النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 292

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 292

    أقــلام وآراء إسرائيلي (292) الجمعـــة- 15/03/2013 م

    • في هــــــذا الملف
    • نهاية ورقة المسكنة
    • بقلم:ايلي افيدار،عن معاريف
    • المشكلات صعبة والحلول بعيدة
    • بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
    • دبابات الاسد في الجولان لقتال السلفيين وليس اسرائيل
    • بقلم:غي بخور،عن يديعوت
    • المتظاهرون
    • بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
    • رئيس الوزراء اوباما
    • بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
    • قطيعته مع الكنيست
    • بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس
    • يا اردوغان هذه ليست الصهيونية
    • بقلم:ديمتري تشومسكي،عن هآرتس
    • زيارة الرئيس: اوباما والرسائل
    • بقلم:البروفيسور ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم


    • نهاية ورقة المسكنة
    • بقلم:ايلي افيدار،عن معاريف

    بينما توجد اسرائيل في سباق ضد الساعة لاداء الحكومة الجديدة اليمين القانونية، ينشغلون في السلطة الفلسطينية في تهيئة الارضية لزيارة الرئيس اوباما في المنطقة. ويؤمن مسؤولو السلطة بان الزيارة تشكل فرصة لمرة واحدة من ناحيتهم لانتزاع تنازلات من اسرائيل. في الولاية الاولى للرئيس طلب ابو مازن وقف البناء في المستوطنات ومواصلة تحويل الاموال للسلطة كشرط لاستئناف المحادثات، والان أيضا سيطرح الفلسطينيون مطالب قاطعة للدخول الى المفاوضات.
    وستركز الاستراتيجية الفلسطينية على خلق التزام من الادارة بما يجري على الارض بل وبالنسبة للتسوية الدائمة. وأوضح المستشار السياسي لابو مازن، نمر حماد بان 'القيادة الفلسطينية تعتزم في اللقاء مع الرئيس أن تطرح الاسئلة البسيطة: كيف يقترح هو تطبيق حل الدولتين وانهاء الاحتلال الذي بدأ في 1967؟ كيف سينفذ هذا الحل على الارض؟ كيف ستقوم دولة فلسطينية، دون أن تكون مشكلة في الجغرافية بسبب المستوطنات؟'.
    ويعتزم الفلسطينيون أن يطرحوا على الطاولة ايضا الازمة الاقتصادية في السلطة على افتراض أن الامريكيين معنيون بالامتناع بكل ثمن عن انهيار الحكم في رام الله. وشرح حماد بان الولايات المتحدة تشارك في الاستقرار الاقتصادي الفلسطيني. وكشف النقاب عن أن السلطة تحاول اشراك الدول الاوروبية في المحادثات بين رام الله والقدس. وسيشرح ابو مازن لاوباما بانه دون ضمانة دولية وتسهيلات اسرائيلية سيصعب عليه الشرح لشعبه لماذا وافق على استئناف المحادثات. وستحاول القيادة الفلسطينية الاعراب عن موقف مصمم يرفض مسيرة دون بادرات طيبة من جانب اسرائيل. غير أنه خلافا لولاية اوباما الاولى، من المتوقع في السلطة أن يصطدموا برئيس واعٍ، رأى كيف تصبح التطلعات للحرية والديمقراطية كابوسا اسلاميا؛ كيف تسقط الدكتاتوريات باسم الديمقراطية فقط كي تتحول الى ثيوقراطيات (حكم ديني)؛ وكيف أنه رغم التأييد الامريكي لتطلعات الحرية، يتجه الغضب في الشارع بالذات نحو أمريكا. حملة الاحتجاج ضد زيارة وزير الخارجية جون كيري الى مصر جسدت بالملموس هذه النقطة جيدا.
    ابو مازن لا يمكنه أن يواصل استخدام ضعفه الاقتصادي والسياسي لانتزاع التنازلات. فقد استنفدت نفسها 'ورقة المسكنة'. والرئيس الفلسطيني ملزم بان يثبت للامريكيين بانه بوسعه ان يقود عملية جماهيرية من أجل السلام في ظل حلول وسط تاريخية أليمة.
    من ناحية الامريكيين، حان الوقت للفحص اذا كان عباس وفياض قادرين على قيادة مسيرة دبلوماسية ذات مغزى. وسيسعى اوباما الى فحص كم يسيطر ابو مازن عمليا على مناطق يهودا والسامرة، وماذا ستكون قدرته على فرض تسوية على غزة، ان لم يكن على الاطلاق. ولن يقيم الامريكيون للفلسطينيين دولة طالما ليس واضحا ما هو الافق الاداري والسياسي لها، وما هي القوة الحقيقية للقيادة.
    في الولاية الاولى استثمرت الادارة مالا سياسيا وجهدا جما على انتزاع تجميد البناء مع اسرائيل، وذلك فقط كي ترى كيف يبذر الفلسطينيون معظم الفترة دون أن يدخلوا حتى الى المحادثات. والان ايضا سيوافق الرئيس الامريكي على ممارسة الضغط على القدس في موضوع المستوطنات، ولكن هذه المرة سيأتي حاملا مطالب واضحة من الطرف الفلسطيني ايضا، وعلى رأسها الدخول الفوري الى مفاوضات ذات مغزى.
    على الفلسطينيين أن يفهموا بان الرئيس الذي سيلتقوه في الزيارة القريبة سيكون أقل صبرا وأكثر انتقادا. واذا حاكمنا الامور حسب السلوك غير المكترث للقيادة في رام الله في الاشهر الاخيرة فليس مؤكدا على الاطلاق ان يكون لدى ابو مازن أجوبة على أسئلة اوباما.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    المشكلات صعبة والحلول بعيدة

    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    احتاج كرادلة الكنيسة الكاثوليكية الى يوم واحد لانتخاب بابا، واستغرق الجهاز السياسي في اسرائيل في ذلك شهرا ونصفا. فلا عجب من أن ذلك الاجراء في الفاتيكان في روما انتهى بالغناء والرقص وانتهى في اسرائيل بحل مفروض. 'ستكون عندنا أحلى حكومة'، أعلن أمس نفتالي بينيت الذي هو الرجل المفتاح في الحكومة الجديدة. وقد فكر في الحمص حينما قال أحلى، بلا شك.
    حينما ينتهي تفاوض، أي تفاوض، ينحصر التباحث الفوري في سؤال من ربح ومن خسر، ومن أعطى ومن أخذ. وحينما يكون الحديث عن انشاء حكومة لا يكاد يوجد لهذا السؤال معنى. فليست الكمية هي التي تقرر بل الماهية مثل أين يوجد مركز الثقل في الحكومة الجديدة، والى أين تسعى، وهل عناصرها مهيأة لشراكة طويلة، وهل هناك احتمال لتوحيدها حول رؤيا مشتركة وقواعد لعب متفق عليها وعلاقات ثقة وود متبادل؛ وهل هذا الطفل الذي ولد من اغتصاب سيكون قادرا على تأدية عمله.
    ليس الجواب سهلا. كان نتنياهو يفضل أن يؤسس ائتلافه على الحريديين، فالحزبان الحريديان لا يطمحان الى وراثته بل اهتمامهما فئوي، فهما يُمكّنانه هو وكل رئيس وزراء من ان يعالج كما شاء برنامج العمل السياسي والامني، ويتدخلان في قرارات اقتصادية فقط حينما تمس رفاه ناخبيهما. وأراد ان يضم الى الحريديين حركة لفني وما بقي من كديما عن افتراض ان هاتين القائمتين الحزبيتين أصغر من أن تُهدداه، وان يضم حزب العمل ايضا على غير اختيار. وحينما أدرك ان رفض حزب العمل نهائي حاول ان يشق الاحزاب وكل ذلك للتوصل الى ائتلاف 61 نائبا.
    لم يُرد بينيت ولم يُرد لبيد. فقد رأى كل واحد منهما، ورآهما معا بقدر أكبر، حصانا طرواديا سيُدمر حكومته من الداخل. ولم يُزل التفاوض الائتلافي هذا الخوف. فقد أراد نتنياهو ان يحافظ على الائتلاف الماضي بكل ثمن تقريبا. وكان طموحه المعلن عشية انشاء الائتلاف الجديد ان يُغيره في أسرع وقت ممكن. وهذا هو ما يعد به الحريديين وهذا هو ما يعد به نفسه. كانت المعركة على شغل حقيبة التربية جزءا من هذا التصور. وتحدثت الدعايات في الاعلام عن حب جدعون ساعر العميق للتربية وعن أحلام نتنياهو التربوية، وكان كل ذلك ستار دخان. فقد أراد نتنياهو حقيبة التربية لتكون غسالة لأنه لا توجد حقيبة أفضل منها تُنقل بواسطتها مئات ملايين الشواقل الى مؤسسات حريدية. ولم يخسر ساعر في المعركة بل نتنياهو والحريديون.
    قام الحلف بين لبيد وبينيت بسبب رغبة نتنياهو في ابعادهما. وتأسس على افتراض ان نتنياهو قابل للضغط عليه وانه لن يقامرَ على مقعده: فاذا أقاموا في مواجهته جبهة مُكتلة وعنيدة فسينتهي الى الانكماش. وبينيت يعرف نتنياهو ويعرف قدرته على الصمود من عمله في ديوانه. وكذلك يعرف مبعوثه للتفاوض إيال غباي، نتنياهو من الديوان. ويعرفه أوري شني مستشار لبيد من سنوات عمله تحت إمرة اريئيل شارون. وكان رهانهما رابحا. فقد تلوى نتنياهو وانكمش في نهاية الامر. لكن للتفاوض من هذا النوع ثمنا. سيشغلان مناصب رفيعة في حكومة يحتقران رئيسها احتقارا ظاهرا. وفي حكومة من هذا النوع فان الشعور بالاضطهاد يزداد كبرا. ولا توجد سلطة واحدة يتطلع اليها. ويكون هذا على ما يرام ما بقي الجدل في مقدار الهبة للمدارس الدينية لكنه يصبح أكثر اشكالية حينما يكون الموضوع ايران أو حزب الله. ويصبح الوضع اشكاليا بصورة مميزة حينما يكون المبتدئان قرب مائدة الحكومة يطمحان، كل واحد على حدة، الى قيادتها بدلا منه.
    يوجد ألد أعداء نتنياهو الآن في حزبه هو. فالذي يضطر الى ترك وظيفته المحترمة يخيب أمله ومن كان يأمل الحصول على وظيفة ولم يحصل عليها يخيب أمله. وسيخرج الشعور بالمرارة الى الخارج في اللحظة التي يعلن فيها نتنياهو شغل المناصب. فكل من سيتضرر وكل من سيخيب أمله سيلقي الذنب كاملا على نتنياهو. وسيذكرون له علنا ما يهمسون به اليوم سرا: خطيئة الاتفاق مع ليبرمان؛ وكارثة الانتخابات؛ ودفع بينيت الى ذراعي لبيد؛ والثمن الذي دُفع في التفاوض.
    يتحدث وزراء عن ولاية نتنياهو الثالثة على أنها ولايته الاخيرة. ويقولون انه يجب الاستعداد لليوم التالي. ويجب ان تُشكل قيادة جديدة لليكود ويجب انعاش الصفوف؛ وتغيير السياسة الاقتصادية. ولم يعد نتنياهو يسيطر على قيادة حزبه.
    ولم نقل شيئا حتى الآن عن المشكلات المشتركة لحكومة نتنياهو الجديدة وللدولة لأنه من اجل ذلك ينشئون حكومة. والمشكلات صعبة ومعقدة والحلول بعيدة. وسيحتاج نتنياهو الى أطنان من البوظة ليجعل السنوات القادمة في شارع بلفور حلوة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    دبابات الاسد في الجولان لقتال السلفيين وليس اسرائيل


    بقلم:غي بخور،عن يديعوت

    عبرت جهات في اسرائيل في الايام الاخيرة عن قلق من ان تترك قوة المراقبين من الامم المتحدة الموضوعة في الجزء السوري من هضبة الجولان مواقعها، لكن لاسرائيل خاصة مصلحة في ان يترك المراقبون.
    وُضعت هذه القوة إثر اتفاق الفصل بين القوات بين اسرائيل وسوريا منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي وهي منذ ذلك الحين موضوعة في وضع فاسد في جيب الفصل بين اسرائيل والجيش السوري. والمراقبون ليسوا مسلحين ولا يفصلون بالفعل بين الطرفين بل يراقبون الفصل في ظروف عيش خمس نجوم، بيد ان الجيش السوري في السنتين الاخيرتين انتقضت عُراه ولم يعد موجودا بصفة قوة مهمة بالنسبة لاسرائيل بحيث أصبحت مهمة المراقبين لا داعي لها. وهم يشتغلون في الأساس بانتقال العرائس وطلاب الجامعات الدروز من جهة الى اخرى، وببيع التفاح من اراضي الدروز في اسرائيل لسوريا وبشؤون مدنية من هذا القبيل يُشك في ان تكون ضمن تفويضهم. وبعد ان اختطف عدد من المراقبين وأُفرج عنهم هرب عدد منهم بصورة مخجلة الى اسرائيل حتى لقد كفوا عن القيام بعمل الرقابة بصورة حقيقية.
    كان الاسد في حينه يستعمل مراقبي الامم المتحدة هؤلاء ليُدخل أصابعه في هضبة جولاننا بواسطة شراء التفاح ذاك أو نقل الماء سرا، وأراد بذلك ان يشير الى أنه يرعى الدروز في هضبة الجولان الاسرائيلية. وتم هذا الدخول السوري بواسطة المراقبين وكان من المتاح آنذاك معارضة ذلك.
    ولما كان الصراع السوري الداخلي يتوقع ان يستمر سنين طويلة حتى بعد سقوط النظام فانه ليس لنا أي اهتمام بصلة ما بسوريا. ومن هذه الجهة فان الارتباط بواسطة المراقبين يضايق فقط. علينا ان نغلق الحدود وألا نتدخل بأي صورة فيما يجري هناك حتى ولا عن طريق المراقبين الذين يتهمهم السلفيون المتمردون أصلا بأنهم مؤيدون لاسرائيل أو للاسد. ليس لنا أي اهتمام طائفي أو غيره فيما يجري في سوريا ولا يفترض ان يكون لنا اهتمام بحفظ قوة المراقبين هذه.
    برغم علاقاتنا الاشكالية بالامم المتحدة، ترعى اسرائيل قوة المراقبين في هضبة الجولان وتمنحها جبهة داخلية، وليس لنا تاريخ سوّي مع الامم المتحدة ولا يوجد ما يدعو الى ان نفعل ذلك. تتدخل الامم المتحدة فيما يجري في اسرائيل في جميع المستويات حتى بشأن المتسللين من افريقيا وعلينا ان نصد هذا التغلغل باعتبار ذلك عمل سيادة. فلتتفضل الامم المتحدة اذا ولترسل مراقبيها الى دمشق أو فلتهتم بهم بنفسها.
    لكن توجد مشكلة اخرى مع اتفاقات الفصل بين القوات بين اسرائيل وسوريا ومع قوة الامم المتحدة الفاسدة هذه. حاول بشار الاسد في الاشهر الاخيرة خاصة ان يحتل من جديد القرى الصغيرة في هذا الجيب وأرسل الى هناك دبابات، لكن اسرائيل اشتكت للمراقبين أنه ينكث الاتفاق وتراجع الرئيس السوري عن ذلك. لكنه اذا لم يرسل دبابات ومروحيات فكيف سيطرد عصابات السلفيين المسلحة من هناك؟ تشتكي اسرائيل من جهة ان حدودها تسيطر عليها عصابات من المخربين. وهي لا تُمكّن النظام السوري من جهة ثانية أو ما بقي منه من طردها.
    يجب على اسرائيل ان تُبلغ الامم المتحدة أنها غير مسؤولة ولن تكون مسؤولة عن هؤلاء المراقبين وأنها تغلق الحدود اغلاقا محكما. انهم جزء من الخطاب السوري وهي نفسها تغلق الحدود تماما. وليس لاسرائيل مشاركة في الحرب الطائفية في سوريا أو في صناعة الأكاذيب الوسواسية التي عاشت عليها الامم المتحدة ومؤسساتها طول السنين. فقد حان وقت ان تدافع الامم المتحدة التي يتناول ما لا يحصى من قراراتها اسرائيل 'الفظيعة الرهيبة' بنفسها عن مراقبيها البائسين.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    المتظاهرون

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    اليكم الثلاثة الذين سيقودون اسرائيل في السنوات القادمة: بنيامين نتنياهو ويئير لبيد ونفتالي بينيت وهم التوائم الثلاثة. وهم جميعا من القرية نفسها: فهم أثرياء جدا واشكنازيون جدا ورجال جدا ومُحدثون جدا ومتظاهرون جدا. ولا يوجد شيء مشترك بينهم أكثر من التظاهر فهو جوهر وجودهم السياسي ومصدر نجاحهم. هذه هي حال جوقة متظاهري اسرائيل الموحدة التي ستقودنا الى السلام أو الى الحرب، والى الغنى أو الى الفقر، والى الصحة أو الى الداء، والى العدل أو الى الظلم وقد أصبح هتاف المتفرجين الاسرائيليين هادرا.
    حوّل المتظاهر بنيامين نتنياهو وهو الأكبر سنا وأعظم تجربة بين الثلاثة، حوّل نظرية التظاهر الى فنه. فكما لا يمكن ان يُضبط من غير زينة لا يمكن ان يُضبط وهو يقول الحقيقة ايضا. إن الدولتين وبار ايلان واصلاح الشرفات أو الاهتمام بالضعفاء كل ذلك مساحيق وجه وتزجيج للحواجب والعيون. انه علماني إبن علمانيين يُقدس التوراة باعتبارها سر وجود دولته؛ وهو ديمقراطي وليبرالي في ظاهر الامر يرى ان القانون الدولي معادٍ للسامية وان الديمقراطية خائنة؛ وهو وطني مُعلن، هاجر أكثر عائلته الى الخارج وكاد هو ايضا يفعل ذلك؛ وهو سياسي عصري يعمل في مجال واحد على الأقل كأنه المسيح المخلص.
    لكن نتنياهو هو السياسة القديمة فخذوا اليكم الجديدة. إن المتظاهر لبيد الذي كان ينتمي في طفولته الى النخبة الاجتماعية وفي بلوغه الى النخبة الاقتصادية، هو زعيم الطبقة الوسطى التي لم يكن ينتمي اليها قط؛ وهو الجندي الجريء من 'في المعسكر' الذي يرفع راية المساواة في عبء الخدمة العسكرية؛ وممثل العلمانية المستنيرة يعارض تقسيم القدس (لبواعث لا يمكن ان نصفها إلا بأنها دينية)؛ وهو المتحدث بلسان الاسرائيلية العصرية الذي لا يعنيه الاحتلال؛ وهو ممثل العلمانية والتنور الذي قرن مصيره السياسي بممثل التدين والقومية المظلمين.

    ومثله المتظاهر بينيت. فهو زعيم حزب المستوطنين الذي يحقق حلم الاستيطان من رعنانا؛ وهو زعيم الحزب المتدين ذو القبعة الصغيرة وشريكه السياسي الأقرب علماني؛ وهو رجل هاي تيك لا يعرف كلمة احتلال؛ وهو ممثل الحداثة الذي يدعو في 2013 ايضا الى ضم المنطقة (ج) الى اسرائيل؛ وهو الداعي الى أخوة الاخوان ويقصي العرب ويتجاهل وجودهم وينكر حقوقهم مثل لبيد بالضبط.
    إن ورق سلوفان مقعقعا يغطي هؤلاء الثلاثة وهو الذي منحهم نجاحهم. لا يشغلهم شيء سوى نجاحهم. وهذه واحدة من الخصائص المثيرة للكآبة للكنيست الـ 19 وهي انه لا يكاد يوجد فيها ناس يشغلهم سوى حياتهم المهنية. بل إن حب ارض اسرائيل وهو الاسم المغسول للشعور القومي، لم يعد متقدا في السياسة الجديدة كما كان في الماضي.
    كم يناسب هؤلاء المتظاهرين ان تكون استطلاعات الرأي شمعا يهدي خطاهم والاشتغال بالصغائر أكثر ما يهمهم. إيتوهم بمزيد من استطلاعات الرأي الجيدة وصور الانتصار المثيرة للتشجيع ولتذهب المواقف الحقيقية والشجاعة الى الجحيم وهي تلك التي قد تجبي ثمنا. إن حكومة بلا حريديين وبلا وزراء بلا حقائب وزارية وبلا مائدة اخرى في الكنيست هي صورة نصر وهي المشهد العام. هل يتجه لبيد الى وزارة الخارجية؟ قد يجر هذا انتقادا. هل 'مساواة في العبء'؟ انها صورة نصر اخرى. أنظروا كيف تم التفاوض الائتلافي الطويل وفي ماذا. في التفاهات الصغيرة التي تثير تشجيع الجمهور فقط. هل يعلم أحد ما الذي ستفعله الحكومة الجديدة في المجالات المصيرية كالسلام والحرب وايران والميزانية العامة والتربية والصحة؟ لا شيء. تكفي صورة نصر مع عشرين وزيرا.
    والجمهور يغني والجمهور يرقص. أصبح عندنا في نهاية الامر حكومة بلا حريديين وأصبح عندنا في نهاية الامر برنامج عمل 'مدني'. إن شارع سكولوف في رماته شارون (وأشباهه) في ابتهاج مميز لأننا نجحنا في اخراج الاوساط المضايقة خارج الاطار. فهذه حكومة لا يوجد فيها (تقريبا) شرقيون، ولا يوجد فيها (تقريبا) نساء، ولا حريديون ولا عرب وليس مصير الفلسطينيون والافارقة ايضا على مائدتها. هكذا هو حفل الاشكنازيين الشبعانين المتنعمين الذين ينتظرون 'اصلاحات' لبيد قرب برميل بارود سيكفي عقب سيجارة واحدة لاشعاله.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    رئيس الوزراء اوباما


    بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

    إن سؤال من يكون رئيس وزراء اسرائيل هو سؤال مهم في الأكثر. لكن هذا السؤال في كل ما يتعلق بأمن اسرائيل القومي يصبح أقل أهمية. وليس سبب ذلك مفرحا. خسرت اسرائيل في الاشهر الاخيرة في الوقت الذي كانوا يشغلون أنفسهم فيه هنا بالمساواة في العبء بقدر كبير القدرة على صوغ مستقبلها الاستراتيجي. ففي خلال الشتاء الماطر للانتخابات في الوقت الذي سأل فيه الجميع أين المال بلغت ايران حد مجال الحصانة. وفي خلال وقت قصير سيتوقف سؤال هل تستمر اسرائيل في كونها القوة الاقليمية المهيمنة عن ان يكون سؤالا اسرائيليا وسيصبح سؤالا امريكيا. فليس رئيس وزراء اسرائيل السيادية ذو السيادة هو الذي سيقرر هل نبقى أسياد أنفسنا بل رئيس الولايات المتحدة.
    اليكم خلاصة الفصول السابقة: إن قدرة الاسرائيليين على ان يعيشوا حياة شبه سوّية في هذا المكان غير العادي تقوم على احتكار ديمونة. تبين قبل نحو من عشر سنوات ان ايران تهدد احتكار ديمونة على النحو الأكثر حقيقية. وأملت اسرائيل في السنين 2002 2008 ان تصد يد خفية التهديد الايراني لمستقبلها. وكانت اليد الخفية في الحقيقة يدا شجاعة وخلاقة وعبقرية تقريبا لكن المهمة كانت أكبر منها. ولهذا هددت اسرائيل في السنين 2009 2012 بصد التهديد الايراني بقواها الذاتية. لكن في هذه الايام حقا يتلاشى التهديد الاسرائيلي المضاد ويفقد فعله. وستضطر اسرائيل في القريب ولاول مرة في تاريخها بسبب ذلك الى ان تُسلم مصيرها الى آخرين. فليس الاسرائيليون هم الذين سيقررون هل يبقون أم يفنون بل سيقرر هذا باراك اوباما.
    إن الوضع الجديد يضيء بضوء جديد ما حدث هنا في السنوات الاخيرة فقد تبين متأخرا ان بنيامين نتنياهو واهود باراك كانا على حق حينما اعتبرا 2012 سنة مصيرية. ويتبين متأخرا ان نتنياهو وباراك لم ينجحا في استخلاص ما أرادا استخلاصه من السنة المصيرية. فبعد أن أحدثا دراما دولية كبيرة أدار المجتمع الدولي ظهره لهما. وبعد ان أحدثا دراما اسرائيلية كبيرة أدار أكثر الاسرائيليين ظهورهم لهما. وبرغم ان تحليلهما للوضع كان صحيحا، لم ينجح نتنياهو وباراك في صد ايران في الفترة الاخيرة التي كانت اسرائيل فيها ما تزال قادرة على صد ايران.
    والوضع الجديد يضيء بضوء جديد ايضا ما سيحدث هنا في السنوات القادمة: فبعد اشهر معدودة ستنتهي فترة استقلال اسرائيل الأمني. وبعد ذلك فورا ستنتقل الكرة الى البيت الابيض وستكف اسرائيل عن كونها ذات صلة ويكف نتنياهو عن كونه ذا صلة بل سيكف الجيش الاسرائيلي عن كونه ذا صلة. وسيصبح رئيس الولايات المتحدة وقد سُلم اليه أمن اسرائيل القومي. فاذا استقر رأيه على دفع الأثمان الباهظة التي تصاحب صد ايران فستنمو اسرائيل. واذا استقر رأيه على التخلي أو الضعف فستتدهور اسرائيل. إن اوباما سيرأس بالفعل الحكومة الـ 33 لاسرائيل.
    فعلت اسرائيل قدر طاقتها في السنوات الاربع الاخيرة كي تُبغض نفسها الى الرئيس الامريكي. فهي لم تستجب لطلبه ان تقوم باجراء شجاع مع الفلسطينيين، واستجابت جزئيا ووقتيا لطلبه تجميد المستوطنات، وأظهر مسؤولون اسرائيليون كبار تشجيعا لخصومه وأحدثوا انطباع أنهم يريدون اسقاطه. وبرغم ذلك يُصر اوباما كما يزعمون في واشنطن على ان يكون صديق اسرائيل. فهو يؤيد القصة اليهودية الأساسية عن مختبرات الحرية ويميل الى القصة الاسرائيلية المستنيرة لعاموس عوز ودافيد غروسمان. وكما منح اسرائيل قبة حديدية أمنية سيفرح بمنحها قبة حديدية استراتيجية. ولهذا سيأتي الى هنا في الاسبوع القادم كي يصلح الأخطاء التي اخطأها في ولايته الاولى وكي يفتح صفحة جديدة في علاقاته بأمة تشك فيه شكا عميقا. إن الزيارة القصيرة المضيقة ستكون مختلفة عن كل زيارة سبقتها، فهي هذه المرة زيارة رئيس امريكي وُضع مصير دولة اليهود في راحته.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    قطيعته مع الكنيست

    بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس

    حينما يخطب رئيس قوة من القوى العظمى في المجلس النيابي لدولة مضيفة فانه يهب لها التكريم في الأساس. انه لا اختلاف في حق أكثر الدول في العالم في الاستقلال أو في موقع عواصمها وهويتها. لكن الحال ليست كذلك بالنسبة لاسرائيل. لأن طائفة من دول العالم، لاسباب معروفة، لا تعترف بشرعية وجود دولة يهودية عامة وفي 'الشرق الاوسط المسلم' خاصة. وهناك دول أكثر منها وفيها تلك التي تُعرف أنفسها بأنها تريد الخير لاسرائيل، لا تعترف بأن القدس عاصمتها حتى القدس الغربية. وعلى ذلك فان خطبة رئيس امريكي في الكنيست ولا سيما في فترة الفوضى الموجودة الآن في الشرق الاوسط هي أكثر من هبة تكريم.
    بعد حرب يوم الغفران توسط جيمي كارتر الذي قد يكون أكثر الرؤساء الامريكيين عداءا لاسرائيل، بين مصر (التي هُزمت في ميدان القتال في هذه الحرب لكنها سلكت سلوك المنتصرة من جهة وعيية ونفسية) وبين اسرائيل التي سلكت سلوكا كأنها أُصيبت بصدمة حرب. ولاحراز انسحابها 'حتى آخر سنتيمتر من الارض المصرية المقدسة' (كما قال أنور السادات الذي خطب في الكنيست وحظي فيها باستقبال لم يحظ به أحد قط)، 'توجه الى الشعب' بخطبة في الكنيست. واحترم الرئيسان بيل كلينتون وجورج بوش ايضا رمز الديمقراطية الاسرائيلية الكنيست وخطبا في منتخبيها. وبعد ذلك فقط وكان ذلك في الأساس من اجل لقاء تمثيلي مع طبقات المجتمع الاسرائيلي، خطبا في مباني الأمة.
    كانت أول زيارة لبراك اوباما للمنطقة للقاهرة حيث خطب خطبة مستكينة للعالم الاسلامي. ولم تقلل الاستكانة الشعور المعادي لامريكا عند نظم الحكم والجماهير المسلمة ولا الباعث على الارهاب ايضا.
    ومنذ ذلك الحين أجرى زيارات اخرى للمنطقة كرر فيها جميعا تجاوزه لاسرائيل. وكان عند مواطني اسرائيل سبب يدعو الى اعتقاد ان اوباما معادٍ لاسرائيل وكلفه هذا التصور عنه ثمنا سياسيا لا يُستهان به في بيته. والآن وقد رضي وجاء، فانه يقطع مع الكنيست ويُهين الجمهور الاسرائيلي ومنتخبيه. ويبدو بذلك للأكثرية الغالبة من مواطني اسرائيل ان اوباما يستجيب بذلك لنصيحة قلة ألحت عليه في الماضي ان يلتف على الحكومات 'الرافضة' وان يتحدث 'الى الشعب'. واذا لم تكن القطيعة مع الكنيست كافية فان ناسه وحدهم فقط هم الذين يحددون قائمة المدعوين الى 'حديث مباشر الى الشعب' في مباني الأمة. انه 'عنصر استعماري خالص'، كما يسمي ذلك خبير العلوم الاجتماعية المتصل بالحبل السري بالاكاديمية الامريكية.
    إن احترام الرموز السيادية مثل الكنيست مهم جدا عند أكثر الاسرائيليين. فلو ان اوباما احترم وليس الامر متأخرا الى الآن هذا الرمز وخطب في الكنيست لحظيت خطبته بالاستماع اليها ولربما حظيت ايضا بالتأثير. لكن القطيعة مع الكنيست تُحدث منذ البداية جو مس بالكرامة الوطنية. والاهانة وهي إهانة مكررة ستشوش على الاستماع للمضامين.
    سيُذاع الحديث في ظاهر الامر بنفس القوة من مباني الأمة كما من الكنيست. لكن تأثيره سيقل بصورة ملحوظة، بل إن اسرائيليين كثيرين لن يريدوا الاستماع. أجل من المهم 'الحديث الى الشعب' لكن من المهم بصورة خاصة اقناع نفس ذلك الجزء من الجمهور الذي لا يقبل سياسة الولايات المتحدة نحو اسرائيل. ويبدو انه الأكثرية في الجمهور؛ وفي الكنيست ايضا، وفي الحكومة الماضية بيقين. وقد يسد هذا الجزء الآن أذنيه تماما ويكون مكسب القطيعة مُعادلا لخسارتها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    يا اردوغان هذه ليست الصهيونية

    بقلم:ديمتري تشومسكي،عن هآرتس

    ما الذي قصده في واقع الامر رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان حين شبه مؤخرا الصهيونية بالفاشية بل ووصفها بانها احدى الجرائم ضد الانسانية؟ فقد أراد على اي حال ان يقول ان سياسة الاحتلال في الضفة والحصار غير الانساني على غزة ذاك الذي سعى مواطنو دولته الى كسره حين صعدوا الى مرمرة، يشبهان اعمال التنكيل التي تقوم بها الدول الفاشية بحق مواطنيها رعاياها.
    ينبغي الاعتراف بانه في ادعاء من هذا القبيل يوجد اكثر من ذرة حقيقة. فممارسة حرمان حقوق الانسان الاساسية عن الفلسطينيين الذين في مناطق الاحتلال برعاية النظام الاستعماري العسكري مثلما يجد تعبيره، مثلا، في الاعتقالات الادارية وفي اخفاء الناس لسنوات طويلة في السجون الاسرائيلية بسبب مقاومتهم للقمع والاذلال يشبه على نحو مفزع اساليب القمع التي اتخذتها دكتاتوريات الظلام في القرن العشرين ضد معارضيها.
    فماذا لكل هذا بالصهيونية؟ منذ ظهرت على مسرح التاريخ في أواخر القرن التاسع عشر، تطلعت الصهيونية الى تحقيق حق تقرير المصير لشعب مضطهد وعديم الوطن. في الفترة التي سيطرت فيها في الشرق الاوسط الامبراطورية التي يتولى اردوغان اليوم المسؤولية عن بقاياها، كان الصهاينة، وعلى رأسهم السياسيون منهم، مستعدون للاكتفاء حكم ذاتي اقليمي وطني لليهود في بلاد اسرائيل، في اطار دولة عثمانية متعددة القوميات التي تصوروها.
    حتى بعد رحيل الاتراك بقيت الصهيونية مخلصة للفهم المنضبط والمكبوح الجماح لحق تقرير المصير. وذلك، انطلاقا من الخوف الصريح من فكرة السيطرة على شعوب اخرى والتي رأت فيها مسا لا يطاق في المبدأ العام للمساواة بين القوميات المبدأ الذي قامت على اساسه ايضا المطالب القومية للحركة الصهيونية. نحن الذين نطرح ... لكل العالم مطلب مساواتنا القومية التامة، ملتزمون بان نتقدم بهذا المطلب على انفسنا ايضا؛ واذا كان هذا المطلب يلزم كل العالم في موقفه منا، فانه يلزمنا ايضا في موقفنا من الاخرين'، قال بن غوريون في 1926.
    معادلة اردوغان الصهيونية = الفاشية تعكس بالتالي جهلا يصرخ الى السماء. ولكن دولة اسرائيل نفسها هي المسؤولة المباشرة عن خلق التماثل المشكوك فيه والمدحوض بين اصطلاح 'الصهيونية' والسياسة غير البعيدة في اساليبها عن الفاشية. إذ أنها عندما تحث للعقد الخامس سياسة القمع المدني والقومي لشعب كامل، والتي تتعارض جوهريا مع أسس الصهيونية وتتميز بمظاهر شمولية، فان اسرائيل تعرض نفسها المرة تلو الاخرى كدولة تحقق عمليا الايديولوجيا الصهيونية. وكنتيجة لذلك فان الصهيونية تتماثل أقل فأقل مع مفهومها الاصلي كحركة تحرر وطني لشعب مضطهد، وأكثر فأكثر مع نقيضها التام: خليط من الاستعمارية العسكرية والقومية التسيدية نظام يحرم رعاياه حريتهم وكرامتهم، ويستدعي بذلك التشبيهات بالانظمة الفاشية.
    كل من شرف ومستقبل الصهيونية عزيزين على قلوبهم، يجمل بهم بالتالي أن يوجه احتجاجه ليس الى اردوغان بل ضد الافساد الاسرائيلي للقيم الصهيونية، الافساد الذي يسمح لاردوغان وامثاله بطرح تشبيهاتهم المرفوضة. واذا كان لا يمكن على ما يبدو وضع حد في المستقبل المنظور لنظام الاستعباد القومي للفلسطينيين، فعلى الاقل يجب مطالبة من يقفون خلف هذا النظام الا يغطوا بعد اليوم عورة سياستهم شبه الفاشية بعلم الصهيونية. يجب القول بالفم المليء، على الملأ فاشية أم لا، اسرائيل المحتلة ليست دوية صهيونية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    زيارة الرئيس: اوباما والرسائل

    بقلم:البروفيسور ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم

    ستكون رحلة باراك اوباما الى اسرائيل في الاسبوع القادم تاسع زيارة لرئيس امريكي يتولى عمله الى البلاد، فقد سبقه الرؤساء ريتشارد نيكسون وجيمي كارتر وبيل كلينتون (اربع مرات) وجورج بوش الابن (مرتين).
    اذا استثنينا زيارة كارتر التي مهدت الطريق للتوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، فقد تميزت سائر الزيارات الرئاسية كلها بفرق بارز بين البعد المراسمي والبعد المضموني الجوهري. وبرغم ان القدس تنفست للحظة هواء القمم ملتفة بالبريق الرئاسي، كان الحديث عن زينة جليلة واحتفالية اختفت فورا بعد أن أُطفئت أنوار المنصة وودعنا الضيف الجليل الشأن منطلقا على وجهه. أو بعبارة اخرى ثبت فيما يتعلق بأكثر هذه الوقائع الكليشيه المعروف وهو ان أهمية الزيارة كانت في مجرد وجودها، ثبت أنه صحيح وخاب توقع ان يعمل صولجان الرئيس مثل عصا سحرية وان يُحرز شق طريق سياسي بحركة واحدة.
    والى ذلك وفيما يتعلق ببعض الزيارات، لم يكن يوجد ادعاء ما لأن يُدفع في اثنائها بخطة سياسية أو استراتيجية محددة، الى الأمام، وكان الحديث في تلك الحالات عن برنامج عمل امريكي داخلي واضح (كمحاولة الرئيس نيكسون اليائسة ان يتحرر من القبضة الخانقة لفضيحة ووتر غيت باثباتٍ عظيم التأثير لانجازاته في ميدان الشرق الاوسط)، أو بتفضل تأييد اسرائيل (مثل زيارة الرئيس بوش الابن في أيار 2008 التي تمت على خلفية الاحتفالات بذكرى ميلاد الدولة الستين). وعلى كل حال، حتى لو كان في الخلف مخطط سياسي ما وحتى لو كانت تُقارنه محاولة التأثير في الرأي العام الاسرائيلي (أو اجراء حوار مع الجمهور الاسرائيلي من فوق رؤوس قادته)، فلم يكن للكثرة الغالبة من الزيارات تأثير مباشر وواضح وملموس في نسيج العلاقات بين واشنطن والقدس. وحقيقة ان برنامج العمل الرئاسي كان مكتظا مزدحما ولم يترك وقتا لتفاوض حقيقي تقريبا، أسهمت هي ايضا في أن أصبحت تلك الزيارات في الأساس مراسم فارغة من مضمون حقيقي.
    إن هذه الصورة للجلالة الملكية من جهة، والنقائص الجوهرية من جهة اخرى، يتوقع ان تميز ايضا زيارة رئيس الولايات المتحدة الـ 44 القريبة. والى ذلك، وبعكس زيارات رئاسية سابقة كانت تطمح الى الدفع قدما بخطة سياسية موجودة (مثل اتفاقات واي التي كانت في مركز زيارة كلينتون الرابعة الى اسرائيل التي تمت في كانون الاول 1998، أو اطار أنابوليس الذي كان في خلفية زيارة الرئيس بوش الابن الاولى التي تمت في كانون الثاني 2008)، لا تقوم اليوم في برنامج العمل خطة سياسية محددة ما في المجال الاسرائيلي الفلسطيني. وعلى ذلك فليس الحديث عن جهد رئاسي لمنح مسيرة محددة الحث والتشجيع لأن المسيرة نفسها لم تُخلق بعد.
    إن خلاصة الرحلة الرئاسية لاوباما يمكن ان تُجمع اذا في مقولتين صريحتين أو ضمنيتين: الاولى ان حقيقة الزيارة يفترض ان تُثبت تصميم القوة العظمى على ألا تفصل نفسها نهائيا عن ميدان الشرق الاوسط باعتبار ذلك جزءا من جراء انطوائها في داخل الوجود الامريكي. وبرغم الاقتطاع الكثيف المتوقع من ميزانية الدفاع، وبرغم ترتيبات الأولويات الجديدة التي سمتها الادارة، يريد اوباما أن يشير الى ان استمرار التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة ولا سيما بازاء الخطر الذري الايراني الذي يزداد قوة، لا يُشك فيه حتى بعد إتمام الانسحاب الامريكي من الساحة العراقية.
    والثالثة ان الزيارة قد تعبر عن القلق الامريكي وتسرب الربيع العربي العاصف العنيف الى الصعيد الفلسطيني ايضا. ومن هذه الجهة وبرغم ان ليس الحديث حتى عن طرف خيط سياسي ما، يكمن في هذه الزيارة تعبيرا عن أمل ان يكون من الممكن في اثناء الاشهر القريبة ادارة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني (وإن لم تتم تسويته) على نحو يمنع تصعيدا خطيرا. لم يبق سوى ان ننتظر ونرى هل ستتلاشى الخطب الفصيحة البليغة سريعا في هاوية النسيان كما حدث في زيارات رئاسية سابقة من غير ان تترك أثرا ما على ساحة الشرق الاوسط.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 264
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:10 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 263
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:07 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 262
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:06 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 261
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:05 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 241
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:37 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •