النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 309

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 309

    أقــلام وآراء إسرائيلي (309) السبــت- 6/04/2013 م


    في هــــــذا الملف

    • قصة تصفية أبو جهاد
    • بقلم:عمير ربابورت، وموريا بن يوسيف،عن معاريف
    • لا للتقليص في الأمن
    • بقلم: حاييم آسا،عن معاريف
    • دول الخليج العربية.. منافسات وخلافات اقليمية
    • التحديات الامنية التي تواجهها دول الخليج العربي ترتبط بالعلاقات فيما بينها وتؤججها مطامع السيطرة على حقول النفط والخصومات التاريخية
    • بقلم:يوئيل جوجنسكي/ معهد بحوث الامن القومي ـ جامعة تل ابيب،مترجم عن القدس العربي
    • لا يتحدث العربية
    • بقلم: تسفي غباي،عن هآرتس











    قصة تصفية أبو جهاد

    بقلم:عمير ربابورت، وموريا بن يوسيف،عن معاريف

    الحدث الذي كان يفترض به أن يغير وجه الشرق الاوسط وقع قبل 25 سنة، في 16 نيسان 1988: مقاتلان من وحدة 'سييرت متكال' الخاصة، احدهما يتخفى في زي امرأة، اقتربا من فيلا خليل الوزير (ابو جهاد)، نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، في مدينة تونس على شاطيء البحر المتوسط. وكان أحد 'العاشقين' يحمل رزمة بدت كهدية، فيما أن المقاتل في زي امرأة كان يحمل خريطة للمنطقة.
    'الشابة' مع الخريطة اقتربت من الحارس كي تطلب منه زعما تفسيرا لكيفية الوصول الى عنوان ما في الحي. وفي نفس الوقت وجه الرجل الذي يحمل الرزمة بندقية مع كاتم صوت كان يخفيها في العلبة، نحو رأس الحارس. حارس ابو جهاد ما كان يمكنه أن يلاحظ العلامة الحمراء التي ارتسمت على جبينه. وفجأة انهار وسقط. رصاصة واحدة اصابته بدقة فتاكة.
    هذا الوصف لبداية حملة تصفية ابو جهاد، الذي يؤتى به هنا مع تفاصيل اخرى تكشف النقاب عنها لاول مرة بالنسبة للعملية، ما كان يمكنه أن ينشر حتى الان: حتى وقت أخير مضى لم تعترف اسرائيل بشكل رسمي بانها هي المسؤولة عن عملية تصفية أبو جهاد، والرقابة سمحت بنشر فقط تفاصيل انكشفت من قبل في وسائل الاعلام العالمية. اما الان فيمكن الوصف بالتفصيل احدى العمليات موضع الخلاف الاشد في تاريخ الجيش الاسرائيلي. وستنشر القصة الكاملة الاسبوع القادم في العدد رقم 13 من مجلة 'اسرائيل ديفنس'.
    كان أبو جهاد ابن 53 حين قتل بالرصاص في بيته. وقد اعتبر هدفا للاغتيال منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي بعد أن قدرت الاستخبارات الاسرائيلية بانه يقف خلف عدة عمليات كبرى في اسرائيل نفذت بواسطة قوة بحرية أقامها. احدى تلك العمليات كان يفترض أن تنفذ في معسكر وزارة الدفاع في تل أبيب، من قبل قوة كوماندو تنزل من البحر.
    لم يكن أبو جهاد واعيا لذلك، ولكن عدة خطط اغتيال لم تخرج الى حيز التنفيذ. وعندها، مع نهاية العام 1987، تلقت وحدة 'سييرت متكال' مهمة الاستعداد لتصفية ابو جهاد. في تلك الفترة اشتعلت في المناطق الانتفاضة الاولى. وفي اسرائيل كان من اعتقد انه سيكون ممكنا تصفية الانتفاضة من خلال ضرب 'رأس الافعى' في م.ت.ف، الذي كان في حينه في تونس.
    وقاد الوحدة في حينه المقدم موشيه بوغي يعلون، ولاحقا رئيس الاركان واليوم وزير الدفاع، والذي كان يعتبر 'خارجيا' كونه نما في لواء المظليين وليس في الوحدة ذاتها. وكان نائب يعلون، ناحوم ليف الراحل، احد المقاتلين الاسطوريين في تاريخ الوحدة العسكرية والذي قتل في حادث طرق في العام 2000. وجلب يعلون الى وحدة 'سييرت' 'خارجي' آخر عمل كضابط استخبارات للوحدة ايال رجونيس الراحل، الذي خدم تحت إمرته مقبل سنوات من ذلك في وحدة المظليين. وتوفي ايال لاحقا بنوبة قلبية.
    بعد أن كلفت القيادة السياسية 'سييرت متكال' بمهمة اغتيال ابو جهاد تقرر أن تتم العملية على أرض تونس. وتضمنت احدى الامكانيات التعاون بين 'سييرت متكال' والكوماندو البحرية التي تنقل المقاتلين الى تونس عبر البحر وبشكل سري. خيار آخر كان اجتياحا صاخبا بواسطة مروحيات من سلاح الجو تهبط هناك على نحو مفاجئ.
    وطالب رجال سلاح البحرية في حينه اعتبار قائد الكوماندو القائد الاعلى للعملية. اما في 'سييرت' فرفضوا ذلك. وفي النقاش الذي جرى لدى نائب رئيس الاركان في حينه، ايهود باراك، بمشاركة رئيس شعبة الاستخبارات أمنون ليبكين شاحك، قال بوغي لرجال سلاح البحرية انهم اذا لم يتخلوا عن طلبهم، فان 'سييرت' ستختار الوصول الى الهدف للتعاون مع سلاح الجو وليس معهم. وبعد هذا التهديد تقرر ان يعتبر رجال الكوماندو البحرية كشركاء في عملية هيئة الاركان.
    وكان للموساد دور مركزي ايضا. فقد كان رجالها منتشرين جدا في مدينة تونس. وجمعت الموساد وشعبة الاستخبارات كل معلومة عما يجري في تونس وبالاساس عن الفيلا التي كان يسكن فيها ابو جهاد في قلب المدينة قرب العديد من كبار رجالات م.ت.ف . جاره القريب كان محمود عباس، المسمى ابو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية حاليا.

    بين تونس ورمات هشارون

    'وأعد ايال المعلومات الاستخبارية الممتازة وعرف كل قطعة أرض في المكان. كان يعرف اين تعلق كل صورة، كم درجة هناك وغيرها من التفاصيل. كانت له معلومات دقيقة للغاية'، هكذا يتذكر مصدر يعرف جيدا ضابط الاستخبارات رجونيس. ويروي ذات المصدر بانه في مرحلة التدريبات، عندما كان يصل الى البيت مع رمال البحر على ملابسه وشعره كان يسأله ابناء عائلته: 'يا ايال أين كنت؟ هل تذهب الى البحر في الليل؟' ولكنه ابقى على صمت صاخب.
    وعندما استدعى بوغي يعلون رجونيس للانضمام الى 'سييرت متكال' كان خارج الجيش وعاد اليه برتبة رائد. وفي 'السييرت' كانوا يتحدثون عن 'الفترة حتى ايال والفترة من ايال'. وكان التكيف في 'السييرت' في البداية صعبا جدا على رجونيس. وفي مرحلة ما ذهب الى رئيس شعبة الاستخبارات في حينه أمنون ليبكن شاحك وطلب منه أن يترك المهمة وقال لشاحك انه في 'السييرت' 'يحطمون الناس'، ولكنه اقنع بالبقاء. وبعد أن فهم رجال 'السييرت' قدراته، اعطوه يدا حرة وأصبح واحدا من الجماعة.
    وفي زمن الاستعدادات للعملية كان قائد 'السييرت'، بوغي يعلون، يصل الى بيت رجونيس في السبوت وكان الرجلان يدرسان المادة معا. وكان ايال يقول لاخيه اون رجونيس (الذي كان لاحقا نائب رئيس شعبة القوى البشرية برتبة عميد وفي حينه كان برتبة عالية جدا في المظليين) أن يخرج من الغرفة ويغلق على نفسه عندها مع يعلون.
    وقيل عن ناحوم ليف: 'هو أحد اكثر المقاتلين التزاما وجسارة في الوحدة منذ الازل'. وكان ليف ابن البروفيسور زئيف ليف، الحاصل على جائزة اسرائيل في الفيزياء، ومؤسس معهد 'ليف' في القدس، الذي يدمج التعليم الاكاديمي التكنولوجي بالتعليم التوراتي. وكان من أوائل معتمري القبعات الدينية الذين يقبلون في 'سييرت متكال' في عصر ما بعد حرب يوم الغفران حين كانت الوحدة لا تزال المعقل الحصري لابناء الاستيطان العامل، ولا سيما الكيبوتسات. وبعد مرحلة التأهيل نزع ليف القبعة عن رأسه.
    وقبيل العملية عين ليف 'استراتيجي' مهمته ليست فقط قيادة العملية في الميدان في الوقت الذي يوجد فيها قائد الوحدة في الخلفية بعض الشيء بل وايضا ان يعد خطة العملية وان يختار المشاركين فيها وفقا للمهام التي سيكلفهم بها.
    فترة التدريب على العملية في تونس اجترفت 'سييرت متكال'. فمدينة تونس تقع على خرائب كارتيغو القديمة، مدينة الفينيقيين الذين كانوا الاعداء الالداء للجمهورية الرومانية. والمسافة بين شاطىء تونس كارتيغو وبين منزل ابو جهاد كانت 5 كم. ولهذا فقد تقرر اجراء تدريبات على العملية في الفيلل في رمات هشارون التي تقع على مسافة مشابهة عن شاطىء تل باروخ.
    ولغرض التدريب حصل أحد سكان البلدة على مفاتيح الفيلل التي سافر اصحابها الى خارج البلاد وكانوا مستعدين لتقديمها في صالح 'السييرت'. ومشكوك فيه أن يكون سكان الاحياء الفاخرة في رمات هشارون لاحظوا مقاتلي 'السييرت' وهم يسترقون نحو الفيلل من الشاطئ المرة تلو الاخرى في اطار التدريبات.
    وحسب خطة العملية التي وضعها ناحوم ليف، كان يفترض أن يتخفى أحد المقاتلين في زي امرأة، وطلبوا منه على سبيل التجربة أن يتجول في احدى الامسيات كامرأة في المجمع التجاري ايالون. وقد نجحت التجربة ولعب في دور العشيق ناحوم ليف نفسه.
    في بداية العام 1988 قررت القيادة السياسية تأخير العملية في تونس، ولكن ليس لزمن طويل. وجاء الضوء الاخضر أخيرا بعد العملية في 'باص الامهات'، قرب ديمونا في 8 اذار 1988. مخربون تسللوا من مصر سيطروا على باص كان يقل عاملات من وزارة الدفاع الى بحث نووي وقتلوا ثلاثة من مسافريه. وفي الغداة جرى نقاش حسم مصير الزعيم الفلسطيني ابو جهاد. وشارك في النقاش رئيس الوزراء اسحق شمير، وزير الدفاع اسحق رابين، وزير الخارجية شمعون بيرس، رئيس الاركان دان شمرون، نائبه ايهود باراك، رئيس شعبة الاستخبارات امنون ليبكن شاحك، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الارهاب يغئال بارسلر، رئيس الموساد ناحوم ادموني ونائب شبتاي شفيت.
    وتلقى رجال 'سييرت متكال' والكوماندو البحرية الامر بالاستعداد من جديد للعملية، وهذه المرة أعادوا تنفيذ تدريبات النموذج ولكنهم لم يضطروا الى تكرار مراحل التخطيط. والطريق الى تونس كانت طويلة ولكن البحر كان هادئا. وخرجت الى الرحلة خمس سفن صواريخ، وتوقفت حيال تونس في منتهى السبت المساء الذي تقرر كموعد للاغتيال.

    تصفية ضرب أربعة

    وحسب المنشورات الاجنبية على مدى السنين، بدأت العملية عمليا قبل وصول قوات الجيش الاسرائيلي الى الشاطيء، عندما استأجر اثنان من رجال الموساد وعميلة ثالثة سيارات من نوع 'فولسفاجن ترانسبورتر' من ثلاث شركات تأجير مختلفة في تونس. ومكثوا في المدينة بهوية لبنانية زائفة ودفعوا نقدا على كل واحدة من السيارات.
    ورست سفن سلاح البحرية الاسرائيلي بعيدا عن الشاطيء التونسي كي لا تترك علامة مشبوهة على شاشات الرادار. وحامت طائرات قتالية في السماء على مسافة عالية، جاهزة للهجوم اذا ما تطلب الامر تدخلها. وعلى سفينة صغيرة وقريبة نسبيا من الشاطيء وقف قائد قوة الانقاذ التي انتظرت المقاتلين لعودتهم من العملية.
    وبدأت العملية نفسها بنزول رجال الكوماندو البحرية الى الشاطىء في قوارب مطاطية. وكان الشاطىء هادئا ومقفرا. وحسب اشارة متفق عليها نزلت الى الشاطىء القوارب المطاطية التي أقلت رجال 'سييرت متكال'. وفي الشاطىء كانت بانتظار المقاتلين سيارات الترانسبورتر التي يقودها عملاء الموساد. وكانوا يعرفون المدينة جيدا، ونقلوا رجال 'السييرت' في رحلة استغرقت عدة دقائق مباشرة الى فيلا ابو جهاد.
    نائب رئيس م.ت.ف كان لا يزال مستيقظا في الساعة الثانية قبل الفجر، عندما انتشر مقاتلو السييرت خارج فيلته بصمت، في أربع خلايا مختلفة. ناحوم ليف والمقاتل في زي امرأة كانا اول من توجه الى بيت ابو جهاد. تصفية الحارس كان اشارة الهجوم على البيت. كل خلية عرفت جيدا ما هي المهمة المخصصة لها في الهجوم. احدى الخلايا صفت جنائني كان في ساحة البيت، بينما مجموعة غير كبيرة من المقاتلين دخلت الفيلا، بعد أن اقتحمت الباب بواسطة معدات آلية حملتها معها.
    حارس آخر لابو جهاد قتل في اشتباك مع رجال 'السييرت' في قبو الفيلا. انتصار الوزير (ام جهاد) زوجة ابو جهاد، التي تعيش اليوم في رام الله، روت لاحقا بانه عند الاقتحام كان ابو جهاد يجلس على الطاولة وعندها دفعها، نهض بسرعة وتناول مسدسه من الخزانة. 'سألته: ماذا حصل؟ ماذا حصل؟ سمعت صوت اقتحام الباب من الاسفل وصراخ الناس. وعلى الفور فهمت ماذا حصل. صرخت لابو جهاد... ولم يتمكن من اجابتي. توجه الى باب غرفة النوم وأنا وراءه. كل شيء حصل في غضون ثوانٍ. رأيت أناسا ملثمين، لا تظهر منهم سوى العيون والشعر. ابو جهاد دفعني الى داخل غرفة النوم. أحد الاسرائيليين اقترب اليّه واطلق النار عليه من مسافة قريبة. ابو جهاد سقط. ذهبت اليه، انحنيت عليه وعانقته. احد الاسرائيليين وجه مسدسا الى ظهري وأبعدني الى الحائط. وقفت مع وجهي الى الحائط. كنت واثقة بانه سيطلق النار عليّ. الرجل الذي أطلق النار على ابو جهاز تنحى جانبا. احد ما ثالث اطلق النار على ابو جهاد، وعندها احد رابع جاء واطلق النار على ابو جهاد، ولكن في واقع الامر الجندي الاول كان قد قتله'.
    المقاتل الذي كان اول من أطلق النار على ابو جهاد كان في حينه في العشرينيات من عمره ستكون له بعد ذلك امور عظيمة في جهاز الامن، وان كان لم يصل أبدا الى قيادة 'سييرت متكال'. بعد عدة ثوانٍ من ذلك هدأت النار في فيلا ابو جهاد، وفي شبكة الاتصال سمع صوت القائد يبلغ غرفة القيادة البحرية: 'المدير وعماله الثلاثة في طريقهم الى عالم كله خير'. وكان المعنى واضحا من ناحيتهم
    ومثلما زعم في الماضي، فان قائد 'السييرت' يعلون كان هو الرجل الذي أكد بكلتا يديه مقتل ابو جهاد، بعد عدة دقائق من اقتحام غرفته. وأدت العملية في تونس الى منح ثلاثة من رجال 'سييرت متكال' أوسمة بطولة من رئيس الاركان بينهم كان أيضا ناحوم ليف.
    بعد اشهر من التصفية كان ايال رجونيس في فرنسا وحل ضيفا لدى عائلة يهودية في وليمة السبت. وتدحرج الحديث وتبين بان تلك العائلة هي في الاصل من تونس، كانت تعيش في منطقة قريبة من حي فيلا ابو جهاد. والقى ايال الى الهواء: 'آه، يوجد هناك كشك فلافل ممتاز'. وفوجيء ابناء العائلة جدا. فقد اعتقدوا أنه هو ايضا قد يكون من أصل تونسي وسألوه: 'كيف تعرف المكان؟' فأمسك ايال نفسه وقال: 'ببساطة رووا لي بان هناك فلافل طيب جدا'. مشكوك ان يكونوا صدقوه.

    هل يستحق الثمن؟

    تصفية ابو جهاد كانت المرة الاولى التي تحاول فيها اسرائيل تغيير سياق التاريخ من خلال قتل زعيم عربي بارز. بعد ثلاث سنوات من ذلك قاد ايهود باراك كرئيس أركان حملة التصفية الجوية، شبه العفوية، لزعيم حزب الله عباس موسوي الذي في موته خلف لنا حسن نصرالله الاسوأ منه. في ولاية نتنياهو الاولى كرئيس وزراء نفذت على أرض الاردن محاولة اغتيال فاشلة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. والمحاولة عظمت فقط مشعل وعززت مكانته.
    ولكن كانت ايضا تصفيات ناجحة في نظرة الى الوراء: في 1995 صفي في مالطا زعيم الجهاد الاسلامي الفلسطيني فتحي الشقاقي في عملية نسبت الى اسرائيل. اغتيال احمد ياسين (2005) وجه ضربة قاسية لحماس، وكذا الاغتيالات الاخرى لكبار رجالات حماس ساهمت بدورها في وقف العمليات الانتحارية في العقد الماضي.
    وماذا بالنسبة لتصفية ابو جهاد؟ بعد 25 سنة من التصفية مشكوك جدا أن تكون فيها منفعة لاسرائيل. فالعملية لم تدخل ابدا في اطار العمليات البطولية لـ 'سييرت متكال' مثل عملية 'ربيع الشباب' في بيروت (1973)، التي استعاد ذكراها المشاركون فيها بحماسة المرة تلو الاخرى. اما عن العملية في تونس فيكاد لا يتحدثون. وزير الدفاع حديث العهد هو الاخر رفض تناولها هذا الاسبوع.
    احد قادة الـ 'سييرت' يقول: 'صعب جدا القول ان العملية أثرت في شيء على سياق التاريخ. فهي بالاساس أثارت المناطق وحمست الانتفاضة.
    في العام 1988 أخذ الفلسطينيون انطباعا كبيرا عن قدرة اسرائيل في اطلاق أول قمر صناعي الى الفضاء بواسطة صاروخ شفيت مما من العملية التي بدت لهم جبانة بالذات وتنبع من عدم قدرة الجيش الاسرائيلي على مواجهة الانتفاضة في المناطق بوسائل عسكرية. كان لتصفية ابو جهاد تأثير أمني سلبي فقط، وهذا حتى قبل فحص الضرر الذي الحقته العملية باسرائيل على المستوى الدولي وفي العلاقات بعيدة المدى مع الفلسطينيين'.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    لا للتقليص في الأمن

    بقلم: حاييم آسا،عن معاريف

    الشرق الاوسط يعتمل، غير مستقر، التهديدات على اسرائيل تتغير بوتيرة وآلية لا تشبه خمود السبعينيات أو الثمانينيات او حتى التسعينيات. التهديدات على اسرائيل تتغير فقط بسب سياقات اجتماعية وسياسية عميقة، تحت أرضية. ومثل هذه السياقات يفترض أن يحل لغزها أناس لا يزال تتبقى لهم روح يمكنهم أن يستوعبوا معاني الرياح الشريرة من كل الجهات وجعلها صورة واضحة من سياق واحد واضح. هذه هي الروح الحية للزعامة. احيانا يكون هذا شخصا واحدا أو اثنين على الاقل يضعه التاريخ في مقدمة المسرح وهذا التاريخ هو في مقدمة الجمهور او المجتمع الذي يمنحه القوة لان يقرر وان يقود.
    مفهوم البقاء لدى دولة اسرائيل يقوم على أساس "منع الحرب"، فقط اذا ما حشرت اسرائيل الى الزاوية فانها تنطلق الى حرب حاسمة. ومنع الحرب لا يتاح الا بفضل "الردع". فحيال اسرائيل تقف جملة من "الفصائل" الاقليمية، التي تسيطر عليها منظمات ارهاب دولية، العلم الذي يوحدها هو "الكراهية لاسرائيل". كل واحدة منها تسعى الى أن تثبت قوتها وشدتها. وقد لاحظت الادارة الامريكية هذه العملية، ولهذا فقد وقف الرئيس اوباما هنا مع وزيريه الكبيرين كي يبدأ بفرض الاستقرار على هذه المنطقة التي تسودها الفوضى، وذلك ضمن امور اخرى من خلال استقرار العلاقات بين اسرائيل وتركيا ومحاولة الدفع بالمسيرة السياسية الى الامام.
    إذن ما هو معنى كل هذه الامور؟ فاذا كانت صحيحة فانها تفترض تغييرا كبيرا في مبنى القوة في الجيش الاسرائيلي وربما في جهاز الامن بأسره وفي شكل استخدام القوة في الجيش الاسرائيلي والاجهزة الاخرى في زمن "اللا حرب". فمن أجل خلق ردع يمنع الاشتعال الاقليمي التالي مطلوب تغيير كبير وصعب على التحقق يفترض استثمارات بعشرات المليارات على مدى السنوات الخمسة القادمة. والتغيير في شكل عمل منظومة عسكرية كبيرة هو مسيرة تغيير صعبة للغاية وتحقيقها يستدعي استثمارات كبيرة جدا وصبر وطول نفس. كل هذا، مع مسيرة سياسية عاقلة، تواصل محاولة فرض الاستقرار في المنطقة. وبايجاز، ليس محظورا فقط المساس بميزانية الدفاع بل ويجب ان نرى كيف يمكن زيادتها.
    الميزانية الناقصة نأتي بها بتقليص الاستثمارات في يهودا والسامرة (وهكذا نحقق تفوقا سياسيا ايضا) وبزيادة الضريبة على الشركات الدولية (حتى نصف في المائة آخر يعني زيادة المليارات للميزانية). وجهاز الامن هو بالذات الامر المقدس في هذا الزمن. لا ينبغي المساس به بل العكس.
    يمكن القول اننا علقنا في وضع هو النقيض لفكرة كلاوزفتس، الذي وصف هدف المعركة العسكرية في تحقيق الغاية السياسية. الخطوة السياسية يفترض أن تدعم غايتنا الاستراتيجية من خلال تحسين مستوى الاستقرار الاقليمي، من خلال ازالة وتعطيل قسم من الخصوم المحتملين. وكل هذا لن يحصل اذ ينبغي بسرعة شديدة سد حفرة 10 مليار شيكل في ميزانية الدولة وان كان فقط للاظهار "باني مثل سيدنا موسى، أتخذ قرارات صعبة". القرارات الصعبة قد لا تكون حكيمة ايضا. هذا جوهر الكارثة. من ينبغي أن يقف أمامها هو رئيس الوزراء، هو الذي يقود الدولة. والسؤال هو ما الذي يهمه اكثر – استئناف قدرة الردع والحسم لاسرائيل في العشرين سنة القريبة القادمة أم البقاء كرئيس وزراء يشكل بصمة لتلاميذ سيدنا موسى. اذا عارض، سنضطر الى التوجه الى انتخابات جديدة؛ ولكن هذه المرة نتوجه الى الانتخابات أخيرا على الجوهر. على بقاء اسرائيل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    دول الخليج العربية.. منافسات وخلافات اقليمية
    التحديات الامنية التي تواجهها دول الخليج العربي ترتبط بالعلاقات فيما بينها وتؤججها مطامع السيطرة على حقول النفط والخصومات التاريخية

    بقلم:يوئيل جوجنسكي/ معهد بحوث الامن القومي ـ جامعة تل ابيب،مترجم عن القدس العربي

    معظم دول الخليج هي نتاج القرن العشرين. حدودها، التي رسمتها بقدر كبير قوات خارجية، بقيت في قسم منها موضع خلافا حتى في بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين. وفضلا عن العلاقات المعقدة والنزاعات الاقليمية مع ايران (وبقدر ما ايضا مع العراق واليمن)، فان جزءاً من التحديات الامنية التي تواجهها دول الخليج العربية ترتبط بالذات في العلاقات فيما بينها. ورغم أن معظم الخلافات الاقليمية بين الملكيات الستة في شبه الجزيرة العربية سويت 'على الورق'، فانه بين الحين والاخر يظهر تذكير بالتأثير السلبي لهذا الخلاف على طبيعة العلاقات فيما بينها. معظمها توجد، او كانت حتى وقت أخير مضى في نزاع حدود بري و/او بحري بينها. وقد نبع هذا أساسا من التطلع الى السيطرة على حقول النفط في المناطق التي ليست فيها حدود مرسمة جيدا، من خصومات تاريخية مختلفة ومن المشاكل القائمة في أعقاب الحدود في مناطق صحراوية وقبلية.
    وتنبع النزاعات الاقليمية بين دول الخليج العربية الستة ايضا من كون حدودها في معظمها هو نتائج مصطنع. وفضلا عن عُمان فان حدود الدول في شبه الجزيرة العربية، ولا سيما الصغيرة منها، تأثرت بقدر كبير بالارث الاستعماري. ففي العربية السعودية، كان الانتقال من الامارة القبلية الى الملكية مختلفا: التوسع الاقليمي لابن سعود على حساب العثمانيين تأثر بالتواجد البريطاني في الاقاليم التي على شاطيء الخليج وفي مناطق الهاشميين. وفي مرحلة معينة ساعد البريطانيون في مساعي التوسع لابن سعود على حساب الامبراطورية العثمانية، وان كانوا في وقت لاحق اوقفوه عندما قضموا من الاراضي الاقليمية التي تحت رعايتهم في الخليج. ولم تتأثر المملكة السعودية ابدا بشكل واضح من التدخل الاجنبي، ولا سيما ليس من الغربي.
    طريقة الانتدابات وتطبيقها في الشرق الاوسط جلبت الى المنطقة مفهوم الحدود الدولية مفهوم كان غريبا على أبناء الصحراء، الذين كانوا معتادين على التنقل وحملات التوسع. في بعض الحالات تم ترسيم الحدود بشكل متبادل، اي بين بريطانيا، التي أدارت عمليا السياسة الخارجية لمعظم الدول حتى 1971، وبين الدولة التي نالت الاستقلال. وهكذا، مثلا، عندما وقعت بريطانيا والكويت على الاتفاق بشأن حدود الامارة التي نالت الاستقلال في العام 1996، لم تكن الدول المحاذية للكويت شريكة في المفاوضات ولم يكن بوسعها ان تسجل ملاحظاتها على الحدود المشتركة. واضافة الى ذلك، فان الاتفاقات التي وقعت كانت غامضة في طبيعتها واستندت الى ترسيمات آنية. مثال بارز على ذلك هو اتفاق ترسيم الحدود بين العراق والكويت، والذي تقرر حسب موقع 'شجرة النخيل الاكثر جنوبية'.
    في الماضي كانت الحدود في شبه الجزيرة العربية 'مرنة' أكثر، وذلك لانها تقررت حسب مناطق الرعي للقبائل، ولكن تعاظم المنافسة على المقدرات والبحث عن الهوية الوطنية، ولا سيما في غياب اطار امني ناجع، أساء للعلاقات بين الدول. ويواصل الغموض الاقليمي والحاجة الى قدرة وصول الى مصادر الطاقة زرع التوتر بين الدول والمس بقدرتها على تطبيق الاتفاقات والتفاهمات. وفضلا عن الرؤية المختلفة للاحتياجات الامنية والظروف الجغرافية الاستراتيجية المختلفة، كان النشاط حول انتاج النفط هو الذي عظم الشك المتبادل وعمق عدم الثقة بين دول المنطقة: كل قطع ارض تحولت فجأة الى حقل نفط محتمل، والصراع عليها ادى في بعض الحالات الى شل اعمال مجلس الامن الخليجي وأثقل على قدرة الدول الاعضاء على تطوير التعاون في اطاره. وحتى عندما توصلت بعضها الى اتفاق يرتب الحدود فيما بينها، مثلما في حالة اتفاق الحدود بين عُمان واتحاد الامارات، فانه لم يطبق على الارض بل حتى خرق في صدام عسكري، مثلما في حالة قطر والعربية السعودية. اما موضوع الحدود البحرية فهو أكثر تعقيدا من ذلك، وذلك لانه يتضمن المناطق الاقتصادية الغنية بالنفط على شاطيء الخليج.
    معظم الدول التي اقيمت في المنطقة هي كما أسلفنا نتاجا مصطنعا، تقررت حدودها دون مراعاة للتاريخ المحلي او للتقاليد السلطوية القائمة. ومنذئذ، كانت مصلحة حكامها في الابقاء عليها في وجه كل تغيير فيها كفيلة في أن تجر الى حروب ونزاعات. اضافة الى ذلك، فان التشكيك بشرعية الحدود كان جزءا من عملية 'بناء الامة'، مثابة: 'عندي نزاع حدود إذن أنا موجود'. النزاعات الحدودية، التي تتدهور احيانا الى العنف، تساعد على بلورة الهوية الوطنية التي تستند ضمن امور اخرى الى استعارة نزاعات من الماضي السحيق لاعطاء عمق تاريخي للدولة وتعريف 'الاخر'.
    وتوسطت محافل مختلفة في النزاعات بين دول الخليج: فقد شاركت مصر مشاركة فاعلة في الوساطة بسبب وزنها في العالم العربي وعلاقاتها الطيبة مع معظم هذه الدول. والعربية السعودية هي الاخرى حاولت التوسط ولكن علاقاتها المعقدة مع جيرانها وكونها توجد في نزاعات حدودية بنفسها أدت الى النظر اليها كوسيط غير نزيه وأثقلت عليها المشاركة في مساعي الوساطة.

    قطر والبحرين
    طالبت قطر والبحرين لنفسهما بالسيادة على جزر خوار، التي تسيطر عليها عمليا البحرين منذ 1930، وكذا على مدينة زبارا في الطرف الشمالي من شبه الجزيرة القطرية، التي تسيطر عليها قطر اليوم (رغم انها كانت مسكن عائلة آل خليفة قبل سيطرتها على البحرين في 1783). اضافة الى ذلك كان خلاف بين الدولتين حول جزيرة جنان وعلى سلسلة من المواقع غير المأهولة على مسافة بضع كيلو مترات عن قطر و 20 كيلو متر عن البحرين، الخلاف الذي لم يحل الا مؤخرا.
    منذ استقلالهما تعهدت قطر والبحرين، وبقدر كبير كنتيجة للضغط السعودي، بالحفاظ على علاقات سليمة قدر الامكان بينهما (بما في ذلك التوقف عن الدعاية) والامتناع عن خرق الوضع الراهن. وازدادت حساسيتهما من مسائل الحدود البحرية بسبب التقارير عن مخزونات جديدة من النفط، تحتاجه الدولتان بسبب فراغ مخزوناتها الحالية. في 1978 أجرت البحرين مناورة عسكرية قرب الجزر موضع الخلاف، بهدف تجسيد سيادتها عليها. اما قطر، كرد على ذلك، فبدأت تعتقل صيادين بحرينيين يصيدون بجوار المنطقة. وفي اذار 1982 اندلع النزاع مرة اخرى بسبب مناورات الاسطول البحريني بجوار تلك الجزر، المناورات التي اعتبرتها قطر استفزازا.
    وبقي النزاع بين البحرين وقطر في معظمه 'غافيا' وأدارت الدولتان بشكل عام شبكة علاقات سليمة تضمنت زيارات متواترة لزعماء الدولتين بل ومناورات مشتركة. وبالتوازي، أقام مجلس التعاون لدول الخليج لجنة للتحقيق في النزاع، انطلاقا من الرغبة في منحه طابعا محليا وفي محاولة لحله في اطار مؤسسات المنظمة. ورغم ذلك، ففي نيسان 1986 احتلت قوة قطرية جزيرة دبل التي تحت سيطرة البحرين، في محاولة لتثبيت حقائق على الارض وفي ظل الادعاء بان البحرين تجري أعمالا في الجزيرة فيها خرق للوضع الراهن. ويحتمل أن تكون قطر حاولت ان توقظ بهذه الطريقة الخلاف على جزيرة خوار، التي كانت أكثر أهمية بالنسبة لها. وسعت البحرين الى حل النزاع من خلال وساطة سعودية، ولكن بناء على طلب قطر وصل النزاع أخيرا الى المحكمة الدولية في لاهاي. وجسد هذا التطور ضعف مجلس التعاون لدول الخليج وألقى بظل ثقيل على نشاطه.
    وبلغ النزاع بين الدولتين ذروته في 1996 بعد أن علم انه في الجزر او بجوارها توجد مخزونات من النفط . ووصلت قطر والبحرين عندها الى حافة الحرب، التي مُنعت في اللحظة الاخيرة في أعقاب تدخل العربية السعودية. وقاطعت البحرين في ذات السنة، لاول مرة في تاريخ مجلس التعاون، مؤتمره السنوي لانه عقد في قطر، وقطر من جانبها منعت جنودها من المشاركة في المناورة السنوية للقوة العسكرية المشتركة لدول الخليج.
    واتهمت الدولتان الواحدة الاخرى بمحاولة اسقاط العائلتين المالكتين فيهما. ومن الناحية الموضوعية ادعت البحرين، بانه رغم قرب الارض الاقليمية موضع الحديث من اراضي قطر، الا ان حقيقة السيطرة العملية على الجزر تمنحها شرعية أكبر في مطالبتها بالسيادة عليها. وتبنت الدولتان أخيرا قرار المحكمة الدولية الذي صدر في حزيران 2001، بنقل السيادة في جزيرة خوار الى البحرين، وباقي الاراضي، حيث توجد مخزونات نفط كبيرة على ما يبدو، الى قطر.
    غير أن التوتر بين قطر والبحرين حول المسائل الاقليمية لم يتوقف حتى بعد ذلك. ففي السنوات الاخيرة كثر عدد الحوادث التي شارك فيها صيادون بحرينيون اجتازوا الحدود بين الدولتين، وفي بعض الحالات اطلقت حتى النار على بعضهم. وأدى الامر الى توتر متجدد بين الدولتين وحتى أن قطر رفضت تأييد المرشح الاول للبحرين لمنصب الامين العام لمجلس التعاون في 2011 بسبب تصريحاته في هذا الموضوع. وفي ايار 2010 أغلقت البحرين مكاتب محطة التلفزيون القطرية 'الجزيرة' في نطاقها، احتجاجا على عدم استعداد قطر دفع 'بدلا ايجار' لقاء تطوير أراضي تعتبرها البحرين أراضيها. وأخر الخلاف على المناطق البحرية وحول التعويضات على تطوير مناطق اخرى لسنوات تالية الاعمال لاقامة الربط البري بين قطر والبحرين ('جسر الصداقة')، رغم الفضائل الواضحة للدولتين من اقامته.

    قطر والعربية السعودية
    تنقسم قطر والعربية السعودية فيما بينهما حول أرض اعطاها للعربية السعودية اتحاد الامارات. منطقة الخفوس، التي تعتبر ذات امكانية كامنة للثراء بمخزونات النفط، تسببت باحداث حدودية بين قطر والعربية السعودية في تشرين الاول 1992، ومرة اخرى بين آذار وتشرين الاول 1994، قتل في اثنائها بضعة قطريين. وتقدم الطرفان بروايات مختلفة عن الاحداث: فقد اتهمت قطر العربية السعودية بمهاجمة موقع حدودي، بينما ادعى السعوديون بوقوع حادث بين القبائل البدوية من الدولتين في الاراضي السعودية. وردا على ذلك انسحبت قطر من اتفاق العام 1965، الذي يرتب الحدود بينها وبين العربية السعودية (والذي على أي حال لم يصادق عليه بكامله) وأعادت الى أراضيها مائتي جندي لها من القوة العسكرية المشتركة التي رابطت في الكويت. وكانت تقارير عن نيتها الانسحاب جراء ذلك من مجلس التعاون لدول الخليج. اما العربية السعودية من جانبها فقد استغلت الاحداث كي تثبت لقطر القيود التي تكبلها في تنفيذ المناورات السياسية وتظهر استقلاليتها بالنسبة لمواقف المنظمة.
    لقد كان النزاع الحدودي بين قطر والعربية السعودية خلافا واحدا من بين خلافات عديدة بين الدولتين. فهما منقسمتان أيضا بالنسبة للتواجد الامريكي في قطر، حول تحسين علاقاتها مع ايران بل وبسبب خطوات التطبيع التي اتخذتها قطر في حينه تجاه إسرائيل.
    وكانت كل الدول الاعضاء وقعت في مؤتمر مجلس التعاون في العام 1992 على 'اعلان أبو ظبي'، الذي كان عمليا اعلان نوايا يؤكد الحاجة الى حل الخلافات الاقليمية بالطرق السلمية وعدم شرعية السيطرة على المناطق بالقوة. ورغم ذلك، فان الامر لم يؤدِ الى تحسين العلاقات بين العربية السعودية وقطر، والتي حتى تفاقمت عقب تقرب الاخيرة من ايران (خلافا لموقف اتحاد الامارات) ومن العراق (خلافا لموقف الكويت) مما القى بظلاله على عمل مجلس التعاون. ولم توافق العربية السعودية وقطر على مدى سنوات طويلة على تعيين ممثل من قبلهما لمنصب الامين العام للمنظمة، هاجمت الواحدة الاخرى في وسائل الاعلام، بل ان قطر جمدت لفترة محدودة نشاطها في مجلس التعاون.
    أدت الأحداث بين قطر والعربية السعودية بهما الى طلب المساعدة من طرف ثالث. في البداية كانت هذه الكويت، وبعد ذلك اتحاد الامارات وأخيرا مصر، التي ساعدت الطرفين على الوصول الى اتفاق بدد مؤقتا التوتر بينهما وأنهى مقاطعة قطر المؤقتة لمجلس التعاون. في حينه أيضا، واصلت قطر رفض التوقيع على اتفاق بين دول مجلس التعاون لمكافحة الجريمة، بسبب حقيقة أنه يتطلب 'مطاردة حامية' واجتياز للاراضي الاقليمية بحثا عن المطلوبين.
    في 1996 بدأت العربية السعودية وقطر في ترسيم الحدود بينهما، ولكن في اذار 2001 فقط توصلتا الى اتفاق نهائي حول 60 كم من الاراضي البحرية والبرية التي تسكن فيها أساسا قبائل بدوية. في اذار 2008 أيضا استأنفت الدولتان العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما بعد ست سنوات من القطيعة في اعقاب غضب العربية السعودية من نشاط محطة 'الجزيرة' التلفزيونية والانتقاد الذي وجهته للاسرة المالكة السعودية.
    ورأى العراق وايران في الازمة بين قطر والعربية السعودية فرصة لاضعاف الاخيرة وأعربا عن تأييدهما لموقف قطر، بل ان ايران اقترحت عليها التوقيع على اتفاق دفاع مشترك كبديل عن مجلس التعاون.
    وأدى تضعضع العلاقات مع العربية السعودية وغياب اطار أمني ناجع في مجلس التعاون بقطر الى تدفئة علاقاتها مع ايران، وذلك ضمن أمور اخرى كوزن مضاد للقوة السعودية. وتبين أن النزاع القطري السعودي هو سياسي بقدر لا يقل عنه اقليمي، وينبع من خصومة بين الرياض والدوحة في مجالات اخرى ايضا. وهكذا مثلا، فان العربية السعودية معنية بتخفيض وزن قطر الاقليمي، ولهذا الغرض فقد منعتها من تمرير انبوب الغاز الى الكويت بدعوى أنه يخرق السيادة السعودية.
    في كانون الأول 2008 أعلنت قطر والعربية السعودية عن أنهما توصلتا الى سلسلة من النزاعات في المواضيع المختلفة، وعلى رأسها الاتفاق على ترتيب الحدود البرية والبحرية بينهما، ووقع ممثلوهما عليه في اذار 2009 في مقر الامم المتحدة في نيويورك، وهكذا منحوه شرعية دولية. وعندها بالذات طرح اتحاد الامارات ملاحظاته على الاتفاق، بدعوى أن حقوقه في منطقة الحدود بين قطر والعربية السعودية انتهكت.

    اتحاد الامارات والعربية السعودية
    مع حصول اتحاد الامارات على الاستقلال في 1971 أيدت بريطانيا تمديد الحدود غربا حتى حدود قطر. وادعت العربية السعودية ملكية على تلك الأراضي وقضت بانها الدولة الوحيدة المحاذية لقطر. اتفاق سري في العام 1974، وقع بين العربية السعودية واتحاد الإمارات دون علم قطر ولم يكشف النقاب عنه الا في 1995، منح لاول مرة قاطع شاطيء شرقي قوار العُديد مقابل التنازل عن واحة البريمي، التي تسمى اليوم العين أرض توجد موضع خلاف منذ القرن التاسع عشر بين قبائل من العربية السعودية، عُمان ومن اتحاد الامارات. اتحاد الامارات، الذي حصل على استقلاله قبل ثلاث سنوات من ذلك فقط وبحث عن اعتراف دولي ومخرج الى البحر في جنوبي الخليج، رأى، من شبه اليقين، في هذا الاتفاق ثمنا اضطراريا للعربية السعودية. ويذكر في هذا السياق انه في بداية الخمسينيات منعت بريطانيا، التي خافت من محاولة العربية السعودية التوسع الاقليمي على حساب جيرانها الصغار، بالقوة سلاح حرس الحدود السعودي في منطقة البريمي وقسمت القرى الواقعة فيها بين عُمان والامارات التي اقامت لاحقا اتحاد الامارات.
    كما أن الاتفاق السري في العام 1974 خصص للعربية السعودية المداخيل من حقل النفط شيبا، منطقة الخلاف على الحدود بينها وبين اتحاد الامارات، والذي ينتج أكثر من مليون برميل نفط في اليوم. وفي العام 1999 قاطع اتحاد الامارات (بدعم من عُمان)، على سبيل الاحتجاج، مؤتمر وزراء نفط مجلس التعاون في العربية السعودية، الذي عقد بالتوازي مع تدشين حقل النفط في شيبا، بدعوى أن المضيفة لا تشرك الاتحاد بارباح الحقل رغم الاتفاق من العام 1974. وتفاقم التوتر في العلاقات بين الدولتين أيضا على خلفية التقارب النسبي الذي طرأ في حينه بين العربية السعودية وايران، التي تحتفظ، كما أسلفنا، بثلاث جزر لاتحاد الامارات في الخليج وثبتت تدريجيا سيادتها عليها في سلسلة من الخطوات احادية الجانب.
    في العام 2006 فتح اتحاد الامارات من جديد مسألة الحدود مع العربية السعودية بدعوى أنه لم يصادق أبدا على اتفاق 1974. يحتمل أن يكون سبب التوتر المتجدد هو تغيير المسؤولين سواء في اتحاد الامارات مع وفاة الشيخ زايد أم في العربية السعودية مع وفاة الملك فهد، ولكن أيضا يعود هذا الى الرفض السعودي في تلك السنة السماح بعبور انبوب الغاز من قطر الى اتحاد الامارات ومن هناك الى عُمان. خليفة بن زايد، الذي خلف أبيه في 2004، لم يرَ في الاتفاق في العام 1974 على الاهمية التي رآها فيه أبوه وفي زيارته الاولى الى الرياض كحاكم لاتحاد الامارات في 2006 طرح مسألة الحدود من جديد أمام مضيفيه.
    واشتد التوتر بين العربية السعودية واتحاد الامارات بسبب التعاون بين قطر واتحاد الامارات في نقل الغاز الطبيعي القطري الى الاتحاد ('Dolphin Project') عبر اراضٍ تدعي العربية السعودية بانها تعود لها. وأدى التوتر الى حادثة بحرية واحدة على الاقل بين العربية السعودية واتحاد الامارات: ففي آذار 2010 بُلغ عن هجوم على قارب سعودي واعتقال اثنين من رجال حرس الحدود البحري السعودي من قبل قوارب حرس اتحاد الامارات في منطقة بقيت موضع خلاف في الحدود البحرية المشتركة. وشاع أمر الحدث النادر رغم محاولة الطرفين اسكاته وجسد بان الخلافات في موضوع الحدود المشتركة لم تنسى. وبالفعل، فضلا عن اعتراض العربية السعودية على تمديد انبوب الغاز، فانها تعارض ايضا الجسر بين اتحاد الامارات وقطر بدعوى أنه يمر فوق مياهها الاقليمية. في حزيران 2009 أعاقت العربية السعودية الاف الشاحنات في معبر الحدود بينها وبين اتحاد الامارات كنتيجة للتوتر، وشرحت ذلك كجزء من تشديد الرقابة على دخول الشاحنات من الامارات الى اراضيها.
    لقد أصبحت نزاعات الحدود مع العربية السعود حرجة بالنسبة لاتحاد الامارات. وفي اعقاب ذلك شكل الاتحاد في 2009 'مجلس شؤون الحدود' وهو تطوير للجنة التي كانت مسؤولة حتى ذلك الحين عن الموضوع. وفي الخرائط الرسمية المطبوعة في ابو ظبي في السنوات الاخيرة، لا تظهر التغييرات التي اجريت على الحدود بقوة اتفاق 1974. ومنذ العام 2006 تشخص الخرائط حدود اتحاد الامارات بانها تنتهي في قطر. وكذا الخرائط الرسمية للعربية السعودية تشخص منطقة العين بأنها توجد في أراضي المملكة. يحتمل أن يكون في ذلك تعبير عن التأكيد المتعاظم من جانب اتحاد الإمارات القوة الاقتصادية والعسكرية الثانية في أهميتها في مجلس التعاون والرغبة في تحدي الهيمنة السعودية.

    عُمان واتحاد الامارات
    حل النزاع على واحة البريمي بين عُمان، اتحاد الامارات والعربية السعودية في 1974 منح عُمان ثلاث قرى واتحاد الامارات القرى الستة المتبقية. بعد ثلاث سنوات من ذلك، في تشرين الثاني 1977، أعلنت عُمان عن نزاع بينها وبين امارة رأس الخيمة، واحدة من الامارات السبعة الاعضاء في اتحاد الامارات، الواقعة على مقربة من شبه جزيرة مسندم. ويتعلق النزاع بمقطع بطول 16كم على مقربة من مضائق هرمز اكتشفت فيه مخزونات كبيرة من النفط. وبعثت عُمان بقوات مشاة وسفينة حربية مطالبة بان توقف رأس الخيمة انتاج النفط في المكان.
    وعرضت العربية السعودية والكويت حلولا وسط تضمنت حيازة مشتركة للمنطقة وشراكة في الارباح من النفط (اتفاق مشابه قائم بين العربية السعودية والكويت)، اجراء استفتاء شعبي بين سكان المنطقة او التوجه المشترك نحو التحكيم. واتفق زعماء عُمان واتحاد الامارات في النهاية في ايار 1996 على ترسيم جزء هام (330كم) من حدودهما المشتركة، خلافا لموقف العربية السعودية، وفي تموز 2008 وقعوا على اتفاق لترسيم الحدود المتبقية بطول 272كم.
    في السنوات الاخيرة بدأ اتحاد الامارات لبناء سور على الحدود مع عُمان كعائق امني منع التهريب والهجرة غير القانونية. وأعربت عُمان عن استيائها من ذلك حين حظرت في تشرين الثاني 2010 على السفن المنطلقة من اتحاد الامارات الدخول الى مياهها الاقليمية، دون أن تقدم تفسيرا رسميا لهذه الخطوة الشاذة. وفي بداية 2011 أفادت عُمان بمظاهرة علنية نادرة للتوتر بين الدولتين بانها كشفت خلية تجسس لاتحاد الامارات في اراضيها وادعت بن الاتحاد سعى الى جمع المعلومات عن 'المؤسسات الحكومية والعسكرية' في السلطنة. وطرحت تخمينات مختلفة حول الدوافع وراء هذا النشر. ومن غير المستبعد أن هذه كانت محاولة لمنع اتحاد الامارات، القلق من توثيق علاقات عُمان مع ايران ومن عملية الخلافة الاشكالية في عُمان، تعميق المتابعة لنشاطها. ويبدو أن الدولتين تغلبتا على الازمة المؤقتة لمساعدة الكويت، وفي تموز 2011، وصل السلطان قابوس في زيارة رسمية الى اتحاد الامارات.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    لا يتحدث العربية

    بقلم: تسفي غباي،عن هآرتس

    كشفت خطبة رئيس الولايات المتحدة براك اوباما في مباني الأمة في القدس زمن زيارته المغطاة اعلاميا لاسرائيل عن علم بـ "اصلاح العالم" باللغة العبرية لسكان "ارض رائعة". وقال اوباما للاسرائيليين "أنتم لستم وحدكم" وأحدث حماسة بين المستمعين اليه، وحث الاسرائيليين على "دفع" زعمائهم الى اتخاذ سياسة مصالحة لاحراز تسوية مع الفلسطينيين وشجع فكرة المعارضة.
    في مقابل ذلك لم يُكشف بزيارته لرام الله عن أي علم له باللغة العربية. تحدث اوباما في الحقيقة عن اسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي لكنه لم يدعُ مستمعيه الفلسطينيين الى حث زعمائهم على الدفع قدما بتسوية مع اسرائيل. وبرهن مثل رؤساء امريكيين سبقوه على عدم فهمه لجذر الصراع الاسرائيلي العربي. ففي عيد الفصح قبل 93 سنة، حينما كان البريطانيون يحكمون البلاد، شغب العرب على يهود البلدة القديمة وقتلوا ستة وجرحوا مئات. ولم تُسمع آنذاك دعاوى تتحدث عن "احتلال" كما يزعم الفلسطينيون اليوم.
    اعتاد العرب ومنهم الفلسطينيون التفضلات. وبدأ ذلك حينما منح البريطانيون والفرنسيون الدول العربية استقلالا في نهاية الحرب العالمية الاولى دون ان يقاتلوا مُحتليهم العثمانيين الاتراك (ما عدا قبائل سعودية بقيادة لورنس رجل العرب). وغمرهم الغرب لاسباب جغرافية سياسية، ومنه الولايات المتحدة، بسلاح حديث وشجعوا بذلك فخرهم القومي الذي يقوم على "الخنجر والسيف".
    لم يستغل العرب الاستقلال السياسي الذي حظوا به لتوحيد صفوفهم (أنظروا نتائج "الربيع العربي") ولبناء اقتصادات مستقرة لدولهم. وكذلك الفلسطينيون ايضا. ومنذ كانت اتفاقات اوسلو في 1993 لم يصوغوا شعبهم (ما زالت حماس تقاتل فتح) ولم يبنوا اقتصادهم ايضا برغم المساعدة السخية التي تُمنح لهم. وعلق الفلسطينيون فشلهم بـ "الاحتلال"، الذي جلبوه على أنفسهم إثر حروبهم لاسرائيل. ولم يحثهم الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة على اجراء تفاوض مع اسرائيل في حل الصراع بل يستعمل عوض ذلك ضغوطا على اسرائيل كي تستجيب لمطالبهم المتطرفة.
    ويتجاهل الفلسطينيون الواقع الجغرافي والسكاني الذي نشأ على مر السنين. ويرفضون ان يفهموا أنه لا يمكن ان يُعاد عجل التاريخ الى الوراء. وهم لا يُصغون ايضا للمثقفين العرب ولا سيما السعوديين والكويتيين الذين دعوهم الى الاسراع في التباحث مباشرة مع اسرائيل في حل الصراع.
    وأضاعوا فرصتين للحل – مع رئيسي الوزراء اهود باراك واهود اولمرت – وينتظرون الآن اوباما كي يمنحهم فرصة ثالثة.
    إن استمرار الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة على التزام مواقف مناصرة للعرب، لن يفضي الى حل الصراع بين الفلسطينيين واسرائيل. فينبغي ان يُقال للزعماء الفلسطينيين باللغة العربية إن انتظار قطار التاريخ لن يفضي الى حل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 302
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:59 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 273
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:24 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 272
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:24 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 271
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:23 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 270
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:22 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •