اقلام واراء حماس 352
5/6/2013
مختارات من اعلام حماس
تحرير الجولان يمر بمدينة حلب
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
خيارات حماس بين المبادئ والمصالح
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، وائل المصري
القصير والجليل وسقوط الأسطورة
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، عصام شاور
عن إيران وحزب الله!
فلسطين الآن ،،، مؤمن بسيسو
القسام جامعة الرجال
فلسطين الآن ،،، محمد الجمل
إعلام الأزمة الفلسطيني!!
فلسطين أون لاين ،،، أحمد أبو رتيمة
لأنها القدس ... انفروا خفافا أو ثقالا
الرأي ،،، مصطفى الصواف
تحرير الجولان يمر بمدينة حلب
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
لا يوجد عاقل واحد في الأمة العربية والإسلامية يصدق كلام بشار الأسد عن فتح جبهة الجولان ضد جيش الصهاينة، وليس الدليل على ذلك حالة الهدوء المريح لأعصاب اليهود الذي ميز جبهة الجولان لعشرات السنين، وإنما الدليل على ذلك هو حالة التمزق والانقسام التي تعيشها سوريا، فإذا كان حرص نظام الأسد على هدوء الجولان في زمن وحدة الشعب السوري، ومنعته العربية، فهو أحرص اليوم على الهدوء ونصف سوريا يقاتل نصفها الآخر؟
من الثابت أن نظام الأسد حريص على توظيف جبهة الجولان لكسب معركته ضد الشعب السوري، فشأن نظام الأسد شأن كل الأنظمة العربية التي أتقنت اللعب على القضية الفلسطينية، وسعت لإيجاد عدو خارجي صهيوني وهمي؛ يساعدها على سحق المعارضة الداخلية، ولما كان نظام الأسد يعرف أن وجدان الأمة كلها معبأ ضد إسرائيل، ويعرف أن نقطة التقاء الشامي مع المغربي هي فلسطين، لذا حرص على أن يأخذ نصيبه من الوطنية والمصداقية والعروبة والإسلام من خلال التهديد بفتح جبهة الجولان، والحقيقة هي عكس ذلك تماماً، وهذا ما تعرفه إسرائيل جيداً، وهي تصغي لتهديدات الأسد الذي يدعي احترامه للرأي العام السوري، واستجابته لنداءات العرب بالتطوع لفتح جبهة الجولان ضد الصهاينة.
سيرتفع صوت نظام الأسد مهدداً بفتح جبهة الجولان كلما ارتفعت وتيرة القصف الصاروخي المدمر على حلب وشقيقاتها، وستبلغ تهديدات النظام ذروتها مع تصاعد المجازر الجماعية ضد الشعب السوري، وأزعم أن الترتيبات بين نظام الأسد والصهاينة قد تصل إلى تبادل القصف المدفعي والصاروخي في الجولان، ومن ثم الزج بطلائع الجيش العربي السوري للذبح لضمان سلامة النظام، وشواهد التاريخ على الحروب المفتعلة كثيرة، لم يكن آخرها مساعدة الفرنجة لأبي عبد الله الصغير في تحقيق نصر وهمي يدعم ملكه في بلاد الأندلس.
إن مصدر قلق الصهاينة الجدي هو تلك التغيرات الميدانية التي تجرى في أكثر من بلد عربي، سواء ما ظهر منها على سطح سوريا ومصر وتونس وليبيا، أو ما خفي منها تحت سطح الصمت المتوثب في الأردن والعراق ودول الخليج وباقي بلاد العرب، وأخص بالذكر تلك التحولات الإيديولوجية، وذلك التفاعل الوجداني مع المتغيرات الذي يبشر بمستقبل عربي يرعب إسرائيل، ويفرض عليها التباكي على النظام العربي البائد، النظام العربي الذي لم يحسن إلا فن تقويض أركان الأمة، وهز الثقة بقدراتها، وسحق إرادتها من خلال خداع الناس بالشعارات الضخمة البراقة الزائفة، في الوقت الذي يمارس التنسيق السري مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بعد أن ربط مصالحه بالبقاء حاكماً في المنقطة مع بقاء إسرائيل سيدة قوية.
خيارات حماس بين المبادئ والمصالح
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، وائل المصري
التصريحات التي صدرت من قيادات في حركة حماس أو مقربين منها والتي يفيد بعضها بتقلص الدعم الإيراني للحركة بينما يؤكد البعض الآخر توقفه بشكل كامل نتيجة موقف الحركة من الثورة السورية تعطي لصورة المشهد حول علاقة حماس بإيران في الوقت الحالي الكثير من الوضوح بعد أن كان يشوبها الغموض و الالتباس.
كانت العلاقة بين حماس وإيران محط انتقاد البعض وخاصة داخل الأنظمة العربية الحاكمة التي ترفض تلك العلاقة في نفس الوقت الذي ترفض فيه أيضا مد يدها لمساعدة حماس وإيجاد بديل سُنّي للدعم الإيراني لحماس وفصائل المقاومة بغزة، حيث كانت الاتهامات تكال لحماس بسخاء بالغ لدرجة التشكيك في عقيدتها السنية الخالصة ووطنيتها الفلسطينية وقرارها المستقل بعد الزعم بأنها باتت مجرد أداة بيد إيران وسوريا، غير أن تلك الاتهامات سرعان ما بددتها الثورة السورية بكل ما حملت من تبعات منها ما كان له أثر مباشر على الحركة.
الثورة السورية وضعت حماس أمام اختبار تاريخي نجحت فيه بجدارة، فقد كانت الخيارات أمام حماس محدودة وهي إما الاختيار بين مبادئها أو مصالحها وحلفائها، وقد اختارت الأولى رغم ما سيترتب عليه من إشكاليات تجعل الحركة تفقد أهم معاقلها الآمنة في الخارج (سوريا) وخسارة أكبر داعمي الحركة ماليا وعسكريا (إيران).
لقد دفعت حماس ثمنا باهظا لقاء مواقفها التاريخية، وهنا يجب استحضار موقف حماس الرافض لاتفاقيات (أوسلو) والسلام مع المحتل الإسرائيلي والذي عبرت عنه قولا وفعلا وما ترتب على ذلك من ضربات أمنية نفذتها السلطة ضد المناوئين لـ(أوسلو) كان لحماس النصيب الأكبر فيها.
ثم عودة للوراء إلى ما قبل (أوسلو) عندما عصفت بالمنطقة العربية أزمة اجتياح الجيش العراقي للكويت، حيث أدانت حماس الغزو العراقي حينها، غير أنها رفضت في ذات الوقت التدخل الأجنبي في الشؤون العربية، وللمفارقة فإن حماس نفسها أدانت رسميا عملية إعدام الرئيس (صدام حسين) عام 2006 م من قلب الكويت حيث كان وفد حكومتها هناك.
ثم أبرز مواقف حماس التاريخية والتي تمثلت برفضها الاعتراف بـ(إسرائيل) بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006 م وما ترتب على ذلك من حصار خانق شارك في العرب والأعاجم لإفشال حكومة حماس وإسقاط تجربتها إلى الأبد، إلا أن المعية الإلهية أبت إلا أن تستمر حكومة حماس وأن يكسر الحصار بعد أعوام من فرضه بعد أن بات لعنة على الاحتلال أمام العالم يكشف زيف الروايات الصهيونية بادعاء الحضارة والإنسانية.
والآن تعصف بحماس أزمة جديدة حسمت فيها الحركة خياراتها وأعلنت موقفها المساند للشعب السوري في المطالبة بحريته رغم كل الإشكاليات التي ألمت بحماس نتيجة موقفها.
