النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 276

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 276

    • أقــلام وآراء إسرائيلي (276) الاثنيــن- 25/02/2013 م
    • في هــــــذا الملف
    • متى تحدث الانتفاضة الثالثة؟
    • بقلم:حاييم لفنسون،عن هآرتس
    • وقاحة فلسطينية
    • بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
    • العنوان على الحجر
    • بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
    • 'غنغام ستايل' بدلا من العمل في السعودية
    • بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
    • ضبط النفس ليس دائما قوة
    • بقلم:نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم
    • الاسد يقسم سوريا
    • بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
    • من يغمز أولا؟
    • بقلم:عمانوئيل روزان،عن يديعوت
    • الطاووس الايراني في حالة ضغط
    • بقلم:نداف ايال،عن معاريف


    • متى تحدث الانتفاضة الثالثة؟
    • بقلم:حاييم لفنسون،عن هآرتس
    • يتجاوز مقدار المواجهات في نهاية الاسبوع في الضفة الغربية ما كان معروفا في ايام الجمعة في أنحاء يهودا والسامرة، بسبب كثرة الاماكن وبسبب عدد المشاركين الكبير. وقد بقي أكثر الأحداث تحت السيطرة ما عدا مواجهة بين مستوطنين من البؤرة الاستيطانية إيش كوديش وفلسطينيين من قصرة بينهما علاقات عكرة منذ نحو من سنتين. فقد جاء الى منطقة البؤرة الاستيطانية 200 فلسطيني وواجههم 25 مستوطنا وأطلقوا النار فجرح فلسطينيان وجُرح فلسطيني آخر باطلاق جنود الجيش الاسرائيلي الرصاص المطاطي. ويحقق الجيش في هذه الأحداث.
    • ونشبت اضطرابات أمس ايضا في الخليل بسبب موت السجين عرفات جرادات من قرية سعير المجاورة للمدينة، في السجن. وقال بلاغ جهاز الامن العام انه مات بالذبحة الصدرية. وموضوع السجناء يهم الجمهور الفلسطيني جدا وأُثير أمس سريعا طلب انشاء لجنة تحقيق دولية، وأُثيرت اشاعات ايضا تقول ان السجين مات لأنه ضُرب. ويزيد موت جرادات على التوتر الموجود أصلا في المنطقة بسبب الذكرى الـ 19 على مذبحة باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي. ويتذكرها مؤيدوه في عيد المساخر أما الفلسطينيون ففي الـ 25 من شباط، غدا.
    • إن توالي الأحداث ينشيء جدلا عاما في سؤال هل تنتظرنا انتفاضة ثالثة. لكن الانتفاضة الثالثة ليست أمرا يُجاب عليه بـ نعم أو لا لأنه يوجد وضع أوسط ايضا لموجة احتجاج اخرى من الجمهور الفلسطيني بسبب خيبة الأمل لعدم وجود تقدم سياسي، والازمة الاقتصادية وعلامات انهيار السلطة الفلسطينية وحماسة الجمهور من انجازات حماس في غزة في الـ 12 سنة الاخيرة.
    • إن سير الأحداث الى الآن يُذكر بالانتفاضة الاولى، لكن ينبغي ان نذكر فرقين جوهريين بين أواخر 1987 ومساخر 2013. ففي 1987 كان الجيش الاسرائيلي يسيطر على كل المدن الفلسطينية وكان مسؤولا عن استعمال جهاز الحياة اليومية. وكان الجيش الاسرائيلي آنذاك محصور العناية في حماية مستوطنين سافروا الى المستوطنات مرورا بالمدن، وفي حماية مباني الادارة العسكرية التي أحدق بها جمهور غاضب، وفي محاولات عقيمة للحفاظ على الحياة اليومية ايضا. وفي الانتفاضة الاولى أضاع الجيش الاسرائيلي طاقة عزيزة على محاربة الاضراب التجاري للتجار واغلاق الجامعات وفتحها.
    • والمهمة اليوم أكثر وضوحا، فالجيش الاسرائيلي يستعد لحماية الشوارع والمستوطنات ولمنع خروج الارهاب من الضفة الى اسرائيل بالطبع. إن الشوارع طويلة في الحقيقة لكن مهمة الجيش واضحة له. ومهمة الجيش غير معقدة ايضا مع وجود خط يجب رد المتظاهرين عنه.
    • والفرق الآخر هو استعداد الجيش الاسرائيلي. ففي الانتفاضة الاولى لم يكن الجيش متأهبا ولا مستعدا. ولم يكن من الواضح لأحد ما هي النظرية التكتيكية لعلاج الاخلال بالنظام. ولذلك نشأ أمر 'تكسير الأيدي والأرجل' الذي تم تطبيقه بحرفيته.
    • إن الجيش اليوم خبير بالاخلال بالنظام ويؤكد التدريبات على هذا الشأن تأكيدا شديدا. ليست كل قوات الاحتياط ذات خبرة حقا بتفريق المظاهرات، لكن كان يمكن ان نرى بيقين خبرة رجال شرطة حرس الحدود وقوات الجيش الاسرائيلي النظامية في اخلالات النظام الاخيرة. فلم يعد يُرى جنود يركبون سيارات جيب ويقفزون ثم يركضون مع متاعهم الثقيل في مخيم لاجئين يطاردون أولادا يرشقون الحجارة ويُدفعون الى ضائقة ويطلقون النار خارجين الى الخارج. فالجنود ورجال الشرطة يستعملون الكثير من الغاز المدمع الذي ليس هو لذيذا في الحقيقة لكنه ليس فظيعا. ويصور المصورون المشاغبين من اجل اعمال الاعتقال في الليل.
    • يقولون في الجيش الاسرائيلي في أحاديث داخلية ان سنة 2013 هي سنة حسم فاما ان يكون انهيار السلطة وإما ان تكون مسيرة سياسية. ويجلس المستوطنون حتى الآن على الجدار ايضا. فقد كانوا في الانتفاضة الاولى والثانية أوائل الدُعاة الى استعمال الصرامة. وقادوا في الانتفاضة الاولى خط اطلاق النار على راشقي الحجارة حتى الموت ودعوا الجيش الاسرائيلي في الانتفاضة الثانية الى الانتصار.
    • لكن في نظرة الى الوراء تعتقد قيادة المستوطنين ان صورة يهودا والسامرة على أنها بوسنة الشرق الاوسط تجعلهم بغيضين الى الجمهور العريض، فهم يفضلون ان يحصروا عنايتهم في معاصر النبيذ والأكواخ الخشبية والبرك والينابيع وطرق الدراجات الهوائية ونزهات الدراجات النارية أي في كل ما يفترض ان يؤثر في قلب الاسرائيلي العادي. وهم في اثناء ذلك لا يتظاهرون ولا يدعون ولا يضغطون. وهذا السلوك يُمكّن قادة جهاز الامن من مجال تنفس. ويأملون في الجيش ان يُستغل مجال التنفس هذا من اجل مسيرة سياسية.
    • ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    • وقاحة فلسطينية
    • بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
    • يا إخوتي الفلسطينيين (واعلموا ان الجميع قد أصبحوا عندنا الآن 'إخوة')، كيف لا تخجلون؟ وكيف تتجرؤون الآن على التظاهر ورمي الحجارة والاخلال بالنظام؟ وكيف تنشئون بؤرا استيطانية 'غير قانونية' على اراضيكم الخاصة، وتضربون عن الطعام وتُظهرون تأييد السجناء؛ وتحتجون على اغلاق شارع الشهداء واعتقال المفرج عنهم من جديد؛ والتسلل الى اسرائيل لتجدوا لأنفسكم مصدر رزق، وتعارضون اخراج سكان من بيوتهم، وتحتجون لأنه لا يمكنكم الوصول الى اراضيكم، وتتظاهرون معترضين على الجدار الذي بُني في ارضكم وتهددون بانتفاضة ثالثة؟ هل فقدتم صوابكم؟ كيف تتجرؤون أصلا؟ ومن أين لكم هذه الوقاحة؟.
    • هل تتظاهرون الآن؟ ألم نبلغكم أننا لم نعد نهتم بمصيركم. فقد قال اليمين واليسار جميعا لكم هذا بصوت جهير واضح. حتى إن محاربة العدل الاجتماعي شيلي يحيموفيتش قالت لكم ان الاسرائيليين غير مهتمين بكم لكنكم لا تفهمون. ألا ترون أننا مشغولون؟ هناك اسئلة مصيرية: التساوي في عبء الخدمة وعدد الوزراء وفستق بنيامين نتنياهو، وخطبة روت كالدرون وقصص حب جدعون ساعر فمن ذا يهتم لأن يشغل نفسه بكم؛ إن اسرائيل تحاول ان تنشيء لنفسها ائتلافا وليس من الواضح الى الآن هل سيثبت الحلف الأبدي بين يئير لبيد ونفتالي بينيت ثم تجرؤون على مضايقتنا بسخافاتكم. لا يريد لبيد 'الزعبيين' ولا يريد بينيت الـ 'أبو' لكنكم لا تفهمون. وأنتم لا ترون أنهما مهتمان جدا بشعب اسرائيل حتى إنه لا وقت عندهما لكم فكيف تجرؤون على التذكير بوجودكم.
    • إن الاحتلال، وحقوق الانسان والمواطن، والسلب والنهب، وتقرير المصير، والدولتين والدولة الواحدة، وجدار الفصل ونصف دزينة سجناء انكم تطنون مثل بعوض مُضايق فدعونا من ذلك فقد أمللتمونا.
    • كم يمكن بعد ان تُضايقونا بسخافاتكم. وكم يمكن بعد ان تُضايقوا العالم ايضا. ألا ترون ان براك اوباما يأتي في زيارة ابتزاز عاطفي وتسطح على قبور الصدّيقين رابين وهرتسل و'يد واسم' فلماذا تُضايقونه ايضا. إجلسوا في هدوء يا إخوتي فالحال في سوريا اسوأ كثيرا. واجلسوا في هدوء يا إخوتي فالاحتلال عمره 46 سنة فقط. وافرحوا بالموجود فأنتم في يدين طيبتين هما يدا الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط. فلا تقضوا مضجعها ولا تنقضوا عليها نماءها فسياستها القديمة لم تكن تهتم بكم أما سياستها الجديدة فهي أقل اهتماما واسألوا المبشرين بها لبيد وبينيت اللذين تتحمس اسرائيل لهما الآن كثيرا. نشك في ان يكون واحد منهما قد التقى ذات مرة فلسطينيا (حياً) في حياته بل إنهما لا يهتمان بفعل ذلك. وستشتاقون الى نتنياهو والى شمعون بيرس والى اهود باراك من السياسة القديمة لأنهم تحدثوا عنكم على الأقل فافرحوا اذا بالموجود.
    • وفكروا تفكيرا بعيدا لأنكم ستصبحون بعد زمن غير طويل الأكثرية هنا. وقبل ذلك لن يقبل العالم بعد الآن وجودكم بلا حقوق. فربما تضعف مشاعر الذنب بسبب المحرقة وربما تضعف جماعة الضغط اليهودية اجل، انها يهودية. هذا الى ان العدل الطبيعي معكم والتاريخ مؤيدكم. ولم تثبُت نظم الاستبداد الفاسدة كالاحتلال الاسرائيلي قط الى الأبد. فاجلسوا في هدوء اذا يا إخوتي وانتظروا ما يأتي. واذا لم يحدث هذا في حياتكم فقد يحدث في حياة أحفادكم. صحيح أنكم عانيتم ما يكفي لكن الانسان شجرة الحقل. وحينما يجلدكم الاحتلال طأطئوا هاماتكم في خضوع لأنكم جربتم كل شيء: التفاوض والارهاب، والاعتراف والمصالحة، وانتفاضتين أولى وثانية. ولم ينتج ذلك الكثير. فقد ضاعفت المستوطنات نفسها ثلاثة أضعاف وامتلأت الكنيست بممثليها وكفت اسرائيل عن الاشتغال بكم تماما. صحيح أنكم اذا جلستم في هدوء فستُنسون لكنكم اذا احتججتم فسيقولون إنكم ارهابيون. لكن الشيء الأهم هو ألا يكون الآن، لا واسرائيل مشغولة، ولا وقد ضاقت اسرائيل بكم ذرعا: من ندبكم وعويلكم ومطالبكم. يصعب ان تكون فلسطينيا لكن تذكروا أنه يصعب أكثر ان تكون يهوديا، فهو الضحية دائما، الضحية الوحيدة في محيطه.
    • ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    • العنوان على الحجر
    • بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
    • مناوشات العنف بين مواطنين فلسطينيين وجنود من الجيش الاسرائيلي في شرقي القدس ومدن الضفة تتطور لتصبح روتينا خطيرا. التعابير معروفة 'اضطرابات'، 'رشق حجارة'، 'غاز مسيل للدموع'، 'اقتحام الحرم' وتعيد الى الذاكرة واقعا معروفا ينتظر التعريف: هل هذه بداية انتفاضة ثالثة أم انها 'فقط' احداث محلية وعابرة؟
    • لهذه المواجهات يوجد سبب فوري: الاضراب عن الطعام الذي يخوضه اربعة سجناء أمنيين وعلى رأسهم سامر العيساوي، الذي تحرر في صفقة شاليط ولكنه اعتقل مرة اخرى لانه حسب زعم محافل الامن 'عاد للانشغال في الارهاب'. للمواجهات في الخليل يوجد 'سبب' خاص بها، فغدا هو يوم الذكرى للمذبحة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين ضد المصلين المسلمين في الحرم الابراهيمي في 1994، والتي قتل فيها 29 مواطنا. ولكن سيكون من الخطأ ان نعزو الانفجارات في المناطق فقط 'ليوم الذكرى' او للاضراب عن الطعام الذي يثير اهتماما دوليا. فهذه هي مثابة شرارات من شأنها ان تحدث شعلة كبرى اذا ما استمرت اسرائيل في تجاهل مصادر الغضب واعتمدت على عادتها على حلول عسكرية.
    • الصيغة لتبديد التوتر في المناطق ليست سرا. فهي تتطلب الشروع في مفاوضات جوهرية مع الفلسطينيين، المشروطة بتجميد البناء في المستوطنات وبالتخلي عن المناطق. وبتعبير آخر: تعبير 'دولتين للشعبين' يستدعي ترجمة عملية وفورية على الارض. ولكن عندما لا تكون في اسرائيل حكومة يمكنها أن تتخذ قرارات فان المفاوضات تنتقل الى الشارع، الى الحجارة، الى الرصاص المطاطي والى قنابل الغاز.
    • اسرائيل والفلسطينيون يجدون أنفسهم مرة اخرى على شفا الهاوية، في وضع يستدعي علاجا فهيما قبل أن تتطور الاحداث لتصبح عاصفة يتدهور معها الطرفان الى صراع لا يمكن التحكم به.
    • هذه مرحلة يكون فيها ضبط النفس الاقصى، التحكم والرقابة على كل جندي يحمل سلاحا، فحص انساني لمطالب المضربين عن الطعام وكذا تحرير مدروس للسجناء الامنيين بالتأكيد ليس اعتقالات متجددا لمحرري صفقة شاليط كفيلة بان تقلص حجم المناوشات. هذه الخطوات ليست بديلا عن مفاوضات سياسية أو تسوية، ولا يمكنها أن تهديء لزمن طويل جمهورا لا يرى مخرجا بعد 46 سنة من الاحتلال. ولكنها ضرورية للنزع من الحجر والرصاصة حق الفيتو على كل احتمال في التسوية.
    • ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    • 'غنغام ستايل' بدلا من العمل في السعودية
    • بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
    • التعليمات التي صدرت عن شرطة الآداب في السعودية بمناسبة يوم الحب منعت أصحاب الدكاكين ان يبيعوا أو يزينوا محلاتهم على شرفه. إذن منعت. أما المحلات في المراكز التجارية فقد تنافست على انواع الزينة الملونة، وهدايا العيد أدخلت مالا كثيرا للتجار وتفجرت أجهزة الخلوي من كثرة التهنئات التي تدفقت بين الشباب والشابات في المملكة المحافظة.
    • قبل شهرين أمرت ذات شرطة الآداب الشباب بعدم ارتداء سراويل قطنية بيضاء ضيقة وقمصان باكمام قصيرة بيضاء 'لان هذا يمس بالقيم الاخلاقية'. وجاء في هذه الاوامر عدم السماح بدخول هؤلاء الرجال الى المراكز التجارية الى أن يلبسوا 'كما ينبغي'، بعباءة بيضاء او بملابس محتشمة.
    • إذن أمرت. ومنذ ذلك الامر انتشرت في المملكة الموضة الجديدة التي تسمى 'السروال والفانيلا' كالنار في الهشيم. وفي اليوتيوب يمكن للمرء أن يرى جماعات من الشباب بالسراويل البيضاء التي تبرز اجسامهم، يرقصون على نمط 'غنغام ستايل' ويغنون بالعربية. ويبدو أن شرطة الآداب ايضا فهمت بان ليس في وسعها منع الموضة وأعلن الناطق بلسانها بانه 'لم يصدر عنها أي أمر يحظر مثل هذا اللباس، رغم نفورها من الظاهرة'.
    • ورغم عيد الحب وموضة الشباب، الاستخدام الواسع للانترنت والحياة الرغيدة، فان السعودية لا تزال بعيدة مسافة طويلة عن الغرب. ليس فقط بسبب قوانين الاخلاق المتشددة وتأثير الشيوخ بل وايضا بسبب غياب ما يسميه علماء الاجتماع السعوديون 'ثقافة العمل'، ولا سيما في أوساط الشباب.
    • قبل نحو سنة تحدثنا هنا عن خطة جديدة تبناها الحكم السعودي لتشجيع عمل المواطنين السعوديين بدلا من العمال الاجانب. وكل من سجل كمن يطلب عملا كان يتلقى منحة بـ 500 دولار، وكل مصنع، حسب تصنيفه، كان مطالبا بان يشغل عددا معينا من العمال السعوديين. وقد علقت آمال كثيرة على هذه الخطة، التي كانت أيضا يفترض ان تشكل نموذجا لدول اخرى في الخليج التي ينتشر فيها العمال الاجانب.
    • ونشرت هذا الشهر نتائج هذا المشروع، وهذه تدل على فشل ذريع. فحسب تقرير البنك الدولي السعودي وصحيفة 'الاقتصادية' التي تعنى بشؤون الاقتصاد، فان البطالة في السعودية لم تتقلص بل اتسعت، من 11 في المائة الى 12 في المائة. ولم يقل عدد رخص العمل للاجانب (في السنة الماضية بلغ 2.1 مليون رخصة جديدة، اضافة الى مليوني عامل أجنبي يمكثون في المملكة منذ الان)، وحيال الواجب القانوني بتشغيل عمال سعوديين وجد أرباب العمل حلولا ابداعية. في أفضل الاحوال يقبلون الى العمل عمالا غير مناسبين، يدفعون لهم رواتب هزيلة ولا يعطونهم أي دور، فقط كي يفوا بنسبة التشغيل، وفي الحالة الاسوأ يرفعون تقارير كاذبة عن عدد العاملين لديهم ويأملون أن تتجاوزهم الرقابة.
    • والنتيجة هي أنه في أوساط الشباب تتعمق البطالة أكثر بكثير من المتوسط القطري. د. صالح النصار، أمين عام معهد بحوث الشبيبة في المملكة، أفاد الاسبوع الماضي بأن معدل البطالة في أوساط الشباب يصل الى 31 في المائة (للنساء الشابات 70 في المائة)، وأرفق بذلك المعطيات عن الاثار الفورية.
    • وبشجاعة جمة روى عن الارتفاع في انتحارات الشباب كنتيجة للسأم وانعدام الفعل، عن العدد المتزايد للمدخنين والمدخنات، عن ظواهر السمنة وحوادث الطرق الفتاكة في أوساط الشبيبة، الذين في ظل انعدام وجود هدف آخر يتوجهون الى السباقات غير القانونية للسيارات والسياقة منفلتة العقال. وروى النصار ضمن امور اخرى بانه كل يوم يقتل في المملكة 16 شخصا في حوادث طرق، وعزا معظم الحوادث الى عدم الاكتراث العضال الذي تصاب به الشبيبة.
    • غياب 'ثقافة العمل' وان كان يمكنها أن تعتبر مرض دول النفط الغنية، التي ربت مواطنيها على أن تزودهم الدولة بمعظم احتياجاتهم، وفي كل مرة يصدر صوت هزيل من الاحتجاج تسارع الانظمة الى الدفع لمواطنيها مقابل الهدوء. ولكن لا يمكن تجاهل ايضا الطريقة الاقتصادية التي بموجبها تدفع الدولة لاجيريها أجرا عاليا بضعفين أو ثلاثة اضعاف عما يمكن أن يتلقوه في السوق الخاصة، ويحظى العاطلون عن العمل لديها ببدل بطالة بحجم 500 دولار في الشهر. وهكذا فانها تخلق صورة سيئة للغاية لمن هو مستعد للعمل في السوق الخاصة والكسب مثل الباكستاني، الهندي أو المصري. في السعودية الوضع خطير على نحو خاص مقارنة بالوضع في جاراتها في الخليج، وذلك لان متوسط الاجر في السوق في المملكة يصل الى نحو 1.700 دولار في الشهر مقابل نحو 4 الاف دولار في ابو ظبي وفي الكويت (واكثر من ذلك في قطر).
    • هل هذه الجوانب الاجتماعية للبطالة يمكن لها أن تنمي عصيانا مدنيا حتى في السعودية؟ حتى الان تركز الاحتجاج في السعودية أساسا على طريقة الحكم وعلى عدم اشراك المواطنين في اتخاذ القرارات.
    • أما جيوب الفقر التي توجد خارج المدن الكبرى فهي مصدر مؤكد لتجنيد النشطاء للمنظمات الراديكالية. في المدن الكبرى مثل الرياض، جدة ومكة بانتظار العاطلين عن العمل المراكز التجارية الكبرى؛ مع 500 دولار في الشهر يمكن للمرء ان يشتري الكثير من السراويل والفانيلات. وهؤلاء ليسوا هم الشباب الذين سيملأون الميادين.
    • ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    • ضبط النفس ليس دائما قوة
    • بقلم:نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم
    • بعد اسبوع ارتفع فيه بالتدريج مستوى العنف في اطار ما يسميه الفلسطينيون 'كفاح شعبي'، جلبت نهاية الاسبوع الاخيرة معها تصعيدا اضافيا. فلاسرائيل حتى الان تجربة مع الكفاح الشعبي من هذا النوع، بل وسلة كاملة مليئة بالادعاءات الاليمة من عهد الانتفاضة الاولى والثانية، واللتين دفعت عليهما اثمان باهظة، بالارواح وبالشرعية من الداخل ومن الخارج.
    • ان تكرار انماط السلوك المغلوطة، ومشاهد الجنود الذين يفرون من وجه راشقي الحجارة، مثلما شهدنا قبل بضعة أسابيع من الانتخابات، ستوقعنا مرة اخرى بالضبط في ذات الحفر.
    • يجدر بنا أن نتذكر بان تعليمات فتح النار وانماط القتال العسكرية في الجيش الاسرائيلي، وكذا في وجه الكفاح الشعبي المزعوم، يجب ان يصيغها عسكريون وليس رجال قانون. محظور ان تصبح عمليا تعليمات حظر لفتح النار. فلا يدور الحديث فقط عن كرامة الجنود ودولة اسرائيل. فتقييد أيادي الجنود بتعليمات مقيدة، والمراعاة الزائدة لانعكاس المشاهد في وسائل الاعلام، ستشجع فقط المتطرفين والعنيفين في المجتمع الفلسطيني. 'ضبط النفس'، 'كبح الجماح'، 'الامتصاص' و 'الاحتواء' للعنف او 'للمواجهة بقوة منخفضة' ليست سياسة. فقد أدت سياسة الاحتواء في الماضي الى عنف اشد، وعندما احتويناه هو ايضا، اشتد أكثر فأكثر الى أن تطور الى ارهاب حقيقي. الانتفاضة الاولى والثانية وكذا الارهاب في الجنوب بدأوا 'صغارا' واصبحوا مشكلة عويصة كلما تطورت قدرة ضبط النفس والاحتواء لدينا.
    • قبيل الاختبارات التي ستستدعيها الاسابيع القريبة علينا يجدر بنا ان ننعش عدة مفاهيم توصلنا اليها بالطريق الصعب: الحفاظ على حياة الجنود هو أمر هام، ولكن الحفاظ على حياة المواطنين أهم. السعي الى الانتصار في الوعي، الذي لا يترافق والحسم من شأنه أن يتبين انتصارا مزعوما. وكذا: الردع ليس مجرد شعار، بل أداة يجب انتاجها من خلال روافع الضغط، العسكرية والمدنية.
    • بالنسبة لما شهدناه في الماضي فان النار لا تزال منخفضة، ولكن هكذا يشعلون في حينا النار الكبيرة. حتى شارون تعلم بالطريق الصعب بان ضبط النفس ليس دوما قوة. وقد اضطر الى ان يخرج الجيش الاسرائيلي في حملة السور الواقي التي أثبتت بانه يمكن الانتصار على الارهاب والانتفاضة بوسائل عسكرية. كي لا نصل الى هناك، فاننا نحتاج منذ الان، عندما تكون النار لا تزال صغيرة أن نرد وان نتوقف عن الاحتواء.
    • ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    • الاسد يقسم سوريا
    • بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
    • نظام الاسد دخل منذ زمن بعيد في زمن الاصابة. فالامم المتحدة تتحدث عن سبعين الف قتيل في النزاع السوري العنيف، الذي سيدخل الشهر القادم سنته الثالثة. وكانت الايام الاخيرة عنيفة على نحو خاص (ما الجديد) في دمشق (عمليات) وفي حمص (قصف المنازل). حمام الدماء مستمر وبالضبط مثل المشروع النووي الايراني العالم يصخب، ولا شيء حقا يتغير.
    • يقال عن المعارضة السورية انها منقسمة. وأمس، على سبيل التغيير، اظهرت وحدة واعلنت عن أنها تعتزم مقاطعة لقاء 'اصدقاء سوريا' في روما يوم الخميس القادم. كما أن الزيارات التي كان مخطط لها الى واشنطن وموسكو الغيت هي الاخرى. لقد ملت المعارضة السورية 'الصمت العالمي أمام الجرائم الفظيعة التي يرتكبها النظام'. يمكن أن نفهمهم.
    • لقد سيطر الجيش السوري الحر، حسب شبكة 'الجزيرة' على مركز البحوث النووية 'الكبر' في دير الزور، ذاك الذي قصفته، حسب منشورات اجنبية، اسرائيل في 2007.
    • وتسللت الى الجيش السوري الحر عناصر جهادية متطرفة تدفع الغرب الى تنفس الصعداء في أن ليس للاسد اليوم منشأة نووية. بالمقابل، حسب تقارير مختلفة، فان قوات الثوار سيسيطرون قريبا على المواقع التي يطلق منها الجيش السوري صواريخ السكاد. على مسافة غير بعيدة من بيتنا تسقط وسائل قتالية خطيرة في ايادٍ لا تلزم نفسها بتقديم الحساب لاحد.
    • وفي هذه الاثناء، فان الاسد في دمشق لا يزال يؤمن بانه قادر على البقاء. فهو مقتنع بان الاقليات، ولا سيما 30 في المائة السنة، يخافون من المستقبل الاسلامي لسوريا اكثر مما يخافون من استمرار حكمه. كما أنه واثق من أن الغرب يخاف جدا من أن يؤدي انهيار نظامه الى اضطرابات دموية في لبنان وفي الاردن. كما أن الاسد يعرف بان الغرب لا يعول على الثوار ولهذا فانه لا يسارع الى تسليحهم. فالثوار منقسمون بين وطنيين وجهاديين. ولا غرو في ان العلاقات هناك ايضا متوترة.
    • الاسد، كما تفيد وسائل الاعلام العربية، يحافظ على السكينة والثقة. هكذا على الاقل يروي اولئك الذين يلتقون به. وهو مقتنع بانه سينجح في أن يهزم منظمات الارهاب (هكذا يسمي الثوار) وان الغرب لن يفعل شيئا كي يسرع سقوطه.
    • بهذه الوتيرة فان الاسد سيبقى يحكم دمشق بفضل مائة الف جندي موالٍ، وكل واحدة من جماعات الثوار المنقسمة ستكون صاحبة السيادة على أرضها، الى أن يسقط.
    • ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    • من يغمز أولا؟
    • بقلم:عمانوئيل روزان،عن يديعوت
    • كان يجب على السياسي ذات مرة منذ زمن ان يتلوى ويفسر لماذا تعوج ولماذا لم يفِ بما وعد به وكيف اتصل فجأة وبسهولة بمن كان الى أمس فقط يعيبه ويرفضه في كل شيء وكل حلف. واليوم في السياسة الحديثة في سنة 2013 أصبح ذلك أبسط كثيرا. لأنه يكفي استعمال الكلمتين الغالبتين من جهة والغامضتين من جهة اخرى وهما 'هذا الوقتَ'، من اجل تنقية كل قذارة وإحلال كل سوء.
    • استقر رأينا 'هذا الوقتَ' على أن نُنحي الاختلافات جانبا. فشعب اسرائيل محتاج 'هذا الوقتَ' الى حكومة واسعة والى اتفاق وطني. ويجب 'هذا الوقتَ' التعاضد لمواجهة الأخطار التي ترصدنا جميعا. ويقول نتنياهو أنا محتاج 'هذا الوقتَ' في الحكومة الى تسيبي لفني كل تُدير من أجلي التفاوض السياسي وإن كنت قد قلت قبل شهر انها فعلت ذلك في الماضي بصورة سيئة عرضت أمننا للخطر. وتقول لفني أنا مستعدة 'هذا الوقتَ' لأن اؤيد نتنياهو وإن علمتم جميعا ما الذي أعتقده في سلوكه وشخصيته ومواقفه التي تُعرض أمننا للخطر.
    • كان الفرق بين الكلام والفعل موجودا في السياسة دائما. لكن حينما تفقد الكلمات معناها تماما لا تعود توجد طريقة للنظر الى ما يُقال في جدية أو للنظر فيه أصلا. يتهم 'مسؤولون كبار في الليكود' بينيت بأنه يعمل في اسقاط حكومة يمين. فعن أية حكومة يمين بالضبط يتحدثون؟ هل عن تلك التي تعرض على لفني ان تجري المفاوضات مع الفلسطينيين وعلى شيلي يحيموفيتش ان ترأس وزارة المالية مع تصورها العام؟.
    • توجد في هذا الحشد من الكلمات الفارغة الجوفاء جملة واحدة فقط تخرج من القلب وتعبر في الحقيقة عما يعتقده رئيس الوزراء فهو يقول 'انهم يحاولون اسقاطي' ويقصد الحلف الغريب بين يئير لبيد ونفتالي بيني. ولا شيء أخطر من هذا التهديد، لا الذرة الايرانية ولا السلاح الكيميائي في سوريا ولا الازمة الاقتصادية العالمية ولا عدم التساوي في عبء الخدمة بالطبع ايضا. ليس مؤكدا انه يوجد أصلا من يريد أو يستطيع، وهذا صحيح الى الآن، ان يسقط الملك بيبي. فهذا عند لبيد مبكر جدا ويقول بينيت عن نفسه انه غير أهل لذلك ويبدو ان يحيموفيتش ايضا لا تُدبر للاستيلاء على رئاسة الوزراء حقا. لكن الخوف من السقوط يوجه كل شيء ويقود كل شيء وكل شيء يجوز في الطريق الى هذا الهدف لأنكم تعلمون انه 'هذا الوقت'...
    • إن السؤال الأكبر هو بالطبع هل يقدر بينيت ولبيد اللذان أصبحا كابوس نتنياهو أو يستطيعان كسر صيغة 'هذا الوقت'. يمكن ان نرى الحلف بينهما بقدر ما مقطوعا عن السياق وعن الواقع وأنه إيهام تساوي قيمته الكلمات الفارغة من المضمون التي تُصب في التفاوض الائتلافي. لكن يوجد امكان آخر وهو ان لبيد وبينيت ربما يقصدان حقا ما يقولانه لنا وما يقوله أحدهما للآخر، وإن لبيد غير خبير في الحقيقة بما يسميه 'سياسة قديمة' وهي تلك التي توجد فيها للكلمات والوعود والقيم فيها قيمة مع تاريخ نفاد مرن ولحظي.
    • في المحادثات المغلقة التي أجراها بينيت هذا الاسبوع كرر قوله انه لن يدخل حكومة مع شاس ولفني. ووعد ايضا بأنه اذا دخل فان لفني تستطيع ان تحفظ للتذكار الصحف التي بشرت بتعيينها وزيرة للعدل ومديرة للتفاوض السياسي. واقتُبس من كلام لبيد يقول ان صورة مشتركة في بيت الرئيس للوزير لبيد الى جانب الوزيرين يشاي ودرعي ستكون نهاية حياته المهنية.
    • اذا كانا يقصدان حقا ما يقولان فسيضطر نتنياهو الى الانضمام للعالم الجديد للسياسة الجديدة التي يُحتفظ فيها باستعمال كلمتي 'هذا الوقتَ' للطواريء. ويستطيع نتنياهو بالطبع ان يفضل مع كل ذلك السياسة القديمة ويقود نفسه الى انتخابات جديدة يُشك في ان يخرج فائزا منها.
    • ويوجد امكان ثالث وهو ان يُسقط بينيت أو لبيد واحد منهما أو كلاهما في آخر لحظة قطعة الجبن من أفواههما مباشرة الى حلق الثعلب نتنياهو الذي ينتظر في الأسفل. وكل شيء يمكن ان يحدث أو لا يحدث ايضا 'هذا الوقتَ'.
    • ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    • الطاووس الايراني في حالة ضغط
    • بقلم:نداف ايال،عن معاريف
    • يفرش الطاووس الايراني في الاشهر الاخيرة جناحيه العريضين. ذات مرة يكون فيها هذا قرد في الفضاء، ولحظة اخرى طائرة متملصة هي عمليا نموذجا من الكرتون. الزعيم الروحي يقصف بالتهديدات والتوبيخات الولايات المتحدة، بحيث لا تتجرأ على أن تعرض مفاوضات فيما هي توجه مسدسا الى رأس ايران واحمدي نجاد يهنىء القوات المسلحة بالتقدم العلمي الرائع. وأجهزة الطرد المركزي الجديدة توشك على التشغيل في نتناز والحكومة في طهران تعلن باحتفالية وبتوقيت كامل الاوصاف عن اكتشاف مكنونات جديدة من اليورانيوم. فما يمكن للمرء أن يقوله هو أن الخير يحل بكثرة على ايران.
    • ويدل هذا السلوك على الضغط العميق الذي يعيشه النظام. فالحاجة المستمرة للدعاية الداخلية عن عظمة الجمهورية الاسلامية، والتي تختلط بتهديدات شديدة على الغرب، هي دليل ادانة على شدة التوتر الداخلي في طهران.
    • ولماذا لا يكون توتر؟ المرة تلو الاخرى يعرض الغرب جولة المحادثات بعد يومين في كازخستان كحدث حاسم. مجموعة الخمسة زائد واحد أعلنت بانها ستضع على الطاولة اقتراحا جديدا مع عناصر جوهرية هامة، الامر الذي يجعل الامور صعبة جدا على الايرانيين. فحملة الانتخابات توجد خلف الزاوية والذكريات المريرة عن الانتفاضة الخضراء في 2009 لا تزال حديثة العهد في الدائرة المحيطة للزعيم الروحي. والتدهور الاقتصادي كفيل بان يؤدي الى نتائج سياسية غير مرغوب فيها. ومن هنا الى تزويرات من الحكم قد يأتي بعدها احتجاج جماهيري واسع.
    • الاحساس بالاختناق الذي يشعر به الايرانيون العاديون تعزز في السنة الاخيرة، والسيناريو الاكثر اثارة للخوف من ناحية النظام ليس هجوما اسرائيليا او امريكيا، بل ببساطة استمرار الوضع القائم على مدى الزمن. فالقدرة على تجنيد التعاطف الوطني سيقل، والاقتصاد سيواصل الاختناق، والغضب سيوجه الى الطليعة الثورية، تلك الغارقة عميقا في حرب أهلية سورية لا يمكن الانتصار فيها.
    • ظاهرا، هذه ظروف ممتازة لاختراق في المفاوضات. فالظروف تظهر أن الطرف الايراني يحتاج الى هذا التقدم بشكل شبه يائس. والموقف المزدوج الذي عرضته ادارة اوباما من جهة تشديد دراماتيكي للعقوبات ومن جهة اخرى مد اليد للمفاوضات تبين بانه تكتيك يضغط النظام جدا. ولعل هذا يشرح الرد ضد العنيف في طهران على اقتراح نائب الرئيس بايدن مفاوضات ثنائية بين الدولتين.
    • وحسب مصدر دبلوماسي، فان الغرب يعتزم أن يعرض على الايرانيين اعترافا بحقهم في تخصيب اليورانيوم، مقابل الرقابة الكاملة، الكشف المطلق عن تجارب مجموعة السلاح بما في ذلك فتح الموقع في برتشين امام المراقبين، الوقف الفوري لتخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المائة والموافقة على ان يستبدل ما خصب بقضبان من الوقود النووية أو نقله الى دولة ثالثة تحتفظ به. وبالمقابل، يحصل الامريكيون على ازالة تدريجية للعقوبات، بما في ذلك ازالة رمزية لعقوبات معينة في اللحظة التي يتوقف فيها التخصيب الى 20 في المائة. واذا كان هذا هو ما سيقترح فانه اقتراح جذاب في نظر الايرانيين، ولكن ليس مجديا الرهان بانه سيؤدي الى اختراق. فبعد أكثر من عقد من الاتصالات، تعلم العالم بانه من الصعب توقع رد الفعل الايراني.
    • تكتيك المفاوضات الفارسي هو موضوع يشغل الان افضل العقول في المؤسسات الدبلوماسية لمجموعة الخمسة زائد واحد. ورغم التهديدات والتصريحات عن 'الفرصة الاخيرة'، حتى لو فشلت الجولة القريبة، فان الغرب سيرغب في أن يرى ما يحصل في الانتخابات القريبة القادمة في ايران. فاذا لم تنجح الدبلوماسية، فلعل الشعب هو الذي سيقول كلمته.
    • ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 253
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-03, 10:56 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 243
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:40 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 242
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:38 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 238
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:28 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 233
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •