- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]
- في هذا الملف :
- العودة إلى الصراع العربي ـ الإسرائيلي؟! / الشرق الأوسط
- مفاجآت السيد الجبالي التونسية / رأي القدس العربي
- الإرهاب... إيديولوجيا أم صناعة؟ / الحياة اللندنية
- لا بديل عن الحلول السياسية للأزمة السورية / رأي الدستور
- رجال الدّين والأجنحة المتكسّرة! / جريدة النهار / فيليب سكاف
- التكفير.. هل يعود مجدداً لبلاد الربيع العربى؟!! / اليوم السابع / ناجح إبراهيم
- سامى عنان اقترح على «المشير» القيام بانقلاب عسكرى فى 29 يناير / الوطن نيوز / مصطفى بكرى
- العودة إلى الصراع العربي ـ الإسرائيلي؟!
- الشرق الأوسط
- لم يستطع رئيس أميركي مقاومة فكرة أن يسجل في التاريخ أنه قام بتحقيق السلام في الأراضي المقدسة، رغم كل التحذيرات التي عادة ما تأتي من خبراء محنكين أن الفكرة مستحيلة وأن السعي وراءها قد يجعل الرئيس يفقد أرصدة سياسية أخرى. الأسباب معروفة، منها ما هو مرتبط بالثقافة البروتستانتية الأميركية، ومنها ما هو مرتبط بما هو معروف في الدوائر الأميركية بأمن إسرائيل، ومنها ما هو لصيق بالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط والنفط في المقدمة منها.
- باراك أوباما لم يكن استثناء من القاعدة العامة، فقد هبط إلى البيت الأبيض لقضاء فترته الرئاسية الأولى وهو يعتقد أنه أكثر الرؤساء المؤهلين لإنجاز هذه المهمة التاريخية، فكان الإعلان عن تعيين مبعوث خاص لعملية السلام، وكانت خطاباته في الرياض وإسطنبول والقاهرة لترطيب الأجواء بين أميركا والعالم الإسلامي، وبعد ذلك جرت جولات في واشنطن وشرم الشيخ، وانتهت المسألة برمتها كما هو معروف على صخرة المستوطنات الإسرائيلية والانقسام الفلسطيني، وتجدد الصدام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لم يكن في القصة ما هو جديد وكان معروفا منذ البداية، وربما كان أوباما هو أسرع من حاول تقليل خسائره بإغلاق الموضوع في الثلاجة الأميركية حتى تنتهي الانتخابات الرئاسية. وبمهارة فائقة نجح الرئيس الأميركي في تجنب القضية بأكملها، فكانت على هامش الحملة الانتخابية كلها.
- الآن بدأ أوباما فترته الثانية، وهي الفترة التي يبدأ فيها إلحاح التاريخ على عقل الرئيس، ماذا سوف يقول عنه المؤرخون؟ وكيف سوف يذكر اسمه في كتب التاريخ؟ ولمن لا يعلم فإن ساكن البيت الأبيض سن سنّة لا أعرف عما إذا كانت جديدة أو أنها كانت موجودة من قبل، وهي أن الرئيس يجتمع بصورة دورية مع كبار المؤرخين الأميركيين الذين ينقلون له باستمرار خبرة الرؤساء السابقين، وكيف تعاملوا مع مواقف صعبة. ماذا جرى في هذه الاجتماعات في ما يتعلق بالشرق الأوسط والصراع العربي – الإسرائيلي؟ لا نعرف ما جاء فيه، ولكن البادي هو أن الرجل يدرك جيدا أنه إزاء عمليتين تاريخيتين تجريان في تلك المنطقة من العالم: الأولى أن تغيرات عميقة تجري في البنية السياسية والاجتماعية والثقافية في المنطقة تحت مسمى «الربيع العربي»، ولكنه ربيع قابل لكل احتمال بما فيها أن يكون الربيع بلا زهور، وأشواكه سامة، وثمراته حنظلا. والثانية أن الصراع العربي - الإسرائيلي سوف يتحول ويتشكل من جديد كما فعل مع كل التطورات التاريخية الكبرى التي عاشها من عصر الاستعمار إلى تصفية الاستعمار إلى زمن الحرب الباردة ومن بعدها اجتياح العولمة للعالم حتى وصلنا إلى الإرهاب والحرب عليه التي شغلت العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. كيف سيكون حال الصراع مع التغيرات الجوهرية الجديدة؟ مفتوح لكل الاحتمالات، ومع كل الاحتمالات يزداد عدم اليقين ويسود الشك وتصبح كل التقديرات الاستراتيجية مجرد تخمينات.
- ما سوف يفعله الرئيس بالصراع هو أن يبدأ بزيارة إلى إسرائيل لم يفعلها طوال الرئاسة الأولى ومن ثم فإنها سوف تأتي كـ«عربون» أو مقدمة للمحبة مع رئيس وزراء إسرائيلي كان الود مفقودا معه. الزيارة أيضا سوف تشمل أربع ساعات من اللقاء مع أبو مازن، الاستكشاف فيه وارد، ولكن تعزيز مكانته مطلوبة وسط المنافسة الفلسطينية. قد تنتهي الرحلة بعد ذلك وينتصر رأي الخبراء أن الصراع باقٍ على حاله، ولعل الأطراف تنتظر ما سوف تؤول إليه لعبة الكراسي الموسيقية الجارية في المنطقة، ولا أحد على أية حال يريد أن يقاطع الموسيقى ونغماتها عالية ودامية أيضا. ولكن الاحتمالات تظل مفتوحة، فليس لهذا جرى انتخاب الرؤساء، وإنما المهام الصعبة هي أصل مهنة الرئاسة وجوهرها. الوارد هنا الاستعانة بأكثر من صديق، وفي العادة فإن السعودية ومصر وتركيا تقع في المقدمة، ولكن الرئيس الأميركي يدرك أن هناك صديقا أو عدوا قديما بات لا يمكن تركه على الهامش، وذلك الطرف موجود في موسكو.
- حلم التاريخ لدى أوباما كادت الأزمة الاقتصادية العالمية أن تجهضه في الرئاسة الأولى، والآن فإن الحالة ليست على بؤسها الأول، ولكنها ليست وردية كذلك. وما سوف يفعله، أو يحاول فعله، أن يتحرك على جبهة واسعة أوضحها في خطابه عن حالة الاتحاد الأميركي. الجبهة الأولى مع روسيا من خلال عقد اتفاق جديد وواسع المدى لتخفيض الأسلحة الاستراتيجية لدى الطرفين من 1700 رأس نووي إلى 1000 رأس تكفي وأكثر لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات. ولكنها مع بقاء «الردع» فإنها تعيد إلى روسيا الشعور بأنها لا تزال «قوة عظمى» على الأقل في مجال فناء الجنس البشري إذا كانت روسيا غير قادرة على المنافسة في مجال الحياة الإنسانية. ومن يعرف تاريخ الثلث الأخير من القرن العشرين سوف يعلم أن محادثات تخفيض الأسلحة الاستراتيجية من أول «سالت» إلى «ستارت» كانت هي المقدمة للوفاق والتوافق بين روسيا وأميركا، ومن بعدها بين روسيا والغرب عامة، وفي كل الأحوال فإنه إن لم يجعل موسكو شريكا في إدارة العالم فإنه سوف يمنع وجودها كعقبة كما هو الحال في سوريا التي سوف تقرر نهاية الأزمة فيها أمورا كثيرة في الشرق الأوسط وفي العالم.
- ولأن الوفاق مع روسيا أحيانا ما يقلق أوروبا، فإن باراك أوباما لديه ما يخفف هذا القلق، فرغم استمرار الاهتمام بآسيا فإن أوروبا هي الشريكة الحضارية والتاريخية لأميركا، وبشكل ما فإن ضفتي الأطلنطي هما جناحا ما هو معروف تاريخيا بالغرب. وهنا فإن إبرام اتفاقية تجارة حرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يضع العلاقة بين العملاقين على مستوى جديد، ويخلق أكبر كتلة تجارية واقتصادية عرفها التاريخ. الفكرة بالمناسبة ليست جديدة، وكانت هناك أكثر من محاولة في السابق، ولكن أوباما يريدها أن تحدث في عهده فتسجل في التاريخ من ناحية، ولكنها تجعل المحيط الأطلنطي بحيرة غربية بامتياز استراتيجيا من خلال حلف الأطلنطي، وتجاريا من خلال منطقة التجارة الحرة، وحضاريا من خلال وشائج كثيرة لا تنفصم، جاء بعضها من التاريخ وبعضها الآخر من تحديات الحاضر القادمة من الصين وتقلبات الدول الإسلامية. وهكذا تكتمل حزمة سياسات أوباما لدخول التاريخ وتحقيق مصالح بلاده، ولكن التاريخ دوما يعلمنا أن أفضل الخطط يمكن وضعها ولكن مسار البشر دائما أكثر مما هو متوقع، بل هو أقرب إلى الخيال.
- مفاجآت السيد الجبالي التونسية
- رأي القدس العربي
- فاجأ السيد حمادي الجبالي رئيس وزراء تونس الشعب التونسي مرتين، الاولى عندما قرر تشكيل حكومة تكنوقراط تضم كفاءات من خارج المنظومة الحزبية، كمخرج من حالة الاحتقان السياسي التي تمر بها البلاد حاليا. والثانية عندما تعهد بالاستقالة في حال فشله في تشكيلها.
- بالامس توجه السيد الجبالي الى قصر قرطاج وقدم استقالته للرئيس التونسي موفيا بتعهداته، ومعلنا فشله في تشكيل الحكومة غير الحزبية، وطالب وزراءه بالمضي قدما في اداء واجباتهم حتى يتم تشكيل حكومة بديلة.
- هناك احتمالان متوقعان بعد هذه الاستقالة، الاول ان يعيد الرئيس التونسي تكليف السيد الجبالي بتشكيل حكومة هي خليط بين السياسيين والتكنوقراط كحل وسط، وان يقبل هذا التكليف، والاحتمال الثاني ان يرفضه ويتم تكليف شخص آخر بهذه المهمة تتوافق عليه الترويكا الثلاثية التونسية الحاكمة.
- من السابق لاوانه ترجيح اي من الاحتمالين، فالسيد الجبالي تحدى قيادة حزب النهضة الذي يرأس امانته العامة عندما اعلن عزمه تشكيل حكومة تكنوقراط دون ان يتشاور معها مسبقا، ويأخذ الضوء الاخضر منها، وانخرط في مفاوضات مع جميع الكتل السياسية الاخرى، والمنتمية منها الى صفوف المعارضة على وجه الخصوص.
- السيد الجبالي ذهب بعيدا في اتخاذ خطوات استقلالية عن حزبه، وحظي بتأييد جناح داخل حزب النهضة جنبا الى جنب مع تأييد قوى حزبية معارضة، فالسيد عبد الفتاح مورو نائب رئيس حزب النهضة ايد خطواته هذه، وكذلك فعل الباجي قايد السبسي زعيم تكتل نداء تونس المعارض، والسيد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي (البرلمان المؤقت) والضلع الثالث في الترويكا الحاكمة.
- قبول السيد الجبالي بالتكليف الرئاسي الجديد بتشكيل الحكومة يعني انه سيقبل او سيرضخ لوجهة نظر الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الذي عارض حكومة التكنوقراط'بقوة، ورفضه لهذا التكليف يعني احتمال انشقاقه ومن معه من هذا الحزب، وتشكيل حزب اسلامي جديد.
- السيد الجبالي لم يكشف اوراقه، ولم يدل بتصريحات واضحة حول نواياه وخططه المستقبلية في المؤتمر الصحافي الذي عقده، واكتفى بالقول انه وعد الشعب التونسي بالاستقالة في حال فشله بتشكيل الحكومة غير الحزبية وها هو يفي بالوعد.
- ايا كان قرار السيد الجبالي سواء بالقبول بالتكليف الرئاسي، او الاصرار على الاستقالة من هذه المهمة، ومواجهة تبعات الخيارين، فانه حقق شعبية كبيرة، وحظي باحترام معظم التيارات السياسية في تونس، وظهر كشخصية سياسية معتدلة يمكن التعويل عليها في صياغة مستقبل تونس في المرحلة المقبلة وهذا انجاز لا يمكن التقليل من شأنه في عالم السياسة.
- الإرهاب... إيديولوجيا أم صناعة؟
- الحياة اللندنية
- إذا كانت الأمم المتحدة تعلن أنه « لا يمكن لدولة صدّ الارهاب وحدها»، كما بدا في رأس الصفحة الأولى لهذه الصحيفة أول من أمس الإثنين، فإني سأعلن بالمثل: ولا يمكن لجماعة صنع الارهاب وحدها!
- الارهاب هو وباء هذا العصر، لاشك. لكن مثلما أنه لا يتم تحميل مسؤولية الأوبئة التي تفتك بصحة الانسان على فيروس أو بكتيريا فقط بمعزل عن البيئة والظروف التي هيأت لهذا الميكروب النمو والانتشار، يجب أيضاََ النظر إلى وباء الارهاب بالمنظار التشخيصي نفسه.
- والاستمرار في إشاعة الفكرة المبنية على أن الارهاب يقف خلفه وتصنعه جماعات وحركات متطرفة، هو غفلة أو تغافل عن رؤية الصورة الكاملة للحدث. فالجماعات المتطرفة كانت موجودة طوال التاريخ... من كل الديانات وكافة الشعوب. لكن الارهاب بشكله الاحترافي الذي نراه الآن لم يكن مرافقاََ لتلك الجماعات، ليس هذا بسبب نشوء التسهيلات التقنية كما قد نظن، بل بسبب نشوء ما يمكن تسميته صناعة الارهاب.
- الإرهاب ليس حكراََ على تكوين اجتماعي واحد، فهناك إرهاب دول وإرهاب جماعات وإرهاب أفراد.
- والمستفيدون من الإرهاب ليسوا فقط زعماء الجماعات المتطرفة وهواة العنف، بل هناك قائمة طويلة من المنتفعين من تجار الأسلحة وشركات التأمين ومقاولي التجهيزات الاحترازية (كأجهزة الكشف والحواجز الخرسانية وغيرها). هذه القائمة النفعية/الانتهازية هل ستسعدها الجهود الانسانية النبيلة لوقف الارهاب؟! وهل أخذت الأمم المتحدة في حسبانها، عند جهود مكافحة الارهاب، هذه الجيوب النفعية المتخفية أحياناََ في زيّ المكافحين!
- بعيداََ عن السؤال المكرور منذ سنوات حول ماهية تعريف الارهاب، وضبابية التفريق أحياناََ بين الإرهاب والكفاح والمقاومة. سننتقل إلى سؤال أكثر تعقيداّّ وأكثر ألماََ في سبيل مكافحتنا لهذا العدو الشرس: هل الإرهاب إيديولوجيا أم صناعة؟!
- الذي يبدو من الإجابة لأول وهلة، إن الارهاب بدأ برصاصة إيديولوجية ثم تحول، في ايدي المرتزقة، إلى قنبلة نفعية هي: «صناعة الارهاب».
- لا بديل عن الحلول السياسية للأزمة السورية
- رأي الدستور
- أثبتت الأحداث الدامية التي تعصف بالقطر السوري الشقيق أنه لا بديل عن الحلول السياسية، حيث استعصى الحسم العسكري على الطرفين: المعارضة والنظام، ولم يعد بإمكان أي منهما على المدى المنظور تحقيق الانتصار المأمول وبسط السيطرة على كافة المناطق من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب.
- خطورة هذه الأوضاع أو بالأحرى الحرب الأهلية التي حوّلت الشام الى أرض محروقة، والمدن السورية الى مجرد أطلال مسكونة بالموت والاشباح هي وراء النشاط السياسي الذي يعم المنطقة كلها، ووراء المطالبة بالحوار كسبيل وحيد لحل الأزمة سياسياً، وإنقاذ الشعب السوري الشقيق من حمامات الدم، بعد أن قضى أكثر من 70 ألف مواطن، وتم تهجير أكثر من ثلاثة ملايين في الداخل و دول الجوار، وتدمير البنى التحتية للدولة، حيث قدرت أوساط الحكومة السورية كلفة اصلاح تلك البنى بحوالي 12 مليار دولار.
- و وسط هذه الأجواء، تأتي زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى موسكو، ومباحثاته مع الرئيس الروسي، حيث من المتوقع أن يبحث الجانبان المستجدات على الساحة السورية، وخطورة استمرار الأوضاع وضرورة تبني الحل السياسي كسبيل وحيد لإخماد نيران تلك الحرب القذرة التي دمرت القطر الشقيق، وتوشك أن تحوله لدويلات طائفية متناحرة.
- لقد جاء تقرير لجنة التحقيق الدولية ليكشف عمق المأساة التي يتعرض لها الشعب الشقيق، بعد أن ارتكب الطرفان: المعارضة والنظام جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وطالب التقرير بتحويل المشتبه بهم الى المحكمة الجنائية الدولية، ومن هنا عارضت دول في الاتحاد الأوروبي تسليح المعارضة خوفاً من وصول الأسلحة الى جبهة النصرة، والجماعات المتطرفة الأخرى، والتي أصبحت تشكل خطراً على مستقبل سوريا واستقرار المنطقة كلها.
- لقد حذر جلالة الملك خلال لقاءات صحفية من وجود تلك الجماعات في سوريا، وخطورة سيطرتها على الأوضاع، مؤكداً أن سبب عدم انضمام الأقليات بخاصة الدروز والمسيحيين السوريين الى المعارضة يعود الى وجود تلك الجماعات، لافتاً الى خوفهم من استيلاء المتطرفين على الحكم.
- إن سيل اللاجئين الذي يتدفق يومياً على الأردن بمعدل ثلاثة آلاف لاجئ، يؤكد عمق المأساة التي يعانيها الشعب الشقيق، وعنف المعارك التي تجري، وخطورة انهيار الدولة في ظل عدم جدية المجتمع الدولي بالتصدي لتلك الأزمة الخطيرة وحلها حلاً سلمياً لإنقاذ الشعب الشقيق والمنطقة كلها من انفجارات قادمة.
- مجمل القول: إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى روسيا ومباحثاته مع المسؤولين حول المستجدات في المنطقة، بخاصة الأزمة السورية، تأتي بعد فشل الحلول العسكرية ودعوة المعارضة والنظام الى الحوار كسبيل وحيد لإنقاذ الشعب الشقيق والمنطقة كلها من الفوضى القاتلة التي تنتظرها المنطقة.. ولا تخدم إلا أعداء الأمة.
- رجال الدّين والأجنحة المتكسّرة!
- جريدة النهار / فيليب سكاف
- وجّه عقل صحافيّ إلى وزير الدّاخليّة، رسالة يسأله فيها أن يُوقّع عقد الزّواج الشهير بين خلود ونضال. ولمّا كنت مثله أحبّ الصّراحة القاسية والمباشرة، وأبغض المواربة والخبث، أقرّ أنّ الرّسالة ذكيّة. بليغة التعابير. بارعة في اختيار ألفاظها وانسيابها. لكنّها تفترض أن يكون التقدّم ممكناً في وطن رازح تحت جلابيب رجال الدّين.
- لقد شعرت وأنا أقرأ الرّسالة وكأنّ نسراً انقضّ عليّ وأنا في عزّ عاصفة ضبابيّة، وحلّق بي فوق السّحاب حيث الشمس ساطعة، ووضعني برفق على غيمة بيضاء ناصعة، فخلت لوهلة أنني بلغت سابع سماء... الأحلام. وفجأة، اختفى كلّ شيء، وكما في الرّسوم المتحرّكة، بقيت معلقاً في الفضاء، قبل أن أسقط وأرتطم بأرض الواقع المرير.
- النّسر في المقالة تلك يختطف. يوهم ثمّ يرمي. وأنا أفترض أنّ كلماتها أثّرت في الوزير وأعترف أنها أثرت فيّ، تماماً كما كان نيتشه يدّعي أنّ كلماته كآلات الجرّاح يُشرّح بها الدّماغ البشري. لكنّ كاتب الرّسالة المبطّنة يعرف أنّ الارتطام بالحقيقة أمرٌ حتميّ. والحقيقة أننا كلنا رهائن رجال الدّين. نحن الأجيال التي نجت من حروب الطوائف، الحروب التي لا تعرف النهايات ولا تحدّد من كان على صواب فيها ومن كان على خطأ؛ بل تعدّد فقط من يبقى على قيد الحياة...
- وأنا عندما قرأت أنّ كاتب الرّسالة لا يُريد من رجال الدّين أن يتدخّلوا في خياراته الشخصيّة، خصوصاً في ما يتعلق بالحياة المدنيّة، ابتسمت لا بل، بصراحة قاسية ومباشرة، قهقهت. أنْ لا يتدخّل رجال الدّين؟ كيف، وصورة إعلان لبناننا الكبير... في صلبها رجال دين. ورموز مقاومتنا... رجال دين. ورجال دين أيضاً... رموز مقاومة مقاومتنا. ونجوم شاشاتنا المحليّة والفضائيّة المستحدثين... رجال دين.
- نحن نسبح في محيط مقلق من رجال الدّين. أراضينا المغتصَبة برّر اغتصابها... رجال دين. الثورة على الشيطان الأكبر، أبطالها رجال دين. والشعوب التي ثارت في الرّبيع يحكمها اليوم شتاء... رجال الدّين. نثور وهم يحكمون. يُحللون. يُفسّرون. يُفتون. يُحرّمون. ينهون. يعظون. يُقرّرون. يختارون. يُكفّرون. يُزوّجون... ويُطلقون...
- ضاع العقل، يا عقل، إذ أمسى دين الله دين رجال... الدّين. وأنت عندما تحدّثت عن كسر السّلاسل في خيارات الحب، أما كان عليك أن تتذكّر أنّ المسيح أتى ليُحرّر العبيد، لكنّ الأغلال بقيت بعده ليتوارثها رجال الدّين؟
- ولكن تبقى رسالتك الجريئة والمحقة والسّامية الهدف، نسراً افتراضياً يرفعنا إلى أحلامنا ثمّ يرمينا على أرض الواقع... فلا يتبقى منا إلا أجنحة متكسّرة!.
- التكفير.. هل يعود مجدداً لبلاد الربيع العربى؟!!
- اليوم السابع / ناجح إبراهيم
- إذا كان الفكر صحيحاً سليماً أنتج مردوداً إيجابياً صالحاً ومصلحاً.. والعكس صحيح.. وليس هناك فكر على وجه الأرض لا مردود له فى الواقع العملى. والتكفير لابد أن يؤدى حتماً إلى التفجير.. هذه قاعدة مهمة يعرفها كل من يدرس أفكار التكفير، والتكفير لابد أن يؤدى إلى الاستحلال، فالذى يكفر المسلم ويستحل عرضه ويرميه بالكفر من اليسير عليه أن يستحل دمه وماله.. وأريد فى هذا المقال أن أعرض لسوءات فكر التكفير فى نقاط مختصرة: أولاً، التكفير يعد أسوأ لوثة أصابت العقل المسلم فى مقتل وقد بدأت منذ أيام الخليفة الراشد على بن أبى طالب. ثانياً، لوثة التكفير ليست لوثة فى العقل فقط ولكنها أيضاً فى القلب والفؤاد، فالقلوب الغليظة الجافة التى لا تعرف الرحمة هى التى يسكنها فكر التكفير والتى تستكثر على رحمة الله الواسعة أن ترحم عاصيا أو تدخل مقصراً الجنة ناسياً أن الله أدخل بغياً «أى مومساً» الجنة لأنها سقت كلباً كان يلهث من العطش حيث نزلت البئر وغامرت بنفسها وملأت حذاءها بالماء لتسقيه.. فشكر الله لها هذا الصنيع فغفر لها كما ورد فى الحديث الصحيح وقد قال ابن القيم «إن نور التواضع والرحمة الذى سكن قلب هذه البغى أحرق كل معاصيها السابقة» ثالثاً، العقل التكفيرى ينتمى لمن قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنهم «من قال هلك الناس فهو أهلكهم».. فهم لا يعجبهم أحد.. يكفرون الحاكم وأعوانه.. والشرطة والجيش.. ويكفرون البرلمان أيضاً.. ويكفرون الصوفية ويكفرون بعض الحركات الإسلامية.. فالناس جميعاً عندهم هلكى.. وكان صديقى وحبيبى الشيخ حمدى عبد الرحمن يمزح مع أحدهم فيعطيه ورقة صغيرة ويقول له مازحاً: «أكتب لى فى هذه الورقة أسماء المسلمين فى العالم من وجهة نظرك».. وكان هذا أكبر تعبير عن نظرية «هلك الناس».. فهو شامخ بنفسه مغتر بإيمانه.. يرى نفسه أفضل من الآخرين.. وقد بشره الرسول صلى الله عليه وسلم «بأنه أهلكهم» بضم الكاف أى هو أسوأ منهم.. أو بفتح الكاف أى أهلكهم يترك دعوتهم والاستطالة والتكبر عليهم. رابعاً، التكفير ينتشر فى البيئات قليلة العلم جافة الطبع، ولذلك انتشر بين الصيادين فى الفيوم فى إحدى الفترات وفى سيناء وينتشر بين القرويين والشباب أحادى التفكير. خامساً، هو فكر انشطارى يفرق ولا يجمع ويمزق ولا يوحد.. فكل خلاف بين أصحابه هو كفر وإيمان.. ليصبح أحدهما كافراً والآخر مسلما.. أو يكفر أحدهما الآخر.. وهذا عكس الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم الذى كان خلافهم دوماً ليس فى الحق والباطل والكفر والإيمان.. ولكن فى الراجح والمرجوح.. فالآراء الفقهية المعتبرة ليس فيها حق وباطل.. وكفر وإيمان.. ولكنه راجح ومرجوح، سادساً، تأملت معظم جماعات التكفير التى رأيتها فوجدت أنها سطحية الفكر لا تحب العلم وتكره الاستزادة منه وتحب الطاعة العمياء والتلقين. سابعاً، التكفير يعنى تكفير المسلم بالمعصية أو الذنب.. وجماعات التكفير تكفر الحاكم والمحكوم والشرطة والجيش والبرلمان والقضاء.. ومازالت حتى اليوم على نفس أفكارها ولم تستفد شيئاً من أفكار ثورة يناير السلمية.. ولكنها اتخذتها وسيلة لنشر أفكارها فى ظل أجواء مهيئة من التكفير السياسى والاستقطاب الحاد. ثامناً، المعصية تنقص الإيمان ولكنها لا تنقضه.. والفرق بينهما «نقطة على الضاد».. فالإيمان يزيد ولا ينقص.
- تاسعاً، مصيبة التكفير أنه يجعل من نفسه إلها على الأرض يحكم على من يشاء بالكفر ثم ينفذ الحكم بنفسه ثم يدخله النار أيضاً.. كل ذلك يفعله فى هدوء.. ناسياً أنه يستلب حق الله فى الدنيا والآخرة. وأخيراً لا يدرك هؤلاء أن الحكم على الناس ليس من صميم عمل الدعاة.. فضلاً عن عوام الناس.. والدعاة لا يكفرون الناس، ولكنهم مصدر هداية ورشاد ورحمة لهم، كما أن الفرق بين فكر التكفير وفكر واعتقاد أهل السنة هى «نقطة الصاد» كما كنا قديما نعلم أبناءنا.. فأهل السنة والجماعة يقولون إن المعصية تنفى الإيمان ولا تنقصه من أساسه.. أما جماعات التكفير فيقولون إن المعصية تنفى الإيمان وتنقضه.
- سامى عنان اقترح على «المشير» القيام بانقلاب عسكرى فى 29 يناير
- الوطن نيوز / مصطفى بكرى
- فى صباح الخميس العاشر من فبراير دعا المشير طنطاوى إلى اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، يبدو أنه اجتماع غير عادى، لحظة الصدام الكبير تطل برأسها، لم يكن الاجتماع الأول، لكن تصوير الاجتماع وإذاعته على شاشة التليفزيون دون حضور القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمر لا يخلو من دلالة، ورسالة تحمل معانى كثيرة، إنه الإنذار الأخير.
- كانت النقطة الوحيدة على جدول الأعمال «ماذا نفعل؟»، الرئيس لم يف بوعده، ولم يظهر على شاشة التليفزيون فى السابعة من مساء أمس الأربعاء كما وعد، كان يفترض أن يعلن عن نقل اختصاصاته لنائبه عمر سليمان، يستجيب لمطالب الشارع، وينهى بذلك حالة الفوضى التى بدأت تزحف إلى جميع أنحاء البلاد.
- «الوطن فى أزمة والبلاد تمضى نحو الهاوية»، كانت كلمات أطلقها المشير فى بداية هذا الاجتماع التاريخى والمهم، دار نقاش مطول استمر عدة ساعات، استمع المشير إلى تقييم القادة للحالة الراهنة، ورؤيتهم لدور القوات المسلحة فى الساعات القادمة، المشير يجيد فن الاستماع جيداً، لكنه فى كثير من الأحيان كان يبدأ النقاش ويعرف نهايته، أعضاء المجلس كانوا يدينون له بالطاعة والاحترام، إنه الرجل الغامض العميق، هو يعرف تماماً ماذا يريد، ليس مهما أن يفصح عما يريد، لكنه حتما ينتصر لإرادته!!
- كان المشير حذراً صبوراً.. إنه لا يريد القفز على الواقع، هكذا تاريخه على مدى السنوات التى تولى فيها منصب وزير الدفاع منذ عام 91، كان شديد الحنق والغضب على سياسات جمال مبارك، كان يعرف أن كلماته تصل إلى آذان الرئيس، لكنه لم يكن مستعداً للصدام أو الانقلاب، لو أرادها فقد جاءته الفرصة أكثر من مرة.
- الفريق أحمد شفيق
- فى التاسع والعشرين من يناير كان الفريق سامى عنان، رئيس الأركان، قد عاد لتوه من زيارة إلى الولايات المتحدة، كان دائم التواصل مع المشير من هناك، أدرك أن الأوضاع سوف تمضى إلى مزيد من التردى، بعد انهيار الشرطة ونزول الجيش إلى الشارع، توقع الفريق عنان أن البلاد سوف تمضى إلى الفوضى، إنه يعرف عناد الرئيس، ويدرك دور السيدة الأولى ونجلها جمال، لقد اقترح على المشير فى هذا الوقت -التاسع والعشرين من يناير- القيام بانقلاب عسكرى، ينقذ الدولة المصرية من الانهيار، ثم يعقب ذلك إجراء التغييرات المناسبة والإعداد لانتخابات رئاسية جديدة، كان الفريق سامى عنان يريد اختصار الزمن، لكن المشير رفض الاقتراح فى هذا الوقت، وقال علينا أن ننتظر، حتما الشعب سيجبره على التنحى.
- المجلس العسكرى اجتمع دون قائده الأعلى بعد أن تراجع مبارك عن وعده يوم الأربعاء 9 فبراير
- كان الجيش قد توقف عن إصدار بياناته، كان البيان الأخير هو الصادر فى 2 فبراير 2011، قبيل الاجتماع المهم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى العاشر من الشهر ذاته.. لقد أراد الجيش فى هذا الوقت أن يقول للشباب إن رسالتكم قد وصلت، وإن مطالبكم قد عرفت، وأن الجيش والشعب قادران أن يغيرا الموقف الحالى بالعزيمة والرجولة والشهامة.
- لم يكن الجيش راغباً فى إنهاء المشهد دون مكاسب حقيقية للشعب، لو أراد الجيش أن يدخل فى صدام مع الشارع لفعلها، لكنه كان يدرك أن الأمور قد تنتهى بما آلت إليه الأوضاع فى سوريا فيما بعد، سقف المطالب أصبح عالياً حده الأدنى حتى هذا الوقت نقل السلطة إلى النائب عمر سليمان.
- كان الإخوان المسلمون يبعثون برسائل متعددة إلى صناع القرار، شبابهم فى الميدان، وقادتهم يعلنون استعدادهم للحوار، ثم يشاركون فيه، يرفضون حتى اللحظة الأخيرة رفع شعار رحيل الرئيس، كانت مطالبهم الأساسية إنهاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين وإجراء إصلاحات سياسية وانتخابات جديدة للبرلمان.
- فى هذا الوقت كانت التحذيرات لا تتوقف، الرئيس يدلى بحدث لقناة «إيه بى سى نيوز» الأمريكية يؤكد مجدداً أنه لن يترشح مرة أخرى لمنصب الرئيس، يحذر من خطر الفوضى والإخوان، وبعده يأتى عمر سليمان ليردد ذات الكلمات، ويؤكد أنه ليس لديه الرغبة لترشيح نفسه لمنصب الرئيس فى نهاية فترة حكم مبارك.
- كان الجيش يدرك أن الكرة فى ملعبه، انطلقت النداءات من الميادين تطالب بتدخله وحسم الأمر، إنقاذاً للبلاد. وحماية للشعب من الخطر الذى راح يطل برأسه، بعد أن انتشرت أعمال الفوضى والبلطجة والانهيار الاقتصادى الكبير.
- فى هذا الوقت أدرك قادة الجيش معنى الكلمات التى طرحها الكاتب والمفكر الكبير محمد حسنين هيكل فى مقال تاريخى نشره فى الثالث من فبراير فى صحيفة «المصرى اليوم».
- لقد انضم «الأستاذ» إلى جمهور المطالبين بتدخل الجيش فوراً إلى جانب الشعب، كان هيكل قد حدد الموقف على الوجه الآتى:
- إن القوات المسلحة هى موطن القدرة فى فكر الدولة وأساسها، وليست مجرد أداة تحت سلطة أى نظام يظهر على الساحة.
- إن القوات المسلحة دفعت إلى الميادين بحقائق الأشياء ذاتها، وطبائع الأحوال ذاتها، وهى الآن فى الشارع حَكم فصل بين الشعب (أصل الشرعية ومصدرها)، وبين سلطة لم تعد تملك إلا ما تقدر عليه من أدوات الإجبار وليس مقومات الشرعية.
- وبذلك فإن القوات المسلحة تجد نفسها فى موقع شديد الحساسية من ناحية، فهى حامية الشرعية فى البلد ومن ناحية أخرى فإن الشرعية فى هذا المنعطف التاريخى لم تعد فى موقع الحكم، لأن الشعب بملايينه نزع عن الحكم مقومات شرعيته.
- إن المأزق الراهن قد يتمثل فى أن الملايين من الجماهير التى أمسكت بالشرعية فى يدها، لم تجد حتى هذه اللحظة تعبيراً سياسياً عنها، يستطيع أن يتحدث من موضع ثقة.
- إنه فى مقابل ذلك فإن القوات المسلحة فى هذه اللحظة تبدو حائرة بين سلطة لم تعد تملك شرعية إصدار أمر إليها على جانب، وعلى جانب آخر مواقع ومواطن للشرعية ليست لها حتى هذه اللحظة سلطة سياسية تعبر عنها، وتستطيع إصدار قرار واضح المعالم وواجب التنفيذ على القوات المسلحة.
- إن العقدة هى أن القوات المسلحة كانت أكثر مَن اتصل بشرعية الملايين، ثم إن القوات المسلحة بظاهر الشكل تتلقى الأمر من الحكم وتلك ليست عقدة سياسية ولكنها قضية وطن بأسره، ضميره ومصيره.
- لقد حدد الأستاذ هيكل فى هذا المقال ثلاث خطوات أساسية يتوجب على القوات المسلحة اتخاذها فى هذا الوقت:
- الخطوة الأولى: تأكيد ما أعلنته القوات المسلحة منذ اللحظة الأولى من أنها تتفهم مشروعية مطالب القوى الوطنية والشباب طليعتها.
- الخطوة الثانية: ضمان فترة انتقال تفتح الطريق لوضع جديد يحكمه عقد اجتماعى متحضر يمهد لدستور لا يكتبه محترفو التلفيق والتزوير، ولكن قانون تصدره إرادة شعب حر، وبعدها يجىء دور الصياغة مع خبراء التشريع والقانون.
- الخطوة الثالثة: ومع ضمان القوات المسلحة، فإنه من الضرورى أن يكون هناك محفل وطنى جامع من عقلاء الأمة يحملون أمانة مشروعها، بحيث يعكس هذا المحفل ليس فقط روح شباب 2011، لكن وجوده المباشر أيضاً.
- عمر سليمان
- كان رهان الأستاذ هيكل على دور الجيش كبيراً، وكان يظن أن الساعات القادمة حتما ستحدد بشكل أكثر وضوحاً انحيازه للشعب (أصل الشرعية) وللثورة التى انطلقت فى كل الميادين.
- مضت الساعات ثقيلة، الناس فى حالة ترقب، والثوار يرفضون مغادرة الميدان، جماعة الإخوان تقف فى منتصف الطريق، قد تتقدم للأمام خطوة أو تعود إلى الخلف خطوات، إنها تنتظر التطورات المقبلة، تسعى إلى إسقاط النظام لتحل محله، لكنها تحذر المواجهة والصدام.
- * * *
- أصبح أعضاء المجلس العسكرى على يقين بأن استمرار الأوضاع على ما هى عليه، قد يقود البلاد إلى فوضى عارمة، ظل إجماع المجلس ظهر الخميس 10 فبراير مستمراً لعدة ساعات، كانت الأجواء محتقنة، أحد أعضاء المجلس الأعلى طرح اقتراحاً بالتحفظ على الرئيس فى مكان آمن وتشكيل مجلس رئاسى لإدارة شئون البلاد من عسكريين ومدنيين، رفض المشير طنطاوى الفكرة، وقال علينا أن ننتظر التطورات القادمة، أكد رئيس الأركان سامى عنان أن الجيش هو صاحب القرار على الأرض وسيحافظ بكل ما يملك على أمن البلاد والسعى لإنقاذها من أى مخاطر.
- أحمد شفيق اقترح تنحى الرئيس ووافقة المشير ورئيس الأركان وأوكل الأمر لعمر سليمان
- كانت الدعوات قد انطلقت بالزحف إلى القصر الجمهورى صباح الجمعة لمحاصرته وإجبار الرئيس على الرحيل من منصبه، الحصار امتد إلى مبنى التليفزيون ومبانى مجلس الوزراء ومجلس الشعب ومجلس الشورى، أصبح الرئيس فاقداً للسيطرة على المؤسسات الرئيسية للدولة، لكن هناك من يتخوف من أن يندفع الرئيس فى ظل حالة اليأس إلى إصدار قرار بعزل القيادات العسكرية الرئيسية للجيش، لقد أصبح الطريق مفتوحاً لتطورات فجائية لا أحد يعرف مداها وأبعادها!!
- بعد مناقشات مطولة، واقتراحات متعددة، قرر المشير إذاعة البيان الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى اجتماعه يوم الخميس 10 فبراير، وفى الساعة الخامسة وخمس وعشرين دقيقة كان اللواء إسماعيل عتمان، مدير الشئون المعنوية، يطل من شاشة التليفزيون المصرى لإذاعة البيان التاريخى.
- كان التليفزيون المصرى قد مهد لإصدار البيان المهم، بالإعلان عنه أكثر من مرة، حبس المصريون أنفاسهم، كثيرون قالوا لقد أمسك الجيش بالسلطة وانقلب على الرئيس، وفى الموعد المحدد كان البيان الأول غامضاً، لكنه أكد أن شيئاً ما يعد من خلف ستار.
- لقد أكد البيان: «إنه انطلاقاً من مسئولية القوات المسلحة، والتزاماً بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه وحرصاً على سلامة الوطن والمواطنين، ومكتسبات شعب مصر العظيم وتأكيداً وتأييدا لمطالب الشعب المشروعة، انعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث تطورات الموقف حتى تاريخه وقرر الاستمرار فى الانعقاد بشكل متواصل لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات وطموح شعب مصر العظيم».
- هتف الثوار فى الميادين للجيش المصرى، أدرك المتظاهرون مجدداً أنهم ليسوا وحدهم، وأن الساعة قد اقتربت، كان للبيان صدى كبير فى تحفيزهم على الزحف إلى قصر الرئاسة، كانت التعليمات الصادرة من المشير ورئيس الأركان «افتحوا أمامهم الطريق» لا تعرقلوهم، كان الحرس الجمهورى قد أعد أسلاكاً شائكة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى القصر، وكانت تعليمات المشير «يجب إزالة الحواجز، يجب أن يسمع الرئيس صوت الشعب، لا صوت المحيطين به»!!
- * * *
- بعد إذاعة بيان المجلس العسكرى على شاشة التليفزيون المصرى، أصبح لدى الرئيس قناعة بضرورة حسم الأمر سريعاً، كان مبارك قد أعد عدته وكلف السفير سليمان عواد، المتحدث باسم الرئاسة، بإعداد بيان ينقل فيه الرئيس اختصاصاته لنائبه عمر سليمان.
- اجتمع الرئيس بحضور نجله جمال ووزير الإعلام أنس الفقى وزكريا عزمى والسفير سليمان عواد لمناقشة فحوى الخطاب ومضمونه، تم حذف بعض العبارات وتقديم أخرى، كان الخطاب طويلاً ومملاً، راح الرئيس يؤكد مجدداً التزامه بما تعهد به سابقاً بكل الصدق والجدية كما قال، اعترف بأن نظامه ارتكب أخطاء عديدة، وقال إنه عازم على تصحيحها، قال إنه لن يرشح نفسه مرة أخرى للانتخابات الرئاسية وإنه مستمر فى ممارسة مسئوليته حتى يتم تسليم السلطة لرئيس منتخب فى سبتمبر المقبل، قال إنه بصدد إجراء التعديلات الدستورية المطلوبة ومتابعتها، وإنه أصدر تعليماته بالانتهاء من التحقيقات فى سقوط الشهداء الجرحى وإحالتها للنائب العام، ثم راح الرئيس يتحدث عن نفسه وعن دوره فى الدفاع عن الوطن منذ كان شاباً صغيراً.
- وبعد المقدمة الطويلة قال مبارك: «إننى إذ أعى تماماً خطورة المفترق الصعب، واقتناعاً من جانبى بأن مصر تجتاز لحظة فارقة فى تاريخها تفرض علينا جميعاً تغليب المصلحة العليا للوطن، وأن نضع مصر أولاً فوق أى اعتبار؛ فقد رأيت تفويض نائب رئيس الجمهورية فى اختصاصات رئيس الجمهورية على النحو الذى يحدده الدستور».
- فى هذا المساء كنت والصديق مجدى الجلاد وآخرون فى لقاء مع الإعلامى عمرو الليثى استمر لـ6 ساعات على الهواء فى قناة «دريم» لتحليل التطورات والأوضاع التى تشهدها البلاد فى ضوء البيان الصادر من المجلس العسكرى، وعندما أذيع بيان الرئيس مبارك بدأت ردود الأفعال تتوالى، وكان من رأيى أنا و«الجلاد» التحذير من خطورة الزحف إلى قصر الرئاسة، خوفاً من تردى الأوضاع وانفلاتها وقيام الحرس الجمهورى بالاعتداء على المتظاهرين، وكان وائل غنيم وآخرون قد أدلوا بتصريحات قريبة من هذا الطرح إلا أنه وبعد رفض الميدان لقرار مبارك بتفويض عمر سليمان والإصرار على الرحيل، أدلى وائل غنيم بتصريحات قال فيها «إن تصريحاته السابقة جرى تحريفها».
- فى هذا الوقت المتأخر من المساء، جرى الاتفاق بين نائب الرئيس والمشير طنطاوى على ضرورة أن يغادر الرئيس مبارك إلى شرم الشيخ حتى يمارس نائب الرئيس صلاحياته الجديدة بحرية، ودون تدخل من الرئيس، حتى لا يبدو الأمر أمام الشارع وكأنه سيناريو متفق عليه.
- اتصل نائب الرئيس برئيس الجمهورية وأبلغه بضرورة أن يغادر إلى شرم الشيخ فى اليوم التالى، خاصة أن المتظاهرين عازمون على الزحف إلى القصر الرئاسى، لم يعترض مبارك، قال إنه سيغادر بعد صلاة الجمعة مباشرة.
- فى الثانية عشرة والنصف من بعد منتصف ليل الخميس العاشر من فبراير اجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وظل الاجتماع مستمراً حتى الثالثة والنصف فجراً، كان العنوان الرئيسى للحوار «ماذا بعد قرار الرئيس بنقل اختصاصاته إلى النائب عمر سليمان؟».
- كان الاتجاه الغالب فى هذه المناقشات هو تحديد الموقف النهائى للقوات المسلحة فى ضوء تطورات الأحداث التى ستشهدها منطقة القصر الرئاسى ظهر الجمعة 11 فبراير، إلا أنه تم الاتفاق على أن يصدر المجلس الأعلى بياناً يتعهد فيه بضمان تنفيذ المطالب الشعبية المعلنة.
- وفى العاشرة من صباح الجمعة عقد المجلس العسكرى اجتماعاً ثالثاً لمتابعة ردود الأفعال وتطورات الأزمة، وأصدر فى الحادية عشرة وخمسين دقيقة بيانه الثانى والذى أكد فيه أنه فى ضوء تفويض نائب رئيس الجمهورية باختصاصات الرئيس، وفى إطار مسئولية القوات المسلحة فى حفظ استقرار الوطن وسلامته فقد قرر المجلس ضمان تنفيذ الإجراءات الآتية:
- إنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية.
- إجراء التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها.
- عمر سليمان يطلب من مبارك المغادرة إلى شرم الشيخ والرئيس يطلب مهلة حتى الصباح
- الفصل فى الطعون الانتخابية وما يلزم بشأنها من إجراءات.
- إجراء التعديلات التشريعية اللازمة.
- إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة فى ضوء ما تقرر من تعديلات دستورية.
- تلتزم القوات المسلحة برعاية مطالب الشعب المشروعة والسعى لتحقيقها من خلال متابعة تنفيذ هذه الإجراءات
- فى التوقيتات المحددة بكل دقة وحزم حتى تمام الانتقال السلمى للسلطة وصولاً للمجتمع الديمقراطى الحر الذى يتطلع إليه أبناء الشعب.
- تؤكد القوات المسلحة على عدم الملاحقة الأمنية للشرفاء الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالإصلاح، وتحذر من المساس بأمن وسلامة الوطن والمواطنين، كما تؤكد على ضرورة انتظام العمل بمرافق الدولة وعودة الحياة الطبيعية حفاظاً على مصالح وممتلكات شعبنا العظيم.
- فى هذا الوقت رحب مجموعة من أبرز شباب الثورة ببيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأصدروا بياناً وقع عليه كل من وائل غنيم، مصطفى النجار، عمرو سلامة، محمد دياب، عبدالمنعم إمام، وعبدالرحمن يوسف، أكدوا فيه ترحيبهم ببيان القوات المسلحة رقم «2» والذى أكد على ضمان إجراء الإصلاحات السياسية والتشريعية، كما أصدروا بياناً تضمن 11 مطلباً شعبياً، أبرزها:
- ضمان جدية التنحى الشرفى للرئيس مبارك وعدم عودته لسدة الحكم تحت أى ظرف من الظروف.
- إنهاء حالة الطوارئ بأسرع وقت وإعادة الانتخابات فى كل الدوائر التى صدر بحقها أحكام قضائية ببطلان الانتخابات فيها.
- تمكين القضاء المصرى من الإشراف الكامل على العملية الانتخابية برمتها.
- كفالة حق الترشح فى الانتخابات الرئاسية دون قيود وقصر حق الترشح على فترتين.
- إطلاق حرية تكوين الأحزاب فوراً وأن تكون بمجرد الإخطار.
- إطلاق حرية الإعلام وحق تكوين الصحف والقنوات الفضائية.
- إطلاق سراح المعتقلين وملاحقة ومحاكمة المسئولين عن الجرائم فى حق شباب مصر وملاحقة وإيقاف رموز الفساد ومصادرة أموالهم التى سرقوها من قوت الشعب وإعادة بناء المؤسسة الأمنية على أسس شفافة تمنع التغول والتعذيب وترهيب المواطنين.
- تشكيل حكومة تكنوقراط تتولى إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية حتى شهر سبتمبر وتهيئ البلاد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة، ويستلزم تحقيق بعض تلك الإجراءات والضمانات تعديل المواد 76، 77، 88 وكل المواد الأخرى التى تضمن الانتقال السلمى للسلطة وأيضاً الرقابة على الانتخابات وأن تجرى عن طريق الرقم القومى وتمكين القضاء من الإشراف الكامل عليها.
- وقال البيان: «نؤكد ثقتنا فى جيشنا وقد أسعدنا بيان القوات المسلحة الأخير والذى تعهد بإتمام التحول الديمقراطى ونحن نقبل بكل ما فيه ونؤكد على النقاط الإحدى عشرة السابقة».
- وقد نشرت صحيفة «أخبار اليوم» وغيرها من وسائل الإعلام البيان الذى أكد قبول الثوار الستة لقرار الرئيس بنقل الاختصاصات لنائبه عمر سليمان وقبولهم لإعلان التنحى الشرفى للرئيس مبارك شريطة عدم عودته لسدة الحكم مرة أخرى لحين إجراء الانتخابات الرئاسية فى شهر سبتمبر المقبل، غير أن فئات كثيرة من المتظاهرين مضت نحو القصر الرئاسى، خاصة أن خطباء العديد من المساجد دعوا إلى استمرار التظاهرات لحين إسقاط النظام نهائياً.
- كان كل شىء ينذر بالمواجهة، قبيل صلاة الجمعة بقليل كان اللواء عمر سليمان يمارس مهامه من داخل القصر الرئاسى، وعندما بدأت طلائع المتظاهرين تزحف نحو القصر، نصحة معاونوه بأن يترك القصر على الفور، خوفاً من حدوث تطورات غير محسوبة قد تؤدى إلى اقتحام القصر الرئاسى.
- خرج اللواء عمر سليمان بسيارته واتجه إلى مقر الحرس الجمهورى، حيث أدى الصلاة هناك، وكان معه الفريق أحمد شفيق واللواء نجيب عبدالسلام، قائد الحرس الجمهورى، ود. زكريا عزمى، وبعد قليل حضر إليهم علاء مبارك فنصحه اللواء عمر سليمان بأن يصطحب والدته وشقيقه جمال وبقية الأسرة ويلحقوا بالرئيس مبارك الذى كان قد غادر منذ قليل بطائرة هليكوبتر من القصر الرئاسى إلى مطار ألماظة ومنه إلى شرم الشيخ.
- اقتنع علاء مبارك بنصيحة اللواء عمر سليمان، وبالفعل اصطحب زوجته ونجله عمر وغادروا فى طائرة خاصة إلى شرم الشيخ، بينما أصرت سوزان ونجلها جمال على البقاء فى منزل الأسرة الواقع فى مواجهة القصر الرئاسى بالاتحادية.
- فى الواحدة والنصف ظهراً اتصل اللواء عمر سليمان بالمشير طنطاوى، وأبلغه أنه قادم إليه هو والفريق شفيق لدراسة آخر التطورات والأوضاع التى تشهدها البلاد.
- فى هذا الوقت كان الرئيس مبارك قد وصل إلى شرم الشيخ وبصحبته مجموعة محدودة من رجال الحرس والسكرتارية وطبيبه الخاص وطباخه الخاص.
- اتجه الرئيس على الفور إلى مقر إقامته، فرض الحرس الجمهورى إجراءات أمنية مشددة حول المكان، يبدو أن مبارك كان مطمئناً إلى أن الأمور ستدخل مرحلة الاستقرار بعد أن نقل كامل اختصاصاته إلى اللواء عمر سليمان.
- كانت الأجواء فى القاهرة والسويس والإسكندرية والعديد من المحافظات الأخرى تنبئ بغير ذلك، حشود جماهيرية كبيرة تطالب الرئيس بالرحيل وترفض تفويض اللواء عمر سليمان، وتتدفق فى الشوارع بلا حدود.
- فى مبنى وزارة الدفاع، وفى القاعة الملحقة بمكتب رئيس الأركان بالدور الأول كان اللقاء، لقد اجتمع الأربعة الكبار اللواء عمر سليمان نائب الرئيس والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء والمشير طنطاوى وزير الدفاع والفريق سامى عنان رئيس الأركان، لبحث كيفية مواجهة الموقف الراهن وتداعياته المتوقعة.
- تحدث اللواء عمر سليمان عن توقعاته للتطورات الراهنة، قال إن الرئيس سافر إلى شرم الشيخ، ولكن هناك إصرارا من بعض القوى، خاصة جماعة الإخوان، على إسقاط النظام نهائياً، وحذر من خطورة الفوضى العارمة التى يمكن أن تشهدها البلاد حال اقتحام القصر الجمهورى.
- وأكد المشير طنطاوى أنه أصدر تعليماته إلى الحرس الجمهورى بعدم التصدى للمتظاهرين أو استخدام العنف ضدهم إلا أنه شارك اللواء عمر سليمان فى أن الأوضاع لا تزال على خطورتها وأن الساعات المقبلة قد تشهد المزيد من التصعيد.
- وقال اللواء عمر سليمان «هناك قوى لا تريد انتقالاً سلمياً للسلطة فى إطار النظام، وهؤلاء صوتهم عال، والجماهير محتقنة وليس لديها ثقة فى أحد، لقد كانت مطالبهم فى البداية محدودة، ولكن بسبب بطء الرئيس فى اتخاذ القرارات ورضوخه لمواقف بعض المقربين منه، ارتفع سقف المطالب حتى وصل إلى نقل الاختصاصات إلى نائب الرئيس، ولكن التأخر فى القرار جعل الناس لا تثق فى شىء، ولذلك يطالبون برحيله عن الحكم نهائياً.
- قال الفريق أحمد شفيق «وفيها إيه.. ما يرحل.. المهم البلد، أنا أقترح أنك تكلمه وتقنعه، وأنا على ثقة أن الرئيس عندما يعرف حقيقة الوضع سوف يستجيب على الفور».
- نظر اللواء عمر سليمان إلى المشير وقال له «إيه رأيك يا سيادة المشير؟».. رد عليه «أنا مع هذا الاقتراح والفريق سامى وكل أعضاء المجلس العسكرى، نحن نريد حسم الأمر وإنهاءه، وهذا لن يتم إلا برحيل الرئيس».
- هنا تساءل اللواء عمر سليمان «وماذا سنقول له، وكيف سنبلغه؟».
- فقال الفريق شفيق: أقترح أن تقوم أنت يا سيادة النائب بإبلاغه، أنت الأقرب إليه، وهو يثق فيك ثقة كبيرة، وعندما تشرح له ما يجرى حتما سيأخذ بنصيحتك.
- قال اللواء عمر سليمان: أنا سأتحدث معه وأطرح عليه الصورة كاملة، ولكن علينا أن نجد مخرجاً دستورياً للبديل الذى سيتولى السلطة فى البلاد.
- فى هذا الوقت تم أخذ رأى أحد المتخصصين فى القانون والدستور فكانت الإجابة الخيار الوحيد والمقبول فى هذا الوقت هو أن يتسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة مهام السلطة فى البلاد بقرار من الرئيس واستناداً إلى الشرعية الثورية.
- كان المشير طنطاوى يبدو متردداً، وبعد مناقشات قصيرة وافق على أن يتسلم المجلس العسكرى السلطة من الرئيس، خاصة أن عمر سليمان قال له ليس أمامنا من خيار.. اتفق الحاضرون بعد أن يصلوا إلى اتفاق مع الرئيس بالتنحى عن الحكم، على أن يجلسوا لطرح رؤيتهم للفترة المقبلة.
- أمسك اللواء عمر سليمان بالهاتف الأرضى، اتصل بقصر الرئاسة، طلب منه توصيله على الفور بالرئيس مبارك فى شرم الشيخ، كان على الجانب الآخر اللواء حسين محمد من سكرتارية الرئيس، والذى سافر معه إلى شرم الشيخ، وكانت المكالمة التاريخية.
- الخميس القادم: الحلقة الثالثة