ربما يتقلص الدعم الإيراني أو يتوقف وتخسر حماس حلفاء رئيسيين لها، ويصبح قادتها مجددا كالمنفيين من بلد إلى بلد، إلا أن المعية الإلهية التي كانت تنحاز إلى حماس الواقفة إلى جانب الحق دائما لا بد أنها ستنحاز مجددا للحركة في ظروفها، وسيرفع الله لحماس اسمها وذكرها وستتذكر الشعوب العربية والإسلامية لحماس موقفها وسيسجل التاريخ أنها الحركة التي تخلت عن سعة الحال من أجل مبادئها الوطنية والإسلامية وسيدرك المنصفون أن حماس أدت ما عليها من واجبات تجاه دينها وأمتها وقضيتها وشعبها ودفعت من أجل ذلك الأثمان الباهظة من دماء قادتها وأبنائها.
القصير والجليل وسقوط الأسطورة
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، عصام شاور
في عام 2011 هدد حسن نصر الله زعيم حزب الله العدو الإسرائيلي بالسيطرة على الجليل _شمال فلسطين_ إذا شنت " إسرائيل" حربا أخرى على لبنان، وأعطى أوامره لمقاتليه استعدادا لتلك اللحظة، أصداء تهديدات نصر الله حينها ترددت من المحيط إلى الخليج بفعل انتصاره على العدو الإسرائيلي في 2006،ثم طويت صفحة المقاومة لتفتح صفحة أخرى وجبهة مختلفة ضد الأبرياء في سوريا.
إذا كانت مساندة حزب الله ودعمه لنظام الأسد في إبادة الشعب السوري وإخماد ثورته أطاحت بشعارات حزب الله الزائفة فإن فشله في احتلال القصير أسقط أسطورته، أكثر من أسبوعين وتحالف بشار_نصر الله يدك مدينة القصير التي لا تزيد مساحتها عن 4 كم دون جدوى، المدافعون عن مدينتهم وكرامتهم صامدون رغم الدمار والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها مجرمو نصر الله وبشار.
ماذا لو خرج نصر الله الآن مهددا الكيان الإسرائيلي باحتلال أو " تحرير" شمال فلسطين ؟ من المؤكد أن الجميع سيهزأ به ومن تهديداته التي أصبحت بلا طعم وبلا معنى، حزب الله لا يتقن سوى إطلاق الصواريخ المسيسة على دولة الاحتلال " إسرائيل" وذبح أطفال سوريا والتلذذ بتعذيب العزل من رجالها ونسائها، حزب الله لم يعد القوة التي تخشاها " إسرائيل" أو تنخدع بها الشعوب المستضعفة.
وأخيرا لا بد من الرد على من يتهمنا بالمتحولين ضد حزب الله تبعا للوضع السياسي باستحضار ما كتبناه منذ سنوات، ففي 2006 وحين كان حزب الله في قمة تألقه و" مقاومته" كتبت مقالا بعنوان: " هل يدافع حسن نصر الله عن أهل السنة"؟، قلت فيه : "حزب الله يـأتمر بأمر إيران وسوريا وأي تسوية مع الدولتين من شأنها وقف المقاومة , وكذلك إن رأى حزب الله مصلحة ذاتية في وقف المقاومة فإنه لن يلتفت إلى المصلحة الفلسطينية" وكذلك قلت: " علينا توخي الحذر من الانجراف العاطفي بسبب إنجازات حزب الله والتي نقدرها ونتمنى دوامها , ومن هنا يجب أن يكون الخطاب الإسلامي معتدلا عند مدح حزب الله لأن الخواتيم لا يعلم بها إلا الله , فلا نريد تكرار تجربة الناصريين والصداميين ولا نريد إعادة مقولة يا خالد الفرس جدد خالد العرب "
عن إيران وحزب الله!
فلسطين الآن ،،، مؤمن بسيسو
هل يمكن قطع كل العرى والروابط والصلات مع حزب الله وإيران بفعل انخراطهما العملي والعملياتي في أتون الأزمة السورية، ودعمهما اللامحدود لنظام الأسد الموغل في الوحشية والإجرام بحق أبناء شعبه التائقين للحرية والكرامة والخلاص؟!
ابتداء، ينبغي الإقرار بدور حزب الله وإيران في مواجهة كيان الاحتلال، والاعتراف بأن الكثير من العتاد العسكري الذي تم استخدامه في مقاومة الاحتلال، وخصوصا في الحرب الأخيرة، ذو ماركة إيرانية بحتة، ناهيك عن الخدمات الفنية التي تولت إيران تقديمها وتزويد المقاومة الفلسطينية بها طيلة المرحلة الماضية.
واقع الحال أن المعادلة الخاصة بإيران وحزب الله بالغة التعقيد، فهي تتشكل من أخلاط من العمل الثوري ضد (إسرائيل) الذي يعكر صفوه العمل الطائفي والاصطفاف المذموم إلى جوار النظام السوري الدموي، الذي يقترف المجازر ويسفك الدماء بدم بارد ضد الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء ليل نهار.
العمل الثوري المقاوم ضد (إسرائيل)، وامتلاك إرادة القتال ضد طغيانها في الأرض حتى النهاية، عملة نادرة هذه الأيام، ويجدر الحفاظ عليها ودعم آفاق استمرارها وتطوير آليات عملها دون كلل أو تقصير.
في ذات الوقت فإن توفير الغطاء السياسي والدعم العسكري لنظام استبدادي دموي، أيا كانت حسناته في مجال دعم واحتضان المقاومة، يشكل خطيئة كبرى لا تغتفر بأي حال من الأحوال، وصدمة قيمية ذات آثار عميقة وارتدادات عنيفة على مجمل المحيط السياسي، والدائرة الثورية والإسلامية على وجه الخصوص.
في حالة إيران وحزب الله التي تشكل نموذجا متقدما في مواجهة المشروع الصهيوني لا مجال للتضاد أو الافتراق التام، فلا معنى لذلك إلا ترك الطرفين يغرقان أكثر فأكثر في أوحال الأزمة السورية، ويذهبا بالآمال المعلقة على وحدة الأمة في وجه الكيان الصهيوني ومشاريعه العنصرية ومخططاته العدوانية.
إعادة ضبط بوصلة إيران وحزب الله فيما يخص الأزمة السورية ممكنة وغير مستحيلة، ولن يتأتى ذلك إلا عبر استحداث مقاربة سياسية جديدة توقف شلالات الدماء السورية النازفة، وترسي حلا سلميا يضمن إعادة هيكلة النظام والسلطة في سوريا بما يلبي كرامة وحقوق الشعب السوري، ويحافظ على دوره السياسي والإقليمي في مواجهة (إسرائيل) والهيمنة الأمريكية على المنطقة.
لا شك أن أمواج النقمة والغضب على موقف إيران وحزب الله بخصوص الموضوع السوري عاتية للغاية، إلا أن مصلحة القضية الفلسطينية ووحدة الأمة العربية والإسلامية، تقتضي التعالي على الجراح والبحث عن أفضل الصيغ لتجاوز المحنة الراهنة التي توشك أن تطيح بالمقدرات الاستراتيجية للأمة، وتضع عناصر قوتها الأساسية تحت مقصلة الاصطفاف الحزبي والهوى الطائفي.
سيناريو الافتراق عن إيران وحزب الله ليس حلا، فنحن بحاجة إلى كل جهد ضارب في وجه المشروع الصهيوني من جهة، فضلا عن حاجتنا إلى حماية الأمة وكياناتها من مشاريع التفتيت والتفسيخ والتقسيم من جهة أخرى.
قد يكون سيناريو التوافق والوفاق الأكثر نجاعة وجدوى لحل الأزمة السورية، ولا مناص من الدفع باتجاه بلورة جهد عربي وإسلامي واسع يضمن إرساء مقاربة سياسية جديدة مقبولة تنهي الجرح المفتوح في سوريا، وتضمن إبعادها عن يد التدخلات الخارجية الخطيرة التي تبغي سحق مقومات قوتها واستقرارها وتدمير حاضرها ومستقبلها.
القسام جامعة الرجال
فلسطين الآن ،،، محمد الجمل
كثيرون هم الذين دخلوا الإسلام قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكنًّ الله خص هذا الرجل بأن جعل اسلامه علامة فارقة بين مرحلة الاستضعاف والقهر التي عاشها المسلمون الذين التحقوا بقافلة الاسلام في بداية الدعوة وبين مرحلة القوة والعزة التي بدأت صفحاتها بدخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الإسلام، وما كان ذلك إلا لخصائص ميز الله بها هذا الرجل عن غيره جعلته يقف في وجه قريش وأمام أسياد وزعماء مكة يعلن إسلامه ويتهدد من يقف في طريق هجرته قائلا لهم "من أراد أن تثكله أمه فليلحق بي خلف هذا الوادي"، وعلى هذا النهج كان التحاق القائد الكبير عبد الله البرغوثي أبو أسامة بمشروع الجهاد والمقاومة في فلسطين، بعد عودته المباركة لها وانضمامه لكتائب الشهيد عز الدين القسام، إذ استطاع هذا الرجل وخلال سنوات قليلة من العمل العسكري أن يقض مضاجع بني صهيون ويؤرق ليلهم حتى سطع نجمه في سماء المقاومة وأصبح ذكر اسمه حكاية كاملة من حكايات الجهاد والمقاومة، إن قصة جهاد أبي أسامة عازف الألحان الناسفة ترسم ملخصا لصراع الأدمغة والإصرار الذي يمتلكه رجال فلسطين ومقاوميها عامة وكتائب القسام خاصة وبين دولة الاحتلال التي تمتلك أكبر قوة عسكرية في المنطقة.
لقد مثل جهاد عبد الله البرغوثي مدرسة في الجهاد والمقاومة فهو المجاهد الذي لم ينتظر سخاءً أو مالا من أحد ليبدأ عمله الجهادي مدافعا عن شرف وكرامة شعبه وأمته، فقد وضع هذا الحر الأبي كل ماله وثروته في تصرف المقاومة، وباع أملاكه ليشتري الرصاص والذخائر والعبوات الناسفة غير آبه بالمصير المجهول الذي ينتظر زوجته وأطفاله، وهو يخطو بكل جرأة صانعا ملاحم وبطولات كانت في أغلبها معجزات أذهلت العدو وجعلت الويل والدمار يغزو كل أركانهم ، ليذيقهم كأس العلقم جراء ما ارتكبت أيديهم بحق أطفال ونساء ورجال فلسطين، ولم يتوقف هذا الرجل عن مسيرة جهاده وعطائه ولم يستسلم بعد كل ما حل به جراء تكالب اجهزة أمن السلطة الفلسطينية عليه واعتقاله ومصادرة كل ما بناه من بنية تحتية للمقاومة ، فعاد هذا الرجل مجددا لينطلق من الصفر مضطراً لبيع حليّ زوجته وطفلتيه مضحيا بهم ليشتري البندقية والرصاص من جديد ويواصل عمله الجهادي والعسكري في مقارعة بني صهيون.
حق لكتائب الشهيد عز الدين القسام جامعة الرجال والعظماء أن تفخر بهذا الرمز والأسطورة الجهادية وأن تسطر قصته في صحائف المجد والعزة وتطلق اسمه على أكبر ميادين فلسطين، بل وخارج فلسطين في كل قطر عربي وإسلامي لترنو إليه أبصار شباب الشعوب العربية والإسلامية وتستقي منه دروس العطاء والتضحية والفداء.
ولعل ما يميز القائد عبد الله البرغوثي انه لم يكتف بالتخطيط والتوجيه والقيادة، بل كان يخرج بنفسه شاهرا بندقيته ينصب الكمائن ويخوض الاشتباكات ويصاب بالجراح ليكون نعم القائد الذي يتقدم مع جنوده صفوف الملاحم ويخوض المعارك فسلام عليك يا أبا أسامة وانت تعلمنا دروسا في الجهاد والبطولة والتضحية والثبات.
سلام عليك يا أبا أسامة وأنت تبعث من وسط عتمات سجنك وأقبية التحقيق وظلمات الزنازين وقهر وسطوة السجان أنوارا نهتدي بها إلى طريق العزة والكرامة ، سلام عليك يا أبا أسامة وأنت تثور على السجن والسجان، تجاهد بالقلم كما جاهدت بالبندقية وتخط أروع ملاحم البطولة والعزة، سلام عليك يا أبا أسامة وأنت تدخل عامك الحادي عشر في المعتقل قاضيا الجزء الأكبر منها في العزل الانفرادي دون أن تلين لك قناة أو تعطي الدنية في دينك أو منهجك المقاوم أو فكرك النير، سلام عليك يا أبا أسامة وقد غدوت منارة من منارات حماس والقسام ملتحقا بركب العظماء أمثال الإمام المؤسس أحمد ياسين والاسد الرنتيسي والمهندس العياش وغيرهم الكثير من أساتذة الجهاد واعلام التضحية.
سلام عليك يا أبا أسامة وانت تنتظر نور الفجر وتهشيم القيود وتحطيم أسوار السجون لتنتفض مرة أخرى تحمل راية الفتح وشارة النصر تصلي بإخوانك في ساحات المسجد الأقصى وباحات القدس الشريف.
إعلام الأزمة الفلسطيني!!
فلسطين أون لاين ،،، أحمد أبو رتيمة
أحياناً أقلب محطات التلفاز صباحاً فأجد الصبغة العامة للبرامج الصباحية هي صبغة ترفيهية والمواضيع المتناولة مواضيع خفيفة تقدم للمشاهد جرعةً تفاؤليةً في مستهل يومه وتخرجه من نكد الواقع، لكن حين أصل إلى المحطات الفلسطينية لا أجد فيها سوى أخبار الموت والأحزان والمآسي والانقسام، وغير ذلك من المفردات التي تشبعنا بها منذ أن ولدنا..
أما إحدى الأخوات الإعلاميات فقد قالت لي إنها عاكفة على إنجاز عمل درامي لشهر رمضان قلت لها: ماذا ستسمينه، قالت لي: شذا الجراح أو إخوة الدم!!
لا أملك أن أتجاهل الأسباب الموضوعية التي أنتجت هذا الإعلام الذي يتخذ من أحاديث الموت والجراح والمآسي محور تركيزه، فحياة الفلسطينيين مسلسل متواصل من أخبار القتل والأسر والهدم والحصار والفقر وغير ذلك من مفردات المعاناة، لكن حين تكون المعاناة متواصلةً منذ أكثر من خمسة وستين عاماً وليست حدثاً عابراً يزول بعد بضعة أيام أو أسابيع أو أشهر، فإننا لا نستطيع أن نظل أسرى للون واحد طوال حياتنا ولا بد من التمرد على مرارة الواقع ومجاهدته وانتزاع فرص للفرح والتفاؤل من بين أنياب الموت..
خطورة إعلام الأزمة هي أنه يرسخ مشاعر السلبية والإحباط في نفوس الناس فيعطل قدراتهم على الانطلاق وصناعة الحياة، في إعلام الأزمة تصبح النفوس مشبعةً بالإحباط والتشاؤم فلا تعود صالحةً لصناعة الحياة، وحينها سنفشل في التواصل مع العالم وإيصال رسالتنا إليهم لأننا نتحدث لغةً مختلفةً وشاذةً، فمثلاً في الإعلام الفلسطيني نعتقد أن صور الأشلاء الممزقة يعد مشهداً مؤثراً فنسارع إلى توزيع هذه المشاهد على وكالات الأنباء العالمية ظناً منا بأنها ستثير التعاطف العالمي معنا، لكن ما يحدث هو أن الصور المبالغ في فظاعتها وقسوتها تزهد الناس في المتابعة والاهتمام لأن نفوس البشر مجبولة على حب الحياة وعلى الرغبة في تجاوز الأحزان والمآسي فلا يطيق المشاهد الذي نشأ في ظروف طبيعية أن يظل أسيراً لمشاهد العنف والقسوة، وصورة طفلة تبحث عن حقيبتها في الركام، أو طفل يرسم صورة أبيه الشهيد هي أكثر تأثيراً من صور الأشلاء الممزقة والعمارات المدمرة..
الحديث المعتدل عن جانب المأساة يحدث أثراً إيجابياً في أنه يحرضنا على عدونا ويذكرنا بالتكلفة الباهظة التي سنظل ندفعها ما دام الاحتلال جاثماً على صدورنا ويستفزنا للمقاومة، لكن الإفراط في هذا الجانب وسيطرته على كل طاقتنا ووقتنا سيقلب النتيجة إلى عكسها إذ إنه سيصيب المشاهد بالبلادة تجاه أخبار الموت والدمار وسيميت فيه روح التفاعل وسيكبله بمشاعر الإحباط والعجز، وسيخلق لديه نظرةً متشائمةً تفتقد الرغبة في المواصلة والتحدي والانتصار..
في الإعلام الإسرائيلي نلمس حرصاً على إبقاء الجبهة الداخلية في حالة إيجابية بعيدة عن التوتر، فحين يكون هناك خبر سلبي متمثلاً في عملية فدائية أو كارثة طبيعية فإن هذا الخبر لا يحتل سوى حيز محدود من تغطية الإعلام الإسرائيلي، وغالباً لا تتجاوز تغطيته المساحة المخصصة لنشرات الأخبار ثم يواصل الإعلام بعد ذلك برامجه الاعتيادية من أغنيات وترفيه وذلك حتى يخرج الإسرائيلي من الحالة السلبية التي تسببها هذه الأخبار. هذا النموذج الإسرائيلي وإن كان صعباً أن نتمثله حرفياً كون منسوب التضحية عندنا أعلى بكثير مما هو عندهم، إلا أنه يمكن الاستفادة منه فلسطينياً عبر تخفيف حدة خطاب الألم، وإفراد مساحات أوسع لتعزيز إرادة الحياة ومشاعر التفاؤل تجاهها..
سألت الفنان نبيل الخطيب عن سر تغيير اسم فرقته المشهورة بفرقة الشهداء إلى اسم جديد هو فرقة النشامى، قال لي: إن الناس مشبعون إلى أقصى حد بخطاب الشهداء والآلام والأحزان فلا بد من إخراجهم من هذه الحالة..
إن الخروج من إعلام الأزمة ليس خيانةً لدماء الشهداء ولا تنكراً لجراحات الشعب الفلسطيني، كما قد يتوهم، بل إن تجاوزه هو الذي سيمدنا بالطاقة اللازمة للمواصلة لأن الإنسان لن يتمسك بالدفاع عن الحياة والانتصار فيها إلا حين تقوى فيه إرادة الحياة وتتعزز في نفسه مشاعر التفاؤل تجاهها..
لأنها القدس ... انفروا خفافا أو ثقالا
الرأي ،،، مصطفى الصواف
موعدنا غدا الجمعة بإذن الله تعالى مع مسيرة القدس العالمية والتي ستنطلق من عشرات الدول والعواصم العربية الإسلامية والأوروبية صوب اقرب نقطة نحو القدس وأول من سيشارك في هذه المسيرة هو أنا وأنت وهو وهي لأنها القدس عروس عروبتنا وقبلة الموحدين والأحرار ومسرى رسول الله صل الله عليه وسلم.
هل جهزنا أنفسنا للمشاركة الفاعلة في هذه المسيرة لنري الله أولا مدى حبنا وتفانينا من اجل القدس قبلة المسلمين الأولى، وثاني مسجد وضع في الأرض بعد مكة المكرمة، ثم نحمل في هذه المسيرة رسالة للاحتلال الصهيوني نؤكد على أن الصبر آخذ في النفاد وأن يوم الزحف نحو القدس ليس ببعيد وما هذا إلا نموذج، فهل سنري هذا المحتل الغاصب منا ما يغيظه ويؤكد له أننا لم ولن ننسى القدس ولن نساوم عليها وأننا نعد العدة لتحريرها وأن هذا اليوم قادم بإذن الله تعالى.
أخي في فلسطين المحتلة، إخوتي في الأمتين العربية والإسلامية ، يا أحرر العالم هل أنهيتم الاستعدادات للمشاركة في هذه المسيرة السلمية، وهل قمتم بالدور المطلوب منكم في دعوة الأحباب والأصدقاء والمقربون والأغراب القريبون والبعيدون المنتشرون في أصقاع المعمورة وأطرافها المترامية في ظل تكنولوجيا التواصل الحديثة السريعة وغير المكلفة.
إذا لم تفعلوا فلازال هناك بقية من وقت من أجل تكثيف الدعوة وهذا اقل القليل الذي يمكن أن نقوم به كل من جانبه لأن القدس تحتاج منا كل جهد وكل عمل، فاليوم الخميس وحتى إلى ما قبل ظهر الجمعة لدينا ساعات يمكن خلالها أن نقوم بعمل كثير في دعوة الناس حيثما وجدوا من أجل المشاركة في هذه المسيرة التي نتمنى أن تكون بحجم ومكانة القدس وأن تشكل حالة استنهاض لدى الجماهير العربية والإسلامية بعد حالة الثبات العميق التي عاشتها ولم تتفاعل مع ما يجري في القدس على مدى سنوات طويلة عمل فيها الاحتلال الصهيوني على تهويد المدينة بكل أشكال التهويد دون أن يكون هناك من يردعه وسكان القدس لا يملكون ما يدفعون به عن العدوان المتواصل على السكان والبيوت والممتلكات الخاصة والعامة حتى وصل العدوان على المقابر وصولا إلى محاولة تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود تمهيدا للوصول إلى المخطط الخبيث لهدم الأقصى وإعادة بناء هيكلهم المزعوم.
هذه المسيرة من المفترض أن تضم اكبر عدد من المحبين للقدس والمشاركة فيها عنوان المحبة للقدس والانتماء إليها ما لم يكن هناك من الأسباب القاهرة التي تحول دون المشاركة، مسيرة القدس العالمية يجب أن تدشن لمرحلة جديدة في نصرة القدس والدفاع عنها ويجب أن نري هذا العدو المتغطرس منا ما يقنعه أن المرحلة القادمة مختلفة عن المرحلة الماضية وبدايتها هذه المسيرة التي يجب أن تكون أكبر مما يتوقع الجميع في مستوى الحشد والمشاركة .
لا عذر لأحد صغيرا كبيرا رجلا وامرأة، شابا وطفلا، ليخرج كل قادر على الخروج والمشاركة فموعدنا غدا الجمعة إنها القدس، أتدرون ماذا تعني القدس، إنها تعني القلب من الجسد، هل تقبلون أن تموت قلوبكم، هل تقبلون أن يهدم مسجدكم، هل تقبلون أن تهود حضارتكم ومعالمكم وتاريخكم وجغرافيتكم على أيدي هؤلاء الصهاينة المجرمين ، نريد أن نراكم مزدحمة الشوارع بكم تغطون عين الشمس والإقدام تسير على أطراف أصابعكم.
لا تبخلوا بهذه السويعات القليلة ذات المعاني الكبيرة والأثر الأوسع، القدس تستنصركم فانصروها بمشاركتكم الواسعة والتي تعد واجبا دينيا ووطنيا وإنسانيا، القدس وأهلها وترابها وحجارتها معرضة للخطر الشديد وفوق كل ذلك مقدساتها، فهل تقبلون أن تكونوا شهود على هدم الأقصى؟.


رد مع اقتباس