النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 346

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 346

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:

    • بوادر حسن النية الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني
    • بقلم: المحامي راجح ابو عصب - القدس
    • شـرفــت يــا أوبــامـــا
    • بقلم: رامي مهداوي - الايام
    • الزيارة التي تسبق التفاهمات الكبرى على التسوية بين واشنطن وموسكو
    • بقلم: حسين حجازي - الايام
    • اتهام نرفضه جميعاً
    • بقلم: عدلي صادق
    • مزيد من الاهتمام مزيد من المسؤولية!
    • بقلم: يحيى رباح - الحياة
    • "حماس" والبضاعة الفاسدة
    • بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
    • أوباما السائح والمصغي.... والنفق الفلسطيني
    • بقلم: جهاد حرب - معا


    بوادر حسن النية الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني
    بقلم: المحامي راجح ابو عصب - القدس
    مع اقتراب زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لفلسطين واسرائيل في العشرين من شهر اذار الحالي انتشرت انباء في وسائل الاعلام الاسرائيلية عن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ينوي تقديم بوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين , وذلك في خطوة منه لاقناع الرئيس اوباما انه جاد في مساعدته في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين , وكذلك لحث السلطة الفلسطينية على استئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي المتوقفة منذ اكثر من عامين , والتي جاء توقفها بعد رفض رئيس الوزراء نتنياهو وقف عمليات الاستيطان في الضفة الغربية والاراضي الفلسطينية .وكانت صحيفة " يديعوت أحرنوت " الاسرائيلية , ذكرت مؤخرا انه من خلال اتصالات بين مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية الاسرائيلية تبحث فكرة امكانية سماح اسرائيل بتزويد الامن الفلسطيني بما يتراوح ما بين 600 -700 بندقية , وقالت الصحيفة : " ان قضية الاسلحة تشكل جزءا من جملة خطوات بناء ثقة , بحثت في واشنطن بين ممثلين فلسطينيين واسرائيليين وجون كيري وزير الخارجية الاميركية .وفي ذات السياق قالت " يديعوت احرنوت " ان اسرائيل تدرس طلبا من السلطة الفلسطينية لاقامة خمسة مراكز للشرطة في مناطق "ب" و "ج" , بعد ان ذكر الفلسطينيون ان مناطق "ج" تحولت الى ملجأ للمجرمين الجنائيين ’ وذلك جراء عدم قدرة السلطة الفلسطينية على فرض القانون في القرى الخاضعة للسيطرة الامنية الاسرائيلية , واضافت الصحيفة قائلة : ان اسرائيل تتطلع للاستجابة لاقامة بعض من مراكز الشرطة هذه , كما انها توافق على نقل مساحات غير كبيرة من مناطق "ج" للسيادة الفلسطينية الكاملة .وقالت الصحيفة الاسرائيلية : ان السلطة الفلسطينية تطالب ايضا باطلاق سراح الف اسير , اضافة الى 123 اسيرا طالبت سابقا باطلاق سراحهم واذ يقول الفلسطينيون ان اسرائيل تعهدت في الماضي باطلاق سراح الالف اسير , وذلك في اطار صفقة تبادل الاسرى الاخيرة المعروفة بصفقة "شاليط" , وذكرت الصحيفة ان اسرائيل قد تطلق سراح 123 أسيرا فقط .وقد أطلقت مصادر اسرائيلية على هذه الخطوات التي تنوي اسرائيل اتخاذها كبادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين اسم " سلة اوباما " وقالت ان هذه الخطوات هدفها بناء ثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين , حيث ان المهمة الرئيسية , وفق تلك المصادر الاسرائيلية , هي الخطوات السياسية المطلوبة عقب زيارة اوباما لاسرائيل وفلسطين . واضافت تلك المصادر قائلة : انه تجري في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي مداولات حول الخطوة التي ستقوم بها اسرائيل مع استئناف المفاوضات , وان من القضايا التي بحثت في تلك المفاوضات تجميد البناء الاستيطاني خارج الكتل الاستيطانية الكبرى .ومن بين مبادرات حسن النية تجاه الفلسطينيين التي تحدثت عنها وسائل الاعلام الاسرائيلية , ايضا : نقل طرق مخطط لها للمدينة الفلسطينية الجديدة المعروفة باسم " روابي " , وطريق اخر الى المنطقة الصناعية في مدينة طولكرم , وكذلك اقرار مخططات هيكلية لحوالي عشر نقاط اسكانية فلسطينية في منطقة "ج" , وتعتبر اسرائيل هذه الاسكانات غير قانونية , واصدرت الادارة المدنية الاسرائيلية اوامر بهدمها. واذا ما اقرت هذه المخططات الهيكلية فانها ستربط بشبكات " البنية التحتية " , وسيصبح البناء فيها ممكنا .ورغم ان ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو نفى هذه الانباء المتعلقة باعتزامه تقديم حسن نوايا تجاه الفلسطينيين خلال زيارة اوباما القادمة , الا ان هذا الديوان اكد انه في حال عودة الفلسطينيين الى المفاوضات المباشرة " بدون شروط مسبقة " فانه سيكون من الممكن خطوات على الارض , وهذا يعني ان نتنياهو يقول ان عودة الفلسطينيين الى المفاوضات المباشرة غير المرتبطة بشروط مسبقة , هو السبيل لتقديم بوادر حسن النوايا التي تحدثت عنها مؤخرا وسائل الاعلام الاسرائيلية .والذي لا شك فيه ان القيادة الفلسطينية جادة في مساعيها لتحقيق السلام وانهاء الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي- , وقد اكد الرئيس محمود عباس هذه الحقيقة منذ اللحظة التي تولى فيها رئاسة السلطة الفلسطينية , عقب وفاة زميله في النضال القائد التاريخي الراحل ياسر عرفات . واعلن وما زال يعلن انه مستعد للدخول في مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع الجانب الاسرائيلي لتحقيق ذلك السلام ووضع حد نهائي للصراع بين الجانبين.وقد دخل الفلسطينيون خلال الاعوام الماضية مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي , في عهد حكومة ايهود اولمرت السابقة , وتم الاتفاق بين الجانبين على الكثير من القضايا , ولكن نتنياهو , عندما تولى رئاسة الحكومة الاسرائيلية , خلفا لأولمرت رفض الاعتراف بتلك التفاهمات , وأصر على العودة الى نقطة الصفر والى المربع الاول , مع انه من المتعارف دوليا ان الحكومات اللاحقة تلتزم بما تعهدت به الحكومات السابقة ورغم ذلك فان الرئيس عاد الى المفاوضات مرة اخرى : مباشرة وغير مباشرة , وذلك في اطار سعيه الصادق لانهاء الصراع وتحقيق السلام , ولكن لما رأى ان نتنياهو يناور , ويسعى الى اتخاذ تلك المفاوضات سبيلا للاستمرار في سياساته التوسعية الاستيطانية في الضفة الغربية والاراضي الفلسطينية, وعندما تأكد ان هذه المفاوضات اصبحت - وبحق- عبثية لا طائل من ورائها انسحب منها , وهكذا دخلت عملية السلام منذ اكثر من عامين , مرحلة جمود , وعبرت في نفق مظلم جراء المناورات التي يقوم بها نتنياهو والتي يسعى من خلالها الى التهرب من التزامات اسرائيل نحو عملية السلام.وفي ذات الوقت فان الرئيس محمود عباس يؤكد دائما ان الجانب الفلسطيني مستعد فورا للعودة الى تلك المفاوضات : مباشرة او غير مباشرة , شريطة تحديد مرجعية لتلك المفاوضات ومدة زمنية لها , وان تفضي الى اتفاق دائم يحقق السلام العادل والشامل . وألا تكون عبثية. ولا شك انه هناك محاولة أميركية جادة هذه المرة لاحراز تقدم في عملية السلام , وهذا هو السبب الحقيقي الكامن وراء اعتزام الرئيس باراك اوباما زيارة فلسطين واسرائيل , اذ انه لا يعقل ان يأتي رئيس أميركي , كما سربت مصادر اميركية , لاسرائيل لالتقاط صور تذكارية فقط , وانما هدف الزيارة احداث خرق في الجمود الذي دخلت فيه عملية السلام في المنطقة .وفي اطار هذا المسعى الاميركي لاعادة الروح الى عملية السلام التي دخلت غرفة الانعاش , فقد جرت اتصالات رفيعة بين الجانبين الفلسطيني والاميركي , تمثلت خصوصا في اللقاء الذي جمع بين الرئيس محمود عباس ووزيرالخارجية الاميركية في العاصمة السعودية الرياض , وفي زيارة وفد فلسطين الى واشنطن ضم الدكتور صائب عريقات والدكتور محمد اشتية.وقد جاء كل ذلك في اطار اللقاء الذي سيجمع الرئيسين عباس واوباما في مدينة رام الله في العشرين من شهر اذار الجاري .ان المطلوب من اسرائيل ليس فقط تقديم بوادر حسن نوايا تجاه الشعب الفلسطيني , وانما ايضا الوفاء بما التزمت به من تعهدات تجاه عملية السلام في اتفاق اوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني – مع حكومة اسرائيل في عام 1993 , والذي نص على انه بعد خمسة اعوام من توقيع الاتفاق , يدخل الجانبان في مفاوضات لبحث قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضية القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات . ولكن ومع مرور قرابة عقدين على توقيع هذا الاتفاق فان اسرائيل ما زالت ترفض بحث وقف الاستيطان , الذي يعتبر عقبة كأداء امام تحقيق السلام , والذي يجعل من تحقيق رؤية حل الدولتين مستحيلا او شبه مستحيل , علما ان القيادة الفلسطينية ودول العالم اجمع تعتبر هذا الاستيطان غير شرعي , باعتباره ضما لاراضي الغير بالقوة , وهذا مناقض لكل قرارات الشرعية الدولية , وحتى الولايات المتحدة , الحليف الاستراتيجي الاول لاسرائيل , تعتبر الاستيطان عقبة في طريق السلام .ان طريق السلام واضح كل الوضوح , يتمثل في تطبيق قرارات الشرعية الدولية , وفق رؤية حل الدولتين , وهي رؤية وضعها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن وتعهد بتطبيقها في ولايته الاولى والثانية , ولكنه للاسف , خضع لضغوط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة , ولم يطبقها , وقد اعلن خليفته في البيت الابيض الرئيس اوباما التزامه بهذه الرؤية وتعهد بالسعي لتطبيقها , وهو يستطيع , ان اراد , ان يضغط على اسرائيل لتحقيق السلام , الذي كما هو مصلحة فلسطينية , فانه ايضا مصلحة اسرائيلية بنفس الدرجة , وهو ايضا مصلحة اميركية بالدرجة الاولى , لأن للولايات المتحدة مصالح استراتيجية في هذه المنطقة الحساسة من العالم, ويهمها تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين لتتفرغ لملفات اخرى بالغة الخطورة, كالملف النووي الايراني, والملف الكوري الشمالي.ان من حق الشعب الفلسطيني , بعد اكثر من ستة عقود من المعاناة ,ان ينعم بالسلام العادل والشامل , وان يعيش كبقية شعوب العالم في دولته المستقلة كاملة السيادة على الاراضي الفلسطينية التي احتلت ما بعد 1967 وهو سيواصل سعيه لتحقيق هذا الهدف بالوسائل السلمية , وفق القرارات الدولية , بعيدا عن العنف , والله الموفق .
    شـرفــت يــا أوبــامـــا
    بقلم: رامي مهداوي - الايام
    بما إنه محدش عارف برنامج زيارة سيادتكم هنا لدولتنا الفلسطينية المحتلة، ولأنه إحنا كنّا متأملين منك خير من أول مرة تم انتخابك فيها كرئيس لأميركا، وخذلتنا كباقي الرؤساء الأميركيين، وما دعمتنا في ولا واحدة من القضايا اللي تطرح بالمحافل الدولية، وشعبنا مش شايف أمل فيك ولا في السياسة الأميركية اتجاهنا، فشو رأيك انزلك من على الشجرة مثل ما انت بتنزل جماعتنا_ مهو ما في حد أحسن من حد_ واعطيك السلّم؟
    مستر اوباما، بتمنى عليك تنفيذ هذا البرنامج في خلال هالثلاث أو خمس ساعات اللي رح تزورنا فيهم_ يعني قد ما رح تعطينا من وقتك يخلف عليك_ واسمع مني أنا بدي مصلحتك لأنه أنا بآمن بشعاراتك "نعم نستطيع" و"التغيير الذي نؤمن به" ونحن ننتظر تطبيق هذه الشعارات على قضيتنا:
    أولاً: لازم تضع باقة ورد على قبر الشهيد ياسر عرفات وسنفسّر ذلك بأنه احترام لجميع شهدائنا. وبهالمناسبة يا ريت لو انك بتطالب بجثامين شهدائنا اللي محتجزتها اسرائيل. بعديها بنضيفك فنجان قهوة عربية مع سيادة الرئيس محمود عباس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
    ثانياً: بتميّل على شارع نابلس وبتشوف كيف مستوطنة "بيت ايل" كمثال على السرطان الاستيطاني اللي بياكل دولتنا.
    ثالثاً: وبما إنك صرت واصل هديك المنطقة، خذلك كزدورة على مخيم الجلزون للاجئين لتفهم عيشتهم وأحلامهم وطموحهم.
    رابعاً: بعدها، انزل على جامعة بيرزيت، واسمع احتجاج ومعارضة الطلبة على السياسة الأميركية، بس بتمنى عليك ما تعيدلهم خطابك في جامعة القاهرة، لأنو لساتنا بنستنى يتنفذ منه اشي ولو قليل.
    خامساً: أكيد جعت، وشو أحسن من أكلة مسخن بزيت فلسطيني في عين عريك. لحّق حالك وكله قبل ما يقولولك الإسرائيليين إنه الأكلة الشعبية تبعتهم.
    سادساً: وبمناسبة عيد الأم، لا بدنا ورد منك ولا هدايا، رح تجتمع مع أمهات الأسرى اللي رح يهدوك أشغال يدوية صنعها أبناؤهم داخل سجون الاحتلال.
    سابعاً: أنا بعرف أنك بتعرف ثقافتنا الفلسطينية، وبما انك أعلنت انه الهدف من زيارتك إنك "تسمع"، فشو رأيك تسمع شعر محمود درويش، بزيارتك لمتحفه وضريحه، لما قال:
    "واقفون هنا.. قاعدون هنا.. دائمون هنا.. خالدون هنا.. ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون".
    ثامناً: والتقي بالشعب أو ممثليه بالمجلس التشريعي، مزبوط هو معطّل حالياً بس الشعب لسا بطالب بعودة التشريعي واجراء الانتخابات الديمقراطية بدون تدخلاتكم وتعريفاتكم للديمقراطية.
    تاسعاً: تعال زور كنيسة المهد، بلكي بتشجع هالسياح ييجوا على مهد المسيح. وضويلك شمعة وصلّي للسلام يا حامل جائزة نوبل للسلام.
    عاشراً: امرق من حاجز بيت لحم ومن نص الجدار لتوصل القدس. تنساش تاخدلك صورة عند الجدار، بتعرفش بلكي مصيره يكون مثل مصير جدار برلين.
    الحادي عشر: وفي القدس، أعلنها يا ريس، اعلنهاااااااااااااا يا أوباما إعلنهااااااا القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وإنهاء ظلام الاحتلال العنصري الإسرائيلي، وخليك تسمع الزغاريد الفلسطينية.
    يا أبو "ماليا" الله يخليلك اياها وتفرح فيها، ما تستغرب لو شفت ناس في أراضينا وبين شجرنا، بخربوا البيئة والجبال، هدول هم المستوطنين اللي النا سنين بنقللك عنهم. ما تستغرب لو شوارعنا مش حلوة ومزبطة زي شوارع اللي بالي بالك. ما تستغرب لو ما لقيت كتير سيارات في الشوارع الناس ما معها مصاري تعبي بنزين، الغلا هلكهم وأزمة مالية صابتنا بشلل. ما تستغرب اذا وقفت بالأزمة على حاجز طيّار هدول جماعة البالي بالك مرات بحبوا يتسلوا بتعذيبنا. ما تستغرب اذا لقيت واحد بهد بيته بيده لأنه يا مستر أوباما البناء ممنوع على فلسطينيي القدس وغرامات الهدم على البناء غير المرخص كارثية. ما تستغرب اذا ما شفت عنّا بحر لأنه غزة محاصرة وكنت بتمنى إنك تزورها... ما تستغرب إنك ما راح تشوفني في أميركا لأنه بعد هذا المقال جماعتك ما راح يعطوني فيزا.
    على أي حال كنت أتمنى نكسبك على سهرة فلسطينية بس كإنك خايف يسكر الحاجز وتعلق، بس يا عمي عيش ولو يوم واحد مثلنا... عيش معاناتنا... عيش روح التحرر... عيش الظلم والاستبداد وخصوصاً بأنه أبناء جلدتك هزموا العنصرية وحققت حلمهم.... ومن حقنا أن نحلم...
    الزيارة التي تسبق التفاهمات الكبرى على التسوية بين واشنطن وموسكو
    بقلم: حسين حجازي - الايام
    بقدوم الرئيس الأميركي باراك اوباما الأسبوع القادم إلى الأراضي الفلسطينية المقدسة زائراً سياسياً وحاجاً إلى كنيسة المهد، تكون هذه الزيارة هي الثالثة التي يقوم بها رئيس أميركي في غضون العشرين عاماً الأخيرة، هم في نفس الوقت الأباطرة الثلاثة الذين تعاقبوا على حكم الولايات المتحدة على مدى هذه الحقبة الزمنية منذ العام 1993 الذي شهد توقيع اتفاقية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وتفرد هذه الامبراطورية منذ ذلك الحين باحتكار رعوية هذا السلام، الذي لم يتحقق إلى الآن.
    كان بل كلينتون الطويل القامة، الأبيض والوسيم الذي يمتلك وجهاً طفولياً اقرب الى البراءة على حمرة خجولة، هو أول من دشن هذه الزيارات الى غزة في العام 1998 مصطحباً زوجته السيدة هيلاري كلينتون وابنتهما. هيلاري التي ستصبح في عهد اوباما الأول وزيرة الخارجية وتتوصل مع الرئيس المصري الإسلامي الإخواني الجديد إلى أول اتفاقية من نوعها لوقف إطلاق النار بين "حماس" واسرائيل بعد الحرب الثانية على غزة قبل بضعة شهور، ولقد أتيح لي شخصياً أن أرى هذا الامبراطور عن قرب حين سمح لي بين عدد قليل من الصحافيين تغطية زيارته وحضور حفل الغذاء الذي أقامه عرفات المنتشي بالنصر لهذا التحول على شرفه في منتجع الشاليهات البحري على شاطئ غزة قريباً على بعد أمتار من مقر قيادة عرفات، "في المنتدى" الذي سوف يدمره الاسرائيليون فيما بعد في غضون الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
    كانت هذه الزيارة هي التي انطوت على الدلالات الرمزية الأكثر تعبيراً في رسالتها القوية عن دعم الرئيس الأميركي لخيار المفاوضات السلمية الذي انتهجه عرفات وإعطاء الفلسطينيين الأمل والتشجيع بدعم الإدارة الأميركية ممثلة برئيسها، وبدا لحين كما لو أن ساعة الخلاص بالنسبة للفلسطينيين تقترب. بل وبدا لكل مراقب لهذه الزيارة الحافلة والتي أصر فيها الامبراطور أن يشارك بنفسه حضور جانب من انعقاد المجلس الوطني في قاعة رشاد الشوا، حين سيظهر عرفات الذكي حنكته باستعراض ديموقراطية نظامه السياسي على مرأى من الزائر العظيم، وتعديل بعض بنود ميثاق المنظمة كهدية سياسية عربوناً لهذه الصداقة. فقد نظر إلي كل هذا، على انه ضربة قوية ومنسقة بين كلينتون وعرفات لنتنياهو. نتنياهو الذي سيجد نفسه معزولاً وخاضعاً لتوقيع اتفاق "واي ريفر" مع عرفات تحت رعاية بل كلينتون في البيت الأبيض، ويسقط لاحقاً من الحكم.
    إن اللقطة الرمزية والشهيرة التي ستبقى من زيارة خليفة بل كلينتون بوش الابن، الذي اختار ان يلقي خطابه في الكنيست الاسرائيلي ويشارك لاحقاً في حصار عرفات وقتله، هي في إدارة النواب الفلسطينيين أمام الكاميرات ظهورهم لهذا الامبراطور وهو يلقي خطابه، على غرار اللقطة الرمزية الأخرى، التي ستحدث في بغداد على شكل رميه بالحذاء. هذا رجل اختار أن يكون حليفا لشارون، ودوره في التاريخ الأميركي انه كان أسوأ من حكم أميركا، ومن سيصنع لاحقاً أزمتها المالية، ويفقدها هيبة سيفها. وفي غضون مدة ولايته أدار انقلاباً على عرفات، ولم يفعل سوى إغداق الوعود لنا بإقامة الدولة الفلسطينية. الوعد الشهير بإقامة هذه الدولة في العام 2005، ولكن العام 2005 الذي سيبدأ فيه بنقل ثقل عملياته وتركيزه على إخراج سورية من لبنان وإعطاء الأمر لإسرائيل بشن الحرب على حزب الله في تموز العام 2006، والدفع بنظرية المحافظين الجدد حول الفوضى الخلاقة إلى مداها الأخير لإعادة فك وتركيب الشرق الأوسط من جديد. بعد أن قام بغزو العراق وتفكيكه وقتل صدام حسين. وهكذا سوف تتلاقى الرغبة الاسرائيلية بمواصلة عملية تفاوض عبثية ولا نهائية لإشغال الفلسطينيين بإدامة الوهم بتحقيق السلام الذي ينصفهم، مع هذه الاستراتيجية التوسعية الهجومية الحربية لبوش الابن، وفق المبدأ الجديد الذي استنه بوش الأب العام 1991 "إن الأمر لنا" مباشرة أميركا العمل بنفسها من دون الاعتماد على الوكلاء المحليين لإنجاز المهمة.
    لكن من حسن الحظ والطالع، فقد كان هنا تحقيقاً للآية القرآنية التي تقول: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"، إذا كانت الحرب عام 2006، على حزب الله كما حربي غزة سوف تمثل لواضع الاستراتيجية الأميركية الجديد نهاية الرهان، على الوكيل الاسرائيلي تماماً بنفس القوة التي بدأ ينبني عليه هذا الرهان في أعقاب حرب 1967. من انه يمكن الاعتماد على اسرائيل.
    هذا رئيس أميركي يأتي إلينا وقد تغيرت علاقات القوة كما حقائق القوة، لا في الشرق ولا في العالم، ولكن أولا وأهم من كل شيء في عقر دار أميركا نفسها. أميركا ما عاد بمقدورها ترميم حاملة طائرات تحتاج للصيانة ولا تستطيع إرسال أخرى إلى مضيق هرمز. صدق أو لا تصدق؟ لأنه يجب اليوم تخفيض الإنفاق العسكري والاتفاق على كيفية ضبط الموازنة لتجاوز العجز في الميزانية. يأتي إلينا هذه المرة الامبراطور ولم يتغير بالشكل، أو حتى عبارات الخطاب المنمقة، وإنما دونما سيف يوليوس قيصر، كقائد وحيد للعالم، "وحدانية قيادة العالم" وإنما كقطب شريك في حكم العالم بين أقطاب وشركاء. لا كقيصر وإنما كاكتافيوس اغسطس، بإبقاء السيف في غمده دونما القدرة على إشهاره. كمسيحي من أب مسلم يحتفظ في ذاكرته بصوت الأذان طفلاً في اندونيسيا. ومتعاطفاً مع الفقراء سيعمل جنباً إلى جنب مع البابا الجديد فرنسيس، ولكن كحاكم لأكبر دولة تدافع عن أضخم مجمع عرفه التاريخ، لرأسمالية تتصف بالشجع والتوحش. إلى فلسطين باراك اوباما ماذا جئت تفعل؟
    لاحظنا هنا الحكاية بتقدير موقف، استناداً إلى التحليل المجرد عن افتراض ولادة يالطا الجديدة وهذا هو الإطار:
    بدل الوحدانية الشراكة، بدل التوسعية الانكفاء وتقليص التمدد، بدل النزعة الهجومية الحربية والغزو الدبلوماسية والتفاوض، بدل الأمر لنا خلع أنياب الإسلام المتطرف واستمالة الإسلام المعتدل، وبدل الشرق الأوسط الجديد أو الكبير تقاسم النفوذ مع الأقطاب الآخرين.
    حسناً إذا ذهب أبو مازن إلى لقاء بوتين قبل لقاء اوباما. هيا إذن ندخل الشريك الذي هو الدب الروسي مرة أخرى لإعادة تجليس التوازن من جديد. إذا كان الحوار الحقيقي الجاري اليوم لعقد السلام هو للمرة الأولى منذ الحرب الباردة حواراً دوليا بين الأقطاب وليس مع الأطراف المحليين. والمفارقة اليوم أن ذلك يتم بفضل الأزمة السورية. نعم وما زرعه جورج بوش الابن. فأميركا اليوم تقف أمام خيار الضرورة. خيار الاعتراف بالتحالف الاستراتيجي مع سلطة الفلسطينيين كما الاعتراف بان الوكيل الاسرائيلي القديم تحول اليوم الى عبء استراتيجي. فأميركا ملتزمة بحماية امن اسرائيل ولكنها ليست ملزمة بحماية سياسة اسرائيل.
    الأهداف قد تظل هي الأهداف، والمصالح هي المصالح نفسها ولكن الوسائل والإمكانات هي التي تغيرت ولم تعد هي الإمكانات نفسها. وهكذا فان شيئاً عظيماً قد حدث، في غضون العقد الأخير وهذا الشيء العظيم الذي حدث هو سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد، هذا السقوط الذي نسمع اليوم صدى أنفاسه الأخيرة في الأزمة السورية مع الصمود الذي أبداه بشار الأسد ونظامه. "اجلسوا مع بشار الأسد واتفقوا" هذه عبارة لم تكن مرة سابقة مألوفة تصدر عن وزير خارجية أميركا. بعد أن كان الرهان على أن أيام الأسد باتت معدودة. أقرب إلى الموقف الروسي أميركا الآن منها إلى حلفائها الأوربيين، بريطانيا وفرنسا. "اجلسوا مع أبو مازن وتفاهموا على التسوية وفق ما سنقوله لكم اليوم". هل هذا ما سيقوله اوباما في اسرائيل قبل لقائه المقبل في القمة المنتظرة مع بوتين؟ القمة المنتظر أن تصوغ التفاهمات الكبرى على مصير الشرق الأوسط والتفاهم على جميع الملفات. وفي القلب الملف الفلسطيني- الإسرائيلي.
    اتهام نرفضه جميعاً
    بقلم: عدلي صادق
    نرفض اتهام بعض الوسط الإعلامي المصري لحركة "حماس" بأنها ضالعة في قتل الجنود المصريين في شهر رمضان الماضي. فالفلسطينيون لا يقتلون المصريين ولا يحملون للجندي المصري سوى مشاعر حانية من المحبة والتقدير، ولا يقوى الفلسطيني على المس بحياة أخيه الجندي المصري. ثم إن سكان قطاع غزة تحديداً، امتزجت حياتهم بحياة المصريين، ويعرفون أن الجندي المصري، حتى في أيام الخلاف على المستوى الرسمي بين الزعيمين الراحليْن السادات وعرفات؛ لا يتحمل أوزار السياسات ولا ذنب له حتى في العنف الأمني حيال نشطاء فلسطينيين. ويخطىء من يساعد ـ ولو بكلمة ـ على تمرير هكذا اتهام ملغّم، الهدف منه استعداء الشعب المصري الشقيق على الفلسطينيين جميعاً، وتحميل حركة "حماس" مشكلات من هذا النوع، مرة بالورق المزور، ومرات بدعايات ليس لها أول ولا آخر. إن هذا السياق يذكّرنا بالفترة الأخيرة من حكم مبارك، عندما اتُهم الفلسطيني بالوقوف وراء تفجير طال كنيسة "القديسين" في منطقة سيدي بِشر في الإسكندرية في كانون الثاني (يناير) 2011. ونحن هنا، ننبه جميع الوطنيين، من هذا الشِرك، مهما بلغت الخصومة مع حركة "حماس" لأن المناخ الذي تنتجه هكذا أراجيف، سيعاني منه الفلسطينيون جميعاً، وستكون المستهدفة هي مفردات القضية الفلسطينية وعدالتها في التاريخ وموقعها في وجدان الشعب المصري، الذي ضحى من أجل فلسطين على مر سنوات الصراع.
    * * *
    لقد بدأ الاتهام الإعلامي يتجه الى "متطرفين" فلسطينيين يتبعون منهج "السلفية الجهادية". وبالإشارة الى أن هذه "السلفية" لا تعترف بفوارق الجنسية، وبالتالي لا يُنسب نشاطها الى بلدان المنخرطين في مجموعاتها ولا الى شعوبهم. ثم إن الفلسطيني تحديداً من هذه المجموعات، لا مصلحة له في إضعاف سيطرة الدولة على سيناء أو الاعتداء على أجهزة الأمن. ولو كان هناك ـ افتراضاً ـ من وقعوا في تضليل، فلا علاقة لحركة "حماس" بذلك، ومن التجني تخليق هكذا علاقة على قاعدة الرابط الأيديولوجي بين "حماس" و"الإخوان" في مصر. وعلى صعيد "السلفية الجهادية" واضح أنها غير معنية بـ "غزوة" مصرية، وذلك لعدم وجود أسبابها. ولو كان هناك استهداف لمصر ـ لا سمح الله ـ من قبل أتباع هذا المنهج، لأدمى ذلك قلوبنا، بأعمال شائنة ومروّعة في قلب البلاد في ظل هذا الاضطراب. بالتالي فإن اللاعب الأساسي في سيناء، هو العدو الإسرائيلي البارع في صناعة العجائب والأقنعة، وهو صاحب المصلحة في فتح بطن سيناء، لكي يصل الى تفاهمات أمنية أو لكي يجدد تفاهمات وتعهدات أمنية مع الدولة المصرية.
    إن واجبنا، وما يُمليه علينا ضميرنا، هو دحض الاتهامات الإعلامية المصرية لأي طرف فلسطيني، وبخاصة عندما تتعلق المسألة بدم إخوتنا المصريين. فأولئك الذين يتهمون ويلفقون الحيثيات ويطرحون الأسماء يعرفون ماذا يفعلون. إنها محاولات خبيثة لدق الأسافين بين الشعبين المصري والفلسطيني، ولضرب العلاقة التي تعززها الروابط الاجتماعية وأواصر الأخوّة. ثم إن من يتهمون "حماس" لو نجحوا في إقناع المصريين باتهامهم، فإن ذلك لن يكون لمصلحة "فتح" أو لمصلحة أي طرف فلسطيني. فلدينا من التجارب ما يكفي لأن نعلنها صريحة للأوساط الإعلامية المصرية: إن لدى القوى الفلسطينية المناضلة وغير المناضلة من أجل حرية وطنها واستقلاله ودحر الاحتلال؛ إجماع على رفض اتهام أي طرف فلسطيني بالضلوع في جرائم ضد إخوتنا المصريين، لأن هكذا جرائم، تتنافى مع فطرة ومشاعر الفلسطينيين وعاطفتهم حيال الشعب المصري الشقيق. بالتالي إن الاتهامات من هذا النوع، ترقى الى مستوى الدسائس التي نتحسب لها ونرفضها مجتمعين. إن هذا شيء، وخصومتنا مع "حماس" شىء آخر.
    مزيد من الاهتمام مزيد من المسؤولية!
    بقلم: يحيى رباح - الحياة
    مئات من الأسئلة لاحقتني حول تشكيل الهيئة القيادية الجديدة لحركة فتح في قطاع غزة، وفي معظم الأحيان كنت أعتذر عن الإجابة، على اعتبار أن هيكل المسؤولية في هذه الهيئة القيادية الجديدة معروف للجميع، فالمسؤولية الأولى هي للأخ الدكتور زكريا الأغا عضو مركزية فتح وعضو اللجنة التنفيذية، وهو ليس جديداً على هذا النوع من المسؤولية فهو يتحملها منذ سبعينيات القرن الماضي، ولديه معرفة شديدة بالعديد من كوادر فتح الذين يتحملون المسؤولية تحت إشرافه الآن، وجميعهم من كوادر الدرجة الأولى نضاليا، وسبق أن تحملوا مهمة في حركة فتح وفي العمل الفلسطيني في وجه عام.
    وكنت أقول لزملائي في وسائل الإعلام انهم يمكن أن يوجهوا كل ما لديهم من أسئلة إلى رئيس هذه الهيئة القيادية ومفوضها العام الدكتور زكريا الأغا، أو أمين سرها صديقي العزيز إبراهيم أبو النجا، أو الناطق الرسمي باسمها الأخ العزيز ذياب اللوح.
    ولكن لا بأس من أن أشير هنا إلى أن هذا الاهتمام الذي تبديه وسائل الإعلام الوطنية على وجه الخصوص هو ظاهرة صحية، حيث المزيد من الاهتمام يحمل أعضاء هذه الهيئة المزيد من المسؤولية ويجعل الجميع يشعرون أنهم تحت المجهر، تحت ضغط إعلامي هائل-و هذه من أبرز سمات العصر الذي نعيش فيه- وأنه لا شيء يخصهم يذهب سدى سلبا كان أم إيجابيا وكان الله في عونهم، فإنهم يحملون على كاهلهم مسؤولية كبيرة، وأنا واثق أن النجاح سيكون حليفهم، وأنهم من النضج والكفاءة- كما أعرفهم- بحيث أنهم سيبنون على ما سبق ويراكمون فوق النجاح الذي تحقق ف التجارب السابقة، وأن حركة فتح هذا هو قدرها، لأنها حركة كبيرة وعميقة وواسعة وثرية بأجيالها وحجم الكفاءات الموجودة فيها، وقد تعودت منذ ميلادها الأول قبل قرابة ستة عقود أن تحمل بشجاعة الهم الفلسطيني كله، والحلم الفلسطيني كله، والأمل الفلسطيني كله، بأقانيمه الثلاثة المقدسة (الوطن، والكيان، والهوية) وهذا عبء يعطي لمن يحمله الشعور العالي بالفخر والاعتزاز والرضا عن النفس والشعور العالي بالمسؤولية.
    حركة فتح ليست حزبا عاديا وليست تنظيما يعيش بحدود اللوائح والقوانين والمرجعيات التنظيمية التقليدية، فهي منذ ميلادها الأول تمتلك فقها تنظيميا وسياسيا يتلاءم مع خصوصيات شعبها الفلسطيني وخصوصيات قضيتها الفلسطينية المعقدة.
    الفقه التنظيمي جعلها تستوعب جميع الأفكار والاتجاهات والمواهب والطموحات والممارسات مهما بدت غريبة، فتستوعبها وتهضمها وتعيد صياغتها بهذا الشكل الفلسطيني بامتياز!
    أما فقهها السياسي، فهو عدم الخوف من التجربة، مهما كانت محفوفة بالأخطار، ومهما كانت مختلفة ظاهريا عن المزاج الشعبي السائد، فهي حركة مهيأة دائما لاقتناص اللحظة التاريخية، والا فكيف نفسر أن حركة فتح الوطنية حتى النخاع قد انطلقت في عز زمن ديكتاتورية الأيدولوجيا، حيث كانت الأيديولوجيات سائدة ومهيمنة بل وحاكمة في المنطقة في الخمسينات والستينات، مثل حركة القوميين العرب، والاخوان المسلمين، والشيوعيين، والبعثيين، والناصريين، وغيرهم، ولكن اقتناصها للحظة التاريخية جعلها تصبح علامة وحدها، مضيئة ومتميزة وفاعله تلهث ديكتاتوريات الأيدلوجية وراءها ولا تلحق بها على الإطلاق؟
    بل كيف نفسر أن حركة فتح أطلقت ثورة الكفاح المسلح الفلسطيني وهي لا تملك شبراً من أرض تقف عليها!!!
    و إنما بساط الريح المسافر باستمرار، والذي لا يستقر على حال، ثورة الكفاح المسلح أطلقتها حركة فتح وسط آبار البترول في منطقة الشرق الأوسط!!!
    و لعل آخر المعجزات التي حققتها حركة فتح، هو الذي رآه العالم بأم عينيه في مهرجان غزة الفتحاوي في صبيحة يوم الرابع من يناير هذه السنة 2013، مليون وأكثر من مئتي ألف يحتشدون في مكان واحد وفي لحظة واحدة، في ساحة السرايا التي تم تمهيدها نسبياً قبل المهرجان ببضع دقائق فقط، هذا الرقم ليس من بين مئة مليون أو تسعين مليون أو حتى عشرين مليونا أو عشرة ملايين، بل هذا الرقم (مليون وأكثر من مئتي ألف) جاءوا من بين مليون وسبعمائة ألف هم كل عدد سكان قطاع غزة، ابتداء من أصغر طفل حديث الولادة وحتى أكبر شيخ عجوز طاعن، إنها ظاهرة محيرة لا نستطيع أن نغوص في أعماقها إلا إذا عدنا إلى فتح التي راهنت في الأساس على نبع الوطنية الفلسطينية الأصلي، الوطنية المرنة، الحاضنة للكل، القادرة على استيعاب النبض سواء كان عاصفا أو باهتا وضعيفا!
    حركة فتح تشبه شعبها تماما، جوهره أكثر من مظهره ألف ألف مرة ووعيه أعمق من كل كمبيوترات الآخرين!
    أوليس هو الشعب المحتل، اللاجئ، المظلوم، المشتت، الذي رفض في عام 1967 الهزيمة، ويقدم نفسه نموذجا لحرب الاستنزاف الكبرى؟؟؟
    بل قبل ذلك، أليس هو الشعب الذي أسقط مشاريع الاسكان والتوطين في منتصف الخمسينات، وهي مشاريع كان يقف وراءها أقوى الأقوياء في العالم؟؟؟
    فتح، لأنها كذلك وأكثر من ذلك، فقد اعتادت أن تتحدث لنفسها بصوت مسموع، وهي لا تنكر أخطاءها لأنها تصلحها بكل جديد، وهي لا تستخذي أمام خصومها، ولا تتشبه بأحد، لأن لها وعيها المستقل الخاص بها، ومن خلال هذا الوعي تتجدد، وتتطور، وتداوي الجراح، وهي تفتح نوافذ الأمل.
    "حماس" والبضاعة الفاسدة
    بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
    مذ قررت التواجد في ساحة الفعل السياسي الفلسطيني نهاية 1987، اختارت حركة حماس لعب دور البديل لمنظمة التحرير الفلسطينية. ورفضت الشراكة السياسية مع الكل الوطني فصائل وقوى بما في ذلك القوى الاسلامية.
    هذا ما اكدته مجموعة من التصريحات والمواقف الصادرة عن قياديي الحركة الانقلابية. سنتوقف عند أحدها والذي اعلنه الدكتور باسم نعيم، نائب رئيس الدائر السياسية لحركة حماس في برنامج "لقاء خاص" قائلا: "بدأ الغرب يدرك انه لابد ان يتعامل مع "حماس" كحقيقة على الارض، لايمكن تجاوزها آجلا ام عاجلا. وفي ظل إنسداد الافق مع ابو مازن وجماعته في المفاوضات مع إسرائيل. لا أمل إلا في التواصل مع "حماس"!
    جوهر ما ذهب اليه الدكتور باسم، أن حركة حماس وجدت لتلعب دور البديل، ويا إدارة اميركية واوروبا وإسرائيل خياركم التفاوض مع "حماس" لانها حقيقة قائمة، وهي بيدها "الحل السحري" لاخراج المفاوضات من حالة الانسداد الناجمة عن تشبث الرئيس محمود عباس بالثوابت الوطنية.
    الحل السحري الحمساوي، الذي بشر به كثيرون من قادة حماس قبل نائب رئيس الدائرة السياسية، يقوم على القبول بالشروط الاسرائيلية، الدولة ذات الحدود المؤقتة او ما اطلق عليها البعض مؤخرا "دولة الجدار"! ولا يمكن فهم موقف الدكتور باسم بغير ذلك، وإن كان هناك من عبقري في فهم لوغارتمات حركة حماس غير ما استخلصته، فيمكنه عرضها على الشعب الفلسطيني.
    اما الحديث عن "المقاومة" و"الانتفاضة" فليس سوى ذر الرماد في العيون، دون ان يعني ذلك، ان "حماس" لم تقم، ومازالت تقوم بادخال الصواريخ والاسلحة من مختلف الصنوف الى محافظات القطاع، فضلا عن صناعة بعضها. لكن السلاح وان استخدم للحظة ضد إسرائيل فجله سيستخدم لتعزيز وترسيخ الانقلاب على محافظات الجنوب، والتصدي للشعب وقواه الحية في حال خرجت لتصفية الانقلاب الأسود على الشرعية.
    كان على باسم نعيم وغيره من قيادات وكوادر حركة حماس، التأكيد على مطالبة الغرب واسرائيل بالكف عن تبديد خيار التسوية السياسية، والضغط على إسرائيل لالزامها باستحقاقات التسوية وخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وإشعار قوى الغرب وخاصة اميركا، ان حركة حماس تقف خلف الموقف الوطني للرئيس محمود عباس والقيادة الشرعية بغض النظر عن التباين او التناقض معه ومعها في الشأن الداخلي. ولكنه (نعيم) عكس موقف حركته وخاصة التيار الانقلابي المتشدد الرافض لخيار المصالحة الوطنية، الذي وضع ويضع العراقيل تلو العراقيل والعقبات في طريق المصالحة والوحدة الوطنية.
    لا احد في الساحة الوطنية ينكر وجود حركة حماس، وثقلها في الشارع. كما لا احد يريد ان يتجاهل دروها كشريك اساسي في صناعة القرار الفلسطيني، ولكن لا احد فصيلا كان او قائدا او رئيسا يقبل ان تلعب حركة حماس دور البديل عن الكل الوطني، كما ان لا احد يقبل تبديد المشروع والأهداف الوطنية من خلال تقديم التنازلات المجانية لدولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية. والكل الوطني برئاسة ابو مازن كما عمل سابقا، سيبقى يعمل على كسب حركة حماس للصف الوطني، وتصفية انقلابها على الشرعية، والاستفادة من وزنها وثقلها ومرونتها السياسية لصالح الاهداف الوطنية، وليس للتنازل عنها.
    وإن واصلت حركة حماس سياسة البديل فسيكون مصيرها الاضمحلال والزوال شاء باسم نعيم أم أبى، وشاء الاخوان المسلمون واميركا واسرائيل ام أبوا.. خيار "حماس" الوحدة الوطنية القائمة على الشراكة السياسية والالتزام بالاهداف الوطنية، إن ارادت البقاء في دائرة الفعل السياسي الوطني، ولكن إن اختارت خيار الدولة المؤقتة فمصيرها لن يكون أفضل حالا من روابط القرى.
    أوباما السائح والمصغي.... والنفق الفلسطيني
    بقلم: جهاد حرب - معا
    أكدت الادارة الأمريكية أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "بارك أوباما" لن يطرح مبادرة سياسية خلال زيارته للأراضي المقدسة، وأنه سيقوم بمشاورات مع الأطراف "القادة الفلسطينيين والإسرائيليين والأردنيين" لتشجيع الاسرائيليين والفلسطينيين للعودة للمفاوضات. وكان وزير الخارجية الأمريكي قبل ذلك قد صرح أن الرئيس الأمريكي في ولايته الثانية سيصغي في جولته القادمة للأطراف المختلفة.
    لكن التحضيرات لزيارة الرئيس الأمريكي تشير أنه قادم في رحلة سياحية رئاسية للاستمتاع في أجواء فصل الربيع وزيارة بعض الأماكن الدينية وحضور حفل عيد ميلاد التسعين "لحاخام" اسرائيل الأعظم شمعون بيريز.
    ربما لا يرغب الرئيس الأمريكي، وكذلك الادارة الأمريكية، رفع سقف الطموحات من هذه الزيارة، كما حدث في زيارته للمنطقة خلال ولايته الأولى، وأيضا ما زالت الصورة غير واضحة لها حول شكل الحكومة الاسرائيلية وتركيبتها النهائية وبرنامجها السياسي خاصة في ظل تناقضات البرامج السياسية للأحزاب الاسرائيلية التي تفاوض "نتنياهو" على تشكيل حكومته الثالثة.
    وكذلك انشغالات الادارة الامريكية في المنطقة كالأحداث الدامية في سوريا وعدم يقينها بما ستؤول اليه الاحداث في مصر وعدم استقرار الأوضاع في دول الربيع العربي، وتطلع هذه الادارة الى شرق آسيا والتخوفات من التنين الصيني. هذا بالإضافة الى الانشغالات في القضايا الداخلية للولايات المتحدة.
    لكن الحقيقة أن عملية السلام في الشرق الأوسط بالنسبة للإدارة الأمريكية لم تعد أولوية لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، أو بالأحرى "باتت عملية السلام بالنسبة لاوباما هواية تشبه هواية حياكة الجوارب الصوفية، وتحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لدى الدبلوماسيين الأمريكيين إلى هواية تشبه هواية بناء مجسم لنموذج طائرة أو مركبة فضائية أو حياكة الجوارب الصوفية" على حد تعبير توماس فريدمان.
    هذه اللامبالاة الأمريكية ومحاولتها الابقاء على شكل العملية وتغييب الجوهر منها "السلام ذاته"، واستمرار الاحتلال الاسرائيلي في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وحصاره للشعب الفلسطيني في القطاع والضفة، وبقاء المجتمع الدولي صامتا. كل ذلك يفقد المجتمع الفلسطيني الثقة في عملية "السلام" وفي أدواتها. وبدلا من ترديد مقولة الرئيس ياسر عرفات "أنني أرى النور آخر النفق"، فإن الفلسطينيين اليوم يقولون، وفقا للصديق رائد أبو شقرة، إننا لم نعد نرى النفق ذاته وليس النور الذي في نهايته، وان ربع الساعة الأخيرة انتهت دون انهاء للاحتلال.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 293
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:12 AM
  2. اقلام واراء محلي 292
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:11 AM
  3. اقلام واراء محلي 291
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:10 AM
  4. اقلام واراء محلي 290
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:09 AM
  5. اقلام واراء محلي 275
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:37 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •