اقلام واراء حماس 397
27/7/2013
المفاوضات والشرق الأوسط الجديد
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إبراهيم المدهون
لنا كرامة كما لكم فاحترموها
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، مصطفى الصواف
حماس بين الكنز المرصود والكنز المفقود في مصر
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، أسامة الأشقر
"فتح" تقود شيطنة "حماس"
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسام كنفاني
حكاية التخابر مع حماس!
فلسطين الآن ،،، حلمي الأسمر
جريمة التخابر مع حركة حماس
الرسالة نت ،،، مصطفى يوسف اللداوي
بحثوا عن تهمة لا يشاركه فيها مبارك
فلسطين الآن ،،، عبد الله المجالي
الحاكم المخصي
الرسالة نت ،،، وسام عفيفة
قاضي آخر الزمان
فلسطين أون لاين ،،، يوسف رزقة
مؤشرات متلاحقة على فشل الانقلاب2_2
فلسطين أون لاين ،،، عصام شاور
المفاوضات والشرق الأوسط الجديد
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إبراهيم المدهون
أعلن مسؤول أميركي أن وزير الخارجية جون كيري يضع اللمسات الأخيرة على فريقه الذي سيشرف على مفاوضات السلام في الشرق الأوسط ويتعامل مع أعبائها يوما بيوم، كما أعلن كيري التوصل إلى اتفاق على مبادئ استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين)
في حقيقة الأمر لا يوجد مفاوضات بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإنما هي حالة إعلامية صاخبة تهدف لتهيئة الرأي العام العالمي بوجود حراك سياسي في الملف الفلسطيني، ولخداع الشارعين العربي والفلسطيني بأفق للتسوية، ولإيهام الناظر بوجود ضوء في نهاية نفقها المظلم.
الحكومة (الإسرائيلية) تسير برؤية واضحة في المشروع السياسي وفق برنامج محدد، وتستثمر الجلبة الإعلامية نحو استئناف المفاوضات لاستكمال مشاريع تهويد الضفة الغربية والمدينة المقدسة، فالإعلان عن المفاوضات يستغل (إسرائيليا) لشرعنة المشاريع التهويدية في الضفة.
الرئيس عباس يدرك أن المفاوضات مع الاحتلال بلا نتيجة، ومع هذا يصر أن يمضي قدما مع كيري، لما يعتقده بأن مبرر وجوده في السلطة ارتبط بالتسوية، بعد أن صفت سلطة المقاطعة لكيان فارغ المضمون سياسيا، وتحولت مع الزمن لكنتونات أمنية وظيفتها التنسيق مع الاحتلال.
فمنذ كامب ديفيد عام 2000 والعملية التفاوضية تدور في حلقة مفرغة، ولا تنتج إلا الفشل، وأصبحت تستخدم كمخدر للشعب الفلسطيني ولتمرير المزيد من المشاريع الأمريكية في المنطقة.
الواقع الفلسطيني غير مهيأ لإجراء المفاوضات في ظل تعطيل ملف المصالحة، ومحاربة المقاومة في الضفة الغربية، ومع هذا الانقسام السياسي والجغرافي وانهيار المؤسسات الفاعلة كالمنظمة والمجلس التشريعي، لهذا لا يملك الرئيس أبو مازن الانفراد بإجراء المفاوضات باسم الشعب الفلسطيني وتوقيع أي اتفاق.
نحن أمام مشروع خطير يحمل بذور تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، ويقوم على تنازل أبو مازن عن معظم أراضي الضفة الغربية لصالح المستوطنات، وفي الوقت نفسه تتخلص حكومة الاحتلال من عبء السكان العرب، وتضمن ترتيبات أمنية جديدة لحماية وجود الكيان الصهيوني.
ما يدور من حراك أمريكي نشط وفعال، مرتبط بترتيب المنطقة، وفق خطة الإدارة الأمريكية في إحداث شرق أوسط جديد، تكون فيه (الدولة اليهودية) عنصر طبيعي من مكوناته الإقليمية، لتلعب دورا مركزيا في إدارته والسيطرة عليه.
لنا كرامة كما لكم فاحترموها
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، مصطفى الصواف
تكرار دخول الطائرات الحربية المصرية أجواء قطاع غزة بات يؤكد حقيقة أن هذا الدخول مقصود وليس عن طريق الخطأ، وهذا التكرار يحتاج إلى وقفة صريحة وواضحة من قبل الجانب الفلسطيني وخاصة الحكومة الفلسطينية وتوجيه رسالة شديدة اللهجة وواضحة المعاني إلى الجانب المصري بضرورة احترام السيادة الفلسطينية وأقل هذا الاحترام هو التنسيق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في القطاع قبل دخول هذه الطائرات والتحليق في أجواء القطاع الجنوبية واستخدام هذه الأجواء بإطلاق النار تجاه الأراضي المصرية بالقرب من الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
صحيح أن الأمن القومي الفلسطيني هو جزء من الأمن القومي المصري وكلاهما يؤثر بالآخر وللحفاظ على الأمن العام والأمن القومي للطرفين يجب الاستئذان قبل الدخول والتنسيق مع الجانب الفلسطيني وفي حال سمح الفلسطينيون بذلك يصبح الأمر مقبولا أما بهذه الطريقة الاستعلائية فاعتقد أن الأمر مرفوض وبحاجة إلى وقفة صارمة للحد من هذا الانتهاك للأجواء الفلسطينية.
قطاع غزة ارض لها سيادة وفيها شرعية وهي ترفض هذا الاختراق غير المقبول وتعتبره اعتداء على سيادة فلسطينية يجب أن يتوقف، نحب مصر نعم ، ونحب أن تكون آمنة نعم، نساعد في حفظ أمن مصر نعم، ولكن أن تنتهك أجواؤنا بهذه الطريقة الفجة فلا وألف لا، وعلى الأجهزة الأمنية أن تدرك أن حدود الصبر وقبول التبريرات غير المقنعة لن يستمر كثيرا ويجب أن تتوقف هذه السياسة المرفوضة.
نحن لن نعلن الحرب على مصر ولم نقبل من مصر أن تعلن الحرب علينا، فلسنا الجهة المعادية لمصر، وأعداء مصر يعرفهم الشعب المصري وتعرفهم أجهزتها الأمنية، وأن غزة لم تعد تقبل الوصاية أو الاحتلال من أي طرف عربي كان او غير عربي، لأن من يذوق طعم الحرية يدفع حياته كلها ثمنا لها ولا يقبل الذل ونقص كرامته مهما كان مصدر الجهة التي تريد أن تنقص من حرية وكرامة الشعب الفلسطيني.
الشعب الفلسطيني شب عن الطوق وبات أكثر تمسكا من ذي قبل بحقوقه وأكثر رفضا للتبعية او فرض الوصاية أو التهديد بالاحتلال مرة أخرى، وان على الجميع أن يدرك أن قطاع غزة الجزء الأصيل من فلسطين قادر على الدفاع عن أرضه وسيادته ضد أي عدوان أي كان مصدره بما لديه من إمكانيات حتى يعذر أمام الله أنه لم يقصر وانه استخدم كل إمكانياته في الدفاع عن شعبه وأرضه وسيادته وأنه لا يخشى قوة أحد ولا يخجل من ضعفه وسيبذل كل جهده في هذا السياق.
نحن لا نهدد أحد فلسنا القوة القادرة على التهديد ولكن ندعو الآخرين إلى عدم تهديد سيادتنا وأمننا والانتقاص من هيبتنا وكرامتنا ونؤكد أن اختراق الأجواء الفلسطينية من إخوة الدم والدين والتاريخ والجغرافيا من أحببنا وسنبقى نحبهم رغم حملة المأجورين في بعض وسائل الإعلام المصرية والمدعومة من أوساط أمنية وسياسية بهدف تشويه صورة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
رسالة الحكومة يجب أن تكون واضحة للجانب المصري بضرورة وقف هذا الانتهاك للأجواء الفلسطينية منعا لأي رد فعل قد يشكل أزمة بين الجانبين، وعلى الجانب المصري أن يدرك أهمية هذه الرسالة الفلسطينية حفاظا على العلاقة المصرية الفلسطينية والتي يجب أن تقوم على أساس الاحترام المتبادل بين الجانبين، فكما لمصر كرامة نحترمها ونقدر فلنا أيضا كرامة على الجميع أن يحترمها ويقدرها.
حماس بين الكنز المرصود والكنز المفقود في مصر
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، أسامة الأشقر
في الأدبيات الصحفية المنتشرة تجد هذه العبارة المثيرة " مصر كانت الكنز الاستراتيجي لمعسكر السلام في الشرق الأوسط"، وهي عبارة صحيحة المعنى، ولكنها استُخدمت بإفراط في وصف التداعيات، ومعظم هؤلاء المحللين من جماعة الظهور الفضائي الذين يمتازون بعشق الاستعراض، وقلة المعلومات الخاصة، وتضخم الأخبار الصحفية، وبالتالي ضعف التحليل السياسي، انعدام الرؤية السياسية، وبعضهم هم من موظفي الإشاعة الممنهجة التي تديرها وكالات متخصصة، ومن أمثلة هذا الاستخدام المفرط أن هذا الكنز المرصود قد انتقل بوصول الدكتور محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة المصرية من حركة فتح المنخرطة في عملية السلام إلى حركة حماس الرافضة والمناهضة لهذه العملية.
وتنبني هذه المقولة على المرجعيات الفكرية لحركة حماس باعتبارها من مدرسة الإخوان المسلمين، وهذا يعني أن الكنز الذي منحه الرئيس المخلوع حسني مبارك لحركة فتح قد منحه الرئيس المعزول محمد مرسي لحركة حماس؛ وهذه المقاربة قد تبدو مقنعة في تمثيلاتها الظاهرية لكن الحقيقة كانت تجري وحدها في ميدان بعيد.
فمصر بعد الثورة كانت في مخاض صعب لم يسفر عن مولود كامل بعدُ، كما أنها خرجت مرهقة بعد الثورة، واصطدمت بتحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية مخيفة في ظل استشراء الفساد وتطاول المحسوبية، وفوق ذلك كله فقد حافظ المجلس العسكري الانتقالي الذي استلم السلطة بعد خلع حسني مبارك على منظومة الدولة وسياساتها الدولية والإقليمية والداخلية، وبقيت مراكز الدولة بعد فتح التنافس السياسي في ظل استقطاب حاد بين المدرسة الإسلامية وحلفائها، والمدرسة الليبرالية وتحالفاتها بينما حافظت الدولة القديمة الشديدة التماسك على وجودها وشبكة مصالحها، ولم تستوعب الانتقال، ودعَمَها في ذلك استقرار المنظومة الأمنية وعدم تعرّضها للتطهير الثوري الذي يعقب الثورات عادة.
في ظل هذه الأوضاع كانت حماس جزءاً من الملفات الإقليمية والداخلية أيضاً، فهي تسيطر على قطاع غزة المحاذي لمصر في حدودها الشمالية الشرقية، وهي ترتبط أيضاً معها بتوأمة إجبارية باعتبار مصر الرئة الوحيدة لقطاع غزة المحاصر، والمنفذ الوحيد لسكان القطاع إلى العالم الخارجي، والمدخل شبه الوحيد لمصادر الطاقة والغذاء والدواء والبناء ... إلى القطاع.
وقد حكمت الجغرافية السياسية لقطاع غزة على هذا القطاع بوضع استثنائي لا يتمناه القطاع في هذه الظروف وهو تداخلُه الكبير مع سيناء، باعتبار سيناء هي الواصل الجغرافي بين مصر وفلسطين، وسيناء باتت لدى القيادة المصرية صداعاً مزمناً بسبب انتشار السلاح والجماعات المسلحة واتساع عمليات التهريب إلى داخل الكيان الصهيوني ومنه في الغالب وإلى قطاع غزة، مما جعل قطاع غزة المحاصر في قلب الأحداث الأمنية التي تشغل المصريين في سيناء.
لم تكن حماس جزءاً من الاضطراب الأمني في سيناء كما شهدت بذلك أجهزة الأمن المصرية السيادية بدليل استمرار تعاونها الثابت معها كما تقول مصادر الطرفين، بل كانت حماس على الدوام داعماً ثابتاً لمصالح الأمن القومي المصري من خلال تنسيق دائم على قاعدة المصلحة المشتركة ولو في حدها الأدنى، وقد عملت هذه القاعدة بكفاءة حتى في عصر المخلوع مبارك.
توقّع الكثيرون من الفلسطينيين ومن قطاع غزة ومن مستويات غير قيادية في حركة حماس أن تشهد العلاقة في عهد الرئيس مرسي تطورات إيجابية اعتماداً على المرجعية الفكرية للرئيس، بينما كانت قيادة حماس حذرة جداً في تبنّي هذا الطرح لإدراكها حساسية الظرف المصري وتحدياته وعلاقاته الدولية، لذلك تحدّث رئيس مكتبها السياسي الأستاذ خالد مشعل بوضوح في إحدى زيارات للقاهرة أننا لا نكلف مصر فوق طاقتها ونتفهّم ظروفها، ولابد أن تأخذ فرصتها للنهوض والتعافي لتتمكن من لعب دورها المنشود في قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين، التي هي قضية مصرية أيضاً، بل اعتبر مشعل أن نهضة مصر وتعافيها مقدّم الآن على انخارط مصر في إسناد الحق الفلسطيني.
وكانت توقعات حماس في محلها فإن القيادة المصرية حافظت على ثبات سياساتها تجاه القضية الفلسطينية والفلسطينيين، مع تحسّن إيجابي في المزاج العام والتعامل على مستوى سياسي وإنساني دون أن يؤثر في السياسات الناظمة الحاكمة، فقد تمكنت حماس من لقاء رئيس مصر لأول مرة حيث إن لقاء الرئيس كان مرفوضاً وليس ضمن قواعد العلاقة بين مصر وحماس ويأتي هذا ضمن مسار تصحيح العلاقة لأن قيادة حماس يلتقيها زعماء الدول في معظم الدول العربية، كما تمكنت حماس من عقد اجتماعات مهمة لقيادتها على أرض مصر بموافقة الجهات السيادية في الدولة، وزادت إيجابية العلاقة عندما لعبت مصر دور الوسيط الحقيقي بين حركتي فتح وحماس دون انحياز مطلق إلى جانب فتح كما كان يحصل سابقاً مما أسفر عن نجاحات عديدة واختراقات مهمة في ملف المصالحة، وكان لموقف مصر الرافض للعدوان على غزة في 2012 دور مهم في سرعة وقف العدوان عليها، وتحسن التعامل الإنساني قليلاً في معبر رفح، وزادت ساعات العمل إضافة إلى فتحه في يوم الجمعة، وبالجملة فإن التطور في العلاقة يمكن وصفه بالتحسّن في المزاج العام للدولة تجاه حماس.
لكن في المقابل ثبتت السياسات العامة للدولة فقد بقيت الرئاسة المصرية تتعامل مع حركتي فتح وحماس بمنظار واحد، وتعترف بسلطة محمود عباس ودولته الافتراضية، ولم تخصّ حماس بتعامل مميّز، ولم تعلن مصر انتهاء حصار قطاع غزة، بل استمر الحصار والقوانين التي تطبقه والاتزامات الدولية والثنائية مع الكيان الصهيوني والأوروبيين والأمريكان تجاهه، فلم يتحوّل معبر رفح من معبر إنساني إلى نقطة حدودية يستطيع المسافرون التنقل بحرية عبرها دون ارتباطه بإجراءات استثنائية تحتاج من المسافر التأكد من فتحه كل مرة، ولم تتوقف سياسة ترحيل الفلسطينيين الشباب من المطار إلى المعبر مباشرة، ولم تُلْغَ الاعتراضات الأمنية على دخول مصر لآلاف الشباب والمنتمين إلى حماس وغيرها من قوى المقاومة إلا بتنسيق أمني مسبق ولمرة واحدة في كل سفرة.
ولم توافق الرئاسة المصرية على مشروعات تخفيف الحصار على قطاع غزة من خلال الأسواق الحرة على الحدود المشتركة أو معبر رفح، ولم توافق على تخصيص مطار العريش أو ميناء العريش القريبين لحركة سفر الفلسطينيين إلى خارج مصر أو القدوم إليها بدل الترحيل القسري والاحتجاز غير الإنساني في مطار القاهرة البعيد مئات الكيلومترات، ولم تُلغَ الموافقات الأمنية على زيارة الوفود التضامنية والإنسانية إلى قطاع غزة.
وعندما اشتدت الأزمة السورية أصدرت الرئاسة المصرية قرارات بتسهيلات واسعة للاجئين السوريين في مصر ولكنها لم تعامل اللاجئين الفلسطينيين الحاملين لوثائق سورية مثلهم رغم مشاركتهم لهم في معاناتهم .
ولم تتحول مصر في عهد مرسي إلى مأوى لقيادة حماس التي خرجت من سوريا، بل استقر فيها قيادي واحد جرى تنسيق إقامته في عهد المجلس العسكري وليس في عهد مرسي، وأما بقية كوادر حماس الموجودين في مصر فهم بضع عشرات يوجدون فيها بتنسيق أمني ضمن ترتيبات محددة وضمن القوانين وأنظمة الإقامة السارية بما يخدم المصالح المشتركة.
ومع ذلك كله فقد تحمّلت حماس الكثير من الأذى بسبب هذه العلاقة، لأن الكنز المرصود الذي كان لحركة فتح وتيار التسوية السياسية لم ترثه حماس ولم تنتفع به، بل تعرّضت حماس لأكبر حملة تشويه منظمة أدواتها الكذب والتزوير والتحريض أدارتها الصحافة الرسمية والخاصة والحزبية، والقنوات الفضائية والإعلام الاجتماعي الإلكتروني، التي احتشدت كلها لحرب الإخوان ومن هم في إطارهم وكانت حماس الطرف الأكثر تضرراً من هذا الهجوم المستطير دون أن تكون سبباً في أي إيذاء أو ضرر يلحق بأي طرف مصري.
ويكفي أن يقال إن من بين الآلاف من حماس الذين قالت عنهم وسائل الإعلام المصرية إنهم شاركوا في الأحداث، فليس هناك اسم أحد في أي قضية، لأن جميع القضايا كانت مختلقة لا وجود لها أو لا سياق سياسي لها.
فهل يقال بعد ذلك إن حماس والمقاومة الفلسطينية كان لها كنز في مصر سوى الأمل بأن مصر ستعود إلى سابق عهدها الأبوي الراعي لفلسطين والمدافع عنها تاريخياً.
"فتح" تقود شيطنة "حماس"
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسام كنفاني
وسائل الإعلام المصرية روّجت لتحضيرات من "حماس" لشن هجوم على الأراضي المصرية (أ ف ب)
منذ ما قبل "الانقلاب الثوري" في مصر، كانت حركة "حماس" الفلسطينية محور حملة إعلامية مكثفة تربطها بكل الأحداث المصرية؛ الاعتداءات على الجيش في سيناء يقودها مقاتلو الحركة، والمواجهات في الميادين بين المتظاهرين قوامها عناصر "حماس" وانقطاع السولار في القاهرة بسبب تهريبه إلى قطاع غزة، وتقنين الكهرباء نتيجة سرقة غزة للطاقة المصرية. هذه عيّنة من الروايات الإعلاميّة المصرية التي تشيطن "حماس" على خلفية العلاقة المميزة التي تجمعها بحركة "الإخوان المسلمين" الحاكمة سابقاً في مصر.
بعد الثالث من تموز/يوليو، أخذت الحملة طابعاً أكثر عدائية، وباتت تعتمد صيغة جورج بوش لـ"الحرب الاستباقية". وسائل الإعلام المصرية بدأت تروّج لتحضيرات من "حماس" لشن هجوم على الأراضي المصرية لإعادة الرئيس المعزول، محمد مرسي، إلى الحكم، ما يحتم تحركاً من الجيش لـ "رد العدوان"، يبدأ بإغلاق الأنفاق مع القطاع وإغراقها، وإغلاق معبر رفح، وتقنين حركة العابرين فيه، وبالتالي إعادة حصار إلى واقع أشد من ما كان عليه في أيامه الأولى، وكل ذلك تحت عنوان عريض هو "حماية الأمن القومي المصري".
لكن هل الحملة مصرية خالصة، أم انها قائمة على وقود فلسطيني؟ "حماس" دأبت على تحميل "فتح" مسؤولية تشويه صورتها، وكانت تشير تحديداً إلى القيادي السابق في "فتح"، محمد دحلان، على أنه المسؤول عن تغذية الحملة ضدها. لكن الأمور تبدو أكبر من ذلك، ومرتبطة بشكل عضوي بكيان السلطة الفلسطينية، ومن ورائها حركة "فتح"، ولا سيما أن الطرفين كانا ينظران بعين الريبة إلى العلاقة المستجدة بين "حماس" ومصر، ويتهيبان من دور أكبر قد يكون للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني. وجاء "الانقلاب الثوري" ليشكّل نصراً للسلطة و"فتح"، اللتين أرادتا الاستثمار فيه والبناء عليه لقطع أي جسر تواصل قد ينشأ مستقبلاً بين الحكم المصري و"حماس".
استثمار يتم التنسيق له على أعلى المستويات في السلطة الفلسطينية، وبمشاركة وإشراف مباشرين من الرئيس محمود عباس (أبو مازن). اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذي عقد في الثالث عشر من تموز الحالي، كان حافلاً بالإشارات المباشرة وغير المباشرة لحجم الدور الذي تلعبه السلطة في عملية التحريض على "حماس". محضر الاجتماع، الذي حصلت عليه "المدن"، كان كاشفاً لبهجة النصر، ومحدداً لخطوات السلطة التالية، ولا سيما أنه لا يزال لدى السلطة تشككاً في نجاح "الانقلاب الثوري" حتى النهاية. هذا ما أوضحه حديث أبو مازن للمجتمعين، حين أشار إلى أن "الأمور حتى الان لم تنته، لكن بوادر النجاح موجودة". عباس تابع كلامه بالرهان على تطورات الحديث المصري، إذ قال "الحدث كبير وهام، وسيقلب موازين القوى، إذا نجح".
رهان عبّاس على الحدث المصري، وخصوصاً انعكاسه على الداخل الفلسطيني، لا يقتصر على الكلام، بل على أفعال تقوم بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية. فأبو مازن أبلغ المجتمعين أن "الأجهزة الامنية على اتصال لحظي بأجهزة الأمن المصرية لإبلاغها بكافة تحركات حماس وتدخلاتها في الداخل المصري واتصالاتها مع الإخوان".
فحوى الاتصالات بالأجهزة الأمنية المصرية، التي كشفها عباس في اجتماع اللجنة التنفيذية، توضحها رسالة مؤرّخة في 14 تموز، مرسلة من مدير جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، اللواء زياد هب الريح، إلى عباس. ويشرح هب الريح، في رسالته، تفاصيل اجتماعه مع مدير مكتب الممثلية المصرية في رام الله، وإبلاغه بـ "تدخل حماس في الشأن المصري".
ويقول هب الريح "نقلنا صورة الوضع الداخلي لحماس وحال الإرباك الشديد الذي تعيشه بعد عزل الرئيس الإخواني محمود مرسي، ما اضطر الحركة إلى اتخاذ قرار بتقديم الدعم الكامل على الأرض لجماعة الإخوان المسلمين، بالتنسيق مع الجماعات السلفية والجهادية في سيناء، والبدء بتنفيذ سيناريوهات أعدت مسبقاً للسيطرة على بعض المناطق الحدودية مع قطاع غزة".
وتضمن اجتماع هب الريح بالمسؤول المصري تأكيداً على ضرورة عدم التصديق المصري لاي نفي يصدر من "حماس" في يخص تورطها بالأحداث داخل مصر، ويقول "ستواصل حماس الاتصال بالمسؤولين المصريين والإصرار على نفي تدخلها، لكنها في الوقت نفسه تكثّف نشاطها داخل سيناء، بالتعاون مع الجماعات الجهادية والسلفية، لاستنزاف القوات المسلّحة المصرية والهجوم على نقاط الجيش ونصب الكمائن، تحت إشراف القيادي القسامي رائد العطار"، الذي يقال إنه تولّى قيادة القسام خلفاً لأحمد الجعبري.
ولم يكتف المسؤول الأمني الفلسطيني بهذا القدر، بل أضاف إليه معلومات عن "تشكيل وحدة خاصة من كتائب القسام قوامها من 100 إلى 150 عنصراً مجهزين ومدربين". وتابع "الوحدة تنتظر عند الحدود مع قطاع غزة بانتظار ساعة الصفر للدخول إلى مصر عبر الأنفاق وتنفيذ عمليات في سيناء وخلق حالة فوضى في عدد من المناطق المصرية، والمساعدة في تهريب قياديات الإخوان المسلمين المعتقلين، كما حدث في سجن وادي النطرون"، في إشارة إلى هروب القيادات الإخوانية، ومنهم الرئيس المعزول محمد مرسي، من السجن إبان ثورة يناير. وختم هب الريح لقاءه مع المسؤول المصري بالتأكيد على ضروة التشدد سياسياً وعسكرياً مع "حماس" وقيادتها.
بين روايات هب الريح والروايات المتداولة في الإعلام المصري درجة كبيرة من التقاطع، تشير إلى أنها ذات مصدر واحد، يبدو أنه فلسطيني.
حكاية التخابر مع حماس!
فلسطين الآن ،،، حلمي الأسمر
يُفهم من مضمون التقرير الذي أعده ما يعرف بـ « لواء الأبحاث " في الاستخبارات العسكرية وقدم لأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وكشفت محتواه إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي حسبما رصد الدكتور صالح النعامي، إن الحماس الإسرائيلي لانجاح الانقلاب لا يرجع للرضا الإسرائيلي من التخلص من حكم الإخوان المسلمين، بل لأن الانقلاب يؤذن بالقضاء على ما وصفه التقرير بـ " القوة الناعمة " التي كان يمكن أن يراكمها نجاح أول تجربة ديموقراطية في مصر، تحت حكم الإسلاميين. التقرير شدد على أن نجاح الانقلاب وتسليم الشعب المصري بنتائجه مهم جداً لأنه سيسمح بمحاصرة الربيع العربي وتجنيب إسرائيل " ثماره السلبية ".
كما شدد على ضرورة تجند إسرائيل لاقناع الغرب بضرورة أن يشعر الرأي العام المصري بما أسماه " العوائد الإيجابية " لعزل مرسي وتعزيز صدقية تحالف العسكر مع الليبراليين عبر توجيه مساعدات مالية ضخمة لمصر، تحديداً في الوقت الحالي. وكما هو معلوم، فإن نتنياهو لم ينتظر صدور هذا التقرير، وهو يعكف حالياً بالتعاون مع السيناتور الجمهوري راند بول على الدفع نحو تبني الغرب لخطة " مارشال " جديدة لدعم الاقتصاد المصري بغية انجاح الانقلاب وضمان نجاحه في تحقيق أهم رهانات إسرائيل، والمتمثلة في وأد عملية التحول الديموقراطي في العالم العربي!
هذه هي القصة، بكل تفاصيلها، وما سوى ذلك، كلام فارغ!
وفي سبيل طي صفحة الديمقراطية في مصر، نشهد جملة من التخبطات التي يقترفها الانقلابيون في مصر منها مثلا، اتهام الرئيس المختطف بالتخابر مع إخوانه في حماس، ولا نريد هنا أن نقول الكثير، فالتخابر مع حماس شرف لا يستحقه المتخاذلون، ما يجري هنا أن نتنياهو ينتقم من مرسي على أيدي السيسي بعد أن رفض الرد على مكالماته الكثيرة، من السخرية المرة أن يتهموه بالتخابر مع إخوته في حماس، بعد أن رفض التخابر مع اليهود، القضاء المصري اليوم سقطت عنه ورقة التوت، بعد أن تورط بالكامل في اللعبة القذرة، وولغ في طين السياسة!
كلمة خارج النص:
في غمرة اهتمامنا بالشأن المصري، لا ننسى أهلنا في القدس المحتلة..
نشرت هآرتس الخبر التالي منذ يومين: الحكم بالسجن لمدة 10 سنوات على بائع كعك من القدس المحتلة لقيامه ببيع بضاعته دون ترخيص(!) وبإمكانه وقف تنفيذ العقوبة إذا دفع غرامة بمبلغ 8 آلاف شيكل ! (نحو 3 آلاف دولار)
كعك القدس –كما علقت إحدى الأخوات على الخبر- جزء من هوية المدينة لغة تحكي رواية لا تنتهي لان احدهم يريد للتاريخ ان يتغير طعمه...حكاية مثل حبات السمسم تحمل الريح نكهتها لتظل عالقة فوق سطوح المدينة تنتظر من لا يبدلون تبديلا.. والحقيقة التي يجب أن تقال هنا.. إن ضخامة العقوبة ليس لبائع الكعك، فقط، بل للتاريخ نفسه، وهوية المدينة التي يحاولون تهويدها بالكامل، واعتقال الكعك!
جريمة التخابر مع حركة حماس
الرسالة نت ،،، مصطفى يوسف اللداوي
هل انقلبت الموازين وتغيرت الأحوال وأصبح المقاومون مجرمين، والوطنيون خارجين عن القانون، والمقاتلون من أجل الحرية إرهابيين، وغدت حركات المقاومة العربية والإسلامية كإسرائيل، يجرم كل من يتعامل معها أو يتصل بها، ويعاقب من يقدم لها العون، أو يمد لها يد المساعدة، ويتهم كل من ينبري للدفاع عنها والحفاظ عليها، ويخون من يحاول تبرئتها وتطهير ساحتها، والذوذ عنها ورد الشبهات التي تدور حولها.
هل بات القضاة والمدعون العامون وممثلو النيابة العامة يسطرون استناباتٍ قضائية بالاعتقال والملاحقة، ضد كل من يثبت في حقه أنه مخلصٌ لأمته، صادقٌ مع شعبه، وطنيٌ في مواقفه، غيورٌ على دينه، وأنه يضحي من أجل قضايا الأمة، وينبري للدفاع عنها، وصون كرامتها.
لا ندري ما الذي يحدث في مصرَ اليوم، ولا نعرف كيف نفسر ما تقوم به المؤسسة العسكرية وقيادة الجيش المصري، الذي ندافع عنه أكثر من المصريين أنفسهم، ونكن له كل حبٍ وتقديرٍ واحترام، ونذكر دوماً فضله ودوره، وقيادته وريادته في مواجهة إسرائيل والتصدي لها، فنحن نصف الجيش المصري دوماً حتى في ظل إتفاقية كامب ديفيد، أنه ما زال يحمل عقيدةً قومية صادقة، تعادي إسرائيل ولا تطمئن إليها، وأنه يطور جيشه ويدرب جنوده لمواجهتها، والتصدي لها، وما زالت بياناته ونداءاته العسكرية تصف إسرائيل بأنه عدو، وتتعامل معها على أساسٍ من الحذر والريبة وعدم الثقة.
فهل أصبحت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عدواً لمصر، أو جهةً أجنبية تتآمر عليها، وتسعى للإضرار بها، وهي التي كانت وما زالت تستضيفها مصر، وتستقبل في عاصمتها القاهرة قيادتها، وتنسق وتتفاوض معها، فهل أصبح التعامل معها تهمة، والتواصل معها جريمة، ووجودها خطر، وهل أصبح من دواعي الأمن القومي المصري أن يضيق عليها، ويشدد على قيادتها، ويمارس الضغوط على أبنائها، فلا يسمح لهم بالدخول أو المرور، وفي حال جواز ذلك فإنه يتم وفق إجراءاتٍ أمنيةٍ قاسية ومهينة، عز أن يقوم بها عدو، أو يمارسها ضدها محتلٌ.
أليس غريباً أن حركة حماس كانت في ظل نظام مبارك تستقبل وتحترم وتقدر، وأن المخابرات الحربية المصرية كانت تحرص على علاقةٍ طيبة معها، وأنها كانت تسهل مهامها، وتذلل الكثير من الصعاب التي تعترضها، وأنها كانت تتوسط بينها وبين السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وأنها كانت تسعى لإتمام المصالحة بينهما، وإنهاء الإنقسام الذي دب بينهما، ولم يسبق أن قامت بتوجيه إتهاماتٍ إليها، أو تشويه صورتها، أو تسطير مذكرات اعتقالٍ ضد عناصرها والمنتمين إليها، ولم يكن الإعلام المصري مسلطاً عليها، ومنشغلاً بها، يفضح أسرارها، ويهتك أستارها، فلم يجرمها، ولم يشيطنها، ولم يتفرغ لتوجيه الاتهامات إليها والافتراء عليها، وتحميلها مسؤولية أحداثٍ وجرائمٍ تدينها وترفضها ولا تقبل بها.
اليوم تقوم النيابة العامة المصرية باستخدام حركة حماس في لعبتها السياسية، وتوظفها لخدمةٍ أهدافٍ خاصة، وتتهمها دون وجه حقٍ باتهاماتٍ باطلة ومشينة، يخجل أي عربيٍ من توجيهها، ويشعر بالخزي من إثارتها، فهي اتهاماتٌ يفرح بها العدو ويطرب، ويبش لها ويسعد، إذ أنها تخدمه وتساعده، وتريحه من عناء مواجهة حركةِ مقاومةٍ عظيمة، عجز عن هزيمتها أو الإطاحة بها، وأعياه قتالها والتصدي لها، فتجنب استفزازها، ونأى بنفسه عن إثارتها، وترك أمرها لمصر، تنسق معها وتطلب منها، وتضغط عليها وتضبط سياستها، فحركة حماس تحترم مصر وتحرص على كلمتها ومكانتها، وتحافظ على هيبتها وعزة قراراتها، فلا تهينها ولا تحرجها، ولا تخدعها ولا تكذب عليها، ولا تضر بها ولا تتآمر عليها.
إن ما قامت به النيابة العامة المصرية بإصدارِ أمرٍ بتوقيف رئيس جمهوريتها بتهمة التخابر مع حركة حماس، ينطوي على خطرٍ شديد، ويدمر مفاهيم عظيمة تربينا عليها، ويهدد عرىً وطنية وقومية نشأت عليها أمتنا، وينسف تاريخاً من التلاحم والتعاضد، ويصدم مشاعر العرب والمصريين، فهو قرارٌ غريبٌ ومستنكر، وهو مدانٌ وغير مقبول، وهو يهدد قيمنا ومبادئنا، ويعرض أمننا العربي كله للخطر، وهو قرارٌ يسيئ إلى الشعب الفلسطيني كله، وإلى شعب مصر وأمتنا العربية والإسلامية، فحركة حماس هي جزءٌ من الشعب الفلسطيني، وتمثل قطاعاً كبيراً منه، وهي مكونٌ أساسٌ من مكوناته الوطنية والنضالية، وتاريخها شاهدٌ وحاضر، وصفحاتها ناصعةٌ ونقية، ومواقفها وطنية وثورية، وسجلاتها تحفل بالصدق والوفاء لمصر وشعبها.
النيابة العامة المصرية، وسجلات المؤسسة العسكرية والأمنية في مصر، حافلةٌ بمواجهة العدو الإسرائيلي، والتصدي لعملائه وجواسيسه، وقد نجحت في الإيقاع بعملائه، وتفكيك شبكاته، واختراق مؤسساته الأمنية، وقد عجز العدو الإسرائيلي عن اختراق أمن مصر، أو التأثير عليها، وما كانت هذه الحصانة لتكون لولا وطنية المخابرات الحربية المصرية، التي تتصدى بقوة، وتواجه بعنف، كل محاولات التخريب والاختراق الصهيونية، وتعاقب بشدةٍ كل من يتآمر على أمنها، ويتعاون مع عدوها.
فلا ينبغي أن تلوث سجلات المخابرات الحربية المصرية الناصعة بهذه الاتهامات المهينة، ولا يجوز لها أن تقبل بأي تشويهٍ لصورتها، أو إساءةٍ إلى شرف عملها القومي، وعليها أن تعجل بشطب هذه الإدعاءات، والتراجع عن هذه الإتهامات، فهذه سابقةٌ خطيرة، وعملٌ لم يقم به غيرهم، ولم يسبقهم إليه سواهم، فلا يكونوا مثالاً في السوء، ونموذجاً في الخطأ، ولا يتحملوا وزر تقليد الأنظمة لهم، واتباع الأجهزة الأمنية العربية لنهجهم، ولا ينبغي أن يقبلوا بأن تشرع مصر قوانين تجرم المقاومة، وتخون الإسناد والمناصرة.
فهذه صفحاتٌ سيحفظها التاريخ، وستذكرها الشعوب والأمم، وسيكون لها أثرها الكبير، ونتائجها الخطيرة، وهي أيامٌ صعبةٌ وعسيرة، فيها محنٌ وابتلاءات، وفيها تحدٍ ومواجهات، ولكنها تبقى أيام عزةٍ وكبرياء، ترسم الغد، وتحفظ الوعد، وتصون العهد، وليعلموا أن رجالات مصر العظماء، لن يقبلوا أن تتخلى بلادهم عن أدوارها القومية، ومواقفها التاريخية، ولن يقبلوا أن يكونوا سكيناً تحز رقبة المقاومة، أو تطعنها في قلبها أو صدرها، أو تقطع شرايين الصمود، وخطوط الثبات والإمداد.
بحثوا عن تهمة لا يشاركه فيها مبارك
فلسطين الآن ،،، عبد الله المجالي
تفتق ذهن الحاكم العسكري لمصر أخيرا عن تهمة للرئيس محمد مرسي، يتخلص فيها من تدخل الدول الغربية المنافقة التي تطالب بالافراج عنه علنا، وتريد التخلص منه سرا.
التأخير الذي حصل كان مرده الى البحث وتلفيق تهمة لها شرط واحد، اتعلمون ما هو؟ أن لا تكون التهمة من التهم التي يمكن ان يشاركه فيها الرئيس المبجل حسني مبارك، فيمكن تلفيق تهمة التسبب بقتل المتظاهرين، لكن هذه تهمة يمكن ان تنطبق على مبارك، الفساد ونهب ممتلكات البلد يمكن ان تنطبق على مبارك، استغلال المنصب يمكن ان تنطبق على مبارك، استغلال العائلة للمنصب يمكن ان تنطبق على مبارك، استغلال الاصدقاء والانسباء والمعارف يمكن ان تنطبق على مبارك، التخابر مع "اسرائيل" والولايات المتحدة يمكن ان تنطبق على مبارك، التواصل مع "سي أي ايه" والموساد يمكن ان تنطبق على مبارك. التهمة الوحيدة التي لا يمكن ان تنطبق على مبارك هي "تهمة" التخابر مع حركة المقاومة الاسلامية حماس! فهذه لم يفعلها مبارك منذ تأسيس الحركة عام 1987، تلك الحركة التي تقاوم الاحتلال الاسرائيلي وتدافع عن شرف وكرامة وارض الشعب الفلسطيني، وتدافع عن مقدسات الامة والمسجد الاقصى ثالث "الهرمين" اقصد الحرمين.
لم يسجل التاريخ على الرئيس المبجل حسني مبارك انه تنازل وتطلف وتكرم بالحديث او التخابر مع الحركة التي تقود المقاومة ضد عدو الشعب المصري والامة العربية والاسلامية.
حسنا انها تهمة جيدة، ولن يتهمنا احد بازدواجية المعاملة، خذوه الى سجن طرة
الحاكم المخصي
الرسالة نت ،،، وسام عفيفة
يحكى أن كافور الإخشيدي حاكم مصري صاح بأعوانه: قبل ثلاثة أيام دخل البلاد رجل غريب اسمه المتنبي، وآمركم بإحضاره إلي فورًا حيا أو ميتًا.
وكان المتنبي آنئذٍ يمشي في شوارع القاهرة، وبلغت بهجة المتنبي الذروة عندما رأى نهر النيل، فتوقف عن المسير، ونظر إلى ماء النهر كأنه طفل يشاهد نهرًا أول مرة في حياته.
وتدفقت إلى مخيلته كلمات كثيرة تتنافس على وصف النهر، ثم تبددت الصورة فجأة حين انقض على المتنبي عدد من الرجال الأقوياء، القساة الوجوه والأيدي، واقتادوه إلى قصر كافور الإخشيدي.
الإخشيدي: المعلومات المتوافرة لدي تقول إنك لست مصريا.
المتنبي: إذا كنت مولودًا بالكوفة وجئت مصر زائرًا، فهل هذا مسوِّغ لاعتقالي.
كافور: اخرس. ألم آمرك بألا تتكلم، ما اسمك؟
المتنبي: أبو الطيب المتنبي.
كافور: ماذا تشتغل؟.
المتنبي: لا مهنة لي سوى الكتابة. أنا شاعر.
كافور: لا تتحذلق. الشعر أيضًا مهنة لا تختلف عن مهنة الحداد والنجار والدهان وحفار القبور. اسمع. ما دمت تزعم أنك شاعر، فهل نلت إذنًا من السلطات المختصة.
المتنبي: وهل تطلب السحابة إذنًا إذا أرادت أن تمطر؟!.
كافور: إني أكلمك عن قوانين وأنظمة، فلا تجاوبني بكلام منمق سخيف أنت في بلاد يسودها التنظيم، وأنت خالفت القوانين عندما نظمت شعرًا من غير إذن.
المتنبي: لقد جئت إلى مصر قبل ثلاثة أيام فقط، ولم أنظم بعد أي قصيدة
كافور: أنت تدعي أنك شاعر، فما الدليل على أنك شاعر حقًا؟.
المتنبي: أنا ذائع الصيت، ونظمت كثيرًا من الأشعار.
كافور: هل غنّى أشعارك مشاهير؟ هيا أسمعني بعض أشعارك.
المتنبي:
يا أعـدل الناس إلاّ فـي معاملتي
فيك الخصام وأنت الخصـم والحكم
أعيـذهـا نظـرات منـك صادقة
أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
كافور: ما سمعته ليس سيِّئًا. أتجيد نظم قصائد المدح؟.
المتنبي: سبق لي أن مدحت الكثير من الملوك والأمراء.
كافور: ما دمت تتقن المدح، فينبغي لك أن تنظم قصيدة في مدحي. أنت الآن في مصر، وأنا حاكم مصر. وإذا كنت لست عميلاً لأعداء مصر وتحب مصر، فمن واجبك مدح حاكمها.
المتنبي: لم أعرفك بعد المعرفة التي تتيح لي نظم قصيدة في مدحك.
فابتسم كافور الإخشيدي، وأشار بيده إلى أعوانه، فهجموا على المتنبي، وطرحوه أرضًا، ووضعوا رجليه في فلقة، وانهال بعضهم بالعصا ضربًا على باطن قدميه.
تألم المتنبي، وما لبث الألم أن دفعه إلى الصراخ شاتمًا، مستغيثًا، فضحك كافور، وقال: ما هذا الصوت الجميل؟ أنت لست شاعرًا. أنت تصلح لأن تكون مغنيا.
وحين تحول صراخ المتنبي إلى بكاء ذليل، أمر كافور بالكف عن ضربه.
كافور: ستنظم قصيدة مطوّلة تمتدحني.
المتنبي: سأفعل ما تأمر به.
كافور: سأعطيك مهلة مدتها سبعة أيام لنظم القصيدة، وستنجو من القتل إذا أعجبتني.
وعاد المتنبي إلى كافور الإخشيدي بعد أربعة أيام، وأسمعه ما نظم من شعر في مدحه، فطرب كافور، وانتشى، وقال: أنت شاعر حقّا.
ولكن عندما رحل حاكم مصر الاخشيدي دفن معه المديح وحل مكانه الهجاء يطارد الاخشيدي وأمثاله من الحكام وأبيات المتنبي تقول لهم:
صار الخصـيُّ إمام الآبقيـن بـها ** فالـحر مستعبـد والعبـد معبـود
نامت نواطيـر مصـر عن ثعالبهـا ** فقد بشمـن وما تفنـى العناقيـد
العبـد ليس لـحر صالـح بـأخ ** لو أنه فـي ثيـاب الـحر مولـود
لا تشتـر العبـد إلا والعصا معـه ** إن العبيـد لأنـجاس مناكيــد
قاضي آخر الزمان
فلسطين أون لاين ،،، يوسف رزقة
"إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" . عمى البصر يمكن معالجته ، وعمى القلب لا يقبل علاجاً ولا يرجى له شفاء . قاضي آخر الزمان لا يعرف شيئاً عن حركة حماس . هو لا يعرف أن حماس هي شرف الأمة، وهي عنوان كرامتها . قاضي مبارك تجاوز مبارك نفسه حين وضع حماس في خانة الكيان المعادي ، وهو أمر لم يفعله مبارك ، فلقد التقى رئيس وزراء مبارك إسماعيل هنية وتباحثا معاً في العلاقات الثنائية .
قاضي آخر الزمان فقد عقله ، وفقد كرامته ، وهدم القضاء ، وأساء إلى شرف الأمة قاطبة، حين وقف إلى جانب إسرائيل في اعتبار حماس وغزة كياناً معادياً ، ولا يجوز مهاتفة حماس ، والتخابر مع قادتها ، ولست أدري كيف سولت له نفسه أن يرتكب هذه الحماقة القانونية ، وهذه السقطة الأخلاقية ؟.!
قاضي آخر الزمان لا يسيء إلى محمد مرسي ، وإلى شعب مصر فحسب ، بل هو يسيء إلى الأمتين العربية والإسلامية ، وإلى أحرار العالم الذين أجمعوا على تأييد حماس والمقاومة الفلسطينية كحركة تحرر وطني تمتلك المشروعية الشرعية والقانونية والأخلاقية والشعبية .
قاضي آخر الزمان ينظر إلى الأمور بعين واحدة ، فهو يخاطب بقراره المجتمع الدولي الرافض لاختطاف الرئيس محمد مرسي ، ليقول لهم إن الرئيس محبوس على ذمة التحقيق ، فالمسألة قضائية وقانونية ، وليست سياسية وأوامر عسكرية ، وهي محاولة تخص الشأن المصري الذي تتعقد أزمته يوماً بعد يوم ، ولكن هذا الهدف السياسي لا ينبغي أن يكون مبرراً للعدوان على المقاومة وعلى حركة حماس تحديداً ، فما لا يعلمه القاضي أن قادة جبهة الانقاذ ومنهم (سيد بدوي ، وحمدين صباحي) وغيرهم قد التقوا حماس ، وهتفوا باسمها ، وقالوا إنها تمثل شرف الأمة .
قاضي آخر الزمان تغافل عن زيارة ( 13 وزير خارجية عربيا) إضافة إلى وزير خارجية تركيا ، ورئيس وزراء ماليزيا ، وأمير قطر؟! هؤلاء الآن يسخرون من القاضي وممن أملوا عليه القرار . فهل سيوجه إليهم القاضي تهمة التخابر مع حماس ، وسيمنعهم من دخول القاهرة ؟! وهل سيحاكم قاضي آخر الزمان قادة جهاز المخابرات لأنه يتعاون أمنيا مع حماس، ومع وزارة الداخلية بغزة؟!
قاضي آخر الزمان لا يحاكم المقاومة الفلسطينية ، ولا يحاكم الآن محمد مرسي ، بل هو يحاكم ثورة 25 يناير المجيدة ، وينتصر بقراره لمبارك وللثورة المضادة . ولا أود هنا الدخول إلى تفاصيل القرار الفاسد ، فهذا شأن المصريين ورجال القانون ، ولكن أشير إلى أن المتهم الأول هو رئيس الجمهورية ، وهو رئيس منتخب ومفوض من الشعب لإدارة البلاد ، ويملك حصانة ، وله صلاحية دستورية تمكنه من مخاطبة حماس وغيرها . ولا يجوز لقاضي آخر الزمان أن يتغول على المقاومة التي هي شرف مصر وشرف فلسطين، وشرف الأمة .
قاضي آخر الزمان يمشي على خطوات الإعلام المتصهين الذي يحاول نزع الشرعية عن المقاومة، وعن عدالة القضية الفلسطينية . قاضي آخر الزمان وآمروه قرروا خلط الأوراق في مصر من ناحية، وتفجير العلاقات المصرية العربية من ناحية أخرى، إضافة إلى تدمير العلاقات المحترمة القائمة بين الجيوش العربية وشعوبها . لذا أنصح وأقول : أقيلوا قاضي آخر الزمان ،وأوقفوا هذه المهزلة.
مؤشرات متلاحقة على فشل الانقلاب2_2
فلسطين أون لاين ،،، عصام شاور
يعتبر حزب النور الإسلامي الحلقة الأقوى وهو في ذات الوقت الحلقة الأضعف في تحالف الانقلابيين، حيث إن حزب النور هو الوحيد الذي يمتلك ثقلا شعبيا حقيقيا على الأرض، ولذلك فهو الحلقة الأقوى، ولكن شعبيته بدأت تتهاوى خلال العشرين يوما الماضية، ولا يمكن لحزب النور تحمل المزيد من الخسائر وخاصة أن الانقلاب لا يمكنه الاستمرار دون سفك المزيد من الدماء الزكية الطاهرة وهذا أمر لا يمكن لحزب النور احتماله لأن القاعدة ترفضه وإن ارتضته القيادة، وأعتقد أن حزب النور أمام مفترق طريق، إما أن ينجو بنفسه وبشعبيته ويعلن تخليه عن الانقلابيين، وإما أن يستمر في غيه ويتحول الى حزب مجهري مثل باقي الاحزاب العلمانية واليسارية والناصرية، ولكن رفض الحزب لدعوة السيسي بخروج الجماهير الى الميادين لإعطاء السيسي تفويضا بقمع التيار الاسلامي يعني ان الحزب بدأ ينفصل عن تحالف الانقلابيين، وكذلك فعل الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح زعيم حزب مصر القوية حيث رفض هو الآخر الدعوة وبقوة، وهذه مؤشرات على تفكك تحالف السيسي وسقوط الواجهة الاسلامية (الأزهر. النور. مصر القوية) وبداية النهاية القريبة للانقلاب على الشرعية.
إن خطاب عبد الفتاح السيسي_أول من أمس_ ومطالبته للرافضين للشرعية بالخروج الى الشوارع والتجمهر في الميادين من اجل اعطائه التفويض بقمع انصار الشرعية والشريعة له مدلولات كثيرة وهي من أقوى المؤشرات على فشل الانقلاب، حيث إن الدولة الشرعية لا تحتاج الى إذن او تفويض من الشعب من اجل تطبيق القانون وبسط الامن ومواجهة العنف،ولكن السيسي يريد الإيحاء بأن كل خطواته تتم وفقا "لـلإرادة الشعبية" وهذا محض تضليل للعامة أما النخبة فتنظر على انه يعكس شخصية مهزوزة ومهزومة عدمت الحيلة والوسيلة في التخلص من مأزقها، ثم ان دولة الانقلاب شعرت بالإحراج للحشود المليونية الدائمة والداعمة لعودة الشرعية والرئيس محمد مرسي، وهم يريدون حشودا موازية ، الانقلابيون لا يستطيعون الحشد ولو كانت لديهم القدرة على المنافسة لما حدث الانقلاب أصلا ولأخرجوا الإسلاميين من خلال صناديق الاقتراع والانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في الأشهر القليلة القادمة او حتى من خلال الاستفتاء على الدستور الذي سبق الانقلاب بأشهر قليلة.
الولايات المتحدة الأمريكية قررت تأجيل تزويد مصر بطائرات الـ إف 16 بعد ان كانت مستعدة لذلك ولكنها عللت التأجيل للأوضاع غير المستقرة في مصر، وكذلك فإن دولا خليجية بدأت تحتج على قمع المتظاهرين وقتلهم وتطالب بحلول سياسية وكذلك فعلت دول أوروبية عديدة ومنها من يطالب بقوة بالافراج عن الرئيس الشرعي محمد مرسي، والمؤشرات على فشل الانقلاب تزداد وضعف الانقلابيين بدأ يظهر لأمريكا وللغرب ولبعض دول الخليج التي تعجلت في مباركتها للانقلاب، والأيام حبلى بالمزيد من البشائر في رمضان شهر الخير والانتصار.


رد مع اقتباس