النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 367

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 367

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:

    • تغريدة الصباح - عاصمة دائمة للثقافة العربية
    • ج الحياة / احمد دحبور
    • غربال كيري المشدود
    • ج القدس / نبيل عمرو
    • أم المعارك الإلكترونية...
    • ج الحياة / صبري صيدم
    • قراءة أولى
    • ج الحياة / محمود ابو الهيجا
    • انتفاضة الهاكرز ضد إسرائيل
    • ج الايام / رجب ابو سرية
    • جهاد النكاح..!!
    • ج الايام / حسن حضر
    • كيري لم يحمل جديدا
    • ج الحياة / عادل عبد الرحمن
    • في ذكرى اعتقال مروان البرغوثي
    • ج الايام / هاني المصري
    • تقمص جماعي
    • ج الحياة / حسن عودة ابو ظاهر
    • سكان المقابر!!
    • وفا / بسام أبو الرب
    • الحل هو .. الانحلال؟
    • ج الايام / حسن البطل
    • حياتنا - استعمار اخواني
    • ج الحياة /حافظ البرغوثي
    • نحن والأردن... بين الشعارات والواقع
    • ج القدس / زياد ابو زياد
    • "عالم آخر ممكن" ... وحلّ آخر ممكن
    • ج الايام / مهند عبد الحميد
    • كلمات إلى الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية
    • وفا / علي أبو دياك أمين سر المكتب الحركي المركزي للحركة الأسيرة














    تغريدة الصباح - عاصمة دائمة للثقافة العربية
    ج الحياة / احمد دحبور
    أذكر أني قبل اربع سنوات، كنت لا أزال وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية، حين تقدمت من د. عطا الله ابي السبح، رجل حماس الفاضل، ووزير الثقافة يومذاك، بسؤال الفخور المنتشي: ما دمنا قد نجحنا في تجربة القدس عاصمة للثقافة العربية، فلماذا لا نتقدم الى وزراء الثقافة العرب، باقتراح يقضي باعتبار المدينة المقدسة عاصمة دائمة للثقافة العربية؟
    وتحمس د. ابو السبح للفكرة، وسرعان ما حولها الى طلب رسمي فلباه الوزراء العرب دونما استثناء.. ومن يومها، منذ عام 2009 اصبحت القدس تحتل هذا الموقع.
    لا ادعي اننا صاحب الفكرة الوحيد، فقد كان كثيرون من الفلسطينيين وأهلهم العرب يفكرون في ذلك، بدليل النجاح الفوري للاقتراح بالاجماع، وأرجو الا يلمس بعض الصيادين في الماء العكر، نوعا من التبجح المبرقع بالتواضع في تأكيدي هذا.. فقد سبق لي ان سمعت غير مرة، من مثقفين ومربين وذوي رأي، هذا السؤال المشفوع بالأمل: ألا تستحق القدس موقع المركز الدائم للثقافة العربية؟
    والآن يرتقي هذا الطموح الثقافي الوطني، الى منصب الحقيقة، وقد احتفل الفلسطينيون في الثاني من هذا الشهر الربيعي بسيدة المدن، وموئل المهد والمعراج، عاصمة دائمة للثقافة العربية، معنى وضع الصحيح في مكانه، ولم يبق الا اختبار الصحيح من حيث جدارته بهذا الموقع المعنوي الرفيع..
    فكما قال استاذنا الراحل الكبير جبرا ابراهيم جبرا: القدس ليست مكانا فقط، انها زمان ايضا. وكان من حق أهل هذا الزمان وواجبهم، ان يوفوا بالعهد للمدينة التي هي، كما قال جبرا ايضا: في الارض لنا ارض. وفي السماء حصتنا من السماء.
    ولعل ابن بيت لحم هذا، رحمه الله، كان يواصل في ذلك القول، حوارا مع مدينة تنطق حجارتها بلهجة التاريخ، لا فخرا ولا شكوى، بل هو الاقرار بالواقع حين قال فيها: ما احب البشر مدينة كما احبوا القدس، وبحبهم هذا ما تعذبت مدينة عذابها، لكأنها الحبيبة المتمنعة، لا ينالها الطامعون فلا تنجو من الأذى..
    وقد يرد معلق على كلام ابي سدير، بأن الطامعين قد نالوا هذه المدينة واغتصبوها، فلم تصدق الرؤيا، لأن جبرا كتب هذا الكلام عام 1965، وبعد عامين فقط وقعت القدس تحت الاحتلال الصهيوني، ولا تزال ترزح الى يوم الناس هذا..
    وأشهد انني سمعت ذلك التلحمي، عاشق القدس، يرد على تلك الدعاوى بأن العدو قد احتل القدس فعلا، لكنه بالمعنى الوجودي الحضاري لم يتمكن من ان ينالها، ولا تزال اسرارها واسوارها عصية على المطامع، وهذا معنى انها ليست مكانا فقط، اذ هي زمان ايضا.
    كان هذا الشريط من الذكرى يحتاج قلبي ومخيلتي حين كنت في عداد المحتفلين بالقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، ثم ارتقى شاعرنا الكبير سميح القاسم منصة الخطاب، فقال ما هو اكثر من القصيدة، اذ اخذ ينشد والجمهور يصغي الى وجيب قلبه، وهو ينتقل من الشعر الى الهتاف الذي سرعان ما ردده وراءه الجميع: بالروح، بالدم نفدي عاصمتنا الابدية، نفذي القدس..
    وكانت تلك من المرات النادرة التي تشعر فيها ان القاعة قد تحولت الى رئة شاسعة للشاعر، فاذا هي رئة للمدينة المقدسة، ونحن بعض انفاسها العنيدة..
    لا انكر ما في قولي هذا من انفعال، ولكن الذين استمعوا الى المتكلمين في حفل القدس عاصمة ابدية، قد سعدوا بالمنطق المعزز بالتواريخ والشواهد تتلوه السيدة سهام البرغوثي وزيرة الثقافة، والأخ ابو العبد، الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة، والأخ ابو عبد الله عثمان ابو غربية القيم على هذه المناسبة، فضلا عما توسع فيه سادن القدس واحد ضمائرها الحارسة عدنان الحسيني الذي نبه الى المخاطر التي تهدد المدينة المقدسة.
    ولا تفوتني الاشارة الى الصوت الشعري اليانع، رولا سامي سرحان، اضافة الى الهدية الجليلية من غناء سناء موسى واداء الفرقة المصاحبة لها، وقد شرفت باسهام متواضع في ذلك الحفل، حيث تضافر الجميع على تأكيد المؤكد، المدعوم بالمعلومات والاشارات، وما يفتح الآفاق امام افكار جديدة للحفاوة بالقدس.
    ولقد اسعدتني سناء موسى حين غنت يمه مويل الهوى وهي لا تدري انني مؤلف كلمات تلك الأغنية.. فقد خرجت الأغنية من خصوصية النص الى عمومية الانشاد.
    الا نحتفل بالقدس، ونقدم الى هذه الارض السماوية بعضا مما تستحق، والا فكيف عاصمة دائمة للثقافة العربية؟.

    غربال كيري المشدود
    ج القدس / نبيل عمرو
    تتدخل الجدّات احيانا في التحليل السياسي، وذلك من خلال تزويدنا بمصطلحات تبسيطية الا انها غزيرة البلاغة.. ومضمونة الفهم.. ومن هذه المصطلحات " لكل غربال جديد شدّة" وبما اننا في صدد السيد جون كيري، فلا مناص من تذكر هذا المثل ووضعه في عنوان هذه المقالة.السيد جون كيري احد الساسة المخضرمين على مستوى قمة العالم، وكاد ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة الامريكية بفارق ضئيل من الاصوات مع منافسه الجمهوري..الا انه جديد تماما في وزارة الخارجية ، وقد اظهر شدّة غرباله في اكثر من مناسبة .. اهمها مداخلته في الكونجرس خلال جلسة الاستماع التي تقرر بعدها اعتماده رئيسا للديبلوماسية الامريكية ، ثم زياراته المتكررة للمنطقة واخرها الزيارة الحالية ، ورسالته في كل مناسبة، التي تفيد بانه سيعمل على حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي خلال ولاية اوباما ، وهذا ما لم يقله اي وزير خارجية امريكي في باكورة عمله اي " شدة غرباله"لن نجادل رئيس الديبلوماسية الامريكية من زاوية هل يستطيع او لا يستطيع ، ولن نستبق زياراته المكوكية بين عواصم التأثير في امر الحل السياسي ـ فالرجل يعمل على مسرح مكشوف، ويؤدي دورا سبقه كثيرون اليه .. بعضهم نجح واحدث اختراقا رغم كل التوقعات السلبية وبعضهم فشل واغلق الابواب وراءه رغم كل المشجعات الايجابية.الان يأتي كيري وستتكرر زياراته ولعله صار واضحا لكل من يتابع .. ان الرجل وضع اولوية اساسية لتحركه وهو اعادة الصلة المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، والمتاح امامه هو اما عودة المفاوضات تحت الاغطية الضرورية التي يحفظ ماء وجه الجانبين ، واما رسم خط جديد يمكن ان نسميه كالعادة بالمحادثات الاستطلاعية بعد ان اغلقنا باب الاستكشافية في الاردن، او نسمية اتصالات او حتى مفاوضات غير مباشرة ، وفي هذه الحالة لن تكون التسمية ذات شأن .. اذا ما اثبت الوزير كيري انه لا يسعى الى مجرد ملء الفراغ او ادارة الازمة .. ذلك ان جدية التحرك والتصميم على بلوغ نتائج مقنعة ربما تكون اقوى من كل الاشتراطات المسبقة، خصوصا اذا ما توفر الاخراج المتقن. واخال رئيس الديبلوماسية الامريكية مع جيش المتعاونيين معه عربا وغير عرب بامكانهم ايجاد صيغة لتجاوز العقبات القديمة.ولعل ما ينبغي ان يكون عاملا اضافيا لجدية كيري في العمل وتوقع مزيد من المثابرة، هو الاحتقان الخطر الذي يفرض نفسه على الدائرة الفلسطينية الاسرائيلية ، هذا الاحتقان الذي ينذر بانفجارات وتداعيات تضاف الى الانفجارات المتعاظمة في اهم دول المنطقة ، والتي لا تستطيع اي ديبلوماسية على وجه الارض تفادي تأثيرها السلبي على المصالح الامريكية والغربية عموما .. ذلك ان هذه التداعيات والانفجارات تتواصل في الشرق الاوسط الذي لن يفقد اهميته الدولية وتأثيرة على اسرائيل وامريكا واوروبا بصورة مباشرة.ان السيد كيري يدرك المعلومات الكافية ، وبحكم خبرته في العمل الدولي، بان الوضع في الشرق الاوسط بات بحاجة الى معالجات فورية وفعالة ذلك ان الاكتفاء بادارة الازمات وديبلوماسية ملء الفراغ لا اكثر ، اشعلت حرائق كانت جذواتها نائمة تحت السطح. واذا كان لكل حريق شرق اوسطي سبب مختلف عن الاخر الا ان الحرائق اشتعلت اخيرا وهيهات ان تنطفئ من تلقاء نفسها وهيهات لامريكا واوروبا وحتى الدول الشرق اوسطية البعيدة عن النار ان لا تدفع اثمانا باهظة في حال تدهور الاوضاع الى الاسوأ هنا وفي اي مكان اخر من اماكن الاشتعال.لقد اعلن البيت الابيض وبالتزامن مع زيارة كيري جدول مواعيد لزعماء الشرق الاوسط الذين تسميهم امريكا بالحلفاء ، سيكون التشاور كما اعلن بشأن سوريا اي الدولة المفصلية في كل شأن شرق اوسطي ، الدولة ذات التماس النادر مع بؤر التوتر القوية في المنطقة .. فلسطين اسرائيل لبنان العراق وايران وتركيا، ومع المعالجة الامريكية التي تبدو مجتزأة في شأن القضايا الملتهبة الا انها في النهاية لابد وان تبدأ من المفتاح التقليدي للحلول والتهدئة وتغيير المسارات، وهو المفتاح الفلسطيني الاسرائيلي الذي لن يبدأ في امر التسوية من الصفر .. الا انه ان لم يحرز تقدما فقد يعود الى ما دون الصفران الاحتقان في الدائرة الفلسطينية الاسرائيلية والاشتعال المتعاظم في محيطه الشرق اوسطي يكفيان لأن تنهض دول العالم من سباتها وبالخصوص الولايات المتحدة واوروبا ، فما هو صعب علاجه الان سيبدو مستحيلا لو تأخر قليلا او كثيرا.

    أم المعارك الإلكترونية...
    ج الحياة / صبري صيدم
    الصمت الذي أحاطت به إسرائيل الهجوم الإلكتروني الأخير والذي تعرضت له لا يدلل على أن أمراً بسيطاً قد حدث ولا يشكل في نفس الوقت أمراً قاطعاً بأن كل ما أعلن عن تخريبه في الفضاء الإلكتروني الإسرائيلي قد تم بالفعل. فهناك فرق ما بين موقعٍ معطل نراه بأم أعيننا وقائمة بأرقام حسابات بنكية وأسماء أصحابها. فالموقع الإلكتروني المعطل لا يمكن إنكاره أما البيانات المخترقة والمنشورة أياً كانت قد تحتمل الشك والتشكيك.
    لكن التشكيك الأهم والذي سيواجه إسرائيل هو في محاولاتها المستميتة للإدعاء بأن الهجوم الإلكتروني لم يحدث اختراقات فعلية أو أن تلك الاختراقات لا قيمة لها. فإسرائيل ومن دون أدنى شك لا بد وأن تعترف بخسارتها للحرب المعنوية وسقوط الإدعاء الدائم والمفرط بأنها تقود نظاماً أمنياً محصناً. فقد شهدنا ارتباكاً واضطراباً غير مسبوقين خلال اليومين الماضيين.
    الأهم من كل هذا يكمن في كون إسرائيل باتت تشهد انتفاضة عالمية أو حرباً عالمية ثالثة أهم ما يميزها أن من يقودها هم مجموعة من الأشباح العائمين في الفضاء الإلكتروني ممن لا يحملون صواريخ الكاتيوشا أو مضادات الطائرات ولا يقودون دباباتهم وعرباتهم المصفحة وطائراتهم الشبحية وإنما يحملون أجهزة حاسوب وعقلاً قادراً على التفكير المتقدم.
    المشكلة أن البشرية قد قرنت الحروب والانتفاضات في عقولها وبصورة أوتوماتيكية بحرب البارود والنار دون أن تعرف بأن المواجهة الجديدة تحمل معاني جديدة وسبلاً ووسائل غاية في الحداثة والتعقيد.
    نعم نحن أمام انتفاضة فلسطينية ثالثة تترعرع في أحضان حرب عالمية ثالثة وقودها الفيروسات الحوسبية والقرصنة المنظمة وعلوم البرمجة والتحكم الرقمي. لكن هذه الانتفاضة ليست فلسطينية بحتة وربما لا تشهد مساهمة فلسطينية كبيرة من داخل فلسطين بل هي انتفاضة أممية ضد الاحتلال مختلفة عن سابقاتها كونها لا تتجه من الداخل نحو إسرائيل بل من الخارج نحو دولة الاحتلال.
    وهي ليست عملاً ارتجالياً بل هي عمل منظم وكبير وموزع حسب القرصنة المتدفقة والتي شهدناها في اليومين الماضيين على العديد من دول العالم.
    ما يؤلم الدولة العبرية فعلاً هو كونها منتجة للتكنولوجيا وليس كغيرها من مستهلكي التقانة. فكيف لدولة تصنع التكنولوجيا أن تكتوي بنارها ؟ وكيف لها بعد أن قطعت شوطا كبيراً في عالم الخبرة التقنية أن تضطر للجوء إلى خبرات خارجية للسيطرة على الهجمات الإلكترونية؟ ولماذا لم تتمكن رغم أنها أعلمت بالهجمات منذ ما يقارب الأسبوع أن تمنع تلك الهجمات وتقوض أثرها؟
    لقد ابتليت إسرائيل بواقعة إلكترونية تستحق في عالم الفضاء الإلكتروني أن تحمل مسمى "أم المعارك الرقمية" والتي تحولت إلى ظاهرة غير مسبوقة في حرب النجوم الجديدة التي يفرضها تطور عالمي الاتصالات والمعلوماتية.
    نعم إسرائيل لم تصل إلى حد التركيع الإلكتروني ولم تضطر لقطع الإنترنت وفصل شبكاتها عن خدمات الشبكة العنكبوتية بصورة شاملة ولم تمس أسلحتها الاستراتيجية المدمرة، لكنها عاشت ظاهرة نوعية وزلزالا إلكترونياً سيشهد العالم بعده هزات ارتدادية بتغيير أنظمة الحماية الإلكترونية الإسرائيلية والإطاحة ببعض العقول والشخصيات الأمنية والاعتبارية وبشن معارك قضائية وميدانية فردية انتقاماً ممن تمكن من مقارعتها إلكترونياً.
    وسيتحول ما جرى خلال اليومين الماضيين إلى أن يصبح أهم مادة تدريسية في علم أمن المعلومات وحماية الشبكات.
    لقد بدأت مع هذه الهجمة انتفاضة إلكترونية نوعية لن يقاس أثرها إلا عندما تعترف إسرائيل بحجم خسارتها أو يقدم القراصنة أدلة دامغة على اختراقاتهم. الأهم من كل ما ذكرت بأنه وفي عالمنا الجديد الذي تحكمه التقانة والتطور المعلوماتي وعالمي الحاسوب والاتصالات فإن هجمات القرصنة الإلكترونية ما هي إلا نتيجة واضحة لاستمرار الاحتلال، الأمر الذي يشجع المعارك وصولاً إلى أمهاتها.
    قراءة أولى
    ج الحياة / محمود ابو الهيجا
    أقرأوا ما نشرته جريدة "الحياة الجديدة" يوم امس، نقلا عن مصادر خاصة، من تقرير عن الصراع القطري الايراني، لاحتواء حركة حماس، اقرأوه مرة واثنتين وثلاثا، لأهميته الفائقة، لا لأنه مزدحم بمعلومات غاية في الدقة، تسقط بوضوح شديد الخطاب الشعبوي او خطاب العلاقات العامة لحركة حماس فحسب، بل ولأنه ينطوي ايضا من وجهة نظري، على سرد تقني وموضوعي يظهر جدية ومهنية عالية في المتابعات الوطنية، للشأن العام الفلسطيني، وما يتعلق بمكوناته السياسية والفصائلية وحرصها عليه الا يصبح ورقة بيد احد، واننا لسنا الذين تجري المياه من تحتهم وهم ساهون لا يعرفون شيئا، والاهم اننا ونحن كذلك لا نزاود ابدا بالشعار الوطني ولا نساوم عليه ونصر على خطاب الوحدة الوطنية، في الوقت الذي نعرف فيه وعلى وجه الدقة، اين تجري مياه الآخرين واي مصب تريد.
    هذه هي المعلومة الوطنية التي من شأنها ان توضح دونما لبس، في جوهر غايتها، لماذا حتى الآن لم تصل مسيرة المصالحة الوطنية الى محطتها الاخيرة، وهي اذا تفعل ذلك فإنها تدعو الجميع الوطني، بهيئاته واطره وجماهيره، الى تحمل مسؤولياته، لوضع حد لعمليات التلاعب بالشأن الوطني الفلسطيني، لصالح سياسات ومشاريع لا علاقة لها بالمشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية والاستقلال.
    ليست هذه غير قراءة اولى لهذا التقرير بالغ الأهمية الذي نشرته " الحياة الجديدة " وحين التفحص اكثر وبقراءة متأنية، سندرك وعلى نحو جلي ان الخلاف مع حركة حماس، ليس خلافا حزبيا ولا سلطويا وانما هو خلاف يتعلق من وجهة نظر الحركة الوطنية الفلسطينية ومشروعها التحرري بالقرار الوطني الفلسطيني، ان يظل قرارا مستقلا.

    انتفاضة الهاكرز ضد إسرائيل
    ج الايام / رجب ابو سرية
    اعترفت وسائل الإعلام الإسرائيلية باختراق مئات آلاف المواقع الأمنية، الحكومية والشخصية الإسرائيلية، منها مواقع حساسة، وان الحملة التي شارك فيها نحو خمسة آلاف "هاكرز"، نجحت في عزل إسرائيل عن العالم الخارجي عدة ساعات، وان هذا الأمر دفع الحكومة لتشكيل لجنة خاصة لإحصاء الخسائر وإعداد إجراءات وقائية للمستقبل.
    تكفي الإشارة هنا، إلى أن موقع رئيس الوزراء ووزارة الأمن، ثم اختراقهما، وانه تم نشر أسماء نحو 17 ألف عميل للموساد، وفي مقابل عدم الاهتمام العربي بالمجابهة الإلكترونية، فإن الحكومة الإسرائيلية واجهت الأمر بكل جدية، لدرجة أنها كانت قد طلبت من أكثر من حكومة إقليمية أن تقوم باعتقال المشاركين في المعركة من مواطنيها.
    هي حرب من نوع آخر إذا، تكشف في الحقيقة، عددا من الحقائق التي لا يمكن لأحد تجاهلها، أولها أنه إذا عجز أو تردد لأي سبب الشعب الفلسطيني عن إطلاق انتفاضته الثالثة لأي سبب ( منها ملف الأسرى )، فإن الانتفاضة الثالثة يمكن أن تأتي على شكل مختلف عما كانت عليه الانتفاضتان السابقتان ( انتفاضة الحجارة وانتفاضة العمليات الاستشهادية )، مثل هذا الشكل الافتراضي، ويمكن أن يشارك فيها كل أحرار العالم. وثانيها أن وسائل الاتصال والتواصل الحديثة تطلق العنان لمشاركة البشر بشكل ديمقراطي، وتصعب سيطرة القوى التي تتحكم سياسيا بالعالم، وان استخدام هذه الوسائل إن كان قد ساهم في إسقاط أنظمة مستبدة في الدول العربية خلال العامين الماضيين، فإن أحدا لا يمكنه الآن أن يتكهن بالمدى الذي يمكن أن تصل إليه، والذي يمكن أن يضع حدا لجبروت دول مستبدة مثل إسرائيل وحتى الولايات المتحدة.
    وحيث إن الغالبية العظمى من المنخرطين في هذه الحرب الإلكترونية هم من العرب، وليسوا من الفلسطينيين وحسب، فإن هذا يدل أشد دلالة على أن الشباب العربي يسعى إلى استكمال معركته من أجل الحرية باستخدام هذه الوسائل المتاحة، لاستكمال الربيع العربي، من خلال فرض العدالة على أرض فلسطين.
    وانه إذا كان قد لوحظ ان حراك الشارع العربي قد انهمك في مواجهة الأنظمة المحلية فإن ذلك لم يعن ان الشباب العربي يسقط فلسطين من اهتمامه، وها هو يهب مندفعا، من أجل هذا الهدف العظيم، وتكفي الإشارة هنا إلى أن "الهاكرز" التونسي قد شارك في الحرب من خلال تشكيل فرقة "الفلاقة" وهو اسم لمجموعة مسلحة كانت شاركت في حرب الاستقلال، تحت شعار انتفاضة "الهاكرز" من اجل حرية الأسرى!
    صحيح أن أول جولة من هذه المواجهة لم تنته بإلحاق خسائر منظورة او مدوية بإسرائيل، إلا أنها كانت على الصعيد المعنوي بالغة الأهمية، لأنها تؤكد ان الشباب العربي، لا ينظر الى إسرائيل على أنها " دولة طبيعية " في المنطقة، ولا الى القضية الفلسطينية على أنها قضية محلية تهم الفلسطينيين وحسب، وما زالت القناعة بان " تحرير " فلسطين إنما هو هدف لجميع العرب والمسلمين.
    علينا أن لا نستخف ابداً بقدر "الأنونيموس" الذين سبق لهم وان اخترقوا مواقع أمنية أميركية، انتقاما لحرب شنها البنتاجون على "ويكليكس"، والذين بدعمهم للثورات الشعبية، ساهموا بانتصارها في تونس ومصر، والذين يمكن اعتبارهم الآن قيادة الثورة العالمية الافتراضية.
    وقد أثبت هذه الجولة من المواجهة الإلكترونية أنه بإمكان التحشيد العربي أن يواجه إسرائيل بسهولة، فقد نجح "الهاكرز" العربي في فتح إسرائيل التي كانت حتى هذه اللحظة تعتبر دولة "الأسرار"، ورغم الطابع الشعبي للحرب فإن ما حققته من أهداف، كان بسبب انها كانت حربا شعبية، ما كانت هناك يد لأي من "القادة" فيها، وقد حقق الشباب، مؤقتا هدفهم بإزالة إسرائيل من خارطة العالم الافتراضي، بما أشاع أجواء الفرح في النفوس المرهقة من بؤس الواقع.
    ولأنه ما زالت هناك مسافة بين الواقع على الأرض والواقع الافتراضي، إلا ان الأحلام تتحقق بعد ان يحلم بها أصحابها، لذا فان تحقيق شعار أو هدف إزالة إسرائيل من الواقع، يحتاج أفعالا متلاحقة، تبدأ بمثل هذا الفعل الافتراضي، لكن شريطة ان يبنى عليه وان يتم استكماله، وحين تخرج كل مظاهر الإحباط واليأس والهزيمة من حياتنا، فإن اليوم الذي سنجد فيه إسرائيل وقد اختفت من هذه الحياة لن يكون بعيدا، وإذا كنا نتطلع لمستقبل أفضل، فليس هناك خير من الشباب الحالم، الذي يصنع عالما افتراضياً مغايراً، حتى يحقق بعد ذلك عالمه الواقعي المختلف.

    جهاد النكاح..!!
    ج الايام / حسن حضر
    تناقلت وسائل الإعلام، في الآونة الأخيرة، أخباراً عن سفر فتيات تونسيات لتقديم خدمات جنسية "للمجاهدين" في سورية، استجابة لفتوى عنوانها "جهاد النكاح". وقيل إن صاحب الفتوى سعودي، لكن المعني أنكرها.
    على أي حال، يمكن التعليق على أخبار كهذه بالسخرية. وهذه طريقة علاجية شائعة، تمارس فيها مفردات وطقوس السخرية دور المطهر. ويمكن التعليق عليها، أيضاً، بالاستنكار، وهذه طريقة شائعة لرسم خط على الرمال، أي الرفض، وتسجيل نقاط أخلاقية جديدة في سجال طويل مع عالم وأشباح القرون الوسطى.
    هذه الأشياء مفيدة، لكنها لا تجيب عن أسئلة من نوع:
    أولاً، متى وكيف ولماذا أصبحت "الفتوى" مرجعية للسلوك الشخصي والعام في الحواضر العربية. وقد كانت، حتى وقت قريب، محصورة في نطاق الأحوال الشخصية، تحت رقابة الدولة، ووزارات الأوقاف والشؤون الدينية، والمؤسسات التشريعية والقضائية؟
    ثانياً، متى وكيف ولماذا أصبحت "الدعوة" مهنة حرّة؟ ومعنى هذا الكلام أن كل شخص يملك، نظرياً، حق الإفتاء في ما اختصم عليه الناس، دون التدليل على مؤهلات أو كفاءة "مهنية"، في ظل غياب مرجعيات تحظى بالاعتراف، وتملك القدرة والحق على التمييز بين الزبد وما ينفع الناس.
    ثالثاً، في العثور على إجابات محتملة على السؤالين السابقين ما يمكننا من تفسير: لماذا تلقى "فتوى" أطلقها مجهول (استنكر عدد من الدعاة وممثلي الإسلام السياسي الفتوى المذكورة، ووصفوا صاحبها بالمعتوه) استجابةً من جانب فتيات في تونس أو غيرها؟
    رابعاً، ومع هذا كله في الذهن، لماذا تدور الغالبية العظمى من الفتاوى حول موضوع النساء، والجنس، والزواج والطلاق، والغواية، بينما لا تحضر قضايا العدالة الاجتماعية، والمساواة، والفقر، والبطالة، والفساد، والسمسرة، والدكتاتورية، وانتهاك حقوق الإنسان، وفضائح التبذير المروّع للثروة من جانب أغنياء النفط وشركائهم في كل البلدان العربية؟
    وعلى هامش أسئلة كهذه فلنقل إن ظاهرة التأثير على السلوك الشخصي والعام، بتأويلات دينية لا تحظى بقبول الغالبية العظمى من الناس، ليست حكراً على مجتمعات العرب. ففي أميركا، مثلاً، من التأويلات والطوائف الدينية الغريبة والعجيبة، ومن "المعتوهين" ما يستعصي على الحصر:
    قبل خمسة وثلاثين عاماً، أقنع شخص يدعى جيم جونز، على رأس كنيسة تدعى "معبد الشعب" ما يزيد على تسعمائة من أتباعه، بالانتحار الجماعي، تمهيداً للانتقال إلى عالم آخر، والعيش في سعادة أبدية. وكانت تلك أكبر حادثة انتحار جماعية في تاريخ الولايات المتحدة، وربما العالم.
    ولكن الفرق بين المجتمعات العربية من ناحية والمجتمع الأميركي من ناحية أخرى، يتجلى في حقيقة أن هذا النوع من الأشخاص، وتأويلاتهم الدينية، وبقدر ما يتعلّق الأمر بالأميركيين ومجتمعات غربية أخرى، لا يتمفصل في الغالب حول الجنس، ولا يمثل التيار الرئيس في المجتمع، بينما صعد هؤلاء، في الحواضر العربية، وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية، من الهامش واخترقوا التيار الرئيس. وفي هذا ما يشعل أكثر من ضوء أحمر.
    ولستُ، هنا، بصدد تقديم إجابات عن الأسئلة سالفة الذكر. فهناك أدبيات كثيرة بلغات مختلفة من بينها العربية، خاصة في السنوات الأخيرة، حول عمليات الأسلمة في الحواضر العربية، وسياقها السياسي والاجتماعي والثقافي. ويعنيني، فقط، التفكير في السؤال الرابع: لماذا تحضر مشكلة الجنس، وتغيب مشاكل الحرية والعدالة، والفقر، والثروة، والمساواة.. إلخ.
    يصعب التفكير في سؤال كهذا دون لغة خاصة. ومنها، مثلاً، تعبير "الحواضر". فتعبير "العالم العربي" مضلل، طالما أن الواقع يدل على عوالم عربية لا على عالم واحد. كان إلغاء الخصوصيات التاريخية، والثقافية، وتجلياتها الاجتماعية والسياسية والروحية، ما بين مجتمعات أودية الأنهار وسواحل المتوسط، ومجتمعات الصحراء والواحات الصحراوية، مفيداً للقوميين العرب، وهو مفيد للإسلام السياسي، لأسباب مختلفة بطبيعة الحال.
    وقد تمكنت المجتمعات الأخيرة والمتأخرة، مسلحة بثروة خرافية، من اختراق الحواضر، على أمل الاستيلاء عليها. والمهم، في هذا كله، أن الدول التي نشأت في تلك المجتمعات استندت إلى تحالف الزعامات القبلية مع الفقهاء. وفي سياقه أصبح التحالف جزءاً من بنية النظام، ووُزّعت حقول الاختصاص بين الجانبين، حيث استأثر الحكّام بالسياسة، والأمن، وإدارة شؤون الثروة، واستأثر الفقهاء بالأخلاق العامة، والأحوال المدنية.
    لم ينج التحالف من التوتر من حين إلى آخر، ولكنه لا يزال صامداً، بل وأصبح، نتيجة الثروة الخرافية، قابلاً للتصدير والمحاكاة. وهي عملية لا تخضع لخارطة طريق، بقدر ما تنجم عن ملايين يومية من مفردات وعناصر التجنيد والتعبئة البصرية والسمعية، في الراديو، والتلفزيون، والجريدة، والكتاب، والحضانة، والمدرسة، والجامعة، والمقهى، والسوبر ماركت، والمطعم، والطائرة، والسيارة، والشارع، وثياب الرجال والنساء، والبنايات، والفنادق، والمصارف، ودور العبادة، والفضاء الاجتماعي العام.
    بمعنى آخر: طالما أن العمل بالسياسة والكلام فيها وعنها ممنوع، لا تصبح الأخلاق العامة، وقضايا الأحوال المدنية، الأمر الوحيد المُباح وحسب، بل وتتحول، أيضاً، إلى حقل للتنافس لدى العاملين في حقل إنتاج وتسويق خطاب الأخلاق، وعلى رأس أولوياته خطاب النساء والجنس. وهما مفتاح بنية السلطة البطريركية.
    وإذا رأينا هذه الدينامية في سياق عملية التصدير والمحاكاة، وهي ذات تجليات لا تحصى، ووضعنا في الاعتبار حقائق من نوع أن القوى الفاعلة في العملية لا تقتصر على أجهزة الدولة، بل وتضم ما يمكن تسميته القطاع الخاص، أي رجال الأعمال، والجمعيات والجماعات الأهلية، سنجد أن خطاب الجنس والنساء هو الأقل تكلفة، وجلباً للمشاكل سواء مع النظام في بلد المنشأ، أو مع مستثمريه وشركائهم في بلد الاستيراد.
    هذا التحليل لا يقلل من شأن العوامل الداخلية، والخصوصيات المحلية في بلد الاستيراد، لكنه يركز على أمرين: عملية التصدير والمحاكاة، والتنافس في حقل إنتاج وتسويق خطاب الأخلاق. ولعل فيهما ما يمكننا من فهم ما أوصلنا إلى "جهاد النكاح".
    كيري لم يحمل جديدا
    ج الحياة / عادل عبد الرحمن
    مساء امس الأول، التقى الرئيس محمود عباس وزير خارجية اميركا، جون كيري، وذلك في إطار السعي الاميركي لتحريك مسار المفاوضات الفلسطينية / الاسرائيلية.
    غير ان وزير الخارجية الاميركي المتحمس لإحداث خرق في جدار الاستعصاء الاسرائيلي، ودفع العملية السياسية خطوة جديدة للامام، فشل في جولته الثانية في إقناع نتنياهو وحكومته المتطرفة بتقديم اي شيء لصالح القيادة الفلسطينية. فلم يحمل موافقة إسرائيلية واضحة على خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، كما لم يحمل اي رؤية إسرائيلية للخارطة التي تريدها للدولتين، كما فشل في الحصول على الافراج عن الاسرى وخاصة المضربين عن الطعام وتحديدا المناضل سامر العيساوي، ولا عن الاسرى المعتقلين قبل اوسلو ولا النساء ولا الاطفال.

    كيري جاء حاملا الموقف الاسرائيلي للرئيس عباس، المطالب بالعودة للمفاوضات دون اي التزام إسرائيلي بأي استحقاق من استحقاقات التسوية السياسية. وهو يعلم علم اليقين، ان عودة الرئيس ابو مازن للمفاوضات من اجل المفاوضات ومجانا، يعني الحكم بإعدام العملية السياسية برمتها، لأن هكذا عودة، لن تكون مقبولة من ابناء الشعب الفلسطيني وقطاعاته الحية. وهو ما يعني الاساءة لشرعية القيادة امام الشعب.
    يعتقد بعض المراقبين ان ما يميز إدارة اوباما الجديدة أنها تتفهم المصالح الفلسطينية، ولا تتطابق مع القيادة الاسرائيلية، لا بل انها تتنافر في الرؤى. وهو عامل قد يشكل مدخلا ايجابيا لاحداث اختراق لاحق، الامر الذي يفرض على القيادة الفلسطينية إعطاء كيري فرصة جديدة لعله يحدث الاختراق المراد.
    لكن السؤال، كيف يمكن للادارة الاميركية إحداث أي اختراق في جدار حكومة ركيزتها الاساسية من قطعان المستوطنين الاستعماريين، هي اكثر تطرفا من الحكومة السابقة؟ وهل لدى هذه الادارة النية لاستخدام الاسلحة المتوفرة باليد الاميركية ضد الحكومة الاسرائيلية؟ وهل لدى الفلسطينيين اوراق قوة ذاتية وعربية وعالمية تساعدها في الضغط على الولايات المتحدة الاميركية؟ وهل القيادات العربية الرسمية مؤهلة لاستخدام اوراق القوة العربية للضغط على الولايات المتحدة؟
    باختصار شديد مجمل العوامل الداخلية والعربية والاسرائيلية والاسلامية والأممية تشي بعكس ما يعتقده البعض من إمكانية تحريك عملية التسوية. وما لم تملك القيادة الفلسطينية القدرة على التأثير في الرؤية الاميركية، من الصعب الافتراض بتحقيق تقدم ما.
    بالتأكيد القضية الفلسطينية بحد ذاتها حلقة مركزية، وورقة قوية، ولكن هذه الورقة اضعفها الانقلاب الحمساوي، ومحاولة قيادات حماس الالتفاف على التمثيل السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني عبر البوابة القطرية. وبالتالي حدود الرهان يبقى قاصرا ما لم تتمكن القيادة من ردم هوة الانقلاب الحمساوي في المحافظات الجنوبية، وتعزيز وحدة الارض والشعب والقضية تحت راية الاهداف الوطنية، سيكون من الصعب الرهان على اي دور اميركي.
    فضلا عن ذلك، ان زيارة وزير الخارجية الاميركي لها اهداف وغايات غير مسار المفاوضات الفلسطينية / الاسرائيلية، أولاً الملف الايراني، والاعداد لتوجيه ضربة للمفاعل النووي، وايضا تسريع عودة العلاقات التركية / الاسرائيلية، وخلق مناخ إيجابي لتشكيل قطب سني بزعامة تركيا للمساهمة في ترتيبات المنطقة اللاحقة لسقوط النظام السوري وتقسيم سوريا، وترويض حركة حماس بما يتوافق مع الحلول الاقليمية، التي تصب في مصلحة إسرائيل..
    كيري لم يأت بجديد. لكن على القيادة ان لا تفقد الامل بحدوث تطور لاحق، وعليها لاحداث نقلة مهمة ان تفعل دور الورقة الفلسطينية، والسعي لاستنهاض الاوراق العربية إن امكن. وكيري سيتابع مواصلة زياراته المكوكية خلال شهر ابريل نيسان الحالي وشهر ايار مايو القادم، الامر الذي يتيح للقيادة إعادة ترتيب شؤون البيت الفلسطيني على الصعد المختلفة وخاصة بتطوير المقاومة الشعبية، والانضمام الى المنظمات الدولية، التي اتاح ارتقاء مكانة فلسطين لدولة مراقب في الامم المتحدة الدخول إليها بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية.

    في ذكرى اعتقال مروان البرغوثي
    ج الايام / هاني المصري
    تحلّ في الخامس عشر من الشهر الجاري الذكرى الحادية عشرة لاعتقال المناضل مروان البرغوثي المحكوم بسلسلة من المؤبدات يصل مجموعها إلى 150 عامًا. عام يمر وراء عام ومروان يقبع وراء القضبان، ورغم ذلك بلغت الأنانيّة والغيرة، إن لم نقل الكراهية والخشية عند البعض، الذين زعموا وأشاعوا عند اعتقال مروان إلى أن الأمر كله مفبرك من سلطات الاحتلال لتلميع مروان، وصوّروا أنه سيخرج من السجن بعد فترة اعتقال قصيرة بطلًا أمام شعبه ويتربع على سدة القيادة الفلسطينيّة بفضل الاحتلال، ليكون خادمًا له بعد ذلك. لا أعرف ماذا يقول هؤلاء بعد مضي هذه الفترة الطويلة ورفض إسرائيل لكل المبادرات والمساعي الفلسطينيّة والعربيّة والدوليّة الهادفة إلى إطلاق سراحه، حتى ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة. منذ سنوات، وعندما كان هناك ما يشير إلى أن أيهود أولمرت كان سيستجيب للطلب المتكرر للرئيس "أبو مازن" بإطلاق سراح مروان، وفي ظل وجود مطالبات من شخصيّات إسرائيليّة بذلك على أساس أن مروان الشخص القوي الذي يمكن أن ينتخبه شعبه بحماسة ويكون شريكًا جديًا في السلام مع إسرائيل؛ قالت لي شخصيّة فلسطينيّة أن عاموس جلعاد، مسؤول دائرة السياسات في وزارة الحرب الإسرائيليّة، وهو من أبرز المفكرين الإستراتيجيين في إسرائيل، قال لها إن إسرائيل لن تفرج عن مروان، وعندما سألته لماذا؟ أجابها بكل بساطة: "لأنه أبو عمار صغير". وتفسير هذا إن إسرائيل لا تريد أن تفرج عن مروان لأنه يفكر بتحقيق أهداف شعبه، عن طريق المزج ما بين التحرك السياسي والمقاومة، كما كان يفعل ياسر عرفات. بالفعل، مروان أيد ياسر عرفات عند توقيعه اتفاق أوسلو، وذهب بعيدًا في ذلك، ولكنه عندما أدرك أن طريق أوسلو وصل إلى حائط مسدود، ارتد عليه واختار بكل قوة الانتفاضة والمقاومة. أنا شخصيًا مقتنع أنه لولا ميلاد ظاهرة مروان البرغوثي في الانتفاضة الثانية وما مثله من جسر بين الشعب وحركة فتح لكانت "فتح" قد اندثرت. وما حرم "فتح" من حصاد ثمار نضالها وتضحياتها الغالية في الانتفاضة الثانية السياسة المزدوجة التي اتبعتها القيادة الفلسطينيّة، التي كان تنتقد عمليات المقاومة العسكريّة وتعتبرها إرهابًا في العلن، وتؤيدها وتدعمها وتدفع بها في السر؛ الأمر الذي مكّن "حماس" من حصاد ثمار الانتفاضة من خلال صعودها، الذي بلغ ذروته بحصولها على غالبيّة مقاعد المجلس التشريعي في العام 2006. وساهم في خسارة "فتح" وصعود "حماس" أن عناصر بارزة في "فتح" والسلطة والمنظمة كانت ترفض العودة إلى المقاومة، واعتبرتها أنها دمرت القضيّة، ومسؤولة عن فشل أوسلو إلى جانب مسؤوليّة إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة. لقد حافظ مروان خلال فترة سجنه على خط متوازن يجمع ما بين التحرك السياسي والمقاومة، بين العقلانيّة والوطنيّة، وآمن بأهميّة الوحدة الوطنيّة وضرورتها البالغة؛ لذلك ساهم مساهمة بارزة في صياغة وثيقة الأسرى التي لعبت دورًا في خلق الأجواء المناسبة للبدء في الحوار الوطني الشامل، ويمكن أن تلعب دورًا مهمًا في المستقبل في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنيّة. ما يفتقده مروان بالرغم من شعبيته الجارفة، التي جعلته المرشح الأول من دون منافس للفوز في أي انتخابات رئاسيّة قادمة كما تشير جميع الاستطلاعات؛ هو تبلور تيار وطني ديمقراطي داخل "فتح" والمنظمة وعموم الشعب الفلسطيني يحمل نهجه، لأنه من دونه يبدو وكأنه يغرد وحيدًا أو بدعم من عناصر متفرقة وليس من تيار واسع. إن بناء مثل هذا التيار ضروري جدًا، خصوصًا وأن "فتح" والسلطة والمنظمة تفتقر إلى بديل إستراتيجي من إستراتيجيّة المفاوضات التي فشلت فشلًا ذريعًا، ومن إستراتيجيّة المقاومة لوحدها التي علّقت حتى إشعار آخر. كما تفتقر إلى بديل من "أبو مازن"، الذي أعلن مرارًا وتكرارًا طوال السنوات الماضية بأنه لا يريد أن يترشح في أي انتخابات مقبلة، وهو يدعو في نفس الوقت إلى إجرائها، إلى حد الدعوة مؤخرًا إلى إجرائها بعد ثلاثة أشهر من تشكيل حكومة الوفاق الوطني المتفق عليها في اتفاق القاهرة و"إعلان الدوحة"، التي من المفترض وفقًا للجدول الزمني المتفق عليه أن تُشَكَّل فورًا بعد العاشر من نيسان الجاري بعد إعلان لجنة الانتخابات المركزيّة عن انتهاء تسجيل الناخبين في الضفة الغربيّة وقطاع غزة. السؤال: إذا كان الرئيس لا ينوي حقًا الترشح، وهو يردد ذلك دائمًا، ويضغط لإجراء الانتخابات، لماذا لا يختار الرئيس نائبًا له أو مرشحًا يدعمه ويحل محله؟، ولماذا لا يكون مروان البرغوثي من الأشخاص الذين يجري تداول أسمائهم؟ لسبب بسيط، ذلك أنه المرشح الذي يمكن أن يكون الوحيد في "فتح" الذي لديه شعبيّة كبيرة. قد يقول قائل إن هذه الشعبيّة ترجع إلى وجوده داخل السجن فإذا أطلق سراحه فإنها ستتبخر، والرد على ذلك بسيط، بأن هذا صحيح ولكنه لا يفسر وحده شعبيّة مروان، لأن هناك قيادات بارزة مناضلة وراء القضبان ولا تحظى بمثل هذه الشعبيّة. إن عدم معرفة المرشح البديل من "أبو مازن"، يجعل "فتح" في وضع صعب، بحيث تخشى من خوض الانتخابات حتى لا تخسرها إذا رشّحت "حماس" أو دعمت مرشحًا آخر، ما يدفعها للضغط على "أبو مازن" لكي يخوض الانتخابات، فإذا احتاجت "حماس" إلى عام كامل حتى أعادت انتخاب خالد مشعل رئيسًا لمكتبها السياسي، فكم ستحتاج "فتح" من الوقت لتختار مرشحًا لقيادتها بعد "أبو مازن". وهناك اقتراح متداول في الأوساط القياديّة الفتحاويّة يقضي بأن يصدر الرئيس مرسومًا يستحدث فيه منصب نائب الرئيس، ويقوم بتعيين شخص لهذا المنصب، أو يترشح معه في الانتخابات الرئاسيّة القادمة، بحيث عندما يقرر الرئيس الرحيل لا يُحدِث فراغًا ويحل نائبه محله، وعلى ذمة الرواة فإن الرئيس وافق على الفكرة من حيث المبدأ، ولكنه لم يختر نائبه حتى الآن، وهو على ما يبدو يخشى من إشعال نار المنافسة في "فتح" التي يتعدد فيها المتنافسون على مرحلة ما بعد "أبو مازن"، خصوصًا بعد التغييرات والإقصاءات والصراعات. في هذا السياق، أعتقد أن مروان إذا استمر وراء القضبان عند إجراء الانتخابات سيفكر جديا بالترشح لها، وليس لأسباب سياسيّة ووطنيّة فقط، وإنما لأسباب شخصيّة وإنسانيّة، فإذا جرت الانتخابات من دون الإفراج عنه سيفقد الفرصة الأخيرة للحريّة، ما يجعل فوزه المرجح في الانتخابات فرصته الأخيرة في الحريّة. إن ترشح مروان للانتخابات الرئاسيّة وهو في السجن أمر غير طبيعي، ولكنه ممكن، وإذا فاز ستكون لديه فرصة في الحريّة، لأن انتخابه سيثير حملة فلسطينيّة عربيّة دوليّة عاصفة يمكن أن تنصاع لها إسرائيل. لقد سبق أن رشح مروان نفسه في الانتخابات الرئاسيّة السابقة، وتراجع لأن منافسه "أبو مازن" المُجْمَع عليه في "فتح"، ولأنه كان لديه أمل بإمكانيّة الإفراج عنه من دون أن يكون رئيسًا، وهذا لم يعد واردًا الآن. الأمل الآن بإطلاق سراحه إذا أصبح رئيسًا، وإذا أفرج عنه قبل الانتخابات سيضع نفسه في هذه الحالة فقط تحت سقف قرار اللجنة المركزيّة لحركة فتح إذا لم تختاره، مع أن فرصه ستكون بالفوز جيدة بعد إطلاق سراحه بالرغم من معارضة عناصر بارزة له، مع أنها ستكون أقل مما هو وراء القضبان. ولإدراك مدى الاعتراض عند البعض على ترشيح مروان، أروي هذه القصة التي سمعتها على لسان عدة شخصيات فلسطينيّة بارزة: "في أحد الاجتماعات العديدة التي عقدها أولمرت مع "أبو مازن" في العام 2008، والتي كان يطالب دائمًا فيها "أبو مازن" بالإفراج عن مروان إلى حد أن مرة تأخر عن تقديم الطلب المعتاد فذكره أولمرت به، وأجاب رئيس الحكومة الإسرائيليّة على الطلب: أنا فهمت أنكم لا تريدون إطلاق سراحه، فسأله أبو مازن: ماذا تقول؟ فأجاب: جماعتك خبّرت جماعتي بهذا الأمر". وكادت المسألة أن تفجر أزمة داخليّة تناولتها وسائل الإعلام من دون اهتمام كعادتها في العديد من الحالات التي لا تلتقط الأخبار المهمة أو تخشى من عواقب إبرازها. إن إطلاق سراح مروان وغيره من الأسرى قضيّة حق وليست مسألة تفاوضيّة، وحتى يكون إطلاقه الضروري في كل الأحوال فرصة لانطلاقة جديدة من المفضل أن يكون في سياق إحياء المشروع الوطني وإعادة بناء المنظمة والقيادة الواحدة.
    تقمص جماعي
    ج الحياة / حسن عودة ابو ظاهر
    الناس من خوف الذل... في ذل دائم، قالها الامام علي باب مدينة العلم، عوامل عدة نبع منها هذا الخوف المقيم، الخبز الراكض بسرعة الطبق الطائر ومتتبعوه احدى فئات الواقعين بهذا الخوف، واخاذي العطر واصحاب النظارة الشمسية الفاخرة والموبايل الذكي هم ايضا احدى فئاته، هذا الخوف الذي اورثنا اقنعة ارخص من اقنعة اطفال العيد، اقنعة كثيرة وزاهية ما تلبث ان تتكسر عند اول منعطف.
    تقمص الادوار لعبة اللاعبين في وطني الآن، فالجميع مجندر حتى الثمالة، والجميع اتيكيتي المذهب والطريقة، والجميع محترفو بورصة، والجميع عشاق ميرينغي وبارسا، وفي لحظة يغمرها انين الجماهير، وطنيون من طراز نادر لم يمر من قبل، وطنيون لأوطان تربعنا على انقاضها الملونة بألوان اموال المانحين، ضعنا في التقمص، حتى بهت لوننا وضاعت رائحة امهاتنا منا، وما عدنا مجبولين بزيت زيتون اشتق مرارته من عرق ابائنا ودموع زوجات الشهداء.
    وآخر حفلات التقمص الجماعي، دموع الساعين للشهرة باستشهاد الاسير ميسرة، وجماعة « شوفيني يا صبية»، فمهما علا الصوت المندد بموت اسير بلا غطاء، كيف سيكون مقنعا ان كان مخنوقا بربطة فاخرة، وبسيارة لا صوت لها، وبدخان يومي يكفي مصروف أسرة متوسطة الحال، اين كانت هذه الاصوات قبل ان يموت ميسرة بدقائق وهو يغالب الموت، هل يجب ان يجر الفخر البسطاء الى الموت اختناقا وجوعا وألماً حتى يتم ذكرهم في جدول اعمال اصحاب جداول الاعمال، نتفاجأ عندما نجد دف الرقص جاهزا تحت البدلة الفاخرة، فالمناسبات قد تقع في اي وقت.
    ومن المؤكد ان من يكثر من لبس الاقنعة، لن يعلم اي وجه هو الوجه الحقيقي بمرور الزمن، فتضيع حتى على نفسك، وعلى نفسك فقط، فقد يكون العامة اغبياء لحظيا، لكنهم لن يكونوا كذلك طويلا، فأنت تستطيع ان تخدع البعض بعض الوقت، لكن بالتأكيد لن تخدع الكل كل الوقت, وهذا الوطن «غرفتين ومنافعهم» صغير جدا، وأسهل الطرق لاسقاط الاقنعة يا راكبي الامواج، هي العِشرة التي نملك لها كل الوقت، فبقاؤنا باقٍ ببقاء الزيتون والزنزانة.
    رحم الله اسيرنا، هذا البطل الذي افرز موته ابطالا ورقيين عدة، تعدت اصواتهم العالية وعروقهم النادبة، حد شطري الوطن، ذاك الوطن المأسور خلف القضبان، والباقي على الحياة بجرعة ماء مالح، والف عرس والف حشد والف مسيرة لن تعيد ميسرة الى الحياة، ولن تعيد اسيرا الى اهله، انما الافعال الخفية التي ليس لها معازف وطبول، وكما قيل، ان الدجاجة تملأ العالم صراخا حتى تضع بيضة زهيدة، بينما يضع السمك آلاف بيوض الكافيار ودون صوت.
    هل سيمر يوم لنرى هؤلاء « السحيجة» اصحاب افعال حقيقية، افعال غير اعلامية، تتعدى فن التموضع للصور، جربوا ان تعملوا بصمت، عملا بمقولة «داروا اموركم بالكتمان»، فان كنتم تعملون لما فيه مصلحة عامة، فإننا بالتأكيد سنرى مخرجات مضيئة في نهاية دورة العمل، وان كنتم خلال هذا الصمت لا تعملون، فعلى الاقل لا نسمع جعجعة دون طحين، فتكونوا ارحتم رؤوسنا، وعليه اعطونا بعضا من الهدوء، فنحن نريد ان نسمع الصمت.
    سكان المقابر!!
    وفا / بسام أبو الرب
    19 أسيرا يعيشون القهر والمعاناة... يحيون مع الأمراض التي نهشت أجسادهم، فأبقتهم أرواحا معلقة على كتل لحمية، يعيش بعضها على الأجهزة وأخرى تحت رحمة مسكنات، عسى أن تخفف الألم.
    ملف الأسرى المرضى خاصة نزلاء 'مقبرة سجن الرملة'، كما يطلق عليها البعض منهم، يفتح الباب على مصراعيه أمام مسؤوليات المجتمع الدولي إزاء ما تقوم به حكومة إسرائيل من انتهاكات بحق الأسرى، والمواثيق الدولية التي تهتم بشؤون الأسرى، خاصة اتفاقيات جنيف الأربعة.
    في رسالة وجهها الأسرى المرضى من 'عيادة سجن الرملة'، أطلقوا نداءهم الأخير كما وصفوه لمحامي نادي الأسير المحامي يوسف متيا وشيرين ناصر، إثر زيارة قاما بها لعدد من الأسرى القابعين هناك وكانت رسالتهم 'منا من قضى ومنا من ينتظر'.
    وقال المحاميان 'إن الوضع لا يمكن وصفه، بل ما شاهدناه أكثر سوءً من قبل، وأن استشهاد الأسير أبو حمدية زاد الوضع مرارة وقسوة، فكل ما حمله هؤلاء الأسرى هو السخط والغضب على ما يجري بحقهم دون أي تحرك جاد من أجل الإفراج عنهم، وأن إعلان الأسير منصور موقدة الإضراب عن الطعام فاقم الوضع سوءً'.
    إلى ذلك، قالت المحامية ناصر إن الأسير موقدة أعلن إضرابا عن الطعام احتجاجا على الإهمال الطبي الذي يمارس بحقه، وقد عمدت إدارة السجن على نقله للزنازين لمدة يومين بعد إعلان إضرابه عن الطعام، وهناك حالة من الهلع والخوف على حياته كونه يعيش على أمعاء ومعدة بلاستيكية، إضافة إلى أنه أسير مقعد.
    أما المحامي متيا قال، إن الأسير محمد التاج من طوباس، في وضع صحي صعب للغاية وأنه وبينما كان يتحدث مع الأسير خلال الزيارة، شعر التاج باختناق والإجهاد وقد احمرّ وجهه وعيناه، وهب الأسير خالد الشاويش الذي كان بجانبه إلى أنبوبة الأكسجين لكي يفتح الاسطوانة لتبعث كمية اكبر من الأكسجين، وبعد دقائق عاد ليكمل الأسير واصفا وضعه بالخطير، فقط كان في السابق يستطيع أن يزيل جهاز الأكسجين لمدة 10 دقائق، إلا أنه اليوم لا يستطيع الاستغناء عنه دقيقة واحدة وعلى الرغم من وجود قرار من مستشفى 'مئير' أن الأسير بحاجة إلى زراعة رئتين، إلا أن إدارة 'سجن عيادة الرملة' أشعرته أنها لن تجري له عملية زراعة رئتين، 'السبب الرئيسي هو أنهم لا يجرون مثل هذه العمليات للأسرى، وحجة أخرى هي أن هذه العملية مكلفة'.
    وأشار المحامي متيا إلى أن التاج أكد له أن 'إدارة السجون' تتعامل مع حالة الأسير وكأن العملية شيء ثانوني وغير أساسي، وأن التكلفة المالية هي أهم من حياة الأسير متهربة من واجبها القانوني والإلزامي لإجراء العملية وتقديم العلاج.
    ونقل على لسان التاج أنه وصل إلى هذا الوضع الصحي المأساوي نتيجة مسلسل الإهمال الطبي، الذي تم بحقه حيث كان من المفروض أن يتابع علاجه منذ سنتين، ولكن ببساطة ابلغوه أن الصورة الطبقية التي أجراها في حينه قد فقدت.
    هذا وزار المحامي الأسير خالد الشاويش، الذي يعتبر من الحالات الخطيرة جدا، مؤكدا أنه يعيش على المسكنات المخدرة بسبب الأوجاع التي تسري في جسده، وأنه وفي حال تأخر الدواء عنه يصاب بنوبات هستيرية من الأوجاع.
    وفي ذات السياق، طالب الأسير ناهض الأقرع الذي تعرض لعملية بتر لقدمه بضرورة رفع قضية من أجل الحصول على قدمه المبتورة ليدفنها في أرضه في غزة. وقال 'لولا سياسية الإهمال الطبي وما تعرضت له لما أصبحت اليوم بلا ساقين، وقد انتظرت الكثير من الوعود من أجل مساعدتي صحيا، إلا أنه وللأسف فقدت أطرافي وأنا أنتظر، ويكفي أنني لم أعد استطع النوم وأعيش على المسكنات، واليوم نحن جميعا طابور ينتظر دوره بعد استشهاد الأسير أبو حمدية'.
    أما الأسير أيمن أبو سته، فقد عبر عن استيائه الشديد من الوضع الذي وصلوا إليه.
    ولفت ابو سته النظر إلى أن وضعه الصحي لايزال صعبا ويزداد سوءا، فهو يعاني من أمراض في الكبد على الرغم من خضوعه لعملية جراحية قبل عدة أشهر، إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الآلام وأن الدواء الذي يصفه له الأطباء هناك لم يساعده في التخفيف من معاناته.
    هذا ونقلت المحامية ناصر عن الأسير رياض العمور وقع نبأ استشهاد الأسير ابو حمدية، والذي قال لها 'لا يكفي الأسرى المرضى آلامهم ووجعهم وآهاتهم التي يسمعونها لبعضهم البعض ليلاً، وهي آهات تكاد تكون مخنوقة ظنا من كل واحد فيهم أنه لا يريد أن يزعج زميله الآخر الذي لا تقل آهاته عنه'.
    وأضاف العمور حسب ما نقلته المحامية ناصر 'أن استشهاد الأسير أبو حمدية جاء صاعقاً وإن كان متوقعاً'. وقال 'سمعنا أنباء بالإفراج عن الأسير ابو حمدية، ففرحنا بانتظار رؤيته مفرجا عنه بين أهله وأبنائه، ولكن ما حصل أننا استيقظنا على أنباء استشهاده، فكان الأمر صعبا على الجميع، وكان صعب علينا احتماله أو تقبله، وفور سماع الخبر تم إرجاع الوجبات ليومين كاملين أي تم إرجاع 6 وجبات، وجميع الأسرى المرضى بالقسم دخلوا بحالة نفسية سيئة، فاصبح كل واحد منهم ينتظر دوره ليكون بعد الشهيد أبو حمدية'.
    وحسب إحصائيات نادي الأسير، فإن الأسرى المتواجدون في عيادة سجن الرملة، هم: ناهض الأقرع، ورياض العمور، ومحمد اسعد، وأمير اسعد، وعثمان الخليلي، ومنصور موقده، ومحمود سليمان، وسامر عويسات، وشادي الرخاوي، وخالد الشاويش، أيمن أبو ستة، وشادي محاجنة، وصلاح علي، وصلاح الطيطي، ومحمد التاج، وحمد عوض، والأسير المضرب عن الطعام سامر البرق.
    الحل هو .. الانحلال؟
    ج الايام / حسن البطل
    .. وإذاً (إذن؟) لا دولة فلسطينية في الأفق الغربي القريب، ولا دولة واحدة في الأفق الشرقي البعيد. هل اللاّحل هو نوع من "المعادلة الصفرية"؟
    .. أو نلتمس الحل عند شاعرنا القومي، وهو في السياسة يرى ما وراء الأفق، من "بين ريتا وعيوني بندقية" إلى "قالت الجندية: ألم أقتلك؟ .. قتلتني ونسيت، مثلك، أن أموت" .. فإلى "سيناريو أخير" وقبلها، بعد الانقلاب الغزي "أنت، منذ الآن، غيرك"!
    يكرس زميلي أستاذ نقد الأدب، عادل أسطة كثيراً من أعمدته الأسبوعية في "الأيام" لشعرانية محمود درويش، لكن محمود سياسي ومفكر أيضاً.
    لعلها محض مصادفة أن تحيي إسرائيل ذكرى المحرقة و"الكارثة والبطولة" وعمرها ٧٠ سنة قبل أن تحتفل بإعلان تأسيسها الـ ٦٥، بينما نحيي سنوية "النكبة". وعندما قال أوباما في خطبة جامعة القاهرة، مستهل ولايته الثانية، أن المحرقة كانت قابلة ولادة اسرائيل، عاد إلى الرواية الإسرائيلية في مستهل ولايته الثانية، وقال أن اسرائيل ولدت من حلم وإرادة تأسيس دولة قومية يهودية على ارضها التاريخية؟
    بعد شهر ونصف سيرفع الفلسطينيون على امتداد أرض فلسطين والشتات هذا الشعار: "استقلالهم .. نكبتنا".
    نعود إلى شاعرنا القومي: "قالت الجندية: ألم أقتلك؟ قتلتني ونسيت، مثلك، أن أموت"!
    لولا مفردة "مثلك" لبدت العبارة خالية من "الصراع بين روايتين" وكما يقولون "بين حقين"، أي أن اليهود نهضوا من الكارثة والمحرقة؛ والفلسطينيين ينهضون من "النكبة" الى "سيناريو أخير" حيث "اثنان في حفرة" يتصارعان بدل ان يتعاونا على النجاة المشتركة!
    أسّ المسألة ليس هو أسّ الحل (دولتان لشعبين، أو دولة واحدة لشعبين) بل هو "الحل في الانحلال" إما تنحل إسرائيل في هذا الشرق العربي - الإسلامي (مشروع السلام العربي) وهي ترفض هذا، وإما تنحل فلسطين في إسرائيل، او تنحل إسرائيل في فلسطين "نسيت، مثلك، أن أموت".
    تبدو فلسطين الطالعة مثل "يونس في بطن الحوت" الإسرائيلي، او بتعبير إسرائيلي عن تمادي الاحتلال والاستيطان، الابتلاع والتحكم والسيطرة، مثل علاقة "البحر" الإسرائيلي بأرخبيل "الجزر" الفلسطيني.
    فلسطين الطالعة هي جزر (أ.ب.ج) وإسرائيل هي "تهويد الجليل والنقب"، وإسرائيل "أنقذت" يهود أوروبا والعالم من الذوبان، والثورة الفلسطينية والاضطهاد العربي للفلسطينيين أنقذا الفلسطينيين من الذوبان في المحيط العربي. في الأندلس كان التحول الديني مباحاً ومتاحاً، وفي فلسطين لا زيجات يهودية - عربية.
    بين البحر والنهر (أرض - فلسطين) دولة واحدة وشعبان، وليس دولتين لشعبين، او دولة واحدة لشعبين.. لكن لا مكان لـ "حنين اندلسي" حيث تمازج العرب المسلمون واليهود والمسيحيون!
    تقول إسرائيل، الآن، أن بداية الحل ليس دولتين او شعبين في دولة واحدة، بل ان يعترف الفلسطينيون بإسرائيل "دولة قومية يهودية" أي أن "ينحلوا" فيها، علماً أن الدول الأوروبية الديمقراطية تقول بدولة الغالبية قومياً، مع "دولة جميع رعاياها" ديمقراطياً.
    غير أن؟ ما نسبة اليهود في أرض فلسطين حالياً هي ٥١٪ مقابل ٤٩٪ عرب فلسطينيين، والعلاقة بينهما هي كامتزاج الزيت بالماء!
    مثلاً، في السنوية الـ ٧٠٪ للمحرقة يرصدون في اسرائيل تنامي مظاهر "اللاسامية" في العالم بنسبة طفيفة .. لكن، هناك في اسرائيل من يرصد تنامي "العنصرية" اليهودية - الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فيها بزيادة عشرات النسب في عام واحد.
    هذه السنة بلغ عدد يهود إسرائيل أقل قليلاً من ٦ ملايين (صعوداً من ٨٠٠ ألف عام ١٩٤٨) وقال رابين في تسويغ أوسلو: لو كانوا ٦ ملايين لما وقعت "اوسلو" .. لكن خلال ٦٥ عاماً على النكبة تضاعف عديد الفلسطينيين في إسرائيل عشر مرات ايضاً.
    ليس الأمر ستة ملايين يهودي مقابل مئات الملايين العرب، ولا دولة يهودية واحدة مقابل ٢٣ دولة عربية، بل "نسيت، مثلك، أن أموت".
    الحل هو الانحلال، إما تنحل فلسطين في إسرائيل، او تنحل إسرائيل في فلسطين.
    مقارنة؟!
    كل مقاربة او مقارنة بين المحرقة والنكبة تحت طائلة المساءلة في إسرائيل .. لكن، النكبة (ثم النكسة) مست عموم الشعب الفلسطيني في البلاد والشتات، بينما مست الكارثة ثلث يهود العالم.
    أو كما يقول أوري أفنيري: أوروبا قتلت .. والفلسطينيون دفعوا الثمن؟!.

    حياتنا - استعمار اخواني
    ج الحياة /حافظ البرغوثي
    ما مست عصا السحرة بلدا عربيا الا واصابته بلوثة عقلية طائفية مذهبية عرقية فردته اسفل سافلين. في العراق الذي حوصر ودمر ثم جرى احتلاله ثم الانسحاب منه لا يزال يعيش اوضاعا غير مستقرة اقتصاديا واجتماعيا ومذهبيا وأمنيا وهو مقسم فعلا وتتحكم فيه طهران اكثر من الاميركان، وليبيا تحولت الى دويلات تسيطر عليها المليشيات وصار فيها اكثر من قذافي واحد يتحكمون في مدنها ومناطقها، وتونس لا تزال على نار عدم الاستقرار الداخلي والافلاس الاقتصادي بعد نضوب مورد السياحة وانتشار البطالة المصاحب لانتشار الرعب والخوف.. اما مصر فهي لم تهدأ قط لأن الاستقرار الداخلي عدو الاخوان فهم يريدون الفتنة والاقتتال حتى يغطوا على فشلهم الذريع في الحكم وحتى يواصلوا نهب مؤسسات الدولة وزرع اتباعهم في مؤسسات الدولة وصولا الى زعزعة الجيش وهو خط الدفاع الأخير عن هيبة مصر ووحدتها واسقاط مشيخة الأزهر في ايدي الاخوان.
    اما الوضع السوري فهو مرشح للتصعيد في المذابح والابادة الجماعية؛ لأن الكفة لا تميل لصالح الاخوان على ارض المعركة بل لاناس غيرهم وهذا لا يعجب قطر ولا الاميركان لأن هدفهم تنصيب حكم اخواني هناك وليس نظاما ديمقراطيا او مناهضا للاخوان، ويبدو ان النظام قادر على البقاء في ظل هذا الوضع.
    وفي الكويت يقوم الاخوان بدور مشبوه مثلهم مثل بعض الشيعة ما يشي بتفجر الوضع لاحقا، وكأن قدر كل بلد عربي هب الغرب لنجدته ان يتفكك وان تسفك فيه الدماء وتسوده الفتنة والبغضاء. فالمطلوب من جماعة الاخوان ترشيد انفسهم وعدم الاندفاع في مخططاتهم بالاستناد الى الدعم الاميركي الغربي لأن نيران الفتنة ستطالهم ايضا ان هم اوغلوا في غيهم للاستحواذ على السلطة وسيكون الاخوان عنوان الانتقام والملاحقة الشعبية لاحقا ان هم واصلوا وضع انفسهم في خدمة ما كانوا يسمونه الشيطان الاميركي وهو الآن حليفهم والراعي الرسمي للربيع العربي الذي تم انتاجه خصيصا لتنصيب الاخوان حكاما في اسوأ الأزمان.
    بعد اكثر من سنتين على الربيع العربي ثبت شرعا ان الشعوب ترفض الاملاءات الغربية الاخوانية وان من رفض الاستعمار المباشر لن يقبل به غير مباشر.. حتى لو كان على ايقاع الجزيرة مباشر.
    نحن والأردن... بين الشعارات والواقع
    ج القدس / زياد ابو زياد
    لا بد من إعادة التركيز على أهمية الدور الأردني إزاء القضية الفلسطينية ومستقبل القدس والضفة الغربية ، وإذا جاء الاتفاق الأخير بشأن الأماكن المقدسة غير واضح ومثير للتكهنات والتفسيرات إلا أن أحدا ً لا يستطيع أن ينكر دور الأردن ومسؤوليته إزاء القدس والضفة الغربية ذلك لأنه لم يكن لنا أي رأي أو دور في دخول الحرب عام 1967 والتي آلت إلى إحتلالهما من قبل إسرائيل. ولا بد من الاعتراف بأن الاصرار عام 1974 على إعفاء الأردن ومصر من أي دور أو مسؤولية كان خطأ ً استرتيجيا ًحتى لو كان ثمنه انتزاع اعتراف دولي عربي بأن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.وإنصافا ً للحقيقة فإن الأردن بقيادة الملك الراحل الحسين بن طلال لم يسلّم بهذا الأمر وظل يصر على دور الأردن ومسؤليته حتى اندلاع الانتفاضة الأولى أواخر عام 1987 فأعلن فك الارتباط عام 1988 ونفض يده من المسؤولية فيما يتعلق بالضفة الغربية ولكنه ظل يتحملها إزاء القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص من خلال دائرة الأوقاف الأسلامية بالقدس والتي ظلت تعمل تحت حماية الأردن وولايته، وحرص الأردن في إطار اتفاق السلام الذي وقعه مع إسرائيل على ان ينتزع إقرارا ً إسرائيليا ً بأن يكون للأردن دور خاص فيما يتعلق بإدارة ورعاية المسجد الأقصى عندما تتوصل إسرائيل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين. ولا شك بأن الاتفاق الذي وقعه الرئيس عباس مع الملك عبد الله في الأسبوع الماضي يندرج في هذا الاتفاق ، ولكن الرهان على احترام إسرائيل لالتزاماتها التعاقدية يبدو غير كاف ما لم يُعزز بالوسائل الكافية الكفيلة بارغامها على احترام التزاماتها .لقد كان الأردن يملك ويحكم الضفة الغربية والقدس عشية اندلاع حرب عام 1967 وكانت منظمة التحرير قد أقيمت في الثامن والعشرين من أيار 1964 من قبل الأنظمة العربية لتحميلها مسؤولية القضية الفلسطينية وتبرئة الأنظمة العربية من ضياع فلسطين ، وكان برنامجها في ذلك الحين هو تحرير فلسطين التي احتلت عام 1948 . ويبدو أن منظمة التحرير وقعت في الشرك عندما أصرت عام 1974 على " انتزاع " إعتراف عربي في قمة الرباط بأنها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبالتالي تحملت مسؤولية ما ضاع عام 48 وكذلك 1967.ومع أن م. ت. ف كانت على الخارطة السياسية العربية آنذاك إلا أنه لم يكن لها رأي في حرب 1967 ولم يكن من الحكمة أن تتحمل مسؤولية نتائج تلك الحرب بل كان الأجدر أن يستمر في تحمل تلك المسؤولية أولئك الذين دخلوا الحرب وكانوا جزءا ً منها وأعني مصر والأردن .لقد دخلت القضية الفلسطينية مرحلة التصفية منذ عام 1967 ولكن هذه التصفية لم تدخل مرحلة التسارع والتصارع إلا بعد أن جاء عهد التفاوض الذي أضاء ضوءا أحمر أمام الدوائر اليمينية المتطرفة في إسرائيل التي أدركت أن المرحلة هي مرحلة فرض حقائق الأمر الواقع وأن فرض هذه الحقائق على الأرض هو وحده الذي سيحول دون إعادتها للعرب ، ووجدت هذه الدوائر في ضعف وهوان الأنظمة العربية الفرصة السانحة التي لا تعوّض لتنفيذ البرنامج الاستيطاني الصهيوني .لقد سُئلت جولدا مئير في أوائل السبعينيات عن حدود دولة إسرائيل فقالت ان حدود إسرائيل هي حيث يقف آخر جندي إسرائيلي بمعنى أن هذه الحدود متحركة إلى الأمام كلما احتلت أرضا ً اصبحت هي حدودها..! . وحين وُقع اتفاق أوسلو عام 1994 ألقى أريئيل كلمته المشهورة التي دعا فيها اليهود إلى إقامة المزيد من البؤر والمواقع الاستيطانية على التلال والسهول والهضاب قائلا ً أن تلك المستوطنات هي التي ستقرر أين حدود إسرائيل وليس أولئك المتفاوضين في أوسلو ...وهكذا كان .ومما يدعو إلى الحزن والقلق في آن واحد هو أن الاسرائيليين ماضون في العمل المتواصل الدؤوب لتكريس الاستيطان وخلق حقائق الأمر الواقع والقضاء نهائيا ً على أي أمل في التوصل إلى تسوية سياسية للصراع ، في حين أننا لا نملك سوى الاصرار على السلام والحل السياسي دون أن نفكر في واقعية وجدوى الشعارات التي نرفعها وما إذا كانت هذه الشعارات قابلة للتنفيذ أم أنها أصبحت فاقدة تاريخ الصلاحية وأن علينا أن نفرك أعيننا لنرى أين أصبحنا وإلى أين نريد أن نمضي .إن على القيادة أن تعيد النظر في مفهوم وجدوى وحدانية التمثيل الفلسطيني ، وأن تدرس جيدا ً ما إذا كانت الدولة المستقلة في إطار حل الدولتين ما زالت أمرا ً ممكنا ، وإذا اعتقدت أن ذلك ممكنا ً فإن عليها أن تقرر ما حجم وحدود وطبيعة الدولة التي نريدها وهل ما هو ممكن في ظل المعطيات الحالية يبرر تقديم التنازلات المطلوب منا تقديمها في هذه المرحلة ويبرر إضفاء الشرعية على الاستيطان والضم والتنازل عن الحقوق المشروعة التي تتعلق بالشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وتتويج القدس مدينة يهودية لا نتطلع لأكثر من زيارة مقيدة ٍ إليها، والتقسيم الجائر للمسجد الأقصى والمقدسات .تبقى الشعارات جميلة وبراقة ً بل وشاحذة للهمم طالما ظلت ممكنة التنفيذ ولكنها تصبح ضربا ً من خداع الذات والعيش في الأوهام حين تنفصم عن الواقع وتتخلف كثيرا ً وراءه .لست متشائما ً ولكن قراءتي للواقع تقودني إلى الاستنتاج بأن علينا أن نتحرر من أسر الشعارات وأن نتعامل مع الواقع ، وفي هذا الاطار استطيع أن أقرأ الاتفاق الفلسطيني الأردني الأخير بشأن المسجد الأقصى والاماكن المقدسة ، وأن أطالب القيادة الفلسطينية بإعادة النظر في استراتيجيتها النضالية وأن تبدأ في وضع خطة طويلة الأجل لتحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بمعزل عن استمرار اللهاث وراء حل سياسي غير منصف وغير واقعي ، وأن تعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والتصاقه بها ، وتفعيل كل الوسائل الممكنة لتحريك الدور الأممي الرسمي والشعبي والتخلي عن تعليق الآمال بالدور الأمريكي منفردا ً.وأيا كان الموقف الرسمي الأردني إزاء مسؤوليته تجاه احتلال الضفة الغربية عام 1967 فإن من المؤكد أن التلاحم الأردني الفلسطيني هو وحده الذي يستطيع أن يعزز الموقف المتمسك بالحقوق الفلسطينية الرافض للاستيطان والضم وتهويد القدس والمساس بالمسجد الأقصى واستمرار الاحتلال. وهذا التلاحم الأردني الفلسطيني هو مصلحة ٌ استرتيجية للطرفين لا يجوز لأحد أن يتنكر لها أو ينكرها .وعلينا أن نتوقع أن تمتد أيدي العبث إلى الساحة الأردنية لاستكمال مخطط تدمير الأمة العربية وتبديد طاقاتها والتمهيد لاعادة ترسيم حدود دول المنطقة لصالح إسرائيل وفرض الحلول التصفوية عليها. وعلينا نحن الفلسطينيين أن نتصدى بكل قوة لأية محاولة للعبث بأمن واستقرار الأردن الداخلي باعتبار أن الأردن المستقر المتماسك هو السند والظهر بل العمود الفقري لاستقرار الشعب الفلسطيني وتحقيق حقوقه وتطلعاته الوطنية مع الأردن وليس على حسابه.

    "عالم آخر ممكن" ... وحلّ آخر ممكن
    ج الايام / مهند عبد الحميد
    جاء في افتتاحية لوموند الفرنسية بتاريخ 23 آذار الماضي: "الإسرائيليون طردوا الفلسطينيين من أفقهم السياسي، فالمقترعون في الانتخابات غادروا استفتاءات السلام منذ زمن بعيد، وحركات الاحتجاج تركزت حول الظلم الاجتماعي وليس على الاستيطان، يترافق ذلك مع انسحاب اميركي من القضية الفلسطينية، أدى إلى إغلاق الثغرة التي فتحتها عملية أوسلو قبل عقدين. وتتنبأ الافتتاحية "بأن الانسحاب الاميركي سوف يستمر طالما لم تحدث أزمة كبرى ترغم الاميركيين على العودة الى الاهتمام بالمنطقة". وما لم يحدث تدخل فلا شيء يدفع المحتل الاسرائيلي للتراجع عن الاراضي التي استولى عليها، وستنتهي الى غير رجعة فكرة حل الدولتين، وبهذا يتبوأ (باراك أوباما) مكانة حفار قبر اكثر الامال تجسيدا للسلام في الشرق الاوسط".
    المنتدى الاجتماعي العالمي ذهب الى أبعد من رؤية الصحيفة الفرنسية لوموند، وذلك عندما استبعد أي حلول اقتصادية وديمقراطية وبيئية لشعوب الجنوب من خلال النظام الدولي وعولمته المتوحشة وسياساته النيوليبرالية التي تقودها الادارة الاميركية. وبهذا المعنى لا يوجد حل لمسألة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية عبر النظام الدولي القائم. وأكبر دليل على ذلك الأداء الفاشل والسلبي لهذا النظام خلال عقدين من احتكاره للتوسط في المفاوضات بين قطبي الصراع، ذلك الفشل الناجم عن الانحياز التام للاطماع الكولونيالية الاسرائيلية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والانسانية. وكما كان هدف المنتدى الاجتماعي إظهار بدائل لمنطق السوق الرأسمالي تحت شعار : "عالم آخر ممكن" ومن خلال عولمة التضامن وبناء القوى الاجتماعية الفعالة والضرورية لاحداث التحول. فإن الخيار الافتراضي للشعب الفلسطيني هو الذهاب الى الشعوب والحركات الاجتماعية والنقابات والمنظمات الديمقراطية التي شرعت بشق طريق آخر. تلك القوى الشعبية المنظمة في إطار المنتدى الاجتماعي العالمي، وضعت قضية فلسطين على رأس الاجندة الاجتماعية العالمية باعتبارها قضية مشتركة ومترابطة مع مبادئ وأهداف عالمية مشتركة كالحرية والتحرر وتقرير المصير وتحقيق العدالة الاجتماعية والسلام الحقيقي بين الشعوب ومناهضة الحرب والنهب ونشر القواعد العسكرية والاساطيل الحربية والتعدي على البيئة.
    الشعب الفلسطيني يملك (خيارا آخر) لانتزاع حريته، خيارا يماثل (عالما آخر ممكن)، بعد ان اصبح النضال من اجل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني جزءا من النضال العالمي ضد الامبريالية والعولمة المتوحشة. ففي الوقت الذي يتم فيه التنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، أكد المنتدى الاجتماعي على الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعودة اللاجئين. وفي الوقت الذي يتعامل فيه النظام الدولي مع دولة الاحتلال كدولة فوق القانون طالب المنتدى الاجتماعي ببناء حركة ضاغطة لتعزيز الكفاح العالمي ضد الدولة المحتلة باستخدام سلاح (المقاطعة والعقوبات ومحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني)، من أجل إلزامها بقواعد وأحكام القانون الدولي بما يمكن من رفع وإزالة الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني. في تونس وقبلها في البرازيل وفي كل اجتماعات المنتدى الاجتماعي ال 13 تحول شعار فلسطين حرة الى هدف موحد، وكانت فلسطين حاضرة بقوة في منتدى تونس. فقد حظي بند دعم اهداف الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وحق العودة وإطلاق سراح الاسرى وإزالة جدار الفصل العنصري بتاييد شامل. كما أكد المنتدى على توسيع حركة المقاطعة العالمية لدولة الاحتلال الاسرائيلي، وعلى شجب اي نوع من اشكال التطبيع معها. وطالب المنتدى الاتحاد الاوروبي بتعليق اتفاقية الشراكة ووقف تجارة الاسلحة مع اسرائيل. كما طالب برفع جرائم الحرب والاحتلال والمتهمين بارتكابها أمام المحكمة الجنائية الدولية. ودعا الى إعادة تأسيس لجنة الامم المتحدة الخاصة بمناهضة الفصل العنصري.
    هل يملك التأييد الواضح والصريح لنضال الشعب الفلسطيني من قبل الحركات الاجتماعية والنقابات وقوى اليسار الثوري في العالم، آلية لانهاء الاحتلال وانتزاع الحقوق الفلسطينية المشروعة، ام انه مجرد مواقف لا تملك فرصا للتحقيق في ظل موازين القوى القائمة؟ لم يعد الشعب الفلسطيني يملك خيارا آخر، بعد انهيار استراتيجية الاعتماد على الوساطة الاميركية والتفاوض مع دولة الاحتلال الذي كان أكبر وأطول عملية خداع سياسية، وبعد امتهان دولة الاحتلال والادارة الاميركية للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية. غير أن ذلك منوط بحركات اجتماعية فلسطينية وقوى ديمقراطية ثورية تحول الدعم والتضامن العالمي غير المحدود الى استراتيجية فلسطينية بديلة لاستراتيجية التفاوض والاعتماد على السياسة والتدخلات الاميركية. وتتطلب عملية الانتقال إلى إنهاء حالة الخلط بين المواقف الرسمية الفلسطينية ومواقف منظمات غير حكومية من جهة والمواقف الفلسطينية الشعبية المنسجمة مع أطروحات المنتديات الاجتماعية ذات الهوية اليسارية (عالم آخر ممكن ). الرسميون لا يستطيعون الانفصال عن أجندات وسياسات النظام الدولي والدول المانحة، وأقصى ما يمكن أن يفعلوه هو استخدام مواقف المنتديات للضغط على الادارة الاميركية ودولة الاحتلال. كما ان القوى اليسارية والنخب الثقافية امام تحدي بناء القوى الاجتماعية الفعالة والمستقلة والضرورية لاحداث التحول المطلوب. غير انها ما تزال غير قادرة على الاستقلال ولا تملك إرادة حفر مجرى جديد، ولا تبادر الى استقطاب مستقل بعيدا عن الاسلام السياسي والسلطة رغم رفضها لاستراتيجية التفاوض منذ زمن بعيد، وكأن الخيار البديل لقوى اليسارغير ممكن، وهذا الموقف على طرف نقيض من شعار المنتدى (عالم آخر ممكن). المنظمات الفلسطينية غير الحكومية التي تشارك بفعالية في المنتديات بفعل قدراتها التمويلية، تنتمي بدورها للمنظومة النيو ليبرالية وبرامجها وشعاراتها المنفصلة عن الحركات الاجتماعية، وهي غير معنية بالتحولات الاجتماعية السلبية والايجابية. كيف تشارك قوى فلسطينية تنتمي لشعار (عالم آخر ممكن ) خارج السيطرة والتحكم في بناء (جبهة بلدان وشعوب الجنوب) من على ارض فلسطين والتجمعات الفلسطينية في كل مكان. والمشاركة في (الجبهة الموحدة للعمل). ثمة تحد كبير يواجه قوى التغيير الفلسطينية يتمثل اولا بتكوين وعي بالتحديات المنبثقة من الصراع مع الاحتلال. وثانيا في إعادة بناء حركات اجتماعية فعالة تحت شعار "عالم آخر ممكن وحل آخر للقضية الفلسطينية ممكن". دون ذلك تظل المشاركة الفلسطينية من موقع الليبرالية وضمن استقطابها داخل المنتدى الاجتماعي.

    كلمات إلى الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية
    وفا / علي أبو دياك أمين سر المكتب الحركي المركزي للحركة الأسيرة
    تعود منتصبا يا ميسرة فأنت اليوم عائد إلى ترابك الذي عشقت رغم أنف السجان، عدت مستشهدا ولكنك عدت كما أردت وقررت، عدت عظيما كما كنت وكما هو أنت، فأنت اليوم باق .. فمن أبقى منك، وأنت اليوم خالد وقائد فمن يمكنه أن يخرج منك، ومن يمكنه أن لا يتعلم من دروس الصبر والصمود التي أنت من سطرت وشكلت.
    عشت لحظة النضال مناضلا وعشت لحظة الصمود الأصعب أسيرا وخرجت في لحظة الحقيقة شهيدا،، عرفت كيف تكون سنوات النضال الأشد وأيام الصمود وساعات الصعود إلى المجد ولحظات الانتصار والوفاء بالعهد،،، اخترت أنت الشهادة وقررت أنت الخلود،، فمن يمكنه أن ينسى أسطورة مجد وعزة وكرامة ولكنها الحقيقة التي أنت من زرعت، ومن يمكنه أن لا تسكن في قلبه قطرة من دمك الطاهر ونفحة من روحك الخالدة ولحظة من لحظاتك أو شيء منك وأنت المناضل القائد الأسير الشهيد وأنت المعلم في مدرسة بنيانها عزمك وجدرانها حلمك مرصوفة بومضات عشقك الأزلي لتراب الأرض مسقوفة بسرمدية حبك الأبدي لسماء الوطن.
    تركت لشعبك يا ميسرة رواية وقصة وقصيدة شعر لا بل أغنية شرف وفخار بمفردات وأحداث صعبة أطول من سنوات العمر،، بل تتجاوز كل الأعمار،، رواية رجل رحل ولم يرحل، وقصة بطل يعشق الصعود إلى أعلى قمم المجد ولكنه يعشق الأرض والتراب أكثر،، وقصيدة شعر لا يعرف بدايتها إلا أنت وشعبك من يكتب فيها آخر الأبيات، وأغنية هي لك بكلمات صبرك وصمودك وعشقك وحبك وألحان آلامك ومجدك وعظمتك وخاتمة نضالك السرمدي ولكنها بصوت من عشقت وأحببت وأوتار عزة شعب وكرامة أمة وكبرياء المناضل الذي ورثت وحميت وزرعت وأبقيت.
    نحن لا نملك الآن إلا أن نفخر بك وأن نخجل منك،، وعيوننا أبدا ترنو إليك،، فإلى جنات الخلد مع الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه،، وأنت وعدت وصدقت،، فما أعظم المناضل حين يكون أنت أو يكون كما كنت.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 353
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 09:23 AM
  2. اقلام واراء محلي 314
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:09 AM
  3. اقلام واراء محلي 313
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:08 AM
  4. اقلام واراء محلي 312
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:07 AM
  5. اقلام واراء محلي 311
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:16 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •