النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 368

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 368

    اقلام واراء اسرائيلي 368
    17/6/2013

    في هــــــذا الملف



    • في الوقت الحالي الشارع الفلسطيني يفهم انه لا بديل لابو مازن

    بقلم:أساف جبور،عن معاريف

    • اوباما يخاف ايران وروسيا

    بقلم:بن درور يميني،عن معاريف

    • في مكان يُغرون الكلاب فيه بالبشر

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    • الابادة كإكسير للحياة

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    • اوباما يقفز الى عربة الخاسرين

    بقلم:حيمي شاليف،عن هآرتس

    • امتحان روحاني: الخروج من الازمة الاقتصادية وعرض ايران على أنها طالبة سلام

    بقلم:تسفي برئيل ،عن هآرتس

    • احتمال تدخل الولايات المتحدة واسرائيل في الحرب السورية

    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    • هل سيصر روحاني على الوفاء بوعوده

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت


    في الوقت الحالي الشارع الفلسطيني يفهم انه لا بديل لابو مازن
    بقلم:أساف جبور،عن معاريف

    اضطر وزير الخارجية الامريكية جون كيري الاسبوع الماضي الى الغاء زيارته الى القدس ورام الله، بسبب المباحثات العاجلة التي تجريها الادارة في الموضوع السوري. ولكن ما أن علم بانه سيضطر الى التخلي عن الزيارة، حتى سارع كيري للاتصال بابو مازن كي يوضح له ان الولايات المتحدة مصممة على مواصلة مساعيها لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. ويدل هذا الاطلاع الهاتفي السريع على الاهمية التي يوليها الامريكيون لاستئناف المسيرة السياسية، وهذه الحقيقة تساعد ابو مازن، لاول مرة منذ زمن بعيد على ان يصبح مرة اخرى ذا صلة وأن يتمتع ببعض من الاستقرار السلطوي.
    من نواحٍ عديدة يمكن الادعاء ان في وضعها الحالي تدير السلطة الفلسطينية معركة بقاء. فالوضع الاقتصادي سيئ وتيار السيولة النقدية، في انخفاض مستمر، يجبر السلطات على تحويل رواتب موظفي السلطة على دفعتين. وفي أجهزة الامن الفلسطينية يحذرون من أن تأخير الدفعات ستكون له آثار، ويشكون من نقص وسائل فرض القانون والنظام. وقد أدى ارتفاع الضرائب والاسعار الى مظاهرات احتجاج، واستقالة رئيس الوزراء سلام فياض، الذي على الاقل في نظر الغرب يعتبر رمز التغيير الاقتصادي والاداري في السلطة، لم تبشر بالخير.
    ولكن على نحو مفعم بالمفارقة، فان الوضع السيئ الذي علقت فيه السلطة يساعد بالذات على استقرار ابو مازن بصفته الشخصية الوحيدة التي بوسعها تغيير الصورة. فعلى خلفية مشاكل حماس مع مصر ومع الايرانيين، فان عيون الفلسطينيين والامريكيين تتطلع الان الى الرئيس القديم للسلطة.

    لا يبحث عن مصالحة مع حماس

    غير مرة هدد ابو مازن المحبط بالاستقالة من منصبه وترك مشاكل السلطة الصعبة لعناية شخص آخر. ولكن في الوضع الحالي، عندما يعانقه الامريكيون، وخصومه من حماس منشغلون بمشاكل اخرى، فان التقدير هو انه لا يعتزم الاستقالة، ليس قريبا على الاقل. قائمة بدائله المحتملين، التي تضمنت في الماضي اسماء مثل مروان البرغوثي، جبريل الرجوب، محمد دحلان وآخرين، اختفت عن الخطاب الجماهيري. كما أن الشارع الفلسطيني يفهم، على ما يبدو انه في الوقت الحالي لا بديل لابو مازن.
    وكما أسلفنا، حسب الخطة الامريكية لاستئناف المسيرة السياسية، يفترض بابو مازن أن يكون المحور المركزي في الطرف الفلسطيني. ورئيس السلطة واع لذلك، ولهذا فانه يبدي تصلبا وغير مستعد لان يتنازل عن الشروط المسبقة التي وضعها لاستئناف المفاوضات، وعلى رأسها تجميد البناء في المستوطنات. تحرير 107 سجناء، كانوا اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو، يعتبر هو ايضا شرطا مركزيا للسلطة، ولكن مسؤولا فلسطينيا اشار في الماضي في حديث مع ‘معاريف’ الى انه حتى لو وافقت اسرائيل على تحريرهم فان الامر لن يؤدي بالضرورة الى استئناف المفاوضات.
    رغم ذلك، توجد في السلطة محافل تخشى من أن يؤدي الرفض العنيد لاستئناف المسيرة السياسية والتوجه الى المسار احادي الجانب في الامم المتحدة الى عقوبات، كوقف المساعدات الاقتصادية من جانب الولايات المتحدة أو تقليصها بشكل كبير. ولكن رغم المشاكل الاقتصادية والمصاعب في دفع الرواتب لرجال أجهزة الامن، لا يتردد ابو مازن في اصدار الاوامر لاعتقال ناشطي حماس وجهات اخرى. وفي بعض الحالات تكون اسرائيل هي التي تنقل الى ابو مازن الاسماء. رجال الاجهزة ينفذون اوامر رئيس السلطة بشكل جيد، مما يدل على أنهم يعتبرون أبو مازن الزعيم الفلسطيني غير المشكوك به على الاقل صحيحا حتى الان.
    كما أن تعيين رامي الحمدالله رئيسا للوزراء، بدلا من سلام فياض الذي كان خصما لابو مازن، دليل على قوة رئيس السلطة. وعمل الحمدالله مستشارا قريبا لابو مازن ويعتبر مواليا جدا له. اضافة الى ذلك فان تعيين شخص لا يرتبط بأي شكل بحماس أثبت بان ابو مازن يشعر بما يكفي من الثقة بالنفس، وليس مؤكدا على الاطلاق ان يكون يبحث عن مصالحة مع المنظمة. يبدو من ناحيته الدعم الامريكي أهم. وحماس بالذات، التي تهتز مكانتها بسبب الكتف الباردة من مصر واغلاق المكتب السياسي للمنظمة في دمشق، معنية اكثر بكثير من ابو مازن بالمصالحة.
    الحرب في سورية والصراع على رئاسة المكتب السياسي، الذي في نهاية المطاف بقيت في يد خالد مشعل، ضعضع قوة المنظمة وساهم في النزاعات الداخلية فيها. وعندما خرج الى الشوارع في غزة في الذكرى السنوية لتأسيس فتح نحو 300 ألف من مؤيديها، كان هذا دليلا على اهتزاز قوة الردع لحماس. في الضفة، حيث يمارس ابو مازن ضغطا زائدا على ناشطي حماس، وجدت المنظمة نفسها في حالة دفاع حقا. وهكذا بقي رئيس السلطة، الذي سارع كثيرون الى تأبينه، الجهة الاقوى والاكثر استقرارا في الطرف الفلسطيني.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    اوباما يخاف ايران وروسيا

    بقلم:بن درور يميني،عن معاريف

    ليس استخدام السلاح الكيميائي هو الذي أحدث التغيير لدى باراك اوباما. فهو اكثر ذكاء بقليل، ومع كل الاحترام لصورته الانسانية، فهذا حتى ليس الشيء الذي يقترب من قتل الشعب هو الذي ادى به الى التدخل. انه التغيير في ميدان المعركة. بعض التفوق لنظام الاسد رجح الكفة، وهذه ليست فقط بوادر النصر للاسد، التي تلوح خلافا للتوقعات. يدور الحديث عن معركة استراتيجية. هذا انتصار لايران وروسيا. ولا يمكن لاوباما ان يوافق على ذلك. لا توجد هنا اعتبارات اخلاقية، فالثوار ليسوا أكثر انسانية، عندما تميل الكفة نحوهم، وحتى قبل ذلك، فانهم ينفذون ذات المذابح التي ينفذها النظام ايضا.
    طالما كان حزب الله والثوار يستنزفون كلا الاخر، لم تكن لاحد مصلحة في التدخل. المطالب الانسانية هي شيء والقرارات الاستراتيجية شيء آخر. يمكن الاسف على ذلك ولكن هذه هي القصة، بهذا الفهم اوباما لا يختلف كثيرا عن بوش، ربما في الخطابية وليس في الميدان.
    الاعتبارات ليست بسيطة. بعض من دول الخليج تساعد بالذات جبهة النصرة، التي تعتبر الان الفرع السوري من القاعدة. فسيناريو افغانستان والمساعدة للمجاهدين، يمكن أن يتكرر. حزب ا لله هو عدو معروف. والعدو التالي قد يكون اسوأ. لاسرائيل ايضا لا يوجد اي سبب يدعوها الى الفرح لان قرار اوباما، الموجه ضد روسيا ايضا، من شأنه أن يحفز الاخيرة على تزويد سورية بمزيد من السلاح. واذا كانت حتى الان اصوات متضاربة من روسيا في مواضيع صواريخ اس 300 فان الترددات قد تنتهي.
    التدخل الامريكي سيفسر، حتى لو لم ترغب اسرائيل، كتدخل اسرائيلي. الاستخبارات الاسرائيلية، على اي حال، موجودة في الصورة. ولا يفكر احد بجدية بان في هذه العلاقات اسرائيل منقطعة عن أذرع الاستخبارات للدول الغربية الاخرى، ولا سيما الولايات المتحدة. وهذا لن يساعد اسرائيل لدى منظمات الثوار، وبالتأكيد ليس في الاقسام الاسلامية منها، فحتى لو اقامت اسرائيل مستشفى ميدانيا، وحتى لو ساعدت بكل سبيل ممكن الثوار، فلن يكون هناك في نهاية المطاف اعتراف بالجميل. القرصة ستأتي. على الاقل محاولة القرص.
    في ايران صرخ هذا الاسبوع المتظاهرون ضد النظام: ‘لا غزة ولا لبنان’. والمرشح المعتدل بعض الشيء انتخب رئيسا، هذه بوادر مشجعة، ولكنها لا تبشر بانعطافة في السياسة، فسيطرة الحرس الثوري وخامنئي هي في هذه المرحلة مطلقة. فمحور الشر ايران سورية حزب الله لم ينكسر، بل ولا يوشك على الانكسار. هكذا بحيث أن تزويد الثوار بالسلاح يبدو مشجعا حيال هذا المحور، ولكن كل ما يبدو صحيحا اليوم من شأنه أن يظهر كخطأ بعد يومين.
    حسب تقرير الامم المتحدة الاخير، ما لا يقل عن 93 ألف نسمة ذبحوا في سورية حتى الان. ويدور الحديث عن عدد مذهل. عشرة اضعاف كل سنوات السيطرة الاسرائيلية في المناطق. اكثر بكثير من كل القتلى في النزاع الاسرائيلي العربي. القرار بمساعدة الثوار لا يرتبط بالمذبحة المستمرة، وهو لا يأتي ليمنع الالاف الذين سيقتلون في الاسابيع القريبة القادمة. فهم لا يهمون حقا أصحاب القرار. كله موضوع مصالح. فقط مصالح.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    في مكان يُغرون الكلاب فيه بالبشر

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    بماذا يُذكركم الكلب؟ وبماذا يُذكركم الراعي الالماني؟ وبماذا يُذكركم جنود مسلحون يُغرون كلب راعٍ الماني بأناس يحاولون التسلل من الحدود ليجدوا لأنفسهم مصدر عيش؟ أكتب هذه السطور من غرفة في فندق في براغ، وهي دولة تعرف شيئا عن الاحتلال والقمع والنضال من اجل الحرية. يُعرض في متحف الشيوعية في المدينة القريب من المقصف، بين ما يُعرض، صورة لجنود من المانيا الشرقية يُغرون كلاب الراعي الالماني بمهربي حدود. كان هؤلاء مرة الجنود النازيين وجاء بعدهم الجنود الشيوعيون وبقي الكلب الى الأبد.
    قبل ايام من زيارتي لهذا المتحف كنت في قرية بيت أولا بالقرب من الخليل، حيث لقيت الشاب محمد العملة وكان ظهره وعنقه مُجرحين على طولهما بعضات كلب الجيش الاسرائيلي، وهو من نوع الراعي الالماني بالطبع. إن العملة هو عامل مُعسر وأب لبنتين يعمل منذ 12 سنة في اسرائيل: حينما يملك مالا يرشي مقاوله الاسرائيلي بمال كثير، ألفي شيكل كل شهر، كي يحصل له على تصريح عمل في اسرائيل؛ وحينما احتاجت ابنته الصماء الى عملية جراحية في أذنيها ونفد ماله تسلل للعمل في اسرائيل بلا تصريح، وكانت النتيجة علاجا في مستشفى مع جراح عميقة في ظهره وعنقه.
    كمن له جنود الجيش الاسرائيلي الملثمون ولصديقيه قبل نحو من شهر في المساء بالقرب من منفذ في جدار الفصل، وحينما اقتربوا منه وقبل ان ينجحوا في اجتيازه أغروا كلابهم بهم. وبعد أن كان يُخيل الينا ان الجيش الاسرائيلي كف عن إغراء الكلاب بـ’الماكثين غير القانونيين’، عادوا في الآونة الاخيرة الى هذا الاشتغال الفظيع، وهو إغراء الكلاب بأناس غير مسلحين. لأنه يجب ان يوجد عمل لوحدة ‘هعوكتس′ العظيمة المجد حتى في فترات الهدوء النسبي.
    لا يمكن ان نتجاهل الاحالة التاريخية؛ ولا يمكن ان تبقى غير مكترث بهذا التداعي الحتمي. إن استعمال النار الحية أكثر فتكا، لكن إغراء الكلاب بالبشر أشد قسوة. وكان يجب أن يثير التفكير في جنود اسرائيليين يُغرون الكلاب أكثر من كلمة زعزعة وخجل. لكن الامر ليس كذلك حتى حينما تكون الاحالة صارخة الى السماء. إننا نرسل جنود الجيش الاسرائيلي الى ‘مسيرات حياة’ في اوشفيتس وبعد ذلك ندربهم على إغراء الكلاب بالناس. وقد تخلى متحدث الجيش الاسرائيلي الذي كان يُجهد نفسه ذات مرة في الحفاظ على السمعة الطيبة لـ’أكثر الجيوش اخلاقية في العالم’، تخلى كما يبدو ايضا عن هذا. فقد اكتفى رده الصلف وغير المكترث على وصف ليل الكلاب ذاك بثلاث كلمات سخيفة جدا وهي: ‘الموضوع تحت الفحص’.
    والى أن ينتهي ‘الفحص’ الذي لا ينتهي على نحو عام أبدا، يجب ان نسأل أنفسنا بصدق: هل نريد هذا حقا؟ لأنه لو انتهى تسلل مواطن اسرائيلي الى اراضي السلطة الفلسطينية الى إغراء الكلاب به وعلاجه في المستشفى، كما حدث للعامل العملة لضجت البلاد وربما العالم ايضا. وكانت آلة التاريخ ستُجند بكامل قوتها ازاء صورة الجندي الفلسطيني الذي يُغري كلبا بيهودي، وليحفظنا الله. فالفلسطينيون حيوانات بشرية تستعمل الكلاب على البشر لكن هذا يجوز بالطبع للجيش الاسرائيلي (ايضا).
    إن العملة يتعافى في هذه الاثناء في بيته من جراحه، لكنه غير قادر على العمل الى الآن. ويقول ايضا إنه لن يعاود التسلل الى اسرائيل كما اعتاد ان يفعل كل ليلة آلاف طالبي العمل الفلسطينيين بسبب ما أصابه من خوف الكلاب. حينما أطبق الكلب فكيه على عنقه اعتقد عملة أنه يوشك أن يموت. وهذا في ظاهر الامر انجاز كبير آخر لاسرائيل، لأن عملة لن يعود الى ترميم بيوتها على نحو غير قانوني. لكنني من غرفتي في الفندق في براغ وهي المدينة التي وجدت فيها اسمي جدتي وجدي اللذين قُتلا منقوشين في لوح حجري، والمدينة التي تُدوي فيها من كل ركن ذكريات الاحتلال النازي والاحتلال السوفييتي و’ربيع براغ’ يقلقني ويثير كآبتي جدا التفكير في جنود اسرائيليين أغروا كلابهم بعملة ويصبح لذلك معنى آخر.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    الابادة كإكسير للحياة

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    لا يمكن أن تكون خلفية أفضل من كتلة 27 في اوشفيتس لحملة تهديدات رئيس الوزراء ضد ايران. ‘لنا نحن اليهود الدرس واضح. محظور ان نكون غير مبالين تجاه تهديدات الابادة. محظور أن ندس رؤوسنا في الرمال، او ندع الاخرين يقومون عنا بالعمل. علينا أن ندق أجراس التحذير، علينا ان نحاول تجنيد العالم ضد نوايا الابادة، ولكن فوق كل شيء، محظور علينا أن نكون عديمي الوسيلة وان نودع مصيرنا في ايدي الاخرين’. هكذا رسم نتنياهو الاستراتيجية الاسرائيلية. العبارة التي تضم الكارثة وايران تلقت تجسيدا تقشعر له الابدان عندما قدم بنيامين نتنياهو الطيارين الاسرائيليين اللذين رافقاه، واللذين اصبحا على لسانه رمزا لقدرة اسرائيل على مهاجمة من يهددها.
    الخطاب القتالي لنتنياهو ليس جديدا. توقيته، عشية الانتخابات للرئاسة في ايران، والتذكير الذي استهدف آذان الرئيس باراك اوباما عن جريمة الحلفاء الذين عرفوا بما يجري في معسكرات الابادة ولم يفعلوا شيئا يستهدف تثبت شرعية عملية اسرائيلية مستقلة في ايران. وكالمعتاد، فان ديماغوجيا نتنياهو تبني معادلة زائفة وخطيرة. فلا حاجة الى ذكرى الكارثة لايضاح حجم التهديد الذي في قنبلة نووية ايرانية، ولكن ليس لدى ايران قنبلة نووية، فالولايات المتحدة تعهدت بمنعها من نيل قنبلة كهذه، ودول العالم تعترف بالتهديد الايراني. اما نتنياهو، الذي يستعرض قدرة اسرائيل، فيتجاهل الخطر الذي يحدق بها وبالمنطقة بأسرها من الهجوم على ايران. التضارب في أقواله ظاهر ومثير للحفيظة. اذا كان التهديد الايراني موجها فقط ضد اسرائيل، واذا كان النووي الايراني يستهدف كله احداث كارثة ثانية للشعب اليهودي، فلماذا وافق على تأجيل الهجوم على ايران سنة؟ أفليس هذا لانه هو ايضا يفهم انه من دون تعاون دولي، ولا سيما تعاون امريكي، فان الهجوم الاسرائيلي هو وصفة للمصيبة. واذا كان الحال كهذا، فلماذا الثرثرة عن هجوم مستقل؟
    من الصعب مطالبة من يشخص تهديدا بعيدا ويتجاهل خطرا قريبا وملموسا بالمنطق. ممن سخر بالمسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، دعا الفلسطينيين المرة تلو الاخرى الى المفاوضات وكأنه يتملكه الشيطان، وفي نفس الوقت يوسع المستوطنات، يتنكر من صيغة البيان المشترك الذي يعترف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة، ويرفض محمود عباس كشريك. وفي ظل عدم وجود اوتار قوية في حكومته تشده الى ارض الواقع السياسي، تصبح الخطابية الشوهاء لنتنياهو سياسة من شأنها أن تدفع اسرائيل نحو الهاوية. هذا هو التهديد الحقيقي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    اوباما يقفز الى عربة الخاسرين

    بقلم:حيمي شاليف،عن هآرتس

    لتدخل باراك اوباما قبل سنتين في الحرب الاهلية في ليبيا، منح التعبير المميز ‘القيادة من الخلف’، أما لقراره ارسال مساعدة عسكرية الان للثوار في سورية فيمكن ان نلصق وصفا مشابها: القفز الى عربة الخاسرين.
    فهذا هو الدافع المركزي الذي دفع اوباما الى تغيير الاتجاه، بعد سنتين من الرفض العنيد. ليست مؤامرة ظلماء لصرف الانتباه عن فضائح التجسس والتنصت، كما يزعم خصومه، ولكن ايضا ليس التزاما ساميا ‘بعمل ما هو صحيح’، على حد قول معجبيه. ‘الدليل’ الذي ظهر فجأة على استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي جاء اساسا لمنح شرعية لهدف تكتيكي اصبح مهمة استراتيجية: منع انهيار منظومة الثوار.
    التدخل الخارجي الفظ لروسيا، ايران، وبالاساس حزب الله والانجازات السورية التي جاءت في اعقابه، والتي كانت ذروتها احتلال مدينة القصير، غير المعادلة التي وجهت اوباما حتى الان فلاول مرة نشأ وضع يكون فيه عدم التدخل اكثر خطرا من استمرار ابقاء المسافة. فالحسم في صالح الاسد، في هذه الظروف، سيعتبر انتصارا حلوا لـ’محور الشر’ بقيادة روسيا، كهزيمة أليمة لحلفاء أمريكا، وعلى رأسها قطر، السعودية واسرائيل، وكضربة شديدة لمكانة الولايات المتحدة وكذا، وما العمل، للرئيس نفسه.
    مشكلة اوباما هي أن قراره التحول من مراقب الى لاعب نشيط يغير قواعد اللعب ويزيد الخطر الذي يأخذه على نفسه. من الان فصاعدا، حين اصبحت الحرب ‘حربه’، فان هزيمة الثوار ستضاعف ضعفين وثلاثة اضعاف المس بالمصالح الامريكية. والقرار بالتزويد بالسلاح الاوتوماتيكي، الراجمات وقاذفات الـ’آر.بي.جي’ قد يكون خطوة صغيرة بالنسبة للثوار أنفسهم، ولكن يمكنه أن يصبح خطوة كبرى بالنسبة لاوباما في الطريق الى المكان الاخير الذي يريد ان يصل اليه مزيدا من التورط في الشرق الاوسط.
    اذا كان صحيحا زعم الثوار ان المساعدة التي يتحدث عنها اوباما هي أقل مما ينبغي ومتأخرة أكثر مما ينبغي، إذ سرعان ما سيضطر الى زيادة تدخله كي يمنع ذات الهزيمة التي دفعته لان يغير نهجه منذ البداية. هذا هو المنحدر السلس الذي يقف امامه الان، الدائرة المغلقة التي علق فيها، الهوة التي يطل عليها، لا يزال من فوق.
    هكذا تصبح سورية ساحة واضحة لحرب كلاسيكية خارجية، بين القوى العظمى، من النوع الذي ميز عهد الحرب الباردة من اليونان حتى افغانستان، وبينهما فيتنام، التي ذكراها السيئة تصدع في الوقت الامريكي حتى بعد أربعين سنة من انتهائها. فاوباما يتذكر جيدا ان التدخل الامريكي في الحرب اياها تحولت من مساعدة عسكرية ولوجستية الى ارسال مئات الاف الجنود الامريكيين، كنتيجة للفزع الذي ألم بواشنطن من امكانية انهيار النظام في سايغون والانتصار الدعائي الذي سيحققه الشيوعيون جراء ذلك.
    ‘هدفنا هو منع نجاح العدوان لا الاحتلال، لا الامبراطورية، لا القواعد الاجنبية، لا السيطرة’، قال الرئيس ليندون جونسون في 1966، مثلما يقسم مستشارو الرئيس اوباما اليوم بان هدفهم ليس حسم الحرب الاهلية في سورية، بل ‘توازن ساحة اللعب’، وجلب الطرفين الى طاولة المفاوضات في جنيف. فالنوايا السوية، كما هو معروف، ليست حاجزا في وجه بوابات الجحيم.
    المفارقة هي أن الرأي العام الامريكي لم يضغط على الاطلاق على اوباما كي يغير سياسته. صحيح، السناتور جون ماكين يطالب بقصف ساحق منذ اشهر عديدة، والرئيس الاسبق بيل كلينتون طرح الاسبوع الماضي انتقادا تسلل عبر اسوار البيت الابيض أيضا. ولكن معظم الامريكيين، وكذا معظم الممثلين في الكونغرس، هذا لا يهمهم حقا.
    ان قرار اوباما يغير ايضا الواقع التالي: قد لا يكون الامريكيون يريدون التورط في سورية، ولكن ما أن يدخلهم رئيسهم الى الساحة، حتى يطالبونه بالنصر. رغم أن التاريخ يقول لهم خلاف ذلك، فبالنسبة لمعظم الامريكيين، كما قيل في فيلم ‘ابولو 13′، الفشل ليس خيارا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    امتحان روحاني: الخروج من الازمة الاقتصادية وعرض ايران على أنها طالبة سلام

    بقلم:تسفي برئيل ،عن هآرتس

    ‘هذه هي الانتخابات الأكثر ديمقراطية في العالم’، أعلن الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني هذا (السبت) في ساعات المساء، بعد ان تبين ان حسن روحاني اجتاز نسبة 50 في المئة، وقد يصبح رئيس ايران التالي. كان رفسنجاني الذي رفضت لجنة حراس الدستور ترشحه هو نفسه، كان من أشد منتقدي احمدي نجاد، بل إنه لم يحجب انتقاده عن الزعيم الأعلى علي خامنئي بسبب صورة طبخ نتائج الانتخابات السابقة.
    ويبدو في هذه المرة ان المعارضين الأقوياء من المحافظين والاصلاحيين يثقون بالادارة الناجعة النقية نسبيا للانتخابات، بل إن المرشح الذي فاز بالمكان الثاني، محمد باقر قاليباف، سارع الى تهنئة روحاني بالفوز.
    ليست المفاجأة بفوز روحاني بين مؤيديه أو المراقبين من الخارج فقط، لأن روحاني نفسه ايضا وهو الفقيه اللين الكلام لم يتوقع ان يتم تمكينه من ان يُدخل قدميه في نعلي رفسنجاني الكبيرتين، الذي كان مرشح الاصلاحيين، أو أن يحل محل استاذه ومعلمه محمد خاتمي، الرئيس الذي أوجد مصطلح الاصلاح في ايران بعد الثورة.
    كان عليه في البداية ان يواجه اصلاحيا آخر هو رضا عارف الذي وافق على اعتزال المنافسة بطلب من خاتمي. وكان ذلك تكتيكا حكيما وحّد صفوف الاصلاحيين حول مرشح واحد، رغم أنه ليس صاحب قوة حضور ومكانة عامة قوية كأسلافه في هذا التيار. وقد نافسه خمسة محافظين وزعوا الاصوات، ثلاثة منهم وهم علي أكبر ولايتي وسعيد جليلي ومحسن رضائي مقربون من خامنئي. ونجح محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران الذي فاز بالمكان الثاني مع 16 17 في المئة بصورة أفضل مما كان في الانتخابات السابقة، لكن أضر به البرنامج الانتخابي الغامض الذي نافس به، رغم قدراته الادارية.
    وقفت في طريق روحاني قبل انهاء احصاء الاصوات ثلاثة اسئلة حاسمة وهي: هل ينجح حقا في أن يجتاز عقبة الـ 50 في المئة ليضمن فوزا في الجولة الاولى، وهل لن تلغي اعمال تزوير كثيرة عددا من صناديق الاقتراع، وهل لن يُلغى هو نفسه في مرحلة متأخرة بسبب ‘مس بالنظام’. إن الانتقاد الذي وجهه روحاني الى النظام وكلامه اللاذع المعترض على المطاردة وقمع حرية التعبير، سبب حتى قبل الانتخابات طلب الغائه، رغم أن لجنة حراس الدستور وافقت على ترشحه.
    حذر مسؤولون كبار في حرس الثورة من أنه ‘تمكن المحاسبة ايضا بعد الانتخابات ومحاكمة المرشح عن مخالفات إضرار بالدولة’، لكن بعد ان هنأ خامنئي روحاني بفوزه علنا يبدو ان هذه العقبات لن تقف في طريق الرئيس المنتخب، وان ايران تعود الى رئاسة اصلاحية بعد ثماني سنوات جراح عميقة كانت من فعل يدي محمود احمدي نجاد.
    وتشهد نتائج الانتخابات ايضا على الانقسام العميق بين المحافظين الذين لم ينجحوا فقط في الاتحاد حول مرشح مركزي واحد، بل إن قلة تأييد كل واحد منهم تشهد على خيبة الأمل العميقة وعدم ثقة الجمهور بهذا التيار نفسه. وفي الوقت نفسه قد تشهد نسبة المشاركة العالية في الانتخابات، وهي نحو من 72 في المئة بحسب معطيات وزارة الداخلية الايرانية، على أن الثقة بالانتخابات باعتبارها وسيلة للتغيير ما زالت قوية، رغم صدمة سنة 2009.
    إن هذه الانتخابات وهي الأكثر أهمية في العقود الاخيرة تضع أمام خامنئي تحديا لا مثيل له، فنتائجها تشهد على ضعف عميق لشعبيته، بسبب الازمة الاقتصادية العميقة التي دُفعت اليها ايران بسبب السياسة الذرية وادارة احمدي نجاد الفاشلة الذي حصل على تأييد خامنئي الكاسح في معركتين انتخابيتين متتابعتين الى أن دُفعت العلاقات بين الاثنين الى ازمة في السنتين الاخيرتين. ويبدو أن هذا هو السبب الذي جعل خامنئي ايضا يمتنع قبل الانتخابات عن اعلان مرشح مفضل لأنه لن يضطر بذلك الى احتمال احراج أعمق اذا منح الجمهور ثقته لمرشح آخر، كما حدث حقا.
    إن روحاني الذي كان أمين سر مجلس الامن القومي في فترة ولاية خاتمي والذي أدار التفاوض في البرنامج الذري مع القوى الغربية الكبرى، لا يجلب معه تجربة غنية وعلما كثيرا بمجال الذرة فقط، بل يؤيد ايضا الحوار مع الولايات المتحدة.
    لكن فوزه لا يضمن تغييرا حادا فوريا في سياسة ايران الذرية، لأن هذا الامر يخضع لخامنئي وسيظل يديره في هذه الاثناء جليلي باعتباره ممثله الشخصي. ولا تخضع قيادة حرس الثورة التي تملك احتكار القرارات في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، للرئيس أما علاج الازمة الاقتصادية الشديدة فيحتاج الى مساعدة البرلمان، حيث توجد أكثرية مطلقة للمحافظين.
    وهو برلمان متحدٍ عرف كيف يصد عددا من ضلالات احمدي نجاد، والسؤال هل سيوافق على التعاون مع رئيس يعتبر اصلاحيا، أو يحبط مبادراته بسهولة أكبر. يبدو أن كل طموح الى تغيير وضع حقوق الانسان وحقوق المرأة ووقف قمع حرية الصحافة بصورة كبيرة سيُعرض للنقد وقد يفشله البرلمان.
    سيكون مجال الحيلة الضيق الباقي لروحاني إحداث جو أفضل وتليين الخطاب الرسمي مع الغرب والترويج لصورة جديدة لايران باعتبارها دولة لا تبحث عن الحرب ولا تهدد أية دولة اخرى، رغم أنها تصر على حقها في تطوير المشروع الذري لأهداف سلمية. ولن يكون روحاني هو الرئيس الذي ينكر المحرقة أو يدعو الى القضاء على اسرائيل، رغم انه يراها عدوا. فقد قال في مقابلة صحافية مع الصحيفة السعودية ‘الشرق الاوسط’، انه لن يغير سياسة ايران مع سورية، لأن ‘الدفاع عن نظام الاسد مصلحة ايرانية قومية، وسورية جبهة أمامية حيوية في مواجهة اسرائيل’.
    إن انتخاب الرئيس روحاني اذا استعمل الخطابة المعلنة استعمالا ذكيا قد يُسهل على الرئيس الامريكي باراك اوباما ان يروج للدبلوماسية، باعتبارها وسيلة أفضل من هجوم عسكري، ويضع أثقالا على سياسة اسرائيل الدفاعية المستقلة. إن واشنطن التي انتظرت نتائج الانتخابات في تأهب وأرغمت اسرائيل على تأجيل خططها العملياتية الموجهة على ايران، تستطيع الآن ان تقول بحزم إن سياسة العقوبات كانت ذات جدوى. لا يعني هذا أن ايران ستكف عن تطوير المشروع الذري، لكن واشنطن تستطيع ان تُبين ان الجمهور الايراني أظهر أنه يطلب تغييرا.
    سيكون هذا تفسيرا صحيحا لنتائج الانتخابات، لكن الامتحان صاحب القرار سيكون صورة استقرار رأي خامنئي على توجيه البرنامج الذري. وليست معضلته في مواجهة الولايات المتحدة أو اسرائيل فقط، بل هناك معضلة سياسية داخلية ايضا سيضطر بموجبها ان يقرر هل يمنح الرئيس الجديد الذي هو خصم ايديولوجي ايضا احتمال انقاذ اقتصاد ايران، أم يتمسك بـ’اقتصاد الجهاد’، الذي يعني استمرار شد الحزام المؤلم وعدم التخلي في المسألة الذرية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    احتمال تدخل الولايات المتحدة واسرائيل في الحرب السورية

    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    جربت اسرائيل في سنواتها الـ 65 شحذ السيوف لردع أعدائها عن الحرب، وكانت تكشف عن عضلاتها علنا.
    كان هذا ما فعلته في ايلول/سبتمبر 1970 لمنع اجتياح سوري للاردن بنقلها علنا قوات المدرعات الاسرائيلية الى الجولان، وهكذا تصرف، بحسب أنباء منشورة مختلفة، موشيه ديان حينما ظهرت أنباء عن ان اسرائيل تركب في اثناء حرب يوم الغفران صواريخ ذات رؤوس ذرية؛ وحينما أثار بنيامين نتنياهو وايهود باراك بقدر ما انطباع ان الجيش الاسرائيلي سيعمل وحده على المشروع الذري الايراني وكانت خطوة فرض العالم المتنور من اجل احباطها قطيعة مع نظام آيات الله في طهران، وقد تكون سُجلت أمس احدى النتائج المهمة لذلك حينما انتُخب المرشح الأكثر اعتدالا حسن روحاني رئيسا.
    هل النبأ الذي ظهر أمس في الصحيفة الاسبوعية ‘تايم’ عن ان الولايات المتحدة واسرائيل تستعدان بالمشاورة مع الاردن لاحتمال تدخل في الحرب الأهلية السورية، هو فصل آخر في تكتيك الردع بواسطة اجراءات معلنة ترمي الى منع الحاجة الى اجراءات عسكرية؟
    إن لبرنامج ساعات نهاية الاسبوع أهمية بدقائق الساعات. فقد أعلن البيت الابيض دفعة واحدة ان بشار الاسد استعمل السلاح الكيميائي حقا وتجاوز بذلك الخط الاحمر، وأن الولايات المتحدة ستساعد المتمردين. وهناك من يعتقدون ان هذا الاعلان ليس ثمرة فحص كيميائي علمي في مختبر، بل هو رد عصبي بقدر ما على انتقاد بيل كلينتون بسبب عجز باراك اوباما في كل ما يتعلق بالتدخل الى جانب المتمردين في سورية، وهو ما يشبه ‘حروب يهود’ في امريكا.
    ومن الواضح على كل حال انه حتى لو كان يوجد تنسيق اسرائيلي امريكي وقد يكون وزير الدفاع موشيه يعلون سافر من اجل ذلك الى الولايات المتحدة فان اوباما لا ينوي ان يتدخل بصورة قوية. فهو يزن حظر الطيران في مدى 40 كم كي لا يستطيع الاسد ان يقتل بطائراته اللاجئين المتسربين من بلده، وربما ان يسلح المتمردين ايضا بأسلحة غير مُحكمة. وهذا تطور مبدئي قيمي يقلق روسيا وايران، لكنه ليس الى الآن اجراء قد يحسم نتائج المعركة ويُنهيها.
    ساد اسرائيل جدل في أيما اسوأ استمرار حكم الاسد أم اسقاط المتمردين له الذين سيتبين أنهم متطرفون اسلاميون؟ وفي العالم يرون هذه القضية جزءا من مواجهة دولية واسعة. فروسيا وايران ‘لا تستطيعان’ التسليم بسقوط عميلهما الاسد، أما الولايات المتحدة فتشعر بالتزام مشابه للمتمردين، وجذر العقدة هو في ‘لا أستطيع′ عن جانبي المتراس.
    والسؤال هو هل يفضي انتخاب رئيس ايران الجديد روحاني الذي هو معتدل اذا قيس بالملالي الى خفض اللهب في الجبهة السورية ايضا. ستغرق أوهام أو آمال كهذه وسائل الاعلام الغربية الى أن يتضح الواقع الجديد، لأنه ينطبق على ايران وسورية وعليهما مع سائر القوى والدول المشاركة في الشرق الاوسط قانون الوسائل المتشابكة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    هل سيصر روحاني على الوفاء بوعوده

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    مع تبيّن نتائج الانتخابات في ايران أصبح يحلق في الجو الآن السؤال الأكبر وهو: من سينزع القفاز، هل هي الادارة في واشنطن التي تُحدث الورقة الاستخبارية عن حسن روحاني، وهو في طريقه الى مكتب الرئيس في طهران، أم روحاني الذي هو مدين بفوزه الكبير لوعوده بأن يعيد بناء العلاقات مع الولايات المتحدة؟ يرى عشرات الملايين الذين فضلوا روحاني على محمد قاليباف، رئيس بلدية طهران ذي الشعبية، أن تجديد العلاقات بأمريكا لن يمنع فقط الهجوم العسكري من قبل ‘الشيطان الأكبر’ (الولايات المتحدة) و’الشيطان الأصغر’ (اسرائيل)، بل سيضعف في الأساس العقوبات الاقتصادية.
    إن اعلان نوايا روحاني في الشأن الامريكي يخدم على الخصوص الحرس الثوري والحاكم علي خامنئي وقادة الجيش واجهزة الاستخبارات. فهم يريدون ان يعرق وأن يجهد، ولن يشوشوا عليه بشرط ألا يتجاوز الخطوط الحمراء. فاذا نجح في ان يستهوي الرئيس اوباما فستهدأ رياح الحرب.
    ليس فوز روحاني مفاجأة حادة، ففي اللحظة التي فاز فيها بتأييد الرئيسين السابقين، رفسنجاني وخاتمي، مضى الشباب وراءه مُغمضي الاعين. فلم يعد في ايران تنافس بين معسكر محافظ ومعسكر اصلاحي، بل يوجد اصلاحي معتدل مثل روحاني ومحافظ أكثر تطرفا مثل قاليباف وكلاهما يبغض احمدي نجاد. ظهرت في حملة روحاني الدعائية المحكمة امرأة كانت تمسك بأداة خضراء بصورة ساذجة، وكان هذا نوعا من الغمز الوغد للحركة الخضراء للمعارضة التي تم محوها بقسوة، ويمكث قائداها موسوي وكروبي في اقامة جبرية منذ ثلاث سنوات.
    هل سيصر روحاني على الوفاء بالوعود التي نثرها قُبيل الانتخابات، وينجح في الافراج عن آلاف السجناء السياسيين ويخفض الضغط الامني في الجامعات؟ وما مبلغ طول الحبل الذي سيحصل عليه من النوافذ العالية؟ ليس هذا واضحا الى الآن.
    إن الرئيس الايراني بفضل تعريف منصبه هو الذي سيروج لايران في العالم الكبير. وقد التزم روحاني في اطار وعوده أن يُحسن صورة الجمهورية الاسلامية وأن يستغل قدراته لمحو العزلة الدولية، فاذا سلك في دهاء فستكون سلطاته أوسع من التقديرات المتشائمة التي تصدر عن الخبراء بشؤون ايران. لقد خلّف احمدي نجاد وراءه بعد كل شيء ارضا محترقة من ادارة سيئة وشبهات فساد وفم واسع في كل ما يتعلق باسرائيل واغتراب بين الشارع والمؤسسات الحاكمة. ويحذر روحاني الى اليوم من ان يقول كلمات لا حاجة اليها عن اسرائيل إن حسنة أو سيئة.
    وهو في هذه الظروف يستطيع ان يرتفع فقط، فبفضل قربه من الحاكم فان الحياة المهنية الطويلة والخلفية الدينية لن تحداه في 100 يوم الاولى على الأقل. ويجب ان نتذكر ايضا ان الحاكم خامنئي في الثالثة والسبعين وصحته ضعيفة واذا غاب في السنوات الثماني القادمة فانه يتوقع ان يُحسن روحاني منزلته في دائرة متخذي القرارات. ولا شك في ان شخصيته المثيرة للاهتمام ستصبح تحديا غير سهل. إن ايران متجهة الى معاملة العالم في مسارين متوازيين.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 334
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:28 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 333
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:27 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 332
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:26 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 290
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-17, 11:06 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 241
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:37 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •