النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 411

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء عربي 411

    اقلام واراء عربي 411
    29/5/2013

    في هذا الملــــف:
    نحن والقدس والتقسيم
    علي بدوان عن الجزيرة نت
    قصة "طبخة كيري"
    د. أحمد جميل عزم عن الغد الأردنية
    رأي الدستور الرد على تصعيد العدوان الصهيوني
    عن جريدة الدستور الإردنية
    خذلوا "القدس" في عمّان
    اسامة الرنتيسي عن العرب اليوم
    سايكس وبيكو إذ يبعثان حيين من جديد
    عريب الرنتاوي عن الدستور الاردنية
    اسرائيل تهدد سورية وتتحدى روسيا
    رأي القدس العربي
    جريمة نصرالله أبعد كثيرا من القصير
    ياسر ابو هلاله عن الغد الأردنية


    نحن والقدس والتقسيم
    علي بدوان عن الجزيرة نت
    القُدسُ تُستبَاَح، وتعيش لحظات حاسمة من تاريخها العربي الإسلامي والمسيحي، فإما أن تكون القُدس لنا -وهي لنا- وإما الركون لغول التهويد الذي يبتلِعُ ويقضم الأخضر قبل اليابس من أرضها، داخل أحيائها وعلى قوس محيطها الواسع.
    القدس ومسجدها الأقصى تُستَبَاح على يد قطعان الهمجية الصهيونية من غلاة المستوطنين، وقادة وأعضاء اليمين واليمين المتطرف في الدولة العبرية الصهيونية، وحتى من تلاوين مايسمى بفصائل وأحزاب "يسار الوسط واليسار الإسرائيلي"، الذين أمسى دخولهم لباحات المسجد الأقصى كالدخول إلى أي مكان في المدينة، دون مراعاة لهيبة المسجد، ولمكانته الرمزية، والروحية، والمعنوية عند جمهور المسلمين، بل وبدأ البعض في "إسرائيل" بالحديث عن إمكانية تخصيص مساحة معينة من باحات المسجد للمتدينين اليهود.
    فأين نحن الآن من واقع المدينة المقدسة في فلسطين، المدينة الإسلامية، المسيحية، العربية، الفلسطينية، في ظل تصاعد عمليات التهويد لأحيائها العربية. وهل أمسى العويل والصراخ والشجب والتنديد وبيانات الاستنكار كافية لإنقاذ المدينة من شبح التهويد الكامل، والتفريغ السكاني لها من عموم أبنائها من مواطني فلسطين؟
    أبعد من مسألة فلسطينية
    في البداية، لابد من الإشارة إلى أن قضية القدس تتجاوز وتتعدى المسؤولية الفلسطينية فيها، فهي مسؤولية عربية وإسلامية ومسيحية بامتياز، وهي القضية التي تُعتَبَر العنوان الأكثر عاطفية، والأرسخ رمزية، والأعمق تجذراً في الوجدان الديني والقومي والإنساني لجمهور المؤمنين من أبناء الرسالات السماوية، الذين عاشوا بها أو ارتحلو إليها كحجاج منذ فجر تاريخها، وفي كنف الدول العربية الإسلامية وصولاً الى عام النكبة، بكل ارتياح ومودة وأخوة.
    إنها القضية الأكثر رمزية، والأكثر عدالة لشعب مقهور لم يَذُق طعم الاستقلال منذ ماقبل محنته الكبرى عام 1948 مع أفول لاستعمار التقليدي. وهي بهذا المعنى قضية عادلة وصارخة، لمدينة فريدة، وتاريخ فريد لشعب ما زال يمتشق صهوة الفعل وإرادة الحياة، بالرغم من كل ما أحاط ويحيط به من عوامل الانكسار المفجع في موازين القوى، واستبداد طواغيت القوة، وغياب الضمير العالمي.
    إن الإشارة للبعد العربي والإسلامي والمسيحي لقضية القدس مسألة بالغة الأهمية، تنطلق من أن خلاص المدينة لن يكون على يد الفلسطينيين وحدهم من أبناء المدينة، الذين مازالوا صامدين على أرضها بالرغم من كل أعمال وممارسات التهجير التعسفية، التي بُذلت ومازالت تُبذل من قبل سلطات لاحتلال لإحداث التغيير الديمغرافي الواسع فيها، لصالح أغلبية يهودية صافية على كامل حدود مدينة القدس بجزأيها الشرقي والغربي (متروبلين القدس الكبرى).
    ولن يكون خلاص المدينة أيضاً على يد عموم أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948 وفي عموم مناطق العام 1967، أو حتى على يد فلسطينيي الشتات في دول الطوق المحيطة بفلسطين. فقضية القدس تنتظر أن يخرج الحديث عنها وعن مستقبلها من الإطار الفلسطيني الضيق -على أهميته وطليعيته- إلى الإطار الأوسع، بحيث نعيد للقدس اعتبارها وبُعدها (قولاً وعملاً) كقضية عربية وإسلامية ومسيحية في المقام الأول، فهي مسألة أبعد من أن تكون فلسطينية بحتة.
    نصف مليون مستوطن
    إن القدس ومسجدها الأقصى مُستهدفان الآن أكثر من أي وقت مضى، من قبل المستوطنين والحكومة "الإسرائيلية"، التي تصمت على ممارساتهم في إطار حملة صهيونية شاملة، حيث كان العديد من قيادات المستوطنين قد أعلنوا في الأيام الأخيرة -ولأول مرة- عما أسموه "حجيجاً إلى جبل الهيكل" أي إلى المسجد الأقصى المبارك، في حين أعلنت قيادة المستوطنين بمستوطنة "كريات أربع" الواقعة في قلب مدينة الخليل عن تنظيمها اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى خلال الفترة القادمة.
    إن كافة الأحزاب والكتل في الخارطة السياسية "الإسرائيلية"، بل وعند الصهاينة عموماً تريد أن تبقى مدينة القدس الموحدة بشطريها الشرقي والغربي العاصمة الأبدية لدولة "إسرائيل"، والتي تم توسيع حدودها الإدارية لتمتد مساحتها على ربع مساحة الضفة الغربية، التي تصل لنحو (5800) كيلومتر مربع.
    فهناك شبه إجماع على تثبيت قرار ضم مدينة القدس وتهويدها، باستخدام كل السبل المؤدية إلى ذلك، وفي طليعتها -بالطبع- عمليات الاستيطان الرامية إلى "خلق الوقائع الديمغرافية الجديدة على الأرض"، فقد قفز عدد المستوطنين اليهود في محيط المدينة والمنطقة الشرقية منها، وفي كتل المستعمرات الضخمة (معاليه أدوميم + جبعات زئيف) التي تُزنرها، وفي عموم أحيائها العربية الإسلامية والمسيحية، من (165) ألفا عام 1970 إلى (500) ألف مستوطن مع نهاية العام 2012، فيما لم تهدأ بلدوزرات الاحتلال والزحف الاستيطاني بالتمدد شمال شرق القدس وشمال غربها، بهدف إيجاد غالبية يهودية، لذا مُنع عملياً التوسع العمراني الفلسطيني في الناحية الشرقية والشمالية الشرقية للمدينة.
    تقسيم زماني ومكاني
    في هذا السياق، فإن الخطر الكبير الداهم على المسجد الأقصى، ومدينة القدس عموماً يطل الآن عبر مجموعة من المقترحات التي بدأت قوى اليمين واليمين المتطرف في "إسرائيل" ببلورتها والتنظير لها، من أجل إقرار مايسمى بخطوات "التقسيم الزماني والمكاني" لباحات المسجد الأقصى، بما يسمح بدخول غلاة المتطرفين من اليهود، مثلما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بقوة السلاح، بعد أن هاجمه المجرم الصهيوني باروخ غولدشتاين الذي قَتَلَ عشرات المصلين أثناء صلاة الفجر في الخامس والعشرين من فبراير/شباط 1994، لتنتهي جريمته البشعة بإقامة نُصبٍ تذكاري له في مسعمرة (كريات أربع) الواقعة في قلب مدينة الخليل مع إحداث التقسيم (الزماني والمكاني) للمسجد الإبراهيمي، الذي بات يدخُلُهُ عتاة وغلاة المستوطنين من اليهود الصهاينة في أوقات محددة.
    وتناسبا مع ما أقرّته سلطات الاحتلال في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، يتوقع أن تسعى بالاتجاه ذاته على صعيد المسجد الأقصى في حال تهاون العرب والمسلمين في أمره، فالخطوة التي تَعمل من أجل إنجازها مجموعات وقوى المستوطنين وحكومة نتنياهو بإحداث التقسيم (المكاني والزماني) لباحات المسجد الأقصى، ستُشعلُ فتيل الانفجار الكبير في فلسطين، كما حصل مع دخول الجنرال أرييل شارون لباحات المسجد الأقصى، وما تولد عنه من انفجار شامل للانتفاضة الفلسطينية الكبرى الثانية في يوليو/تموز 2000.
    فتلك الخطوة التقسيمية لباحات المسجد الأقصى ستكون في حال تنفيذها، بمثابة الخطوة "الإسرائيلية الصهيونية" الكبرى لإنهاء وجود المسجد وهويته الإسلامية ورمزية المدينة المقدسة، وهو أمر لن يكتب له النجاح، بل يُتوقَع له أن يُطلِقَ شرارات الانتفاضة الكبرى الثالثة في فلسطين بأسرها.
    تواضع الدور العربي والإسلامي
    إن خطوة قوى اليمين واليمين المتطرف ومجموع الحالة السياسية في الدولة العبرية، بالحديث (ولو اللفظي حتى الآن) عن التقسيم (الزماني والمكاني) لباحات المسجد الأقصى ما كان لها أن تتردد على شفاه قادة الأحزاب والمستوطنين في "إسرائيل" لولا الحالة العربية (الضعيفة) أو (المتواضعة) الأداء والفعل والتأثير، بالنسبة لقضية القدس على كل المستويات، بما في ذلك المستوى المتعلق بتوفير الدعم المادي لعموم مؤسسات وهيئات وأبناء القدس، وكذلك على المستوى المتعلق بالحراك الفعّال والمطلوب في إطار المجتمع الدولي ومؤسساته، فالمدينة المقدسة تصرخ، ومواطنوها العرب الفلسطينيون تحت الضغط كل يوم في مواجهة أخطبوط الاستيطان والتهويد الزاحف.
    لقد استطاع متمول صهيوني واحد -وبمفرده من يهود الولايات المتحدة ومن حاملي الجنسية الأميركية إلى جانب الجنسية "الإسرائيلية" واسمه (أرفين موسكوفيتش)- توفير سيولة مالية ضخمة، لدعم وإسناد عمليات التهويد والاستيطان في القدس ومحيطها، فهو يعمل منذ أكثر من عقدين من الزمن على ضخ الأموال التي يجنيها من (أندية القمار) التي يُديرها في نيويورك إلى الجمعيات اليهودية الصهيونية المعنية بتوسيع عمليات الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة، وحتى في عموم الضفة الغربية. واستطاع بالفعل أن يؤسس لبنية تحتية ضخمة، كان ضمنها عدد من الكتل السكانية في عموم المستعمرات المقامة في القدس الشرقية، وعدد من الفنادق والمنتجعات والمرافق والحدائق، والتي تم بناؤئها على أراض عربية مصادرة أو مستولى عليها.
    وعليه، فإن الخطاب الرسمي العربي وحتى خطاب القوى والأحزاب على امتداد العالمين العربي والإسلامي بالنسبة لمدينة القدس، لم يرتق لمستوى التحديات التي تفرضها خطط الاستيطان وعمليات التهويد والتهجير "الإسرائيلية" لسكان المدينة من مواطنيها العرب الفلسطينيين، وهو مايفرض إعادة مراجعة الدور العربي تجاه القدس، ومن أجل بناء موقف آخر يتجاوز (الدعم اللفظي) ويقوم على توفير الدعم الحقيقي والملموس لها على كل الصعد، لتثيبت الناس على الأرض، وتثبيت المؤسسات الوطنية الفلسطينية في المدينة، مع صياغة خطاب قانوني موجه إلى كافة دول العالم، وإلى المنظمة الدولية، لفضح السياسات والإجراءات "الإسرائيلية" في مدينة القدس الرامية لطرد مزيد من العرب، ولدفع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ذات معنى بهذا الشأن.
    قصة "طبخة كيري"
    د. أحمد جميل عزم عن الغد الأردنية
    اتفق رجال أعمال فلسطينيون وإسرائيليون، في المنتدى الاقتصادي العالمي باسطنبول في حزيران (يونيو) من العام الماضي، على العمل لإصدار وثيقة مشتركة توضّح للحكومات المعنية خسائر القطاع الخاص بسبب الصراع، وتطالب بتحريك المفاوضات.عُقدت مجموعة لقاءات، بعضها ذو صلة مباشرة بمشروع الوثيقة، وبعضها يدور في فلكها، منها، مثلا، لقاء يحمل اسم "ندوة كسر الجمود" في مدينة نابلس، نهاية العام الماضي، حضره وفد رجال أعمال إسرائيلي بقيادة رامي ليفي، صاحب سلسلة محلات سوبرماركت تبيع بنحو نصف مليار دولار سنويّا. كما حضر الاجتماع أمين عام جامعة الدول العربية السابق، عمرو موسى. ودخل على خط اللقاءات توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، ممثل "الرباعية الدولية"، وهو نفسه رجل أعمال، يعمل وسيطا بين الشركات، استخدم موقعه في "الرباعية" ليحصل على عقود تقديم استشارات لحكومات دول خليجية عربية. وهناك تقارير ذات مصداقية عن توسطه لشركات فلسطينية كبرى، تساهم فيها قطر، للحصول على موافقات إسرائيلية للسماح لهذه الشركات بتنفيذ مشاريع ضخمة.في السياق، هناك مشروع بدأ قبل اسطنبول، عندما اتُفق على تأسيس مركز تحكيم تجاري إسرائيلي–فلسطيني لحل خلافات رجال الأعمال من الطرفين، سيفتتح بعد أشهر في القدس. وقد بدأ التفكير في المركز العام 2011، وأعلن حينها نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، تقديم مليون شيكل إسرائيلي (270 ألف دولار) لنفقات التأسيس. وفي آذار (مارس) الماضي، تم اختيار رجل الأعمال التركي رفات هيساركوغلوا، رئيساً دوليّاً للمركز. وسيكون منيب المصري ممثل الجانب الفلسطيني، وأُعلن توقّع مشاركة مسؤولين قطريين رسميين في الافتتاح.رجال الأعمال الإسرائيليين لهم مصالح حالية ومحتملة مع الفلسطينيين، لسببين: الأول، السوق الفلسطينية. والثاني، ليكون الفلسطينيون، بمن فيهم فلسطينيو 48، بوابة للأسواق العربية والخليجية.نُظم في تل أبيب، أول من أمس، منتدى إسرائيلي-فلسطيني هدفه تعزيزالتعاون بين شركات التقنية المتقدمة الإسرائيلية والفلسطينية، تحت شعار "الأعمال بلا حواجز". وهذا الشهر، افتتح قرب الناصرة مجمع لشركات التقنية الإسرائيلية الكبرى، بهدف تشغيل مبرمجين عرب، لاستهداف السوق العربية. وبحسب تقرير مجلة "إيكونوميست" عن المجمع، يمكن الاستنتاج أنّ قيام زبون عربي بحجز فندق أو تذكرة طيران أو كتاب الكتروني، قريبا، قد يكون عبر شركة في هذا المجمع.بهذا المعنى، جاء وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، و"الخطة" في طور الإعداد ولم يبدأها؛ التقت مصالحه السياسية، كوزير خارجية، بمصالح رجال الأعمال، فهو يرى فيهم سبيلا للضغط على الحكومة الإسرائيلية والرئاسة الفلسطينية. وهم سيستخدمون نفوذه ليساعدهم في الضغط على الحكومات، واستقطاب حكومات الخليج العربية لتكون "مستثمرا" و"سوقا".لم يقدّم كيري وعوداً أو منحاً؛ لقد تحول فقط إلى ناطق رسمي متحمس باسم رجال الأعمال. يقول إنّ استثماراتهم ستعود على الفلسطينيين بنحو 4 مليارات دولار من الاستثمارات، ويقدم أرقاما وتوقعات محللين اقتصاديين. لا توجد استثمارات محددة، ولا توجد خطط حقيقية. لا تزيد الأرقام التي ذكرها عن توقعات كالتي يقدمها محلل مالي أثناء إعداد دراسة جدوى لمشروع ما؛ قد ينجح وقد يفشل، قد يبدأ وقد لا يبدأ.يفشل كيري في تحقيق تقدم سياسي يساعد على "حل الصراع"، لذلك يستخدم الاقتصاد بغرض "إدارة الصراع"، ومنع تحول أزمة المفاوضات إلى أزمة أمنية وسياسية متفاقمة. ولذلك يبحث عن أي إنجاز.ما يجري ليس خطة كيري، وليس تصورا أميركياً مسبقا لأمر محدد المعالم. ولكن كيري قد يَستخدم رجال الأعمال، وقد يُستخدم من طرفهم في تحقيق أجندات فيها شيء من السياسة، وفيها شيء من الاقتصاد والتطبيع، وفيها أجندات شخصية مالية وسياسية.لماذا يجب أن تكون الخطة إسرائيلية–فلسطينية؟ ألا يعني هذا استمرار الربط بين الطرفين، وفق علاقة الاحتلال والتبعية الراهنة؟ إذا فُتحت الحدود وأصبح للفلسطينيين حق استقبال العرب، فإنّ السياحة الدينية وحدها كفيلة بتحقيق مليارات. والمزارع الفلسطيني يحتاج فتح الحدود لبيع منتجاته، ويحتاج أن يُسمح له باستخدام الماء من الآبار التي يمتلكها شخصيا، لكن تمنعه إسرائيل. بكلمات أخرى، الاقتصاد الوطني يعني السيادة والاستقلال، والمشاريع المشتركة مع الإسرائيليين تعني تبعية وتطبيعا، ومأزقا سياسيا مستمرا.


    رأي الدستور الرد على تصعيد العدوان الصهيوني
    عن جريدة الدستور الإردنية
    يأتي تصعيد العدوان الصهيوني على القدس والأقصى في الوقت الذي تنشط فيه المساعي الدبلوماسية بخاصة التي تقوم بها واشنطن والدول الأوروبية والعربية لإخراج العملية السلمية من المأزق الذي وصلت اليه، واستئناف المفاوضات بين الطرفين- الفلسطينيون وإسرائيل- وفق سقف زمني محدد يفضي الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، ما يؤكد أن العدو ليس معنيا بإنجاح تلك المساعي، وإنهاء حالة التوتر والاحتقان التي تسيطر على المناخ العام وتشي بانفجار قريب إذا بقيت سلطات الاحتلال مصرة على الاستيطان وتهويد القدس وعدم الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني.
    وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على أن سلوك العدو هذا ليس مستهجنا، ولا غريبا، لأنه يتماهى مع نهجه العدواني القائم على الاحتلال، والاستيطان والترانسفير، ويؤشر من جديد الى أنه لم يغير ذلك النهج العدواني، ولا يزال وفيا لمبادئه الصهيونية التي قام عليها الكيان الصهيوني العنصري، ويؤشر ايضا الى أنه لا يزال أسيرا لعقلية القلعة التي تربى عليها، ولأيديولوجية القوة التي تسيطر عليه، وبالتالي يرفض الخروج من هذه الصدفة و العقلية العدوانية ويرفض الامتثال لشروط واشتراطات السلام، كما فعلت الدول العربية مجتمعة، حينما قررت الانحياز للسلام العادل والشامل، في قمة بيروت 2002، حيث وافقت على المبادرة العربية القائمة على الاعتراف بالعدو والتطبيع معه شريطة الانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة العام 1967، وفي مقدمتها القدس العربية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران والتفاوض على حق العودة وفقا للقرار 194 .
    ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت اللجنة العربية للسلام برئاسة رئيس وزراء قطر مؤخرا بزيارة واشنطن، والإعلان عن موافقتها على مبادلة الأراضي لكسر الجمود الذي يكبل المسيرة السلمية، وجاءت المفاجأة أن العدو لم يقم بالرد على تلك المبادرة ايجابياً، كما توقعت اللجنة بل بقي مصراً على ثوابته الصهيونية باستمرار الاستيطان وتهويد القدس والأقصى.
    إن رفع وتيرة العدوان الصهيوني في هذه المرحلة التي تشهد حراكا دبلوماسيا اميركيا وغربيا وعربيا، يستدعي من تلك الدول بخاصة واشنطن، موقفاً حاسماً وجريئاً، يقوم على تسمية الأشياء بأسمائها، ونعني بذلك التنديد بالاستيطان والمطالبة بوقفه، باعتباره انتهاكا صريحاً وسافراً للقانون الدولي، ودعوة إسرائيل لتطبيق القرارات الدولية التي تنص على الانسحاب من الأراضي المحتلة، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني.
    مجمل القول: إن تصعيد العدوان الصهيوني على القدس والأقصى يستدعي موقفاً دولياً فاعلاً للجم ذلك العدوان، يقوم على تفعيل نظام المقاطعة لذلك الكيان العنصري وتجميد كافة الاتفاقات ووقف التطبيع كسبيل وحيد لحماية الشعب الفلسطيني وإنقاذ القدس والمقدسات.



    خذلوا "القدس" في عمّان
    اسامة الرنتيسي عن العرب اليوم
    مساء الاثنين حضرت القدس في عمان، بتاريخها ومعانيها، بعمقها وقدسيتها، بشوارعها وابوابها، بمساجدها وكنائسها، برمزيتها ومستقبلها.
    حضرت معبقة بروح ووهج "الحنونة" وتألق متعب الصقار، وباشعار الطفل المقدسي عصام البشيتي، وكاريزما الفنان المبدع زهير النوباني والصحافي الفلسطيني ثائر نصار، كلهم جاءوا لدعم صمود وبقاء جامعة القدس، التي تقف غصّة في قلب اسرائيل، حتى انها تساومها باعفائها من الضرائب بشرط ان تغير اسمها، لان اسم القدس عربيا وفلسطينيا يزلزل كيانها.
    حضرت القدس بكل بهائها، لكن غاب اهلها وعزوتها، وغابت معهم البرجوازية الفلسطينية التي تشبعنا وطنية، وعند دفع الاستحقاقات تلوذ بصمت وكأن الامر لا يعنيها.
    جامعة القدس جاء انشاؤها بقرار عربي اعتمد في القمة العربية التي عقدت في القدس، ووضع حجر الاساس لها في عام 1966 من قبل الراحل الملك الحسين، وبنيت اول كلية على ارضها في عام 1975، وتضم الان نحو 12 الف طالب فلسطيني، موزعين على كلياتها التي تمددت على عموم فلسطين، في مختلف التخصصات في درجتي البكالوريوس والماجستير وتمتلك الجامعة العديد من المؤسسات والمعاهد داخل مدينة القدس وفي الضفة الغربية مثل تلفزيون القدس التربوي ومعهد الاعلام العصري. وتدرس ابناء الشهداء والاسرى بالمجان.
    تعاني جامعة القدس مثلما تعاني القدس وفلسطين عموما، من ابشع اشكال الارهاب الاسرائيلي، كما تعاني من ضائقة مالية صعبة قد تؤثر على استمرارها وصمودها، قررت ادارتها اللجوء الى الحاضنة الفلسطينية والعربية من أجل دعم صمودها، فاقامت حفلا لجمع التبرعات وابتدأت من عمان الشقيقة الشرعية للقدس، لكن للاسف غابت البرجوازية الفلسطينية الا ما ندر منها، وحضرت فعاليات اقتصادية اردنية وعربية، بحيث انتهت ثلاث ساعات من فتح باب التبرعات بجمع 210 الاف دينار، لا تساوي شيئا في مشروع جامعة القدس وصمودها، ولا تقارن بأي شكل مع رمزية القدس ومعانيها.
    عشرات قليلة من أصحاب المال والسياسيين حضروا وقدموا تبرعات مشكورين عليها، لكن للقدس حقوق في رقاب ابنائها عربا ومسلمين، ولجامعتها فرض واجب من الدعم والمساندة.
    حضرت الحكومة ممثلة برئيسها الدكتور عبدالله النسور الذي قدم تبرعا شخصيا، كما حضر السفير الكويتي الدكتور حمد الدعيج وقدم تبرعا سخيا ايضا، بينما غابت دولة فلسطين ممثلة بسفيرها الذي وجهت له بطاقة الدعوة!.
    وصلت تبرعات من شخصيات لم تتمكن من الحضور الى الاحتفال، وغابت شخصيات رأسمالية تسمع منها خطابات متطرفة عن فلسطين والقدس والمقاومة، مع انها دعيت بشكل رسمي وببطاقات وصلت الى مكاتبها، بعضها تعذر باسباب واهية، وبعضها الاخر لم يكلف نفسه عناء الاعتذار، لانه يعرف ان القدس لا تقبل الاعتذار مهما كانت الاسباب.
    سايكس وبيكو إذ يبعثان حيين من جديد
    عريب الرنتاوي عن الدستور الاردنية
    لافتةٌ للانتباه، تلك “الشراسة” التي خاضت بها كل من باريس ولندن، معركة “رفع الحظر عن توريد السلاح للمعارضة السورية، في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو “جنيف 2” والحل السياسي للأزمة السورية..لكأن التاريخ استدار مائة عام للوراء، زمن رسم الخرائط بين سايكس وبيكو، وتوزيع الحصص ومناطق النفوذ، الأمر الذي يلقي بظلال كثيفة من الشك، على صدقية حديث العاصمتين عن “جنيف 2” والحل السياسي ووقف العنف وإراقة الدماء في سوريا.
    لم تكن العاصمتان الحليفتان/ المتنافستان، من أنصار الحلول السياسية للأزمة السورية..عملتا ما بوسعهما على تعطيل مهمة كوفي عنان، ومن بعده الأخضر الإبراهيمي، وهما لم تقفزا إلى قاطرة المبادرة الروسية الأمريكية، إلا بعد انطلاقتها القوية من موسكو..على أمل أن تحجزا لنفسيهما مقعدين على مائدة الحل، ومن دون أن تفقدا الأمل في العرقلة والإحباط، أو أن تكفّا عن محاولة إخراج القاطرة عن سكتها.
    وربما كانت باريس أكثر حماسة “للتدخل والعسكرة والحسم” من لندن، وهي أخذت على عاتقها مهمة “البحث المضني” عن استخدامات النظام للسلاح الكيماوي، حتى أن مراسلي “لوموند” الفرنسية، “تطوعوا”لخوض غمار المجازفة، والوصول إلى ضواحي دمشق، بحثاً عن الأدلة والشواهد، على أمل أن تكون كافية لقطع الطريق على “جنيف 2”، وتعبيد طريق التدخل العسكري الدولي في الأزمة السورية..هذا ما تفعله فرنسا على وجه الخصوص، ولا تشاركها حماستها في فعل ذلك، سوى قطر.
    لا أدري أي سلاح كيماوي، ذاك الذي يحتاج إلى فحوص ميكروسكوبية للتأكد من استخدامه..عرفنا أن هذا السلاح يقتل مئات وآلاف البشر في ضربة واحدة، رأينا ذلك في “حلبجة” ومعركة “الأنفال”..أما أن يجري البحث بالمجهر والميكروسكوب على قتلى ومصابين، فذلك استخدام غريب وغير مألوف، لسلاح فتّاك، صنع من أجل القتل الجماعي والدمار الشامل.
    ليس المهم، إن كان هذا السلاح قد استخدم أم لا، ليس المهم كم بلغ عدد ضحاياه ولا من استخدمه، المهم أن يصدر “تقرير” أي تقرير، وعن أية جهة، يؤكد لجوء النظام إلى مخزونه الكيماوي، لينهض كشاهد على اجتيازه “خط أوباما الأحمر”، ولتصبح بعد ذلك، جميع أشكال التدخل العسكري مبررة، وكيف لا تبرر والنظام يقارف جريمة حرب موصوفة؟.
    حجة العاصمتان في تسليح المعارضة، أوهى من خيوط العنكبوت، بل وهي أقبح من ذنب..هم يدربون ويسلحون، لإقناع الأسد بالمشاركة في “جنيف 2”، وتسهيل الحل السياسي..لكأن الأسد ونظامه، هما من رفضا المشاركة في جنيف، وليس المعارضة التي ما زالت على انقساماتها وشروطها المسبقة، وحركتها الثقيلة باتجاه المؤتمر..أو لكأن هذه الأخيرة، قد وضعت كل إمكانياتها تحت تصرف الحل والوسطاء الدوليين.
    حججهم واهية، فهم يريدون تعزيز دور المعارضة “المعتدلة”، ولا ندري في مواجهة من سيجري تأهيل هذه المعارضة..ضد الأسد، أم ضد النصرة، ومن جاء بالنصرة إلى سوريا، ومن سهّل خروج أكثر من 800 جهادي فرنسي إلى سوريا، على أمل أن تكون رحلتهم باتجاه واحد، ذهاب بلا عودة، فهل تريد باريس لنا أن نقنع بأن 800 مقاتل يغادورون بلادهم في رحل اصطياف إلى سوريا، ومن دون علم المخابرات الفرنسية، حتى لا نقول تسهيلها..وعن أي طريق دخل هؤلاء الجهاديون إلى سوريا..لا شك أن المخابرات الفرنسية تتبعت طرقهم، وهي تعرف مسالكهم، لكن نفاق السياسة والفرنسية وازدواجها، يمنعها من ذكر الحقيقة، لأنها ستحرج نفسها وحلفاء لها في لبنان وتركيا، وربما في عواصم أخرى وسيطة، سهّلت وسلحت ومولت ودربت.
    نجحت الدولتان، تحت ضغط حنينهما الاستعماري الجارف، في “جرجرة” أوروبا إلى ما تشتهيان من قرارات، برغم المواقف الشجاعة لكل من السويد والنمسا، وإلى حد ما، ألمانيا وغيرها..صحيح أن القرار معلق التنفيذ حتى أواخر آب / أغسطس القادم، لتقييم “حصاد جنيف 2”، ولكن من قال أن هذا المؤتمر سيأتي بثمار سريعة..وكيف يمكن له أن يكون كذلك، فيما قوى التعطيل والتخريب في باريس ولندن والدوحة والرياض وأنقرة، تبذل قصارى جهدها لإحباط هذا المسعى؟.. ومن قال أن ورثة سايكس – بيكو، سينتظرون حتى انتهاء المهلة التي تحددت في بروكسل، بل ومن قال أصلاً، أنهما لم تفعلا ذلك منذ عام أو عامين، وبصورة مباشرة أو غير مباشرة؟.
    إنها “رائحة النفط والغاز” و”خرائط الأنابيب”..إنها “العودة المريضة للأحلام الكولونيالية البائدة”، وقد اتخذت هذه المرة شكل “البكائيات” على الدم السوري وحقوق الإنسان..إنه الصراع على موطئ قدم في عالم يتجه نحو التعددية القطبية، إنها حرب المحاور الإقليمية التي تريد تصفية حساباتها في سوريا وعلى أنقاضها..إنها الرغبة الدفينة، في رؤية النظام والقاعدة (النصرة) وحزب الله وإيران، في حرب استزاف طاحنة ومديدة، “القاتل والقتيل فيها إلى النار”.
    اسرائيل تهدد سورية وتتحدى روسيا
    رأي القدس
    تبخرت سحابة الامل بامكانية انعقاد مؤتمر جنيف الثاني للتوصل الى حل سياسي للازمة المتفاقمة في سورية، وعادت طبول الحرب تقرع من جديد وباصوات اعلى مما كان عليه الحال في الاشهر الاخيرة.
    اللقاء الثلاثي الذي انعقد في باريس بين وزراء خارجية روسيا وامريكا وفرنسا لم يتوصل الى اتفاق حول الدول المشاركة في المؤتمر المذكور، ولم يساعد فشل مؤتمر المعارضة السورية في اسطنبول في التوصل الى توسيع الائتلاف المعارض وانتخاب قيادة جديدة في تسهيل مهمة وزراء الخارجية الثلاثة، خاصة ان اجتماع المعارضة هذا لم يقرر المشاركة في مؤتمر جنيف.
    القرار الاوروبي الذي جرى اتخاذه في ساعة متأخرة من مساء امس الاول برفع حظر ارسال الاسلحة الى المعارضة السورية كان مفاجئا للوزراء الثلاثة، وللروسي سيرجي لافروف الذي اعتبره اجهاضا لمؤتمر جنيف، وعقبة في طريق انعقاده.
    الرد الروسي على هذا القرار الاوروبي تمثل في اعلان سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي بان بلاده لن تلغي خططا لتزويد سورية بصواريخ اس 300 الحديثة المضادة للطائرات، لان هذه الصواريخ ستمنع بطرق عديدة ‘بعض المتهورين’.
    المقصود بالمتهورين الدول الغربية التي تفكر بالتدخل العسكري المباشر او غير المباشر في سورية، كما ان هذا التوصيف يشمل اسرائيل التي شنت ثلاث غارات على اهداف داخل سورية في الاشهر الاربعة الماضية.
    الاسرائيليون يعتبرون تسليم موسكو هذا النوع من الصواريخ الى سورية بمثابة ‘اعلان حرب’، لانها ستحول اسرائيل كلها الى منطقة ‘حظر جوي’ فهذه الصواريخ شديدة الدقة قادرة على الوصول الى مطار تل ابيب، والتصدي لاي طائرات يمكن ان تغير على اهداف سورية او لبنانية، لذلك لم يكن مفاجئا ان يهدد موشي يعلون وزير الدفاع الاسرائيلي في مؤتمر صحافي، بقصف هذه الصواريخ اذا وصلت الى سورية.
    هذا التهديد الاسرائيلي يشكل تحديا لروسيا اكثر مما هو لسورية نفسها، وقد يفسر على انه نوع من البلطجة من قبل الكثيرين في المنطقة والعالم. فليس من حق اسرائيل ان تملي على روسيا سياساتها الخارجية وتحدد مصالحها الاستراتيجية، ونوعية اصدقائها وحلفائها معا.
    من الواضح من خلال هذا التهديد ان اسرائيل تريد ان تظل جميع الاجواء العربية مفتوحة امام طائراتها لتصول وتجول وتغير دون اي رادع، والسورية واللبنانية منها على وجه الخصوص، وهذا امر ينطوي على الكثير من الغرور والغطرسة بل والسذاجة في الوقت نفسه.
    روسيا ترددت كثيرا في تسليم هذه الصواريخ لسورية، واوقفت بيع مثيلاتها لايران استجابة لضغوط اسرائيلية وامريكية، ولكن الغارات الاسرائيلية الاستفزازية على مواقع سورية شكلت اهانة لروسيا قبل ان تكون اهانة لحليفها السوري، ردت عليها بحزم من خلال اعلان نائب وزير خارجيتها بالمضي قدما في بيع هذه الصواريخ لسورية.
    لا نستبعد ان تمضي اسرائيل قدما في تهديداتها بقصف الصواريخ الروسية هذه، او شن غارات جديدة على سورية تحت ذريعة منع وصول اسلحة وصواريخ حديثة الى حزب الله اللبناني، وفي الحالين ستشعل فتيل الحرب الاقليمية الموسعة التي يعتقد الكثير من المراقبين انها باتت وشيكة للغاية.
    جريمة نصرالله أبعد كثيرا من القصير
    ياسر ابو هلاله عن الغد الأردنية
    أدخل إلى صفحة "شهداء المقاومة الإسلامية" على موقع "فيسبوك"، فأشعر بالأسى لمنظر الأمهات والأطفال والرجال الذين ودعوا أحبتهم في معارك حسن نصرالله العبثية في سورية. أتذكر ذلك وأقارنه بأكاذيب الحزب السابقة حول النأي بالنفس وعدم التدخل، والثقة بقدرة النظام السوري على الحسم. اليوم، خرج السيد بخطاب جديد يسري بأثر رجعي، وهو "حماية ظهر المقاومة"، بعد خطاب "حماية مقام السيدة زينب". وفي الواقع، لم يمس أحد ظهر المقاومة ولا مقام السيدة زينب. وأسوأ من الخطاب العلني اللغة الحقيقية التي تكشفها مواقع التواصل الاجتماعي.في اللغة الحقيقية، يطلق المدفع بنداء "يا علي"، ضاربا "بني أمية" الذين قتلوا الأئمة وسبوا نساء آل البيت. هذه الفيديوهات موجودة على مواقع حزب الله، ولو لم يتبنها الحزب رسميا، تماما كما يوجد على مواقع الثورة السورية فيديوهات تحارب المجوس والصفويين. هذه جريمة السيد حسن نصرالله في إيقاظ الثارات التاريخية الوهمية التي تدمر الحاضر والمستقبل؛ عندما يلقن الطفل بأن والده استشهد دفاعا عن عمته زينب التي سباها الأمويون، وأنه على ذات الخطى حتى يلقاه في الجنة.بنو أمية لو لحقهم الربيع العربي لانتهى حكمهم. فباستثناء الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز، كان ملكهم بنص الحديث النبوي "عضودا"؛ يقوم على استلاب السلطة بالقوة والعصبية. وعلى سيوفهم أريقت دماء كثير من الثائرين؛ من الحسين إلى سعيد بن جبير إلى عبدالله بن الزبير. وبالمناسبة، كانت أول مسرحية أحضرها في حياتي هي "عالم وطاغية"، من تأليف الشيخ يوسف القرضاوي، والتي توثق ثورة سعيد بن جبير على الحجاج.مع فارق التاريخ، لم يكن بنو أمية مجرد ظهر المقاومة؛ هم بناة الحضارة في الشام، وهم بناة قبة الصخرة الزاهية إلى اليوم، وفوق ذلك هم أهل الفتح. فهذا محمد بن القاسم الثقفي، ابن أخت الحجاج، يقود الجيوش إلى الصين والهند وهو ابن سبعة عشر عاما. والناجي الوحيد من مجزرة العباسيين، صقر قريش عبدالرحمن الداخل، بنى أعظم حضارة في الأندلس، ما تزال إلى اليوم قبلة السياحة العالمية. المدفع الأعمى لا يصيب بني أمية، ولا الإمام علي مشغول بالثأر منهم. فقد قدم آل البيت، من علي إلى الحسن، مدرسة في تقديم مصلحة الأمة على الحكم، وأسسا لمدرسة في الفقه الإسلامي تقوم على أساس ولاية المفضول بوجود الفاضل.بالمناسبة، نظام آل الأسد الإجرامي متصالح تاريخيا مع ألد أعداء الشيعة مذهبيا؛ فأكبر معلم في دمشق هو السيف الأموي، واللوحة التي تزين مكتب حافظ الأسد هي معركة حطين التي قادها صلاح الدين الأيوبي الذي أنهى حكم الشيعة قبل أن ينتصر في المعركة. من المثير للحزن والأسى أن يتحول التاريخ إلى مفخخات تنفجر بالأبرياء، وما لم أستطع فهمه في صفحات حزب الله عبارات فارسية عن صراع حزب الله مع جيش السفياني"!إذن، المعركة ليست في القصير، إنها أبعد كثيرا؛ إنها بين بني أمية وآل البيت، بين العرب والفرس، وبين الشيعة والسنة. هذه معارك من السهل أن تبدأ، ومن المستحيل أن تنتهي. ومن أشعل نهارها هو حسن نصرالله. أما بشار الأسد، فهو يشبه سفاحي الصرب الذين انتهوا مع أول ضربة جوية. وما سيطول هو الحرب الدينية المذهبية العابرة للحدود.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 389
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:39 AM
  2. اقلام واراء عربي 342
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:36 AM
  3. اقلام واراء عربي 341
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:35 AM
  4. اقلام واراء عربي 340
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:35 AM
  5. اقلام واراء عربي 339
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:34 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •