانت الفكرة الديموقراطية نفسها موضع شكوك وتحفظات لدى قسم من الرأي العام العربي. بيد أن النقاش والتوقعات الرغائبية حول إمكانية ظهور مثل هذا الحزب تنامت مع انتشار التأييد للديموقراطية في المنطقة مقابل استفحال الاستبداد فيها، واضطلاع الجماعات الدينية بدور مهم ومحوري وتراجع دور الأحزاب غير الدينية في معارضة هذا الواقع الاستبدادي، وتفاقم العجز الديموقراطي في المنطقة بحيث باتت أكثر أقاليم العالم تخلفاً في مضمار الدمقرطة. واستندت التنبؤات المتفائلة بصدد إمكانية قيام حزب إسلامي ديموقراطي إلى الاعتبارين الآتيين:
    • الاعتبار الأول، هو ذلك الكم المتنامي من الإعلانات والبيانات والتصريحات المتعاطفة مع الديموقراطية التي كانت تصدر عن بعض القيادات الإسلامية. وجاء قسم وافر من هذه المواقف على ألسنة زعماء جماعة «الإخوان المسلمين»، فاستأثرت بمقدار واسع من الاهتمام نظراً إلى أنها الأقدم والأرسخ والأقوى والأوسع انتشاراً في المنطقة العربية. وساهمت هذه المواقف في تشجيع النظرات المتفائلة بإمكانية تحول الجماعة إلى حزب ديموقراطي إسلامي، ومن ثم في إذكاء التفاؤل بمستقبل الديموقراطية في المنطقة. فقد وصف المرشد العام الرابع لـ «الإخوان» محمد حامد أبو النصر النظام الديموقراطي، في حديث مع مجلة «المصور» بأنه «أكثر النظم الوضعية تحقيقاً للحرية» و «المعبّر بصدق عن إرادة الأمة»، فكان أكثر رأفة بهذا النظام من ونستون تشرشل الذي وصفه بأنه أقل الأنظمة السياسية سوءاً!
    • ولم تكن هذه المواقف مجرد زلة لسان إذ كثيراً ما أكد زعماء «الإخوان» هذا المنحى في التفكير وفي الالتزام قبل «الربيع العربي» ووصولهم إلى السلطة وبعد هذه الأحداث المصيرية. فإبان زيارته الأخيرة نيويورك، أكد الرئيس المصري محمد مرسي أن «الإخوان» المصريين ليسوا في وارد إنشاء دولة دينية بل دولة مدنية تعامل جميع المواطنين على قدم المساواة، وأنهم يعتبرون أن الشعب هو مصدر السلطات. وصدرت عن مفكرين وعن أحزاب إسلامية حاكمة أو شريكة في الحكومات مواقف وتصريحات مماثلة شدّدت على التزامها بالديموقراطية، وعلى مفاهيم الحرية والمساواة والعدالة.
    • الاعتبار الثاني، هو ما اعتبره بعض علماء الاجتماع وخصوصاً موريس دوفرجيه نهجاً عاماً يسيّر الأحزاب التي تعتنق عقائد دينية أو دنيوية تتعارض مع الديموقراطية ويحولها إلى أحزاب ديموقراطية. فهذا التغيير يتم عادة بتأثير من الانغماس في العمل الانتخابي والحياة البرلمانية التي تطبع الأحزاب بطابعها مهما كانت محصنة ضد «الوباء» الديموقراطي. ومما يذكر هنا أن النواب من الحزب الشيوعي الفرنسي الذي كان ينكر الديموقراطية النيابية، كانوا عند بداية ولوجهم البرلمان، يتمسكون بموقفهم المناهض للعمل البرلماني من طريق الامتناع عن التصويت أو حتى الاشتراك بالمناقشات، ثم ما لبثوا أن انغمسوا في النشاط البرلماني وأن ساهموا في قيام «الشيوعية الأوروبية» التي تبنت الديموقراطية.
    • في السياق نفسه، يتنبأ عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة ولي رضا نصر الأميركي الجنسية والإيراني الأصل بأن الأحزاب الإسلامية في الدول العربية وغيرها ستنتقل إلى صف الأحزاب الديموقراطية بحكم ضرورات واقعية وليس نتيجة تغييرات معيارية ومبدئية. ويعدد نصر ثلاثة عوامل أهمها الحاجة إلى كسب تأييد الأصوات الوسطية في الانتخابات والتي تشكل العنصر المرجح في حسم التنافس الانتخابي. ويقدم نصر حزب «العدالة والتنمية» التركي كمثل على الأحزاب الإسلامية والعقائدية التي حققت نجاحاً كبيراً لأنها استهدفت الأصوات الوسطية العائمة وتمكنت من اجتذابها، إلا أنه يقول إن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا أن «العدالة والتنمية» تمكن من إقناع أولئك المقترعين بأنه يلتزم حقاً الديموقراطية. ولا ينسى نصر هنا أن الحزب حقق نجاحاً مزدوجاً على هذا الصعيد إذ زاد من حجم ضغوطه على الاتحاد الأوروبي لقبول عضويته فيه. ويرى نصر أن هذا العامل الأخير لن يؤثر في الأحزاب الإسلامية في المنطقة العربية ولن يكون حافزاً لها على تبني الديموقراطية، أما العامل الآخر وهو السعي إلى كسب تأييد الوسط والفوز في المنافسات الانتخابية فسيبقى عاملاً يؤثر في هذه الأحزاب حتى تتحول إلى أحزاب ديموقراطية حقيقية.
    • مقابل هذه النظرات المتفائلة، تقول القيادات المعارضة والمنافسة للأحزاب الإسلامية الحاكمة إن هذه الأحزاب تخلت كلياً عن تعهداتها ووعودها بصدد احترام الديموقراطية، وإنها عندما كانت تؤكد التزامها الديموقراطية، إنما كانت تفعل ذلك من أجل التعجيل بزوال الأنظمة المستبدة القائمة والحلول محلها. ومن المؤسف أن هناك مؤشرات، مثل موقف «الإخوان» في مصر من اختيار الرئاسات الأولى وتشكيل الهيئة التأسيسية وصوغ مسودة الدستور، تدل على أن هذه الانتقادات تتفق مع الواقع، حيث بدا أداء «الإخوان المسلمين» كأنه دليل حاسم على ميلهم إلى الاستئثار بالسلطة، وإلى تهميش الآخرين والتقليل من دورهم في العهد الجديد.
    • في ظل هذه المتغيرات يبدو أن الرهان على تحول «الإخوان» في مصر إلى حزب ديموقراطي إسلامي لم يكن دقيقاً، وكان يعبر عن نظرة رغائبية لدى بعض المعنيين في الشأن الديموقراطي. وللأسف فإن موقف «الإخوان» في مصر من هذه المسألة انسحب على صورة جماعات إسلامية أخرى في مصر وفي المنطقة العربية مع أنها أقرب إلى الاعتدال ومراعاة قواعد العمل والأعراف الديموقراطية من «إخوان» مصر، فهل يبقى للاعتبار الثاني من أهمية على صعيد قراءة مستقبلية لموقف الأحزاب الإسلامية من الديموقراطية؟
    • يقوم الاعتبار الثاني، كما أشرنا أعلاه، على أن من الممكن أن تتحول الأحزاب الإسلامية إلى أحزاب إسلامية ديموقراطية فيما لو كانت هناك حياة برلمانية حرة بحيث تتنافس الأطراف على كسب أصوات المواطنين في أجواء سلمية وتنافسية، ويعمل مجلس النواب نفسه في أجواء طبيعية تخضع لقوانين وأعراف برلمانية قديمة. ولكن السؤال الكبير هنا هو: هل يفسح «الإخوان» المصريون المجال أمام قيام حياة برلمانية حرة توفر لجميع الأحزاب والجماعات السياسية الحقوق المتساوية في كسب أصوات الناخبين وتضمن تداول السلطة؟ استطراداً هل يترك هذا التطور على الصعيد الإجرائي بصماته الواقعية على عقائد الأطراف المعنية، فيتحول «الإخوان» في مصر، بصرف النظر عن الضوابط العقائدية المضمرة، إلى حزب إسلامي ديموقراطي بحكم الضرورة والمصلحة والواقع؟
    • تدل المؤشرات التي أشرنا إليها أعلاه إلى أن «الإخوان» يميلون إلى ضبط آليات التنافس السياسي وقوننتها وهندستها على نحو يؤدي إلى تعطيل المفاعيل الفكرية والمعيارية التي توقعها دوفرجيه ونصر وغيرهما من أنصار الدمقرطة الواقعية. ويمكن «الإخوان» أن يحققوا قسماً كبيراً من هذه الغاية وحتى من دون أن يلجأوا إلى ممارسة القمع الذي مارسه النظام السابق الذي لم يمتلك أياً من الأرصدة المتوافرة لهم، وأن يبسطوا هيمنتهم على الحياة العامة بمجرد إمساكهم مفاصل الدولة وشرايينها الحية وبالاستناد إلى ما يمتلكونه من موارد بشرية ومادية ضخمة.
    • عندها، بدلاً من التنافس على كسب أصوات الوسط وأصوات المستقلين والأصوات العائمة في الساحة الانتخابية، وبدلاً من تحقيق التطور العقائدي والسياسي الذي يضمن لـ «الإخوان» وللمصريين أن يمارسوا التنافس السياسي وأن يختاروا ممثليهم في السلطات العامة بملء الحرية وأن يعبروا عن أنفسهم بصوت عال، فإن الخوف هو أن يتحول التنافس إلى صراع مرير على السلطة بأدوات العنف والقهر والتدمير.
    • حزب الله يعزز قوته بضباط علويين بعد سقوط الأسد!
    • هدى الحسيني عن الشرق الأوسط
    • مع تمزق سوريا المتسارع والحتمي الاتجاه، يبرز يوميا الدور المتصاعد لإيران كي تكسب على كل الجبهات وتهرب إلى الأمام من مشكلاتها الداخلية.
    • في الداخل الإيراني، تتفاقم الصراعات قبل موعد الانتخابات الرئاسية. صف المحافظين المتشددين منقسم على بعضه. المجموعة التي تحتمي بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي «تقاتل» ما تتخوف من حدوثه، وهو تدخل مجموعة الرئيس محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية وتأثيرها على النتيجة.
    • لم يعد العدو المباشر داخل إيران «الحركة الخضراء»، فزعماء الحركة في السجون وتمت أخيرا ملاحقة أولادهم وسجنهم.
    • وعلى الرغم من «مظاهر القوة» التي يبديها النظام في ردود فعله تجاه الأحداث العالمية، فإن هذا التحدي لم يستطع أن يخفي تصدعا وضعفا في تركيبة النظام نفسها. إذ إن طرفا واحدا (المحافظين) يواجه المنتمون إليه بعضهم بعضا.
    • يجمع هؤلاء، إضافة إلى التمسك بالبرنامج النووي، والتلاعب بإحجام الغرب عن اتخاذ موقف موحد لتخوفه من المجهول الفارسي، بعدما واجه «المجهول العربي» وصدمه، يجمعهم مصير سوريا سواء بقي الرئيس بشار الأسد أو سقط نظامه وتحولت سوريا إلى مجموعة كيانات متناحرة، إذ كما قال الدكتور بول سالم مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط: «سيكون من الصعب إعادة سوريا أمة واحدة». («واشنطن بوست» 10 الجاري). لهذا تعمل إيران عبر التمزق السوري على إصابة عدة عصافير بحجر واحد. من جهة تدعم النظام بجيشه النظامي وجيشه الشعبي، وتتهيأ لدعم كيان علوي مكون من المقاطعات السورية المحاذية للبنان، والذي سيشمل مرفأ كبيرا هو مرفأ اللاذقية، إذ عبره تضمن استمرار الإمدادات لحزب الله في لبنان.
    • لكن في الوقت نفسه تعمل على أن يصبح لبنان كله تحت سيطرتها. لأنه إذا بقي النظام السوري فإن وضعه لن يكون صحيا أو مضمونا، وإذا سقط وعجزت عن مساعدة العلويين على إقامة دولتهم، يبقى «موطئ القدم» لها على البحر المتوسط قائما وحيويا.
    • لهذا، وحسب مصادر موثوقة بدأ حزب الله منذ الشهر الماضي يعرض على الضباط العلويين في الجيش السوري اللجوء إلى لبنان.
    • كان الهدف من العرض، من جهة، تهدئة القلق المتزايد لدى الكثير من الضباط العلويين من احتمال محاكمتهم كمجرمي حرب، أو التعرض إلى تصفية دموية، لاقتناعهم بأن النظام سيسقط طال الوقت أو قصر.
    • وكان العرض من جهة أخرى يهدف إلى تعزيز صفوف مقاتلي الحزب بضباط علويين مخضرمين يتمتعون بخبرة قتالية فائقة.
    • يقود هذا التحرك من وراء الكواليس أحد المساعدين الأمنيين للأمين العام لحزب الله، عبر عناصر من الحزب تدعم مواجهة النظام للمعارضة المسلحة داخل سوريا.
    • الشهر الماضي طلب أمين عام الحزب من مساعده الأمني إبلاغ عناصر الحزب الذين يعملون وينسقون مع الضباط السوريين، بأن يعرض عليهم «صفقة شاملة» يستفيد منها الطرفان في اليوم الذي سيلي سقوط الأسد.
    • تم تحضير العرض، بعد رسائل وإشارات تلقاها مسؤولو الحزب من عناصرهم العسكريين في الميدان، يلمحون فيها إلى القلق المتزايد لدى الضباط العلويين.
    • عناصر حزب الله المحوَّلون إلى سوريا، ويقدمون التدريب والمساعدة للقوات الموالية للأسد، هم على اتصال مع مختلف الوحدات العسكرية بما فيها الحرس الجمهوري. العرض الذي وضع كجزء من استعدادات حزب الله، لما بعد سقوط الأسد، هدفه ضمان استمرار قوة الحزب سياسيا وعسكريا في لبنان.
    • والسبب، أنه في ضوء احتمال أن تتوحد المعارضة في لبنان وبمساعدة المجتمع الدولي ودعمه، ستحاول تقويض قوة الحزب في الوقت الذي يكون قد فقد دعم سوريا الاستراتيجي.
    • ووفقا للصفقة، يُمنح الضباط السوريون وعائلاتهم حق اللجوء في لبنان مقابل أن يقوموا بتقديم خدماتهم الاستشارية لوحدات الحزب في مجالات الهندسة، والحرب البرية والصواريخ والدفاع الجوي والمساعدة في التدريب على الأسلحة المختلفة التي تم نقلها العام الماضي من سوريا إلى مراكز الحزب في لبنان.
    • في الأسابيع الماضية، وبالفعل وصل سرا إلى بيروت عدد من الضباط السوريين وبحثوا الصفقة مع عناصر التنسيق في الحزب.
    • أوضح الحزب أنه وعلى نفقته الخاصة، قادر على أن يوفر لهم شققا واسعة في العاصمة اللبنانية ويدفع لهم رواتب تعادل ما يكسبونه حاليا في سوريا وفقا لرتبهم.
    • مصالح حزب الله تتركز على الضباط السوريين الذين لديهم دراية تامة في أنظمة الأسلحة المتطورة وبالذات الروسية الصنع مثل الصواريخ البعيدة المدى، والصواريخ المضادة للطائرات، ويركز الحزب أيضا على ضباط من وحدات العمليات الخاصة.
    • تحرك حزب الله تم بعد التنسيق مع «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، والفيلق مسؤول عن تدريب قوات الحزب في لبنان وفي إيران.
    • ومنذ اندلاع القتال في سوريا قبل 23 شهرا، انشق أكثر من ألف ضابط سوري توجهوا إما إلى تركيا أو إلى الأردن. وهناك عدة أسباب وراء هذا، تبدأ من احتمال سقوط مفاجئ لنظام الأسد، أو بسبب الإحباط من آيديولوجية حزب البعث، أو لرفضهم المشاركة في عمليات القتل الجماعي التي ترتكب ضد الآلاف من المدنيين السوريين.
    • تزايد هذا الاتجاه بعد الهجوم الانتحاري في 19 يوليو (تموز) 2012 الذي أدى إلى مقتل ثلاثة من كبار قادة النظام: داود راجحة، وآصف شوكت، وحسن تركماني.
    • المصالح المشتركة للضباط السوريين العلويين وحزب الله تشهد على الشدة التي يتوقعونها لأوضاعهم بعد سقوط الأسد.
    • مخاوف الضباط السوريين نابعة من نظام جديد انتقامي. أما الحزب فالقلق لديه من مواجهة المعارضة داخل لبنان عندما ترى تنامي عزلة الحزب إقليميا. في غضون ذلك، يواصل الحزب استثمار طاقاته في دعم القوات الموالية للأسد في سوريا، وفي الأشهر الأخيرة زاد من عدد مقاتليه هناك. المناطق الرئيسية لنشاط مقاتليه هي: دمشق، وحلب والمناطق المحيطة بها، والزبداني، وحمص ومنطقة القصير القريبة من الحدود اللبنانية.
    • نشاط الحزب على كلا الجانبين من الحدود السورية - اللبنانية، هدفه حماية مصالحه الأساسية والمستقبلية خصوصا تأمين طرق إمداداته العسكرية.
    • التحركات والخطط والاستعدادات قائمة على أساس «مستقبل متوقع ومحسوم» لكن، من هو الطرف القادر على أن يضمن أن المستقبل سيكون كما رسمه في منطقة مليئة بالبراكين المشتعلة؟
    • .. والمعارضة البحرينية في موسكو!
    • طارق الحميد عن الشرق الأوسط
    • بعيدا عن اهتمام الإعلام العربي، والغربي، زار أمين عام جمعية الوفاق البحرينية الشيعية، علي سلمان، موسكو، في الوقت الذي كانت البحرين تستعد فيه للحوار الوطني، ومن يستمع لمبررات الزيارة وفق تصريحات زعيم الوفاق سيعي حجم الأزمة التي تمر بها منطقتنا!
    • فبحسب ما قاله سلمان في مقابلة مع «صوت روسيا من موسكو» فإن الهدف من زيارة وفد المعارضة إلى موسكو هو «الرغبة في إعطاء وجهة نظر المعارضة، وتقديم الصورة من وجهة نظرها إلى الخارجية الروسية»، معربا عن أمله بأن تتفهم الحكومة الروسية «مطالب شعب البحرين وتقف على حقيقتها، وتساهم كما تفعل الكثير من الدول في المجتمع الدولي بمطالبة النظام البحريني بالحوار الحقيقي للوصول إلى حل»، أي أن علي سلمان يريد من الروس أن يستمعوا لما وصفه بـ«مطالب الشعب». والسؤال هنا لسلمان، وغيره من المعارضة البحرينية الشيعية: وهل رأيتم الحكومة الروسية استجابت للمطالب الشعبية في سوريا على مدى عامين، خصوصا أن عدد القتلى قد فاق السبعين ألفا، وما زالت موسكو تزود نظام الأسد بالسلاح؟
    • بالطبع لا نتوقع إجابة منطقية، أو منصفة، بل من المشكوك فيه أن تكون المعارضة البحرينية الشيعية ترى أساسا أي عدل، أو منطقية، في مطالب السوريين بإسقاط الأسد، فما تريد المعارضة الشيعية البحرينية فعله هو الاستفادة من الموقف الروسي المناصر للأسد، ومنطق المعارضة البحرينية هو أنه طالما أن موسكو تقف مع الأسد قاتل شعبه وذلك خشية استبداله بنظام سني في سوريا - كما قالت روسيا من قبل - فإن المنطق يقول أن تلجأ المعارضة الشيعية إلى الروس، وليس لإيران، من أجل أن يقفوا معهم، وبذلك تبعد المعارضة البحرينية شبهة الطائفية عنها. وهذا وذاك واضح، وفاضح، من قبل المعارضة الشيعية البحرينية التي تتهم السلطات البحرينية بأنها لعبت بذكاء لعبة الطائفية!
    • الواضح اليوم أن نجاح الروس بتثبيت الأسد، ولو إلى حين، قد أغرى المعارضة البحرينية الشيعية للاستفادة من الأوراق المبعثرة، واللجوء إلى روسيا، وهو نفس التكتيك الذي لجأت إليه إيران مؤخرا حين طالب نائب وزير خارجيتها إدراج مناقشة الوضع في سوريا والبحرين ضمن المفاوضات بين طهران والقوى الدولية في كازاخستان، أي أنها لعبة نفوذ بأوراق طائفية، ففي البحرين تريد إيران حماية الشيعة، وفي سوريا حماية الأسد، ورغم ذلك نجد أن المعارضة البحرينية تسلم رقبتها طواعية للروس لتكون ورقة من ضمن أوراق اللعب الروسية في منطقتنا.
    • يحدث ذلك بسبب فشل الدبلوماسية العربية، والغربية، بلجم الموقف الروسي في سوريا، حيث كان هناك، ولا يزال، الكثير مما يمكن فعله للجوء إلى مجلس الأمن، أو اللجوء إلى آخر العلاج، وهو تسليح الثوار السوريين والذي من شأنه التعجيل برحيل الأسد، ودفع موسكو لإدراك أن الوقت قد نفد، أما التراخي مع الموقف الروسي في سوريا، فمن شأنه أن يقود آخرين لزيارة موسكو وتسليمها رقابهم كما فعلت الوفاق البحرينية، وهو أمر لا يمكن وصفه إلا بالنفاق والجريمة الأخلاقية.
    • هل يلتقي المعلم الخطيب في موسكو؟
    • رأي القدس العربي
    • بينما تنسحب الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها العرب من الازمة السورية، وتتخلى عن حماسها السابق في دعم المعارضة المسلحة خوفا على اسرائيل وامنها من الحركات الجهادية المنخرطة في اوساطها، تنشط روسيا في المقابل، وتعمل على ملء الفراغ، وتتحول تدريجيا الى قبلة للحكومة والمعارضة معا، تحت عنوان ايجاد حل سياسي للازمة السورية.
    • ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي اعلن يوم امس ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب سيزوران موسكو في اواخر هذا الشهر في زيارتين منفصلتين.
    • الشيخ الخطيب التقى سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي على هامش مؤتمر امني انعقد في ميونخ الالمانية، مثلما التقى ايضا علي اكبر صالحي وزير الخارجية الايراني، وهما اللقاءان اللذان اعتبرا خرقا لكل الخطوط الحمراء التي تضعها المعارضة السورية، وكرر الشيخ الخطيب مبادرته واستعداده للحوار مع ممثلي النظام السوري للتوصل الى حل سياسي يحقن الدماء في البلاد.
    • السؤال الذي يطرح نفسه بقوة عما اذا كان السيدان المعلم والخطيب سيلتقيان وجها لوجه في موسكو مدشنين بدء المفاوضات المنتظرة، ام ان زيارتيهما لموسكو بدعوة روسية، هما تمهيد لهذه المفاوضات؟
    • من الواضح ان الجانبين الرسمي والمعارض في سورية توصلا الى قناعة راسخة بان حال الجمود الحالية، الناجمة عن فشلهما في حسم الامور على الارض عسكريا تحتم البحث عن طرق ومخارج وحلول اخرى، ووجدا ان موسكو هي الجهة الملائمة، او الاكثر ملاءمة في هذا المضمار.
    • المعارضة السورية بدأت تشعر بان اصدقاءها في الغرب قد خذلوها تماما، فلا السلاح النوعي الذي طلبته قد وصل، ولا التدخل العسكري لاسقاط النظام قد تحقق، وان جميع الوعود التي قدمتها الولايات المتحدة واوروبا في هذا المضمار قد تبخرت كليا.
    • الشيخ معاذ الخطيب تحدث عن هذا الخذلان بمرارة عندما اعلن استعداده للحوار مع ممثلي النظام لحقن الدماء، ووقف آلة القتل الجهنمية، وتخفيف ان لم يتم وقف معاناة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في دول الجوار، علاوة على اضعاف هذا الرقم في الداخل.
    • موسكو التي تقيم علاقات قوية مع النظام السوري، واستخدمت حق النقض 'الفيتو' مرتين في مجلس الامن لمنع اي تدخل خارجي لاسقاطه، قد تكون الاكثر قبولا للحكم والمعارضة في ظل نفض واشنطن يديها كليا من الملف السوري.
    • ومن المفارقة ان النظام السوري لا يريد التفرد الروسي في حل الازمة، ويسعى من اجل دور امريكي، وهو الذي كان يتهم واشنطن باقذع التهم بسبب دعمها للمعارضة الممثلة بالائتلاف السوري وقبله المجلس الوطني، وتقديم المال والسلاح لفصائلها من خلال حلفائها في دول خليجية.
    • النظام السوري يتطلع الى علاقات مع واشنطن، خاصة بعد التقاء الطرفين، السوري والامريكي، على ارضية العداء للجماعات الجهادية الاسلامية، وتنظيم جبهة النصرة على وجه الخصوص، الذي عزز وجوده بشكل ملموس في الاشهر الاخيرة في المناطق الشمالية والغربية، ونفذت عناصره عمليات مشتركة في قلب العاصمة.
    • الرسالة التي يريد النظام ايصالها الى واشنطن تقول انكم ادركتم الآن خطر هذه الجماعات الاسلامية المتشددة، ووضعتم جبهة النصرة على قائمة الارهاب، فتعالوا نتعاون سويا لمواجهة هذا العدو المشترك.
    • الشيخ معاذ الخطيب ادرك ان واشنطن تريد ان يتحول ائتلافه المعارض الى قوات صحوات تقاتل جبهة النصرة والجماعات الجهادية التي تتبنى ايديولوجية تنظيم 'القاعدة'، ولهذا عارض بشدة القرار الامريكي بوضعها على قائمة الارهاب، واطلق مبادرته من اجل الحوار مع ممثلي النظام مقابل تحقيق شروط انسانية مثل الافراج عن المعتقلين وتجديد جوازات سفر السوريين في المهجر العربي والغربي.
    • الحوار بين النظام السوري ومعارضيه بات وشيكا، وربما تكون موسكو الحاضنة لاولى جولاته، وسبحان مغير الاحوال!
    • مصر وتونس.. هل من قاعدة للحوار الوطني؟!
    • كلمة الرياض بقلم:يوسف الكويليت
    • زخم الثورات في بداياتها أفراح وآمال، وميلاد حياة جديدة، لكن ما حدث في دول الربيع العربي أن القضية ليست اقتلاع نظامٍ وجلب البديل، الذي لم يعرف إدارة الدولة ومتطلبات المواطن ورسم العلاقات الخارجية فحسب، بل إن ما فاجأ الخلف في هذه الدول، أن المسألة لا تعني تبديل الكراسي فقط، ومع اعترافنا أن الثورات تلد المفاجآت، إلا أن الأحداث العربية خرجت عن سياقها إلى ما يشبه الفوضى عندما انفلت الشارع، وتحول الاستقطاب إلى تشكيل عناصر تتظاهر، وبعضها يعتمد التخريب المنظم لمؤسسات الدولة، ويذهب فريق آخر لاتهام النظم السابقة وباقي مؤيديها..
    • القضية الأمنية، هي الأساس في ضبط الشارع وفرض هيبة الدولة، لكن ما حدث جاء مغايراً، أي أن الجهاز الأمني انتهى احترامه وهيبته، وبالتالي لم يبق إلا الجيش حامياً أساسياً، ولكنه حامٍ في زمن الحروب، وليس إدارة الأمن الداخلي الذي يتعامل مع حدث الساعة بالجرائم المنظمة والفردية، ومخالفات القوانين بالسطو وتوزيع المخدرات، وغيرها من الوقائع اليومية التي لها مدرستها ونظامها..
    • ولأن فرضية الاستقرار الأمني مرتبطة بالاستقرار الاجتماعي، فهو الأساس في جذب الاستثمارات وتحويل طاقات الإنتاج إلى النمو السريع، لكن ما حدث كان انهيار عملات وإغلاق مصانع، وبطالة متنامية، ووقفاً للاستيراد الخارجي بما في ذلك مستلزمات شركات الكهرباء والمواصلات، والأدوية وقطع الغيار للعديد من الحركة التجارية والصناعية..
    • تونس قد تكون الأقرب إلى مراجعة السياسات كلها، لأن ما فجره اغتيال شكري بلعيد، أعاد حرق البوعزيزي، أي أن النيران لم تهدأ، لكن مبادرة رئيس الوزراء حمادي الجبالي، والقيادي الأساسي في حركة النهضة توسيع الحكومة بعناصر من «التكنوقراط» أضافت قناعة لدى الجميع، بأن الطريق للحل يعبر من خلال الحوار، والإصلاحات السريعة التي تتفق عليها مختلف القوى، وقد يساعد ذلك في بناء جديد للدولة، يخرج من مراحل الانتقال إلى العمل وفق سياسة وطنية شاملة..
    • وإذا كانت تونس شرارة الثورات التي انتقلت منها إلى دول عربية فهل نجاح مشروعها في تشكيل مجلس حكماء برئاسة الجبالي، هو نموذج يحتذى في مصر التي تواجه نفس المشكلة؟ ولكن دون اغتيالات لشخصيات مرموقة إلا ما انفلت به مفتٍ من رجال الدين بشطحات لا تتوافق والفكر والسلوك التقليديين لمصر في كل عصورها..
    • في مصر أصبح الإعلام طاقة التحريك للفوضى، لأن حالات التشكيك التي دفعت الأحزاب والمنظمات إلى مبدأ الاتهام إلى حد التخوين، لا تخدم من في السلطة أو المعارضة طالما ما يحدث يمس الأمن الوطني برمته، لكن هناك رغبة عامة في طرح القضايا المعقدة على طاولة واحدة، وهذا مؤشر جيد لإنقاذ مصر من خروقات أمنية وسياسية، لأنه إذا كانت الظروف تتصاعد نحو الواقع المعقد، فليس الطريق مزيداً من الشحن، خاصة وأن مطالب الشارع لم تعد تهتم بمن يملك الحقيقة، بل بالأمن وتوفير المطالب الأساسية، وهذا ما يجب أن يفكر به الفرقاء ليأخذوا بالنهج التونسي الذي ربما يكون قاعدة الحلول للإشكالات المتنامية..
    • القانون مفيهوش زينب لكن فيه خيرت الشاطر!
    • حمدي رزق عن المصري اليوم
    • عجباً.. المتحدث الرسمى باسم النيابة العامة، المستشار مصطفى دويدار، يقطع بأن «البلاغات المقدمة إلى النيابة العامة جميعها محل تحقيقات، والنيابة العامة لن تستثنى أحداً من التحقيقات، والجميع يقع تحت طائلة القانون»!!
    • أحبك يا أبيض، أحب جماعة «قضاة من أجل المقطم»، أحلى من العدالة مفيش، لا يا سيادة المستشار دويدار، هناك استثناءات فى بلاغات تخزق عين القانون، العدالة ليست للجميع، صحيح القانون مفيهوش زينب لكن فيه خيرت الشاطر، وفى حوزتكم بلاغ لم يحقق بعد، يحمل رقم 8913 لسنة 2012 «عرائض» باسم طارق محمود «محام سكندرى»، يطلب فيه منع الشاطر من السفر، وفحص ملفه الطبى الذى اتكأ عليه الشاطر فى طلب الإفراج الصحى وناله، وبالمرة حسن مالك، الشاطر ومالك يتاجران معاً، ويسجنان معاً، ويفرج عنهما صحياً معاً، روحين فى جماعة!
    • سيبك من مالك مؤقتاً لا بيحل ولا بيربط، البلاغ ضد الشاطر هو مربط الفرس، أمامنا الآن مدان فى القضية 936 لسنة 2006 جنايات عسكرية، بتهمة غسيل الأموال والإرهاب، تم إطلاق سراحه، لتردى حالته الصحية، ولأن السجن يشكل خطورة على حياته، السجن صعب حتى على السجان، ولوحظ فور خروجه بقرار من المجلس العسكرى فى 2 مارس 2012، أنه لا توجد أى علامات ظاهرة تدل على مرضه الشديد الذى يستحق معه عفواً صحياً، حركة ونشاط وترشيح لرئاسة الجمهورية، ومؤتمرات، واجتماعات، وسفريات، يسافر إلى الخارج أكثر مما يبقى فى الداخل، على سفر كأن الطيارة تحت قدميه، سافر مراراً إلى قطر وتركيا وكندا والإمارات وليبيا... إلخ.
    • البلاغ يؤكد أن الإفراج الصحى عن الشاطر صدر مخالفاً للقانون بموجب المادة 36 من قانون تنظيم السجون والمادة 486 من قانون الإجراءات الجنائية، وحيث إن جميع الشواهد للحالة الصحية للشاطر تختلف تماماً مع ما ورد بالتقارير الطبية المقدمة منه بتدهور حالته الصحية، إضافة إلى اختلاف تلك الشواهد مع التقرير الطبى الصادر من اللجنة الطبية التى شكلت لتوقيع الكشف الطبى عليه، والتى انتهت فى تقريرها إلى خطورة حالته الصحية وأنه يستحق عفواً صحياً.
    • لو الإفراج صحياً الله الشافى المعافى، ولو ملفه الطبى فى السجن فى الفترة من 15 إبريل 2008 وحتى 3 مارس 2011 يشى بحالة صحية متدهورة، لا ضرر ولا ضرار، لكن نمسك الخشب، صحة وشباب ولا ابن العشرين، ويقود تنظيماً، وتحركات، وسفريات، و«إخوان»، وسلفيين وبيزنس، وحكايات وروايات، رجل لا ينام حتى تنام مصر، ينام ساعتين العصر، يكفيه غفوة تقيم صلبه.
    • يقيناً من أفرج عن مدان بالإرهاب وغسيل الأموال آثم قلبه، ضربة فى قلبه، ومن يترك بلاغاً يحمل اتهامات مطلقة السراح آثم قلبه، ضربة فى قلبه، سلامة قلبك يا شاطر، الأزمة القلبية الوحيدة التى ألمت بالشاطر كانت فى قلب حريق الطابق المخالف فى مقر الجماعة بالمقطم، لأن الخسائر كانت باهظة تكنولوجياً ومالياً، بالذمة من يشكل السجن على الأرض خطراً على حياته لا تشكل الطائرة فى السماء خطراً على حياته؟!.. على رأى المرحوم محمد العزبى: إزى الصحه إزى الحال؟

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 308
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:02 AM
  2. اقلام واراء عربي 307
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:02 AM
  3. اقلام واراء عربي 306
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:01 AM
  4. اقلام واراء عربي 290
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:54 AM
  5. اقلام واراء عربي 288
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:53 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •