النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 340

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 340

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]

    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملــــــــــــــــــــــــــ ـــف:
    • هل ينجح اوباما في مسعاه لتطبيق رؤية حل الدولتين ؟
    • بقلم: راجح أبو عصب عن صحيفة القدس
    • في انتظار أوباما
    • بقلم : صادق الشافعي عن صحيفة الأيام
    • مقترح كيري .. ما عليه وما له؟
    • بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
    • نناضل من أجل كل الفلسطينيين
    • بقلم: سامر العيساوي عن صحيفة القدس
    • مهرجان غزة ..... الانتفاضة الوطنية المغدورة ؟
    • بقلم: ابراهيم أبراش عن وكالة معا
    • ســرطــان غــزة
    • بقلم: رامي مهداوي عن صحيفة الأيام


    هل ينجح اوباما في مسعاه لتطبيق رؤية حل الدولتين ؟
    بقلم: راجح أبو عصب عن صحيفة القدس
    ذكرت مصادر دبلوماسية موثوقة في العاصمة الاميركية واشنطن مؤخرا ان الادارة الاميركية تولي اهمية بالغة لحل سياسي للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وذلك انطلاقا من رؤية حل الدولتين , التي تقوم على اساس اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل . وان زيارة جون كيري الاخيرة للمنطقة والتي جاءت تمهيدا للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما لفلسطين واسرائيل في العشرين من شهر اذار الحالي , ركزت على ضرورة تطبيق هذه الرؤية , باعتبارها الحل الوحيد لانهاء هذا الصراع وتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين كمقدمة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة بين اسرائيل والدول العربية.
    وفي اطار هذا السياق جاء اجتماع الرئيس محمود عباس بالوزير الاميركي كيري في العاصمة السعودية الرياض , حيث ركز الاجتماع على مواقف الادارة الاميركية الجديدة من الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي , وقد جدد الرئيس عباس في الاجتماع المواقف الفلسطينية الثابتة من الصراع والمتمثلة في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة بعاصمتها القدس ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 .كما أكد عباس في الاجتماع على اهمية ان تعلن الادارة الاميركية موقفا واضحا يدعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال واقامة دولته الفلسطينية كاملة السيادة على تراب ارضه ووطنه , وذلك انطلاقا من مبادئ الحرية وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها , تلك المبادىء التي ارساها الاباء الاميركيون المؤسسون للولايات المتحدة الاميركية .وقد جاء لقاء عباس – كيري في الرياض وسط انباء تسربت من البيت الابيض في العاصمة الاميركية واشنطن , مفادها ان الرئيس اوباما طلب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم جدول زمني مفصل للانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية , فقد ذكرت صحيفة " وورلدتربيون " التابعة لصحيفة " هيرالد تربيون " ان اوباما سيتقدم بمطالبته هذه خلال زيارته المقبلة لفلسطين واسرائيل ، وقالت الصحيفة ان اوباما سيطلب من نتنياهو خطة مفصلة كجزء من مبادرة اميركية وشيكة ومؤكدة لتحقيق رؤية حل الدولتين , واقامة الدولة الفلسطينية خلال عام 2014 القادم .واللافت للنظر أن هذه المعلومات المسربة تزامنت مع انعقاد مؤتمر اللوبي الاسرائيلي " ايباك " في واشنطن , هذا اللوبي الذي يدعو الى تجاهل عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية , والذي يضغط على ادارة اوباما وعلى الكونغرس الاميركي من اجل تبني فكرة ان الاولوية الاولى للادارة الاميركية يجب ان تكون لامن اسرائيل ولتوجيه ضربة للبرنامج النووي الايراني .
    ولكن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن , قال في كلمته امام هذا المؤتمر : " ان تحقيق السلام الفلسطيني –الاسرائيلي , وفق رؤية حل الدولتين , يظل هدفا اميركيا استراتيجيا , ويقع في صلب الامن القومي الاميركي - الاسرائيلي " وان كان شدد ايضا على الالتزام الاميركي الراسخ بضمان امن اسرائيل .
    ان كل هذه التحركات الاميركية وما تسرب عنها من انباء تؤكد ان هناك نية جادة لدى ادارة الرئيس اوباما لتحقيق اختراق كبير في ملف الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني , وقد أكدت ذلك صحيفة " وورلدتربيون " حيث ذكرت ان اوباما اخبر نتنياهو ان زيارته لاسرائيل وفلسطين لن تكون من اجل التقاط الصور معا , بل من اجل بحث جدي لبرنامج ايران النووي والدولة الفلسطينية وانه في حال تلكؤ نتنياهو , فان اوباما سيتصرف بنفسه .
    وفي ذات الاطار فان الانباء من واشنطن ذكرت ان اوباما عمل بهدوء وبعيدا عن الاضواء , من اجل تجنيد دعم الكونغرس الاميركي لاعطاء الاولوية لعملية وتحقيق رؤية حل الدولتين . واضافت تلك الانباء ان الشخصيات المهمة في الكونغرس من الحزب الديمقراطي , حزب اوباما , بما فيهم الاعضاء اليهود في مجلسي الكونغرس ارسلوا رسالة الى اوباما أوضحوا فيها تأييدهم لمساعيه هذه من اجل انهاء الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي , وتحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط .وقد أثار مسؤولون اميركيون امام الوفد الفلسطيني الذي زار واشنطن مؤخرا والذي ضم الدكتور صائب عريقات والدكتور محمد اشتيه اقتراح امكانية ادخال اضافات على مبادرة السلام العربية التي طرحتها قمة بيروت, ومن تلك الاضافات مبدأ تبادل اراض والامن الاقليمي , كما أكد كيري خلال لقائه الوفد الفلسطيني في واشنطن تمسكه بمبدأ حل الدولتين على حدود العام 1967 واعلن امام الوفد ان لديه افكار خاصة بعملية السلام , ولكنه لن يطرحها حاليا قبل الاستماع الى جميع الاطراف في المنطقة حول تصوراتهم لانهاء الصراع وتحقيق السلام .كما اوضح كيري للوفد الفلسطيني انه يعرف حاجة الفلسطينيين الى دولة وعاصمة وخروج القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية , وقال للوفد : " انكم لا تريدون دولة عبارة عن شريحة جبنة سويسرية ".
    وهذا القول يؤكد ان كيري يؤمن بان الفلسطينيين لن يقبلوا بدولة تمزقها الحواجز والجدران والطرق الالتفافية والانفاق وتمنع تواصلها المستوطنات , وانهم يريدون دولة مترابطة متكاملة الاجزاء محددة المعالم والحدود .والواقع ان كل هذه التحركات الاميركية والفلسطينية تؤكد على عودة القضية الفلسطينية وحل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي , الى واجهة الاحداث والاهتمامات الاميركية والدولية , باعتبار ان القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة .وان الخطوة الاولى لتحقيق السلام في هذه المنطقة الحساسة من العالم , انما تتمثل في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين .ولا شك ان الحراك الدبلوماسي النشط للرئيس محمود عباس , والمتمثل في زياراته المتواصلة لعواصم القرار في العالمين العربي والغربي , هو الذي اعاد القضية الفلسطينية الى واجهة الاحداث مجددا , رغم الاحداث الساخنة والتوترات التي تعيشها العديد من دول المنطقة فيما بات يعرف بالربيع العربي .
    فالرئيس محمود عباس يسعى جاهدا لتحقيق السلام العادل والشامل , دون التفريط بأي من الحقوق الفلسطينية المشروعة وفي اطار الثوابت التي يجمع عليها الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه . وفي هذا الاطار جاءت زيارة الرئيس الاخيرة للرياض وللعاصمة الاردنية عمان , حيث اطلع ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز على اخر تطورات ومستجدات القضية الفلسطينية , كما بحث مع المسؤولين الاردنيين في عمان اخر تطورات العملية السياسية الخاصة بعملية السلام .والرئيس عباس حريص على التنسيق مع اشقائه القادة العرب ، خاصة في مصر والسعودية والاردن , وذلك باعتبارها من الدول المؤثرة في المنطقة ولعلاقات قادتها المتميزة مع الادارة الاميركية , ولأن هذه الدول تشكل مركز الثقل في اتخاذ القرارات العربية المصيرية , ولأن القضية الفلسطينية في بؤرة اهتمام قادة هذه الدول باعتبارها قضية العرب جميعا .كما ان الرئيس يحظى بثقة قادة العالم وزعمائه , باعتباره رجل سلام يسعى بصدق وعزم لانهاء معاناة شعبه التي استمرت لاكثر من ستة عقود , وذلك من خلال تحقيق سلام عادل وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ,وقد أكد المسؤولون في الادارة الاميركية للوفد الفلسطيني الذي زار واشنطن مؤخرا , ثقة الادارة الاميركية بالرئيس عباس , وجدارته بتحقيق السلام على اساس حل الدولتين , كما شددوا على ضرورة المحافظة على تدفق الاموال على السلطة الفلسطينية , لتتمكن من النهوض بمسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني , كما اشار المسؤولون الاميركيون بانجازات السلطة الفلسطينية على الارض خاصة في المجال الأمني .والواقع ان القيادة الفلسطينية أثبتت انها قادرة على ادارة دولة فلسطينية بنجاح وذلك بشهادة مسؤولين دوليين وامميين بعد ان أرست دعائم تلك الدولة خلال الاعوام الثلاثة الماضية بعد ان تم تنفيذ خطة الدكتور سلام فياض لبناء الدولة الفلسطينية , ولذا عند اقامة الدولة على ارض الواقع فان الفلسطينيين قادرون على ادارة مفاصل هذه الدولة ومؤسساتها , خاصة بعد ان قبلت فلسطين دولة غير دائمة العضوية في الامم المتحدة , وبعد ان اعترفت فيها اكثر من مئة وثلاثين دولة وبعد ان افتتحت سفارات فلسطينية في العشرات من عواصم دول العالم .ان تحقيق السلام في الشرق الاوسط مصلحة اسرائيلية الى جانب كونه مصلحة فلسطينية , كما انه في ذات الوقت مصلحة اميركية بالدرجة الاولى , لان للولايات المتحدة مصالح استراتيجية هامة في هذه المنطقة التي تشهد موجة غير مسبوقة من الفوضى والاضطرابات وعدم الاستقرار , خاصة في سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس , وهناك ايضا ملف خطير شائك يواجه الادارة الاميركية هو الملف النووي الايراني , ولذا فان الادارة الاميركية الحالية تسعى جاهدة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لتتفرغ للملف النووي الايراني , وكذلك الملف السوري , خاصة وان الصراع السوري بدأ يؤثر في الدول المجاورة , ويهدد المنطقة من خلال تحوله الى صراع اقليمي , قد يؤدي الى تورط العديد من دول المنطقة في هذا الصراع .وقد أبدت القيادة الفلسطينية رغبة صادقة في التجاوب مع المساعي الاميركية لتحقيق السلام , ولكن حتى يتحقق هذا السلام فان القيادة الفلسطينية حددت شروطا أربعة لنجاح اوباما في مساعيه لتحقيق السلام يتمثل في تحديد مرجعية لعملية السلام: وهي قرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية , ثم في خلق مناخ ايجابي يتمثل في وقف الاستيطان , ثم وضع جدول زمني لانهاء المفاوضات , والامر الرابع والاخير تحديد دور اميركا في هذه المفاوضات: فهل هو دور ميسر؟ ام راع ؟ ام وسيط ؟ ام لاعب مؤثر .لا شك ان الادارة الاميركية الحالية جادة في مسعاها لحل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي , ولتحقيق السلام , وما زيارة اوباما المرتقبة لاسرائيل وفلسطين الا دليل على ذلك ,كما ان تعيين اوباما مبعوثا جديدا لعملية السلام هو فيليب غوردن , وهو شخصية فذة وقديرة , كما انه ذو خبرة كبيرة في السياسة الدولية , كما ان نائب الرئيس اوباما بايدن سيلعب دورا هاما في عملية السلام المرتقبة في الشرق الاوسط , وذلك بالتعاون مع وزير الخارجية الجديد جون كيري ووزير الدفاع الجديد هيغل , ولا شك ان هذا الثلاثي سيعاون اوباما في مسعاه الصادق لتحقيق السلام .والذي نرجوه ان تجد زيارة اوباما القادمة ومساعيه الصادقة تجاوبا لدى الجانب الاسرائيلي , كذلك التجاوب الذي ابداه الجانب الفلسطيني من اجل الخروج من نفق الجمود الذي تواجهه عملية السلام جراء الممارسات الاسرائيلية المصرة على مواصلة الاستيطان . ذلك ان نجاح اوباما في مساعيه يتطلب تجاوب الجميع من تلك المساعي , لان قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل هو الحل الوحيد لتحقيق السلام , والله الموفق .

    في انتظار أوباما
    بقلم : صادق الشافعي عن صحيفة الأيام
    في مسرحية بيكيت "في انتظار غودو" لم يأت غودو رغم الانتظار.
    لكن الرئيس أوباما سوف يأتي ولن يترك الناس في الانتظار، وهو سيأتي وفي موعده المحدد. اللهم إلا إذا صدقت نبوءة صحيفة إسرائيلية انه سيلغي زيارته الى إسرائيل اذا لم ينجح نتنياهو في تشكيل حكومته قبل موعد الزيارة. وهي نبوءة غالبا لن تتحقق وغالبا سينجح نتنياهو في توليف حكومته ولو عصر على نفسه ليمونة ليقبل بتمثيل قوى فيها لا يريدها واستبعاد قوى يرتاح لها ويرغب بوجودها .
    وحتى اذا ما تحققت النبوءة فان الزيارة ستتم ولكن بتعديل واحد على أهميته وأساسيته، إلغاء إسرائيل من برنامج زيارته. والتعديل، اذا ما حصل، يحمل معه سؤاله: الم يكن لاوباما نفسه دور في تحقق النبوءة وفي حال العنت الذي يعيشه نتنياهو في تشكيل حكومته بسبب نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي لم تأت كما كان يخطط، وما يقال عن دور لأوباما وإدارته في حصول تلك النتائج.

    لماذا ينتظر الناس زيارة أوباما وماذا تنتظر منها؟
    لا يقول الحقيقة من أطراف المنطقة من يدعي انه لا يهتم بالزيارة ولا يبالي بما تحمله او بما ينتج عنها. الحقيقة أن الكل مهتم : البعض يجهز أوراقه ومطالبه واقتراحاته، والبعض اجل قرارات وخططا معينة لما بعد الزيارة ومفاعيلها ونتائجها، والبعض يبادر إلى أعمال معينة بهدف لفت نظر أوباما او تحضيره للتعامل معها ....
    والى حد ما، فهذا الأمر طبيعي ومتوقع، فالزيارة حدث استثنائي وليس كزيارة اي مسؤول او رئيس، فالزائر هو رئيس الولايات المتحدة الأميركية القوة الأولى في العالم، والتي لا يزال نفوذها هو الأقوى في كل العالم وشؤونه وشجونه، والتي قبل وفوق ذلك تمتلك النفوذ الأكثر فعلا وتأثيرا في منطقتنا العربية وكافة أمورها الأساسية والاستراتيجية .
    أما ما تنتظره الأطراف من زيارة أوباما فكلها تبقى في دائرة الاحتمالات والتوقعات وربما الأماني. فلا شيء ذا مصداقية تكشف عن أهداف الزيارة والنتائج التي يمكن ان تصدر عنها ولم يتم طرح أية مشاريع وأوراق محددة حتى ولو بصيغتها الأولية ومن اجل النقاش حولها. والرائج حول الزيارة ان الرئيس في هذه الجولة سيكتفي بالاستماع الى الأطراف.
    لكن لا بد ان يكون للزيارة نتائج، بغض النظر عن طبيعتها وعن أهميتها وعن مدى تقاربها او ابتعادها عن طموحات هذا الطرف أو ذاك. فرئيس الولايات المتحدة لا يقوم بجولته من اجل التقاط الصور مع زعماء المنطقة ولا هو يقوم بحملة علاقات عامة، وهو قد ارسل وزير خارجيته في جولة واسعة على المنطقة قبل وصوله اليها بأيام قليلة ليمهد للزيارة العتيدة.
    وحتى لو اقتصرت زيارة الرئيس على الاستماع كما هو رائج فان ذلك لا ينفي إمكانية ان تحقق نتائج حتى ولو أتت متأخرة يتم بلورتها وإنضاجها بعد عودته.
    لكن المغالاة في الرهان على زيارة الرئيس الأميركي وما يمكن ان يتمخض عنها من نتائج، يغفل او يبهت كثيرا من رؤية ان الرئيس الأميركي جزء من نظام سياسي ملزم بالتقيد بقواعده وان هناك مؤسسات دستورية لا بد له من الرجوع إليها، وأن هناك إضافة الى ذلك قوى ضغط داخلية لها من القوة ما يمكنها من عرقلة خطط الرئيس وان تفشلها أيضا.
    إن المغالاة الموصوفة تعكس في احد جوانبها الهامة حالة الضعف والتردي والتبعية التي تعيشها معظم أنظمة المنطقة، والتي تصل بها الى درجة الاتكال شبه الكلي على الولايات المتحدة ورئيسها.
    وتتعامى عن الحقيقة المؤكدة أن الرئيس الأميركي لو كان في قدرته ان يفرض اتفاقات وحلولا فانه لن يفعل الا ما يتناسب مع سياسات بلاده ويخدم مصالحها الحيوية حتى لو تناقضت تماما مع مصالح وآمال أولئك المغالين .
    ان الزيارة تأتي في وقت يتصاعد فيه نضال الشعب الفلسطيني بشكل طبيعي وتلقائي وبدون تخطيط له ان يستبق او يتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي. بل ان هذا التصعيد جاء نتيجة حتمية ومباشرة لتعاظم قمع الكيان الصهيوني المحتل وزيادة قهره واضطهاده وتوسع استيطانه وتواصل تجاهله لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة وصولاً إلى تعامله مع الأسرى القابعين في معتقلاته بمنتهى الوحشية والقمع وبما يتناقض تماما مع كل المواثيق والأعراف الدولية.
    كما أنها تأتي، بعد أن اثبت الشعب الفلسطيني وقيادته بالملموس انه عصي على التهديد والضغط وانه قادر على المضي فيما يعتقد انه لمصلحة قضيته الوطنية الى النهاية حتى لو كان ذلك ضد الإرادة الأميركية وبالتصادم معها، كما حصل في الأمم المتحدة.
    اذن، نحن لسنا في وضع نحتاج فيه مع الرئيس أوباما إلى جديد غير معروف في الشرح والمطالب فواقع الحال يغني عن السؤال، ولسنا في وارد التنازل عن مطالبنا المعروفة، ولا نحن قابلون للضغط ولا للمساومة.
    كل ما علينا ان نتمسك بمواقفنا، ربما نطورها اكثر، وان نصد أي ضغط أو تهديد، وان ننتبه جيدا لأي مناورة، وألا تغرينا اي رشوة.
    موقنين ان الحق لنا، ومراهنين على أن الأوضاع العالمية تتطور لصالحنا.
    ومستفيدين من أن عدونا ليس في احسن حالاته وان علاقته بالزائر الكبير فيها الكثير من الضغائن والاختلافات حتى لو توارت خلف الابتسامات والكلمات المراوغة.

    مقترح كيري .. ما عليه وما له؟
    بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
    الفكرة بسيطة، بساطة أرجوحة سرير الغابات المربوط بجذعي شجرة، ويريد جون كيري أن يربط حبل الحل، اولاً، بجذع الشجرة العربية، أي تعديل وتحديث مبادرة السلام العربية، ومن ثمّ يربط طرف الحبل الآخر بجذع قبول إسرائيل لها؟
    ماذا يعني هذا؟ مثلاً أن يوافق العرب على انسحاب إسرائيل من فلسطين.. لا الى خطوط ١٩٦٧ كما في المبادرة العربية، بل الى خطوط الكتل الاستيطانية كما في مقترح بوش - الابن غير الرسمي، القائل أن العودة لخطوط الهدنة (وقف النار لعام ١٩٦٧) لم تعد عملية ممكنة. لماذا؟
    لسببين: واقعي استيطاني وسياسي فلسطيني.. حيث لم يكن احد يتحدث لا عن "الحل بدولتين" ولا عن دولة فلسطينية مترابطة الأركان.
    الفلسطينيون قبلوا، عملياً ورسمياً، ترسيم الحدود بين الدولتين على قاعدة مبادلات أرضية متكافئة، كماً ونوعاً. إسرائيل تجاهلت المبادرة العربية كلياً! .. وانسحبت من غزة لتعطيلها.
    الحد الثاني، والشرط المكمل للمبادرة العربية إياها (بعد ١١ سنة من طرحها) هو تطبيع العلاقات بين سائر الدول العربية والإسلامية وبين إسرائيل.
    ظاهريا لم يأت مقترح التعديل او "التحديث" بجديد جذري، لكن قبول التحديث الأميركي هو شرط أميركا الأوبامية للانتقال من وضع سرير الغابات الى وضع النول الذي ينسج سجادة الحل!
    لاحظوا أن جولة جون كيري التمهيدية لجولة رئيسه باراك أوباما بدأت عربية للحصول على "صنع" القرار السياسي العربي، ومن ثم سيحاول الرئيس أوباما "صنع" الحل السياسي الأميركي لأنه سيبدأها بإسرائيل وفلسطين والأردن.
    لم يحصل كيري على قبول "التحديث" من دول عربية عدّة زارها، ربما لأن أوباما قد لا يحصل على قبول اسرائيل لها، والحجة العربية ان المبادرة "تقادمت" بما يشجع على التفكير بسحبها من التداول.
    واضح ان العرب يرفضون الشق الثاني من مقترح كيري، أي خطوات التطبيع مع اسرائيل، واما الشق الاول فهو منوط بالقبول الفلسطيني لمبدأ التعديلات الحدودية من مؤقتة الى حدود رسمية بين دولتين.. لكن، بشرط ان تكون متكافئة كماً ونوعاً، وموضوع تفاوض ترعاه الولايات المتحدة، وفق مبدأ : دولة فلسطينية ذات حجم يكافئ حجم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
    لماذا أذعنت أميركا البوشية لحقائق الكتل الاستيطانية؟ لأنها التي ستمول القسم الاكبر من الانطواء الاستيطاني المبعثر الى الكتل الاستيطانية. الكلفة مهولة وتزيد على المائة مليار دولار (مقابل عشرة مليارات شيكل كلفة الانسحاب من غزة).
    تقول الفكرة الأساسية الأميركية ان باستطاعة دولة فلسطين، بعد المبادلات الجغرافية، ان تقيم "كتلاً" تستوعب اللاجئين الراغبين بالعودة الى "دولة فلسطين".
    بينما يستطيع العرب رفض التطبيع السياسي مع إسرائيل، وخاصة سياسياً بتبادل السفراء مثلاً، فإن الفلسطينيين لا يستطيعون رفض التطبيع الاقتصادي والتجاري وحتى السياسي - السيادي، طالما قبلوا مبدأ "قدس عاصمة دولتين".
    الصحيح والمقبول في مقترح كيري المزدوج هو ان الحل في فلسطين هو مفتاح حل الصراع العربي - الاسرائيلي. لم يكن الأمر كذلك من قبل، اي في مرحلة الحاق الحل في فلسطين بحل الصراع العربي - الاسرائيلي، كما في كامب ديفيد المصري - الإسرائيلي - الاميركي. الآن، الحاق الحل العربي - الاسرائيلي بالحل الفلسطيني - الإسرائيلي، أي: الحصان يقود العربة لا العكس!
    ما الذي تغير بين طرح المبادرة العربية في قمة بيروت واقتراح كيري "تحديثها"؟ إسرائيل لم تتغير، لكن تغير العرب وضاعت الحدود بين "دول ممانعة" و"دول مسالمة" فالربيع العربي قوّض الأنظمة الممانعة وخضّ وخربط الأنظمة المسالمة.. والفلسطينيون يعانون من التقويض والخضّ معاً، وهم يقولون مع العالم ان نافذة "الحل بدولتين" توشك على الانغلاق.
    ما هو خبر فكرة او مقترح كيري؟ إنه عملي ولكن غير بسيط: بدلاً من جدل الاستيطان والانسحابات، يجب على أسرائيل ان تحدد حدودها السيادية، اي تضم الكتل الاستيطانية وتخلي المستوطنات المبعثرة وهذا برنامج متعدد السنوات، على أن تكون مساحة دولة فلسطين ومساحة دولة إسرائيل كما كانت عليه قبل حرب ١٩٦٧.
    مشكلة كيري وأوباما وأميركا.. والحل بدولتين ليست مع الفلسطينيين بالتأكيد، ولا حتى مع دول العرب .. بل مع إسرائيل، التي بدلاً من حل نهائي تريد حلولاً مؤقتة ومرحلية ومتطاولة الأمد، اي مع هندسة داخلية لجغرافية الضفة (أ.ب.ج).
    يقولون ان اوباما لن يحمل جديدا لفلسطين وإسرائيل. لا أرى هكذا، فهو سيحمل بعد زيارته جديدا في سياسة الولايات المتحدة، بدل ان تنطق اوروبا باسمه واسم أميركا.

    نناضل من أجل كل الفلسطينيين
    بقلم: سامر العيساوي عن صحيفة القدس
    لا تختلف قصتي عن قصص الكثيرين من شباب الشعب الفلسطيني الآخرين الذين ولدوا وعاشوا طوال حياتهم في ظل الاحتلال الإسرائيلي. فقد تم اعتقالي للمرة الأولى عندما كان عمري 17 عاماً، وسجنتُ لمدة عامين. ثم جرى اعتقالي مرة أخرى عندما كنت في أوائل العشرينيات من عمري، في ذروة الانتفاضة الثانية في رام الله، خلال الاجتياح الإسرائيلي للعديد من المدن في الضفة الغربية -فيما أسمته إسرائيل "عملية الدرع الواقي"، وحكم على الأول بالسجن لمدة 30 عاماً بتهم تتعلق بمقاومتي للاحتلال.ولست أول فرد يسجن من أفراد عائلتي خلال مسيرة شعبي الطويلة نحو الحرية. فقد حكم جدي، أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالإعدام على يد سلطات الانتداب البريطاني، والتي ما تزال إسرائيل تستخدم قوانينها حتى يومنا هذا من أجل قمع شعبي. وتمكن جدي من الهرب قبل ساعات فقط من الوقت المقرر لتنفيذ حكم الإعدام فيه. ثم قتل أخي فادي في العام 1994، وكان عمره 16 عاماً فقط، على أيدي القوات الإسرائيلية خلال تظاهرة في الضفة الغربية في أعقاب مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل. وقضى الدكتور مدحت، شقيقي الآخر، 19 عاماً في السجن. كما سُجن كل من إخوتي الآخرين، فراس وشادي ورأفت لمدد تراوحت بين 5 سنوات و11 سنة. وجرى اعتقال أختي، شيرين، مرات عديدة، وقضت سنة في السجن هي الأخرى. وتم تدمير منزل شقيقي، وقطع المياه والكهرباء عن والدتي. وتتعرض عائلتي، جنباً إلى جنب مع البقية من شعب مدينتي القدس الحبيبة، إلى التحرش والاضطهاد والهجوم بشكل مستمر، لكنهم ما يزالون يدافعون عن الحقوق الفلسطينية والأسرى الفلسطينيين.بعد ما يقرب من 10 أعوام قضيتها في السجن، تم الإفراج عني في الصفقة التي رعتها مصر بين إسرائيل وحماس، والتي تضمنت الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. ومع ذلك، تم اعتقالي من جديد في 7 تموز 2012 بالقرب من حزما، وهي منطقة تقع في داخل بلدية القدس، بتهمة انتهاك شروط الإفراج عني (إذ لا ينبغي أن أغادر مدينة القدس). كما ألقي القبض على آخرين ممن أفرج عنهم كجزء من تلك الصفقة، بعضهم من غير أي سبب معلن للاعتقال. وبناء عليه، بدأت إضرابا عن الطعام في 1 آب (أغسطس) احتجاجاً على سجني غير المشروع وانتهاك إسرائيل لاتفاقية تبادل الأسرى.وقد تدهورت صحتي كثيراً، لكنني سأواصل الإضراب عن الطعام حتى النصر أو الشهادة. هذا هو الحجر الأخير المتبقي لأقذفه في وجوه الطغاة والسجانين في مواجهة الاحتلال العنصري الذي يذل أبناء شعبنا.وأنا أستمد قوتي من جميع الأحرار في العالم، الذين يريدون وضع حد للاحتلال الإسرائيلي. وما يزال قلبي الضعيف ينبض ويتحمل بفضل هذا التضامن والدعم؛ وصوتي الضعيف يستمد قوته من الأصوات الأعلى، والتي يمكنها أن تخترق جدران السجن.إنني لا أخوض معركتي من أجل حريتي الشخصية فقط. وإنما نخوض أنا وزملائي المضربين عن الطعام: أيمن وطارق وجعفر، معركة من أجل جميع الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي وسجونه. ويبقى ما أتحمله قليلاً مقارنة بتضحيات الفلسطينيين في غزة، حيث قتل الآلاف أو جرحوا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية والحصار الوحشي غير المسبوق وغير الإنساني.ومع ذلك، ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدعم. فما كان يمكن لإسرائيل أن تستمر في قمعها من دون الدعم الذي تتلقاه من الحكومات الغربية. وتتحمل هذه الحكومات، لا سيما البريطانية، مسؤولية تاريخية عن مأساة شعبي، وينبغي أن تقوم بفرض عقوبات على النظام الإسرائيلي حتى ينهي احتلاله ويعترف بحقوق الفلسطينيين، ويفرج عن جميع السجناء السياسيين الفلسطينيين.لا تقلقوا إذا ما توقف قلبي. إنني ما أزال حياً الآن -وحتى بعد الموت، لأن القدس تجري في عروقي. إذا مت، فهو انتصار، وإذا تحررنا، فهو انتصار أيضا، لأني أكون قد رفضت في كلتا الحالتين الاستسلام للاحتلال الإسرائيلي، وطغيانه وغطرسته.


    مهرجان غزة ..... الانتفاضة الوطنية المغدورة ؟
    بقلم: ابراهيم أبراش عن وكالة معا
    مقدمة
    لو حدث في بلد ما أن خرج أكثر من نصف السكان في مظاهرة أو مهرجان معارض للسلطة القائمة وأيديولوجيتها ، لشكل ذلك منعطفا مصيريا في حياة الشعب وفي النظام السياسي القائم ولحضي باهتمام وسائل الإعلام العالمية والمحللين السياسيين ،فالذين خرجوا إلى الشوارع في مصر وتونس وأسقطوا نظامين مستبدين لم تكن نسبتهم تزيد عن 10% في أفضل الحالات .
    لقد خرج أكثر من نصف ساكنة قطاع غزة باعتراف جهات دولية محايدة ،معلنة رفضها للانقسام ولسلطة حركة حماس ومع ذلك مر الحدث مرور الكرام وتجاهلته وسائل الإعلام العربية والدولية التي ضخمت وتبنت المظاهرات والتجمعات الأقل عدد والتي سميت بالربيع العربي ،الأمر الذي يطرح سؤالا حول سبب هذا التجاهل وخصوصا من فضائيات (الربيع العربي الأمريكي) ،ولو أن هذا الحدث وبهذا العدد تم في الضفة الغربية وخرج هذا العدد من جماعات الإسلام السياسي ضد السلطة ،فهل كانت فضائيات (الربيع العربي الأمريكي) ستتجاهله ؟ .
    لم يكن مهرجان إحياء الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة الذي أقيم في مدينة غزة في الرابع من يناير 2012، مجرد مهرجان حزبي كالتي تعودنا عليها في السنوات الأخيرة ،بل كان حدثا أو ظاهرة تستحق التوقف عندها ودراستها بعمق ليس فقط من حركة حماس بل ومن إسرائيل وحركة فتح ذاتها ومن الدول العربية المنشغلة بتطورات العلاقة بين الإسلام السياسي والقوى الوطنية،فالمهرجان كان استنهاضا للوطنية الفلسطينية أو ولادة ثانية لها بعد الانطلاقة في فاتح يناير 1965.
    المثير للانتباه أنه بعد أيام قليلة من الحدث أصبح مجرد ذكرى وكأنه حدث عابر، وإن كنا نعتقد أن حركة حماس، وخصوصا حماس الخارج، توقفت كثيرا عند الحدث مما دفعها لأن تعيد النظر بكثير من تصوراتها وسياساتها في قطاع غزة ،إلا أن المثير أن حركة فتح والأحزاب الوطنية لم تلتقط الرسالة جيدا حيث لم نقرأ أو نسمع دراسات وتحليلات معمقة حول دلالة الحدث وتداعياته المستقبلية، ويبدو المهرجان أزعج السلطة في رام الله بقدر ما أزعج السلطة في غزة وعليه حدث تواطؤ بين الطرفين على إجهاض هذا الحدث الوطني والتعتيم عليه .
    سنقوم بمقاربة الموضوع من خلال مدخل وصفي للحدث باعتباري شاهد عيان ثم سنقوم بتحليل دلالات الحدث من حيث مكان حدوثه والظرفية التاريخية التي جاء فيها ومن حيث الرسائل التي أرسلها لكل الأطراف .

    أولا : في وصف المهرجان (الحدث)
    شكل سماح حركة حماس بإحياء ذكرى انطلاقة فتح في قطاع غزة بعد سنوات من الممانعة حالة فضول لديَّ للخروج والمشاركة في حدث جاء في سياق أجواء مصالحة وطنية انبثقت من مشاعر الانتصار بعد (نصري) الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو ووصول صواريخ المقاومة للقدس وتل أبيب، وبعد موافقة السلطة في رام الله على السماح لحركة حماس بعقد مهرجان انطلاقتها هناك ،وتصريحات إيجابية من كلا الطرفين تجاه الآخر خلال الشهر الماضي .الملاحظة من خلال المشاركة مكنتني من أن أعيش لحظة الحدث وان أطَّلِعُ على عدد ونوعية المشاركين بعيدا عن تقديرات ذوي الشأن،وخصوصا أن الأحزاب باتت تقيس قوتها وحضورها ليس بقدر ما تنجز في طريق التحرير والاستقلال بل بقدر ما تحشد في المهرجانات حتى جاز القول إن غالبية الأحزاب تحولت من أحزاب مقاومة إلى أحزاب مهرجانات.
    بعيدا عن التعصب لرأي أو حزب أو أيديولوجيا نقول بأن المهرجان كان حدثا له دلالات سياسية عميقة. فلم أشاهد طوال حياتي وعبر تاريخ القضية الوطنية وفي كل أماكن تجمعات الفلسطينيين مهرجانا أو تجمعا فلسطينيا بهذا العدد، ومن يقول بأنه تظاهرة مليونية لم يكن مبالغا، بل هو توصيف يعتريه قصور . فإن كان القول بالمظاهرة المليونية في دول تعدادها تسعون مليون نسمة كمصر أو عشرات الملايين كاليمن وليبيا وتونس يعتبر حدثا مهما فإن خروج مليون في منطقة يقل سكانها عن مليونيين هو اكبر من حدث ،إنها ظاهرة تحتاج لدراسة معمقة لفهم ما جرى.
    تقع ساحة السرايا ،التي تم موافقة حماس عليها كمكان بديل عن ساحة الكتيبة التي عادة ما تحتضن مهرجانات حماس، وسط مدينة غزة وعلى الشارع الرئيس فيها – شارع عمر المختار – ومع أن مساحتها أكبر من ساحة الكتيبة فقد امتلأت بالكامل، وكان عدد من احتشدوا في الشوارع الجانبية المحيطة بالسرايا أضعاف من كانوا داخل السرايا .قبل الانطلاقة بأربعة أيام لم تخل الساحة من الزوار الوافدين إليها والمبيت فيها ،وفي اليوم الموعود اتشحت الساحة وشوارع غزة وسياراتها وأسطح منازلها برايات فتح وعلم فلسطين.أطفال ،فتيات ،نساء ،شيوخ ،شباب تدفقوا إلى مدينة غزة وإلى ساحة السرايا حتى يخال المرء أن بيوت قطاع غزة أُفرِغت من ساكنيها.
    كان مشهدا مثيرا بكل المقاييس أن ترى عائلات بكاملها تحج نحو مدينة غزة ونحو السرايا بعزيمة وإيمان من يتجه لأداء فريضة الحج .نساء محجبات وسافرات يحتضن أطفالهن الرضع ،رجال يحملون أطفالهم على أكتافهم أو يمسكون بهم بأيديهم خوفا من الضياع وسط الزحام ،شيوخ وكهله يجرجرون أقدامهم ويتكئون على عصيهم،معاقين في كراسيهم المتحركة ،شباب من كل الأعمار يتدفقون ووجوههم ممتلئة بالحيوية والبِشر يحملون الرايات الصفراء ويرددون الأغاني والأناشيد الوطنية التي كانت ممنوعة لسنوات .من أين أتى هؤلاء ؟ وما الذي أتى بهم ؟وأين كانوا طوال خمس سنوات ؟ أسئلة كثيرة تحتاج لإجابة .
    يقينا لم يكن كل من خرجوا من أبناء تنظيم حركة فتح ولم يخرجوا بتعليمات من التنظيم الضعيف أصلا ومنقطع الصلة بالجماهير ، بل كانوا أناس من مشارب شتى ،إنهم أبناء الفصائل والأحزاب الوطنية وغير المنتمين الذين يجمعهم الانتماء للمشروع والهوية والثقافة الوطنية ،وحيث أن حركة فتح ليست سلطة حاكمة في غزة فإن الذين خرجوا يهتفون لفلسطين ولحركة فتح وللرئيس أبو مازن لم يخرجوا خوفا من السلطة أو طمعا بمغانمها ،بل إيمانا بفكرة وتلبية لواجب ،حتى أن كثيرين من الناس اشتروا رايات فتح من أموالهم الخاصة ودفعوا أجرة المواصلات من جيوبهم ومن لم يملك الأجرة جاء سيرا على الأقدام وكثيرون قضوا ليلتهم السابقة في الساحة . الكل حمل راية فتح حتى وإن لم يكن من فتح لأن راية فتح مثلت الوطنية الفلسطينية،خرجوا مدفوعين بروح وطنية تم كبتها وخنقها وقهرها طوال سنوات.

    ثانيا : أهمية الحدث انه جرى في قطاع غزة
    لو جرى المهرجان وبهذه الكثافة في أي مكان آخر لكان أيضا أمرا مهما ولكنه لن يكون بأهمية أن يحدث في قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس حكما شموليا منذ ست سنوات تقريبا ، ولغزة مع الوطنية الفلسطينية قصة ،لأن قصة الوطنية الفلسطينية بدأت من غزة ،ولأن خوفا كان ينتاب كثيرين أن تُغيب غزة الوطنية الفلسطينية فقد فاجأت غزة الجميع وقالت إن علاقة قطاع غزة بالوطنية الفلسطينية كعلاقة غزة ببحرها ،اثنان لا ينفصلان أو يفترقان .
    غزة تلك المنطقة الصغيرة من جنوب فلسطين والفقيرة وشبه الصحراوية لم تتميز فقط من خلال دورها النضالي بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 67 بل كان دورها النضالي قبل الاحتلال لا يقل أهمية عن دورها بعد الاحتلال. قطاع غزة حافظ على الهوية الفلسطينية بعد النكبة وفي سنوات التيه والضياع بعد أن فرضت إسرائيل جنسيتها وقوانينها على فلسطينيي الخط الأخضر،وفرض الأردن جنسيته وقوانينه على فلسطينيي الضفتين،فيما كان ممنوعا على فلسطينيي الشتات التعبير عن هويتهم بممارسات نضالية .
    خلال سنوات التيه والضياع تلك استمر فلسطينيو القطاع في حمل راية الهوية الوطنية والحفاظ على الشخصية الوطنية وخصوصا أن ثلاثة أرباع القطاع من اللاجئين الذين كانت الغربة وحياة اللجوء دافعا قويا عندهم لرفض الواقع وللنضال من اجل العودة لأرضهم التي شُردوا منها ،ولاجئو القطاع جسدوا وعبروا عن خصوصية كل قرية ومدينة فلسطينية بملابسها ولهجاتها ومأكولاتها وتجاربها النضالية وذاكرتها التاريخية ،وفي قطاع غزة تشكلت أولى خلايا المقاومة الوطنية منذ الخمسينيات،وأبناء القطاع رفدوا الثورة في الخارج بخيرة القيادات والمقاتلين ،ومن قطاع غزة انطلقت شعلة الانتفاضة الأولى 1987 ،وقطاع غزة احتضن اللبنات الأولى لمؤسسات كان يؤمل منها تجسيد حلم الدولة ولو في إطار تسوية مشكوك بنجاحها،فكان المطار ومقر الرئاسة (المنتدى) ومقرات وزارية والمجلس التشريعي والبدء بمشروع ميناء غزة ،بالإضافة إلى الممثليات الأجنبية ومشاريع تنموية واعدة الخ .
    إن كانت غزة بالنسبة إلى الفلسطينيين تمثل جنوب فلسطين أو منطقة من فلسطين يحبونها كما يحبون فلسطين،فإنها بالنسبة لأهل غزة المقيمين أو المغتربين تمثل مسقط الرأس أو الوطن الصغير وخصوصا بالنسبة لمن لم ير أية منطقة أخرى من فلسطين. ولكن وطن الذاكرة أو وطن مسقط الرأس مجرد إثبات مكان مولد أو ذكريات جميلة عن مرحلة الطفولة والمراهقة،إنه حب أضافي لفلسطين الوطن الكبير،كما هو الحال لعشق أبن الخليل لمدينته وعشق أبن القدس لمدينته وأبن يافا لمدينته.لا يمكن لمسقط الرأس أن يشكل وطنا ودولة ،ولا يمكن لأي منطقة تتميز بدور أو بخصوصية نضالية أن تشكل دولة أو كيانا خاصا ،فلكل مدينة في فلسطين تاريخها النضالي، ومقابر شهداء فلسطين في الأردن وسوريا ولبنان لا تميز بين شهداء مدينة ومدينة ،فالشهداء قضوا في سبيل الله والوطن وليس دفاعا عن مدينة بعينها.
    غزة ولا شك تقدم شهداء وتعاني من الحصار والقصف ،ولكن غزة تبقى أرضا فلسطينية ليست محل أطماع احد ولا خيار أمام فلسطينيي غزة إلا أن يكونوا فلسطينيين ،أما في الضفة والقدس فالاستيطان متواصل في الضفة والمواطنون مهدَدون بمصادرة أرضهم ومياههم وغير آمنين على مزارعهم وأعمالهم ،والقدس تهود بشكل غير مسبوق حتى المساجد ودور العبادة باتت تُحرق وتُدنس علنا. يجري هذا في الضفة والقدس في ظل عجز السلطة عن ردع المستوطنين ،ولكن أيضا في ظل صمت جماعات الإسلام السياسي التي تريد أن تؤسس مشروعها السياسي في غزة ولو على أنقاض المشروع الوطني.
    لأن حركة حماس اختزلت فلسطين بغزة وتركزت مناشدتها للعالم على رفع الحصار عن غزة وإعادة إعمار غزة ، فقد وجدت جماعات الإسلام السياسي والأنظمة العربية والإسلامية الفرصة للتخلص من مسؤوليتها القومية والإسلامية والجهادية تجاه القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني باختزال هذه المسؤولية بالمطالبة برفع الحصار عن غزة والعمل على مساعدة غزة ماليا،وهذا الأمر يُظهر هذه الأطراف وكأنها تناصر الشعب الفلسطيني ،وهي لن تكون أكثر فلسطينية من الفلسطينيين ،وفي نفس الوقت يخلصها من عبء الحديث أو العمل على تحرير فلسطين أو مواجهة الاستيطان والتهويد الإسرائيلي بما قد يسببه لها ذلك من حرج مع حليفتها واشنطن .
    استطاعت هذه الأطراف ومن خلال توظيف ماكينة إعلامية هائلة الإمكانيات والانتشار،تغييب ومصادرة العقل والتفكير العقلاني بحرف القضية الفلسطينية عن مسارها وربطها بمتاهات ومشاريع جماعات الإسلام السياسي ،وتم اختزال فلسطين بغزة وحصار غزة،وباتت غزة في نظرهم أكثر قدسية من القدس .نتيجة هذه الجهود تم الاشتغال على رفع الحصار الذي بات هدفا استراتيجيا عند حماس ومن يناصرها. ويجهل أو يتجاهل كثيرون أن إسرائيل عندما خرجت من غزة مبقية على حصارها إنما لتساوم على رفع الحصار مستقبلا بثمن ،وثمن رفع الحصار هو التخلص نهائيا من المسؤولية عن غزة بإلقاء هذه المسؤولية على أية جهة فلسطينية أو على مصر أو على كلاهما،هذا ما كان يقصده قادة الصهاينة بقولهم بأن تذهب غزة إلى الجحيم أو فليبتلع البحر غزة ،والثمن الذي تريده إسرائيل أيضا ستأخذه من الضفة والقدس.وكادت إسرائيل أن تنجح في تنفيذ مخططها الأصلي ولكن بتخريجة تبدو وكأنها انتصار للفلسطينيين ولكل من طالب برفع الحصار.
    خلال السنوات الخمس لحكم حماس الشمولي لقطاع غزة ،عملت حركة حماس على الهيمنة على كل مؤسسات السلطة وخصوصا في قطاعي التعليم والصحة وإخضاع مؤسسات المجتمع المدني لرقابتها الصارمة بالإضافة إلى التضييق على أنشطة وفعاليات فصائل منظمة التحرير وخصوصا حركة فتح ووصل الأمر في مراحل التوتر والاحتقان إلى درجة اعتقال شباب لأنهم رفعوا راية فتح أو اتشحوا بالكوفية.
    عانت الوطنية الفلسطينية برموزها وبثقافتها من عنت شديد في الوقت الذي وظفت فيه حركة حماس كونها الحزب الحاكم وما يتدفق عليها من إمكانيات مالية لتفرض على جماهير غزة ثقافة وأيديولوجية حركة حماس ،بالمال والإغراءات أحيانا وبالتخويف والضغط حينا آخر ،وانقسمت غزة ما بين أهل الأيمان والطهرية وهم جماعة حماس وحكومتها الربانية ومن يواليها من جانب، وبقية الشعب من جانب آخر،وكانت حركة حماس تعتقد أنها بحكمها الشمولي قد أخضعت الشعب الفلسطيني في غزة وأن حركة فتح والوطنية الفلسطينية أصبحا في حكم الماضي ،إلى أن جاء مهرجان فتح لقلب الأمور رأسا على عقب .

    ثالثا : دلالات المهرجان ورسائله المُضمرة
    إذا انتقلنا من توصيف ما حدث إلى تفسيره فإن كثيرا من الرسائل والدلالات الأولية التي يمكن استخلاصها وسنذكر بعضها ونؤجل الحديث عن البعض الآخر حتى لا نبدد فرحة الفرحين ولا نزيد من تخوفات المتخوفين وحتى نبقي باب الأمل مفتوحا أمام المصالحة .الرسائل الأولي هي:
    1- إن قطاع غزة كان وما زال منبع الوطنية الفلسطينية ،فلا الاحتلال ولا أية أيديولوجيات (غير وطنية) يمكنها أن تغير من هوية وانتماء فلسطينيي القطاع .
    2- الفلسطينيون الذين خرجوا في قطاع غزة لم يخرجوا دفاعا عن سلطة وحكومة ولا خوفا من سلطة وحكومة، بل خرجوا من أجل فلسطين كل فلسطين ،ورددوا الشعارات والهتافات الأولى لحركة فتح والثورة .
    3- جزء كبير من الذين خرجوا ليسوا من عناصر تنظيم فتح ،بل وطنيون قهرتهم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لحكومة حماس التي زادت من حالة الفقر والبطالة وتردي مستوى المعيشة،وانغلاق أفق الأمل بالمستقبل لأبنائهم ،مواطنون يحتجون على خنق حرية الرأي والتعبير ،وعلى عدم المساواة في توزيع المساعدات التي تصل لأهل القطاع ،وعلى التحيز الوظيفي،مواطنون تعرضوا لاضطهاد وظلم من أجهزة حماس الأمنية، سواء خلال الأحداث الدموية منتصف يونيو 2007 أو بعدها ،من اعتقال وتشكيك بوطنيهم وأخلاقهم بل وتكفيرهم أحيانا.
    4- إن فلسطين لا يمكنها أن تقاد إلا تحت راية الوطنية الفلسطينية وغيرها ستكون رايات دخيلة وعابرة إن لم تستدرك الأمر وتوطن نفسها وإيديولوجياتها .وأن الفكرة الوطنية التي تعبر عنها حركة فتح ما زالت العمود الفقري للوطنية الفلسطينية .
    5- لم يخرج الناس بطلب من تنظيم حركة فتح أو نتيجة تعبئة قام بها ،بل بدافع ورغبة ذاتية للتعبير عن الانتماء للهوية والثقافة الوطنية في مواجهة سلطة وحكومة وحزب عملوا لسنوات على تهميش وتغييب الهوية والثقافة الوطنية لصالح أيديولوجيا دينية بمقاييس حزبية.
    6- الصمت المُطبق بعد المهرجان من طرف حركة فتح والسلطة إن كان يدل على ان المهرجان أربكهما كما أربك حماس وحكومتها ،إلا أنه يدل أيضا على هشاشة وضعف تنظيم فتح في غزة وعلى أن قيادة التنظيم (باعت) المهرجان لحركة حماس لحسابات ستكشفها الأيام ،وقد يكون للتغييرات التي طرأت على قيادة تنظيم فتح في القطاع علاقة بالموضوع .
    7- إن توَحُد القوى الوطنية في مهرجان السرايا وبهذا الحجم، يؤكد على أهمية وضرورة توحيد هذه القوى الوطنية في إطار جبهة واحدة ،وهذه الجبهة موجودة ولكن تحتاج لتفعيل ،وهي منظمة التحرير التي يجب أن تستنهض نفسها بفصائلها المتواجدة فيها حاليا قبل أن تتهيأ لتستوعب بقية القوى الإسلامية والوطنية.
    8- إن في الوطنية الفلسطينية من الأريحية وسعة الصدر ما يُمَكِنها من استيعاب كل شرائح الشعب وأحزابه بكل توجهاتها السياسية والإيديولوجية ،بينما أحزاب الإسلام السياسي لا يمكنها إلا أن تكون منغلقة على منتسبيها وعاجزة عن استيعاب الكل الفلسطيني، بل لا تستطيع أن تستوعب أحزاب الإسلام السياسي الأخرى أو تشترك معها في برنامج وإستراتيجية واحدة .
    9- إن السلطة مفسدة للأحزاب الوطنية والجهادية ،فشعبية حركة فتح في الضفة الغربية حيث تُحسب حركة فتح كحزب سلطة أقل بكثير من شعبيتها في قطاع غزة حيث توجد خارج السلطة ،وكذا الأمر بالنسبة لحركة حماس ،حيث شعبيتها في الضفة أكبر من شعبيتها في قطاع غزة حيث تحولت لحزب سلطة.
    10- برز في المهرجان جيل جديد من الفتية والشباب لم يعايش الثورة الفلسطينية ولم يشارك في الانتفاضتين كما لم يشارك في الانتخابات الأخيرة عام 2006 التي منحت الأغلبية لحركة حماس،هذا الجيل رفع رايات فلسطين وفتح وردد شعارات الثورة ،هذا الجيل بدد كل التخوفات التي كانت تنتابنا على الوطنية الفلسطينية وبدد التخوفات من أن تسود حالة اليأس والإحباط.
    11- إن كان (الربيع العربي) - بما هو توجه إخواني أمريكي لتمكين الإسلام السياسي من السلطة في العالم العربي – بدأ في فلسطين ،فإن مهرجان غزة يشير إلى أن تراجع وانكشاف هذه الربيع يبدأ من فلسطين أيضا ،وهي رسالة نعتقد أنها وصلت للقوى الوطنية والإسلامية في الدول العربية التي تشهد صراعا بين الطرفين.
    12- حمل المهرجان رسالة قوية لإسرائيل بأن المشروع الوطني الفلسطيني نقيض مشروعها الصهيوني تستنهضه غزة مجددا، وأن خطة شارون لنزع غزة من كينونتها الوطنية ورميها في أحضان مصر أو في متاهات مشاريع الإسلام السياسي قد فشلت ،فأهل غزة من خلال المهرجان أكدوا أنهم جزء من الشعب الفلسطيني وحملة مشروع وطني امتداده في فلسطين وليس في مكان آخر .
    13- حمل المهرجان رسالتين للرئيس أبو مازن ،الأولى تقول بان غزة تمنحه الولاء وتدين له بالشرعية وأن غزة على غير ما يروج بعض المحيطين به ليست عبئا على المشروع الوطني ومنظمة التحرير بل حامية لهما وذراعا ضاربا في حمايتهما وحاضنة لهما عندما تنغلق أمامهم السبل .أما الرسالة الثانية فتناشد الرئيس أن ينصف أهل غزة المُهَمَشين والمُبعَدين عن صناعة القرار بدءا من ديوان الرئيس مرورا بالسلك الدبلوماسي وانتهاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وفي التشكيلات الحكومية.

    خاتمة
    وخلاصة لكل ما سبق نتمنى أن يتم استثمار ما جرى في صالح القضية الوطنية والمصالحة الوطنية ،وان لا يتم احتساب ما جرى وكأنه نصر لحزب على آخر بل يجب احتسابه نصرا لفلسطين وللوطنية الفلسطينية،كما نتمنى أن لا يغيب عن البال أن معركتنا الأساسية توجد في الضفة والقدس وليس في غزة فهناك يجب أن يكون الحشد واستعراض القوة في مواجهة الاحتلال وليس في مواجهة بعضنا البعض،وإن استنهاض الوطنية الفلسطينية في القطاع لا يهدف للحلول محل حركة حماس ولا حتى مشاركتها السلطة في غزة بل يجب أن يكون هدفها رفض الانقسام الجغرافي والسياسي والتأكيد على أن قطاع غزة ما زال خاضعا للاحتلال كالضفة الغربية، الأمر الذي يتطلب توحيد جهود الجميع لمواجهة عدو مشترك.
    لقد حاولت بعض قيادات حركة فتح تبييض صفحتها السياسية من خلال قدومها لغزة ومحاولتها إلقاء كلمات في المهرجان وذلك في محاولة للتغطية على فشله وعجزها عن تحرير الضفة والقدس بإدعاء انتصارات مهرجانية في قطاع غزة،ونخشى كما سبق ذكره أن يوظف من يملك قرار تنظيم فتح في غزة هذا النهوض للوطنية الفلسطينية لمساومة حركة حماس على مواقع وامتيازات ومشاريع اقتصادية في إطار إعادة إعمار غزة ،والحذر من أن يتم توظيف استنهاض الحالة الوطنية في القطاع لتكريس صيرورة غزة كيانا قائما بذاته يتم الصراع على من يحكمه .

    ســرطــان غــزة
    بقلم: رامي مهداوي عن صحيفة الأيام
    ملف جديد، أضعه بين يدي القيادة الفلسطينية والعربية، وبين يدي المؤسسات الدولية الصحية والإنسانية، في كارثة حقيقية يومية نراها ولا نتحرك لعلاجها، هناك موت يومي يجب محاربته بكل طاقاتنا وإمكانياتنا، وبصراحة على قيادة "حماس" أن تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأساسية في هذا الملف كما تدير الأنفاق بجدارة، كما وليس المطلوب من المؤسسات الدولية فقط الإحصائيات ووصف الحالة..... هناك من يموت بشكل يومي.
    ويكيليكس خرم إبره _فرع غزة_، يضع بين يديكم هذه المعلومات والحقائق حول مرضى السرطان في قطاع غزة، وهنا يجب أن أشير بأن مقال اليوم هو تجميع معلوماتي من مؤسسات مثل مركز الميزان_شكراً لكم_ وأفراد أضعه كما هي" بالنص الحرفي" سامحوني ما بفهم بالطب!! مع مساندتي وإيماني المطلق لعلاج هذا الملف وأتحمل المسؤولية الكاملة.
    هل تعلمون بأنه يسجل يومياً 4 حالات سرطان في قطاع غزة جديدة على الأقل منذ اب 2012_ السجلات موجودة لمن يندهش أو يستهجن أو يُكذّب_ هذا الرقم يدق جرس الخطر، نظراً لأن الإمكانيات المتاحة لم تستطع تسجيل كل الحالات في قطاع غزة. المعلومات التي أمتلكها تشير أن معظم الحالات الجديدة المسجلة تتوزع بين سرطان الثدي لدى الإناث وسرطان الدم لدى الأطفال، وسرطان الغدد اللمفاوية لدى الذكور.
    واقع مرضى السرطان بغزة في أرقام: بلغ عدد مرضى السرطان (10780) مريضاً بين 1995-2010، يشكل الذكور ما نسبته (47%) من عدد المرضى والإناث (53%)، المعدل العام للإصابة بالسرطان هو (61) حالة لكل (100.000) نسمة، المعدل السنوي للحالات هو (900) حالة جديدة سنوياً، يشكل سرطان الثدي أعلى نسبة إصابة بالمرض بنسبة تصل إلى (16.5 %) من إجمالي أنواع السرطان، وهو الأول أيضاً عند النساء، يعد سرطان الرئة المرض الثاني بين أنواع السرطان ويشكل (9.7%)، وهو النوع الأول عند الرجال، يعد مرض السرطان السبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، بنسبة تصل إلى (11.8%) من إجمالي الوفيات، السبب الأول للوفاة هو سرطان الرئة يليه بالترتيب سرطان الثدي والقولون.
    معدل الوفيات بسبب السرطان تبلغ (36.5) لكل 100.000 نسمة.
    يشير واقع الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السرطان في قطاع غزة إلى وجود تدنّ في هذه الخدمات ينعكس سلباً على الحقوق الصحية لهؤلاء المرضى، وذلك لجملة من الأسباب أهمها:
    النقص في عدد الأطباء والممرضين والأسرة، الضعف في إمكانات التشخيص "عجز في صبغات العينات، لا يوجد مسح ذري لتقييم درجة انتشار الورم، ومسح البوزيترون"، تأخر تشخيص المرضى في بعض الأحيان بسبب تعطل الأجهزة المستخدمة في التشخيص ومنها على سبيل المثال جهاز التصوير المقطعي CT، مما ينعكس سلباً وبشكل خطير على صحة المرضى، نقص في العلاجات الكيماوية، والتي لا تتوفر معظم شهور السنة، عدم وجود أقسام للمواد الإشعاعية، ومضادات حيوية مساعدة في حالة نقص المناعة بسبب العلاجات الكيماوية.
    غرف العزل غير مؤهلة بالشكل المناسب، كما يتم إغلاق هذه الغرف في بعض الأحيان ويتم إدماج المرضى في غرف أخرى غير آمنة بالنسبة لهذا النوع من المرضى الذين يحتاجون رعاية خاصة، وهذا ما حدث بالفعل في مستشفى الشفاء حيث تم غلق غرفة العزل فيها منذ 20 أيار الماضي، لا تتوفر مضادات حيوية مساعدة في حالة نقص المناعة بسبب العلاجات الكيماوية. يتم في بعض الأحيان تحويل مرضى للعلاج في الخارج للحصول على دواء لا تزيد كلفته (100) شيكل، مثل العلاج Adramycin أو 6TG، وهذا بالطبع ينهك المريض جسدياً ومادياً.
    هناك ضرورة إعمال الحقوق الصحية لهؤلاء المرضى وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم،عشان هيك على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتحرك فوراً لضمان تمتع سكان القطاع بحقوقهم الصحية، على المجتمع الدولي بالتحرك الفاعل لضمان وقف العقوبات الجماعية التي تفرضها قوات الاحتلال على قطاع غزة وسكانه، وإلزامها بالقيام بمسؤولياتها بتأمين الصحة العامة والشروط الصحية وأن توفر بأقصى ما تسمح به وسائلها العناية الطبية للسكان في الأراضي المحتلة، على حركة حماس الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى السرطان، عبر توفير الإمكانات اللازمة للتشخيص والعلاج.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 283
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:46 PM
  2. اقلام واراء محلي 282
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:45 PM
  3. اقلام واراء محلي 281
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:44 PM
  4. اقلام واراء محلي 280
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:43 PM
  5. اقلام واراء محلي 270
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:31 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •