النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 288

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء حماس 288

    اقلام وآراء
    (288)

    الخميس
    14/3/2013



    مختارات من اعلام حماس



    أقلام وآراء (288)

    علاقة الميزانيّة العسكريّة للجيش الإسرائيلي بالتهديدات الأمنيّة
    عدنان أبو عامر / الرأي

    مؤامرة على حق العودة
    د. يوسف رزقة / المركز الفلسطيني للاعلام

    صواريخ غزة تنتظر جواز السفر
    د.فايز أبو شمالة / فلسطين الان

    محمود الطيطي.. محمود شبانة!
    لمى خاطر/ المركز الفلسطيني للاعلام

    سلامات يا مصر.. وعشتِ في أمنٍ وأمان
    مصطفى الصواف / الرسالة نت













    علاقة الميزانيّة العسكريّة للجيش الإسرائيلي بالتهديدات الأمنيّة
    عدنان أبو عامر / الرأي

    تعيش الأوساط الإسرائيلية حالة من الشد والجذب قبيل إقرار الميزانية العامة، في ظل استقطاب حاد بين وزارتي المالية والحرب، حيث تسعى كل منهما لتكون الميزانية في صالحها، ففي حين ترى الأولى أن ميزانية الجيش مبالغ فيها، تعتقد الأخيرة أن ما تعيشه "إسرائيل" من تهديدات يتطلب منها المحافظة على حد أقصى من الموازنة.
    ومع ذلك، ترى محافل أخرى أن الجيش الإسرائيلي يستعدّ لحروب لن تقع في المنطقة، في إشارة لتخويف القيادة العسكريّة من أنّ تقليص ميزانية الدفاع أمر خطير، لأنه سيضر ضرراً شديداً بالاستعداد للتهديدات المتزايدة، لأن "الفحص السطحي" يُبين أنه يمكن، بل ويجب تقليص ميزانيّة الدفاع، لأن ذلك لن يضر باستعداد الجيش لتهديدات المستقبل.
    وبالاستناد إلى معطيات عسكريّة، تشير إلى أنّ الجيش يملك أكثر من 3100 دبابة و8 آلاف ناقلة جنود مدرعة، وصنع 1600 دبابة قبل 30 سنة، و220 منها عمرها 50 سنة! كما اشترى قليلاً من ناقلات الجنود المدرعة قبل عقود كثيرة.
    ونقلت محافل عسكريّة في وزارة الحرب وهيئة الأركان اعترافها بأنه لا يوجد أي سيناريو حرب في المستقبل في حدود "إسرائيل" سيُحتاج في إطارها، أو يُستعمل هذا الحشد العظيم من دبابات الجيش، فلم تعد احتمالات معارك المدرعات كتلك التي ميزت حربي "الأيام الستة ويوم الغفران" موجودة، في ظل العوامل التالية:
    • الجيش السوري أخذ يُسحَق، ولم يعد الآن قوة قتاليّة يجب أخذها في الحسبان.
    • سيكون الجيش المصريّ مشغولاً في السنين القادمة بشؤون الدولة الداخليّة، واحتمالات أن تبادر مصر لحرب أقل من ضعيفة، وحتى لو استقر رأيها على البدء بحرب فإن قواتها المدرعة ستحتاج لقطع شبه جزيرة سيناء، إضافة إلى أنه في هذه الحال سيُستعمل سلاح الجو الصهيونيّ للقضاء على صفوف المدرعات المتقدمة شرقاً.
    • لم يعد الجيش العراقي يشكل تهديداً لـ"إسرائيل"، وانتقضت عُرى "الجبهة الشرقية" واختفت، وهي الجبهة التي كان الجيش يستعد لمواجهتها قبل أكثر من 20 سنة.
    لذلك كله، لا يوجد أي تسويغ للاستمرار في الإبقاء على آلاف الدبابات والتسلح في المستقبل بدبابات كثيرة أخرى باهظة الكلفة، ما يعني تفعيل أجهزة الرقابة والإشراف على الجيش، الذي يطمح للتسلح بمنظومات سلاح كثيرة قدر المستطاع.
    وفي حين تنجح الرقابة في "الحد من شهوة" الجيش للتسلح، فلن يتكرر هذا في المستقبل، لكن تهرب الكنيست، المفترض به مراقبة الجيش، من هذه المهمة، يبقي المؤسسة العسكرية هي من تقرر وحدها بنية الجيش العسكريّة، وتسلحه، واستعداده العمليّاتي.
    في المقابل، فإنه سيبقى ينفق أموالاً كثيرة في إعطاء أجوبة على كل أنواع التهديدات في جميع المستويات، دونما صلة باحتمال تحققها، بحيث تصبح الميزانيّة الأمنيّة ضخمة جداً، وتأخذ تكبر في كل سنة، رغم أنّ هناك تغيّراً في صورة التهديدات لـ"إسرائيل" في العقدين الأخيرين بقدر كبير، ويبدو أنّ الجيش سيضطر في المستقبل القريب لأن يواجه في الأساس تهديدين رئيسين هما عمليات حرب عصابات، وإطلاق صواريخ مائلة المسار.
    مع العلم أن الاعتقاد السائد في "إسرائيل" يرى بأن احتمال حرب أخرى لجيوش دول المنطقة قد طُوي تماماً تقريباً، لكن هذا لا يعوق الجيش عن الاستمرار في بناء قوته لمواجهة سيناريوهات تشبه حروباً كـ"يوم الغفران"، وأنّ الجيش اليوم كبير جداً، ومسلح بمنظومات قتال باهظة الكلفة جداً، ترمي للرد على تهديدات تعترف الاستخبارات العسكريّة بأن احتمالات تحققها منخفضة جداً.

    مؤامرة على حق العودة

    د. يوسف رزقة / المركز الفلسطيني للاعلام

    مَنْ هو اللاجئ؟ تحت هذا العنوان تتحرك مكونات دولة الاحتلال الصهيوني على المستوى السياسي والإعلامي والقانوني في الأمم المتحدة وفي المؤسسات الدولية لاستخراج تعريف جديد للاجئ الفلسطيني. التعريف الجديد يريد إقناع العالم والمؤسسات الأممية أن اللاجئ صفة تستغرق (700 ألف) فلسطيني، هم الآباء والأجداد والذين طردوا بقوة السلاح من فلسطين المحتلة عام 1948م. ولا تنطبق هذه (الصفة القانونية) على أبنائهم وأحفادهم الذين ولدوا في مناطق اللجوء والشتات.

    من هو اللاجئ الفلسطيني؟ حملة جادة وقوية، تقوم عليها شركات علاقات عامة، وخبراء، وتضخ فيها أموال صهيونية كبيرة، وأصحابها على قناعة أن مَنْ أسقط الصهيونية من أجندة العنصرية في الأمم المتحدة يمكنه بالتعاون مع أمريكا ودول الغرب وغيرهم إسقاط التعريف الدولي الأممي للاجئ الفلسطيني الذي تعمل بموجبه وكالة (الأونروا) في فلسطين وفي العالم، والذي يمنح الصفة القانونية للاجئ الجد والأبناء والبنات، وبالتالي فإنه يستغرق الـ(700 ألف) الذين أخرجوا من ديارهم في عام 1948، وأبناءهم وأحفادهم والبالغ عددهم الآن حوالي (6 ملايين نسمة).

    حملة مَنْ اللاجئ؟ تستهدف دولة الاحتلال منها شطب حق العودة الذي يستمد قوته من قرار الأمم المتحدة 1994م عن (6 مليون) لاجئ فلسطيني، ومن ثم يمكن لنتنياهو أن يفاوض السلطة على مَنْ تبقى على قيد الحياة مِن الـ(700 ألف) وهؤلاء جلهم بنسبة تزيد عن 90% فارق الحياة ولقي ربه، ومن هنا ندرك مدى خبث هذه الحملة الإعلامية السياسية القانونية، وندرك لماذا تضخ في عروقها الملايين، وتقوم عليها شركات كبيرة لإنجاحها.

    إن جوهر القضية الفلسطينية يكمن في حق عودة اللاجئ الفلسطيني إلى أرضه ودياره وممتلكاته وهو ما ترفض دولة الاحتلال الاعتراف به.

    الأمم المتحدة ومنظمة الأونروا، ترفضان هذا المنطق الصهيوني المنحرف والمخادع، وما زالت الأونروا بحسب تصريحات ممثليها في الأراضي المحتلة تعمل حسب تعريف المنظمة الدولية، حيث يرث الأبناء صفة اللاجئ القانونية بدون نقاش أو جدال، ولكن نحن كلاجئين نخشى أن تنجح الصهيونية العالمية من الوصول إلى أهدافها بحرمان الفلسطيني من حق العودة، ونخشى أن يكون ثمة تواطؤ من دول كبرى، وشخصيات عربية على إجهاض قرار 194 وحق العودة، استجابة لحالة الأمر الواقع القائمة على أرض فلسطين المحتلة، وخشيتنا لها ما يبررها فنحن لم نجد حتى الآن حملة فلسطينية عربية مضادة لاعلى مستوى الإعلام، ولا على مستوى السياسة ولامستوى القانون، ودولة الاحتلال تعمل وحدها ونحن في غفلة عما يدور حولنا ويخطط لأهم ثابت من ثوابت القضية الفلسطينية.

    صواريخ غزة تنتظر جواز السفر

    د.فايز أبو شمالة / فلسطين الان

    لو استأذنت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة رئيس السلطة محمود عباس في مقاومة الاحتلال، لكان عليها الانتظار حتى اغتصاب آخر شبر من فلسطين، وما كان عباس ليأذن لحماس بالمقاومة، أو تطوير الصناعات العسكرية الفلسطينية التي قصفت (تل أبيب) اليهودية.

    ولو استأذنت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة رئيس السلطة محمود عباس في إصدار جواز سفر فلسطيني، لكان عليها الانتظار حتى يموت آخر مريض بحاجة إلى علاج في الخارج، في الوقت الذي تعيق فيه حكومة رام الله منح جواز السفر الفلسطيني، تحت حجة انتمائه لرجال المقاومة، أو بحجة تدربه على السلاح، أو بحجة كراهيته للصهاينة.

    قبل أيام أصيب المواطن فتحي زقوت بنوبة قلبية، وقد حاول ذووه تجديد جواز سفره في قطاع غزة، بهدف نقله سريعاً لتقي العلاج في الخارج، وكانت المفاجأة أن وزارة الداخلية في قطاع غزة لا تمتلك حق إصدار جواز سفر فلسطيني، ولا حق لها في تجديد جواز السفر، مما أجبر عائلة زقوت على الانتظار حتى تقوم حكومة رام الله بالتحري عن الشخص، الذي يهاجمه المرض، فمات، مات فتحي زقوت، وهو ينتظر صدور جواز السفر من حكومة رام الله.

    قد يندهش القارئ لو عرف أن فتحي زقوت هو أحد أبناء حركة فتح، وقد زاملته شخصياً في سجن نفحة الصحراوي، وكان يقضي حكماً بالمؤبد؛ بعد أن فقد ذراعه في إحدى التفجيرات ضد الصهاينة، وحين خرج من السجن، عمل فتحي زقوت في مدينة خان يونس مديراً عاماً في وزارة الداخلية، وكان يشرف على إصدار جواز السفر الفلسطيني، ويقوم بتسليمه للمواطن بيده، فلما احتاج شخصياً إلى جواز سفر، لم يجده لدى حكومة غزة المحرومة من إصدار جواز سفر، ولم تسعفه حكومة رام الله؛ التي ما زالت تتحرى عن سلوكه كي تمنحه جواز سفر.

    المواطن الفلسطيني في قطاع غزة بحاجة إلى وزارة داخلية فاعلة، وقادرة على خدمته، وجاهزة لإصدار جواز سفر فلسطيني يسهل له السفر، والمواطن الفلسطيني في قطاع غزة ليس درجة ثانية كي يلجأ إلى حكومة رام الله لتجري له التحري الزائف، والمواطن الفلسطيني في قطاع غزة ليس ابن البطة السوداء كي ينتظر المراسلات بين مكاتب غزة ورام الله، وينتظر التقارير السرية، وينتظر فتح المعابر، وإغلاق الطرق بمناسبة أعياد اليهود، المواطن الفلسطيني بحاجة إلى جواز سفر فلسطيني يصدر من قطاع غزة، وصادر عن الحكومة الفلسطينية التي حظيت بثقة المجلس التشريعي المنتخب، وما عدا ذلك فهو استسلام للباطل.

    وهنا قد يقول وكيل وزارة الداخلية في حكومة رام الله حسن علوي: لا يمكن إصدار وثائق رسمية ذات تمثيل دولي من حكومة مقالة، وغير شرعية، كتلك التي تديرها حماس في غزة! وتابع يقول: ليس المهم إصدار الجواز، وإنما الاعتراف بهذا الجواز! ونأمل ألا تقدم حماس على مثل هذه الخطوة العبثية التي لن تكرس الانقسام فقط، بل ستعني قسمة خطيرة للشعب الفلسطيني!.

    لو سألت عابر سبيل: أين الشرعية؟ سيقول: مع البندقية، ولو سألت امرأة أو طفل: من هو صاحب الحق بتمثيل الشعب الفلسطيني؟ سيقول لك: المقاوم هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والذي يستطيع أن يفرض على تل أبيب منع التجول يستطيع أن يفرض على المجتمع الدولي الاعتراف بجواز سفر يصدره في غزة، والذي يستطيع أن يسقط قذائفه في محيط اجتماع عباس أوباما يستطيع أن يدخل بجواز سفره الصادر من غزة إلى كل المحافل الدولية، ولا داعي للانتظار حتى يموت آخر مريض فلسطيني في قطاع غزة، وهو ينتظر أن تتحرى عنه الأجهزة الأمنية، التي ينسجم تقريرها مع هوى المخابرات الإسرائيلية.
    إن الذي انتصر في المعركة على جيش الصهاينة لقادر على الانتصار في كل الساحات.


    محمود الطيطي.. محمود شبانة!
    لمى خاطر/ المركز الفلسطيني للاعلام

    ماذا تقول السيرة الجهادية لكل منهما؟

    محمود الطيطي؛ آخر محطاته كانت شهادة في سبيل الله مساء أول أمس، بعد 23 عاماً هي ما مضى من عمره، قضى منها 3 أعوام في سجون الاحتلال، ثم فترات اعتقال متقطعة في سجون السلطة، ظلّت خلالها هويته محتجزة لديهم، مما أثر على حياته ومسيرته التعليمية، لكن همّته ونشاطه ظلا بعافية، فكان محمود ناشطاً مجتهداً لأجل الأسرى، يسكنه همّهم أكثر مما تسكنه همومه الشخصية الأخرى، فكنتَ تراه في الميدان كما في منابر الإعلام المختلفة، يحمل هذه القضية ويدافع عنها، ويترجم مشاعره في ميدان التضامن وفي ميادين مواجهة الاحتلال، والتي كان آخرها مواجهة مباشرة على مدخل مخيم الفوّار قضاء الخليل، ليصعد بعدها شهيداً بإذن الله!

    محمود شبانة؛ آخر محطاته كانت إعادة اعتقاله في سجون الاحتلال مساء أول أمس أيضا، وهو أسير (مكرر) في سجونه، مراتٍ بات يصعب عدها، لكن مجموعها فاق التسعة عشر عاما، وملحق بها اعتقال واستدعاءات لدى أجهزة السلطة، آخرها محاولة اعتقاله بعد تحرره من سجون الاحتلال قبل نحو خمسين يوما.

    المحمودان هما من قبيلة الأسرى الفلسطينية العريقة، الضاربة جذورها في عمق المعاناة والبطولة.. لكن محمود الشهيد هو أنموذج لشباب الجيل الجديد، الذي استعصى على الترويض والتمييع، وانتظم في صفوف مشروع المقاومة والتحرر منذ حداثة سنّه، وأيقن أن دوره إنما يكون في مقدمة صفوف الفعل، ولم يدر ظهره لواجبه الوطني ولمسؤولياته في إبقاء روح المواجهة مع الاحتلال نضرة ومشتعلة.

    أما محمود الأسير، فهو فارس مخضرم، ظلّ حاضراً في جميع المراحل، وما فتئ المحتلّ يراه رقماً صعباً وعنصراً شديد البأس، فلم يطق بقاءه طليقاً إلا أياماً معدودة، وبقي يراكم على كتفيه عوامل الإجهاد لتحييده عن مركز الفعل، غير أن محمود ظلّ متشبثاً بسارية لوائه، وما تحوّلت عيناه عن دربه المثقل بالجراح، حتى وأبناؤه يكبرون بعيداً عنه، كما هو حال المئات من أبناء الأسرى الذين لا يملك المحتل محاربتهم سوى عبر محاولته إزهاق روحهم المعنوية وتجفيف ينابيع صمودهم وإبقائهم متقلبين على جمار الأسر، أو كما قالت زوجة أحدهم: "زوجي في أسر دائم تتخلله أيام إجازة يقضيها خارج السجن"!

    المحمودان؛ الشهيد والأسير، حلقتان في سلسلة مشروع حرية كبير وقديم وممتد ونابض بحياة تتحدى قهر السجن. لكنّ عنصر التقائهما الأكثر إيلاماً ووجعا هو كونهما ضحية استهداف بني الجلدة، أو ممن يفترض أنهم كذلك، فحين يغدو في البطاقة التعريفية لكلّ شهيد أو أسير سطر يقول إنه تعرّض للاستدعاء أو الاعتقال في سجون السلطة نكون أمام إشكالية وطنية كبيرة، أو (مجزرة) كما عبّر عنها محمود شبانة قبل أيام، أو عوامل (تهجير) كما قال محمود الطيطي، وهو يعبّر عن ضيقه بملاحقات أجهزة السلطة ويتساءل عن مشروعية التفكير بالسفر من فلسطين، قبل أن يسافر نحو جنته!

    إنها إشكالية تبدو غير قابلة للحل، لكن ما يُعين على تخطيها فعلاً أن نكفَ عن الحلم بأن تسوية سياسية ما ستصلح ما انكسر، أو تجبر العظم المفتت في مفاصل القضية. لأن من اختطّ لنفسه درباً آخر معاكساً لبوابة الوطن لن توقظه النصائح، ولن يجدي معه سوى أن يترك ليحصد شوك مشاريعه المدمرة دون أن يُمدّ له طوق النجاة!

    سلامات يا مصر.. وعشتِ في أمنٍ وأمان
    مصطفى الصواف / الرسالة نت

    من قاهرة العز أكتب في صباح مشرق بعد سفر طويل وهدوء على غير العادة رغم أن الحياة لم تتوقف للحظة واحدة، ومن ملاحظاتي السريعة أن مصر ليست كما نراها هذه الأيام على الفضائيات، صخب وفوضى وأعمال مخلة بالنظام، ولكن هدوء وطمأنينة سار ركبنا من رفح حتى القاهرة لم يوقفنا إلا حاجزين لتفقد جوازات السفر وكان الجنود في غاية الأدب والاحترام كعادتهم حتى وصلنا القاهرة بسلامة الله لم ألحظ أن هناك شيئا ما قد تغيير، أو أن هناك خوفا أو أي أمر آخر.
    هذه هي مصر التي عرفتها منذ أن وطئت أرضها قبل نحو أربعين عاما يوم كنت طالبا فيها ادرس الإعلام في جامعة القاهرة في الأمس البعيد، واليوم لم اشعر أن فيها متغيرات إلا هذا العمران وتلك الكباري الواصلة بين أحيائها العامرة، فقد وصلنا قبل منتصف الليل بقليل نتيجة الانتظار في صالة العبور؛ ولكن في النهاية دخلنا وبت ليلتي بهدوء وطمأنينة كما كنت قبل أربعين عاما.
    ها أنا ذا ادخل مصر التي أحب أرضها وأهلها وأتمنى أن أزورها كل عام مرة أو مرتين؛ ولكن الواشين بلا يقين والمتابعين لما اكتب لم يفرقوا بين ناقد لسياسة وكاره لبلد ولا يفرق بينها وبين بلده، فلم أكن في يوم من الأيام كارها لمصر، فكيف اكره مصر التي كان لها فضل كبير علي فقد فتحت لي أبوابها وسمحت لي بالدراسة في جامعاتها، هذا إضافة إلى العلاقات الأزلية الجغرافية والتاريخية وعلاقة النسب والمصاهرة والعائلات الموزعة بين فلسطين ومصر يوم كانت الحدود مفتوحة كوحدة جغرافية واحدة لا تفصلها فواصل أو حدود صنعها الاستعمار.
    اكتب وأنا اعلم أنني لو رغبت مرة ثانية بالعودة إلى مصر بعد انتهاء زيارتي لن يكون ذلك سهلا، فالتنسيق مع الجهات الأمنية يحتاج إلى معاناة كبيرة وقد لا تتم الموافقة لأسباب معلومة وغير معلومة، فقد انتظرت ساعات أربعة وتنقل جواز سفري بين الغرف أكثر من مرة وكان هناك أكثر من قرار يتغير بسرعة، مرة كان القرار مرجعا أي العودة إلى القطاع، ثم كان القرار ترحيلا مباشرة إلى مطار القاهرة، ثم عدل وكان الانتظار ثم عادت رحلة الجواز ليمر مرة أخرى على نفس الغرف والمسئولين وأنا ارقب الأمر، وتحدثت مع من بصحبتي وقلت لهم أن الإخوة في المعبر في حيرة وإرباك لا ادري ما سببه؛ ولكن العبرة بالنتائج فقد تم في النهاية السماح لي بالعبور بشكل طبيعي؛ بل منحت شهرا للإقامة في وقت يمنح الجميع إما أسبوعا أو أسبوعين.
    على العموم ما أود الإشارة إليه أن مصر آمنة، ومصر بخير رغم الدخن ورغم بعض الأحداث المتفرقة هنا وهناك، وأنا على يقين أن مصر ستكون بعافية وستعود مرة أخرى لمكانتها وستتجاوز الأزمة بما ينفع مصر وشعبها وأمتها؛ لأن مصر هي الأمة ولا امة بلا مصر.
    وإن من كلمة شكر فهي إلى من سهل لي عملية السفر والتي لم تكن لفسحة أو (طشة) ولكنها كانت ضرورية لأنني اصطحبت ابنتي لزفافها إلى زوجها في عمان وحضوري سيسعدها بكل تأكيد ولو منعت سيكون لذلك أثر على نفسيتها؛ ولكن كان فضل الله علينا عظيما، شكرا للواء نادر الاعصر والمستشار احمد عبد الخالق وكل من ساهم بتسهيل المرور وشكرا للدكتور غازي حمد وللأخ أيمن طه، والشكر موصول لكل الإخوة في معبر رفح في الجانب الفلسطيني الذين غمرونا بالاستقبال الطيب وسهلوا لنا الوصول إلى الصالة المصرية، شكرا للجميع فقد كانوا عند حسن الظن.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 268
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:27 AM
  2. اقلام واراء حماس 237
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:12 PM
  3. اقلام واراء حماس 236
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:11 PM
  4. اقلام واراء حماس 235
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:10 PM
  5. اقلام واراء حماس 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •