النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 352

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 352

    اقلام واراء اسرائيلي 352
    27/5/2013

    في هــــــذا الملف

    خيارات اسرائيل
    بقلم:اليعيزر ماروم،عن يديعوت

    محور الشر ينتعش
    بقلم:اسرائيل زيف،عن يديعوت

    وزير الخارجية الامريكي متفائل
    بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    كيري: لنتنياهو وعباس اسبوعان لاتخاذ قرارات صعبة
    بقلم:باراك رابيد،عن هآرتس

    المستوطنون بدأوا حملة عنيفة لتخفيف توجيهات اطلاق النار
    بقلم:عاموس هرئيل وحاييم لفنسون،عن هآرتس

    اوروبا لا تضغط على اسرائيل
    بقلم:عميره هاس،عن هآرتس

    فليأخذوا المسؤولية
    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    دولة كل رافضيها
    بقلم:البروفيسور رافي يسرائيلي،عن معاريف




    خيارات اسرائيل

    بقلم:اليعيزر ماروم،عن يديعوت

    تم الحديث في الاسبوع الماضي كثيرا عن مهاجمة الوسائل القتالية في سورية التي كانت في طريقها الى حزب الله، ونسبت مصادر اجنبية الهجوم الى اسرائيل، واتصل بالقضية استقرار الرأي على هجوم آخر اذا احتيج الى ذلك وحينما يُحتاج اليه، وخطر رد سوري محتمل يدفع المنطقة الى حرب، وأنباء منشورة جديدة تصف استعدادا مختلا للجبهة الداخلية لحماية نفسها من السلاح الكيميائي. ليس نقل السلاح من سورية الى حزب الله أمرا جديدا، فان جزءا كبيرا من القذائف الصاروخية والصواريخ التي عند حزب الله سلحته بها ايران عن طريق سورية، ونُقل جزء منها من مستودعات ذخيرة الجيش السوري وهي من صنع سوري ذاتي أو اجنبي. وتتابع اسرائيل منذ زمن انتقال السلاح، وحذرت من انها لن تقبل نقل سلاح نوعي. ولقد نقلت سورية في الماضي قليلا جدا من الوسائل القتالية النوعية الى حزب الله.
    تتطلب العملية، اذا كانت اسرائيل قد نفذتها قبل كل شيء، قدرة استخبارية في الوقت المناسب وقدرة من المستوى العسكري والسياسي معا على اتخاذ قرار، بعد تحليل جملة العناصر واحتمالات الرد بعد العملية، وجهازا عسكريا يعرف كيف ينفذ المهمة تنفيذا دقيقا، مع الاعتماد على المعلومات الاستخبارية في الوقت المناسب. وقد برهنت اسرائيل في الماضي أكثر من مرة على أن لها قدرة على تنفيذ عمليات من هذا النوع.
    قبل كل عملية كهذه يتم تقدير عام للوضع في هيئة القيادة العامة، وفي المستويات السياسية بعد ذلك، وبعد فحص جملة عناصر يوافقون أو لا يوافقون عليها. والعناصر الرئيسة في اتخاذ القرار هي: الفحص عن النظام السياسي الذي يشتمل على النظام العالمي والاقليمي (القوى الكبرى ودول المنطقة)، والرد السوري والخطر على قواتنا، والقدرة على تنفيذ هذه العملية مرة اخرى، والفحص عن المعلومات الاستخبارية، مع تأكيد القدرة على تنفيذ العملية، حسب الشروط التي أقرها المستوى السياسي وغير ذلك. وتُفرض احيانا قيود على المستوى التنفيذي لمضاءلة الخطر ومنع التورط، أو تُختار طريقة عمل سرية تُمكّن الطرفين من احتواء العملية بعد انتهائها.
    إن الوضع الذي نشأ الآن يُعقد جدا مسار اتخاذ القرار في المستقبل ويُصعب قدرة اسرائيل على العمل، فروسيا ترى ان سورية هي آخر قلعة يمكنها منها التأثير في الشرق الاوسط، وإن تسليح السوريين بصواريخ إس300 قد يضائل بقدر ما حرية عمل سلاح الجو الاسرائيلي في المنطقة. إن الولايات المتحدة في هذه المرحلة غير معنية بمواجهة الروس، وتريد احتواء الحرب الأهلية في سورية. وترى تركيا الهجوم على قوافل السلاح – حتى حينما يضر ذلك بالاسد – فعلا غير مناسب قد يُشعل المنطقة كلها ويضر بمكانتها. وترى ايران الاسد حليفا يُمكّنها من تسليح حزب الله وتهديد دولة اسرائيل به. وتهدد سورية بالرد على كل هجوم في المستقبل بتشجيع من ايران وحزب الله.
    ستجد اسرائيل نفسها في مفترق قرار معقد اذا اضطرت الى ان تهاجم مرة اخرى قافلة/ مخزن سلاح نوعي في سورية، وتُعرض نفسها لخطر رد سوري بعد هجوم من هذا النوع، لكن عدم رد اسرائيل من جهة اخرى قد يُفسر بأنه موافقة على نقل وسائل قتالية نوعية تُعرض للخطر مواطني دولة اسرائيل في المستقبل.
    إن الخيارات المعروضة على اسرائيل الآن هي: اجراء دبلوماسي بمساعدة روسية وتأييد امريكي (ويبدو ان هذا الاجراء لن ينجح بسبب المصالح الروسية في سورية)، وهجوم على شاكلة الهجوم الأخير مع التعرض لخطر رد سوري، قد ينزلق الى حرب أو الى جولة عنيفة مع سورية وحزب الله، أو هجوم تحت ‘سقف الضجيج’ بعملية سرية تتم باستعمال وسائل خاصة ووحدات خاصة وتترك أثرا اسرائيليا خفيا وتُمكّن اسرائيل من الانكار والسوريين من احتواء الحادثة.
    يواجه قادة الدولة وقادة الجيش مهمة معقدة، لكنها ليست غير ممكنة. يمكن ويجب منع تهريب السلاح النوعي الى حزب الله وعند دولة اسرائيل وسائل شتى لفعل ذلك من غير أن تتعرض لخطر الافضاء بالمنطقة الى حرب.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    محور الشر ينتعش

    بقلم:اسرائيل زيف،عن يديعوت

    تعبر تصريحات نصرالله أمس التي جاء فيها ان حزب الله يدعم الاسد بتأييد من ايران ويساعده بكل طريقة ممكنة، عن وضع الرئيس السوري المتحسن في هذه الايام. وقد برهنت خطبة الامين العام لحزب الله مرة اخرى، لمن شك في ذلك، على ان محور الشر حي ويُنعش نفسه من جديد.
    وعلى العموم يبدو ان الواقع الذي أخذ يتشكل في الآونة الاخيرة في سورية هو في مصلحة الاسد. فقد حل محل التصريحات التي قالت إن حكمه بلغ نهايته. إن الواقع الجديد الذي ينشئه الاسد لنفسه يقوم على ثلاث دعائم: الدعامة الاولى هي استنفاد قوة المتمردين العسكرية والسياسية، وهم الذين يُعانون دعما لوجستيا ضئيلا. والدعامة الثانية هي الجهات الخارجية التي ساعدت المتمردين: فلن يساعد الاتراك ولا الامريكيون ولا العالم السني ولا اسرائيل بيقين المتمردين مساعدة تقلب الصورة. والدعامة الثالثة هي المساعدة الاقتصادية والعسكرية التي يتلقاها الاسد من حزب الله وايران ومن الروس خاصة، الذين هم أهم عامل. فالروس بمساعدتهم للاسد يُقوون مصالحهم كاستمرار السيطرة على ميناء طرطوس، لكنهم يُقوون في الأساس اعادة بناء مكانتهم الدولية، باعتبار روسيا من القوى العظمى، التي تضررت بعد سقوط القذافي.
    يبني الاسد من جديد رواية تحرير سورية. واسرائيل بالنسبة اليه العامل الأشد حسما في تعزيز هذه الرواية، وقد تصبح سلما يتسلقه عائدا الى موقع القوة. إن حرب الصور الآن أهم كثيرا من الوضع على الارض. فالاسد يحاول ان يحرز وضعا جديدا ازاء اسرائيل، وهذه لعبة خطيرة عليه لأنه اذا مط الحبل أكثر مما ينبغي فقد يدفنه رد اسرائيلي قوي. لكن مع افتراض ان اسرائيل لن تكون مستعدة للذهاب حتى النهاية سيفوز بحصاد كبير وتقوى منزلته كثيرا.
    يبدو ان الاسد عنده ما يربحه أكثر مما يخسره وهو مستعد للمخاطرة. وهكذا تُجر اسرائيل الى معركة خطابية وقد تحوز لنفسها كما فعلت مع ايران المشكلة كلها.
    إن مشكلة اسرائيل الحقيقية هي السلاح الاستراتيجي. يجب عليها ان تبذل جهدا لتدميره وبلا كلام كثير. والتصريحات ستعوق قدراتنا على فعل ذلك فقط. إن صواريخ إس300 ليست مُعدة لمواجهة اسرائيل فقط بالضرورة فهي مُعدة بقدر لا يقل عن ذلك لردع الامريكيين والاتراك. ولهذا فان نشاط اسرائيل السياسي فقط مع الروس ضعيف جدا ويضيع الهدف، بل يقوي الاسد على نحو غير مباشر. يجب على اسرائيل ان تفعل ما يجب عليها فعله مع ما يُقرن بذلك من أخطار، وأن تدع الآخرين يتقدمون الساحة السياسية. وهذه معركة معقدة يجب تصريفها على نحو مختلف.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    وزير الخارجية الامريكي متفائل

    بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    تنتهي الجولة الرابعة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري في الشرق الاوسط الاحد، في الاردن بلقاء مع الملك عبدالله الثاني ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولن يغير هذان اللقاءان حقيقة ان الجهد الامريكي لتحريك المسيرة السياسية قدما لن ينجح.
    ويُبين الذين حوله ان هذه ليست الجولة الاخيرة وستأتي الزيارة الحاسمة، كما يبدو في حزيران/يونيو. فهل الفرصة التي منحه إياها اوباما قد استُنفدت بلا شق طريق، أم سينجح في جمع الطرفين مع ملك الاردن في لقاء مصور يبدأ التفاوض بعده؟
    لا يعلق أحد آمالا كبيرة جدا، واذا تم الاتفاق على بدء مسيرة بغير شروط مسبقة أو مع قبول جزئي من اسرائيل لهذه الشروط المسبقة، فسيكون ذلك مفاجأة حقيقية، ويشيع كيري التفاؤل.
    إن كيري يؤمن بأنه فُتحت نافذة امل شجعه على ذلك زيارة وزراء الخارجية العرب لواشنطن، واعلان رئيس حكومة قطر ووزير خارجيتها الاستعداد لتبادل أراض بين اسرائيل والدولة الفلسطينية التي ستنشأ. وهو يعتقد ايضا ان الحديث الآن عن فرصة مواجهة الجبهة الايرانية ـ السورية.
    إنه يتذكر التحالف العربي في حرب الخليج الاولى، ويؤمن بأن تلاقي المصالح الذي نشأ آنذاك في مواجهة الغزو العراقي للكويت يعود الآن، فقد وجدت دول الخليج العربي والاردن ومصر ومنظمة التحرير الفلسطينية وحتى حماس نفسها مع اسرائيل في مواجهة محور ايران ـ سورية ـ حزب الله.
    وهو يؤمن بأنه يمكن إحداث شيء جديد والرابط الأفضل هو العدو المشترك. ويعتقد كيري أن حكومة اسرائيل الحالية أكثر ليونة لتسوية من تلك التي سبقتها، وهو على يقين من انه اذا حدث اجراء سياسي فسيقفز حزب العمل الى العجلة ويعوق معارضة البيت اليهودي اذا وجدت.
    إن كيري مصمم الآن على الاتجاه الى تفاوض فقط في الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية، وفي الترتيبات الامنية المطلوبة بين الدولتين، وبعد ان يتوصل الطرفان بينهما الى اتفاق كامل على هذين الشأنين يتم بعد ذلك التباحث في الشؤون الاخرى، القدس واللاجئين والمستوطنات، مع كسر المبدأ القديم وهو ‘لا يتم الاتفاق على شيء ما لم يتم الاتفاق على جميع الموضوعات في جدول الاعمال’. وكل ما يتم الاتفاق عليه يوضع جانبا ولا يكون مفتوحا لتغييرات بسبب التفاوض في الشؤون الاخرى.
    ويؤمن وزير الخارجية الامريكي بأن الرئيس عباس سيفي بوعده، وهو اذا اتُخذ في الجمعية العامة للامم المتحدة قرار الاعتراف بفلسطين دولة مراقبة، فسيتخلى عن شروطه المسبقة لاجراء التفاوض (وهو الوعد الذي نقضه على أثر نشر نية اسرائيل ان تبني في المنطقة E1). وهو يؤمن بأن نتنياهو يستطيع التوصل الى اتفاق على حدود دائمة، حتى لو كان ثمن ذلك تأخيرا طويلا لبعض تنفيذ ذلك.
    أرى في تقديري أن كيري متفائل جدا، لأنه يصعب علي أن أرى اتفاقا دائما على الحدود، لأنه من غير الممكن فصل الحدود عن قضية القدس، وعن الاشتغال بشأن اللاجئين بعد ذلك. وآمل أن يكون على حق وأتمنى نجاحه.
    لكن من المهم انه اذا نشأت مسيرة سياسية ان يتمكن الطرفان من الخروج من القناة الدائمة الى قناة التسوية المرحلية التي تبدو لي أكثر عملية اذا أخذنا الواقع في الحسبان، وإلا أمكن ان تفضي خيبة الأمل الى انكسار.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    كيري: لنتنياهو وعباس اسبوعان لاتخاذ قرارات صعبة

    بقلم:باراك رابيد،عن هآرتس

    في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية الامريكي جون كيري في مطار بن غوريون، أول أمس حاول أن يشرح لماذا يوظف معظم ساعاته في الشهرين الاخيرين في محاولة شبه يائسة لاستئناف المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين.
    وروى انه في كل مكان وصل اليه ـ الصين، اليابان، اوروبا والخليج الفارسي ـ او في اللقاءات التي عقدها قبل مجيئه الى المنطقة مع وزيري خارجية البرازيل ونيوزيلندا، كان الموضوع الاول الذي طرح، هو النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. وقال ان ‘هذه مسألة تقلق كل العالم’.

    وأنهى كيري أول أمس شهرين من المحادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). وفي هذه الفترة التقى ثنائيا وتحدث هاتفيا مع كل واحد منهما عشرات المرات. وفكر كيري بالعودة الى القدس ورام الله، ولكنه شعر بانه في هذه اللحظة استنفد اتصالاته مع الزعيمين والان الكرة بين يديهما.
    وقبل أن يغادر أوضح كيري لنتنياهو وابو مازن بانه يتوقع ردا في غضون اسبوع الى اسبوعين، ‘سأنشغل في مواضيع اخرى انا مسؤول عنها كوزير خارجية. في الوقت الذي سيفكر آخرون، نتنياهو وابو مازن، بالاختيارات الواضحة التي يتعين عليهما أن يتخذاها، وبالاقتراحات التي وضعناها امامهما، في موضوع الطريق الى التقدم. توجد اختيارات صعبة ينبغي عليهما أن يتخذاها’، قال كيري. ‘اعتقد انه يجب السماح لهما باتخاذ قراراتهما في فترة زمنية معقولة في الايام القريبة القادمة’. ومن أقوال كيري يمكن محاولة رسم الصيغة التي عرضها لاستئناف المفاوضات:
    اسرائيل والفلسطينيون يستأنفون المفاوضات المباشرة، من دون شروط مسبقة. وفي المحادثات يمتنع الطرفان عن تصريحات استفزازية وخطوات استفزازية، ‘تعيدنا الى الوراء’ على حد قوله. بمعنى أن يمتنع الفلسطينيون عن التحريض ضد اسرائيل، وتمتنع اسرائيل عن خطوات، كبناء مكثف في المستوطنات، تسويغ بؤر استيطانية او هدم منازل فلسطينية.
    وتجري المفاوضات أولا على حدود الدولة الفلسطينية وترتيبات الامن التي تطلبها اسرائيل. المبدأ الذي يقول ان تجرى مفاوضات على الحدود، على حد قول كيري، يدمج بين مطالب الفلسطينيين ومطالب الاسرائيليين: ‘حدود 67 مع تبادل للاراضي، يأخذ بالحسبان التغييرات التي وقعت على الارض’، اي الكتل الاستيطانية.
    وشدد كيري على أنه غير معني بان يكون موضوع البناء في المستوطنات شرطا مسبقا يمنع استئناف الاتصالات. وقال انه اذا اجرينا مفاوضات على الحدود والامن وحققنا اتفاقا، فهذا سيحل موضوع المستوطنات. الطريق لحل الموضوع هو القرار ماذا يوجد في الدولة الفلسطينية، وما هي القواعد هناك، وماذا يوجد في اسرائيل وما هي القواعد هناك’.
    وأوضح كيري لنتنياهو بانه يتوقع ان يرى اسرائيل تتخذ ‘خطوات تبدي استعدادها للتحرك الى الامام’. ولا يطلب كيري تجميدا كاملا للبناء في المستوطنات، بما في ذلك البناء الخاص. ولكنه يتوقع من نتنياهو أن يتخذ كبحا للجماح يعبر عن نفسه بوقف العطاءات الحكومية. ‘نحن نؤمن بانه يجب وقف البناء في المستوطنات… مثل هذه الاعمال لا تساعد المسيرة وآمل أن يكون هنا جهد بالحد الادنى’، قال كيري. ‘يوجد بناء خاص واذون صدرت قبل وقت طويل، ومن ناحية قانونية لا يمكن وقفها. ولكن بطرق اخرى يوجد للحكومة امكانية لاحداث فرق مهم في الاشهر القريبة’.
    وقد لا يأتي كيري الى المنطقة في الاسبوعين القريبين، ولكنه وزملاءه في العالم سيواصلون المكالمات الهاتفية الطويلة مع نتنياهو وابو مازن، والضغط عليهما لاعطاء جواب ايجابي للصيغة التي وضعها وزير الخارجية الامريكي. وفي نهاية الاسبوع قال مسؤولون فلسطينيون ان ضغطا شديدا بدأ يمارس على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف المفاوضات، من دون شروط مسبقة. ‘كل وزراء الخارجية الذين كانوا هنا في الايام الاخيرة حثوا أبو مازن على قبول اقتراح كيري، رغم علمهم التام ان نتنياهو لا يوافق على تجميد البناء في المستوطنات، أو ادارة المفاوضات على اساس خطوط 67′، قال المسؤول الفلسطيني واضاف: ‘يوجد تفهم دولي للموقف الفلسطيني، ولكن يوجد ايضا تخوف من أن تكون مبادرة كيري هي الفرصة الاخيرة لتحقيق حل الدولتين’.
    في القدس وفي رام الله على حد سواء يبذلون كل جهد مستطاع لعرض نهج ايجابي تجاه مساعي كيري. والخوف الكبير لدى نتنياهو وابو مازن أن يكونا الطرف الذي يشير اليه كيري كمذنب في افشال المبادرة. ويفهم الزعيمان انه اذا فشل كيري فقد يطرح الامريكيون خطة خاصة بهم، أو ينصرفون من المنطقة ويبقون الاسرائيليين والفلسطينيين لمصيرهم.
    في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في الاردن بدا ابو مازن ايجابيا أكثر مما في الاسابيع الاخيرة. فقد امتنع عن مهاجمة اسرائيل بحدة، لم يعرض تجميد البناء في المستوطنات كشرط مسبق لاستئناف الاتصالات وقال ان مساعي كيري لاستئناف المسيرة ‘تبث أملا وينبغي الامل في أن تحقق نتائج’.
    أما نتنياهو، فرغم تحفظه على افكار عديدة طرحها كيري فانه يبذل كل جهد مستطاع كي يعانق وزير الخارجية الامريكي ويعرب عن تأييده لمساعيه. وقال موظف اسرائيلي كبير في نهاية الاسبوع ان نتنياهو يشكر كيري على جهوده لاستئناف المحادثات ويرحب باقواله بانه يجب الشروع في محادثات مباشرة بين الطرفين، من دون شروط مسبقة. وقال الموظف ان ‘هذا القرار اتخذ في اسرائيل ـ نحن مستعدون للشروع فورا في محادثات مع الفلسطينيين’.
    وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده كيري قبل اقلاعه كرر أربع مرات الرسالة بان على نتنياهو وابو مازن أن يتخذا ‘قرارات صعبة’ في الايام القريبة القادمة. اذا ردا بالايجاب واستأنفا المفاوضات، فيمكن لكيري ان يسجل لنفسه انتصارا أول على الرفض الشرق اوسطي. واذا ما حصل العكس، فستكون هذه اهانة ومذلة شخصية لوزير الخارجية الامريكي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    المستوطنون بدأوا حملة عنيفة لتخفيف توجيهات اطلاق النار

    بقلم:عاموس هرئيل وحاييم لفنسون،عن هآرتس

    إن المستوطنين الذين يتجولون في شوارع الضفة الغربية يلاقون في الاشهر الاخيرة صعوبة حقيقية، هي ارتفاع عدد حوادث رشق فلسطينيين سيارات اسرائيلية بالحجارة. وهذه ظاهرة لا تكاد تسجلها أدوات الرصد الاعلامية، ما عدا حوادث قليلة، كالاصابة الخطيرة التي تعرضت لها الصغيرة إيدل بيتون قرب اريئيل، قبل نحو من شهرين. ورغم أن المنظومة الضخمة من الشوارع الالتفافية التي عُبدت في الضفة، منذ اتفاقات اوسلو في 1993، تضاءل الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين، وبقيت الى الآن اماكن في الطريق الى الخليل خاصة، تمر فيها سيارات اسرائيلية قرب قرى فلسطينية ـ وتتلقى حجارة كثيرة، ولاسيما منذ نهاية السنة الماضية.
    يقوم المستوطنون بنضال على صعيدين، الاول وفيه اعلان القسم الأشد اتجاها الى القتال من المستوطنين، حربا لا هوادة فيها لقائد منطقة الوسط نتسان ألون، ويعمل هؤلاء على الدوام على اضعاف منزلته، أو ربما حتى في نقله من عمله. والثاني تم البدء في الأسابيع الاخيرة بحملة مغطاة اعلاميا بصورة جيدة لتغيير توجيهات اطلاق النار لقوات الجيش الاسرائيلي في الضفة، بزعم ان التعليمات الحالية تضائل رد الجنود وتشجع عنفا فلسطينيا.
    إن ألون مستهدف للمتطرفين في المستوطنات منذ نحو من ثلاث سنوات وقد حددوه منذ زمن على أنه عقبة ينبغي ابعادها، إما بسبب طبيعته (فهو يوحي بالبرود ولا يميل الى مصادقة المستوطنين)، وإما بسبب مواقف سياسية يسارية تُنسب الى زوجته. ولم ينفع ألون ماضيه باعتباره كان قائدا ممتازا لدورية هيئة القيادة العامة. فبعد كل عملية تتم في المناطق توجه اليه اتهامات مباشرة دونما صلة بنجاح القوات التي يتولى قيادتها في قمع الارهاب الفلسطيني. هذا ما حدث ايضا بعد قتل أفيتار بورفسكي من يتسهار في الشهر الماضي، حينما دعا رئيس المجلس الاقليمي السامرة، غرشون مسيكا، علنا الى عزل قائد المنطقة واضطر وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان الى الدفاع عنه.
    وفي نفس الوقت تمت في المدة الاخيرة ايضا ادارة نضال عام صارخ في مسألة توجيهات اطلاق النار، وهنا ايضا توجه الاتهامات الى ألون. أتم المستوطنون، يوم الجمعة، مسيرات احتجاج في أنحاء الضفة من اجل طلبهم هذا، وعُلقت في عدد من المفترقات المركزية لافتات تندد بقائد المنطقة، كُتب على واحدة منها ‘مع نتسان ألون لا يوجد أمن’.
    وفي مقابل ذلك نشر في صحيفتي ‘معاريف’ و’مكور ريشون’ تحقيق اخباري وسلسلة مقالات، تقوم على شهادات جنود يخدمون في الضفة. واشتكى الجنود ومنهم عدد من رجال الاحتياط من ان الجيش ليس لديهم قوة كافية لمواجهة راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة. وحدّث الصحافيون عن أنهم شعروا بالذل بسبب تحرشات مشاركين في مظاهرات فلسطينية.
    أرسل ألون في الاسبوع الماضي رسالة مؤثرة الى قادة في المناطق، واجه فيها الدعاوى المتصلة بسياسة اطلاق النار. واعترف بأنه وجد اختلالات في أداء قوات واجهت مظاهرات فلسطينية في عدة حوادث في الآونة الاخيرة. لكنه يعتقد مع ذلك ان التوجيهات القائمة والوسائل التي تستعملها القوات كافية للتغلب على خطر الطرف الفلسطيني. وكتب الى القادة يقول: ‘إن استعمال قوة موزونة لا يعني الوهن وعدم التصميم’.
    يأخذ الجيش الاسرائيلي حقا بسياسة ضبط للنفس نسبية في المناطق حتى في مواجهة تظاهرات عنيفة. وهذا التوجه مقرون بفهم منذ سنوات يرى انه اذا تركنا الجانب الاخلاقي، فان قتل المدنيين الفلسطينيين، النساء والاولاد وكذلك ايضا الشباب المسلحين بسلاح بارد فقط (الحجارة)، لا يجلب على أثره إلا فترات تصعيد طويلة. في بدء السنة بعد سلسلة حوادث قُتل فيها اربعة فلسطينيين غير مسلحين، منهم طالبة جامعية شابة، أصدر ألون وثيقة كانت ترمي الى تحديد توجيهات اطلاق النار للقوات، وبيان انه يحتاج الى قدر من ضبط النفس لمنع اشعال الساحة كلها. وذلك في فترة تعتبر ايضا حساسة بسبب الجمود السياسي وطلب الجمهور الفلسطيني بدء انتفاضة ثالثة.
    لا مكان للاستهانة بشعور الجنود المحبط، الذين يواجهون التظاهرات، لكن يصعب ان تُقبل ببساطة تسويتهم بين مواجهات عنيفة تتم على نحو عام داخل القرى الفلسطينية أو قربها، وبين الحوادث في الشوارع. وفي أكثر التظاهرات لا يتعرض مواطنون اسرائيليون لخطر حقيقي، والذين يواجهون الحجارة والزجاجات الحارقة جنود يملكون معدات وقاية.
    عندنا انطباع ان المقاتلين أكثر شكوى من الشعور بالاذلال والمس بما يرونه فخرا وطنيا، أكثر من شكواهم من مشكلة تكتيكية أو استراتيجية حقيقية. ولا شك في ان جنود الاحتياط خاصة يجب ان يحصلوا على تدريب اعداد أكثر كثافة قبل العمل في المناطق، كي يستطيعوا مواجهة تظاهرات كبيرة لم يجربوا مثلها في العقد الاخير، لكن المسألة مسألة اعداد أكثر من ان تكون مسألة توجيهات.
    ويقول الزعم المضاد إن الضعف هو ضعف ـ فالجيش الاسرائيلي يُرى سلبيا ازاء المشاغبين، ولهذا يتلقى المواطنون الاسرائيليون الضربات في الشوارع. لكن المظاهرات الفلسطينية التي تجري في ايام الجمعة وفي اماكن محددة في الأكثر لا تقترب الى الآن من ضخامة الحوادث الضخمة في الانتفاضة الاولى، أو بدء الانتفاضة الثانية. وعند الجنود وسائل كافية للرد على تعرض حياة الاسرائيليين في الشوارع للخطر. ويوجد منطق كبير في زعم ألون، أن المس بالفلسطينيين بلا حاجة حينما لا يكون ذلك من اجل الدفاع عن النفس، سيشعل الضفة من جديد زمنا طويلا.
    لكن للهجوم على ألون، سواء من المستوطنين أو من الجنود، سياقا سياسيا أوسع، فحكومة نتنياهو الحالية التي أدت اليمين الدستورية قبل أقل من شهرين هي الأكثر عطفا على المستوطنين منذ فترة طويلة. وقد فُوض الى مؤيدين واضحين لمشروع المستوطنات من البيت اليهودي ومن الليكود، وزارات مركزية، القرارات المتخذة فيها حيوية للمستوطنين (مثل وزارة البناء والاسكان ووزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والاديان). ويتمتع البيت اليهودي ايضا بقوة أكبر مما كان لديه في الماضي في الكنيست وفي لجان مركزية كاللجنة المالية ولجنة الخارجية والامن.
    اذا توصل ضباط الجيش الاسرائيلي الى استنتاج ان ألون بقي وحده وأن ترقيته بعد ذلك قد يضر بها إغضابه لرؤساء ‘يشع′، فان مرؤوسيه من الضباط في المناطق سيسارعون الى ملاءمة أنفسهم مع التوجهات الجديدة. ولن يتجرأ أحد على مواجهة المستوطنين مع هزيمة قائد المنطقة.
    ويتعلق جانب سياسي مهم آخر بالدور المزدوج الذي يؤديه في هذه القضية اعضاء حزب البيت اليهودي، الذي أبرز في المعركة الانتخابية الاخيرة تأييده للجيش الاسرائيلي واستغل لصالحه الخلفية الحربية لعدد من كبار اعضائه. إن واحدا منهم هو عضو الكنيست الجديد يوني شتيبون وهو ضابط من غولاني حظي بوسام تقدير لبطولته في معركة بنت جبيل في حرب لبنان الثانية، وهو الذي أجاز الكنيست في الاسبوع الماضي، في اقتراح قانونه الجديد الذي يُمكن الجنود من رفع دعاوى تشهير على من يُشهرون بهم.
    وتحدث شتيبون عن ان قضية فيلم محمد بكري ‘جنين جنين’ عن المجزرة التي لم تقع في مخيم اللاجئين في 2002، هي التي حثته على تقديم اقتراح القانون.
    فمن المثير لذلك ان نرى ان الهجمات الشخصية على نتسان ألون لأنه يتخلى في ظاهر الامر عن أمن المستوطنين، تحظى بدعم عدد من اعضاء الكنيست من هذا الحزب. إن هذه الهجمات نفسها كان يمكن ان تُرى إضرارا بالجيش الاسرائيلي، بنفس القدر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    اوروبا لا تضغط على اسرائيل

    بقلم:عميره هاس،عن هآرتس

    لم يف الاتحاد الاوروبي بوعده في السنة الماضية بأن يرد بحزم على سياسة اسرائيل في المنطقة ج من الضفة الغربية، لمنع استمرار الاضرار بالسكان الفلسطينيين، ووقف طوفان احتمالات انشاء دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. هذا هو زعم (آيده) ـ وهو اتحاد وكالات التطوير الدولية التي تعمل في المناطق المحتلة، والتي تشتمل على ثمانين وكالة تطوير ـ
    في التقرير، الذي سينشره غدا رسميا حينما ينعقد مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي. تشتكي المنظمة في التقرير الذي عنوانه: ‘لم يبلغ السقف، كيف يستطيع الاتحاد الاوروبي ان يصمد أمام الامتحان الذي وضعه لنفسه ويُحسن حياة الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة ج’، من أن المستوى السياسي لم يستطع تطوير سياسة دبلوماسية منسقة ومنهجية وفعالة لمواجهة سياسة اسرائيل في المنطقة ج.
    ويفصل التقرير سلسلة اقتراحات عمل للمستوى السياسي الاوروبي تشمل وجودا دبلوماسيا معززا عند المجموعات التي رُشحت بيوتها للهدم، والانفاق على بناء في بلدات فلسطينية تتأخر الادارة المدنية عن الموافقة على خططها الهيكلية، وطلب تعويضات ـ باسم دافعي الضرائب ـ من مشروعات مساعدة أنفقت عليها دول الاتحاد وهدمتها اسرائيل، بل على استدعاء السفراء من تل ابيب الى الوطن.
    قبل نحو من سنة، بعد انتهاء جلسة المجلس السابقة في الرابع عشر من أيار/مايو 2012، صدر عن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الـ27 تصريح اعتُبر واحدا من أكثرها صرامة بشأن سياسة اسرائيل في المناطق، وربط بين مكانة المنطقة ج وشرق القدس باعتبارهما اراضي فلسطينية، وبين احتمال حل الدولتين. وفي التصريح الذي بث الأمل في منظمات التطوير الاوروبية وغيرها، وجه انتقادا الى اسرائيل في ثلاثة مجالات مركزية تميز سياستها في المنطقة ج وهي، هدم بيوت واقتلاع فلسطينيين على الرغم منهم، والتمييز في الموافقة على البناء والتخطيط بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وعدم شرعية كل المستوطنات واعمال تنكيل المستوطنين بالفلسطينيين.
    وتبين من التقرير الجديد أنه طرأ تدهور في السنة الماضية على هذه المجالات الثلاثة: فقد رُفض 94 في المئة من الطلبات الفلسطينية لموافقة الادارة المدنية على البناء، وهُدم 535 مبنى فلسطيني (منها 71 في شرق القدس)، قياسا بـ1967 وحدة سكنية للمستوطنين قُدمت للمناقصة و613 وحدة سكنية جديدة قد بُنيت، و32 خطة هيكلية فلسطينية قُدمت الى الادارة المدنية قبل أكثر من سنة ونصف السنة، لم تتم الموافقة عليها الى الآن، وهدم 30 مبنى بنفقة الاتحاد (كآبار لجمع الماء ومراحيض). وورد في التقرير أنه جُرح في الفترة المذكورة ايضا 150 فلسطينيا بهجمات مستوطنين بينهم 33 طفلا.
    قال مسؤول كبير في مفوضية الاتحاد في المناطق، إن التقرير اسهام مبارك وإن كان يميل قليلا الى بث الرعب. ورأى أن مفوضية الاتحاد في المناطق ليست في حالة دفاع عن النفس، لأنها حاولت ان تفعل الكثير في جميع المجالات التي يتناولها التقرير، وأنها الاولى التي تدرك أهمية المنطقة ج لاحراز حل قائم بين دولتين. وقال إن المطلوب تدخل أقوى من المستوى السياسي وهذا ما ورد في التقرير حقا وينبغي في رأيه ان يُضاف الى جدول عمل متخذي القرارات في الاتحاد جهد بشأن السياسة نحو المنطقة ج. وأضاف يقول إن الايقاع بطيء حقا بسبب الحاجة الى إجماع الدول جميعا ‘لكن يوجد وعي ويوجد تقدم’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    فليأخذوا المسؤولية

    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    ‘مشكلة الرئيس الامريكي باراك اوباما يمكن اجمالها بكلمة واحدة: التردد. الرجل يتميز بقصر نظر، وهو مشوش ويبث عدم ثقة. روح الامور في سياسته تتناقض مع كل موقف لسلفه بوش. هذه ليست سياسة بل خصام سياسي’، هكذا كتب في مقال بارز في صحيفة ‘الشرق الاوسط’. اساسه انتقاد لاذع لسياسة اوباما التي أدت فقط الى تفاقم عدم الاستقرار وسفك الدماء في المنطقة. ‘الاستنتاج المخيب للامال هو ان تمسكه العنيد بسياسته الانسحابية بكل ثمن، حتى في ضوء تطورات جديدة هو أن هذا ليس سياسيا خبيرا ذا قدرة على طرح حلول ابداعية، بل اكاديمي عادي يكرر من دون انقطاع شعارات عديمة المعنى’. وخلاصة ما كتب في المقال: اوباما هو الرئيس الاضعف في التاريخ الامريكي.
    ما يفاقم الوضع هو أن يده اليمنى في السياسة الخارجية، الوزير جون كيري، هو على ما يبدو الشخصية الاكثر اثارة للشفقة، التي تتولى المنصب في اي وقت من الاوقات منذ بدأت اسرائيل تتعاطى مع وزارة الخارجية في الادارة الامريكية.
    الوزير يصل الى اسرائيل وهو الاخر يكرر أقوالا عابثة جدا، بأنه في غضون اسبوع أو اسبوعين أو شهر يتعين على القيادات في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية ان يتخذوا قرارات صعبة. في كل مرة يأتي فيها مشدود الوجه واللسان الى اسرائيل، ينشأ العجب عما يفعل هنا حين يكون كل شيء في المحيط مشتعلا، حين تكون روسيا تعربد، حين تكون كوريا الشمالية تتحدى وحين يكون بحر الصين عاصفا.
    لا يمكن لاسرائيل اليوم أن تتخلى عن اي معقل امني في مناطق يهودا والسامرة وحدود الاردن. فمنذ حرب لبنان الثانية ومنذ الحربين الصغيرتين في غزة، ‘الرصاص المصبوب’ و’عمود السحاب’ كان واضحا لاسرائيل ان كل تنازل اقليمي معناه تسليم مناطق لسيطرة حزب الله وحماس. المناطق تحت سيطرة حماس معناها الصواريخ على الجبهة الداخلية في اسرائيل.
    ولكن منذئذ اضيف عدد كبير جدا من الاسباب لعدم القدرة على المضي قدما بشكل جدي في التسوية مع الفلسطينيين. فحسب المحلل القديم آرنو دي بورشغريف، الذي تمكن من الجلوس ثنائيا مع أنور السادات والنزاع مع غولدا، يوجد لاسرائيل 360 سببا للابقاء على معقلها في الضفة الغربية. ولكن هذه الامور على ما يبدو غابت عن ناظر جون كيري. فهو لا يزال يعيش في نشوة ‘نيويورك تايمزية’ في ‘الربيع العربي’، التحول الديمقراطي الرائع، سنة الاحتجاج 2011. ولكن من ناحية اسرائيل، حين تتصارع في سوريا قوى اسلامية على السيطرة في جبهة الجولان، لا يمكن لاسرائيل أن تقدم فجأة دولة عربية اخرى تنتقل على الفور الى حكم حماس. الحرب الفظيعة تهيئ الارضية لاحتلال الشرق الاوسط من قبل روسيا وايران. الاردن يترنح، ولا سيما بسبب أكثر من نصف مليون لاجئ سوري فروا اليه. وحسب بعض التقديرات، فستنزلق مصر هي ايضا الى الاضطرابات، هكذا يتوقع دي بورشغريف، كون اقتصادها في أزمة ويتقلص كل الوقت. بسبب العنصر الديني ستكون هذه اضطرابات دموية.
    الامريكيون هم الذين كان ينبغي ان يفترض بهم وضع حواجز للروس. وحسب التقارير، فان روسيا تحشد اسطولا من 11 سفينة حربية في الحوض الشرقي للبحر المتوسط.
    في هذا الوضع المتفجر يواصل الوزير كيري التمسك بنظرية انه يجب البدء بحل مشاكل الشرق الاوسط، من خلال تسليم كل اراضي يهودا والسامرة لغرض اقامة دولة فلسطينية. لا ينبغي للمرء أن يكون يمينيا كي يفهم انه لا يوجد اي احتمال اليوم لتنازل اسرائيلي في حدودها الشرقية. واذا كان احتمال، فقد كان قائما في السنتين الاوليين لحكم الرئيس اوباما.
    في سلوكه السيئ الذي سبق أن حلل حتى التعب فوت اوباما الفرصة. في السنتين الاخيرتين ساهم الامريكيون في تدهور الوضع في المنطقة، وهم يتحملون المسؤولية عن عدم قدرة اسرائيل والفلسطينيين على الخروج من الوضع الراهن.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    دولة كل رافضيها

    بقلم:البروفيسور رافي يسرائيلي،عن معاريف

    كبيرة الجلبة في مطارحنا عن التهديدات ضد الاصوليين والعرب وتهديداتهم المضادة عما سيفعلون اذا ما فرض عليهم تحمل العبء، لدرجة الحرب الاهلية أو على الاقل الحرب الثقافية. اكراه جماعي على قطاعات كاملة من السكان، ملتزمة بتفانٍ بطريقها، سواء كان هؤلاء اصوليين أم عربا، لن يسعها منع الصدامات التي قد تكلفنا جميعنا دماء كثيرة. لو لم يكن مفر في ايدينا لخضعنا للاضطرار ذي نزعة القوة، مثلما اضطر ابراهام لينكولن لاتخاذ خيار الحرب، من دون ارادته كي يؤدي الى انهاء فصل العبودية في بلاده.
    الاجواء الحربية تنشأ وتتبلور حولنا الان فقط، لاننا نضفي على المسألة موضع البحث طابعا من المواجهة، بين الدولة ومؤسساتها وبين جماعات القوة والضغط، مثل المؤسسة الحاخامية، رؤساء المدارس الدينية، الاحزاب الدينية، رؤساء اللجان العربية، النواب العرب وما شابه. من الخطأ محاولة التفاوض مع مثل هذه الجماعات، التي لن ترضى بأي سقف، تدرج، تسهيل، حلول وسط، تفاهمات او تمييزات في القانون. ولهذا مطلوب عندنا العودة الى النموذج المقبول في العالم، في فرض القانون الرسمي من قبل الدولة على كل فرد، بفضل العقد الاجتماعي الذي بين الدولة ومواطنيها وليس على جماعات بعضها يرى نفسه استثنائيا.
    للدولة مشكلة هائلة مع القطاعين الرافضين، كل لاسبابه، بينما كل واحد منهما يتمسك بـ’حقوقه’ المدنية والشخصية المكتسبة، كي يرفع دعاوى جماعية لعموم القطاع، سواء على اساس ‘وطني’، كما يفعل العرب، أم على اساس قيمي كما يفعل الاصوليون.
    وعليه فان الخيار هو بيد كل شخص وفرد، ولا حاجة للدولة لان تفرض شيئا على احد، وان تقول ان كل شخص يختار لنفسه اذا كان حق المواطنة بكل فضائله أفضل له من التمسك بوطنيته وقيمه، لتعفيه من كل التزام بها، باستثناء احترام القانون المحلي وتعفيه من كل واجب تجاهها.
    بكلمات اخرى، فان العقد الاجتماعي بين الطرفين لاغ وملغى. وكل ما هو ملقى على الدولة كدولة قانون متساوية مع الجميع، هو ان تقرر قواعدها بحيث يسهل على كل فرد فيها ان يقرر حسب طريقه اذا كان يريد أن يكون مواطنا فيها، بكل الامتيازات والاعباء، أم فقط مقيما فيها لا يتمتع بهذه ولا يلزم بتلك. وعليه فالمطلوب قانون مواطنة جديد، لا يمنح حق المواطنة بالولادة او بفضل الهجرة لليهود، بل لمن يسكن في الدولة، يختار القسم لعلمها، يجب عليه معرفة لغتها، يتعلم في شبكة تعليمها الرسمي، يخدم في جيشها ويخرج الى سوق العمل فيها.
    اما الرافضون، وهذا حقهم، فيواصلون السكن في قراهم او في غيتواتهم ويعلمون اولادهم كما يشاؤون، من دون قرش عام واحد، ويلزمون بدفع كلفة تعليمهم العالية، ولكنهم لن يحصلوا على حق المواطنة ولا يمكنهم ان يصوتوا للكنيست فيفرضوا باصواتهم التشكيلة الائتلافية، ولن يحصلوا على المنح من الدولة ويبقون سكانا مقيمين دائمين من حقهم المشاركة في سوق العمل وملزمين بالضريبة وباحترام القانون. والحياة ستفعل بنفسها التصنيف بين اولئك وهؤلاء، ولا يفرض على احد شيء ولا يشوه اي قانون يمس بالمساواة بين المواطنين.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 332
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:26 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 324
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-29, 10:18 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 276
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-27, 10:46 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 275
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-27, 10:45 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 233
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •