[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- العشق بالمعرفة
- بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
- تمام سلام وذاكرة ياسر عرفات
- بقلم: يحيى يخلف - الحياة
- سامي أبو زهري يقدم الطاعة لقطر
- بقلم: بهاء رحال- الحياة
- التجديد لمشعل..
- بقلم: عادل عبد الرحمن -الحياة
- رحمة بأنفسكم رحمة بالأونروا
- بقلم: يحيى رباح - الحياة
- عصف "المشروع الاسلاموي " بفلسطين
- بقلم: موفق مطر- الحياة
- ازمة وكالة الغوث في غزة يجب ان تتوقف فورا !!
- بقلم: حديث القدس
- هواري بومدين صفحة مضيئة في تاريخنا القومي..."الجزائر أولا فلسطين أولا"
- القدس 7/4/2013
- التكفيريون وتشويه مفهوم الجهاد
- القدس 7/4/2013
- "مدرسة المشاغبين"!!
بقلم: هاني حبيب- الايام
العشق بالمعرفة
بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
الطبيعة الفلسطينية لم توثق حتى الآن.. طيورها.. جبالها، كهوفها، نباتاتها.. ما نعرفه عن النباتات والأعشاب هو ما يستفيد منه الإنسان والحيوان وما تبقى لا إسم له بحثت عن كتب توثق للنباتات في فلسطين فلم أعثر سوى على كتاب واحد يتحدث عن 40 نبتة وشجرة، تم تأليفه من قبل بعثة تبشيرية سويسرية من الناصرة في القرن التاسع عشر وفيه رسومات مائية للنباتات الأربعين وثمة كتاب أصدرته جامعة القدس حول الموضوع لكن لا توجد أية مراجع توثيقية علمية، لأن البيئة الفلسطينية لا تجد من يعتني بها، وربما هناك موسوعات وكتب إسرائيلية حول الموضوع لكن لا توجد مراجع فلسطينية قط. لأننا غير مهتمين بالأرض ونباتاتها وطيورها. بل نستخدم الأرض كشعار سياسي فقط.
وقبل أيام تم الاحتفال مثلاً بالقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية لكن الثقافة العربية خالية من الجنس الأدبي حول القدس.. فلا كتب جديدة ولا مؤلفات أدبية أو تاريخية أو اجتماعية، بينما يصدر الإسرائيليون عشرات الكتب سنوياً عن القدس سواء كانت تضم معلومات مغلوطة ووجهات نظر أحادية أو غير ذلك لكن بالنسبة إليهم هو صدور كتب أدبية وثقافية وفنية ومسرحية .. الخ عن القدس كما يريدونها أو يرونها. أما نحن فلا نرى في القدس سوى ما يمكن استخدامه سياسياً في مواسم مؤقتة. فلا توثيق ولا أفلام ولا أعمال أدبية ولا لوحات ولا مسرحيات وكأننا تركنا القدس لمصيرها وحملنا أعباء الدفاع عنها لسكانها المحاصرين المضطهدين وحدهم.
يجب إعادة بعث الوعي بالأرض ومقدساتها وقدسها وطيورها وحجرها وبشرها ونباتها، إن أردنا الدفاع عنها والحفاظ عليها. ثمة أمية سائدة بالقدس وأهميتها وبالأرض ككل وطبيعتها وبيئتها، فلا نوثق ولا نسجل ولا نؤرخ ولا نرسم ولا نكتب، فما الذي نفعله في هذه الديار. إن كنا نجهل ما نقف عليه وما نقدسه وما تهفو إليه أفئدتنا وما يغرد حولنا صباحاً وما يملأ جبالنا بخضرته.. فلن تعشق شيئاً إذا كنت جاهلاً.. ونحن نعاني من فقر في عشق الأرض والقدس وإنسانها وشجرها. فالعشق بالمعرفة وليس بالجهل.
تمام سلام وذاكرة ياسر عرفات
بقلم: يحيى يخلف - الحياة
أصبح وزير الثقافة الأسبق تمام سلام مكلفا برئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، وتمام سلام كما تعرفون هو نجل صائب سلام أحد أهم الشخصيات الوطنية التي عبرت تاريخ لبنان اذ كان رجل اقتصاد ورجل سياسة، وزعيما لبنانيا يمثل السنة، ويترأس لسنوات طويلة جمعية المقاصد الأسلامية الجمعية الأكبر لسنة بيروت ولبنان. وترأس الحكومة منذ بداية الاستقلال في عهد الرئيس بشارة الخوري, كما ترأس الحكومة ايضا مرات عدة في عهود رؤساء آخرين: فؤاد شهاب، كميل شمعون، وسليمان فرنجية.
اذن فتمام سلام يخلف والده في هذا المنصب ويسير على خطاه.
تمام سلام ينحدر من هذه الاسرة العريقة التي تتبوأ مكانة عالية في المشهد السياسي والاجتماعي, والتي مثلت من خلال عميدها الوسطية والانفتاح. وتمام سلام الذي يتسلم كما تشير الأنباء رئاسة الحكومة هذه الأيام وسط أجواء ومناخات مأزومة ومتوترة وقع الاختيار عليه نظرا لحياديته, ودماثته وكفاءته، ومركز عائلته المرموق، ووقوفه على مسافة واحدة من الأطراف المتصارعة، فهو يسير على خطى والده صائب بيك صاحب نظرية: "لا غالب ولا مغلوب في لبنان".
وكان لعائلة سلام وعميدها علاقة مميزة مع الرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية, وامتدت هذه العلاقة الى ما بعد الخروج من بيروت.
وقد تعرفت عن قرب على السيد تمّام سلام عام 2009عندما كان وزيرا للثقافة اذ افتتح الندوة التي أقمتها في بيروت عندما كنت رئيسا للمجلس الأعلى للتربية والثقافة وكانت بعنوان: الأوضاع التربوية والثقافية في مخيمات اللاجئين في لبنان. تعرفت عليه آنذاك، والتقيته فيما بعد في مؤتمرات عربية ودولية.
تمام سلام في ذلك العام 2009 واثناء اعادة ترتيب بيت والده وترميمه اكتشف وجود متعلقات تخص الرئيس عرفات..أمانات خبأتها على الأرجح السيدة نجلاء ياسين( أم ناصر) قبل الخروج من بيروت عام 1982 في بيت الزعيم كأمانة الى أن تحين الظروف المناسبة لاستعادتها. وجدها السيد تمّام معبأة في كراتين يعلوها الغبار وقد فعلت الرطوبة فعلها.فكلف من ينفض عنها الغبار ويعتني بها، ويسجل كشفا بمحتوياتها. ثم أرسلها مع الكشف ? وفيه ثبت بالمحتويات ووصف لكل قطعة-الى سفارة فلسطين في لبنان ليصار الى تسليمها الى مؤسسة عرفات، للاستفادة منها ووضعها في المتحف الذي تزمع المؤسسة انشاءه.
استلم الأمانة موظف كبير في السفارة، ووضعها في احدى الغرف دون عناية، وفي غضون أيام قليلة سطا البعض على كل ما هو ثمين ونفيس ( هدايا كان الرئيس عرفات قد تلقاها من رؤساء دول وتحتوي على سجاجيد، وتحف فنية، وسيوف مذّهبة..الخ), وعندما علمت أن مقتنيات للرئيس عرفات وصلت السفارة، ذهبت بنفسي وبصفتي عضوا في مجلس ادارة مؤسسة عرفات، ذهبت للاطلاع على محتوياتها, ففوجئت حين اطلعت على الكشف انّ هناك من سطا على معظمها, وان ما سرق هو الثمين والنفيس، وأنّ ما تبقى مجموعة من الصور والملابس التي ابلاها الزمن, وما يمكن وصفه بسقط المتاع.
لقد حافظ آل سلام على أمانة ابو عمار سبعة وعشرين عاما، وفرط بالأمانة جماعتنا في بضعة أيام.
بذلنا في مؤسسة عرفات جهودا مضنية لاستعادة القطع المسروقة، وبذل رئيس مجلس الادارة د. ناصر القدوة مساعيه مع المسؤولين في السفارة آنذاك دون جدوى، وبدا لي أنّ الموضوع قد طوي, وقيد ضد مجهول، وها هو يعود الى ذاكرتي مع الأخبار التي تعيد الى آل سلام اعتبارهم والاعتراف بفضلهم ومكانتهم, بحصول ابنهم تمّام سلام على اجماع من كل الفرقاء السياسيين على اختلاف توجهاتهم وتناقضاتهم, واختياره رئيسا للوزراء.
وهذه فرصة مناسبة ادعو فيها كل من يهمه الأمر بالتحقيق في واقعة السطو على مقتنيات ابوعمار، واستعادتها لتكون ضمن مقتنيات متحفه..متحف الذاكرة الفلسطينية.
سامي أبو زهري يقدم الطاعة لقطر
بقلم: بهاء رحال- الحياة
قبل أيام خرج علينا المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري يطالب الرئيس محمود عباس باعتقال ومحاكمة الجماهير التي احتشدت في محافظة طولكرم ضد تدخلات قطر الخارجية وضد سياساتها المشبوهة في المنطقة ، وقد راح أبو زهري في حديثه لأبعد من ذلك في وصف المتظاهرين وتلفيق الاتهام لهم والكيل عليهم وعلا صوته بالصراخ مطالباً بمعاقبتهم بأقصى العقوبات معتبراً بذلك أن التعبير عن الرأي مرفوض جملة وتفصيلا إذا كان يستهدف قطر الحليف الرئيسي لحماس التي لجأت قيادتها إلى دولة قطر حين انقلبت على النظام السوري قبل أشهر ، فلم تعد سوريا حليفا لهم بعد أن تهاوت في حرب داخلية تدور رحاها على أرض الشام التي ندعو لها بالخير والسلام وأن تنهض من محنتها وأن يعود الأمن والأمان لسوريا الشعب والوطن ، وكما يبدو فان الحضن القطري بمفهوم أبو زهري وغيره من قادة حماس هو تقديم الطاعة والولاء الكامل والانحناء وقمع الحريات العامة والخاصة وإرادة الشعب حتى يرضى الأمير القطري وترضى قطر !!!
وأنت تستمع إلى أبو زهري يصيبك وجع في معدتك وتشعر بالغثيان ، خاصة وأنت تجده يقدم الطاعة بهذا الشكل المنافي لأخلاق القيادة والعمل الوطني والشعب الفلسطيني الذي لم يعتد يوماً على تقديم الطاعة ولم يعتد على الإذعان لا لعدو ولا لصديق أو حليف بل إن العلاقات مع الحلفاء والأصدقاء لها أسس وقواعد ومبادئ ولا تخضع لمفاهيم الطاعة والانحناء وتقديم الولاء التي يعرفها أبو زهري ومن لف لفيفه ، فكيف بقيادة حماس التي تتهاوى إلى الحضن القطري بهذا الشكل وهذا الأسلوب الذي يخدش الكرامة بلا حياء ، وهي تطالب بتكميم الأفواه وبممارسة سياسة الاضطهاد على الشعب مثلما تفعل هي في غزة دون وجه حق ، الأمر الذي أجابت عنه القيادة الفلسطينية معبرة عن كرامة الشعب الفلسطيني وحقه في التعبير وضمان حريته في إبداء آرائه التي لا تخضع لتحالفات هذا الفصيل أو ذاك فهي إرادة الفلسطيني الحر الذي لا يقبل الانحناء أمام أحد ولا يقدم الطاعة إلا لله والوطن .
التجديد لمشعل..
بقلم: عادل عبد الرحمن -الحياة
تأخر صعود دخان مجلس شورى حركة حماس الابيض لاسباب داخلية اولا وخارجية ثانيا. لكنه صعد أخيراً وتم التجديد لولاية خامسة لخالد مشعل، رئيسا للمكتب السياسي للحركة.
لم تكن عملية التجديد لابي الوليد سهلة داخليا ولولا تأثير العامل الخارجي لما أمكن له من تخطي العقبات. وضعت قطر وتركيا وجماعة الاخوان ثقلها لدعم مشعل. كما انه لجأ لمناورة ذكية، أشير لها سابقا هنا، عنوانها التحالف مع إسماعيل هنية، وتمكنه من استقطاب الاتجاه المؤيد، وفي المقابل أضعف قوة الدكتور موسى ابو مرزوق في المناورة؛ وعزل التيار المعارض، الذي يقوده الدكتور محمود الزهار.
الصراع بين ديوك حركة حماس، كان محتدما، ولم تنطفئ أنواره. لكن الفائز في المعركة الاخيرة كان تحالف مشعل وهنية. فتم التجديد لابي الوليد، وتم انتخاب اسماعيل هنية نائبا وحيدا لمشعل لان الحظ لم يحالف الدكتور ابو مرزوق. ولكن هناك اتجاه لاسترضائه بتعيينه نائبا ثانيا. النتيجة وهن قوة النائب السابق، وتراجع دوره كثيرا للخلف.
وفي السياق كانت اللطمة الاقوى لتيار محمود الزهار، الذي سقط سقوطا مدويا من المكتب السياسي. وكان ابو خالد كما يعلم الجميع سقط في انتخابات المكتب السياسي لاقليم غزة، ولكن قيادة الاقليم أعادت الانتخابات في بعض الدوائر وزورت بالنتائج لاحتلاله موقع عضوية المكتب السياسي للاقليم، فخرج لاجتماع مجلس الشورى العام مكسور الجناح، وبتيار مضعضع، لا يقوى على الوقوف على قدميه. فكانت النتيجة الصدمة له ولتياره.
وسقط في السياق اقرب حلفاء مشعل، وهما عزت الرشق وسامي خاطر، ولهذا السقوط شاء ابو الوليد ام ابى تأثير سلبي على موقعه وقوته، لان تحالفه مع ابو العبد هنية ليس ثابتا، لا سيما ان لكل منهما حساباته الخاصة، الامر الذي يشير بوضوح الى ان نجاح مشعل بات مكبلا حركيا وتنظيميا، لان تيار هنية المعزز بفوز كل من روحي مشتهى ويحيى السنوار إضافة الى الاعضاء السابقين من المكتب السياسي الحية وعوض الله منح اقليم غزة اليد الطولى للتقرير بالمسائل الرئيسية بالحركة. وبالتالي ما راهن عليه ابو الوليد باستعادة ما اعطاه لاقليم غزة باليمين اثناء زيارته للقطاع نهاية ديسمبر الماضي، سيعيده باليسار اثناء وبعد انتخابات المكتب السياسي الذي فشل، ولم يحقق ما سعى له على الاقل حتى اللحظة الراهنة.
لكن هذا التطور الايجابي لتيار مشعل / هنية هل سيمكنه من تفعيل المصالحة الوطنية؟ وهل تناقضات حركة حماس ستقف عند حدود ما افرزه اجتماع مجلس الشورى؟ ام ان التناقضات ستتعمق أكثر مما كانت عليه، خاصة ان الزهار، الذي يعتبر نفسه الاحق برئاسة المكتب السياسي بعد موسى ابو مرزوق، والذي شبك علاقات مميزة مع إيران، لن يصمت، ولن يقبل بالهزيمة المرة، التي مني بها؟
المؤكد ان حركة حماس تسير نحو إعادة تشكيل التيارات الداخلية، حيث ستملي المصلحة الخاصة لكل من الزهار وابو مرزوق بالتحالف، وتشكيل تيار ينافس تيار مشعل وهنية، ويحد من قدرته على رسم سياسات الحركة وفق اهوائه واجنداته العربية والاقليمية وطبعا الاخوانية بالاساس. وهذا يعني ان شكل المعارضة لمشعل سيتعاظم ويأخذ منحى أقوى من السابق. وقد يأخذ خطا بيانيا حادا في الصعود يترك نفسه على مستقبل وحدة الحركة في المستقبل المتوسط.
ايا كانت النتائج اللاحقة لاحتدام التناقضات الداخلية، فإن المؤكد نجاح وفوز تحالف مشعل / هنية، وهذا سيفتح الأفق امام ابو الوليد لان يتبوأ موقعا مهما في نطاق التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين. ومن يعود بالذاكرة للخلف وخاصة لمؤتمر الجماعة الذي عقد في السودان في آب / اغسطس 2012 على هامش مؤتمر الحزب الحاكم هناك، يمكنه الافتراض بتعزيز موقع مشعل على مستوى الجماعة اقليميا ودوليا، كون قطر وتركيا ومصر ومكتب الارشاد يدعمه، ويراهن على قدرته في الإمساك بادوات اللعبة السياسية على الصعد المختلفة.
كما ان من المؤكد ان يدفع مشعل وهنية بخيار المصالحة للامام، ليس حبا في المصالحة، وانما للامساك بمقاليد الامور في الساحة الوطنية إن أمكنه ذلك، ولتمرير المشروع السياسي للدولة ذات الحدود المؤقتة، الذي وافقت عليه حركة حماس، وان فشل هذا الخيار، وتتم العودة لمشروع دولة غزة الكبرى، التي ستمتد الى العريش، أي بتعبير آخر العودة لمشروع يعقوب عميدرور، رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي، وما إصدار إسرائيل للتصاريح لابناء محافظات الجنوب وترويسها بعبارة " غزة سيناء" إلا المدخل الطبيعي لمشروع غزة الكبرى.
ايا كانت رؤية حركة حماس وجماعة الاخوان المسلمين بالنسبة للمصالحة، فهذا لا يجوز ان يعيق التقدم نحوها بقوة وبخطى ثابتة لتكريسها وعودة الشرعية الوطنية لجناحي الوطن، وطي صفحة الانقلاب للأبد. لان الوحدة الوطنية كانت وما زالت الرافعة الأساسية للتقدم نحو الاهداف الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير.
رحمة بأنفسكم رحمة بالأونروا
بقلم: يحيى رباح - الحياة
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا» أعلنت عن إغلاق مراكزها للخدمات الاجتماعية ومراكز توزيع المواد الغذائية في جميع انحاء قطاع غزة إلى أجل غير مسمى، وهذه المراكز يستفيد منها أكثر من ثمانيمئة ألف لاجئ فلسطيني من سكان القطاع.
والسبب وراء ذلك الإغلاق، أن مركز قيادة «الأونروا» تعرض لمظاهرات صاخبة اتسمت بقدر من العنف والانفلات، احتجاجاً على ما سمي تقليصات خدماتية اتخذتها قيادة الأونروا، فحدث ما حدث، واضطرت الأونروا إلى نقل معظم موظفيها الأجانب إلى خارج القطاع، وأغلقت المراكز الاجتماعية ومراكز توزيع المواد الغذائية إلى أجل غير مسمى بشرط أن تتوفر حماية أمنية كاملة لموظفيها.
والحقيقة أن هذه التقليصات التي حدثت يقف وراءها الجهة الممولة وهي الاتحاد الأوروبي، الذي رفض أن يصرف أي مساعدات مالية نقدية لأشخاص لا يقومون بأي عمل مهما كانت أوضاعهم بائسة، ولقد عرضت الأونروا تكييفاً جديداً، بأن يتحول المبلغ الذي يصرف كمساعدات نقدية وقدره 480 دولار كل ثلاثة أشهر إلى برنامج تشغيل، بأن يتم تشغيل أفراد من هذه العائلات الفقيرة بمبلغ يوازي ضعف المبالغ التي كانت تصرف لهم دون عمل!!!
و حتى لو كان رب هذه العائلة عجوزاً لا يستطيع مزاولة أي عمل، فيمكن تشغيل زوجته، بل ان اهتمامها بزوجها العجوز يعتبر عملا لها تستحق عليه أن يصرف المبلغ المقرر وهو تسعمائة دولار.
اللجان الشعبية، والهيئات السياسية التي تقف وراءها لم تقبل أن تتفهم موقف الأونروا، وهكذا حصل التصعيد، وانتهى الأمر إلى النتائج المؤسفة التي وصلت إليها.
بداية: يجب التذكير أن الرئيس ياسر عرفات يرحمه الله قد بذل جهداً كبيراً خارقاً حتى تنتقل قيادة الأونروا من مقرها في فيينا إلى مقرها الحالي في مدينة غزة، فهذا اعتبر انجازاً كبيراً، وطوال السنوات الماضية كان رؤساء الأونروا وكبار موظفيها الأجانب شهودا على الممارسات الإسرائيلية الشاذة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، ولطالما وجه الإسرائيليون انتقادات حادة إلى رؤساء الأونروا من بيتر هانسن إلى كارين أبو زيد إلى جون جينج وغيرهم، ولا بد من التذكير أيضاً أن الأوضاع القاسية التي يمر بها قطاع غزة وخاصة معدلات الفقر، وارتفاع مؤشر البطالة، وارتباك الحالة الأمنية والاجتماعية والسياسية ليس من مسؤولية الأونروا، وتوجيه ردات الفعل على ذلك كله إلى الأونروا أمر ليس فيه أي حكمه، بل هو ضرر بالغ يلحق بقضيتنا.
و لذلك فنحن نطلب من جميع الأطراف أن تتصرف بحكمة وترو، وأن لا تعلق المأزق والفشل على حبال الأونروا، لأن هذا لا يفيد، بل يعقد المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة، وهي مشاكل متفاقمة تحتاج للبحث عن حلول صحيحة وليس الهروب إلى حلول مخادعة.
يجب أن تظل أبواب التفاهم مع الأونروا مفتوحة دائماً، فالأونروا جزء عضوي من ذاكرة حقوقنا السياسية، وبقاء الأونروا هو أكبر دليل عالمي على بقاء قضيتنا محورية هي قضية اللاجئين الفلسطينيين، ورجالات الأونروا كانوا دائماً أصدقاء لقضيتنا، وتقاريرهم كانت أكبر عون لنا في التأكيد على الصعوبات التي يعيشها شعبنا في العديد من مواقع الشتات الذين تقوم بخدمتهم وكالة الأونروا، فلماذا نأتي في لحظات شديدة الارتباك ونوجه اللوم والغضب إلى من لا يستحق ذلك، بينما نحن نعلم جميعاً أن الملوم على تردي أوضاعنا هو الاحتلال، وهو الانقسام، وهو الحصار والتداعيات الناجمة عن ذلك، فلماذا نوجه ردات فعلنا ضد الأصدقاء بدل أن نوجهها إلى الأعداء الحقيقيين.
عصف "المشروع الاسلاموي " بفلسطين
بقلم: موفق مطر- الحياة
اثبت كلام الدكتور محمود الزهار القيادي الاخواني في حماس ان ماحدث من صعود متسارع لجماعة الاخوان للواجهة السياسية وتمكينهم من السيطرة على بوصلة حركة الشارع وتهيئة الأجواء لتسليمهم السلطة في اقطار عربية متصلة جغرافيا كتونس وليبيا كان مخططا، وأن مقولة "الربيع العربي " كانت للتعمية على حركة مشروع اسلاموي اخواني مدعوم، فالدكتور الزهار جدد التأكيد على أن حركته حماس ليست جزءا من حركة التحرر الوطنية الفلسطينية كما يحب رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الترويج، وانما هي رأس حربة لمشروع عالمي اسلاموي متعدد اللغات والجنسيات، فقوله: "ان الأحزاب الحاكمة الآن في تونس ومصر وغزة ( حماس) ليست مجرد احزاب وانما هي جبهات مشروع اسلامي يشمل المنطقة كلها ? عينهم على سوريا ? هدفه تحرير الانسان".
لم يفاجئنا ما كشفه الزهار، فتوجهات المشروع الاخواني الذي تم الباسه ثوب الثورة تارة، و"الربيع العربي" تارة أخرى لم تكن خافية الا على الجماهير العفوية التي انساقت مصدقة الشعارات الدينية وقيادات جماعة الاخوان الذين ظهروا بعلامات " تقوى " ووعود سرعان ما ذابت وتبددت مع أول طلعة شمس على وجودهم في السلطة.
وان كنا لانستثني محللين وكتابا ساهموا بقصد او عكسه في التعمية والتغطية حتى تمكن الاخوان من السيطرة على كابينة قيادة الحراك الشعبي والامساك بها ان لم نقل الاستيلاء عليها واحتلالها بقوة بالحول والقوة المادية والتنظيمية المكللة بقدرة خارقة على الاحتيال السياسي.
خطير كلام الزهار، فقد بث اقواله المتعارضة مع مبادئ حركة التحرر الوطنية الفلسطينية بمناسبة يوم الأرض التي هي لب الصراع مع المشروع الصهيوني ، من عاصمة البلد العربي - تونس ? التي احتضنت وساندت أهم حركتي تحرر وطني في الوطن العربي في القرن الماضي هما الثورة الفلسطينية ومن قبلها الثورة الجزائرية، والأخطر من ذلك ? وهو المستغرب ? ان كلام الزهار وهجومه وتجنيه وافتراءه على حركة التحرير الوطني الفلسطيني كان بحضرة رجال وقادة من احزاب وحركات مقاومة فلسطينية ولبنانية -( حزب الله، الجهاد الاسلامي وحزب حركة النهضة في تونس ) ? وهي حركات وأحزاب ما زالت تعترف لحركة فتح بريادتها وقيادتها للمشروع التحرري الوطني، وبديمومتها كعمود فقري للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، وباعثة للهوية الوطنية.
خالف الزهار ?كعادته? التقاء الوان الطيف السياسي الفلسطيني على وحدة الأرض الفلسطينية والقضية والهدف، وتحدث عن فلسطين كأجزاء، وعن حرية الوطن (الأرض والشعب ) بالتفصيل لا بالجملة, رابطا غزة وهي جزء لايتجزأ من فلسطين الدولة المستقلة والأرض التاريخية والطبيعية بمشروع جماعة الاخوان المسلمين الذي سماه المشروع الاسلامي، مفككا رابطته التاريخية والحضارية والطبيعية والمصيرية مع الوطن الأم والجذور العربية (القومية) والانسانية.
يعلم الدكتور محمود الزهار أن صراعنا مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني لم يكن ولن يكون دينيا ، فنحن نناضل لتحرير ارضنا وانساننا من الاحتلال والاستيطان باعتبارهما ظلما وفعلهما جريمة ضد الانسانية، ويعلم أيضا أن تحويل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى صراع ديني، فنحن نناضل لتحرير أرضنا والعودة اليها وقيام دولتنا المستقلة عليها، ولا يهمنا دين المحتل أو المستوطن، فالاحتلال والاستيطان بالنسبة لشعبنا ولأمتنا العربية جريمة ضد الانسانية ومخالفة للقوانين والشرائع الدولية والقيم والأخلاق الانسانية، وخلاف ذلك يعني اننا مع احتلال ايران للجزر العربية في الخليج العربي وعربستان، او احتلال بلد اسلامي قوي وكبير لبلد صغير. فكيف يريد الزهار تضامنا من شعوب العالم لقضيتنا فيما هو يتحدث باسم الفلسطينيين المظلومين بما يناقض تطلعات الشعوب وآمالها في الحرية وتقرير المصير وبناء الدول الديمقراطية، وبما يخالف مبدأ التقاء وتكامل الحضارات والثقافات والأديان السماوية؟
سيعصف المشروع الاسلاموي بالهوية وبالقضية الفلسطينية وبالمقدسات ان صدق المسلمون دعاية أصحاب هذا المشروع، كما ستضعف روابط القومية العربية وتصبح كقشة ان سمحوا بتغلب هذا المشروع على مبادئهم الانسانية النبيلة، فان كانت فلسطين بالنسبة للمسلمين والعرب قضية مركزية فليدعموا حركة الشعب الفلسطيني الوطنية لنيل استقلاله، بدون تمييز بين فلسطيني وآخر على اساس الدين ففلسطين وطن الفلسطينيين جميعا، المسيحيين والمسلمين واليهود والأحرار والعلمانيين الديمقراطيين وكل انسان مؤمن بالسلام.
ازمة وكالة الغوث في غزة يجب ان تتوقف فورا !!
بقلم: حديث القدس
اوقفت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الانوروا" برنامجها للاغاثة في غزة وتضرر نتيجة ذلك اكثر من ٨٠٠ الف انسان، وهم في غالبيتهم العظمى لا مصادر رزق لهم سوى ما تقدمه الوكالة، اي ان المعاناة كبيرة للغاية ويجب الا تستمر. بداية الازمة كانت في تقليص المانحين مساعداتهم وبالتالي تقليص الوكالة بعض خدماتها، ونتيجة ذلك بدأت تظاهرات احتجاج شعبية وكانت احتجاجات طبيعية ومنطقية ولكنها كما يؤكد مسؤولو الوكالة، تجاوزت التظاهر السلمي الى اقتحام مقار الوكالة وطرد الموظفين بالقوة وايقاف اعمالهم، وقد تكرر ذلك اكثر من مرة مما دفع بالوكالة الى وقف برنامجها وزيادة تعقيد المشكلة وتوسيع نطاقها بالتالي. هذا الوضع غير مقبول اطلاقا ويجب ان يتوقف فورا، وهذه مسؤولية الحكومة المقالة في غزة اولا، ومسؤولية المتظاهرين ثانيا. لقد نقلت الوكالة مقرها من فيينا الى غزة ايام الرئيس الراحل ياسر عرفات وبالاتفاق معه، وهي تقوم بدور رئيسي في التخفيف من معاناة اللاجئين الذين تشردوا بقيام اسرائيل، يجب ان تحمي الحكومة المقالة في غزة مقار الوكالة ومن حق المتضررين التظاهر احتجاجا ولكن بطريقة لا تهدد الوكالة ولا موظفيها.اننا ندعو الوكالة الى استئناف خدماتها فورا وضرورة توفير الامن والحماية لموظفيها، لان في اغلاق المقار ووقف الخدمات كارثة انسانية وزيادة للمعاناة والعذاب لمئات آلاف الاشخاص وهم يعانون اصلا بسبب ظروف الحصار والضائقة الاقتصادية التي تعصف بالقطاع.واخيرا ... سمعنا صوت "الرباعية" لقد عصفت بالمنطقة تطورات متلاحقة هامة منذ فترة طويلة وقدمت جهات مختلفة افكارا ومقترحات سياسية وزارنا اكثر من مسؤول كان ابرزهم الرئيس اوباما. وفي هذه الفترة غاب صوت كان من المفترض ان يكون حاضرا، هو صوت اللجنة الرباعية التي تمثل العالم كله باركانه الاربعة: الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا، حتى جاءنا اخيرا صوت ممثل الرباعية توني بلير ليتحدث عن التطورات الميدانية وفي مقدمتها استشهاد الاسرى وسوء معاملة اسرائيل للاحياء منهم. دعا بلير اسرائيل الى احترام حقوق الانسان للاسرى كافة وقال انه قلق من تدهور الاوضاع الامنية وممارسة سياسة ضبط النفس تجاه التظاهرات الغاضبة، كما طلب بتجنب اية تصريحات علنية قد تؤجج الاوضاع، واكتفى بذلك. لم يوجه انتقادات للممارسات الاسرائيلية ولا الى الاهمال الطبي ولا الى تقييد ايدي الشهيد ميسرة ابو حمدية وهو في ساعاته الاخيرة داخل المستشفى، ولا الى سياسة الاعتقال الاداري الطويلة والمتكررة والمنافية لابسط حقوق الانسان لانها تتم بدون محاكمة او توجيه تهم محددة، ولم يطالب بالتحقيق في ظروف استشهاد ابو حمدية او عرفات جرادات الذي استشهد في اثناء التحقيق معه ... ولم يتطرق الى غير ذلك كثير من السياسات والممارسات الاسرائيلية. كنا نتوقع شيئا مختلفا من بلير بعد هذا الصمت الطويل، ولكنه كان كالعادة منسجما مع مواقف الذين يأتمر بأمرهم ولم تكن له اية صلة حقيقية بالواقع الذي من المفروض انه يمثله !!
هواري بومدين صفحة مضيئة في تاريخنا القومي..."الجزائر أولا فلسطين أولا"
القدس 7/4/2013
بسبب تراجع العملية الثقافية والفكرية والتوثيقية في فلسطين، مقارنة مع زخم ومد السبعينيات والثمانيات والتسعينيات من القرن الماضي لجملة من العوامل تناولتها في مقالات سابقة، فان الأجيال الفلسطينية الجديدة تجهل كثيرا من المعلومات والمواقف التي جسدتها شخصيات عربية قدمت لفلسطين مثلما قدمت لبلادها، وعلى رأسها الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، الذي كان زعيما وطنيا وقوميا بامتياز يستند الى ثقافة واسعة وعمق تحليلي، اتقن الربط المحكم بين القضايا الوطنية لبلاده والقضايا العربية القومية وفي صدارتها قضية فلسطين التي قدم لها الدعم السياسي والعسكري والمالي والمعنوي، متكاملا ومتناغما مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كانت القضية الفلسطينية بالنسبة اليه هاجسا لا يفارقه في الليل او النهار . هواري بومدين من حقه علينا نحن الفلسطينيين ان نذكره ونكرم مسيرته الحافلة.. كيف لا؟.. وهو زعيم وقائد ثوري تعامل مع الفلسطيني كما الجزائري في الحقوق والامتيازات، بل ان عددا من الفلسطينيين الذين درسوا في الجامعات الجزائرية في حقبته اجمعوا في شهادات مؤكدة، ان الكفة كانت ترجح لصالح الفلسطيني في المعاملة والتسهيلات ما جعله يشعر في الجزائر بانه لم يغادر قريته او مدينته او مخيمه. لقد وقع في يدي كتاب ترك بصمات عميقة في تكويني الثقافي والقومي، حينما كنت اقبع في معتقلات الاحتلال في اواخر السبعينيات من القرن الماضي، بعد ان انتزعت من مقعدي الدراسي الجامعي حينذاك، وهذا الكتاب كان لحسن حظي عبارة عن حوار مطول مع بومدين، اجراه صحفي مصري، تحدث فيه عن الثورة والتنمية والديمقراطية والاشتراكية والقضية الفلسطينية وبعدها العربي القومي، وشدني في الحوار الربط الجدلي الرائع بين هذه الحلقات بقدره تحليلية استشرافية ابداعية. ومن ذلك الحوار تعلمت ان القومية العربية، لا يمكن ان تموت او تذوي حتى لو تآمرت عليها كل جحافل الظلام والاستبداد والاحتواء والطمس، ما دامت الامة قادرة على انجاب المخلصين المنتمين الجذريين. فقد كان بومدين اول من ضمد جراح هزيمة ال 67، حينما موّل الوجبة التسليحية الاولى للجيشين المصري والسوري، ليتسنى لهما الوقوف على أقدام من عزيمة واصرار والمبادرة الى حرب الاستنزاف التي اكدت بالملموس رفض العرب للهزيمة. وما فعله في العام 67، كرره في العام 73، من خلال الدعم العسكري والمالي الذي قدمه لمصر وسورية، الامر الذي وثقه الاعلامي والمؤرخ المصري الكبير محمد حسنين هيكل وفي اكثر من مقابلة. هواري بومدين رحل مبكرا لكنه ترك بلادا مسكونة بالوطنية والقومية والحرص الدائم عن القضية الفلسطينية، وهذا نلحظه ونتابعه اليوم في الاعلام الجزائري ، من خلال تعامله مع قضيتنا وكأنها قضية كل جزائري، وليس الملحق الاسبوعي الذي يصدر بانتظام لمتابعة كل تفاعلات وتداعيات قضية الاسرى الفلسطينيين الا احد الأمثلة الدالة على ذلك. واذا كان بومدين علَم المواطن الجزائري ان يكون فلسطينيا، فان جيلنا قد تعلم وهو على مقاعد الدراسة الابتدائية ان يكون جزائريا روحا ووجدانا وانتماء وتطلعا، فهذه هي المفاهيم والمبادئ القومية التي ينبغي ان تبعث من جديد، في مواجهة تفكيك الوطن العربي وتحويله الى دويلات طائفية متصارعة، ليتمكن الاجنبي من مصادرة تاريخنا واحتجاز تطورنا وسلب خيراتنا ودفعنا بقوة الى الخلف اي الى سراديب الماضي لكي نسجن في ظلامها نقضم عروبتنا، نأكلها، كما تأكل القطة صغارها حينما تجوع، بدل ان نرعاها ونحميها ونذود عنها ونعمق جذورها لتخضر أغصانها وتمتد وتصل ثمارها الى كل العالم، انجازات وتطورا وعلما وشموخا وثقافة تغذي الثقافة الانسانية.
التكفيريون وتشويه مفهوم الجهاد
القدس 7/4/2013
جاء الإسلام العظيم رحمة ربانية للانسانية المعذبة، ليحررها من طغيان الظلمة المستبدين، العائثين في الارض فسادا، المستعبدين الشعوب المستضعفة، الناهبين ثرواتها، الذائقينها صنوف العذاب وأشكال الهوان وليأخذ بيدها الى رحاب الحرية والعدالة، والإخاء والمساواة، وليصون دماءها، وليحمي أعراضها، وليمنحها الأمن والأمان، وليذيقها رغد العيش وحلاوة الاستقرار، ولينشر روح التعاون القائم على البر والتقوى، ولينفي التعاون على الاثم والعدوان، وليصعد بهذه البشرية الشقية الى مدارج السعادة، سعادة الدارين: الدنيا والآخرة، وليظللها بظلال الرحمة الالهية الوارفة، وليجتث روح العداء والبغضاء والشحناء، وليعمر القلوب بالرأفة والمحبة والمودة، ولتعيش في اجواء من السكينة والطمأنينة، ولتحقق الغاية التي خلقت من اجلها، وهي عبادة الله الواحد الاحد، بالمفهوم الواسع والشامل للعبادة: "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون". ولإعمار هذا الكون وفق الامر الالهي: "هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها". ولأنه - سبحانه وتعالى - يعلم من خلق، ويعلم ان الناس ليسوا جميعهم اخيارا مؤمنين، بل منهم الكفرة الفجرة الاشرار من حزب الشيطان، الذين سيعيثون في الارض فسادا، من قتل للابرياء وسفك لدمائهم، واعتداءات على حرماتهم وانتهاكهم لاعراضهم، وسلبهم لثرواتهم، واعتداء على حرياتهم، وأكل لحقوقهم، وافساد في الارض بعد اصلاحها، لاجل ذلك اوجب - عز وجل - الجهاد ليكون الرادع الذي يردع الظلمة والطغاة والمستبدين، وليكون السياج الذي يقي حياض الامة، وليكون الدرع الحصين الذي تتكسر عليه اعتداءات المعتدين، وإفساد المفسدين. فالجهاد في الاسلام ليس غايته القتل والعدوان وسفك دماء الابرياء، وانتهاك اموالهم واعراضهم واستلاب حقوقهم، وترويعهم، وإزهاق ارواحهم، وتشريدهم في فضاءات الارض يفترشون الارض ويلتحفون السماء، والجهاد ليس هدفه الاعتداء على مقدسات الآخرين وتفجير كنائسهم واستحلال دمائهم، والإساءة لمعتقداتهم، مهما كانت تلك المعتقدات، وانما الجهاد في الاسلام فرض لغايات انسانية نبيلة، أقرتها كل القوانين الوضعية التي جاءت من بعده، وهي حق البشر في الدفاع عن النفس ورد العدوان، وتأمين حرية المعتقد، والحق في العيش الكريم دون وعيد ولا تهديد ولا تشريد ولا ترويع ولا تفزيع، ولذلك جاء قوله تعالى في محكم تنزيله: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم". فالجهاد في الاسلام سبيل الى الحياة الحرة الكريمة، وليس هدفا بذاته، وهذا الجهاد لا يعلنه من هب ودب، وانما يفرضه الحاكم المسلم، ويدعو اليه عندما تكون له حاجة، وعندما يغدو ضرورة لا مفر من إعلانها، لدرء المخاطر التي تتهدد الاسلام والمسلمين. وللجهاد في الاسلام ضوابطه الشرعية المفصلة المبسوطة في كتب السير والفقه وفي التفاسير، ولا يحق للجهلة من المسلمين او انصاف المتعلمين، مهما تسربلوا بلباس الاسلام، ان يأخذوا على عاتقهم اعلان الجهاد على من يخالفهم الرأي، او يتلقبوا بلقب "الجهاديين" فهذا اللقب العظيم، ليس زيا يلبسه من شاء ومتى شاء، ويخلعه متى شاء، ويرتكب باسمه ابشع جرائم القتل وسفك الدماء، وينفذ باسمه ترويع الابرياء، واغتيال علماء الدين وسحلهم في الشوارع، بعد إخراجهم من المساجد من بين المصلين. والجهاد في الاسلام ليس فيه عمليات انتحارية ضد المدنيين الابرياء في الشوارع والساحات والمعاهد والمدارس، كما في المساجد بيوت الله، التي أذن الله -تقدست اسماؤه - ان ترفع ويذكر فيها اسمه، لا ان تفجر بالمصلين وتلطخ بدماء الابرياء الراكعين الساجدين القانتين الضارعين، فهذا اعتداء آثم على بيوت الله وعلى ضيوف الرحمن الرحيم، وهذا أمر إمرا وهذا اعتداء «نكرا». ومنفذوه قتلة ارهابيون وليسوا جهاديين، ولا تنتظرهم سبعون حورية كما يزعمون هم ومفتوهم من شيوخ الفتنة والضلال، بل تنتظرهم شجرة الزقوم التي هي «طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم». ان العالم الاسلامي يعيش اليوم اسوأ عهوده عبر التاريخ، حيث تفشت فيه الافكار التكفيرية والآراء الظلامية، التي تشوه الاسلام اعظم تشويه، وتسيء اليه اكبر الاساءات، وتصمه بالقتل والارهاب وسفك الدماء، مع انه دين الرحمة والرأفة، الم يقل سبحانه وتعالى:«كتب ربكم على نفسه الرحمة» وألم يقل سبحانه وتعالى :«ورحمتي وسعت كل شيء» وألم يرسل رسوله الكريم ليكون رحمة للعالمين: وما ارسلناك الا رحمة للعالمين». وألم يدخل الناس في دين الله افواجا، ليتفيأوا ظلال هذه الرحمة، ولينعموا بسكينة الاسلام؟ ألم يصف - سبحانه وتعالى - المسلمين بأنهم «رحماء بينهم»؟ ان التكفيريين والظلاميين الذين يظنون كذبا، ان الاسلام لحية ترسل، وجلبابا قصيرا يرتدى، يسيئون الى الاسلام اعظم اساءة ما شهدها من ألد اعدائه، منذ ان صدع محمد، صلى الله عليه وسلم، بأمر ربه فبدأ بالدعوة الى هذا الدين العظيم، دين الإخاء والمحبة والرحمة والمغفرة والعفو، انهم يرتكبون باسم هذا الدين العظيم، ابشع الموبقات وأحطها: يكفرون المخالفين ويستحلون دماءهم، وينتهكون اعراضهم، وينهبون اموالهم، ويسلبون ممتلكاتهم، ويحرمونهم ارزاقهم، ويروعون نساءهم، ويفزعون اطفالهم، ويشردونهم في منافي الارض، ويدمرون البنى التحتية للاوطان، ويدمرون آثار الامة، تراثها الحضاري بزعم انها اصنام، ويبيعون كنوزها الاثرية بأبخس الاسعار ، حتى قبور الماضين واضرحتهم، لم تسلم من اعتداءاتهم، بزعم ان الاسلام يحرم بناء الاضرحة، مع ان وفدا من هيئة علماء المسلمين، ذهب قبل عدة اعوام، ليرجو حركة طالبان ان تمتنع عن هدم تمثال بوذا التاريخي في افغانستان. وان تعجب فعجب من امر هؤلاء الذين يزعمون انهم فقهاء ويصدرون الفتاوى التي تبيح لهؤلاء التكفيريين قتل الابرياء واستحلال دمائهم، وخاصة كبار رجال الدين المخالفين لآرائهم التكفيرية، بل ويبيحون لهم الاستعانة بالاعداء في قتال اخوانهم المسلمين، ويبيحون لهم سبي نساء المسلمين المخالفين لهم، بل وسبي نساء المسيحيين بزعم انهم كفار، وانهم من «ملك اليمين»، والاعجب اكثر من افتى بجهاد المتعة الجنسية، ودعا الفتيات المسلمات الى قضاء وطر من يزعمون انهم جهاديون. ورغم كل هذه المخازي وهذه الوحشية التي تلصق بالاسلام زورا وبهتانا، فإن هذا الدين العظيم سيبقى ألقا مشرقا، دين الرحمة التي تهفو اليه الانسانية المعذبة: «وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض». ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
"مدرسة المشاغبين"!!
بقلم: هاني حبيب- الايام
تجذبني عادة المصطلحات "الشاردة" المتداولة لكن غير العادية، توقفت في السابق أمام مصطلح تستخدمه عادة الصحافة العبرية، حيث تستخدمه بكثرة في كثير من الأحيان، وهو مصطلح "انه مكتوب على الجدار" للدلالة على أن الأمر بات معروفاً للقاصي والداني، ذلك أنه مكتوب على الجدار وبإمكان كل الناس التعرف عليه، ويمكن بالتالي توقع ما هو آت من خلال حدث ما، فالأحداث اللاحقة معروفة، لأن الأمر "مكتوب على الجدار".
على مستوى "الربيع العربي"، يمكن القول إن الأمر بات مكتوباً على الجدار، نظراً لتجارب ونماذج تكاد تكون متشابهة لدى الدول العربية التي باتت تحت مسمى "الربيع العربي"، فرغم عدم التشابه في هذه التجارب، إلاّ أنه بالإمكان ملاحظة ما يجمع بين هذه التجارب، على الأقل لناحية وصول الإسلام السياسي إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، رغم أن فصائل هذا الإسلام السياسي لم تشارك ـ بفعالية على الأقل ـ في ثورات "الربيع العربي"، بل إن هناك تشابهاً، أيضاً، في وصف وصول هذه الفصائل والأحزاب إلى السلطة باعتباره سرقة، ولأن الأمر "مكتوب على الجدار" كان سلوك هذه القوى في بلدانها المختلفة، يكاد يكون واحداً، الاستيلاء على مقاليد السلطة وإعمال يد التغيير المجتمعي والسياسي والحقوقي والقضائي، لصالح أفكار وبرامج هذه الجماعات، وما يقال عن "الأخونة" في جمهورية مصر العربية، يمكن ملاحظته في كل من تونس وليبيا، وإن اختلفت المسميات.
إنه مكتوب على الجدار، ففي مصر، كانت الخطوة التي أبعدت المجلس العسكري وإقالة قائد القوات المسلحة، وقائد المخابرات العامة، قد تلت أحداث سيناء التي ذهب ضحيتها 16 مجنداً مصرياً، والآن، وفي مصر، أيضاً، يقال إن أحداث تسمم طلاب جامعة الأزهر، ستؤدي إلى مساع محمومة تهدف إلى إقالة شيخ الأزهر واستبداله بشيخ إخواني، إنه مكتوب على الجدار، كل خطوة بات من المتوقع خطوات تليها في سياق بات أكثر وضوحاً مع تكرار التجربة.
كنت أتحدث مع أصدقاء عن مصطلح "إنه مكتوب على الجدار"، مع بعض الأصدقاء، أحدهم قال إن الأمر يمكن أن يتجاوز المصطلح العبري إلى مصطلح عربي، وقال شارحاً: إننا من مرحلة "مدرسة المشاغبين" تلك المسرحية المصرية المعروفة، والتي حفظناها عن ظهر قلب نظراً لتكرار مشاهدتها، بل إننا كنا نحتفظ بأشرطتها المصورة، وعادة ما كنا نضحك حتى قبل أن يتفوه أحد أبطالها بنكاته وقفشاته، إن ما يجري ـ يقول هذا الصديق ـ وكأننا نشاهد "مدرسة المشاغبين" كل شيء بات معروفاً والخطوات اللاحقة باتت مؤكدة، وربما الفارق، أننا لا نملك القدرة على الضحك، ذلك أن الأمر بات تراجيدياً مأساوياً وليس كوميدياً، مع ذلك تبقى "مدرسة المشاغبين" نموذجاً لمتابعة أحداث "الربيع العربي" في تجارب تلك الدول التي أثمرت وصول الإسلام السياسي إلى السلطة فيها، فكل حدث، يمكن التنبؤ بالأحداث التالية له، لكن كلها تشير إلى أن الإسلام السياسي، لا يقبل الشراكة ولا المحاصصة، ولا الالتزام بشعاراته التي كان قد رفعها بقوة قبل أن يتسلم السلطة.
وإذ نجحت "مدرسة المشاغبين"، في جمهورية مصر العربية، نجاحاً باهراً من حيث قدرة "الجماعة" على اتخاذ خطوات جدية تهدف إلى أخونة الدولة كما المجتمع المصري، وبات بالإمكان التنبؤ بالخطوات اللاحقة لأي حدث، فإن الأمر على خلاف ذلك في التجربة التونسية، ليس لأن حركة النهضة التي فازت بأكثر من ثلث الأصوات في البرلمان بعد الثورة فهي لا تقل طموحاً ورغبة في فرض مفاهيمها الدينية والمجتمعية وفرض سيطرتها على مؤسسات الدولة من "الجماعة" في مصر، إلاّ أن الفارق الأساسي بين التجربتين، المصرية والتونسية، يتجلى في وجود مجتمع مدني حي وقوي نسبياً في تونس، وتقاليد وقوانين شكلت إنجازاً كبيراً للمجتمع التونسي إضافة إلى أحزاب أكثر تنظيماً وتجربة من نظرائها في مصر، والأهم من ذلك، مجتمع بات أكثر حرصاً على التمسك بإنجازاته، خاصة في الإطار المتعلق بقضايا المرأة، الأمر الذي يجعل من "مدرسة المشاغبين" في تونس غير مؤهلة للانتقال من هذا المجتمع إلى آخر تسوده مفاهيم جماعة النهضة التي بدورها، شكلت مفاجأة بفوزها في الانتخابات التشريعية، رغم عدم مشاركتها الفاعلة في ربيع الثورة التونسية.
وعلى سبيل المثال، تمسكت حركة النهضة أثناء إعداد الدستور بهوية إسلامية الدولة، وان تكون الشريعة الإسلامية، المصدر الوحيد للتشريع، إلاّ أنها جوبهت برفض مجتمعي، خاصة من قبل القوى العلمانية، بحيث تم الاتفاق على هذا الفصل كما كان الأمر عليه في الدستور القديم: "تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها، العربية لغتها، والجمهورية نظامها".
ولأن تخاض معركة دستورية، حول رغبة جماعة النهضة في منح "الهيئة الشرعية" وصفاً دستورياً في الدستور الجديد، حيث ترفض القوى المدنية والأحزاب العلمانية، منح هذه الهيئة أية صفة دستورية، خشية من أن تستحوذ على الإشراف على المؤسسات الدينية والتأثير على صياغة القوانين اللاحقة، وإخضاع المجتمع لمفاهيم جماعة النهضة الدينية والمجتمعية.
في الجانب السياسي، ترى الأحزاب المدنية، بضرورة أن ينص الدستور على تحريم التطبيع مع إسرائيل، حركة النهضة ترفض ذلك مشيرة على لسان السحبي عتيق، رئيس كتلة النهضة بالتأسيس التونسي، أن حركة حماس نصحت أثناء زيارة هنية ومشعل لها لتونس بعدم النص في الدستور التونسي الجديد على ذلك في حين ان القوى القومية واليسارية والتقدمية تصر على ان ينص الدستور على ذلك صراحة. يشار بهذا الصدد، أن جماعة النهضة كانت في السابق تصر على أن ينص الدستور على تجريم التطبيع، كما أقر مؤتمرها التاسع هذا الأمر، إلاّ أنها عادت لتصر على أن يتجاوز الدستور الجديد النص على تجريم التطبيع!!


رد مع اقتباس