النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 352

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 352

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]

    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
    • فلسطين بين بلفور وأوباما
    • بقلم: د. مصطفى يوسف اللداوي - معا
    • القدس عروس عروبتكم..
    • بقلم: د. حازم الشنار - معا
    • فلسطين حقيقة سياسية أميركية!
    • بقلم: حسن البطل - الايام
    • هل يليّن أوباما محركات عجلة التسوية قبل الإقلاع.. ؟
    • بقلم: أكرم عطا الله - الايام
    • التقاط اللحظة
    • بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
    • إلا "اسرائيل اليهودية"
    • بقلم: موفق مطر - الحياة
    • الأحد ... وكل يوم أحد ..زيارة أوباما .... والآن.. ماذا بعد؟!
    • بقلم: المحامي زياد أبو زيّاد - القدس


    فلسطين بين بلفور وأوباما
    بقلم: د. مصطفى يوسف اللداوي - معا
    كأن المستعمرين يتواصون فيما بينهم، ويتابعون جهود بعضهم، ويوصون مَنْ بعدهم، ويؤسس أسلافهم ويرث خلفهم، ولا يتخلون عن دورهم، ولا يتراجعون عن وعودهم، ويخلصون في أعمالهم، ويقسمون على اتمامها وعدم نقصانها، ويتعهدون برعايتها والاهتمام بها، وتزويدها بكل أسباب القوة والمنعة، ومنحها كل عوامل البقاء والاستمرار، وحمايتها من كل معاول الهدم والخراب، لتبقى قوية قادرة على الصمود والثبات، وتحدي الصعاب والعقبات، وكأن في تنفيذ وصاياهم بقاء أوطانهم، وفي وفائهم استمرار قوتهم، وتواصل إمبراطورياتهم، وضمان مستقبلهم، وفي تخليهم تفكك حكمهم، وضياع ملكهم، وذهاب ريحهم.
    قبل قرنٍ من الزمان كانت بريطانيا تسود الكون، وتتصدر العالم، وتحوز على مناطق نفوذٍ واسعة، وتتحكم في دولٍ كثيرة، وتخوض غمار حروبٍ عديدة، وتواجه بأساطيلها دولاً وتسقط حكوماتٍ، وتحتل أراضٍ وتقسم بلاداً، وقد كانت قديماً وما زالت تعادي العرب، وتكره المسلمين، وتتآمر عليهم، وتتحالف ضدهم، وتعمل لتأخيرهم، وتجتهد لتخلفهم، وتسعى لتبعيتهم، وتقاتل لتمكين أعدائهم، وتزودهم بكل ما يجعلهم أقوى وأشد بأساً ومراساً، فمنحت في ظل قوتها، وأثناء سيطرتها وانتدابها، وفي ظل ضعف العرب وفقدانهم لاستقلالهم، وتمزق دولة الخلافة وتشتت ملكها، لليهود وطناً قومياً في فلسطين، وأعطتهم وعداً برعاية كيانهم، وضمان خلقه وبقائه، وتحدت بوعدها الشهير العرب والمسلمين، وزرعت في قلبهم خنجراً مسموماً قاتلاً ما زلنا نعاني منه، ونشكو من ويلاته وشروره وآثامه.
    مات بلفور وذهب، وانتهت امبراطورية انجلترا وتفككت، لكنها قبل أن تغيب عن مستعمراتها الشمس، سلمت الراية للولايات المتحدة الأمريكية، وحملتها مسؤولية رعاية إسرائيل، وحفظ أمنها، وسلامة كيانها، وعهدت إليها بهذه الأمانة، فصانتها وحافظت عليها، ولكنها كانت أخلص من سابقتها وأوفى، وأكثر حرصاً وأكرم عطاءً، وكانت أقوى وأعظم، وأكثر بطشاً وأبلغ ظلماً، وأقدر على حمل الأمانة من سلفها، فرعتها سنيناً، وحفظت أمنها دهراً، ومنحتها السلاح بوفرة، والأموال بكثرة، وفتحت أمامها أبواب جامعاتها ومعاهدها، وبيوتها ومؤسساتها، وزودتها بالأبحاث والدراسات، والتقارير وأدق المعادلات، ومولتها وأكرمتها حتى غدت قوةً كبيرة، وترسانةً عسكرية ضخمة، تمتلك جيشاً وعتاداً، وسلاحاً فتاكاً، وقنابل نووية، ومختبراتٍ ومفاعل نووية متقدمة، قادرة على التسليح والتخصيب، والتهديد والتدمير.
    لا فرق بين بلفور وأوباما، فكلاهما في السوء واحد، وفي الشر سواء، فالأول شرعَّ وأسس، والثاني مول ومكَّن، وزود وتعهد، وضمن التفوق، وشدد على التميز، ودعا للاعتراف، وحض على القبول والتعايش، وضغط من أجل فرض رؤى السلام التي تخدم الكيان، ونصح رئيس وزرائها بأن يسعى لسلامٍ مع الشعب ينهي القتل، ويستأصل العداء، ويضمن بقاء دولة الكيان، فلا سلام مع ديكتاتوريات، ولا معاهداتٍ مع حكوماتٍ جبرية، وأخرى تحكم بالعنف والقهر، وتعهد لربيبة بلاده أن تبذل جهدها، وأن تمارس دورها، وأن تستخدم ضغطها، لتشرع للكيان بقاؤه، وتضمن استمراره، وتفكك الأخطار من حوله، وتزيل الألغام من تحته، وتطفئ النار إن اشتعلت من حوله.
    الوعد الأول تعهد بالخلق والتأسيس، ولكن وعد أوباما الذي أمل به العربُ وكثيرٌ من المسلمين أشد وأخطر، فهو يدعو إلى دولةٍ يهودية، يعترف بها العرب والمسلمون، ليخرج من "أرض إسرائيل" كل من هو سواهم، فلا يسكن فيها عربٌ ولا مسلمون، ولا يعيش فيها موحدون ولا مسيحيون، وإنما تبقى لليهود خالصة، ولهم وحدهم نقية، ونصح الفلسطينيين من أرضهم ومن فوق منابرهم محذراً، أن يعجلوا بالاعتراف، وأن يقبلوا بالواقع، فإسرائيل دولةٌ يهودية، وللفلسطينيين وعدٌ مهترئ، وكلامٌ تذروه الرياح، بأن تكون لهم دولة وكياناً، يعيش فيها بعض شعبهم، وفيها يبنون مؤسساتهم، ولكنه لم يحدد أين أرضهم، ومكان بلادهم، وتركها لكرم اليهود ودهاء الإسرائيليين، وخبث قادتهم، ومكر ساستهم.
    وعد أوباما للإسرائيليين كان فعلياً وعملياً، ولم يكن مجرد توصية وأملاً، فقد شغل مضاداتهم، وزود قبتهم الفولاذية ببطارياتٍ جديدة، وشغل منصاتهم المضادة بباتريوتٍ فحصها بنفسه، وعاين قدراتها في وجوده، واطمأن إلى أنها قادرة على الصد والمنع، والحماية والوقاية، ووعد قادة الكيان الذي بدا قديماً أنه يخاصمهم ولا يودهم، وأنه يكرههم ولا يحبهم، بأن يقف إلى جانبهم ويساندهم، ويمدهم بالمزيد من السلاح والكثير من المال، ليضمن تجاوزهم لأي أزمة، ونجاتهم من أي محنة، وخلاصهم من تداعيات أي ثورة، وظهر نتنياهو إلى جانبه، وسارةٌ تتيه معه، أنه يحصد ثمار سياسته، ويقبض ثمن تشدده، ويضمن استمرار منصبه، وقوة تحالفه، فقد اطمأن إلى متانة الحلف، وركن إلى صدق الحليف وإخلاصه، فلا خوف من اهتزاز، ولا قلق من انقلاب، ولا تغيير لأصول وقواعد اللعبة، فإسرائيل ستبقى الأقوى والأكثر تميزاً وتفوقاً، بضمانة الرئيس الأمريكي الديمقراطي الأسود باراك أوباما، فإن كان وعد بلفور مشروطاً ومحدوداً، أما وعد أوباما مطلقٌ لا حدود له، ومفتوحٌ لا نهاية له، إذ ربط وجود بلاده بوجود إسرائيل، وأكد لجيلها الشاب أنها ستبقى ما بقيت الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها لن تكون وحدها في مواجهة الأخطار التي تحدق بها.
    فهل تضيع فلسطين بين الوعدين، الإنجليزي القديم والأمريكي الجديد، ويخسر الفلسطينيون مع أوباما كما خسر الشريف حسين مع السير هنري مكماهوم، ونبقى ضائعين حائرين، ننتقل من وعدٍ إلى أمل، ونحتار بين كاذبٍ ومراوغ، ونعيش وهم الدولة وسراب العودة، ونخسر يوماً بعد آخر، أم نركن إلى قوتنا، ونراهن على ارادتنا، ونعمل لتحقيق وعد ربنا، ولا نهاب حلفهم، ولا نخشى قوتهم، ولا نتردد في مواجهتهم، ولا نهزم أمام باطلهم، ولا نستسلم لزيفهم، ولا نصدق كذبهم، ولا نخضع لظلمهم، ولا نعترف بكيانهم، فنحن بإرادتنا أقوى، وبقيننا أقدر وأصلب، وبعزيمتنا أصدق، فالله معنا، وشعوبنا اليوم تملك قرارها، وتعرف مسارها، وتتمتع بإرادتها، وتؤمن بحتمية المعركة مع عدوها، وتدرك يقيناً أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
    القدس عروس عروبتكم..
    بقلم: د. حازم الشنار - معا
    حضرت القاء هذه القصيدة التي يصفها البعض ب"الرزيلة" من ناظمها الشاعر العراقي مظفر النواب على مدرج جامعة دمشق، بعد ان وضعت حرب اكتوبر 1973 اوزارها وتبين ان العرب غير جادين في عملية تحرير الاراضي العربية المحتلة، اي قبل نحو اربعين سنة بالتمام والكمال. وكانت القدس حينها وتحديدا البلدة القديمة، وان لم يمض على الاحتلال الاسرائيلي لها سوى بضع سنين، لا تزال تحتفظ بطابعها الاسلامي والعربي.
    وحتى بعد تخرجي وعودتي اليها وعملي فيها بعد عقدين من الزمان وقبل دخول السلطة، وحين كنت اتنسم هواءها صباح مساء من المصرارة الى باب الخليل وباب الجديدة و باب العامود ومن ازقة البلدة القديمة وساحة الاقصى الى باب الساهرة وشارع صلاح الدين وشارع الزهراء ووادي الجوزوالطور والشيخ جراح وشعفاط وبيت حنينا، فقد ظلت محتفظة بقسط كبير من طابعها ذاك، وان كانت قد احيطت بحزام من المستوطنات التي كانت ما تزال الاكبر في الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967.
    وحين نظم الشاعر العراقي تلك القصيدة وجاراه فيها الشاعر السوري الكبير نزار قباني بقصيدته "عفوا فيروز ومعذرة، اجراس العودة لن تقرع" لم يكن الاول يعلم ان بغداد سيكون مصيرها مشابها لمصير القدس بعد ثلاثة عقود، ولم يدر في خلد الثاني بأن دمشق ستعيش الجحيم الذي تعيشه على يد حكامها ومعارضيهم بعد اربعة عقود. ولم يكن كلاهما يعلم بان القدس ستهود بالكامل خلال تلك الحقبة القصيرة نسبيا.
    وبيت القصيد من هذا المدخل الادبي للموضوع هو توضيح ضخامة الجريمة والخطأ التاريخي الذي ارتكبناه وما نزال بحق عاصمتنا الابدية- القدس الشريف والتي تم تهويدها وتدنيس كل ذرة تراب فيها، ونحن ننظر وننتظر دون اي فعل يذكرسوى مشاركتنا بالجريمة والخطأ. ونحن هنا لاتشملنا نحن الفلسطينيين بل كل العرب والمسلمين من اقصى الشرق الى اقصى الغرب، والذين شبههم الشاعر العراقي اعلاه وقبل اربعين سنة كمن يسكت على اغتصاب عروسته، فكيف سيصفهم الان ؟؟!!
    فكم قمة عربية واسلامية عقدت منذ احتلال القدس واحراق الاقصى؟ وكم من القرارات اتخذت لدعم القدس وبقيت حبرا على ورق؟ وكم من اجتماعات عقدت وبشكل خاص للجنة القدس التابعة للمؤتمر الاسلامي وحضرت فعالية لها في الرباط قبل سنتين دون اي اثر؟ وكم من الخطط والبرامج وضعت واخرها ما اقر بالقمم الشهيرة الاخيرة من شرم الشيخ الى سرت الى الدوحة فبغداد مرورا بالكويت وانتهاءا بالقمة الاقتصادية العربية في الرياض، فماذا حصل لبرنامج الاربعة مئة مليون دولار الذي اقرته الجامعة العربية، اين هي اموالكم ياعرب واين هي اموالكم يا مسلمين؟ لا نريد ان نقول لله يامحسنين، فهذا اقل ما يمليه عليكم واجبكم الديني والقومي. واذا كنتم جادون في تقديم اسرائيل للمحاسبة على جرائمها امام محكمة الجنايات الدولية، فاول قضية ينبغي ان تثار امامها هي قضية القدس وممارساتها فيها.
    وبانتظار ما سيفعله العرب، ماذا فعلت السلطة وماذا فعلت المنظمة منذ وفاة القائد المناضل فيصل الحسيني او قتله؟ وماذا فعلت السلطة بعد اغلاق" بيت الشرق"؟ اين برامج انقاذ القدس ودعم صمود سكانها؟
    هل تنتظر القدس مفاوضات الحل الدائم حيث قبلنا تأجيل البت بموضوعها الى مرحلتها الاخيرة؟ وقد تبينت افضل ملامح حله في مباحثات كامب ديفيد وطابا قبل"انتفاضة الاقصى" وبعدها مع اولمرت ولفني وحين كان وضع السلطة في افضل احواله، فكيف الان وقد استفحل الاستيطان وهيمن اليمين المتطرف في اسرائيل؟
    اين هي وزارة شئون القدس وملف القدس في المنظمة و دائرة القدس في الرئاسة ومحافظة القدس و وحدات القدس في الوزارات،اين المؤتمر الشعبي لنصرة القدس؟ وماذا فعلتم وتفعلون لدعم سكان القدس في الوقوف في وجه حملة التهويد الزاحف؟ ماذا قدمتم لدعم القدس و مؤسساتها؟ ما هي بالتحديد حصة القدس من موازنة السلطة وخطتها للتنمية؟ وماهي نتائج مشروع الثقافة العربية ومؤتمرات الاستثمار المتعاقبة واثرها على القدس؟
    وحتى نسمي الامور باسمائها، ماذا فعلتم لانقاذ شباب القدس وصباياها لحمايتهم من حملة التخريب الفكري والثقافي والاخلاقي والصحي والامني عن طرق التجهيل وتشجيع ظواهر الادمان على المخدرات والدعارة والافساد والبطالة والعمالة؟ ماذا فعلتم من اجل التعليم والصحة في القدس؟ ماذا فعلتم ضد هدم البيوت ومصادرة الاراضي والممتلكات واغلاق المحلات والمؤسسات الفلسطينية وفرض الضرائب الباهظة من ارنونا وسواها، ما هي برامجكم للاسكان وللاستثمار في القدس ؟ ما هي خططكم لانقاذ السياحة والمرافق التجارية في القدس؟ وماذا فعلتم لدعم صمود من تبقى من مواطني البلدة القديمة، ماذا فعلتم لانقاذ البلدات المحيطة بالقدس من المصادرة والمحاصرة كسلوان وبيت صفافا وبيت اكسا؟ ماذا انتم فاعلون تجاه عرب الجهالين وعرب الرماضين الذين يجري ترحيلهم ؟ ماذا فعلتم لتحسين الخدمات البلدية والقروية في ظل هجمة ما يسمى ببلدية القدس؟ زوروا قرى شمال غرب القدس مثلا لتعرفوا وضع بنيتها التحتية ومستوى الخدمات المقدمة للجمهور فيها. ماذا فعلتم لانقاذ الاوقاف الاسلامية والمسيحية وضد تغيير المعالم التاريخية والجغرافية؟ ماذا انتم فاعلون تجاه الاعتداءات المتكررة لتدنيس الاماكن المقدسة وعلى رأسها الاقصى؟ واخيرا وليس اخرا ماذا انتم فاعلون تجاه المشاريع الاستيطانية لاستكمال حصار القدس خصوصا من الشرق وبالتحديد في منطقة آيه؟
    رحمك الله ياابا العبد (فيصل الحسيني) يبدو ان قرعك للخزان لم يفد او انه ضعف رنينه بعد ان فقدتك القدس وفقدناك. واذا لم يلحق المسلمون والعرب وعلى رأسهم الفلسطينيون ما تبقى من القدس ان تبقى شيئ فسوف يثبت بالدليل القاطع صحة ما قاله شاعرانا الكبيران المذكوران اعلاه.
    فلسطين حقيقة سياسية أميركية!
    بقلم: حسن البطل - الايام
    خلّينا بعيدين عن سارة وهاجر، إسحق وإسماعيل، وسلام أولاد إبراهيم. لنترك كل ذلك في كتاب الصخر، وكتاب التاريخ.
    هو باراك أوباما، وهنا من يكنّيه "أبو حسين" على عادة العرب، وليس أبا ابنتيه ماليا وساشا. هو يقول إن "باراك" تعني "مبارك" باللغة السواحلية المطعمة بالعربية، أو "باروخ" بالعبرية، وهي اللفظ العبري السّامي لباراك ـ المبارك.
    لم يخرق أوباما التوقعات السياسية المخفوضة لزيارته، فلم يحمل في حقيبته مبادرة أو مشروعاً سياسياً، لكنه في البروتوكول صعد بأميركا درجة أعلى في سلّم الاعتراف بدولة فلسطين بمراسم استقبال رئيس دولة في "المقاطعة".
    لم يضع باقة ورد على ضريح عرفات، كما فعل على قبري هرتسل ورابين، لكنه أحنى رأسه قليلاً للعلم الفلسطيني، كما تتطلب مراسم بروتوكول زيارة رئيس دولة لدولة.
    سيضع هو في زيارته الرابعة، أو يضع الرئيس 45 باقة الورد على ضريح الرئيس الرمز المؤسّس الفلسطيني للثورة والمنظمة والدولة. العلم الأميركي مقدّس للأميركيين أكثر من الرئيس لنكولن، وكذا العلم الفلسطيني رمز مقدّس أكثر من الرئيس الرمز الفلسطيني.
    قلت عشيّة زيارته إن البروتوكول الأميركي يُقاس بدقته بالميلمترات، لكن السياسة الأميركية تُقاس بالكيلومترات.
    خطوة ـ خطوة اعترف الأميركيون بالمنظمة أولاً العام 1989 بحوار أجراه سفيرهم لدى تونس مع أركان في الصف الثاني للقيادة الفلسطينية. لاحقاً، اعترفوا بالسلطة الفلسطينية بعد أوسلو في حديقة الزهور بالبيت الأبيض. لاحقاً زار الرئيس كلينتون غزة وبيت لحم زيارة غير رسمية تماماً، ثم زار الرئيس بوش "مقاطعة" عرفات زيارة غير كاملة البروتوكول.
    والآن، اقترب البروتوكول الرئاسي الأميركي من سياسة الاعتراف الأميركي بدولة فلسطين.
    كل زيارات الرؤساء الأميركيين لإسرائيل رسمية بروتوكولياً، ولكن هذه أول زيارة رسمية بروتوكولية لفلسطين. نعم، صوّتت أميركا ضد فلسطين ـ دولة في الأمم المتحدة، لكن أوباما زارنا مع مراسيم دولة بعد قليل من إعلان الأمين العام بان ـ كي ـ مون سريان معاملة الأمم المتحدة فلسطين كدولة.
    ما معنى هذا؟ سيكون للاعتراف البروتوكولي الأميركي بفلسطين ـ دولة ظلاً وحضوراً في مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية لاحقة، وظلاً ضاغطاً على الموعد الثالث الأميركي لقيام دولة فلسطين 1914، بعد موعدي العام 2005 و2008.
    خطوات الاعتراف الأميركي بالمنظمة والسلطة والدولة ذات أثر سياسي بعيد على الحل، الذي لن يكون "إسرائيل ـ الكاملة" من البحر إلى النهر، ولا الترحيل (الترانسفير) ولا "الحكم الذاتي".
    الكل يعرف، في أميركا وأوروبا وإسرائيل والعالم، أن الاسم "الكودي" للحل الذي هو "حل الدولتين" له اسم حقيقي هو دولة فلسطين، لأن إسرائيل دولة معترف بها وعليها أن تعترف بفلسطين دولة.
    مفهوم لماذا انزعج الإسرائيليون من خطبة أوباما في جامعة القاهرة في مستهل ولايته الأولى؛ ومفهوم لماذا انزعج الفلسطينيون من خطبة أوباما في لقائه نخبة من الطلبة الجامعيين في إسرائيل. الموقف الشعبي الفلسطيني يزوّج الشعار السياسي إلى المبادئ، والموقف الرسمي الفلسطيني يزوّج المبادئ إلى المواقف، لكن الموقف الأميركي يزوّج البروتوكول إلى السياسة، وهذه إلى المصلحة، ومصلحة الجميع هي قيام دولة فلسطينية.
    في معنى زيارة أوباما الرسمية الأولى لدولة فلسطين ـ المعلنة أن فلسطين صارت حقيقة سياسية في السياسة الأميركية، ولو أن الشعب الأميركي يُحبّ إسرائيل أكثر كثيراً من محبّته فلسطين، لأن إسرائيل تنتمي لعالم الغرب وفلسطين تنتمي للعالم العربي ـ الإسلامي، ولرؤساء أميركا أن يُحبّوا إسحق أكثر من إسماعيل، وسارة أكثر من هاجر، والديمقراطية اليهودية أكثر من الاستبداد العربي ثم من الأصولية الإسلامية.
    خلّينا بعيدين عن الميثولوجيا، بما فيها "تاريخهم ـ تاريخنا؛ تاريخنا تاريخهم.. لولا الخلاف على مواعيد القيامة".. المهم أن رئيس أميركا انحنى للعلم الفلسطيني، وربما هذه الإيماءة: قبلة واحدة على خدّ نتنياهو وقبلتان على خدَّيْ أبو مازن.
    الإيماءات ترفع التوقعات المخفوضة درجة أو درجات. قال أوباما كلمتين بالعبرية، وكلمة "مرحبا" بالعربية.. ولم يسألوه: هل أن فلافل وحُمُّص نتنياهو أزكى أو فلافل وحُمُّص وورق عنب عبَّاس هو الأزكى؟

    هل يليّن أوباما محركات عجلة التسوية قبل الإقلاع.. ؟
    بقلم: أكرم عطا الله - الايام
    ماذا يريد الرئيس الأميركي من إسرائيل؟ ولماذا الاندلاق في الإعجاب بتلك الدولة "المتطورة تكنولوجياً وصناعياً ومستقرة وفي مقدمة الاقتصاد العالمي" وكثير من الأوصاف التي لم ترد بهذه الكثافة على لسان أي مسؤول أميركي سابق؟ هل اكتشف أوباما فجأة أنه أخطأ بمناكفته نتنياهو خلال ولايته الأولى؟ هذا من المشكوك فيه، فتلك المناكفة لم تكلف أوباما مستقبله السياسي كما جرت العادة لأي رئيس أميركي يجرؤ على معارضة إسرائيل، ثم أن أوباما الآن في ولايته الثانية وبالعادة يرى المحللون أن ساكن البيت الأبيض أكثر تحرراً من الولاية الأولى، فلماذا إذا كل هذه العاطفة التي اندلقت منذ لحظة وصوله المطار.
    من المشكوك فيه أن زيارة أوباما التي وصفت بالتاريخية للمنطقة كانت رحلة سياحية أو لاسترضاء إسرائيل وهو يسير إلى نهاية مستقبله السياسي، فهو لم يدفع ثمن غضبها في ولايته الأولى، فقد كان موعد الزيارة في حزيران القادم حين أعلن البيت الأبيض موافقة أوباما على تلبية دعوة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس لحضور مؤتمر الرؤساء الذي سيعقد على شرف احتفال الأخير بميلاده التسعين، وفجأة أعلن عن تقديمها لأسباب كانت مدعاة للحيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، كثير من التكهنات أثيرت حولها مرة أنه سيضع ثقله في ملف الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأخرى تقول إنه سيأتي لمناقشة الملف الإيراني ثم تقود للقول إن هناك خطة لدى الرئيس أوباما لإقامة دولة فلسطين العام 2014، ومرة انه قادم لمناقشة الملف السوري دون نقاش الفلسطيني ..حالة بلبلة غير معهودة عاشتها الصحافة في إسرائيل قبل وصول الرئيس الأميركي.
    من الواضح أن جعبة أوباما ليست فارغة كما يتصور البعض، ويمكن الاعتقاد أنها تحمل أفقاً سياسياً جديداً للفلسطينيين والإسرائيليين بالإمكان سماعه من كلمات الرئيس الأميركي سواء تلك التي تحدث بها في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس عباس أو في خطابه الذي ألقاه في "مباني الأمة" وهو يتحدث إلى طلاب الجامعات الإسرائيليين.
    "الدولة الفلسطينية" و"الدولة اليهودية" هما الكلمات الأكثر تكراراً في حديث الرئيس الأميركي ففي رام الله قال "عدت إلى الضفة الغربية لأن الولايات المتحدة ملتزمة بإقامة دولة للشعب الفلسطيني الذي يستحق إنهاء الاحتلال والمعاناة ويستحق العيش بأمان".
    أما في خطابه أمام طلاب الجامعات الإسرائيلية فقد قال ما يمكن أن يلخص رؤية أوباما للمصلحة الإسرائيلية الحقيقية التي يعتقد أوباما أن اليمين الإسرائيلي تاه عن الطريق ولم يعد يعرف مصلحة الدولة الأمر الذي جعله يفضل الحديث مباشرة مع جيل آخر بعيداً عن الكنيست التي أفرزت هذا اليمين الذي يحمل رؤية تسير معاكسة لمستقبل إسرائيل وبكلمات هي الأكثر وضوحا قال: بإمكانكم أن تكونوا الجيل الذي يضمن البقاء الأبدي للحلم الصهيوني ومع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الديمغرافي في الضفة الغربية فإن الطريق الوحيد لضمان بقاء إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية يكون من خلال إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، هذه الجملة تلخص رؤية أوباما.
    فهو يعتقد أن استمرار الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يضع إسرائيل أمام خيارين أحلاهما مر إما أن تستمر إسرائيل بحكم الفلسطينيين، وخلال ثلاثة أعوام ينكسر الميزان الديمغرافي لصالح الفلسطينيين الذين سيكون عددهم 7.2 مليون في الضفة وغزة والقدس بينما اليهود 6.9 مليون هذا يعني أن إسرائيل تصبح دولة ابرتهايد عنصري لن تكون مقبولة على العالم ولا يمكن أن تكون جزءاً من العالم الحر الذي يتحدث عنه أوباما، أما الخيار الثاني إن استمر الواقع الحالي فقد تذهب الأمور باتجاه حل الدولة الواحدة وحين يتغلب الفلسطينيون ديمغرافياً "كما ورد في خطاب أوباما" على اليهود، هذا يعني نهاية الدولة إسرائيل اليهودية.
    هذه الخيارات رآها أوباما مبكراً وعبر عنها في اجتماع في كانون الأول 2009 في اجتماع مع ست منظمات يهودية أميركية يسارية منها "السلام" الآن و"جي ستريت" حين قال "سأنقذ إسرائيل من نفسها". أي أن رؤيته تتلخص بالعمل على إقامة دولة فلسطينية" بغض النظر عن ذلك الكيان ولكن الهدف هو الفصل عن الإسرائيليين "للحفاظ على إسرائيل" اليهودية "وكذلك حفاظاً على المصالح الأميركية، فمراكز الدراسات هناك باتت تدرك أن استمرار الصراع والتطرف الإسرائيلي أنتج تطرفاً في الإقليم وجماعات سلفية أضاءت كل الأضواء الحمر في واشنطن عندما قتلت مجموعات سلفية السفير الأميركي ببنغازي كريس ستيفنز. وقد حاول أوباما في العامين الأولين لحكمه العمل على إحياء عملية التسوية لكنه اصطدم بواقع اكتشف أنه يحتاج إلى مقدمات.
    قبل أن يخطو أوباما بهذه الاتجاه استفاد من تجربته الأولى أن عليه أن يكون مقبولاً على الطرفين، فقبل وصوله بأسبوع كانت استطلاعات الرأي في إسرائيل تنشر أن 70 % من الإسرائيليين لا يرحبون بزيارة أوباما، وعلى الجانب الآخر كان الفلسطينيون يتظاهرون ضد زيارته، فكان عليه أن يرمم ثقة الطرفين به لهذا كان سخياً في المجاملات والعطف وتوزيع الإعجاب بالاقتصاد الإسرائيلي ولم ينس "رام الله ففيها شركات كبيرة والاقتصاد الفلسطيني أكثر كفاءة وأقل فساداً" كما قال وهو يدرك أن الوضع الاقتصادي في الضفة على وشك الانهيار بفعل تجميد الأموال من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، في اليوم الثاني للزيارة عبرت الصحافة الإسرائيلية عن تغير كبير في النظرة لأوباما حين قالت إن الرئيس "سحرنا".
    فهل كان اوباما يريد أن يثق به الإسرائيليون لينقذهم من أنفسهم كما قال سابقاً، ولماذا اجتمع على انفراد في بيت الرؤساء مع شيلي يحموفيتش زعيمة حزب العمل التي قالت بعد ذلك اللقاء إنها مستعدة لإعطاء شبكة أمان لنتنياهو في حال تقدم المفاوضات، فعلى ما يبدو فإن الزيارة هي مقدمة لشيء فما هو المستوى الذي سيقبل به الفلسطينيون؟ هل دولة وفقاً لتصور نتنياهو أم دولة قد يكون هذا ما سيطرح وهو ما سيجعلهم أمام خياري القبول أو الرفض وكلا الخيارين سيضعان الفلسطينيين في موقف حرج، فالرفض مكلف دولياً والقبول مكلف وطنياً.
    التقاط اللحظة
    بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
    التقليل من أهمية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لدولة فلسطين كالقول «عنزة ولو طارت» والتضخيم من الزيارة هو أيضا سابق لأوانه.. مع أن أحداً لم يضخم من أهمية الزيارة لكنها في جوهرها مهمة. لأنها ثالث زيارة لرئيس أميركي وتمت في وقت عصيب ظننا فيه أننا معزولون عن العالم بعد أن استفرد بنا الاحتلال وخذلنا المحيط العربي المنهمك في شؤونه الداخلية وخرابه، حتى ظننا أن الخراب زاحف إلينا كما الجراد. الادارة الأميركية هي التي ساهمت في حصارنا ومحاولة وأد تطلعاتنا في الأمم المتحدة، وإن غضبت علينا حسبنا الناس والعربان كلهم غضابا، وهذا ما حدث، من هنا تأتي أهمية زيارة أوباما الذي حاول أن يخنق اسرائيل بدعمه ومودته وتلبيته للشهوات الاسرائيلية ربما انطلاقا من أنه يريد كسب الشعب الاسرائيلي المتوجس خيفة من لونه وجذوره، وغني عن القول ان الرئيس الأميركي لم يأت بجديد في مجال الدعم الأميركي لاسرائيل وهو من ثوابت السياسة الأميركية التي دعمت اسرائيل بأكثر من 240 مليار دولار منذ انشاء الكيان الاسرائيلي بطريقة مباشرة وربما ضعف هذا المبلغ كمساعدات غير مباشرة، فإسرائيل باتت أهم ولاية أميركية لأسباب داخلية واستراتيجية أميركية أو كما قال نائب الرئيس الأميركي جون بايدن أرخص سفينة حربية أميركية ولا تغرق، ولهذا لمح الرئيس أوباما إلى أن بقاء اسرائيل أو أنها على المدى البعيد مرتبط بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة ونحن علينا التقاط اللحظة وليس تفويتها.. فالرئيس الأميركي لم يأت في نزهة ليقول إنه عاد ثانية إلى ما سماه «آرتس » أو ليقول «مرهبا»، بل جاء للملمة المصالح الأميركية في المنطقة ومن بينها قيام دولة فلسطينية باعتبار أنها مصلحة أميركية.
    بالطبع حاول الاسرائيليون تأخير الموضوع الفلسطيني في جدول الزيارة لكن القضية الفلسطينية تفرض نفسها. فالرئيس الأميركي شرح موقفه علنا وفصله سرا واستمع وأعطى نفسه وقتا لكي يبادر لاحقا لتحريك الجمود فما يراه الأميركيون في المنطقة من تلبد سحب التغيير في غير صالح الحلفاء الجدد لأميركا لا يراه الاسرائيليون، والدليل أن الرئيس أوباما لم يزر أية دولة من انتاج الربيع بل زار مصر قبل الربيع في أوج الغضب الأميركي على نظام مبارك المتعنت تجاه السياسة الأميركية في أواخر أيامه. لم نتوقع الكثير من زيارة أوباما لكن مضمونها كان جيدا وعلينا الانتظار.
    فالوضع الفلسطيني بات أقل توترا بعد الزيارة وهناك مساحة متاحة للعمل السياسي أفضل من السابق ومن لديه البديل فليتقدم.
    إلا "اسرائيل اليهودية"
    بقلم: موفق مطر - الحياة
    هل سنشهد متغيرات جوهرية في المنطقة ؟ فما يحدث بخطى متسارعة يقودنا لهذا الاستنتاج, فاسرائيل تعتذر من تركيا, لأن اعادة العلاقة بينهما لازمة وضرورة لترتيب الأوضاع في سوريا بعد حكم عائلة الأسد الآيل للسقوط, فالطريق الى دمشق الجديدة يمر حتما من انقرة.
    أما في بيروت فقد بعثت استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رسالة الى اللبنانيين والعرب ومن يعنيه الأمر من دول العالم ان دخول حزب الله في دائرة الصراع في سوريا الى جانب نظام الأسد ليس قرارالدولة اللبنانية, وان الحزب وهو العمود الفقري للحكومة الحالية يدفع باتجاه تفكيك قاعدة النأي بالنفس للانخراط في الصراع السوري السوري من باب الفراغ السياسي وفوضى أمنية لابد أن يشهدها لبنان لتمكين قوات الحزب من السيطرة على مراكز انطلاق استراتيجية جديدة في لبنان تمكنه من الانطلاق نحو سوريا, وقد تكون فرصة للانقضاض على القوى والجماعات السنية في صيدا بالجنوب وطرابلس في شمال لبنان, فحزب الله لايمكنه فعل ذلك وهو في الحكومة, لكنه يستطيع في ظل فراغ سياسي ووضع أمني يكرس تهديدات النظام السوري باحراق المنطقة وتغيير قواعد اللعبة فيها.
    زار اوباما المنطقة, وتحدث عن أمن اسرائيل اليهودية ودولة فلسطينية ذات سيادة, وطالب الأسد بالرحيل, وتخوف من تحول سوريا الى قاعدة للارهاب، فعكس كلامه رؤية ادارته المرتبكة والمتناقضة منذ اندلاع الثورة السورية, وموقف الادارة من حركة الشعب السوري وتطلعه للحرية, كما عكس رغبة ادارته برؤية سوريا مدمرة ومفككة بفعل صراع طائفي ومذهبي قد يمتد لسنوات, لأن انتصار الثورة السورية قبل اخراج الخارطة الطائفية للصراع, وتوغل السوريين بهذا الصراع الدموي حتى الركب, يعني تغييرا استراتيجيا لوجه المنطقة وهذا مالا تريده الادارة الأميركية غير المعنية بتحولات ديمقراطية حقيقية في المنطقة بقدر اهتمامها باسقاط شعوب المنطقة في مستنقع التماسيح الطائفية والمذهبية, فالادارة الأميركية معنية بضرب التيارات والجماعات الاسلاموية ببعضها, وباشتباك دموي مزمن بين الاسلامويين الديمقراطيين والتقدميين والعلمانيين من جهة والاسلامويين بكل تياراتهم من جهة اخرى, تماما كعنايتها باسقاط الاسلام السياسي من وعي شعوب المنطقة, وخلق حالة من العدائية الشعبية مع هذا التيار قد تؤدي الى انهياره نهائيا او دفعه الى ابراز وجهه الدكتاتوري الحقيقي عندما سيسعى للتمسك بالسلطة حتى ولو باستخدام العنف الدموي. وفي كل الأحوال تبقى الصراعات خارج بحيرة النفط المؤمنة استراتيجيا, فرنسا وبريطانيا تخوضان حرب اقناع مع شركائهما الأوروبيين لتزويد الجيش الحر بسلاح نوعي.. وروسيا تطلب من بيروت السماح لسفنها الحربية بالرسو في مينائها الى أن يتم تطبيع الوضع الجديد لميناء طرطوس الذي تتخذه البحرية الروسية العسكرية قاعدة هامة جدا... وهذا مؤشر على تحول نوعي في الموقف الروسي الذي يبدو انه قد عقد صفقة ما تؤدي برفع الغطاء عن الأسد مع ضمان وجود من نوع ما على موانئ السواحل السورية في سوريا الجديدة بعد سقوط النظام.
    سنشهد في الأيام القادمة مشاهد دراماتيكية, سيكون أخطرها دفع لبنان الذاهب الى اتون حرب طائفية أومذهبية جديدة تبدو قابلة للانفجار باي لحظة, فالنظامان بسوريا وايران لن يرضخا بسهولة, ولن يستسلما وهما يملكان اوراقا قوية في لبنان قادرة على احراق الأخضر واليابس.. الا اذا كانت الارادة الروسية هذه المرة أقوى, وفرضت مشيئتها، فالنظام الايراني قد يذهب بعيدا لكن ليس الى حد ضرب علاقته مع روسيا, فهذه العلاقة حاجة روسية ايرانية مشتركة لابقاء روسيا كثقل في حالة من التوازن الاستراتيجي في المنطقة.
    تبدو المنطقة كمتأرجح على حافة هاوية, ستذهب ركائز الدولة في كل منها الى الانهيار, الا دولة «اسرائيل اليهودية» حسب الرؤية الأميركية الجديدة فانها ستبقى قائمة باعتبارها منارة للديمقراطية وامتدادا للعالم الحر.
    الأحد ... وكل يوم أحد ..زيارة أوباما .... والآن.. ماذا بعد؟!
    بقلم: المحامي زياد أبو زيّاد - القدس
    توّجت زيارة الرئيس الأمريكي أوباما بتحقيق المصالحة بين تركيا وإسرائيل بأن أعلن رئيس الوزراء الأسرائيلي اعتذار إسرائيل الرسمي لتركيا عن الهجوم على السفينة التركية مرمرة والذي أسفر عن استشهاد تسعة مواطنين أتراك ممن كانوا على ظهر السفينة التي حاولت كسر الحصار المفروض على غزة ، واستعداد إسرائيل لتعويض اسر الضحايا الأتراك وفق ما سيتم الاتفاق عليه لاحقا ً بين الطرفين ، وإعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا قبلت الاعتذار الاسرائيلي واعتبرته ملبيا ً لكل الشروط والطلبات التي طلبتها لاعادة العلاقات بين الدولتين إلى سابق عهدها .البعض لدينا يتوهم بأننا مركز العالم وأن كل ما يجري من حولنا يجب أن يكون متعلقا ً بنا ومرتبطا ً بقضيتنا وهؤلاء يجهلون أو يتجاهلون حقيقة أن هناك مصالح للدول وأن مواقفها وقراراتها السياسية تنبع من مصالحها هي قبل أي طرف آخر.لقد جاء الرئيس الأمريكي أوباما إلى المنطقة في مهمة قومية أمريكية تستهدف خدمة المصالح الأمريكية سواء الداخلية منها أو الاقليمية ، وهذا هو الاستنتاج الذي خرج به كل من تابع هذه الزيارة . فالرئيس أوباما معني بأن يُمضي أربع سنوات هادئة في بلاده يستطيع أن ينفذ خلالها برامجه الداخلية وهذا لن يتأتى له ما لم يضمن دعم أو على الأقل سكوت اللوبي اليهودي واليمين المسيحي المسيطران على الكونغرس ، وبالتالي فقد آثر الدخول إلى هذه الجماعات من البوابة الأسرائيلية ليثبت لها دعمه المطلق وغير المسبوق لاسرائيل وقد نجح في ذلك كما تشير ردود الفعل الحالية على تلك الزيارة.لقد بالغ الرئيس أوباما كثيرا ً في التملق للأسرائيليين واليهود وأسرف في ترداد مغالطاتهم التاريخية دون أي اعتبار لمشاعر الفلسطينيين أو روايتهم الوطنية كالانسياق وراء خرافة الزعم بأن اليهود قدموا إلى الصحراء – فلسطين – فحولوها إلى جنات وأزهار أو الزعم بأن عودة اليهود لأرض الميعاد قوبلت بالعدوان من كل الجهات متجاهلا ً أن العدوان هو الذي شرد شعبنا من أرضه وأن فلسطين كانت جنة وأن الاحتلال هو الذي يقتلع الأشجار ويهدم البيوت ويحول الجنات إلى صحراء وأن بقايا قرانا ومدننا المهجرة تشهد على ذلك. والرئيس الأمريكي يدرك مدى خطورة الأوضاع المتدهورة في سوريا على الاستقرار في المنطقة وعلى المصالح الأمريكية والاسرائيلية والحليف الأوروبي ، وأن حماية هذه المصالح تتطلب بناء تحالف إقليمي يخدم هذه المصالح وأن من غير الممكن بناء مثل ذلك التحالف بدون أن تشارك فيه كل ٌ من تركيا وإسرائيل وهما طرفي الكماشة التي يمكن أن "تكمش " أو تقضم سوريا عندما تحين اللحظة ، ولذا فقد استجاب نتنياهو لطلب أوباما وبادر بالاتصال بأردوغان قبل أن يغادر أوباما أرض المطار .أما فيما يتعلق بالملف النووي الايراني فالرئيس أوباما يُدرك معنى الحرب والويلات التي تسفر عنها وهو غير معني بالدخول في مغامرات عسكرية جديدة خلافا ً لسلفه جورج بوش ولا يريد أن تجره إسرائيل إلى مثل تلك المغامرة أو أن يستغل أصدقاء إسرائيل في الداخل الأمريكي هذا الأمر للضغط عليه أو وضع العراقيل أمام سياسته الداخلية التي تواجه واحدة من أسوأ الأزمات المالية في تاريخها والتي تتطلب تقليص التدخل العسكري الأمريكي في بقاع العالم إن لم يكن إنهاؤه وتمرير برنامج إصلاح مالي يصد من انهيار الاقتصاد الأمريكي ويعزز من صموده أمام تزايد عظمة العملاق الصيني الذي أصبح يهدد بالهيمنة على الاقتصاد العالمي في عصر فقدت فيه القوة العسكرية قدرتها على الهيمنة ما لم تكن معززة ومسنودة باقتصاد قوي .لم يكن الرئيس أوباما قادما على ظهر حصان أبيض ليقدم الدولة للشعب الفلسطيني ولكنه كان قادما ً لتحقيق أهداف أساسية تخدم مصلحة بلاده وبلاده وحدها ، وكان على رأس هذه المصالح ما يتعلق بالبيت الداخلي الأمريكي ، والملف النووي الايراني والملف السوري وقد سيطرت هذه المواضيع على لقاءاته سواء في إسرائيل أو الأردن أو لقاءات وزير خارجيته جون كيري في عدد من دول المنطقة . وأما ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فلم يكن غائبا ً عن برنامج زيارة أوباما ولكنه لم يكن الملف الأساسي أو الرئيس على جدول تلك الزيارة .لو كان الملف الفلسطيني على نفس مستوى الأهمية للملف السوري مثلا ً لاستطاع أوباما إقناع أو الضغط على نتنياهو للاعلان عن وقف الأستيطان لاتاحة المجال للعودة إلى مائدة المفاوضات ، ولكن هذا لم يحدث. ولربما كان الرئيس أوباما يدرك حجم المعاناة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العيش بأمن وسلام في دولة ديمقراطية مستقلة ولكنه يدرك أيضا ً عجزه عن أي يضغط على إسرائيل لحملها على اتخاذ خطوات عملية تُفضي إلى إنهاء الاحتلال ، ومن أجل هذا وبدلا ً من أن يخاطب القيادة الاسرائيلية في الغرف المغلقة ويطالبها بوقف الاستيطان وأداء استحقاقات السلام ، آثر التوجه إلى الشارع الأسرائيلي من خلال مخاطبة الجمهور الذي احتشد للاستماع لخطابه في مباني الأمه بالقدس الغربية ومعظمهم من الشباب ليطالبهم بأن يمارسوا دورهم في اختيار القيادة التي تعمل من أجل الحل والسلام لأن ذلك هو الذي يحقق الأمن . وقد كان الأجدر به أن يقول ذلك لرئيس الوزراء نتنياهو وحكومته التي تعتبر وبحق حكومة المستوطنين والاستيطان.والملف للنظر أن الحميمية والخروج عن المألوف في مجاملة الاسرائيليين ودغدغة مشاعرهم بالانجليزية والعبرية غابت عن لقاءاته على الجانب الفلسطيني فلم يخلع معطفه في أوج استقباله الرسمي ولم يتندر بالحديث عن برنامج " وطن على وتر" مثلما تحدث عن البرنامج التلفزيوني العبري " إيرتز نهديرت " ولم يتبادل النكات مع مستقبليه الفلسطينيين أو أبنائهم ! بل كانت رسمية بروتوكولية بحتة .نحن لا ندري ما الذي قاله الرئيس أوباما للرئيس الفلسطيني سوى أنه يُطالبنا بالعودة إلى المفاوضات دون أن ينجح في خلق الأجواء المناسبة لذلك ، ولم نسمع منه في العلن ولو كلمة ً إيجابية عن معاناة أسرانا المضربين عن الطعام منذ أشهر أو عن الذين أمضوا عشرات السنين وراء القضبان ... لم نسمع شيئا ً ولو من قبيل المجاملة !ورغم كل ذلك فإن البعض ما زال يؤمن بأن الرئيس أوباما لم يقل كلمته الأخيرة ، وأنه جاء فقط لتهيئة الأجواء للجولات المكوكية التي سيقوم خلالها وزير خارجيته جون كيري بزحزحة الأمور وتحريك العملية السياسية ويعلقون الكثير من الآمال على تلك الجولات...أما أنا ، فإنني أؤمن بأن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم وأننا ما لم نكن على قلب رجل واحد فإن الحال سيظل يتدهور من سيىء إلى أسوأ ، وأن خلاصنا هو في وحدتنا والتفافنا حول قيادة ٍ واحدة وهدف واحد والسعي نحو تحقيق ذلك الهدف لا مجرد الجلوس على الرصيف وانتظار الآخرين ليوصلونا إلى الهدف.










    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 342
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:30 AM
  2. اقلام واراء محلي 341
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:29 AM
  3. اقلام واراء محلي 339
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:28 AM
  4. اقلام واراء محلي 338
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:27 AM
  5. اقلام واراء محلي 285
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:07 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •