النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 399

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 399

    اقلام واراء محلي 399

    في هذا الملـــــف:

    جريدة الحياة


    • حياتنا - عساف

    ج الحياة / حافظ البرغوثي


    • تغريدة الصباح - النكبة ما زالت مستمرة

    ج الحياة / محمود شقير


    • الذكرى الـ 65 للنكبة

    ج الحياة / عادل عبد الرحمن


    • ذكرى النكبة: الثوب الدافئ وصقيع السياسة

    ج الحياة / عادل صادق


    • نوبة بكاء

    ج الحياة / حسن عودة ابو ظاهر


    • رسائل في يوم النكبة

    ج الحياة / بهاء رحال

    جريدة الايام


    • النكبـــة: سِيدي الخَرْفان؛ سُكّر فضّي!

    ج الايام / حسن البطل


    • السحر والشعوذة في خدمة عملية السلام !!

    ج الايام / هاني حبيب


    • الفوضى وتراجع الحريات: ناقوس الخطر

    ج الايام / أشرف العجرمي
    • حصيلة النكبة ومستقبل التسوية

    ج الايام / علي جرادات


    • مَجْد يرث حلمَ أكثر من "سيدو"!

    ج الايام / توفيق وصفي

    جريدة القدس


    • هل اصبحت حياة المواطن أرخص ما نملك

    ج القدس / راسم عبيدات


    • على اسرائيل أن تعترف بمسؤوليتها عن النكبة ...

    ج القدس / د. نبيل شعث- مفوض العلاقات الخارجية في حركة "فتح"

    وكالة سما


    • في ذكرى النكبة: تحرير سيناء فريضة مؤجلة ...بقلم: فهمي هويدي

    سما 14-5-2013


    • اعلام التحريض

    سما / مصطفى ابراهيم 14-5-2013



    حياتنا - عساف
    ج الحياة / حافظ البرغوثي
    وإني لأعجب من بعضنا، فما إن يشتهر فلسطيني واحد حتى ينهال عليه بعض المرضى والمعاقين نفسيا بالنقد والسخرية والتقليل من شأنه.. فان حصل احدنا على جائزة دولية قللوا من شأنها وإن اشتهر شاعر هاجموه واختلقوا له الف عيب بينما العيب في نفوسهم المريضة. وآخر من تعرض للانتقاد هو الفنان ذو الصوت الفلسطيني المزلزل محمد عساف الذي يرقبه ابناء شعبنا وعشاق الاغنية في العالم العربي لكنه يتعرض للانتقاد من بعض المتخلفين الذين يردحون له لأسباب فصائلية حقيرة، فلا فضل لأحد على هذا الفنان فهو فنان بالفطرة منذ ان انشد للكوفية، واجتهد وصبر حتى شارك في هذا البرنامج واثبت وجوده رغم انه تعرض احيانا لمحاولة الاقصاء في البرنامج حيث لا يتم السماح له باختيار الاغاني التي تتسع لمساحة صوته المترامية الترددات، ومع ذلك فرض نفسه بصوته اولا وبالتأييد المستمر من المعجبين به من ابناء شعبنا وعشاق الصوت الجميل. وبات دعم هذا الفنان واجبا وطنيا ليس لأنه فلسطيني بل لأنه يستحق وله مستقبل واعد في الفن فاز ام لم يفز، بقي ان نذكر المشعوذين الذين يناصبون اي فلسطيني ناجح في اي مجال ان يسحبوا احقادهم الى صدورهم المملوءة بالحقد والكراهية للحياة والوطن والشعب. فانتصارات الشعوب الحية هي تفاصيل مجتمعة في مجالات شتى منها الفن والأدب والمقاومة والبناء، واثبت الفلسطيني دوما قدرته على فرض نفسه معتمدا على ذاته، رغم الاحباطات واليأس، فالأمل باق في هذا الشعب ولولاه لهلكنا او انقرضنا. فلندعم محمد عساف ذا الصوت اللولبي المصقول لأنه يحمل ألمنا وأملنا.

    تغريدة الصباح - النكبة ما زالت مستمرة
    ج الحياة / محمود شقير
    قبل يومين، قامت إحدى زميلات الفيسبوك بمراقبة ما كتبه على صفحاتهم، خلال أربع وعشرين ساعة، 255 فلسطينيًا وفلسطينية، فلم تجد من بينهم سوى ستة أشخاص تذكروا النكبة في ذكراها الخامسة والستين.

    وبالطبع، فإن هذا العدد يبدو قليلاً للغاية، ولربما كان ذلك بسبب الوقت المبكر لعملية المراقبة. فالكتابات تكثر في العادة قبل حلول الذكرى بيوم واحد، وتصبح كثيرة جدًا في يوم الذكرى، وأرجو أن تقوم الزميلة نفسها بمراقبة هذه الظاهرة في هذا اليوم، الأربعاء، فإن كان عدد الكتابات قليلاً، فهذا يعني أن ثمة خللاً ما.

    ذلك أننا لا نبرع في شيء قدر براعتنا في الكتابة عن المناسبات، ولا نكتفي بالكتابة، بل إننا نتكئ على الخطابة التي يتألق فيها خطباء لا حصر لهم، ونلجأ إلى البيانات السياسية التي تصدرها قوى سياسية وهيئات اجتماعية، حيث تتنوع القوى والهيئات وتتشابه إلى حد كبير مضامين البيانات، ما يجعل الإقبال على قراءة الغالبية العظمى منها محدودًا، وما يجعل الخطب التي تستبد بها الحماسة غير متساوقة مع واقعنا الذي ما زال عاجزًا عن التصدي الناجع للعدوان.
    فالنكبة، الكارثة التي ألحقتها بنا الغزوة الصهيونية ما زالت ماثلة للعيان، وما زالت مستمرة في أشكال شتى وتجليات، وإلا فماذا نسمي هزيمة حزيران 1967 ؟ وماذا نسمي مصادرة الأرض وهجمة الاستيطان؟ وخطط تهويد القدس وأسرلتها؟ وماذا نسمي عمليات المداهمة والقتل والاعتقال واحتجاز ما يزيد عن خمسة آلاف أسيرة وأسير في سجون الاحتلال؟ وماذا نسمي التنكر لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في وطنهم والمحاولات الحثيثة لشطب حق العودة الذي نصت عليه الشرائع الدولية؟
    وأنا لست ضد الاستمرار في تناول مختلف جوانب النكبة خدمة للأجيال الجديدة التي لم تشهد وقوع النكبة أول مرة، لكنها تعاني وستظل تعاني من آثارها إلى حين. إنما الخشية كل الخشية من أن يفقد الكلام قدرته على التأثير حينما يتكرر وتتشابه معانيه. والخشية كل الخشية أن تتحول النكبة إلى مجرد مناسبة نتذكرها مرة في السنة، ونقيم لها المهرجانات وننظم المسيرات ونصدر البيانات ونلقي الخطب، ونملأ مواقع التواصل الاجتماعي بما يروقنا من جمل منتقاة ومن شروحات، ثم نلقي عن كاهلنا العبء الثقيل، ونخلد إلى الراحة لسنة أخرى قادمة تحل فيها الذكرى من جديد، وهكذا دواليك.

    فلماذا لا تكون ذكرى النكبة، إلى جانب الاهتمام بما هو إعلامي وتعبوي وسياسي، فرصة للمراجعة ولنقد الذات وللنظر في ما أنجزناه ولم ننجزه حتى الآن؟ ولماذا لا تكون فرصة لوضع الخطط المدروسة والمبادرة إلى إنجازها للرد على استمرار النكبة، وعلى ما تفرزه من تجليات خطيرة وممارسات؟ ولماذا نكتفي بتوجيه الكلام والخطب والقصائد لأنفسنا ولمن حولنا من عرب ومسلمين، ولا نخاطب العالم على نحو شامل ومثابر، حول أبعاد قضيتنا بوصفها واحدة من أهم قضايا الحرية في العصر الحديث؟ لماذا لا نشرح من خلال حملات دعائية منظمة أوضاع أسرانا المهينة في سجون الاحتلال؟ ولماذا لا نوضح المخاطر التي تتهدد القدس على أيدي المحتلين؟ ثمة أعداد كبيرة من شعوب العالم، وبالذات في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تعتقد أن القدس مدينة يهودية، وذلك بفعل الدعاية الإسرائيلية المسنودة من قوى سياسية ودينية متطرفة موالية للصهيونية، فأين دعايتنا التي تعلي من شأن الحقيقة، وتضع القدس في موضعها الصحيح، بوصفها مدينة عربية لمواطنيها الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين؟
    وبغض النظر عن كل التساؤلات، فها هي الذكرى الخامسة والستون تحل بين ظهرانينا لتضعنا أمام الحقيقة التي تقول: نكبة فلسطين ليست وراءنا بل إنها ما زالت أمامنا، وهي تواصل ذبحنا كل يوم.


    الذكرى الـ 65 للنكبة
    ج الحياة / عادل عبد الرحمن
    تحل الذكرى الـ 65 لنكبة الشعب العربي الفلسطيني هذا العام وسط مجموعة من التطورات السياسية تبعث على الامل بالاقتراب من تحقيق هدف الحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، من ابرز تلك التطورات اولا حصول فلسطين على عضوية دولة مراقب في الامم المتحدة؛ وثانيا شروع الادارة الاميركية في مسعى يبدو للمراقب، انه أكثر جدية من التحركات السابقة لادارة اوباما؛ ثالثا اتساع وتطور مواقف القوى السياسية الدولية والاقليمية المساندة للحقوق الوطنية وخيار حل الدولتين على حدود 67 وخاصة الموقف الاوروبي، الذي ارتقى نسبيا عما كان عليه في الاعوام السابقة؛ رابعا حدوث اختراق نسبي في جدار المصالحة، يمكن إذا ما بني عليه، وتم لجم النزعات الانقلابية عند أقطاب حركة حماس في محافظات الجنوب، إشادة صرح الوحدة الوطنية، مما يعني تعزيز عوامل الصمود ومواجهة التحديات الاسرائيلية.

    رغم هذا التطور الملحوظ في المكانة الفلسطينية الدولية، واستشعار القوى والاقطاب الدولية باهمية الاسراع في بلوغ خيار حل الدولتين، إلا ان المعضلة الاسرائيلية تبقى تشكل مانعا حقيقيا لتقدم العملية السياسية. مع أن قيادة الحكومة الاكثر يمينية وتطرفا الحاكمة الآن في إسرائيل، اعطت إشارات تفيد استعدادها لقبول مبادرة السلام العربية، وبالتالي قبولها الملتبس لخيار الدولتين على حدود 67، كما اعلنت ضمنا، وبشكل غير مباشر عن تجميد الاستيطان الاستعماري في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، فإن المراقب للتطورات على الارض يلحظ ان القيادة الاسرائيلية ليست بوارد إحداث اي تقدم حقيقي في العملية السياسية، والدليل ما شهدته مدينة القدس الشرقية خلال الايام الماضية، عندما قام قطعان المستوطنين باقتحام المسجد الاقصى، ودنسوه، وتنفيذهم لسلسلة من الهجمات على المواطنين المقدسيين العرب، واعتقال مفتي فلسطين والديار المقدسة الشيخ محمد حسين وغيره من ابناء القدس، وشروع وزارة الاديان للعمل على "سن قانون" للسماح لليهود باداء طقوسهم الدينية في باحات اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وإعلان ما يسمى الادارة المدنية عن بناء (296) وحدة استيطانية في مستوطنة "بيت إيل"، فضلا عن الجرائم اليومية، التي تتصاعد وتيرتها على المستويات المختلفة على صعيد أوامر الهدم، وعمليات الهدم في القدس والاغوار، ومواصلة سياسة الاعتقالات، وحماية الارهاب الاجرامي لقطعان المستوطنين ضد المواطنين في مدن وقرى الضفة، وشق الطرق الخاصة للمستوطنين وسط الاحياء العربية في القدس الشرقية كبيت حنينا والتلة الفرنسية، وإقرار بناء كلية عسكرية في اراضي القدس المحتلة ... إلخ.

    جميع هذه المؤشرات تشير بشكل جلي، ان القيادة الاسرائيلية غير مستعدة جديا للتقدم نحو التسوية السياسية. وما أعلن داخل الغرف المغلقة مع الاميركيين وغيرهم ليس سوى نوع من التضليل بهدف التسويف والمماطلة لكسب الوقت، وتثبيت الوقائع الجديدة، التي تحول دون اي تقدم نحو حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67. وتماشيا مع توجهاتها السياسية، تعمل حكومة نتنياهو على دفع الامور نحو حافة الهاوية في المنطقة من خلال الاعتداءات الاخيرة على الاراضي السورية، وايضا من خلال ضغوطها المتصاعدة على الادارة الاميركية لاعطاء الاولوية لضرب المفاعل النووي الايراني، وما يجري من تصعيد الحملة الاعلامية حول الملف النووي الايراني، ليس سوى تسخين للجبهات المختلفة تمهيدا لما قد تحمله الايام والاسابيع القادمة.

    والشيء بالشيء يذكر، فإن واقع حال المصالحة الوطنية، رغم النقلة الايجابية، التي حدثت على صعيد الانتهاء من تجديد سجل الناخبين، واعلان الرئيس محمود عباس عن الشروع المبدئي بالحوارات لتشكيل حكومة التوافق الوطني، وزيارته المرتقبة لمصر هذه الايام، التي لها عميق الصلة بالمصالحة، إلا ان الاجواء المنبعثة من قطاع غزة خصوصا تشير الى ان قيادة الحركة المتنفذة هناك، ليست معنية، ولا مستعدة لخلق الاجواء الايجابية لدفع عربة المصالحة الوطنية. مما يدفع المراقب للاستنتاج، بأن الاستعصاء الحمساوي ما زال يضع العصي في دواليب عربة المصالحة الوطنية.
    مع ذلك، والشعب الفلسطيني يحيي ذكرى النكبة الـ 65 الأليمة والمرة، عليه ان يتسلح بالامل في تحقيق الاهداف الوطنية، كونه قادرا بقواه الحية وقيادته الشرعية على الحؤول دون تحقيق قوى التخريب والعدوان اهدافها التدميرية.

    ذكرى النكبة: الثوب الدافئ وصقيع السياسة
    ج الحياة / عادل صادق

    تتعمق حيثيات القضية العادلة، في وجدان شعبنا وأمتنا، مع كل إحياء لذكرى النكبة. إنها حيثيات تتخطى السياسة وتختزل موقفاً يتشبث فيه العقل والوجدان الفلسطينييْن، بالمُدركات التاريخية والجغرافية لقضيتهم. إنه إحياء طقوسي يرقى الى سوّية العقيدة التي تضرب السياسة الرديئة في خاصرتها. فيافا وحيفا وعكا والجليل والنقب، وكل المواضع الغائبة في السياق العام لمنطوق التسوية المعطلة؛ تتسم جميعها بالراهنيّة وبالحضور القوي، من خلال إحياء ذكرى النكبة. لم يعد ثمة شىء ذو قيمة، فوق أو بعد هذه المُدركات. إن ما بدا للكثيرين، في ذروة تفاؤلهم بالتسوية، رداء بديلاً للعُري، مُتاحاً، وهو في آخر أطوار الصناعة والحياكة؛ بات وهماً. لم يتبق منه سوى بقايا خرقة من كلام، بالية كاسية عارية، تشُف ما تحتها وما قبلها.
    في ذكرى النكبة، تُسترجع الرواية الفلسطينية الأولى، من حيث هي شاسعة ومذهلة، كمأساة إنسانية. فليس هناك، في التاريخ، فعلٌ أوغل في الجريمة، وأولغ في الدم، مثلما كانت نكبة شعب فلسطين، في نسق حياته، وفي استقرار مجتمعه، وفي حقه الأصيل في الاستحواذ على أرضه ومقدراته، وفي تَبَدّي هويته.
    إن إحياء ذكرى النكبة، سيكون أعمق فأعمق، على مر السنين. إنه يمثل موقفاً مضاداً، على نحو جذري، إنسانياً وحضارياً، وسياسياً؛ لظلامية الصهيونية، ولوجهها الأخلاقي البشع، ولاستكبارها الإمبريالي، ولانقلابها على مفاهيم العدالة والإيمان، وحتى لانقلابها على قيم الدين اليهودي نفسه، مثلما عرفه وآمن به حاخامات منزّهون، عاشوا وماتوا وتناسلوا، خارج سياقات الهواجس الصهيونية، وقد عرفتهم تجمعات أتباع هذا الدين، في أرجاء عدة من المعمورة، وعلى مر التاريخ!.

    اللافت أن الصيغة الأولى، للنكبة، التي ارتجلها الفلسطينيون المعاصرون لها، وغلب عليها طابع النُثار ومذكرات هنا وهناك، وأقاصيص شفوية، كان الراحل العزيز عبد الله حوارني (أبو منيف) يجاهد لتجميعها وتوثيقها؛ قد تطورت بالتقدم في تقنيات الأرشفة والتوثيق والعرض، وبالمثابرة على الدراسات التاريخية ـ الاجتماعية ـ الاقتصادية، لفلسطين الوطن، والمجتمع، والحضارة، والقضية. ومن حُسن المصادفات، بل إن من جماليات الإحباط السياسي، أن انسداد أفق التسوية؛ ساعد على إنعاش الذاكرة، وضاعف الحماسة الى التمسك بمدركات فلسطين الأمل والفردوس المستلب. ففي الأراضي المحتلة عام 1948 ظل الوعي بالحق، لدى من تبقوا من أصحاب الأرض الأصليين، يعلو ويتعمق، كلما علت وتائر الاستكبار العنصري وكلما استجمع هذا الاستكبار، لنفسه، المزيد من عناصر القوة المادية!
    * * *
    إن كل حرف من حكاية النكبة، يؤتى به، في الصياغة المُحْكَمة لرسالة شعبنا الى الأمم؛ أصبح الآن، يستمد زخمه من شوط طويل، قطعته الإنسانية، على طريق وعيها بمقتضيات العدالة وبحقائق التاريخ. وكلما ألحّ الفلسطينيون في التذكير بجريمة انتكاب شعبهم ووطنهم، على أيدي ظلاميين معتوهين عنصريين؛ يتبدى هؤلاء ومن يساندهم، غرباء عن العصر، ومُدانين في أحكام التاريخ وبموجب شرائع الأرض والسماء.

    نقول بواقعية ودونما مبالغة؛ إن الناظر الى الفجوة الماثلة، والمتسعة باطراد، بين ضمائر الشعوب وقشورها السلطوية ذات الانتهازية الرأسمالية، يعلم أن هؤلاء المحتلين، المهووسين بعنصيرتهم؛ يقفون على أرضية هشة وملفقة، وأن لا عمق لحضورهم في وجدان العالمين، ولا في ثقافة البشر. بل لا يلائم حضورهم الاستعماري هذا، بمنطقِه المجنون، سنن التاريخ ولا صيروراته!
    منكوبون نحن، نعم. غاصبون غالبون هم نعم. لكن ذاكرتنا أقوى وأدعى الى القلق، بالنسبة لهم، أكثر مما يُقلقنا واقع الغَلبَة الراهنة وواقع الهوان العربي المستشري في زمن أغبر. لن يناموا، في سياقهم الإقصائي الطامع المشوّة؛ على وسادة اطمئنان. وبقدر ما نحن منكوبون في فلسطين، فإننا كذلك منكوبون في سادة قومنا وفي طبائع أنظمتنا وإراداتها وروحها. لكن التاريخ يعلمنا أن دوام الحال من المحال. لدينا عزم وشغف، على الاستزادة من العلم بالحكاية. مستعدون لأن نقابل تفصيلات أطماعهم بتفصيلات أمنياتنا التي تؤيدها حقائق الأمس القريب. ففي هذا الانسداد، نعود فنقول لهم، إن من يضنّ علينا ببعض حقنا، وبتسوية ارتضيناها مُكرهين؛ لن نعترف له بأي حق. فلا شرعية لوجودهم على ساحل فلسطين ولا في جليلها ونَقَبها. ليس أجدر ولا أنبل من الوعي بالنكبة، حين يتعلق الأمر بجواب على عاندهم وعنصريتهم. ينعكس جوابنا موقفاً مغمساً بمعاني العز والكبرياء. لن نتلعثم، مهما طال الزمن، وسنظل نقُص على أبنائنا أحسن وأصدق القصص. وحين يبدو أنهم يطمحون الى الامتداد شرقاً لكي يرسخوا اقدامهم في الأغوار، أو أن تزحف "معالي أدوميم" المختَلَقة، التي بدأت من مشارف القدس، لتطل على أريحا، فيما هي تعتلي جداراً من جبال، مثلما يعتلي اللصوص جدران المنازل؛ فإننا سنظل نرى في حيفا، أيقونة ضائعة، ولن يضيع حق وراءه مُطالب!.

    في كل ذكرى للنكبة، يستعيد الفلسطيني كل سطور الحكاية. يستحضر ذكريات حياة آبائه وأجداده قبلها، ويجدد شوقه لصور أيامنا وأوقاتنا، لكي ينسج منها ثوباً دافئاً، يقيه ويقي أبناءه من صقيع السياسة!.

    نوبة بكاء
    ج الحياة / حسن عودة ابو ظاهر
    لا تستطيع ان تمنع الطيور من ان تحلق فوق رأسك، لكن بالتأكيد تستطيع منعها من التعشيش عليه، بهذه الحكمة وأمثالها تقدم الصينيون على انفسهم، لم يلههم كل من يحيط بهم حتى وان كانوا ناعقين عن تحقيق الفعل المطلوب، انتبهوا للفعل بحد ذاته فقط، وليس مسموحا لأحد ان يعيق تحقق ما يريدون، فلسفة صينية لم تخلق لاجل الفلسفة، ولا الانتقاد والكآبة لديهم هدف دون النتائج.
    الله وحده يعلم كيف جعل كل فلسطيني ناقدا محترفا، نقد لمّاح لأي شيء في أي حقل ومجال، فنحن المتنورون لأبعد حد، حد بلغ فيه فهمنا تعدّي طاقتنا، نقدنا مغلف كما جوزة الهند بقشرة سميكة من رفض كل شي، رفض نابع بالطبع عن تحليل ذكي لكل نسمة وبارقة وفكرة، ولعبقرية فكرة انه في أي موضوع لا يوجد أي فلسطيني حيادي، العناد مركوبنا المفضل فكلنا رافضون لكل شيء، غابت فكرة ان الرافضين هم في العادة اكثر الناس بعدا عن الحقيقة.

    نلعن الفساد ليل نهار طالما لم نعتل كرسي السلطة، ونبذل اول جهد عقلي عند اعتلائه على فن احتراف الحصول على الامتيازات، نسينا ان لا احد يلعن سوء قيادة الآخرين اكثر من السائق الارعن نفسه، وكلنا من دعاة « يا رب يموت ابونا .... خلينا نتدفى بعبايته»، فطمعنا في العباءة جعلنا نخسر صاحبها وشاريها ومن لمّنا ذات لحظة حنان فيها، لم نفكر بألم المساهمة بأننا على مستوى فردي مشتركين في الكآبة الجماعية، وما فكر كل منا بأنه ليس الا مسمارا في نعش الجميع، رغم ان باستطاعته ان يكون مسمارا في قارب نجاتهم.

    خطوتان فقط تجعلان من كل انسان اقرب للتكليف الرباني الحقيقي: الاولى بالخرس المجتمعي الجماعي، وكف اللسان قبل كف ذات اليد، لعلنا نخرج من ضجيج الفوضى التي تكاد تكون منظمة قصدا، فنستطيع سماع عقل زرعه المعبود فينا لا لفن الشكوى وانما للعمارة، والثانية هي بالاعتراف باننا جزء من هزيمة هذه الارض، فليس العمى ما يؤلم صاحبه، وانما عدم تحمله ثم انكاره ما يجعل الالم اعظم، وان اكبر كم من الكآبة يتأتى عندما لا تعلم مصدره، لنهدأ قليلا، ولنفكر كثيرا، قبل ان نعترض على أي شيء، علنا نحدد مصدر هذه الكآبة اللا متناهية الامتداد.

    التجلي الابشع للكآبة هو الغضب، الكل في فلسطين اعتنق الغضب مذهبا، فورة الغضب المجتاحة لاصغر موقف، ما درينا ان الغضب انما اجبن طريقة للتعبير عن الحزن، وافشل طريقة للتعبير عن الحب، فما يصنع حزنك من الناس الا من تحب، هذا الغضب الذي ليس له الا فائدة واحدة هي ازدهار الصناعة الدوائية في فلسطين نتيجة لتفريخ الغضب للامراض، آن لكل فرد ان ينتقل خطوة الى الوراء بخلاف كل التوقعات، خطوة الى الانغماس في المجموع، والهرب من التقوقع في مركز الكون وحيدا، ففي الكون اشياء اخرى، ومشاعر اخرى، وأناس آخرون، وضحكات لا يجب ان نهاجم اصحابها حتى نشعر بالرضى عن غضبنا.

    الفكرة المجردة اننا نأتي الى هذا العالم باكين، وهي الايام مع تقدمها كفيلة باعلامنا لماذا اتينا هكذا، فلندع الايام تفعل فعلها، ولنفعل فعلنا ولنتوقف عن النحيب والبكاء والشكوى، شكوى استمرت وتلاحقت وتصاعدت لدرجة اننا نسينا متى بدأت ولم اطلقناها للمرة الاولى، شكوى سكنت كل حروفنا، كل احاديثنا خرجت من الحق لتسكن في الجيب ودفتر الدين واشتراك صندوق العائلة وجدوى زياراتنا الاجتماعية وكل شيء آخر، كل تعليقاتنا على ذلك ما هو الا شكاوى بشكل او آخر، فلنتوقف عن لعب دور الضحية، ولنمارس دور الراعي للحظة حقيقية واحدة.

    رسائل في يوم النكبة
    ج الحياة / بهاء رحال

    (1)
    من سوء حظي أني
    ولدت في زمن النكبة
    وأن شهادة ميلادي صدرت
    في أرض المخيم..
    ومن سوء حظ الاحتلال
    أني وحبيبتي ولدنا معاً
    وأنجبنا ولداً أسميناه
    قدس وبنتاً اسميناها
    "فلسطين"
    (2)
    النكبة اسم ولادة
    لا تاريخ وفاة..
    (3)
    على طرف المدينة
    قبر لأمنا راحيل التي
    ملأتنا بكل أسباب
    اللجوء فوقعت بين
    مخيمين..
    (4)
    الثورة انكسرت والثائرون
    الموتى ينامون في حضن
    الحقيقة..
    أما نحن وقد سبانا الوقت
    الى حدود الضياع فنحيا
    قلقاً على قلق وأنت أدرى
    بالخيبة والهزيمة
    (5)
    البيت والمفتاح وذاكرة
    لا تموت........ هذا
    ما ورثه أبي عن جدي
    وما ورثناه عن أبي في
    زمان اللجوء والمخيم
    (6)
    الحليب الذي رضعناه في
    أرض المخيم مختلف لأنه
    بطعم العزة ونكهة المعاناة.

    النكبـــة: سِيدي الخَرْفان؛ سُكّر فضّي!
    ج الايام / حسن البطل
    .. وندعو الجدّ سيدي
    وجدّي يخسر سيادته في أول المنفى، فلا قروش لأحفاده الشياطين في عبّ ديمايته/ قمبازه. وربطت النكبة لسانه، فلا يستجيب توسلاتنا "سيدي - يا سيدي هات حكاية الشاطر حسن".

    الآن، أعرف لماذا كان ينتهرنا، بلسان عييّ ويد مرتعشة لا تفارق باكورته: "روحوا تخيّبوا الشاطر حسن مش عندي".
    سيدي حسين "أبو مصباح" وأبي مصباح هو "أبو حسين". مصباح أكبر أولاد حسين الثلاثة؛ وحسين أكبر أولاد مصباح الأربعة.
    أحياناً، كان سيدي حسين يخصني ببوسة. سيدي حسين انفطر قلبه في سيلة الظهر، بعد الخروج من طيرة حيفا على ما يفطر القلب حقاً: شقيقه عيسى البطل؛ وقلب شقيق الجد انفطر على أصغر أولاده، وكان اسمه حسن.. أو انفطر قلبه لما أسمعه الابن للأب.. في سيلة الظهر، حيث دفنـّا عيسى البطل الأسطوري.

    إذا خرف عقل سيدي حسين، وعيي لسانه، وريّلت بوساته على خدّي، فإن عينيه كانتا بصّتي جمر لما في صدره من حريق.
    كنّا نلعب الطابة، وكانت عادته أن "يحلّس" بظهره على الجدار، وبكلتا يديه يمسك باكورته. وكان الملعب نهاية زاروب بلا منفذ.. نرجوه أن يبتعد الى الجهة المفتوحة من الملعب. عبثاً. كيف يقوى الجد على الوقوف على ثلاثة: قدميه الواهنتين وباكورته.. دون أن يسند ظهره الى الحيط.

    منذ أن روى لي سيدي حسين قصة الشاطر حسن، صرت الوحيد، من بين أحفاده الذي لا يغنّي هازلاً "سيدي الخرفان":
    كان عيسى البطل صنديد حرب؛ يداً من أيدي عز الدين القسام؛ ذراعاً ضاربة في "الكف الأسود"1936، وفي قتال 1948 خضع لشرط الخروج وشرط القتال. كان قد تعدّى الـ 60 هو وشقيقه عيسى. فمن يرعى قطيع الأولاد والنساء.. غير الجد، لأن الآباء بقوا في ساحة الحرب.

    أولاد عيسى وحسين الكبار (وبعض أحفاد حسين) حاربوا ثلاثة أشهر في "جيب الطيرة العربي" حتى سقط في 16 تموز 1948. شهران تحيط اسرائيل بـ "فلسطين طيرة حيفا"!
    سمع جدي حسين وأخوه عيسى كلاماً قاسياً جداً من ابن شقيقه عيسى.. وكان اسمه حسن: "أنت يا بوي؛ وأنت يا عمي، كنتم تجيبوا السلاح من الشام، وإسّا تروحوا الشام مبهدلين، مجرجرين هالأولاد والنسوان.. لا والله، الموت في الطيرة مع الشباب أرحم". خطف حسن "مرتينة " أبيه عيسى الأسطوري.. وعاد الى القتال في الطيرة.. لم يصل.. ولم يعد؛ كان على حافة سن الرجولة، عمره 14 عاماً. لو كان أكبر قليلاً لبقي محارباً؛ ولأنه كان أصغر قليلاً فقد خرج مع الختيارية والنسوان والأولاد. عاد ليموت..!
    - "إحكي لنا يا سيدي حكاية الشاطر حسن". - "يلعن أبو سيدكم.. روحوا من وجهي. تخيّبوا".

    .. وعمتي بدرية، رحمها الله، ماتت بعد أبيها وهي لا تعرف السرّ. "سيدك خرفان.. خرفان. أبعثه للدكان يشتري السكر للشاي، فيشتري سكر نبات (فضّي)". كلا، لم يكن خرفاً - اكتشفت لاحقاً - كانت القروش قليلة، وكان يرضى لنفسه أن يشرب الشاي محلّى بقطع "السكر الفضي".. وكان يتعمّد "الخرفنة" لأنه كان يلقمنا ونحن نلعب بالحلوى الوحيدة لديه: قطع من مكعبات السكر الفضي.
    إذاً، كان سيدي يعرف أن شيطنة الأولاد وراء الطابة تحتاج بطاطا، وتحتاج سكراً فورياً. وكان يقف وقفته العاجزة الى الجدار.. فإذا تعبنا صاح بنا: "روح اشرب يا ولد" فإذا شربنا " تعال خذ سكر".

    لا قروش في عبّ ديماية سيدي. القروش قليلة في أيدي أولاده (آبائنا). كان إخوتنا الكبار يدسّون، خفية، مصروف البيت في جيوبهم. أخي الكبير "يشحّذ" أبي؛ وأبي "يشحّذ".. سيدي.

    كان يقف الى الجدار ساعات، ثم ساعة.. ثم صار يقتعد الأرض.. وأخيراً، لزم غرفته أو (الخُشّة). مات سيدي خرفاً تماماً. كانت النكبة "عفريتة " سوداء في عمرها السابع عندما مات، وكان سيدي في عقده الثامن. أذكر وقفته الى الجدار. ديمايته. باكورته. طريقة القبضايات في انتعاله حذاءه. أذكر جمرة عينيه الغاربتين. أحسّ دموع عينيه على خدّي عندما روى لي "الشاطر حسن" حسب روايته هو. شيء واحد نسيته كلياً: قرفي الطفولي من بصاقه الذي "يريّل" من فم أدرد (بلا أسنان).



    السحر والشعوذة في خدمة عملية السلام !!
    ج الايام / هاني حبيب
    يُقال إن السيدة نانسي ريغان، السيدة الأولى زوجة الرئيس الأميركي الجمهوري رونالد ريغان، كانت تستخدم السحر الأسود والشعوذة لكي تقدم لزوجها حلولاً عَبر نصائح إزاء اتخاذ مواقف من المشكلات الداخلية والخارجية، وقد استقدمت مشعوذاً خاصاً من الهند، وضع لها حجاباً، رفض ريغان أن يضعه حول رقبته، فوضعته تحت مخدّته دون علمه، وقد اعترفت في بعض مقابلات تلفزيونية بأنها كان تستمع لنصائح السحرة والمشعوذين.
    كما يُقال إن الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، كان يستفسر من السحرة والمشعوذين عن شخصية زعماء العالم قبل أن يلتقي بهم، وقبل مقابلته مع صدام حسين، طلب تقريراً من عشرة منجّمين، وقد تم إعداده فعلاً، وقال ميتران بعد أن قرأ التقرير عن صدام حسين: هذا الرجل من برج ناري وهوائي وترابي معاً، فهو يُشعل الحرائق ويُثير العواصف ويُغطّي الدنيا بالغبار.
    ويُقال، أيضاً، إن اليهود لديهم ولع بالسحر.

    وفي هذا السياق، يُقال إن العرب لديهم أكبر عدد من القنوات الفضائية التي تختصّ بالسحر والشعوذة وقراءة الطالع، وان معظم القنوات الفضائية العربية، تستثمر أعياد رأس السنة الميلادية لاستضافة السحرة والمشعوذين لقراءة تاريخ المستقبل للعام القادم، لكن يُقال، أيضاً، إن أحداً من هؤلاء تمكّن من التنبُّؤ بأهمّ حدث عربي، وهو "الربيع العربي" مع أنه بدأ مع بداية العام الجديد 2011.
    قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، قرأت فيما قرأت عن نبوءات لعالمة الفلك الإسرائيلية ينينا كيتس حول مستقبل الشرق الأوسط من خلال النجوم، وهي نبوءة طويلة تستعرض من خلالها كل مشاكل الشرق الأوسط الراهنة ومستقبلها، وعلى سبيل المثال، تتنبّأ كيتس بأن الاضطرابات في هذه المنطقة ستستمر حتى العام 2019، بسبب رفض القوى المحافظة التخلّي عن المال والقوّة.. لكن ما يهمنا في هذا السياق، التعرف على نبوءاتها فيما يتعلق بالصراع العربي ـ الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بقضية العملية التفاوضية على الملف الإسرائيلي ـ الفلسطيني، لكن قبل ذلك، تجدر الإشارة إلى أن كيتس تنبَّأت أن نتنياهو خلال شهر أيار سيبدو ضعيفاً ولن ينجح في تحقيق أي شيء، وسوف يواجه أزمات قوية مع أفراد عائلته في البيت والحزب، وسيواجه معارضة شديدة من جميع المقرّبين منه وستتدهور مكانته في الحزب والائتلاف الحكومي، نهاية الشهر الجاري، وسيتجنّب نتنياهو مقابلة الرئيس أبو مازن الذي هو من مواليد برج الحمل، لأن نتنياهو يعتقد أن أبو مازن على وشك أن يؤذيه، ولذلك لن يتوصّلا إلى أي اتفاق!! وأشير في هذا السياق إلى الفضائح المالية التي بدأت بعد أسبوع من بداية الشهر الجاري حول مصروفات عائلة نتنياهو، والقضايا التي أثيرت بعد تنبُّؤات كيتس هذه!!

    لكن كيتس تستدعي الدور الأميركي في عملية التسوية، وتقرأ نجوم الفاعلين الأميركيين فيما يتعلق بالعملية التفاوضية، فتقول عن الرئيس أوباما وفقاً لقراءتها للنجوم: هو من مواليد برج الأسد، يجيد قراءة التحوُّلات الجارية في منطقة الشرق الأوسط وربما ينجح في تحقيق رغبته في تخليد اسمه في التاريخ باعتباره الشخص الذي نجح في إحلال السلام في المنطقة، بينما وزير خارجيته جون كيري من مواليد برج القوس وهو متفائل يسعى دائماً إلى تحقيق أهدافه، وعادةً ما ينجح، ولا يسمح لأحد بإهدار وقته أو عرقلة مسيرته، لكن ـ تقول كيتس ـ من المتوقع أن يندلع العديد من الأزمات والخلافات بين كيري ونتنياهو، وقد تشهد إسرائيل تغيُّرات كبيرة في ساحتها السياسية خلال هذا الصيف، وعلى الأرجح، أنه بدءاً من تموز المقبل سيظهر اتجاه إيجابي في أبراج جون كيري، حيث سيحقق نجاحاً في إحراز تقدم ملموس إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط.

    ولا تتجاهل كيتس قراءة طالع حركة حماس فقالت إن إسرائيل ستواجه تحديات متزايدة من قطاع غزة على خلفية رغبة حركة "حماس" في أن تصبح لاعباً مؤثِّراً في المنطقة وستزداد قوة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، فيما سيظلّ وضع الفلسطينيين قابلاً للانفجار في كل لحظة.

    وتُعاود كيتس لكي تتنبَّأ، بأن كيري سينجح في تحقيق السلام في المنطقة، غير أن ذلك قد يتم دون وجود نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية!!

    هكذا إذن، كلما تعثّرت المسائل وبقيت دون حل، وكلما لجأ المريض إلى الطبّ الحديث دون جدوى، ربما يلجأ إلى السحرة والمشعوذين عسى ولعلّ، وكلما عجز العرب عن تحقيق أهدافهم، تزداد قنوات السحر انتشاراً، لكن هذه المرة، تأتي "العرّافة" من إسرائيل، التي يبدو أنها تعاني الكثير، معاناة لا نراها بسبب ما نعانيه، فاللجوء إلى السحر والشعوذة ليس دليلاً لضعف فحسب، بل دليل على انعدام الجدوى وفقدان الأمل، وها هي بنينا كيتس تعيد للشعوذة دورها ولا تكفّ عن وضع الحلول والإجابة عن كل سؤال، وهي إذ تنشر صورها إلى جانب خارطة فلكية معهودة لدى المنجّمين، تحاول أن تبدو محلّلة سياسية أكثر منها قارئة للطالع، مع أن المجتمع الإسرائيلي ربما يصدقها، لأنها تنبّأت بما يحدث الآن لعائلة نتنياهو بعد انكشاف فضائح مصروفات البوظة وتسريحات شعر حرم رئيس الحكومة ومكياجها في ظلّ أزمة مالية خانقة طالت ميزانية العامين 13/2014.

    وإذا لم يتمكن القادة من صناعة السلام في المنطقة، فإنّ للعرّافين والسحرة دوراً قادماً في هذا المجال!!.

    الفوضى وتراجع الحريات: ناقوس الخطر
    ج الايام / أشرف العجرمي
    لم يعد الأمر مقتصراً على قطاع غزة في ظل حكومة"حماس" الذي يعاني من عدم وجود حريات حقيقية للمواطنين المحرومين من حقوقهم الأساسية وخاصة حرية التعبير وحرية التنظيم بكل أشكالها ويعاني من عدم وجود أمن حقيقي حيث تكثر عمليات الاعتداء على المواطنين والمرافق الخاصة بين فترة وأخرى، بل أن الضفة الغربية تحت حكم السلطة الوطنية وحكومتها الشرعية تعاني هي الأخرى من ظواهر الانفلات الأمني وتراجع الحريات بصورة لافتة في الفترة الأخيرة. وليس أدل على ذلك من عمليات الاعتداء التي جرت بحق النواب في المجلس التشريعي شامي الشامي الذي تعرض لإصابة مباشرة بالرصاص وماجد أبو شمالة الذي تعرضت سيارته بينما كان مسافراً للخارج لإطلاق نار، وقبلهما تعرض بعض سيارات المسؤولين للاعتداء، وأيضاً عمليات الاعتقال التي تجري بسبب التعبير عن الرأي التي تزايدت مؤخراً.

    يبدو أننا لم نتعلم من تجاربنا التي لا تزال حاضرة في ذاكرتنا القريبة عندما عانينا من الفوضى المسلحة التي اختلط فيها وبشكل مقصود الكفاح المسلح لتحقيق الأهداف الوطنية وعمليات الاعتداء على المواطنين وتصفية حسابات شخصية معهم إلى درجة الإجبار على دفع الخاوات وترهيب الناس تحقيقاً لمصالح أشخاص أو مجموعات معينة. ونحن الآن نشهد حالات من الاعتداء غير مقبولة ولا تنسجم مع ما تشيعه السلطتان في غزة والضفة من توفير الأمن والأمان للمواطنين، بل والتفاخر بمستوى ما تحقق. وإذا كان الوضع مفهوماً في قطاع غزة التي برغم سيطرة "حماس" عليه وفرض حكمها بالحديد والنار إلا أن هناك عمليات الاعتداء جرت وتجري ضد المقاهي والمكاتب الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني وكلها مؤسسات يغلب عليها الطابع غير المتدين، ولا شك أن هذه الاعتداءات تجري إما بمباركة وقرار أجهزة "حماس" أو على الأقل بغض نظر من طرفها، مع أن هذا يمس بسلطة وهيبة "حماس" في الشارع. ناهيكم عن التعدي على الحريات العامة ومنع التظاهر والتعبير عن الموقف في القضايا التي تهم المواطنين وتشكل هاجساً لهم مثل موضوع المصالحة وتأييد موقف سياسي معين، وهذا يشمل الأحزاب والتنظيمات والمؤسسات الحقوقية والمدنية والصحافة والأفراد، حتى بات الخروج للشارع للتعبير عن الرأي جريمة تستوجب القمع لأن "حماس" اغتصبت السلطة في القطاع بقوة السلاح وتفرض حكمها على الناس وقوانينها القمعية والمتخلفة أيضاً بالقوة. فهو غير مفهوم في ظل حكم السلطة الوطنية التي تقول أنها تحترم الحريات والقانون وحقوق المواطن.

    السلطة على ما يظهر لا تنتبه للتآكل الذي يحدث في الحريات العامة والذي تظهره تقارير المؤسسات الحقوقية وخاصة تزايد حالات اعتقال المواطنين لمجرد تعبيرهم عن رأيهم في مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" و"التويتر" وغيرها، وعندما يكون الموقف لا يروق لبعض الجهات المتنفذة أو ينقد سلوك أو أداء قادة بعينهم. وعليه تصبح حرية التعبير عن الرأي مسألة انتقائية وليست شاملة حسب القانون، فمثلاً يمكن انتقاد الحكومة بل والتعرض لها بأقسى أشكال الهجاء وأحياناً الشتائم والاتهامات، وهذا لا يستوجب المراجعة أو الاستدعاء والاعتقال، في حين أن انتقاد بعض القيادات يستدعي الاعتقال فوراً وإصدار أوامر بالحجز لفترة طويلة.
    المشكلة في هذا التراجع في مستوى الحريات وارتفاع منسوب الفوضى وبعض أشكال الفلتان الأمني في مناطق السلطة الوطنية في وقت تخوض فيه الشعوب العربية احتجاجات قوية تحت عنوان الحرية والكرامة والتنمية، مع التركيز بشكل أساسي على موضوع الحريات حيث تستهدف الأنظمة القمعية على وجه الخصوص. ونحن يبدو وكأننا في كوكب آخر لا علاقة له بما يجري حوله في الجوار القريب. ونحن لا نستوعب دروس هذه الحركات الاحتجاجية التي أسقطت أنظمة قوية ومعروفة بشدتها وتحكمها في شعوبها، فما بالنا بسلطة تحت الاحتلال لا تملك من وسائل القوة والسطوة ما يجعلها قادرة على الصمود في وجه بضعة آلاف من المواطنين لو قرروا الخروج للشارع وإسقاطها.

    ربما يكون وجود الاحتلال هو الذي يمنع المواطنين عن التصدي لظواهر تقليص الحريات والاعتداءات على مصالح الناس، ولكن هذا الوضع لا يمكنه أن يستمر طويلاً وخاصة إذا ما تحولت الخروقات التي تبدو قليلة نسبياً إلى ظاهرة واسعة، وعندما يتحول الفلتان إلى قوة مؤثرة في الشارع. ولا يجب الاستهتار بتجربة المواطنين الذين كانوا في الأمس القريب تحت سيطرة مجموعات الفلتان الذين ازدادت قوتهم بعد أن قامت إسرائيل بملاحقة المناضلين الأشداء الذين سقطوا بين شهيد أو أسير. فما عاد الناس يريدون العودة إلى وضع دفعنا ثمنه غالياً على كل المستويات وخاصة على المستوى الوطني، وتراجعت في إطاره قضيتنا الوطنية على المستوى الدولي وخسرنا التأييد في محافل كثيرة. وتعرضت السلطة للانهيار، وفازت "حماس" في الانتخابات وانقلبت على السلطة نتيجة للفوضى المسلحة.

    إذا كنا معنيين بسيادة القانون والنظام المبني على احترام الحريات العامة وحقوق المواطنين وإذا كنا نريد بناء دولة عصرية متطورة تشكل نموذجاً يحتذى يدفع العالم لتكريس الاعتراف بنا كدولة وفرض هذا على إسرائيل بعد أن حصلنا على اعتراف الجمعية العامة بنا كدولة بصفة مراقب، لابد وأن نهتم بمنع كل الظواهر والحالات الفردية المتكررة التي يجري فيها الاعتداء على ممتلكات وحقوق المواطنين أو على حرياتهم العامة وحقوقهم الأساسية مهما كان المبرر والذريعة، وليكن القانون هو الحكم في كل قضية وقضية. وفي هذا الإطار ينبغي على الأجهزة الأمنية أن تركز جل نشاطها وعملها على حماية المواطنين وممتلكاتهم وتوفير الأمن والأمان لهم أكثر من ملاحقة الناس بسبب آرائهم وما يكتبونه هنا وهناك، فهذا الذي يؤسس لدولة تليق بشعب فلسطين الذي ضحى ويضحي منذ عقود بل قرون طويلة ويستحق نظاماً من أفضل النظم في العالم. ونحن لسنا بحاجة إلى المرور بتجارب الدول والشعوب التي تعاني القمع وتمر بحركات احتجاجية بعضها أدى إلى نتائج كارثية. ولير كل المسؤولين في التجاوزات التي تحصل ناقوس خطر يدق ويحذرنا من القادم الأسوأ.

    حصيلة النكبة ومستقبل التسوية
    ج الايام / علي جرادات
    "الاستيطان جوهر الصهيونية". هكذا كثف شامير ببساطة رؤية المشروع الصهيوني الرامي - منذ البدء - إلى استيطان أرض فلسطين وتهويدها وتفريغها من أصحابها. وبوقوع النكبة قبل 65 عاماً صار شعار تحرير الأرض وعودة اللاجئين إليها جوهر المشروعين القومي العربي والوطني الفلسطيني. وبوقوع هزيمة العام 1967 واحتلال أراضي الضفة وغزة وسيناء والجولان بدأت مسيرة البحث عن تسوية لاستعادة هذه الأراضي، إنما في إطار مؤتمر دولي تحضره أطراف الصراع كافة وتشكل هيئة الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة مرجعيته. تفرد السادات بنتائج حرب العام 1973 وقزم انتصارها في صفقة ثنائية استرد عبرها سيناء دون سيادة كاملة عليها، مدشناً بذلك سياسة، (نهج)، البحث عن تسويات "الأرض مقابل السلام" عبر المفاوضات الثنائية المباشرة برعاية أميركية التي صارت سياسة رسمية عربية عامة منذ أطلقها "مؤتمر مدريد للسلام" العام 1991. بعد 10 سنوات من هذه المفاوضات العقيمة التي راوحت مكانها على المسار السوري ولم تسفر عن نتيجة فيما يخص الأرض باستثناء تعميق استيطانها وتهويدها وتمزيقها على المسار الفلسطيني. هنا انفجرت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أيلول 2000، لكن النظام الرسمي العربي بدل أن يراجع سياسته وأن يدعم هذه الانتفاضة كفعل ميداني ويتبناها كخيار سياسي أطلق في بداية العام 2002 "مبادرة السلام العربية" كخيار إستراتيجي وحيد لاستعادة الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة العام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في غزة والضفة بما فيها القدس الشرقية وإيجاد "حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وفقاً للقرار الدولي 194"، مقابل الاعتراف بوجود إسرائيل وأمنها وتطبيع العلاقات العربية معها.

    والأنكى هو أنه بعد 20 عاماً من هذه المفاوضات العقيمة وبعد عامين من انتفاضات الشعوب العربية، وبدل أن تنفذ جامعة الدول العربية تهديدها المتكرر بسحب مبادرتها أو أن تواصل التلويح به على الأقل استغلت "لجنة متابعة المبادرة العربية" بقيادة إمارة قطر ثغرة، بل خطيئة، الموافقة الفلسطينية على "تبادل الأراضي"، وحولتها إلى موقف رسمي عربي عام يتناسى أن إسرائيل التي صارت تملك وتستغل وتسيطر على 85% من أرض فلسطين التاريخية لن تتعامل مع هذا التنازل - الخاطئ كمبدأ والمتسرع المجاني كتكتيك تفاوضي - إلا بوصفه شرعنة للكتل الاستيطانية في الضفة والقدس ومقدمة لمطالبة الجامعة العربية، بدعم أميركي، "بالتطبيع قبل التوقيع"، وبشطب حق العودة مستغلة أن بند "إيجاد حل......ومتفق عليه لقضية اللاجئين" في "مبادرة السلام العربية" قد هبط أصلاً عن المطالبة بهذا الحق وحوله إلى مشكلة يمكن حلها عبر التفاوض فيما يعلم الجميع أن ألوان الطيف السياسي الصهيوني لا تُجمع على أمر مثلما تُجمع على رفض حق العودة الذي فقط بالتمسك به ينتفي مطلب "إسرائيل دولة للشعب اليهودي" الذي صار العمل على تحقيقه الناظم والمحرك الأساس لسياسة الأحزاب الصهيونية كافة، سيان: بوصفه شرطاً لاستئناف المفاوضات كما يطالب نتنياهو أو بوصفه نتيجة لها كما يطالب كل من أولمرت وليفني وبيريس. وكل هذه التنازلات مطلوب أن يقدمها "قديم" و"جديد" النظام الرسمي العربي على أمل أن تتمنى إدارة أوباما على نتنياهو - دون ضغط طبعاً - تقديم خارطة حدود للدولة الفلسطينية. بهذا نكون أمام فاتحة تنازلات رسمية عربية كبرى لقاء أمل ستثبت الأيام القادمة أنه مجرد وهم ليس إلا. أما لماذا؟

    بهذا المضمون للتسوية وثمن وآلية التوصل إليها يصبح مستقبلها رهناً بما ينفذه طرفا الصراع وراعي تسويته، أي أنه لن يهبط من السماء، بل سيصاغ - أساساً - وفقاً لميزان القوى ولما تصنعه أطراف الصراع في الحاضر المترتب بدوره على فعلها في الماضي. نقول أساساً، وليس كلياً، لأن ثمة احتمالاً لأن تشهد المنطقة أحداثاً وتطورات تفاجئ أطراف الصراع وكل باحث في علم مستقبله. لكن استشراف هذا المستقبل يقتضي - في الحالات جميعاً - تقديم إجابة عن سؤالين أساسيين، هما: لماذا أفشل قادة إسرائيل محاولات عقود من المفاوضات لتسوية الصراع؟ ولماذا لم تمارس الإدارات الأميركية المتعاقبة ضغطاً جدياً يجبر إسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي توفر لها فرصة إقامة سلام على أساس العدل "الممكن"، ويجنبها الرضوخ لسلام على أساس العدل "التاريخي"؟ يحيل البحث في هذين السؤالين إلى أن قادة إسرائيل لم يكونوا يوماً في وارد القبول بفكرة الحل القائم على التقسيم، وإلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تكن يوماً في وارد ممارسة ضغط جدي عليهم لأنها لا تريد، وليس لأنها لا تستطيع، كما أجابت التجربة العملية التي يجب ألا يصدق أحد غير ما برهنت وأكدته من دروس.
    عليه، كيف للمرء أن يأمل في إمكان إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة العام 1967 عبر تقديم المزيد من التنازلات في مفاوضات يعمل قادة إسرائيل، بدعم أميركي وتعاطٍ رسمي عربي، على جر الفلسطينيين ثانية إليها من دون شروط مسبقة، فيما يصرون على انتزاع مطلب الاعتراف بدولتهم "دولة للشعب اليهودي"، وكأن ذلك لا يساوي تصفية القضية الفلسطينية رواية وحقوقاً وطنية وتاريخية. بل كيف للمرء ألا يشعر بالقلق على القضية الفلسطينية. قلق، وربما خوف، لا تمليه مبالغة أو تطير، إنما يجيزه التفكير بعمق في ما يمكن أن يفضي إليه تضافر راهن العوامل التالية:

    1: العامل الوطني الفلسطيني - بعد مرور 65 عاماً على وقوع النكبة - يعيش وضعية سياسية ومجتمعية هي الأكثر هشاشة وضعفاً وتمزقاً وتيهاً والتباساً منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المسلحة المعاصرة في أواسط ستينيات القرن الماضي. ويعود السبب في ذلك - جوهراً وأساساً - إلى استفحال وتفاقم وتعمق أزمة الانقسام العمودي الداخلي الذي عوض إنهائه يتحول، بلا لبس أو إبهام - إلى صراع على تمثيل الشعب الفلسطيني الذي يتعرض - في الوطن والشتات - لاستباحة مخططة وشاملة غير مسبوقة، بينما تسير على قدم وساق، وبتكثيف وتسارع مرعبين، عمليات تهويد واستيطان ومصادرة والسيطرة على ما تبقى بيده من أرض.

    2: العامل القومي حدث ولا حرج - فانتفاضات الشعوب العربية عوض أن تؤدي إلى تفعيل الدور العربي في دعم قضية فلسطين، أدت، (لأسباب صارت معروفة وليس المجال هنا للخوض فيها)، إلى ولادة أنظمة عربية تسمى "جديدة"، ساهمت في تراجع هذا الدور وتساوقه مع المخطط الأميركي بصورة لم يشهدها من قبل. وفي موافقة "لجنة متابعة المبادرة العربية" على "تبادل الأراضي" ما يكفي للتدليل على ما يعيشه العامل القومي للقضية الفلسطينية من وهن وضعف غير مسبوقين.

    3: في مقابل هذا وذاك تشهد إسرائيل منذ سنوات - في المجتمع قبل السياسة والأمن - حالة غير مسبوقة من التطرف السياسي والتشدد الأيديولوجي والتمادي العسكري والأمني. حالة تقودها "حكومة مستوطنين" وتنساق خلفها وترعاها وتدعمها بلا حدود سياسة أميركية ثابتة العداء للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه.


    مَجْد يرث حلمَ أكثر من "سيدو"!
    ج الايام / توفيق وصفي
    انشغل أجدادنا وتلاهم آباؤنا في أمرين، منذ أن فقدوا أرضهم وقراهم ومدنهم وغدوا لاجئين في المخيمات، بعد رحلةِ تشرد محفوفة بخطر الموت في الفيافي ووعر الجبال، على تخوم بلادهم المغتصبة، انشغلوا بالعودة والأبناء.

    تَنازعهم الهَمّان أكثر من سائر الهموم، منهم من اعتبروا أن العودة إلى الأرض أولى الأولويات، حتى بالمقارنة مع الأبناء، ليس فقط عملاً بالتفضيل الرباني للمال على البنين، بل لما كانت الأرض تعنيه لهم كسبب للحياة والرزق والعزة، لسان حالهم أنه لن ينفع الأبناء سواها وإلا تاهوا، في زمن لم تكن للعِلم الأولوية.. ومنهم من انتبه إلى أن الأبناء هم الاستثمار الوحيد المُتاح لتحقيق الهدف الكبير في العودة، بالقلم والدفتر والكتاب والعصا والدعاء، عدا نفر قليل آثروا الهجرة المبكرة إلى ما يُنسيهم البلاد والأولاد!

    لم يجد السلف اللاجئ ما يورثه لنا سوى حلم العودة الذي عجز عن تحقيقه، ولم يمت برحيلهم لأنهم صاغوا بمواصلة حلمهم معادلةَ البلاد والأولاد، فيُوَلّي الأجداد والآباء والأبناء تاركين لأحفادهم المفتاح وأوراق الطابو وصوراً قديمة بالأسود والأبيض، ليتمسكوا بها إلى الأبد، كرموز ووثائق تُذكّرهم بحقهم الأقوى من الحلم.. كم جيلاً يجب أن يموت كي يفرح جيلٌ مغترب عن الحلم والحقيقة؟
    آلاف مؤلفة من جيل الأحفاد وأحفاد الأحفاد عازفون عن الاهتمام بالأمر، ليس لأنهم غير وطنيين، بل لأنهم غير منجذبين إلى شيء يبدو مستحيلاً، ويظهر لهم أن الحديث عن العودة في مناسبة كذكرى النكبة محض هراء، لا يُضيف لوعيهم ولا انتمائهم جديداً، فلا يؤمون الفعاليات الجماهيرية ولا المعارض التراثية ولا اللقاءات العامة المرتبطة بإحياء الذكرى، إلا قلة قد يزيد عنها عددُ المنظمين للفعالية أو المعرض، الذين يُدارون إحباطهم بالإشارة إلى معاناة الناس وتقصير الفصائل والقوى الشعبية.

    ينظر حفيدي "مَجْد" حائراً إلى صور أجداده المعلقة على الجدار، أكبرهم جدي بعباءته وعقاله وعكازه، ثم أبي بنظارة وربطة عنق، وأنا ثالثهم بقميص وسيجارة، يُشير إلى جدي قائلاً بلثغة طفل في عامه الثاني "سيدو"، ويصعد بعينيه إلى صورة أبي مردداً "سيدو"، ويتردد عند بلوغ نظراته صورتي فيتمتم هامساً "سيدو"، وكأنه يستغرب أن يكون كل هؤلاء "سيدو".. وحين تقع عيناه على صور أخرى لأجداده مع كهول آخرين، كالزعيم الراحل ياسر عرفات الظاهر في صورة تجمعه بأكثر من جد يهتف مجد وهو يُشير إليه "سيدو"!

    هل سيسألني حفيدي بعد سنوات حين يمتلك القدرة على السؤال عما يربط هؤلاء ببعضهم، فتكون تلك بداية زرع الحلم الموروث في ذهنه الطري؟ وهل سيترعرع هذا الحلم فلا يظل حلماً ليزهر رؤى وأفكاراً ودروباً تحقق معادلة أجداده في علاقة العودة كحق لا يقبل الجدل بتواصل الأجيال؟

    أليس لهذا الحفيد الذي سيغدو صبياً ثم شاباً الحقُ في الرعاية والتربية الملائمة لجعله جديراً بهذه المهمة، مهمة تحويل حلم أجداده إلى حقيقة؟ ليس في المنزل فقط، بل في المدرسة والشارع والمتنزه، فلا ينشأ جيل مصاب بفقر الدم والبلاهة والسطحية، يُساق إلى حتفه في الحروب والأنفاق والأمراض والمخدرات والشجارات العائلية، بل جيل يتمتع بكل حقوقه في التعليم واللعب والرعاية الصحية، محاطاً بصور أبطال شعبه ورموز قضيته وخارطة تُبين له مسقط رأس أجداده السالفين، وعنواناً لا يمحوه الزمان "لا بد من العودة".

    على اسرائيل أن تعترف بمسؤوليتها عن النكبة ...

    ج القدس / د. نبيل شعث- مفوض العلاقات الخارجية في حركة "فتح"
    إن نكبة فلسطين التي ألمت بأهلها عام 1948 ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا. فقبل 65 عاما، تم قتل الالاف من الفلسطينيين الآمنين في بيوتهم وتم تدمير المئات من القرى الفلسطينية، وارتكبت العديد من المجازر وتم تشريد الغالبية العظمى من الأمة إلى منافي الشتات لتأسيس دولة إسرائيل على أنقاض دولة فلسطين. وحتى الآن، لم نشهد أي اعتراف اسرائيلي بمسؤوليتها عما جرى ولم يتم مساءلة اسرائيل عن هذه الجريمة البشعة.

    ما تزال النكبة مستمرة من خلال الممارسات الاسرائيلية غير الشرعية على الأرض والتي تطال شعبنا الفلسطيني أينما وجد في دولة فلسطين المحتلة. فإسرائيل تمعن في مواصلة سياسات التهجير والطرد القسري ضد أبناء شعبنا في القدس وغور الأردن وجنوب الخليل. كمالا يزال أكثر من 1.5 مليون فلسطيني ممن يقطنون بإسرائيل يواجهون سياسات التمييز الممنهجة في حين أن 1.7 مليون فلسطيني في غزة ما زالوا يقبعون تحت الحصار غير الانساني اضافة الى حرمان الملايين من اللاجئين من حقهم بالعودة الى ديارهم.

    لم يخبرني أحد بالنكبة بل هو واقع عشته. فقد ولدت في شمال مدينة صفد ، ابن المربي الفلسطيني وحفيد رئيس بلدية بير السبع. لقد ترعرعت في مدينة يافا، تلك المدينة الرائعة التي يمتاز أهلها بروح التسامح وحسن الضيافة للأجانب بمن فيهم اليهود والأرمن، كانت يافا عروس فلسطين. لقد كنت أسكن بالقرب من مدرسة العامرية، القريبة جدا من مستشفى الدجاني، وكنت أذهب مع عائلتي الى مسرح الحمرا حيث كانت تقام الحفلات لأشهر المطربين والممثلين المصريين . وما زلت أذكر تلك اللحظات الجميلة في طفولتي عندما كنت أذهب مع أخواتي للعب على شاطئ العجمي بيافا واللهو في ساحة ميدان الساعة التاريخي.

    ولكن طفولتي السعيدة سرعان ما توقفت ، وسرعان ما تبددت ذكرياتي" بعروس البحر" عندما أجبرت عائلتي على الرحيل اثر الهجمات التي شنتها العصابات اليهودية . في ذلك الوقت طرد الآلاف من أهل يافا بإتجاه البحر. وقد لجأ والدي الى مصر مثله مثل الآلاف من أهل المدينة الذين تدفقوا نحو ساحل الاسكندرية هربا من العدوان وقد قدموا في قوارب صغيرة . لقد تم احتلال بيتنا في يافا من قبل آخرين، وتوقفت ساعة اللهو والمرح في ميدان الساعة.

    وخلال عام 1948، صرح الكونت بيرناردوت ممثل عصبة الأمم آنذاك في إطار تعليقه على الأحداث الدامية: "سترتكب جريمة بحق العدالة الانسانية في حال حرم هؤلاء الضحايا الأبرياء من العودة الى ديارهم والسماح للمهاجرين اليهود بالتدفق الى فلسطين" . ان هذا التصريح الذي ترجم لاحقا الى القرار الأممي رقم 194 والذي دعم بشدة عودة اللاجئين الفلسطينيين ، قد كلف الكونت برناردوت حياته.

    ان " الضحايا الأبرياء " الذين أشار اليهم الكونت برناردوت ليسوا " مجموعة من البدو المجردين من الهوية الوطنية" ، كما يروج اليهود في كثير من الأحيان، ولكنهم كانوا فلسطينيون لهم حياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخاصة. لقد أدت النكبة الى طمس واحدة من أكثر المجتمعات ديناميكية في منطقة الشرق الأوسط . لقد كان مجتمعا حيويا ونشطا خلال النصف الأول من القرن العشرين ، يقوم بإصدار 161 جريدة ومجلة، ويخرج العديد من طلاب الجامعات الفلسطينية المنتشرين حول العالم، والمثقفين مثل جورج أنطونيوس، خليل السكاكيني، ماتيال مغنم وخليل بيدس . وفي القدس وحدها كان لدى الفلسطينيين 30 فرقة مسرحية و 24 مكتبة في عام 1948.

    وعلى الرغم من تلك الادلة التاريخية، تواصل اسرائيل انكار النكبة. لماذا؟ لأن الرواية الاسرائيلية السائدة تقوم على أسطورة: أن المهاجرين اليهود أتوا الى " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

    وأصبح المجتمع الفلسطيني ضحية تخاذل القوى العالمية التي أخذت تتعامل مع اسرائيل كدولة فوق القانون منذ نشأتها. ومثلما فشل العالم في وضع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة موضع التنفيذ فيما يتعلق بحقوق اللاجئين الفلسطينيين ، فإنه ما يزال يفشل في منع التوسع الاسرائيلي الاستيطاني غير القانوني في فلسطين، والذي يعد جريمة حرب وفقا للقانون الدولي. واستغل القادة الاسرائيليون هذا الفشل لمواصلة انتهاكاتهم ضد الفلسطينيين .

    رغم كل شيء، لقد قدم الفلسطينيون تنازلا تاريخيا مؤلما عام 1988 بالاعتراف بإسرائيل على 78% من فلسطين التاريخية. ان القبول بدولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن لا يجب أن يؤثر على الحقوق الفلسطينية المعترف بها دوليا. يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقف جادا والضغط بإتجاه الوصول الى دولتين ديمقراطيتين ذات سيادتين وحقوق متساوية لجميع مواطنيها.

    لقد اعترفنا بإسرائيل كدولة منذ 25 عاما. ومن خلال المطالبة بالاعتراف بإسرائيل " كدولة يهودية" ، تسعى الحكومة الاسرائيلية الى الحصول على موافقة رسمية لسياسات التمييز الممنهجة التي تنفذها ضد الفلسطينين في اسرائيل وقبولا لاستمرار رفض حق العودة. ان كل من يؤمن بضرورة تحقيق السلام العادل والشامل بين الاسرائيليين والفلسطينيين لا يجب عليه قبول هذه الصيغة التي تم ابتداعها من قبل أولئك الذين اختاروا الاستيطان والفصل العنصري على العدالة والسلام.

    ان التغلب على الظلم التاريخي الذي وقع على الفلسطينيين يبدأ بإعتراف اسرائيل بمسؤوليتها عن النكبة كخطوة أولية نحو الوصول الى المساءلة وفي نهاية المطاف الى السلام. مما يحتم على اسرائيل الاعتذار عن النكبة و عن 65 عاما من التهجير القسري ، وعن سياساتها العنصرية ضد جميع الفلسطينيين في اسرائيل وفلسطين وفي الشتات. ان التقدم نحو تحقيق العدالة التاريخية لن يؤذي أحدا. بل على العكس من ذلك ، فمن شأنه أن يشكل أساسا قويا لتحقيق المصالحة بين فلسطين و اسرائيل.

    هل اصبحت حياة المواطن أرخص ما نملك
    ج القدس / راسم عبيدات
    لا يكاد يمر اسبوع او شهر دون ان نسمع عن حوادث موت نتيجة الغرق في بئر للمياه أو حفرة للإمتصاص او الاهمال في إجراءات الصحة والسلامة في الشركات والورش والمصانع او عدم الوقاية من المبيدات الزراعية والحشرية والمواد الكيماوية، او الحرق حتى القتل أصبح يجري على اتفه الأسباب ولخلافات لا تتعدى كونها مشاكل إجتماعية عادية،لا تستحق حتى إضاعة الجهد والوقت في حلها،لو كان هناك قيم ووعي إجتماعي،وتربية وثقافة تقوم على التسامح وإستيعاب الآخر وعدم اللجوء للعنف في حل المشاكل.

    ولعل الإجراءات التي تتخذ بحق الجناة في هذا الجانب غير كافية لردعهم او ثنيهم عن مواصلة مسلسل جرائمهم وردع الآخرين حيث في الأغلب يغيب القانون لصالح العطوات والصلح العشائري، والذي رغم انه يلعب دوراً هاماً في إطفاء الحرائق والتخفيف من تفاقم الخلافات والمشاكل الإجتماعية وتطورها وإنفجارها على نحو عشائري وقبلي كبيرين وواسعين،إلا انه يبقى عاجزاً على ان يشكل رادعاً للجرائم وحوادث القتل،حيث أنه لا يقوم على أرضية صلبة،بل في الكثير من الحالات يأخذ شكل المحاباة والمراضاة الإجتماعية،وتكون الحلول ترقيعية،تبقى الجمر تحت الرماد،وفي الغالب يتولد عند الطرف الذي يجري على حسابه الحل،شعور بالظلم الإجتماعي،يكون قابلاً للإنفجار في أي فرصة مستقبلية .

    هذا ناهيك عن الموت الناتج عن حوادث السير بسبب السرعة الزائدة او عدم الإلتزام بإجراءات وقوانين السير،أو حتى عدم صلاحية المركبة المستعملة في السياقة،فتجد انها قد اكل عليها الدهر وشرب والسائق يسير بدون تامين او ترخيص،او حتى انه غير مؤهل للسياقة.

    والمصانع والشركات نادراً ما تتقيد بإجراءات الأمن والصحة والسلامة العامة،لا على صعيد توفير الملابس الخاصة للعاملين،او الأجهزة المتعلقة بالحريق والإنذار والسلامة العامة،ونحن نشهد رحيل او تواجد كثيف لتلك الورش والمصانع في الغالب في وإلى منطقة(ج ) على اعتبار أنه لا فيها لا سلطة ولا قانون،وأية حوادث او تجاوزات فيها من شأنها المس بحياة المواطن وصحته وسلامته وحياته،لا تستطيع السلطة تطبيق القانون عليه فيها،والإحتلال لا يهمه ذلك،بل هو معني بتخريب البنية المجتمعية الفلسطينية،ونشر الأمراض والآفات الإجتماعية في أوساطه،وهو فقط يتدخل عندما يتعلق الأمر بامنه وحياة مواطنيه،ومعظم المواد الفاسدة وغير الصالحة للإستهلاك من دجاج ولحوم او مواد غذائية أو عصائر ومنتوجات الحيوان من اجبان وألبان وحليب اضافة للتمور ومكسرات وغيرها تمر وتدخل الى اسواقنا عن طريق منطقة (ج ) ومن المستوطنات التي يجري التهريب منها لتلك المناطق،وتجد أن تلك المواد يجري إعادة تغليفها او تعبئتها في تلك المناطق،ولكي تدخل على شكل سموم ومواد مسرطنة الى اسواقنا الفلسطينية،واذا كانت السلطة الفلسطينية ليس لها سلطة على منطقة (ج)،فإنه من الهام ملاحقة كل من يعبثون بصحة وأمن وسلامة المواطن في تلك المناطق،لكون العديد من تلك المناطق تحول الى أوكار ومراكز وبؤر لكل انواع الموبقات والأمراض والآفات الإجتماعية،فهناك منها من هو متخصص في شراء وبيع وتوزيع المخدرات،ومنها ما له علاقة بنشر الرذيلة والفساد والإسقاط،ومنها ما له علاقة بالعالم السفلى تجارة سلاح مشبوه وسرقات ولصوصية وزعرنة وبلطجة وخاوات وتزوير وغيرها،ناهيك عن انها أصبحت ملاذاً امناً لكل من هو ملاحق او مطلوب للعدالة على خلفية تلك القضايا،او بيع وتزوير أراضي وعقارات وتسريبها لليهود،وللأسف عمليات بيع وتسريب العقارات والأراضي تجري بمشاركة محامين،كونوا شراكات وعلاقات مع جهات نافذة تتستر عليهم وتوفر لهم الحماية،والان بات من الضروري والملح،وفي ظل ما تتعرض له القدس من هجمة إستيطانية،أن تجري ملاحقة جدية لمثل هذه العصابات،ورفع الغطاء عن من يوفرون لهم الحماية وعدم الملاحقة والمحاسبة،حيث ان البعض من محامين ورجال أعمال ومهندسين،يجري تلميعه إعلامياً وإجتماعيا ووطنياً،وهو في الحقيقة يمارس كل أشكال"العهر" والقوادة" والنصب والإحتيال والتزوير وتسريب الأراضي والعقارات الى جهات مشبوهة وجمعيات إستطيانية.

    لا يجوز بأي شكل من الأشكال ان تستمر الأمور على ما هي عليه،فالأجهزة الأمنية ووزارات السلطة وسلطة الجمارك ولجان الرقابة والتفتيش ولجان حماية المستهلك، والمجالس المحلية والبلديات عليها أن تأخذ دورها في هذا الجانب،وبالضرورة أن يتم فرض إجراءات وعقوبات صارمة،على كل من يعبثون بحياة المواطن الفلسطيني وصحته وسلامته،فنحن يجب ان نرفع شعاراً جديداً بان إنسانا الفلسطيني هو اعز وأغلى ما نملك،وليس العكس،بحيث أصبح الإنسان الفلسطيني يشعر بأنه مكب نفايات لكل مواد تالفة او فاسدة او غير صالحة للإستهلاك البشري عند الإسرائيليين،بحيث يقوم بعض التجار الجشعين بشراء تلك المواد بأسعار زهيدة،او يطلب منهم نقلها من أجل التخلص منها،لكي يستغل حاجة الناس وظروفهم الإقتصادية الصعبة،ويقوم بإعادة تغليفها او تعبئتها او بيعها بأسعار زهيدة،دون مراعة سوى لجشعة وطمعه ومصلحته الخاصة،أما حياة المواطن الفلسطيني وصحته وسلامته،فهي لا تعني له شيئاً .

    إن حالة الفلتان وإنعدام الأمن والأمان في المناطق المصنفة (ج) حسب إتفاقيات أوسلو،هي التي يجب التركيز عليها،فالعديد من تلك القرى او المناطق المحاذية للمستوطنات والخط الاخضر،يجري إستغلالها من قبل بعض التجار وكذلك المافيات متعددة الخدمات،لكي تمارس كل أشكال خروجها على القانون من تلك المناطق،وبالتالي يجب أن يكون هناك جهد جدي وحقيقي تبذله السلطة والقوى والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني،من اجل محاصرة والقضاء على كل أشكال الأمراض الإجتماعية القادمة من هناك،والتي نحن نقول بأن سكان تلك القرى او المناطق ليسوا بالمسؤولين عنها،بل هناك من يعملون على فرض سطوتهم وهيبتهم على السكان،او إستغلال ظروف الناس الصعبة،من أجل أن يجري تسهيل وغض الطرف عن تجارتهم واعمالهم غير المشروعة.

    إن كل ذلك بحاجة الى عملية توعية شاملة،والعمل على إعادة بناء وإنتاج الإنسان الفلسطيني الجديد،ولكن ليس على غرار ما أراد له دايتون وغيره،فالإنسان الفلسطيني الذي جرى طحنه من قبل الإحتلال ،لم يجر أي تغير جدي نحو الأفضل في ظروفه وأوضاعه الإقتصادية والإجتماعية،بعد قدوم السلطة،بل يرى الكثير بأنها أصبحت على نحو اسوأ،حيث الفساد والمحسوبيات والواسطة والكثير من السلوكيات اللامعيارية من دجل ونفاق ورشوة والنفاق والدجل الإجتماعي وإنعدام تكافؤ الفرص في الوظيفة العمومية...الخ،كلها تدفع نحو المزيد من الإحتقان والإنفجار وإنعدام الأمن،واسترخاص حياة الإنسان وكرامته.

    في ذكرى النكبة: تحرير سيناء فريضة مؤجلة ...بقلم: فهمي هويدي
    سما 14-5-2013

    لا أرى سبيلا لإحياء الذكرى الخامسة والستـين للنكبة التي حلت بفلسطين (في 15/5/1948) إلا بالدعوة إلى المطالبة بتحرير سيناء، لأن الصلة وثيقة بين الاثنين.

    (1)
    هذا المنطوق يحتاج إلى شرح. لذلك أرجو ألا يسارع أحد إلى تأويله أو استخلاص رسالته قبل أن أوضح ما عنيته. إذ قد يستغرب البعض إذا علموا أنني استلهمت فكرته من حديث الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع إلى رجال الجيش الإعلاميين الذين شهدوا يوم السبت الماضي 11/5 ختام ما سمي «إجراءات التفتيش» لأحد التشكيلات المدرعة بالمنطقة المركزية، إذ ذكر أن تطوير الوحدات والتشكيلات ورفع معدلات كفاءتها القتالية يتم بمعدلات غير مسبوقة، بما يضمن لها القدرة على مجابهة التحديات والوفاء بالمهام المكلفة بها في حماية الوطن.
    كنت أحد الذين دعــوا في كتــابــات منــشورة إلى الكف عن الإلحـاح غــير المســؤول على دعــوة الجــيش إلى التدخل والانقلاب على الشـرعية. ومن بين ما قلته إن جيــش مصــر الآن يخضــع لعمليــة إعــادة بناء شاملة، تستهدف استعادة عافيته وتجديد شبابه، لكي يصبح جيشاً وطنياً محترفاً يليق بدولة كبيرة مثل مصر.
    هذا الاهتمام بعافية الجيش المصري لا ينطلق فقط من إدراك لاستراتيجية المصلحة الوطنية المصرية فحسب، ولكن أية قراءة للمشهد العربي تؤيد بشدة تلك الرؤية، خصوصاً بعد تدمير الجيش العراقي وإنهاك وتدهور أوضاع الجيش السوري، الأمر الذي يجعل رفع الكفاءة القتالية للجيش المصري مطلباً عربياً ضرورياً وملحاً.

    (2)
    في تقرير «مدار» الاستراتيجي الذي صدر هذا العام عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية في رام الله أن إسرائيل لا تزال قلقة للغاية من تغــير الأوضـاع في مصر. وتخشى من أن يمس ذلك التغير معاهدة كامب ديفيد التي تعتــبرها كنزاً استراتيجــياً لا تعــوض. وهي تعتبر أن مرور عام 2012 بسلام ومن دون أن يتعكر صفو العلاقات مع مصر إنجازاً مهماً. وفي ظل النجاح الذي حققته إسرائيل على ذلك الصعيد فإنها استثمرت أجواء الربيع العربي لتجعل من عام 2012 «ربيع الاستيطان». إذ ضاعفت في ذلك العام مشروعاتها الاستيطانية أربعة أضعاف ما كانت عليه عام 2011.

    يتحدث التصوير الاستراتيجي عن التقديرات الأمنية الإسرائيلية التي تجمع على أن مصر بعد ثورة «25 يناير» 2011 سوف تختلف حتماً عنها قبل ذلك التاريخ، الأمر الذي يفرض على الدولة العبرية أن تكون مستعدة للتعامل مع مختلف الاحتمالات. ومن حيث المبدأ فإنها تعتبر الانسحاب من معاهدة «كامب ديفيد» خطاً أحمر لا تستطيع أية حكومة إسرائيلية أن تسمح بتجاوزه. ولديها الخطط اللازمة لمواجهة الاحتمال الأسوأ. ويعد ارتهان شبه جزيرة سيناء لمصلحة إسرائيل أحد المفاتيح التي تقبض عليها وتلوح بها بين الحين والآخر للضغط على مصر وابتزازها. والمتواتر في الدوائر السياسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوح بورقة سيناء في اتصال هاتفي له مع الرئيس الأميركي حين صرح الدكتور نبيل العربي عندما كان وزيراً للخارجية بعد الثورة بفكرة فتح معبر رفح أن فلسطين غزة.

    في هذا الصدد لا مفر من الاعتراف بأن الوضع في سيناء يشكل نقطة ضعف أساسية في الموقف المصري بعد الثورة، جعلت مصر في موقف حرج كبَّلها بوضع شاذ يمس سيادتها ويهدد أمنها القومي، وهو ما ينال من كرامة البلد في حين ثار شعبه وضحى بشهدائه لكي يصونها ويدافع عنها.

    لم يعد مقبولا أن تمزق سيناء إلى ثــلاث مناطــق يتفاوت فيها ضعف الوجود العسكري المصري، ومن المخزي أن يعبر القناة في حرب 1973 حوالي 80 ألف جندي وألف دبابة، ثم يوافق الرئيس السادات بعد «النصر» على سحبها جميعاً غرب القناة في اتفاق فض الاشتباك، باستثناء 7 آلاف جنــدي و30 دبابة فــقط لا غير.
    وما عاد مقبولا أن يحظر على مصر إنشاء أي مطارات أو موانئ عسكرية في كل سيناء، ومن المحزن والمريب أن تقف أقرب دبابة إسرائيلية على بعد ثلاثة كيلو مترات من الحدود المصرية، في حين أن أقرب دبابة مصرية تبعد 150 كيلو متراً عن نفس النقطة.
    هذا بعض ما نبهت إليه الدراسة التي أعدها المهندس محمد سيف الدولة المختص بالموضوع، والتي نبه فيها أيضاً إلى وجود القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة في سيناء، ولا يجوز لمصر أن تطالب بانسحابها إلا بعد موافقة جماعية من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن.. وتلك القوات تتبع حلف الأطلنطي وقوامها 2000 جندي، وهي تراقب مصر أساساً في حين أن هناك 50 شخصاً مدنياً يراقبون الجانب الإسرائيلي.
    التفاصيل كثيرة في هذا الملف، وكلها تجمع على أن الوضع في سيناء يمثل وصمة فرضت على مصر ثغرة في جدار أمنها القومي المصري، يجب ألا يستمر السكوت عليها بعد الثورة، ويتعذر التعامل معها إلا بعد أن تستعيد مصر عافيتها السياسية والعسكرية.

    (3)
    من سخريات الأقدار ومفارقاتها أن الرأي العام المصري جرى تشويهه خلال العقود الأخيرة، إذ نجحت أبواق الرئيسين السابقين السادات ومن بعده مبارك في قلب الصورة ومسخها في سيناء، بحيث أقنعت كثيرين بأن الخطر على سيناء يتمثل في الفلسطينيين لا الإسرائيليين. وثمة شائعة راجت في مصر تدّعي أن الفلسطينيين يطمحون في التمدد في سيناء والاستيطان بها، بحيث تضم إلى قطاع غزة في نهاية المطاف. وينسى هؤلاء ثلاثة أمور أساسية هي:
    ــ إن الرئيس جمال عبدالناصر كان قد طرح الفكرة في عام 1953، حين كان يحسن الظن بالأميركيين، وتصور أنهم سوف يساعدونه في توطين الفلسطينيين في شمال غرب سيناء، وثمة تقرير بهذا الخصوص نشره الباحـث الفلسطـيني حســن أبوالنمــل في كتاب أصده مركز أبحاث منظمـة التحـرير سنة 1978 ــ وذلك التقرير أعده المجلس الدائم لتنمية الإنتاج القومي في مصر بالتعاون مع وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين، وهو مطبوع بتاريخ 28 يوليو 1955. وقد نبهـني إليـه الباحـث الفلسطيـني المخضـرم عبدالقــادر ياسـيــن الذي عاصر تلك المرحلة. وهو يذكر أن الفكرة لقيت معارضة شديدة من الفلسطينيين آنذاك، وأن وفداً منهم ضم ممثلين عن الإخوان والشيوعيين والمستقلين جاء للقاء الرئيس عبدالناصر وأقنعه بالعدول عن الفكرة.
    ــ إن الإسرائيليين احتلوا سيناء مرتين، بعد عدوان 56 وبعد حرب 67، وأمضوا هناك نحو 15 عاماً، كانت الحدود خلالها مفتوحة بين غزة وسيناء، وكان من اليسير للغاية على الفلسطينيين أن يتمددوا في سيناء ويستوطنوا فيها، ولكنهم لم يفعلوا رغم أنه لم يكن هناك عائق يحول دون ذلك. وظلوا متمسكين بالبقاء في بلادهم وعلى أرضهم التاريخية.
    ــ إن فكرة توطين الفلسطينيين بصفة دائمة في سيناء مصدرها إسرائيل ولم ترد في أي مشروع أو مخطط فلسطيني. والباحثون الأكاديميون يعرفون جيداً أن الساسة الإسرائيليين طالما تمنوا أن يحلوا مشكلتهم مع الفلسطينيين عبر نقلهم إلى أي مكان في الكرة الأرضية. وإذا كانوا قد رشحوا لذلك بعض دول أميركا اللاتينية، فلا ينبغي أن يستغرب منهم أن يرشحوا سيناء أيضا، باعتبارها أقرب من الناحية الجغرافية، فضلا عن أنها تتسع لهم ويمكن أن تستوعبهم بسهولة.

    (4)
    ضعف مصر هو المشكلة، إذ بسببه لم تستطع أن تطالب بتعديل البند الخاص بانتقاص سيادتها على سيناء، رغم أن الفرصة كانت ولا تزال مواتية لإطلاق تلك الدعوة، حيث لم يعد اضطراب الأوضاع في سيناء خافياً على أحد، والتهديدات التي تمثلها تلك الاضطرابات لأمن مصر واستقرارها لم تعد موضع جدل أو مناقشة. ولا أحسب أن أحداً يمكن أن يجادل في أن ضعف مصر أدى إلى إضعاف العالم العربي برمته وإضعاف القضية الفلسطينية بالتالي، الأمر الذي يجري استغلاله بصورة مكشوفة من خلال دفع العرب إلى تقديم تنازلات مجانية مستمرة للإسرائيليين، كان آخرها طرح فكرة تبادل الأراضي مع إسرائيل لتثبيت تغولها الاستيطاني واستكمال الجريمة التاريخية المتمثلة في تغيير خرائط الواقع لمصلحتها.
    إن مصر الثورة التي لم تستقر أوضاعها لم تغير شيئا في القواعد التي أرساها نظام مبارك في علاقته بالفلسطينيين عموماً وفي شأن غزة بوجه أخص. نعم تغيرت الأجواء بصورة نسبية، ولكن القواعد لم تتغير. ذلك أوضح ما يكون في معبر رفح الذي لا يزال معبراً للحالات الإنسانية فقط كما أرادته إسرائيل، وليس ممراً دولياً أو تجارياً كما هي الحال في الممرات الحدودية في مختلف أقطار العالم.

    اعلام التحريض
    سما / مصطفى ابراهيم 14-5-2013
    بعض وسائل الاعلام المحلية الصادرة في قطاع غزة تعتمد اسلوباً تحريضياً خطيراً في تناول قضايا حرية الصحافة والرأي والتعبير، في جزء غال من فلسطين من المفترض انه منبع المقاومة والحرية والتحرير وتناول كل القضايا بحرية وشفافية.

    وينطلق عدد من كتاب الاعمدة في هذه الصحف والمواقع من رؤية حزبية ضيقة كانت تستخدم في أزمان غابرة وتمثل الانظمة الشمولية والاستبدادية، وخرج بعضهم عن القواعد والأصول المهنية وعدم مراعاة العلاقات الوطنية، والتحريض بشكل سافر يؤسس للعنف.

    بعض هؤلاء يعتمدون تحريض موجهاً لتشويه صورة الاخرين في وسط حزبي يصدق أي شيئ يُقال بدون أن يكلفوا انفسهم عناء البحث والتحري، ومطالعة ما ينقله الصحافيون والكتاب الذين يتمتعون بصدقية ومهنية وموضوعية عالية جداً، وينطلقون من حسهم الوطني والأخلاقي والمصلحة الوطنية، ويراعون الاصول والقواعد الصحافية في اطار القانون وحرية الرأي والتعبير، والحق في الحصول على المعلومات وتداولها، وتناول القضية الفلسطينية، ومعاناة الناس والهم اليومي المعاش في فلسطين.

    الخطير هنا ان يتم تناول قضايا تناولها الصحافيون والكتاب والرد عليهم بشكل تحريضي متعمد، بدون تكليف الذات عناء البحث والاستناد الى المعلومات الحقيقية بطريقة اقرب للتزوير والكذب وقلب الحقائق، وفي زمن الفضاء الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة كالفطر لم يعد مجالاً للتزوير والكذب وحجب المعلومات.

    فحرية التعبير والصحافة لم تعد حكرا على احد، ولا يستطع أي شخص او أي دولة او حكومة وأجهزتها الامنية اي كانت فرض سطوتها وتقييد حرية الرأي والتعبير، فالحدود مفتوحة امام الناس وبكبسة زر يطلع الانسان على ما يريد وعلى كم هائل من المعلومات والتمييز بين الغث والسمين.

    نحن بأمس الحاجة لدحض الرواية الاسرائيلية وفضح الجرائم والانتهاكات اليومية بحق ابناء الشعب الفلسطيني، وكشف المستور في ما يجري في ساحتنا من انتهاكات وفساد وتفرد وإقصاء.

    أعتقد ان الاعلام الفلسطيني خاصة الحزبي ومن هو على هامشه في موقف لا يحسد عليه، فالناس ينظرون الى اعلامنا الفلسطيني باستخفاف ويحملونه جزءاً من المسؤولية فيما يجري لدينا، وأصبحنا لا نرى إلا الغث منه، وهو يقف على المحك، ما يتطلب منه ضبط النفس والنظر في الامور من جميع زواياها والى القضية الكبرى، ليس من باب التحريض والتنظير ودرء الشبهة عن نفسه فقط، بل من خلال العمل الحقيقي الذي يواجه ما يجري بحيادية وشفافية والإثبات انه قادر على مواجهة الة الحرب ووسائل الإعلام الاسرائيلية الجبارة.

    فكلما توسمنا الخير ولاح بصيص من نور في الافق نجد الاعلام الحزبي متورط في التحريض اكثر وفي تعميق الانقسام وبث الفرقة، وبدلاً من تأليب الناس على المسؤولين من طرفي الانقسام نجد فئة من هؤلاء يشوهون غيرهم ويحرضون عليهم.

    ليس مطلوباً من الاعلام الحزبي وصحفييه وكتابه الحيادية، مطلوب منهم الموضوعية والمصداقية والنزاهة والشفافية في نقل وكتابة ما يكتبون، ولا يضعون الكل في سلة واحدة وعدم التمييز بين الناس وحقهم في التظاهر وحرية الرأي والتعبير.

    الاعلام المحلي والحزبي لم ينضج بما فيه الكفاية ليصبح محايدا في نقل الاخبار بدون تحيز لطرف ضد اخر ولم يقم بدوره في توعية الناس وتحريض الرأي العام لوضع حد للانقسام ومحاصرة المنقسمين.

    إن ما يجري في ساحتنا يهدد النسيج الاجتماعي ويزيد من التشاؤم في مستقبل قضيتنا، وقدرتنا على مواجهة التحديات وسطوة الاحتلال.
    إن التحريض والإثارة من عمل الضعيف الذي يفتقر الى المسؤولية الاخلاقية والوطنية وعدم القدرة على قبول الاخر والتعايش معه، وهو لا يمكنه العيش إلا من خلال هذه الاجواء، وهذا مؤشر خطير يؤجج العنف ومشاعر وغرائز الناس ويعزز الكراهية والانقسام والمشاحنات الاجتماعية والوطنية.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 379
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-24, 09:34 AM
  2. اقلام واراء محلي 373
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:56 AM
  3. اقلام واراء محلي 350
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 09:20 AM
  4. اقلام واراء محلي 349
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 09:19 AM
  5. اقلام واراء محلي 277
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:40 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •