النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 347

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء عربي 347

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]


    • في هذا الملــــف:
    • سورية بين النموذجين الليبي والأفغاني
    • بقلم: عبد الباري عطوان – القدس العربي
    • عتب على وزراء داخلية ثورات العرب
    • رأي القدس العربي
    • تسقط الضباع ولتحيا الحملان
    • بقلم: عزت القمحاوي – القدس العربي
    • لا بديل عن الحل السياسي لإنقاذ سوريا
    • بقلم: رأي الدستور
    • لماذا يريدون ثورة مهزومة ونظاما أيضا؟!
    • بقلم: ياسر الزعاترة - الدستور
    • لبنان.. كيان خطفته إيران!
    • بقلم: يوسف الكويليت- كلمة الرياض
    • 14 آذار نجحت في إخراج سوريا من لبنان ولم تنجح في تحقيق العبور إلى الدولة
    • بقلم: اميل خوري – النهار اللبنانية
    • الرقص بين القبور
    • بقلم: عقل العويط – الحياة اللندنية
    • عن قهر النخب في امة العرب
    • بقلم: ابراهيم العجلوني - الراي














    سورية بين النموذجين الليبي والأفغاني
    بقلم: عبد الباري عطوان – القدس العربي
    لم يجاف الرئيس السوري بشار الاسد الحقيقة عندما قال لصحيفة 'وول ستريت جورنال الامريكية' ان سورية مختلفة كليا عن مصر وتونس اللتين اندلعت فيهما شرارة الثورة ضد النظامين الديكتاتوريين الحاكمين فيهما، فبعد عامين على انطلاقة الثورة المسلحة ضد نظامه، تبدو البلاد غارقة في حمامات الدم، مدمرة بالكامل تقريبا، ومقطّعة الأوصال.
    نعم.. سورية مختلفة عن مصر وتونس، واقرب كثيرا الى النموذج الليبي، فالرئيس مبارك تنحى او نُحّي عن الحكم في غضون 18 يوما، والرئيس التونسي زين العابدين بن علي اختار الهروب بعد ستة اسابيع، بينما لم تدم مقاومة العقيد معمر القذافي في مواجهة 'النيتو' وغاراته وقوات المجلس الوطني الانتقالي المؤقت، الا بضعة اشهر انتهت بالتمثيل بجثته بطريقة بشعة.
    الرئيس الاسد راهن على الحلول الأمنية والعسكرية، واعتقد، او بالأحرى جاء من يقنعه، بأنها كفيلة بسحق الثورة، واعادة المتمردين ضد حكمه الى بيت الطاعة مجددا، مثلما فعل والده عام 1982 في حماة، ولكنه وهو الذي كان اول من تحدث عن مؤامرة ضد حكمه، لم يدرك حجم المعارضة ضد نظامه والدول الغربية والعربية الداعمة لها.
    روسيا وايران تسلحان النظام السوري وتدعمانه، وفرنسا وبريطانيا تكملان ما بدأته بعض دول الخليج في تسليح المعارضة السورية وجيشها الحر، سواء بشكل مباشر، مثلما فعلت المملكة العربية السعودية عندما ارسلت صفقة اوكرانية، او مثلما تفعل قطر والكويت ودول اخرى بإرسال الاموال لشراء اسلحة من الاسواق السوداء.
    الشعب السوري هو الذي تسفك دماؤه في الحالتين، سواء وقف في خندق النظام او المعارضة، ولا يلوح في الافق اي بارقة امل بحقن قريب للدماء، فالجهود المبذولة للتوصل الى حل سياسي وصلت الى طريق مسدود بسبب الهوة الواسعة بين مواقف النظام والمعارضة، وموت مهمة المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي، وافلاس جامعة الدول العربية سياسيا.
    ' ' '
    الولايات المتحدة التي لا تريد التورط في حرب ثالثة في الشرق الاوسط بعد هزيمتها في العراق وافغانستان، تركت أمر الأزمة السورية لحليفتيها الاوروبيتين، اي فرنسا وبريطانيا، تماما مثلما فعلت في ليبيا، للقيام بمهام التسليح، وتوارت خلف الحديث عن تسوية سلمية على اساس بروتوكول جنيف الغامض.
    هناك عدة تطورات رئيسية يمكن ان تشكل هوية المشهد السوري مع بدء السنة الثالثة للثورة، واستمرار حالة الجمود الراهنة على صعيد الحسم العسكري:
    *اولا: بعد تقسيم سورية الى وحدات جغرافية وإمارات مستقلة، ستبدأ عملية جديدة لا تقل خطورة، وهي تقسيم المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل النظام على الارض.
    أ ـ التقسيم على اساس اسلام معتدل تمثله حركة الاخوان المسلمين، واسلام متشدد تمثله الجماعات الجهادية.
    ب ـ التقسيم الجغرافي والعرقي، اي مناطق للأكراد في الشمال، واخرى للعرب في الجنوب، ومن غير المستبعد ان نرى حكما ذاتيا كرديا على غرار ما حدث ويحدث في العراق.
    ج ـ تقسيم على اساس طائفي ومذهبي، عرب سنة، وعرب علويون وعرب شيعة واسماعيليون ودروز، وبين هؤلاء جميعا المسيحيون العرب، وغير العرب (ارمن وآشوريون).
    *ثانيا: غرق سورية في حرب طائفية بين النظام المحسوب على العلويين، والمعارضة التي هي في غالبيتها سنية، ثم بعد ذلك حرب ثانية سنية سنية، اي بين الجماعات الجهادية من ناحية والجيش الحر الذي يمثل مزيجا من الاسلام 'المعتدل'، وبعض الجماعات العلمانية التي تطالب بقيام دولة مدنية.
    *ثالثا: سباق محموم لتسليح وحدات عسكرية جديدة، تشكل قوة ثالثة، تكون على غرار قوات الامن الفلسطينية التي دربها وسلحها الجنرال الامريكي دايتون، لكي تكون القوة الضاربة لاي نظام جديد يقوم على انقاض النظام الحالي، وتتحول الى صحوات على غرار نظيرتها العراقية لتصفية كل الجماعات الجهادية الاخرى. ومن المفارقة ان قوات 'دايتون' السورية الجديدة تتدرب في القواعد نفسها في الاردن التي تدربت فيها نظيرتها الفلسطينية، وربما على يد المدربين الامريكيين والاردنيين انفسهم.
    *رابعا: من غير المستبعد ان تحدث صدامات بين جماعات الثوار، اسلامية متشددة او معتدلة، على مناطق النفوذ والاراضي في المناطق التي جرى اخراج القوات السورية الرسمية منها.
    *خامسا: هناك مشروعان سياسيان وعقائديان متناقضان داخل صفوف المعارضة السورية حاليا: مشروع يطالب بدولة مدنية ديمقراطية، وآخر يتطلع الى اقامة دولة اسلامية تطبق الشريعة الاسلامية تطبيقا متشددا، والصدام بين المشروعين حتمي في نهاية المطاف، سواء في ظل استمرار نظام الاسد او بعد رحيله الحتمي مثلما يعتقد الطرفان.
    ' ' '
    فرنسا وبريطانيا تريدان تكثيف تسليح المعارضة والجيش الحر بأسلحة حديثة متطورة، من بينها صواريخ مضادة للطائرات من اجل حسم عسكري سريع، وهما بذلك تقعان في الخطأ الكارثي نفسه الذي وقع فيه النظام، وادى الى وصوله الى الوضع المزري الذي يعيشه حاليا.
    صحيح ان تزويد المجاهدين الافغان بصواريخ 'ستينغر' المضادة للطائرات ادى الى شل سلاح الجو السوفييتي، وبالتالي هزيمة موسكو ودفعها الى الانسحاب من افغانستان، ولكن الصحيح ايضا ان هذه القوى 'المعتدلة' التي تسلمت هذه الصواريخ لم تستطع حكم افغانستان، وكانت حكومتها المركزية اضعف من ان تسيطر على البلاد بسبب خلافاتها الداخلية وفسادها، مما ادخل البلاد في حرب اهلية وسيطرة لوردات الحرب، وسلم البلاد على طبق من ذهب لحركة طالبان.
    هناك قناعة راسخة لدى الكثيرين في سورية والعالم الغربي بان النظام السوري ساقط لا محالة، ولكن لا احد يستطيع ان يرسم صورة لما يمكن ان تكون عليه سورية بعد هذا السقوط.
    الحرب على جبهة النصرة واخواتها ستبدأ بمجرد وصول الاسلحة البريطانية والفرنسية الى القوات المعتدلة، وتدريب اعداد كافية من كتائب الصحوات السورية الجديدة في الاردن.
    السيناريو المرعب الذي تخشاه امريكا، اي وصول الاسلحة الحديثة الى جبهة النصرة هو الاكثر ترجيحا، لأنها، اي الجبهة، رسخت وجودها وجذورها في قطاع عريض من المجتمع السوري، ومثلما انشق الكثير من الضباط والجنود عن الجيش الرسمي وانضموا الى المعارضة لاسباب متعددة، وطنية في معظمها، فلا نستغرب او نستبعد انشقاق قوات معارضة 'معتدلة' بأسلحتها وانضمامها الى الجماعات الجهادية وللاسباب نفسها ايضا.
    سورية قدمت سابقتين رئيسيتين في الشرق الاوسط، الاولى هي الانقلابات العسكرية التي جاءت بالعسكر الى الحكم عام 1949 (انقلاب حسني الزعيم)، والثانية هي توريث الحكم وتحويل الجمهوريات الى ملكيات.
    السابقة الثالثة تتبلور الان، وهي انتشار فيروس الطائفية في المنطقة، واقامة دويلات او امارات طائفية متناحرة تتحكم فيها دول او قوى خارجية عربية او اجنبية.
    نأمل ان تكون تنبؤاتنا هذه خاطئة، ولكن ما نحن متأكدون منه، ان سورية الموحدة القوية العربية الاسلامية التي تتعايش فيها الطوائف والاعراق قد انتهت، ولن تعود في جيلنا على الأقل.
    عتب على وزراء داخلية ثورات العرب
    رأي القدس العربي
    من الاسباب الرئيسية لانفجار ثورات الربيع العربي تغول الاجهزة الامنية القمعية في اذلال المواطن وتعذيبه، وسحق آدميته، واهدار كرامته، ولكن بعد مرور عامين على هذه الثورات، يبدو ان الحال لم يتغير كثيرا، وان تغير فعلى السطح فقط.
    استضافت مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية اجتماعا لوزراء الداخلية العرب يومي الاربعاء والخميس الماضيين تصدر الارهاب ومكافحته جدول اعماله، الى جانب قضايا اخرى مثل 'الامن الفكري' و'الاعلام الامني'.
    اللافت ان جميع وزراء الداخلية سواء الذين يمثلون دولا وصلت اليها الثورات وغيرت انظمتها الديكتاتورية او لم تصل، شاركوا جميعا في هذا اللقاء السنوي، ولم يتغيب احد على حد علمنا، مما يؤكد على حرص الجميع على بقاء واستمرار هذه المنظومة الامنية الراسخة الجذور، التي تعقد اجتماعها بشكل سنوي منذ 30 عاما، لان هدفها الاساسي هو حماية الانظمة بغض النظر عن طبيعتها، وعلى حساب اضطهاد المواطن.
    السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو كيف يجلس وزراء داخلية دول انتصرت فيها ثورات الربيع العربي مثل مصر وتونس واليمن وليبيا جنبا الى جنب مع نظرائهم في دول لم يصلها هذا الربيع، وهم الذين وصلوا الى مواقعهم هذه بعد ثورات رفعت شعارات الديمقراطية وحرية التعبير والقضاء المستقل، والعدالة الاجتماعية، وهي منظومة قيم وحريات لا تتوفر لدى زملائهم وحكوماتهم؟
    القرار الابرز الذي اتخذه الوزراء بالاجماع في نهاية اجتماعهم هو عقد مؤتمر لمكافحة الارهاب في الدول العربية في النصف الثاني من شهر ايار (مايو) المقبل في الرياض استجابة لقرارات قمة بغداد العربية، ونحن نسأل عن مفهوم الارهاب هذا الذي يريدون مكافحته.
    فدولة مثل السعودية تعتبر اي تحرك ضد نظام الحكم فيها هو ارهاب يجب قمعه، والشيء نفسه تراه البحرين وباقي دول الخليج، بينما من المفترض ان ترى الحكومتان التونسية والمصرية العكس تماما، فاي احتجاجات ضد الحكومة هي تعبير ديمقراطي عن الرأي الآخر.
    نذهب الى ما هو ابعد من ذلك ونقول ان ما تراه ايران ارهابا في سورية تراه السعودية وقطر ودول الخليج ثورة شعبية، ولا ننسى ان السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق وصف الاحتجاجات العراقية في الانبار بالارهاب وهدد بسحقه.
    الثورات العربية قامت ضد الدولة البوليسية القمعية، ضد تغولها وممارساتها القمعية، رغم تعاظم اسباب اخرى مثل البطالة والفساد، واذا كانت الثورة في تونس انطلقت شرارتها الاولى اثر صفعة من يد شرطية على وجه الشاب محمد بوعزيزي، فان انطلاقة الثورة المصرية جاءت يوم 25 كانون الثاني (يناير) اي عيد الشرطة واحتجاجا على قمع الاجهزة البوليسية.
    كنا نتوقع ان تبادر حكومات الثورات العربية الجديدة الى حل مجلس وزراء الداخلية العرب، او ان تقوم على الاقل باعادة هيكلته وتغيير بنيته على اسس احترام حقوق الانسان، والبحث عن صيغة جديدة للتعاون الامني بشكل جديد يتناسب مع كرامة الانسان، ويضمن حقوقه ويكرس العدالة، ولكن من المؤسف انه لم يتغير شيء على الاطلاق وبقيت اوضاع المجلس على حالها.
    نشعر بالاسف لان وزراء داخلية الثورات خنعوا للتركيبة القديمة القمعية للمجلس، ونسوا دماء شهداء الثورات التي سالت من اجل انهاء دولة القمع البوليسية، واحترام كرامة المواطن.
    تسقط الضباع ولتحيا الحملان
    بقلم: عزت القمحاوي – القدس العربي
    لا أحد يعلم من أين سيأكل المصريون بعد تسعين يومًا ولا من سيدبر مرتبات الموظفين، ومع ذلك تتصرف جماعة الإخوان بصلابة مخبولة؛ فلا حجم الجماعة يسمح لها بقمع شعب غاضب ولا الدعم الأمريكي يستمر إلى الأبد.
    ربما كان من الممكن تفهم الصلافة التي بدأوا بها، بسبب الدعم غير المحدود الذي أسبغته عليهم الولايات المتحدة الأمريكية منذ اللحظة الأولى لتنحي مبارك وحتى تصاعد الاحتجاجات في ديسمبر الماضي والتي وصلت حد العصيان المدني الآن. ولا يخلو الاكتفاء برضى الحليف الخارجي من هبل سياسي، لكن استمرار الصلافة بعد مؤشرات تبدد ذلك الرضى لا يعني سوى التعطل التام لملكات الإدراك.
    وقد كشفت أوروبا عن تململها بعد لقاء مرسي مع ميركل، زعيمة الدولة القائد في الاتحاد الأوروبي، ولم يكن كيري بأقل أسفًا من ميركل، ولكنه كان أكثر دبلوماسية وتكتمًا. الرجل الواجهة بوعيه الاجتماعي قبل السياسي لا يستطيع أن يكسب ود بائع جوال، ناهيك عن أن يكون مقنعًا لزعيمة أوروبا أو لوزير خارجية العالم.
    وقد بات الغرب متيقنًا من أن مصر لن تكون بخير بين يدي هذا الحكم الغامض، الذي يتصدره رجل بسيط ويديره آخر دموي. ولابد هنا من تفسير معنى 'الخير' الذي تريده الإدارات الأمريكية المتعاقبة لمصر، فهو المنزلة بين الحياة والموت. بسبب ثقلها، ليس مسموحًا بسقوط مصر في فوضى كالتي دفعوا سورية إليها وليس مسموحًا لها بأن تتعافى إلى حد امتلاك زمام أمورها وأمور المنطقة بصفتها مركزًا لمنظومة إقليمية.
    وما قدمته الجماعة اقتصاديًا حتى اليوم لا يوحي بقدرتها على قيادة البلاد آمنة ومستقرة عند حد الكفاف المقسوم لها. ومن غير المعقول أن تحل مشكلات شعب يزيد على الثمانين بدعوة غداء هنا أو دعوة عشاء هناك. لا يوجد اقتصاد خليجي أو غير خليجي يمكن الاقتطاع منه لتعويم اقتصاد فاشل في مصر.
    وإذا كان كيري قد غادر المنطقة ومعه سره؛ فإن دعوة عبدالمنعم أبو الفتوح إلى إجراء انتخابات مبكرة تكشف عن اتجاه قد يصبح علنيًا خلال أسابيع قليلة، في إطار خطة أخيرة لفرض الحكم الديني المقسوم لبلاد الربيع العربي، ولن تكون هذه الخطة سوى إحلال حملان الحركة الإسلامية محل ضباعها.
    ما تريده أمريكا هو حكم إسلامي، وليس من مصلحتها أن يكون الحكم دمويًا، لكن هكذا شاءت الظروف، فقد راهنت على الإخوان منذ تدهور سلطة مبارك في منتصف التسعينيات، ومن الواضح أن كوادر الجماعة التي ذهبت إلى أمريكا كانت لديها مهمات أخرى، وكان التدريس والدراسة في جامعاتها مجرد غطاء، وهو ما نستطيع اكتشافه في مستوى اللغة الإنجليزية التي يتحدثها محمد مرسي رغم قضائه سنوات في أمريكا!
    وعلى مدى عقد ونصف العقد كانت أمريكا تنصح مبارك وتترقب سقوطه بسبب عناده ولم تغير رهانها على الإخوان، على الرغم من تغير تركيبة الجماعة التي أوغلت في العنف وأقصت الانفتاحيين من أمثال عبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب وكمال الهلباوي، وثروت الخرباوي وغيرهم.
    واللافت أن مراجعات كل هؤلاء لا تطعن في استراتيجيات الجماعة سياسيًا ولا تعترف بخطورة ولاعدالة الزج بالدين في السياسة والاستقواء على الآخرين اغتصابًا لحق تمثيل الدين، لكنهم يختلفون في التكتيك ويقولون بضرورة الاعتدال والتدريج لتحقيق التمكين السياسي.
    ينفرد ثروت الخرباوي باكتشافه خطورة العمل السياسي، لكنه يؤمن بضرورة وجود الجماعة دعويًا؛ فهو يقول في كتابه: 'سر المعبد' إن دخول الجماعة إلى العمل السياسي وضعها في تنافس مع قطاعات من المصريين بينما تجعلها الوظيفة الدعوية بين الجميع أو ربما فوق الجميع. وهكذا فإنه في إطار كشفه لممارسات القيادة الحالية للإخوان يمرر فكرة مغلوطة عن الجماعة التي نبتت من قلب السياسة والتعاون مع الأجنبي ومارست الاغتيالات السياسية طوال تاريخها.
    الأمر نفسه يمكن أن نلحظه في حوارات وكتابات محمد حبيب وكمال الهلباوي: اللوم الشديد للإخوان على الانغلاق والاستعجال وعدم اقتسام السلطة مع الآخرين، لكن هذا اللوم لا يمكن أن يتصاعد إلى طلب محاكمة مرسي على قتل المتظاهرين، وقد وجهت المذيعة ريم ماجد سؤالاً مباشرًا إلى محمد حبيب في حوار بثته قناة 'أون تي في' الأسبوع الماضي حول هوية قتلة الثوار أمام قصر الاتحادية فقطع بأنهم ليسوا ميلشيات إخوانية 'يمكن ناس بتلعب كاراتيه أو خلافه' أي رياضيين وشبيحة بلا هوية!!
    هذا الخلاف في التكتيك لا يهم الإدارة الأمريكية في شيء، كما يسعدها أن يكون المسلم الحاكم ناعمًا لا دمويًا طالما اتفق الاثنان على عدم العداء للفكرة الرأسمالية وهو ما يعني بقاء لعبة المركز والأطراف على حالها.
    ولأن النخبة المدنية تقف عند حدود طلب الإصلاح لا التغيير الجذري الذي يطرحه الحراك الشبابي فالفرصة ستكون للخيار الأمريكي مجددًا، وسيكون إصلاحًا إخوانيًا وتأتي الانتخابات المبكرة بأبي الفتوح.
    لا بديل عن الحل السياسي لإنقاذ سوريا
    بقلم: رأي الدستور
    في الذكرى الثانية للثورة السورية تأكد للجميع معارضة ونظاما ولكافة الدول المعنية بالازمة السورية ان لا بديل عن الحلول السياسية للخروج من مستنقع الدم، وانقاذ الشعب السوري من الموت وإنقاذ القطر الشقيق من التقسيم.
    هذه الحقيقة الاولى، أما الحقائق الأخرى التي أصبحت مسلمات لا يمكن تجاوزها، فأهمها استحالة انتصار المعارضة والنظام انتصاراً حاسماً، فلقد مضى على الأزمة، وبالاحرى على نشوب الحرب بين الطرفين اكثر من عام ونصف العام، أزهقت خلالها أرواح اكثر من 80 الف سوري، وتم تهجير اكثر من مليون لاجىء الى دول الجوار، ومليونين الى الداخل، وتدمير البنية التحتية، حيث قدرت كلفة اصلاحها بـ “12” مليار دولار، واصبحت المدن السورية مدناً منكوبة تفوح منها رائحة الموت والخراب.
    أما المسلمة الاخرى فهي استحالة العودة الى الوراء، فلا النظام ولا المعارضة قادرين على التراجع لدخول اطراف في الازمة، حيث اصبحت الساحة السورية ميداناً للحرب الباردة بين روسيا واصدقائها، واميركا وحلفائها، وهذا يفسر استعصاء الازمة ووصولها الى نطقة اللاعودة.
    لقد حذر الاردن اكثر من مرة وعلى لسان جلالة الملك من استمرار الازمة السورية، ودعا مبكراً قبل غيره الى ضرورة حلها حلاً سياسياً بعد فشل الطرفين، المعارضة والنظام في تحقيق الانتصار الحاسم، وحذر جلالته من خطورة تسرب المتطرفين من اتباع القاعدة الى سوريا، وصعوبة القضاء عليهم حتى بعد سقوط النظام، وهذا يستدعي تكاتف كافة الدول المعنية بالازمة لحلها سلمياً لتجنيب المنطقة تداعيات خطيرة، لن تنجو منها دول الجوار.
    ومن ناحية اخرى، فالازمة الانسانية التي خلفتها المأساة السورية تتصاعد يومياً وبشكل مذهل بعد ان اصبح اللاجئون السوريون عبئاً كبيراً على دول الجوار، وعدم قدرة هذه الدول وخاصة الاردن على القيام بواجباته بشكل تام، اذ قدر رئيس الهلال الاحمر الاردني كلفة اللاجئين السوريين على الاردن بحوالي ثلاثة مليارات دولار، وهذا مبلغ كبير جداً بالنسبة للاردن، ولا يستطيع توفيره لأنه بالاصل يعاني من عجز في الموازنة العامة للدولة، اضطر معها الى رفع الدعم عن المشتقات النفطية لسد هذا العجز.
    مجمل القول : في الذكرى الثانية للثورة السورية، يصبح الاحتكام الى الحل السياسي هو الحل الوحيد لوقف سفك الدماء وللحفاظ على وحدة الشعب والقطر الشقيق، والانتقال الى مرحلة جديدة تتولاها حكومة انتقالية، تقوم بالاشراف على الانتخابات النيابية والرئاسية، وصولاً الى اقامة دولة مدنية حديثة، تنهي الى الابد الدولة الشمولية، وحكم الحزب الواحد، وتؤسس لسوريا الحديثة، القائمة على الديمقراطية والتعددية والعدالة والمساواة، وتداول السلطة احتكاماً لصناديق الاقتراع.
    فهل تتعظ كافة الاطراف بما حدث، وتضع حداً لمأساة الشعب الشقيق التي تهدد بزوال سوريا الدولة..؟ نأمل ذلك.
    لماذا يريدون ثورة مهزومة ونظاما أيضا؟!
    بقلم: ياسر الزعاترة - الدستور
    من الصعب علينا أن نمرّ بحال مرور الكرام على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة التي أطلقها خلال مؤتمر صحفي مع نظيره النرويجي في واشنطن قبل أيام، وإن بقينا في انتظار مزيد من التوضيحات اللاحقة التي ستؤكد الموقف أو تنفيه، لاسيما أن من الصعب الاعتماد على تصريح واحد في قضية شائكة من نوع الثورة السورية، فضلا عن تأييد كيري نفسه الضمني لدعوات تسليح الثوار القادمة من لندن وباريس.
    ما قاله كيري بالنص هو “ما نريده ويريدونه، ويريده العالم بأسره هو وقف العنف، ونريد أن نتمكن من رؤية الأسد والمعارضة جالسين إلى الطاولة لإنشاء حكومة انتقالية بحسب إطار العمل الذي وضع في جنيف (بروتوكول جنيف) الذي يتطلب موافقة متبادلة من كلا الطرفين على تشكيل تلك الحكومة الانتقالية”.
    بعد ذلك زاد كيري الأمر توضيحا بقوله “هذا ما ندفع من أجله، وحتى يحصل ذلك، لا بد أن يغير الأسد حساباته، فلا يظن أنه قادر على إطلاق النار إلى ما لا نهاية، ولا بد أيضا من معارضة سورية متعاونة تأتي إلى الطاولة، ونحن نعمل من أجل ذلك وسنستمر في ذلك”.
    والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل يشير ذلك إلى تغير في الموقف الأمريكي الذي كان يصر سابقا على رحيل الأسد عن السلطة من أجل تسوية سياسية، في حين كانت روسيا ترى غير ذلك، وتصر على مسار سياسي يتم من خلال التفاوض مع الرئيس، أي حكومة في ظل بقائه؟!
    إذا صحّ أن كلام كيري الجديد سيكون عنوان التحرك الأمريكي فيما يتصل بالملف السوري خلال المرحلة المقبلة، فنحن من دون شك أمام تحول بالغ الأهمية سيلقي بظلاله على المسألة برمتها، من دون أن يكون بوسعنا القول إن ذلك سيعني أن واشنطن ستنجح في فرض ما تريد على المعارضة والثورة في سوريا، وأن تنجح تبعا لذلك في إخراج حكومة انتقالية في ظل بقاء الأسد، بصرف النظر عن صلاحياتها.
    ما ينبغي أن نتذكره في هذا السياق هو أن السياسة الأمريكية فيما يتصل بالملف السوري، وعموم الملف الشرق أوسطي لا تتحرك البتة من دون إذن، وأقله تشاور مع الحكومة الإسرائيلية، وهنا يمكن القول إن حلا كالذي يقترحه كيري سيكون هو الأفضل من دون شك للكيان الصهيوني، هو الذي سيعني بكل بساطة هزيمة للثورة والنظام في آن معا، إذ ستبقى المؤسسة الأمنية والعسكرية التي يطمئن إليها الإسرائيليون، فيما سيكون الرئيس ضعيفا، والبلد مدمرا، ولن يأتي نظام جديد يصعب الجزم بهويته، ولا يتم التورط مع جماعات تصعب السيطرة عليها، ولا حاجة تبعا لذلك إلى الخوف؛ لا من الأسلحة الكيماوية، ولا من الصورايخ بعيدة المدى ومنصاتها، ولا من الصواريخ المضادة للطائرات.
    ثمة جانب مهم في حل كهذا بالنسبة للأمريكان والكيان الصهيوني، إذا بالإمكان جعله جزءا من صفقة مع إيران تضمن تخليها عن المشروع النووي مقابل رفع العقوبات والإبقاء على نظام الأسد، ولو في وضع ضعيف بعض الشيء، لأن الخيار الآخر (خيار سقوطه) سيفضي إلى التأثير على المكتسبات الإيرانية في العراق ولبنان، ولذلك سيكون ثمن التخلي عن المشروع النووي مناسبا، لاسيما أنه يسهم أيضا في إبعاد شبح الثورة الشعبية الذي يطارد المحافظين منذ شهور، بخاصة قبل انتخابات الرئاسة في حزيران.
    على أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو هل سيقبل الثوار بذلك، وهل ستقبل به القوى الداعمة للثورة أيضا ؟ لا إجابة مؤكدة، لاسيما أن استجابة هذه الدول للضغوط تبقى واردة، وهي يمكنها في حال قررت خنق الثورة أن توقفها، مع بقاء شكل من أشكال العمليات على غرار ما يجري في العراق بين حين وآخر، والأمل أن تتمرد على التوجه الأمريكي، لاسيما أن أمريكا لم تعد تلك القوة التي تأمر فتطاع.
    لذلك كله يبدو الأمر في غاية الخطورة، والأمل أن يجري تسريع العمل العسكري على الأرض من أجل إسقاط النظام بأسرع ما يكون قبل أن يُفرض شيء كهذا، ويبدو أن الدولة العبرية باتت تستشعر مخاطر السقوط القريب، فهذا أهم خبير في الشأن السوري في الدولة العبرية (البروفيسور إيال زيسر) يقول للمرة الأولى في مؤتمر (هرتسيليا) إنه لم يتبق سوى أشهر معدودة على سقوط بشار أو رحيله.
    في ضوء ذلك ينبغي صبُّ الجهد؛ كل الجهد في معركة دمشق، ونقل الكثير من الثوار من الأرياف الهادئة إليها، وصولا إلى حسمها قبل أن يؤتي التآمر على الثورة أكله، مع ضرورة التنسيق في ذلك مع القوى الداعمة للثورة.
    يبقى اننا نجد من واجبنا ازدراء ذلك الاحتفاء بتصريحات كيري من لدن شبيحة النظام، وحلفاء إيران وأتباعها، متسائلين أين هي المؤامرة التي شبعوا لطما في سياق التأكيد على وجودها؟!
    لبنان.. كيان خطفته إيران!
    بقلم: يوسف الكويليت- كلمة الرياض
    لبنان تحول إلى مركز إعلامي إيراني، محطات فضاء لصالح الحوثيين في اليمن، وأخرى للمعارضة البحرينية التي تدفع بها إيران وحزب الله وتوجيه الحرب على أكثر من دولة، وتحويل لبنان إلى مركز تجسس وتغيير في دساتيره، وأساليب انتخاباته لصالح دولة ولاية الفقيه..
    بناء لبنان على أساس طائفي، هو الذي تسبب في تمزيقه، وحين كانت الطائفة الشيعية الأضعف والأفقر، استطاعت أن تلم نفسها وأن تقفز في عهد الصدر من مجرد عمالة فائضة ومحتقرة في محيط «أورستقراطي» مسيحي وسني، تحولت بأن تكون القوة الأساسية في لبنان خاصة بعد ثورة الخميني، ليتحول حزب الله إلى القوة الأهم والأكبر من الجيش والأمن وميليشيات الطوائف الأخرى، وحتى المخيمات الفلسطينية التي امتلكت السلاح، صارت إما محايدة، أو قريبة من أفكار الفرع الإيراني في لبنان..
    إعلام لبنان القديم كان السلطة العليا الأقوى في البلد الصغير، فقد استغل ما سمي بحرية الرأي ليكون أداة تشهير وحرب على كل من لا يدفع مقدماً وبالدولار والجنيه الإسترليني لرفضه عملات الدول العربية، وفي خضم الخلافات العربية صار دكان الحراج لكل دعاية واستطاع ترتيب انقلابات وزرع فتن بين مختلف التيارات يسارها، ويمينها قومييها العرب، أو القوميين السوريين وبيت تجسس لكل سفارة ترسم الخطط للمنطقة، وتجرأ بعض زعمائه إلى الذهاب بعيداً في فتح قنوات حوار مع إسرائيل في زخم المد القومي والناصري والبعثي والشيوعي، لكنه دفع الخسارة مضاعفة في حرب أهلية حولته إلى مجرد بلد لا يصلح إلاّ للسياحة فقط، وصناعتها وقد يخسرها إذا ما تجاوز حدود العلاقة المتوازنة مع كل الدول العربية..
    ما هي انعكاسات تحول لبنان إلى منبر إعلامي إيراني مسيّس إذا كان التوجه أساساً فتح حرب إعلامية ودعائية ضد دول الخليج العربي واليمن، والأردن وغيرها، وهو الذي يعلم أن هذه الدول هي التي وقفت مع إعادة بنائه الجديد، وفتحت الأبواب لمواطنيه العمل في أكبر الشركات وتأسيس مطاعم ومتاجر ومصانع صغيرة، ومنحته أكبر القروض والتسهيلات والمساعدات، ولا يزال يدرك أن رفع اليد عنه من قبل هذه الدول سيزيد من تعقيداته المادية والسياسية، وأن سعي حزب الله لذلك سوف يجعله المنتصر لاعتقاده أن أعضاء طائفته غير مرحب بهم، وهم الذين أصبح الشك يلاحقهم عربياً ودولياً لينتهي بلداً ملحقاً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟..
    سلطة لبنان بلا مقومات، وإلاّ كيف يخرج وزير خارجيتها الطلب للجامعة العربية عودة تمثيل حكومة الأسد فيها، والذي كان رد الفعل حاداً لاعتبار الوزير ناطقاً باسمها ثم يأتي جنبلاط ليوزع ثروة النفط الخليجي على المحتاجين العرب، وكأنهم بلا أذرع تقاوم كل هجوم مضاد؟!
    لبنان يعرف أن تحول عشرة ملايين سائح إلى دبي ضربة موجعة لنشاطه الذي يعتمد عليه، ويدرك أن سحب الودائع والاستثمارات وتهجير اللبنانيين.. في حال تحولت المعركة إلى معركة وجود من الخليج وإنهاء السياحة من قبل المواطنين التي تهددهم أوضاعه الأمنية، سيجعله بلا غطاء أمني أو اقتصادي..
    الأمر الآخر أن من يملك الثروة يملك القوة، فالإعلام الخليجي تجاوز كل الدول العربية سواء بمحطات الفضاء، أو الإعلام المقروء والمسموع، ولم يعد المواطن داخل أسوار الدول العربية التي كانت تؤثر عليه وتتلاعب بمقدراته، ولذلك لا نخشى أن يتحول كل الفضاء والتواصل الاجتماعي والإذاعي إلى إعلام إيراني، لأن الوعي المنتشر والمتنامي ألغى الأدوار القديمة، وأصبحت إيران مكشوفة الوجه والضمير، لأنها تركض خلف سراب أوهامها أو من يؤيدونها، وفي النهاية هي الخاسر الأكبر..
    14 آذار نجحت في إخراج سوريا من لبنان ولم تنجح في تحقيق العبور إلى الدولة
    بقلم: اميل خوري – النهار اللبنانية
    في الذكرى الثامنة لقيام قوى 14 آذار يطرح السؤال: ما الذي حققته وما الذي لم تستطع تحقيقه ولماذا؟
    إن أهم ما حققته قوى 14 آذار هو أنها نجحت في إخراج القوات السورية من كل لبنان وأنهت وصايتها عليه بعدما دامت 30 عاماً بثورة بيضاء عُرفت بـ"ثورة الأرز". أما ما لم تستطع تحقيقه فهو القبض على زمام السلطة لإقامة الدولة القوية القادرة على بسط سيادتها على كل أراضيها فلا يكون قانون غير قانونها ولا دولة غير دولتها ولا سلاح غير سلاحها، وقد عجزت عن إقامة هذه الدولة أو حتى العبور إليها لأن قوى 8 آذار بجناحها المسلح، استطاعت التصدي لقوى 14 آذار ومنعها من إكمال انتصارها بدءا بالحؤول دون رحيل الرئيس إميل لحود قبل انتهاء ولايته كي يبدأ عهد جديد برئيس جديد، فكانت هذه أول نكسة تصاب بها "ثورة الأرز"، ثم تبعتها نكسات أخرى عندما خُيّرت قوى 14 آذار بين مواجهة مسلحة مع قوى 8 آذار تعيد الحرب الأهلية إلى لبنان وتسقط السلم الأهلي أو تقديم تنازلات لقوى 8 آذار والتسليم بمطالبها وإن غير المحقة لتفادي الفتنة التي تعيد تدمير لبنان وذلك شعوراً من هذه القوى بأنها وحدها أم الصبي وأن قوى 8 آذار لا يهمها إن بقي هذا الصبي حيّاً أو ميتاً بل يهمها وجودها ليكون بديلاً من الوصاية السورية.
    وهكذا اضطرت قوى 14 آذار منذ عام 2005 إلى اليوم الى انتهاج سياسة الصمود والتصدي وتجنب سياسة المواجهة والهجوم لتحقيق ما تبقى من أهداف "ثورة الأرز" لأن المواجهة ستكون مكلفة لها وللبنان، وما نفع أن تربح
    قوى 14 آذار نفسها وتخسر لبنان.
    لكن هذه السياسة لم تقم في لبنان الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها ولا تنفيذ القرارات الدولية التي تدعو إلى ذلك، لأن سوريا التي خرجت مكرهة من لبنان لا مصلحة لها في إقامة هذه الدولة بل على العكس فإنها عملت على عرقلة قيامها بكل الوسائل من خلال حلفائها في 8 آذار ففرضتهم شركاء مع 14 آذار في حكم البلاد فكانت شركة المشاكسة والمماحكة والمناكفة عند كل استحقاق، في انتخابات رئاسة الجمهورية وفي تشكيل الحكومات بحيث باتت البلاد منقسمة انقساماً عمودياً بين 8 و14 آذار وفي صراع دائم على السلطة، وهو صراع شل ولا يزال يشل عمل الحكومات والمؤسسات، ولم تستطع إخراجها منه لا نتائج انتخابات 2005 ولا نتائج انتخابات 2009، وتكاد حدة الصراع على السلطة وخلفه صراع المحاور في المنطقة يعطل اجراء الانتخابات المقبلة في موعدها لأن كل طرف يحاول أن يعرف حصته من المقاعد النيابية من خلال الصيغة التي ستكون للقانون وقبل أن تجرى الانتخابات.
    الواقع ان ما جعل قوى 14 آذار عاجزة عن تحقيق الانتصار الكامل بعد إخراج القوات السورية من لبنان وإنهاء الوصاية عليه، هو نجاح قوى 8 آذار بجناحها المسلح وبدعم سوري وإيراني لها في التصدي لقوى 14 آذار عند كل استحقاق ومنعها من الامساك وحدها بزمام السلطة، مخيّرة اياها بين استجابة مطالبها بحيث تكون شريكة كاملة معها في الحكم او يكون فراغ شامل يدخل
    لبنان في فوضى تقوده الى المجهول. وكان لا بد لقوى 14 آذار من ان تقبل بالسيئ خوفا من الأسوأ.
    وفي اعتقاد أوساط سياسية أن هذه الحالة بين قوى 8 و14 آذار سوف تستمر، ولن يكون قيام للدولة في لبنان ما لم تحسم الازمة السورية كي يبنى عندئذ على الشيء مقتضاه. وما دامت صورة الوضع في سوريا غامضة، فإن صورة الوضع في لبنان تبقى غامضة أيضاً، ولن تغير نتائج الانتخابات في حال إجرائها شيئاً فيه مع استمرار الازمة السورية ومع بقاء السلاح خارج الدولة، لأنه سلاح يحول دون قيام الدولة القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها، وعلى تطبيق القانون على الجميع من دون تمييز إذ أن تطبيقه على فريق من دون آخر هو الذي أسقط هيبتها و"استوطى حيطها".
    الرقص بين القبور
    بقلم: عقل العويط – الحياة اللندنية
    لبنان يصرخ. سوريا تصرخ. العراق يصرخ. مصر تصرخ. تونس تصرخ. ليبيا تصرخ. البحرين. واليمن أيضاً. هل هناك بلد عربي إلاّ وقد أطلق شعبُه الصراخَ الثائر لأنه لم يعد يستطيع تحمّل فظائع النظام الاستبدادي العربي، ولأنه في الآن نفسه لا يريد أن تصادَر دعواته إلى الثورة والحرية، على أيدي زبانية الظلاميات والديكتاتوريات البديلة والممنهجة؟
    ها سنتان تمضيان على آذار الثورة السورية 2011. قبل ذلك بثلاثة أشهر، كانت ثورة مصر اندلعت في 25 كانون الثاني وسقط مبارك في 11 شباط. قبل الاثنتين اشتعلت ثورة تونس في 17 كانون الأول 2010 وانتصرت في 14 كانون الثاني. نتائج كثيرة ظاهرة للعيان والعقول، بعضها الأكثر لا يزال في مخاضه الغامض والمقلق والعسير. في مقدّم هذه النتائج، السقوط التاريخي العظيم للتابو الاستبدادي العربي، الذي لن تتوقف نتائجه ومفاعيله وارتداداته الإيجابية عند حدّ معيّن، مهما تكن الأحوال الراهنة مشوبةً في بعضٍ منها بالخيبات والمرارات والمخاوف المتوقَّعة.
    نحن الكتّاب، ماذا نفعل حيال هذا الراهن العربي الخطير؟ هل نصمت؟ هل نتحايل؟ هل نوارب؟ هل "نتكيّف" مع الظروف والمعطيات الراهنة، وننحني أمام رياحها؟ لا، قطعاً. فها نحن بالصوت الجهير نصرخ، على رغم حدسنا بمآلات ما قد يواجهنا من لبنان إلى سوريا ومصر وتونس وسواها: أيتها الشعوب العربية المسروقة أحلامها والمهيضة، استمرّي في ترسيخ معالم الرفض الديموقراطي النقيّ، وضاعِفي هذا الصراخ الوجوديّ العميم، إلى أن يتبدّد الليل، الذي لن ينتهي إلاّ بتمزيق حجبه الحالكة تمزيقاً نهائياً. ولن يمزّق هذه الحجبَ إلاّ الصراخُ القياميّ الذي يجب أن يظلّ يحفر عميقاً في ضمير الذات والواقع الموضوعي والعالم، مردِّداً أن الماضي لا يمكن أن يستمر في الحاضر.
    على الأرض، لا تزال الشعوب العربية التي غضبت وثارت على حكّامها وأنظمتها، غاضبة وثائرة، وإنْ جريحة، وخصوصاً في سوريا ومصر وتونس. على رغم الأهوال والأوجاع الهائلة التي تُمنى بها، هي تواصل قرع الأبواب والجدران الصلدة وتحدّي آلات القتل اليومي الجماعي، صارخةً صرختها التاريخية العزلاء. حتى ليظنّ المرء أنه لم يعد ثمة صراخٌ لم يُصرَخ بعد. لكأن الماضي يثأر لنفسه من العار الاستبدادي الذي لحق به. والحاضر لم يعد يريد أن يظلّ ماضياً، بل ها هو يصبح البداية، بكلّ ما تنطوي عليه البداية من مخاضاتٍ متعسّرة، لكنْ ملأى بمشقّات الأمل وتحدياته. الأرض، ما تحتها وما فوقها، تئنّ وتزأر غضباً وتمرّداً، ليتردّد أنينها والزئير في بواطن الوجدان، وفي طيّات الأمكنة والأزمنة. فمَن منّا لا يشعر الآن بالرهبة أمام هذا الصراخ الذي يبدّد جبروت الصمت وكوابيسه؟ ومَن منّا لا يجرفه هذا الصراخ إلى حيث يشعر بأن الزمن يوازي زمن القيامة من القبور الباردة الصمّاء إلى فسحات الشمس والحياة والحرية؟ وفي الآن نفسه، مَن منّا لا يشعر بالخوف على المصير؟
    يجب أن نعترف بأن الواقع الموضوعي يبدو أشدّ فداحةً وهولاً مما تصوّرناه وحلمناه. وكذا يقال عن النتائج الآنية التي آلت إليها الثورات والصرخات. فها هي الأوضاع الداخلية العربية، تتخذ في الغالب الأعمّ منحىً استبدادياً وظلامياً مضاداً، وها هو العالم كلّه تقريباً، وخصوصاً "المتحضّر" منه، يحاول "استيعاب" التغيرات التاريخية الجارية بما يساهم في شلّ حركة القوى المدنية والديموقراطية، وتقليص دورها وفاعليتها، وبما يفضي عملياً إلى صعود القوى الإسلاموية المتطرفة، وتأجيج مختلف أنواع السعير الديني والمذهبي والإتني، متحصّناً بإيديولوجيا الانتهاز السياسي، القائمة على المصالح والحسابات والتسويات القاتلة. لكأن هذا العالم أشبه بحجر غرانيت، بلاطة قبر، بل أشبه ما يكون بالوحش العارف. فهذا العالم يُصمّ آذانه عن الصراخ العربي، السوري - المصري - التونسي خصوصاً، الذي لا يطلع من الأفواه بل من الأحشاء الجماعية. فهو لا يريد أن يسمع إلاّ ما يريد أن ينصت إليه، بما يتوافق مع أولوياته وأنانياته ومصالحه الكلبية.
    أبواب الجحيم السورية والمصرية والتونسية مفتوحة على الغارب. في سوريا، النظام يمعن في التدمير والقتل الهمجيين، تيمّناً بنظرية "عليَّ وعلى أعدائي (شعبي) يا ربّ". قوى التغيير الديموقراطية الخلاّقة تواصل مسيرتها الأعجوبية المزدوجة ضد النظام الديكتاتوري وشبّيحته من جهة، وتمايزاً عن الاتجاهات المتطرفة، التكفيرية والمسلحة، من جهة ثانية. نحن نصرخ، تحديداً، مع القوى التغييرية العميقة، وتأييداً لها: نريد المعجزة البطلة التي من شأنها أن توقف هذا القَدَر الأعمى الذي تؤخَذ إليه سوريا. السوريون الديموقراطيون المدنيون العلمانيون المناضلون المفكّرون الشعراء الكتّاب المثقفون الفنّانون والمواطنون العاديون، لا يلينون ولا يستسلمون، بل يزدادون اجتراحاً على الأرض - وهذه هي بطولتهم الخارقة - منتزعين كلّ يوم استحقاق الحياة والحرية والكرامة، وهم سيظلّون يفعلون ذلك إلى أن تنتصر سوريا بهم.
    أما في مصر فيمعن النظام "الإخواني" الجديد وزبانيته وحلفاؤه، في جرّ البلد العظيم إلى أتون التفكّك والتزمت الديني، محصّناً بجحافل الفتاوى الظلامية المغرقة في التخلف. وكذا نقول عن تونس التي تفعل حركة "النهضة" فيها ما لا يُفعَل، من أجل دفع البلد العلماني الأخضر إلى القاع المظلم.
    هل نقول: ما أبشع ما انتهينا إليه، وما أبشعكَ أيها العالم؟! أكثر ما نخشاه، بعد قليل، عندما يستعر الحريق في مصر، أنه لن يعود في الإمكان وقف اشتعاله. وعندما تصبح سوريا شبيهةً بالأرض الخراب، ويلحق بها لبنان، لن يفيد أن يهرع زعماء العام "الحرّ" بعد فوات الأوان، للتعبير عن الرغبة في تقديم المساعدة إلى الشعبين السوري واللبناني.
    في "لبنان العظيم" تستولي سلطاتٌ وقطعانٌ وقوى سياسية ودينية على زورقه المثقوب، أما العدم الأبله فيتحكّم بأطرافه المهووسين بفتات السلطة، وهم يخوضون حرب وجود، إما تأييداً لنظام الحكم في سوريا وللحلف السوري - الإيراني، وإما انخراطاً ظلامياً أخرق ضدّ هذين النظام والحلف، بالتزامن مع "حرب وجودٍ" ثانية مواكِبة، انطلاقاً من مشاريع قوانين متخلّفة ومهينة وعقيمة للانتخابات. قبّحهم جميعاً.
    فماذا نفعل بلبنان هذا، المتساقط كالشلو، وما الذي يجب أن تجترحه القوى المدنية والديموقراطية لإنقاذه، هذه التي لن يستطيع أحدٌ أن يستولي عليها، ولا أن يجيّرها لنفسه، أو يحشرها في ركابه؟ وسوريا، كيف نساهم، ولو بتواضعٍ كلّي، في منع دمارها البلا حدود؟ وأمّ الدنيا، هل تُترَك فريسةً في أفواه سرّاق الدين والدنيا؟ وتونس؟ والعراق؟ وفلسطين... هل فلسطين موجودة في حسابات العرب؟
    نحن أبناء الطريق الثالث، وفَعَلَته، وصنّاعه، وحرّاسه، نعتقد - بفروسية مترفّعة، وبكبرياء غير مبالية بصكوك الاعتراف والشكر والعرفان، ومستخفّة بتلقّي المدائح أو بطلبها - أننا لا نحتاج إلى شهاداتٍ مستجدّة في الوطنية والعلمنة والدفاع عن الحرية والديموقراطية وثورات الشعوب وحقّها في الكرامة المطلقة. ثمة الكثير الكثير في أيدينا وكلماتنا، نواصل به وقوفنا التاريخي المتراكم، العملاني المعنوي الأخلاقي والثقافي، وبلا هوادة، إلى جانب الشعب السوري الثائر، وكلّ الشعوب العربية الأخرى. نحن متهيّبون للغاية. وإذ نعلن التهيّب، ونمارسه، بعيداً من الغوغائية والعربدة اللفظية والغريزية والقطيعية، يسعنا على "سنّ الرمح" أن نقف قطعاً ضد النظام الديكتاتوري، وأن نشدّد في الآن نفسه على ضرورة عدم السماح للوهن بالاستيلاء على القوى والاتجاهات المدنية والسياسية والثقافية والأهلية والشعبية الثائرة في العالم العربي، وخصوصاً في سوريا ومصر وتونس. فالأحوال المغموسة بالوجع الكبير، نعرف أنها لن تحمل هذه الشعوب على اليأس، ولن تحرفها عن أهدافها المركزية، مهما تكاثر الأعداء في الداخل والخارج، وهم كثرٌ للغاية. وعليه، لا يسعنا أن نرتدّ على أنفسنا، وقيمنا وأحلامنا ومفاهيمنا الثقافية والديموقراطية، ولا أن نعود إلى الوراء.
    ولنقلْ لهؤلاء الأطراف اللبنانيين الأقزام: ما أقلّكم يا هؤلاء! لبنان يترنّح، وأنتم تشربون الدماء وترقصون على قبره. بعد قليل، هذا القبر الذي ترقصون فوقه، سيغرق في الدماء والتفكك والتفسخ والعفن... وستكونون طعامه النتن!
    هذا القبر الذي تعربدون فوقه، سيكون مقبرتكم، ولا بدّ!
    عن قهر النخب في امة العرب
    بقلم: ابراهيم العجلوني - الراي
    لا الانهر السرية ولا الاعماق الخفية, ولا متراحب الافاق وما تنم عليه من انظمة واتساق, ولا تجارب العصر وما تحفل به من عبر, ولا العظمة والجلال, ولا مسارح الجمال, ما شيء من ذلك كله نجده اليوم في حياتنا الثقافية, الا حالات معدودة متباعدة, يكاد اصحابها يلقون المعاذير عما اوتوه أو تفردوا به أو الهموه, ويستخفون من صغار النقاد و(كبارهم ذوي الالقاب) حذر ان يجلبوا عليهم بخيلهم ورجلهم, أو أن ينبزوهم بالمثالية وتنكب الواقعية أو بالنخبوية المعرفية والارستقراطية الادبية, أو ترف التعبير في عصر الجماهير, وناهيك بذلك سبّة, وحسبك به – لدى الدهماء – كفورا..
    اجل, نحن في نكوص عن كل ما ينهض بأمتنا من وعي وذوق, وفي ذهول ذاهل عن مقومات الحضارة, نضاهئ الامم المتقدمة علمياً وتقنياً بما يخدعنا عن تخلفنا, ونفتخر بأسلاف لنا لم نرتق بعد الى أن نفهم ما انجزوه وبأية مناهج حققوه, ثم لا نألو جهداً – الى ذلك – في قهر المتنورين منا واصحاب الكفايات, بل ندفعهم الى ان يهتفوا بقول أبي العلاء:
    أولو الفضل في اوطانهم غرباء
    تشذ وتنأى عنهم القرباء
    أو الى ان يصدق فيهم قوله:
    وحسب الفتى من ذلة العيش أنه
    يروح بأدنى القوت فهو حباء
    ثم نركن جملة الى مواطآت نتملق بها انفسنا, ونضع أصابعنا في آذاننا حتى لا نسمع ما يكشف لنا عن هشاشة واقعنا من حيث أتيته, سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلمياً ودينياً, ونضرب على عقولنا بالأسداد, ونهيم غافلين في كل واد..
    أجل, لقد ألجأنا علماءنا وحكماءنا ومفكرينا الى الشعاب والمضايق, وظللنا في العتمة سادرين.
    تركناهم في غربة قاسية, وتألفنا الهمج الهامج, وقربنا المزدلفين المنافقين نجياً.
    فإن يك هوان او ذلة للعرب فلا عجب.
    فإنك لا تجني من الشوك العنب..

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 346
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:07 AM
  2. اقلام واراء عربي 300
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:06 PM
  3. اقلام واراء عربي 299
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:04 PM
  4. اقلام واراء عربي 298
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:03 PM
  5. اقلام واراء عربي 286
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:29 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •