عندما تتحدث القيادة بألسنة
المركز الفلسطيني للإعلان ،،، نقولا ناصر
وستبقى فلسطين للثورات عنواناً
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد فايز الإفرنجي
عوائق الانتفاضة الثالثة
المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت،، مؤمن بسيسو
الضفة لا تريد رصاصا في الهواء!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد القيق
الأهرام تعترف: التحرير تحت حصار البلطجية
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
مؤامرة إسرائيلية لتفجير انتفاضة لقتل الفلسطينيين!!
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
عندما تتحدث القيادة بألسنة
المركز الفلسطيني للإعلان ،،، نقولا ناصر
تبدو قيادة "دولة فلسطين" ومنظمة التحرير هذه الأيام كمن يتحدث بلسانين وخطابين، واحد لشعبها والآخر لمن لا تزال تعدهم "شركاء" لها في ما يسمى "عملية السلام"، ولأنه يستحيل التوفيق بين يريده شعبها بلغة عربية فصيحة وبين ما يريده "شركاؤها" بألسنة متعددة عبرية وانكليزية وأوروبية وآخرها العربية، يبدو خطابها لشعبها كأنما يتكلم ألسنا.
فيخرج ركيكا ومتلعثما ومرتبكا، يدعو إلى المقاومة لكنه يصنفها أشكالا، فيحظر شكلا منها ويضع تحته خطا أحمر، ويجيز أشكالا أخرى لكنه يثقلها بالشروط، لتكون النتيجة ارتباكا في الرؤية الاستراتيجية، وغموضا في ما ستكون عليه الخطوة التالية، وترددا يوسع هوة انعدام ثقة الشعب في رؤية القيادة، وحطبا يضاف إلى نار الانقسام، والمزيد من انحراف البوصلة الوطنية عن التناقض الرئيسي مع الاحتلال، وشللا في الفعل على الأرض يقابله اسهال في الجدل البيزنطي حول تناقضات ثانوية.
فالمقاومة المسلحة ليست مستبعدة من حيث المبدأ لكنها في هذه المرحلة المتطاولة منذ عشرين عاما خط أحمر خشية الاتهام ب"الإرهاب"، والمقاومة السلمية دعوة معلنة لكن ممارستها يجب أن تظل رمزية ومحصورة خشية أن تتحول إلى مقاومة شعبية جارفة تصعب السيطرة عليها أو خشية "انزلاقها" إلى "العنف"، والمقاومة السياسية جارية بدليل مقاومة الضغوط الأميركية وتحديها بالتوجه إلى الأمم المتحدة لكن يجب عدم التمادي فيها خشية تهديد "الشراكة" مع "شركاء" "عملية السلام"، ولهذا السبب ذاته المقاومة القانونية جائزة أيضا بدليل الذهاب إلى محكمة العدل الدولية غير أن الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية لا ينبغي له أن يتجاوز التهديد به، الخ.
في رسم كاريكاتير يلخص مراحل تطور النضال الوطني الفلسطيني لخص عماد حجاج هذه المراحل برسم أربع شخصيات أولها باسم "جيفارا" رمزا لمرحلة الكفاح المسلح، والثانية باسم "ميكافيللي" رمزا لمرحلة المفاوضات، والثالثة باسم "حسن البنا" رمزا لمرحلة تقودها المقاومة الإسلامية، ثم الرابعة باسم "غاندي" الذي رسمه منحني الظهر رمزا للدعوة إلى مقاومة سلمية لا يطبقها دعاتها.
وليس معروفا ماذا كان سيضيف حجاج، الفنان الأردني – الفلسطيني الذي أصبح معروفا عالميا، إذا اطلع على مصطلح "المقاومة السيكولوجية" التي دعا إليها أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيويورك، ألون بن مئير، في مقال له مؤخرا، بهدف فتح الطريق المسدود أمام "السلام"، كمقاومة "مشتركة" بين الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال وبين شعب دولة الاحتلال، للتخلص معا من "أوهام" مثل وهم اليهود ب"أرض الميعاد" في فلسطين ومثل ما وصفه ب"وهم" الفلسطينيين في "أنهم سوف يعودون يوما ما إلى أرض أجدادهم"، أو ماذا سيضيف حجاج إلى رسمه إذا كان قد اطلع أيضا على "الأمل" الذي أعرب عنه الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة في الضفة الغربية، جبريل الرجوب، في "انتفاضة مشتركة" وفي "ربيع مشترك" بين الفلسطينيين وبين "معسكر السلام" في دولة الاحتلال ضد "المتطرفين في كلا الجانبين"، كما صرح ل"راديو اسرائيل"، وكان يتحدث "باسم القيادة الفلسطينية بكاملها" كما نسب اليه القول !
وبغض النظر عن المسألة التي تثيرها هذه التصريحات المنسوبة للرجوب بضرورة تعيين ناطق رسمي محدد باسم هذه "القيادة" ينطق باسمها عندما لا تريد أن تتكلم بنفسها، فإن قوله "إننا لا نريد أن يجر الفلسطينيون في الضفة الغربية وشرقي القدس المنطقة إلى سفك دماء"، كسبب ضمن أسباب أخرى ترددها القيادة لمعارضة أي "انتفاضة فلسطينية ثالثة"، تحولت خلال الأسبوع الماضي إلى العنوان الرئيسي في وسائل إعلام دولة الاحتلال، إنما هو قول يعكس حالة التخبط والارتباك التي تجتاح القيادة في رام الله حول أسلوب مواجهة المرحلة الراهنة للنضال الوطني الفلسطيني التي تعجز فيها المقاومة المسلحة عن الانطلاق، ويستحيل فيها استئناف المفاوضات بالشروط والمرجعيات السابقة، وتقتصر فيها المقاومة السلمية على قنابل صوتية إعلامية رمزية، بينما لم يترك الاحتلال سببا واحدا لعرب فلسطين كي لا تنفجر مقاومتهم سريعا بكل أشكالها في آن معا.
كذلك لم يترك الشريكان الأهم، الأميركي والاسرائيلي، لقيادة "دولة فلسطين" ومنظمة التحرير التي تقودها في ما يسمى "عملية السلام" سببا واحدا يسوغ استجابة هذه القيادة لمطالبتهما ب"التهدئة" في الضفة الغربية، فتعيين احدى قيادات العدوان على قطاع غزة عام 2008/2009، تسيبي ليفني، لقيادة أي مفاوضات قد تستأنف معها ليس إلا رسالة لا لبس فيها بإطالة عمر الانقسام الفلسطيني لمدة أربع سنوات مقبلة من ولاية الحكومة الجديدة في دولة الاحتلال. أما تصريحات وزير خارجية إدارة باراك أوباما الجديدة في ولايته الثانية، جون كيري، يوم الثلاثاء الماضي بان أوباما خلال زيارته بنهاية هذا الشهر لن يجلب معه أي "خطة للسلام" وبأن الرئيس الأميركي "يريد أن يستمع" فحسب بينما "أنا أريد أن أتشاور" كما قال، فإنها رسالة أميركية واضحة لا تترك أي مجال للأمل في أي رهان فلسطيني على الولايات المتحدة وهي رسالة تمنح ضوءا أخضر لدولة الاحتلال بحصانة أميركية ممتدة لمواصلة استعمارها الاستيطاني للضفة الغربية وشرقي القدس وللاستمرار في حصارها لقطاع غزة وإطالة عمر الوضع الفلسطيني الراهن تحت الاحتلال لمدة أربع سنوات أخرى في الأقل.
فكل الأسباب والمسوغات والظروف الموضوعية لاندلاع انتفاضة ثالثة ناضجة، لكن الاجتهادات السياسية ذاتها التي انقلبت على ممارسة المقاومة بكل أشكالها في ميثاق منظمة التحرير، ثم أجهضت الانتفاضة الأولى بحصاد "أوسلو" السياسي لتسقط أهم أشكال المقاومة عندما "وقعت" على "نبذ العنف"، قبل أن تئدلع الانتفاضة الثانية ومعها الشهيد ياسر عرفات بحجة ما تسميه النتائج العكسية لما رافقها من "عنف"، هي ذات الاجتهادات التي تتفق اليوم مع دولة الاحتلال على منع اندلاع انتفاضة شعبية ثالثة خشية "انزلاقها" إلى العنف، من دون أن تقدم أي حل بديل.
وستبقى فلسطين للثورات عنواناً
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد فايز الإفرنجي
ما عاد للصبر مكان وما تبقى لأسرانا من عنوان سوى سجون البغي والظلام، اكتفينا نحن خارج الأسوار بالمسيرات والندوات والوقفات والمناشدات ،أضربنا عن الطعام لأيام، سلسلة من الفعاليات تعقد كل يوم نصرة لمن هم خلف السجون لمن يحاربون المحتل بأمعائهم الخاوية وينتهي تضامننا مع أسرانا بانتهاء اليوم.
أسرانا يستمرون في إضرابهم عن الطعام يستخدمونه، سلاحا فعالا دون كلل أو ملل دون تعب ونصب رغم ما يعانون من آلام، لكنهم يعلمون أن حريتهم لن تأتي إلا بالتضحية والفداء بعد ما قدموا سنوات عمرهم وزهرات شبابهم رخيصة للوطن، ليس الثمن الوحيد الذي يدفعونه بشكل دائم هو بعدهم عن الأهل والأبناء والزوجة والخلان، فهي ضريبة تستمر باستنزاف أسرانا الأبطال رغم ما هم به من ألم داخل سجون الظلم والضلال.
نختلف فيما بيننا خارج القضبان، يوحدوننا دوما بنضالهم بصبرهم بحريتهم رغم القيد والسجان يتعالون على الجراح يقدمون الشهداء وأكثرهم شهداء خلف القضبان.
ما كنا بقدر ما حملونا إياه من مسئولية؛ تناسينا قضيتهم وحصرناها ببعض أنشطة لا تعيد لهم حقا ولا تمنحهم حرية !!
مقاومة لا تتوقف عن كل سبيل لأجل حرية أبطال قبعوا خلف القضبان لسنين وما نال المحتل من عزيمتهم وعزتهم وكرامتهم، حررت المقاومة مئات منهم بقوة لا يفهم عدونا سواها، خطفوا الجنود فاوضوا على رفات من قتل منهم أو من أسر فكان نتاج ذلك العديد من عمليات أوصلت الأسرى بقطار نفاث لبوابات الحرية رغم أنف المحتل وجبروته، كانت آخرها ما شرح الصدور وأشعل الأمل في نفوس أسرانا وكانت الحرية لمن كان لا يقبل المحتل الحديث عنهم بأي صفقة سابقة.
لم تتوقف المقاومة برجالها وأسودها عن السعي الدائم لحرية أسرانا، والسؤال المطروح اليوم أين دورنا نحن أبناء هذا الوطن؟
أين نحن من دورنا في نضالنا وسعينا للمشاركة بسداد ثمن الحرية لوطن سليب، أين نحن من هؤلاء الأبطال ومناصرتنا الحقيقية لهم التي من شأنها تحريرهم من خلف القضبان ومن بين أنياب السجان.
لن نقول غزة والضفة بل فلسطين بكل شرائحها ومكوناتها بكل انتماءاتها وفصائلها سواء كانوا داخل الأرض المحتلة أو خارجها جميعنا مطالبون بالوقوف الجاد أمام تحديات جسام للجم محتل بات يتغول علينا ووصل به الإجرام لقتل أسرانا داخل أقبية التحقيق رغم أنها ليست الجريمة الأولى بسجله الأسود.
الضفة هي بؤرة للاحتكاك بمحتل يغتصب كل يوم أرضها ويعتقل أبناءها ويسعى للنيل من كرامة أسرانا الأشاوس في سجون باتت كالقبور ولا حياة فينا تحركنا لننتفض للعزة والكرامة ننتفض ضد المحتل ومن يتساوق معه لأجل حرية أبنائنا ثم حرية أرضنا ووطننا.
الضفة باتت حاجز الخوف يثخن فيها فيمنع رجالها وأبطالها من استنشاق هواء حرية تعطيهم من القدرة على مواجهة الغاصب كما اعتاد شعبنا منها، يا ضفة العياش ويا نابلس النار يا خليل الرحمن ويا كل مدننا وقرانا ما عاد ينفع الصمت ما عاد يجدي الاحتجاج.
يا ضفة القسام ثوري وغزة تساندك دوما كما عهدتيها ستبقى غزة ومقاومتها وأسودها جناحك الثاني لنسر فلسطين ليحلق عاليا فوق القدس ومآذنها وكنائسها وقد صبغناه بلون علم بلادنا ليكون دوما عاليا في سماء الحرية.
يا ضفة القسام يا غزة الياسين والياسر يا أبناء الشقاقي ويا كل الأحرار والثوار اليوم هو يوم نعيد به لأسرانا حريتهم ولقدسنا كرامتها ثوروا وأشعلوا الأرض تحت أقدام بني صهيون واهزموا فيكم حاجز الخوف ممن يمنعكم أو يعتقل أبناءكم ليكون حاميا لأمن محتل غاصب فليس منا من يقف في وجه ثائر أو طفل بمقلاع يرشق جنود البغي فجميعهم حينها للبغي جنود وإن اختلفت جنسياتهم ولغاتهم وألوانهم وإن كان بينهم من هم يسمون أنفسهم بأسمائنا ويدعون أنهم من أبناء شعبنا!!
انتفاضة حرية وطن في وجه طغيان حاقد، تثور لتقلب أوراق المحتل بعدما هدأت سكينته وظن انه سينام طويلا بأمن وأمان على حساب أمننا.
لن يطول صمت شعبنا يا أبطال فلسطين وأسراها لن يطول صمت ثوارك يا فلسطين فأبناؤك دوما سيكونون الأوفياء المقاومين لتبقى كرامة فلسطين وأبطال فلسطين هي العليا ولو كره المحتلون وأذنابهم.
عوائق الانتفاضة الثالثة
المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت،، مؤمن بسيسو
يختزن الوضع الفلسطيني كل مبررات التفجير والاشتعال التي تشكل الأرضية المواتية لانتفاضة ثالثة تخلط الأوراق وتقلب الموازين.
قد تكون قضية الأسرى عنوان وأساس الحراك الفلسطيني الراهن، لكن القضايا الفلسطينية مجتمعة تشكل برميل بارود قابل للانفجار في أية لحظة، وما تنتظره هو مستصغر الشرر فحسب.
يصعب وضع سيناريو قطعي بمآلات الأحداث الراهنة التي تعم الضفة الغربية إثر استشهاد الأسير عرفات جرادات في سجون الاحتلال، إذ تبدو كل الخيارات مفتوحة على مصراعيها بفعل تقلبات الظروف وكرّ الأحداث، وقد يحمل كل يوم جديدا ذا بال يعزز أو ينسف ما حملته سابق الأيام.
ومع ذلك فإن الاتجاه العام لتقديرات الموقف السياسي والميداني على أرض الضفة يشير إلى قرب انحسار المواجهات الدائرة، وصعوبة تمددها أو تطورها إلى انتفاضة ثالثة بحكم العديد من العوائق والاعتبارات.
العائق الأول سياسي وأمني بامتياز، فقد اتخذت قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية قرارا بتهدئة الأوضاع ومنع انتشار المواجهات، واستجابت بشكل سريع للتحذيرات الصارمة الصادرة عن حكومة الاحتلال التي أرفقت مع تحذيراتها أموال الضرائب الشهرية المحتجزة لإنقاذ السلطة من أزمتها المالية.
ولعل المتابع للخطاب السياسي والإعلامي للسلطة يلحظ بوضوح درجة الانقلاب في السياسة والموقف في إطار التعاطي مع الأحداث والاحتجاجات الجماهيرية الدائرة، فقد رفعت السلطة سقف مواقفها خلال الفترة الماضية لجهة غض الطرف عن الأحداث وتبريرها وطنيا، إلا أنها لم تلبث أن اعتبرتها فخا (إسرائيليا) منصوبا، ومحاولة (إسرائيلية) مكشوفة لجرّ الفلسطينيين إلى مربع التصعيد (الإسرائيلي) عقب التحذير (الإسرائيلي) الرسمي الصادر عن نتنياهو وتحويل الأموال قبل عدة أيام.
قدرة السلطة وأجهزتها الأمنية تبدو عالية على منع تطور الأحداث، فهي تدرك أن وجودها كسلطة وكيان إداري مرتبط بمدى التزامها بحفظ الهدوء وضمان الأمن (الإسرائيلي) في إطار الالتزامات الواردة ضمن التعاون الأمني القائم بين الطرفين، وأن الإخلال بهذه المعادلة كفيل بتعريض مستقبل السلطة للخطر وزجها في فم التنين كما يقولون.
وبين هذا وذاك، فإن السلطة ومن ورائها حركة فتح ليست في وارد منح الضوء الأخضر للهبة الشعبية بالتواصل والاستمرار خشية دخول حركة حماس على خط المواجهات والاحتجاجات بشكل واسع، ما ينبئ بفقدان السيطرة وتغيّر المعادلة واختلاط الأوراق، وبالتالي عودة حماس إلى مركز الفعل والمبادرة على أرض الضفة من جديد.
العائق الآخر نفسي ومعنوي، إذ لا زال موروث الانقسام طاغيا على بنية ومحددات السلوك الشعبي الفلسطيني، ويترك أسوأ الأثر، نفسيا ومعنويا، على حجم ودرجة ومستوى التفاعل الجماهيري مع القضايا الوطنية الكبرى.
وهكذا، فإن القدرة على استنهاض الشرائح والقطاعات الشعبية الخاملة تبدو ضعيفة نسبيا في ظل أجواء الانقسام الحالية، ما يجعل الفعل الجماهيري الراهن قاصرا على ردود الفعل وحبيس الموجات الارتدادية التالية للممارسات والسلوكيات (الإسرائيلية) المتعاقبة.
بيئة الانقسام التي يغلب عليها المحدد الأمني في الضفة الغربية لا تشكل المناخ الأمثل لاندلاع الانتفاضة الثالثة، فيما تشكل بيئة المصالحة والتوافق الوطني، أيا كانت درجتها، المحفز الأهم وعنصر الدفع الأبرز لإنضاج مواجهة شعبية حقيقية قابلة للاستمرار وتحدي إجراءات ومخططات الاحتلال دون تردد أو انكسار.
الضفة لا تريد رصاصا في الهواء!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد القيق
يعم الغضب في أنحاء فلسطين كلها بعد استشهاد أسير أو اقتحام أو هدم، وتصدر البيانات الشاجبة والمستنكرة وهذا الملل والروتين الذي تعيشه فئة اعتادت على العيش من دماء الشعب تحت حجة أنهم مسؤولون وقادة، ولا يعرف أحد منا حتى اللحظة من خولهم ليكونوا متحدثين باسم شعب ويطمسوا معاناته بحجة الدبلوماسية والحفاظ على استحقاق الدويلة الوهمية، غير أن أمرا سلبيا تجدد ليكون إضافة لا تخدم القضية الفلسطينية وهي ظاهرة إطلاق النار في الهواء في التشييع أو المطالبة بالحصول على الراتب أو العلاوات أو غير ذلك مما خلط أعمال المقاومة بأعمال الامتيازات الشخصية، فأصبح المواطن لا يفرق بين رصاصة أطلقت غضبا لاستشهاد أسير أو غضبا لخصم راتب أو إهمال حكومي، لذا لا تحتاج الضفة الغربية في ظل ما تعانيه لإطلاق الرصاص في الهواء.
القضية الفلسطينية من أحزاب متفرقة تعرضت للتهشيم والتشويه بسبب "طخيخة الأعراس" الذين لا يدركون أن ثمن تلك الرصاصات غال وأنها إذا استخدمت للغضب من الاحتلال فيجب أن تكون موجهة ضده لأن السماء لا تعيد تلك الرصاصة إلا على من أطلقها.
والضفة الغربية تحت وطأة الاحتلال وظلم القريب والبعيد والفشل السياسي والاقتصادي وانتظار "الدية" الصهيونية عن كل شهيد ليتم إعطاء الراتب تحتاج إلى انتفاضة واسعة تستخدم فيها تلك الرصاصات إن كانت تخرج بحرقة حزنا على الشهداء ورفضا للاستيطان ونصرة للمضربين عن الطعام، فحتما يجب أن تتوجه إلى الاحتلال لا إلى الهواء، لأن الشعب مل صوت الرصاص الذي يزعج ولا يفرح، يشوه ولا يمجد، يضر ولا ينفع، يفرغ الغضب ولا يستثمر في محله.
عقود طويلة من الزمن أطلق فيها مليارات الرصاصات في الهواء، فما عادت القدس ولا تحرر الأقصى، غير أن رصاصا صادقا أنتج مقاومة عز طهرت غزة وقصفت القدس وتلاحَق في الضفة لمنع مفعولها؛ يجب أن تكون مثالا يحتذى لمن يملك الرصاص والسلاح ولا يعرف وجهة الإطلاق.
الرصاص له تكلفة مالية ومعنوية وهيبة المقاوم الفلسطيني لها مكانة كبيرة، فالحفاظ عليها واجب على كل من يحمل السلاح ويجب تعزيز ثقافة أن إطلاق النار في الهواء لا يخدم القضية ولا يساهم في التحرير، بل هو دور سيء لأن جدوى القيام به منذ سنوات ليست إيجابية وثقافة يجب أن تزال حتى نصل لتحرير صادق، فالهواء انتفض ضد رصاصكم وقال إنه لا يريد "الطخطخة والتصفيق"!
الأهرام تعترف: التحرير تحت حصار البلطجية
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
رغم اتهامها الحكومة بالتقصير اعترفت صحيفة الأهرام المصرية بأن من يحتل ميدان التحرير ويحاصر مجمعه الرئيسي (مجمع التحرير)،هم " شلة " من البلطجية، يروعون الناس ويفرضون الاتاوات عليهم تحت تهديد السلاح ويروجون للمخدرات ويعطلون عجلة الاقتصاد، وهذا يتناقض مع ادعاءات جبهة الإنقاذ الوطني وباقي الأحزاب العلمانية التي " حولت " بلطجية ميدان التحرير إلى حماة لثورة 25 يناير.
صحيفة الأهرام ألقت باللائمة على الحكومة لوجود مؤسسات حكومية قريبة من مكان أعمال البلطجة، ولكننا نعلم أن جبهة الإنقاذ تنتظر من الحكومة أي رد فعل عنيف تجاه هؤلاء حتى تطالب بتدخل الجيش والتدخل الخارجي، ولكن الرئاسة المصرية وكذلك الحكومة يتعاملان مع الأحداث بروية، وقد شاهدنا درجة ضبط النفس التي يتحلى بها الرئيس المصري عند مهاجمة البلطجية لقصر الاتحادية ومنزله الخاص، فضلا عن إحراقهم للكثير من مقرات جماعة الإخوان المسلمين.
الشارع المصري بدأ يكتشف حقيقة بلطجية ميدان التحرير،وخاصة بعد حدوث أكثر من 30 عملية اغتصاب جماعي في زمن قياسي، الشعب المصري محافظ وقد ينجر البعض منه لمناكفات سياسية مع الإسلاميين ولكنه يرفض مطلقا الانقياد لعصابات من القتلة والمغتصبين ومروجي المخدرات حتى لو تدثروا بعباءة " إنقاذ الوطن" وقادهم مخادعون مثل حمدين صباحي و د.محمد البرادعي وعمرو موسى وغيرهم.
البلطجة لا تقتصر فقط على زعران ميدان التحرير, وأثرها يتعدى مصر الشقيقة، فهناك إعلاميون يمارسون البلطجة ويحاربون الرئيس المصري والإسلاميين، ويعملون على تشويه الصورة المشرقة للشعب الفلسطيني من خلال الافتراء على المقاومين ومحاولة الإيقاع بينهم وبين المؤسسة العسكرية المصرية، وهناك قضاة لا يقلون سوءا عن زعران ميدان التحرير ويسعون إلى تدويل الخلافات المصرية وتشديد الحصار على قطاع غزة،ومن الواضح أن استهداف مصر وفلسطين معا لا يأتي مصادفة بل لأن قوى صهيونية أو داعمة لها هي التي تحرك أعداء الثورة داخل مصر.
إن اعتراف صحيفة الأهرام آنف الذكر ما هو إلا دليل على تراجع القوى الظلامية واللادينية في مصر وإفلاسها أمام الإصرار الشعبي على المضي قدما في تحقيق أهداف ثورة 25 يناير بقيادة أبناء مصر المخلصين.
مؤامرة إسرائيلية لتفجير انتفاضة لقتل الفلسطينيين!!
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
لا شك أن العنوان أعلاه ينطوي على قدر من السخرية، وهو كذلك في واقع الحال، لكن ما ذنبنا إذا كان هذا هو ما يقوله الرئيس الفلسطيني شخصيا في معرض تعليقه على الاحتجاجات التي أعقبت استشهاد الأسير الفلسطيني عرفات جرادات تحت التعذيب في السجن الصهيوني.
قال السيد الرئيس: إن “الاسرائيليين يريدون الفوضى عندنا ونحن نعرف ذلك ولن نسمح لهم”. وأضاف “نحن نريد السلام والحرية لأسرانا ومهما حاولوا أن يجرونا لمخططاتهم لن ننجر (...) لن نسمح لهم باللعب بحياة أطفالنا وأبنائنا”.
الخلاصة التي نفهمها من السيد الرئيس أن هناك مؤامرة صهيونية رهيبة لتفجير انتفاضة في الضفة الغربية من أجل “اللعب بحياة أطفالنا وأبنائنا”، ولذلك ينبغي علينا كشعب فلسطيني أن نتنبه للمؤامرة، وأن لا ننجر أبدا لمسار الانتفاضة.
اللافت في السياق أن وزير الأمن الداخلي (آفي ديختر) لا يبدو على علم بالمؤامرة الصهيونية، فهو خرج في نفس اليوم (أول أمس الاثنين) محذرا من سقوط ضحايا بين الفلسطينيين أثناء المواجهات التي أعقبت استشهاد جرادات، وقال ديختر موضحا: “وقعت الانتفاضتان السابقتان نتيجة لسقوط عدد كبير من القتلى (خلال احتجاجات)، مضيفا أن “سقوط قتلى يمثل وصفة مؤكدة تقريبا لتصعيد العنف”.
ليس آفي ديختر وحده من حذر من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية (دعك من إصرار عباس على رفضها في كل مقابلة وتصريح)، ذلك أن التحذير منها يكاد يستحوذ على اهتمام سائر الدوائر السياسية والأمنية في الدولة العبرية، تلك التي تخشى منها لسببين، أولاهما هواجس كسر حالة الأمن التي تمتع بها الكيان طوال ست سنوات تقريبا (باستثناء فترتي الحرب على غزة)، ومكنته من تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية، وثانيهما التخريب على المشروع السياسي الكبير الذي يتحرك على الأرض، ممثلا في الدولة المؤقتة أو الحل الانتقالي بعيد المدى الذي أصبح موضع إجماع في الساحة الإسرائيلية؛ من ليبرمان كما في آخر تصريحات، وحتى يوسي بيلين الذي دعا أوباما إلى تبني الحل أثناء زيارته المرتقبة الشهر المقبل، وبينهما نتنياهو وباراك وليفني التي أصبحت كبيرة المفاوضين. وقد رأينا دوائر الأمن والجيش تواصل التأكيد على ضرورة توفير حوافز للسلطة كي لا تتفجر الساحة الداخلية بانتفاضة جديدة، كما رأينا نتنياهو يفرج عن جزء من أموال الجمارك العائدة للسلطة من أجل ذات الهدف.
من هنا، يبدو حديث محمود عباس مثيرا للدهشة لأن يتجاهل ذلك كله، ويصر على أن بوسع الشعب الفلسطيني أن يلتقي مع دوائر الصهاينة في برنامج مشترك لصالح الشعبين ممثلا في رفض المقاومة، والركون إلى مشروع الدولة المؤقتة أو الحل الانتقالي الذي يشكل تهديدا جديا للقضية برمتها.
خطورة كلام عباس تتمثل أيضا في أنه يرفض الانتفاضة السلمية أيضا (على غرار الربيع العربي)، لأنه لا انتفاضة سلمية حقيقية تشتبك مع الحواجز والمستوطنين يمكن أن تمر من دون ضحايا. وهنا سيجري التشديد على أن الانتفاضة السلمية قد تتحول إل مسلحة بمرور الوقت، مع أن ذلك ليس حتميا إن تم التفاهم مع سائر القوى عليها. ولا شك أن الإصرار على التنسيق الأمني رغم الاستيطان والتهويد وسائر أشكال الإذلال، ومن ضمنها ما يجري للأسرى، يؤكد هذا البعد في عقل القيادة الفلسطينية.
لا قيمة هنا لحديث الرفض (رفض الدولة المؤقتة) الذي يتكرر كل يوم، فما يجري على الأرض يؤكد أن قادة السلطة يتحركون في اتجاه الحل المذكور عن وعي وتصميم كامل، في ذات الوقت الذي يدركون فيه أن الدولة بالمواصفات التي يتحدثون عنها، بل حتى بعد التنازلات المثيرة التي قدموها في مفاوضاتهم مع ليفني وأولمرت وفضحتها وثائق التفاوض ليست واردة، وأن عليهم أن يقبلوا بالدولة المؤقتة في حدود الجدار، وقد حصلت الآن (قبل ذلك) على اعتراف بعضوية غير كاملة، ويمكن أن تحصل لاحقا على اعتراف بعضوية كاملة، لتغدو في حالة نزاع حدودي مع جارتها لا أكثر ولا أقل.
محمود عباس أيها السادة يريد مصالحة فلسطينية على مقاس هذا الحل، ويرفض المقاومة من أجل التحرير الحقيقي الذي ينبغي أن يسبق إقامة الدولة، فكيف يمكن التعاطي مع قيادة من هذا النوع؟
إنها أزمة حركة فتح التي حوَّلها محمود عباس إلى حزب سلطة تحت الاحتلال، وتاليا حزب سلطة في دولة مؤقتة، وهي أزمة منظمة التحرير التي سيطر عليها أيضا، وإذا لم تسترجع فتح قرارها المسروق، ويسترجع الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج منظمة التحرير بإعادة تشكيلها على أسس جديدة بمشاركة حماس والجهاد، فسيبقى الحال على بؤسه، بل سيمضي في اتجاه أكثر بؤسا، لكن الأمل يبقى معقودا على الشعب الفلسطيني في أن يفجِّر انتفاضته رغم أنف تلك القيادة ويعيد فتح وحماس وسائر أبناء الشعب إلى المسار القادر على التحرير (التحرير الذي ينبغي أن يسبق الدولة كما يقول المنطق)


رد مع اقتباس