النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 405

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 405

    اقلام واراء اسرائيلي 405
    1/8/2013


    في هــــــذا الملف


    تحرير اسرى بدون شكوك
    بقلم: عنات مطر ،عن هآرتس

    الرهان على النتائج سابق لاوانه
    بقلم: شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم

    قمة الابتسامات والتوقعات
    بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    اسرائيل وفلسطين: حلف اليتيمين
    بقلم: تسفي برئيل ،عن هآرتس

    الى الامام ايها الشعب
    بقلم: باروخ لشيم،عن يديعوت

    يا بيبي كن بيغن
    بقلم: أبراهام تيروش،عن معاريف

    نتنياهو في الطريق الى اوسلو
    بقلم: نداف هعتسني ،عن معاريف

    لماذا نعطي الفلسطينيين بادرات طيبة مقابل استعدادهم للعودة الى المفاوضات؟
    بقلم: د. اودي لابل،عن معاريف


    تحرير اسرى بدون شكوك

    بقلم: عنات مطر ،عن هآرتس
    صادقت الحكومة على تحرير سجناء فلسطينيين تمهيدا للمفاوضات التي ستستأنف. وحظيت الاعتراضات العنيدة على تحرير اولئك السجناء برد هزيل فقط في وسائل الاعلام. وهاكم اجوبة على سلسلة من الاعتراضات الشائعة.
    الادعاء بان هؤلاء هم أسوأ المجرمين. ولكن ما هو مدى هذا الوصف؟ فهل من سلب ونهب وقتل شيوخا، مارة او سياحا ليسوا ‘أسوأ المجرمين’؟ هل أعمال القتل داخل العائلة اقل شرا وسوءا من القتل على خلفية سياسية؟ دائرة العفو في وزارة العدل ومكتب الرئيس محملة بملفات القتلة كاولئك، ممن فرضت عليهم محكومية المؤبد الذي تحددت مدته، فتحرروا بعد أن شطب لهم ثلث المحكومية بعد اقل من عشرين سنة. بعض ملفات القتل الاكثر شهرة في تاريخ الدولة تندرج ضمن هذه الاحصاءات.
    التحرير هو مس خطير بالعائلات الثكلى. هذا قول صحيح، جزئيا على الاقل، وان كان ‘منتدى العائلات الثكلى يسعى على مدى السنين الى توازن الصورة، واعضاؤه يعربون عن تأييدهم لتحرير السجناء، بمن فيهم اولئك الذين ادينوا بالقتل. ومع ذلك فان هذا الادعاء يتجاهل عائلات ضحايا القتل الجنائي. فهل عائلة السائحة التي قتلت طمعا بالمال تتضرر اقل حين يخرج القاتل الى الحرية؟ واضح ألا، وواضح أن القضية تؤخذ بالحسبان عندما تقرر الدولة اقرار تقليص العقاب. ومع ذلك، غير قليل من القتلة الجنائيين يتحررون قبل سنوات من انتهاء فترة محكوميتهم.
    الادعاء بان المؤبد هو مؤبد بدون تحرير، بدون تحديد، بدون تقصير. معظم الدول الديمقراطية لا تنتهج مثل هذا الفهم للمؤبد، وفي البلاد لم يبحث على الاطلاق بجدية ابدا، لشدة الفرح. فوزراء العدل والمستشارون القانونيون للحكومة لم يتحدثوا علنا في صالح تحديد المؤبدات الى 20 او 25 سنة، كما هو متبع في بعض الدول الاوروبية. في كل الاحوال، هذا الادعاء غير ذي صلة بالبحث الحالي الذي يفترض ان يتنازل فقط الممارسة المتبعة في البلاد اليوم.
    الادعاء بان السجناء الامنيين لا يجب تحريرهم. هنا أيضا يجب الفصل بين البحث المبدئي والوضع العملي. فليس فقط مئات السجناء الفلسطينيين المصنفين بانهم ‘امنيون’ تحرروا في اطار اتفاقات وصفقات مختلفة، بل ان سجناء يهود من ذات التصنيف تحرروا رغم المؤبدات التي حكموا بها، بعد عدة سنوات من ادانتهم. وهنا ايضا كان الحديث يدور عن قتلة وارهابيين. بالمقابل من المهم الاعتراف بان تحرير السجناء لا يكون دوما جزء مهما من مسيرة سياسية لمنع مزيد من سفك الدماء، هكذا كان في جنوب افريقيا وفي شمال ايرلندا.
    الادعاء بان الحديث يدور عن خطر أمني. معروف ان معدل السجناء الامنيين الذين يعودون الى الاعمال الممنوعة ادنى من معدل السجناء الجنائيين الذين يعودون الى مثل هذا النشاط. وبالتأكيد صحيح الامر بالنسبة للسجناء كبار السكن ممن قضوا اكثر من 20 سنة في السجن.
    الادعاء بانه ينبغي بالفعل تحرير السجناء مقابل جنود مخطوفين، ولكن ليس في اطار المفاوضات. معنى هذا الادعاء هو عمليا تشجيع على اختطاف جنود.
    ادعاء آخر هو أن على ايدي هؤلاء السجناء يوجد دم مئات الاسرائيليين. يبين الفحص بان السجناء الذين تحرروا قتلوا 85 اسرائيليا. فضلا عن ان ما وصف كقتل في المحاكم العسكرية التي حكمتهم قبل 20 سنة، تضمن ايضا المساعدة على القتل، ومحاولة القتل، وعضوية في خلية اعضاء، آخرون فيها نفذوا القتل، ولكن المدان لا يرتبط بهذا الحدث. لا ريب أن في بعض المحاكم المدنية ما كان هؤلاء السجناء ليحكموا بالمؤبد.
    الادعاء بانه لا يجب تحرير سجناء من مواطني اسرائيل كون هذا يعتبر مسا بسيادة الدولة. غير أن هؤلاء السجناء تم التمييز ضدهم على مدى السنين بشكل منهاجي. فمن جهة اصرت اسرائيل (باستثناءات قليلة) على عدم تحريرهم في اطار صفقات مختلفة، لرفضها الاعتراف بهم كفلسطينيين. من جهة اخرى، الجهاز القضائي وجهاز الحبس اتبعا تمييزا منهاجيا ومؤطرا تجاههم. وقد وجد الامر تعبيره في التأخيرات الطويلة في تحديد عقوباتهم، رفض جارف لتحريرهم المسبق وبالنظر العام اليهم مثلما الى باقي السجناء الفلسطينيين المصنفين ‘امنيين’. يحرمون بشكل مطلق من الاتصال الهاتفي والاجازات، دراساتهم تمنع كجزء من العقاب السياسي الجماعي وما شابه. القتلة على خلفية ايديولوجية من الجانب اليهودي لم يحدث ان عوملوا ابدا بمثل هذا الشكل من قبل السلطات، بل في الغالب تمتعوا بامتيازات مختلفة. لو كان جهاز القضاء والحبس تعاطى مع السجناء القدامى الفلسطينيين من مواطني اسرائيل، كالسجناء العاديين، لكانوا جميعا قد تحرروا منذ زمن بعيد.
    القضية السياسية المركزية تجاوزت بالصمت لانها ليست جوابا على اي اعتراض: فاحد لا يذكر حقيقة أن السجناء الذين تقرر تحريرهم يعتبرون انفسهم ‘جنود’ مقاومة الاحتلال موازين فلسطينيين لجنود الجيش الاسرائيلي ولكن هذه عمليا، الزاوية الاهم، التي ينبغي تبنيها كبنية تحتية للنقاش الحالي. وهكذا ايضا بالنسبة للسجناء من مواطني اسرائيل: يمكن الاختلاف على اختيارهم الانضمام الى الكفاح المسلح الفلسطيني، الكثيرون منهم غيروا منذ الان اراءهم، منذ افعالهم قبل اكثر من 20 سنة ولكن لا يجب تجاهل حقيقة أن هؤلاء هم مواطنون يميز ضدهم بشكل منهاجي ومؤطر، بصفتهم جزءا من الشعب الفلسطيني.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    الرهان على النتائج سابق لاوانه

    بقلم: شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم
    إن ليتل روك، وهي عاصمة ولاية أركنسو في الولايات المتحدة، مدينة صغيرة جاء منها الرئيس الامريكي بيل كلينتون. وإن أفخم مبنى في هذا المكان هو المبنى المدهش لمتحف بيل كلينتون الذي يأتي بين الفينة والاخرى لقضاء عطل فوق سقفه. أُقيمت في قاعة المتحف المركزية ثمانية حيطان ضخمة نُقش على كل واحد منها أدبيات سنة ولاية من سنوات ولاية الرئيس وتحتها صورة مركزية تشير الى جوهر عمل الرئيس في تلك السنة، وهو ما يسمى التراث الذي خلفه الرئيس في تلك السنة.
    خُصصت ثلاث صور من الصور الثماني لنا وتتناول الصراع الاسرائيلي العربي: احداها من سنة 1993 في التوقيع على اتفاقات اوسلو؛ وصورة اخرى من سنة 1994 مع التوقيع على اتفاقات السلام بين اسرائيل والاردن؛ ومرة ثالثة في كامب ديفيد حينما عرض ايهود باراك كل شيء ومنه السيادة على جبل الهيكل لكن ياسر عرفات رفض.
    إن هذه الصورة هي الصورة الشهيرة التي يُصر فيها ايهود باراك على ان يدخل ياسر عرفات غرفة التفاوض قبله، وقد أصبح نصف جسم كلينتون في داخل الغرفة. ولا يوجد في المتحف أية كلمة عن مونيكا ليفنسكي وعن قضايا محرجة اخرى، بل يوجد فقط كلينتون صانع السلام والباحث عنه.
    فاز باراك اوباما بجائزة نوبل للسلام في الاسابيع الاولى من ولايته الاولى. ومن السابق لأوانه الى الآن ان نُخمن ماذا سيكون المحتوى الذي سيزين سنوات تراثه في المتحف الذي سيقام تشريفا له، وماذا سيكون نصيب اسرائيل أو الشرق الاوسط كله في متحف اوباما في المستقبل.

    مرت منذ كانت الصورة الشهيرة لرابين وعرفات وكلينتون مع ميداليات جائزة نوبل للسلام، عشرون سنة، وجعل الواقع الدامي في الشرق الاوسط المراسم البراقة وراء البحر بغيضة وغير محتملة مثل ساحة العمليات تقريبا.
    لهذا لم توجد في اللقاء أمس في واشنطن أبواق فرح أو كوكتيلات. فكيري وليفني ومولخو وعريقات واشتية واينديك، كلهم يعرف بعضهم بعضا ويعرف بعضهم آراء بعض منذ فترة طويلة. ولم يسأل أحد لماذا أنتم هنا ولا من الذي يقف على رأس الهرم.
    من الواضح للجميع أنهم في المقدمة بسبب عظم التوقعات. وقد أوضحت ليفني أمس أنها لن تُجري التفاوض من النقطة التي تُرك فيها في فترة اولمرت. وليس من الواضح بالضبط ايضا مبلغ الحرية الذي أُعطي لها أو مسألة المسائل وهي: هل ومتى ستُفتح خرائط ويبتون ‘القرارات الصعبة’؟.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ







    قمة الابتسامات والتوقعات

    بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
    إن جولة التفاوض في التفاوض قد قطرت أمس ابتسامات وتوقعات، وقد ظهر باراك اوباما آخر الامر ايضا من البيت الابيض للمشاركة في مسيرة التقاط الصور الاحتفالية. وقد انتشر امريكيون كبار في وسائل الاعلام في الشرق الاوسط للايحاء بالتفاؤل. الكثير من التفاؤل. ولم يكن ذلك بالصدفة بل بتوجيه من جون كيري.
    نثروا الثناء على بنيامين نتنياهو وأبو مازن وتمسكوا بالصيغة التي تسعى الى اتفاق دائم، لكن حينما سُئل الكبار منهم بلغة واضحة أجابوا بأنه اذا فضل الطرفان تسوية مرحلية فان هذه الامكانية ممكنة ايضا. ولم يخطط لها لكنها محفوظة في الجزء الخلفي من العقل السياسي.
    لم تُفسد تسيبي ليفني الجو لكنها استعملت صياغة منضبطة: فقد قضت هي وصائب عريقات ساعات كثيرة في غرفة التفاوض بلا نتيجة، لكن بلا حيرة ويأس ايضا. ولا محل لأن نقول شيئا متفائلا عن ذلك.
    أعلن كيري كالمتوقع بأن جميع قضايا التسوية الدائمة على طاولة المباحثات وكل واحد فسر وفهم أنه سيكون ‘تكاسر يدين’ في الصراع بين الطرفين لتفضيل الموضوعات المهمة لكل واحد منهما ورفض الاخرى. وتم الاتفاق مسبقا على الالتزام بتفاوض شامل، لكن اذا قاد كيري بواسطة مارتن اينديك المحادثات بحكمة فسيعرف كيف يفصل بين ما يسبب تفجيرا فوريا وبين موضوعات يمكن التوصل الى تفاهم عليها.
    إن مراكز الاحتكاك الفوري على حدود الانفجار هي تقسيم القدس ومستقبل الحوض المقدس، وحق العودة لذرية اللاجئين العرب في 1948 وخطوط 1967. وستسبب الموضوعات الاخرى ايضا أزمات، لكن يمكن اعادة الطرفين الى مسار التحادث بصورة أسرع في ما يتعلق بها.
    ذكّر اوباما وكيري أمس نتنياهو وأبو مازن بأنهما سيضطران الى قرارات حاسمة مؤلمة وصعبة، وهذه عبارة معروفة، فهل يتجهان الى التفاوض بنية طيبة؟ وهل هما قادران على اتخاذ هذه القرارات المؤلمة؟
    إن نظرة الطرفين الى التفاوض سيتم امتحانها بحسب اعلان تقني في ظاهر الامر، هو جوهري. فقد أعلن كيري ان الاسرائيليين والفلسطينيين لن يصدروا تعليمات لوسائل الاعلام. وأن جميع التصريحات ستصدر عنه فقط. إن الامريكيين فقط سيصدرون تصريحات باسمهم أو عن جهات مجهولة. وما بقي الطرفان راضيين عن التفاوض أو يخشيان ردا امريكيا غاضبا، فسيتم الحفاظ على هذه القاعدة، وحينما تبدأ تصل تسريبات حقيقية أو كاذبة من الطرفين سيثور الشك في أنهما يتجهان الى انهاء المسار. وقد يحدث هذا، لا سمح الله، قبل انتهاء تسعة اشهر التفاوض التي تم الاتفاق عليها مسبقا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    اسرائيل وفلسطين: حلف اليتيمين

    بقلم: تسفي برئيل ،عن هآرتس

    دُفعت اسرائيل والسلطة الفلسطينية مرة اخرى الى الاجراء البغيض وهو المسيرة السياسية. إن شروط نجاحها معلومة وهي التي سببت الى الآن فشل كل الجولات السابقة، إن الضغوط السياسية على الطرفين ليست جديدة، وهي التي فجرت كل محاولة للتحادث. ولم ينشأ الضغط الامريكي ايضا فجأة، فقد كان يصاحب لقاءات الماضي في الجانبين الحسن والسيئ، بألاعيب قوة واغراءات وإظهار كتف باردة، مرة لاسرائيل ومرة للفلسطينيين، ولا يوجد كهذا اللقاء الجديد يبرهن على عجز هذا الضغط في الماضي.
    ومع كل ذلك تغير شيء جوهري، فقد أصبحت اسرائيل وفلسطين سجينتين الآن في حلف يتيمين، ورغم بغضهما بعضهما لبعض يلتزمان بالتعاون من اجل البقاء.
    فقدت اسرائيل وفلسطين مكانتيهما في عالمهما. الاولى في المجال الغربي الذي رأته ركيزة دائمة لمواقفها، والثانية في المجال العربي الذي كان سورها الواقي. إن الزعزعة التي أصابت اسرائيل بعد استقرار رأي الاتحاد الاوروبي على مقاطعة السلع الاسرائيلية التي تنتج في المناطق، والحد من التعاون مع مؤسسات تنفق على نشاط اسرائيلي في المناطق، ليس ضربة اقتصادية فقط، بل هو تحول تاريخي في الموقف السياسي للدول الغربية التي تُعرف اسرائيل لأول مرة بأنها دولة منبوذة.
    هذه ترجمة عملية لمزاج عام أخذ يرسخ في السنوات الاخيرة في أكثر دول اوروبا، التي ربما لا تتشدد تشددا خاصا مع حكام كالاسد أو حاكم السودان، لكنها تصاب بالذعر حينما تركل دولة كاسرائيل، وهي لحم من لحم الغرب، معيار السلوك الغربي. وقد حدد الاتحاد الاوروبي ايضا الخط الاحمر وقضى بأن اسرائيل تجاوزته ايضا. وتحولت اسرائيل التي كانت تتمتع بمنزلة بنت مُتبناة مدللة الى يتيمة مرة واحدة وليس هذا فظيعا لأنه بقيت لها واشنطن الكبرى أم كل القوى العظمى.
    لكن تبين لها آنذاك ايضا ان الولايات المتحدة ليست مُحبة لمنزلة اليتيمة التي دُفعت اليها. فمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية، سواء أكانت الحروب في افغانستان والعراق، أم الطموح الى صد المشروع الذري الايراني، توجب تعاونا دوليا لا مع اسرائيل، بل مع القوى الكبرى الحقيقية وهي روسيا والصين والاتحاد الاوروبي. ولهذا التعاون ثمن، وكانت اوروبا هي التي حددت هذه المرة الثمن لاسرائيل لكن لا لها وحدها. فقد بيّنت لواشنطن ان الذي يسعى الى صوغ سياسة غربية مشتركة سيضطر الى ان يأخذ في الحساب الموقف الاوروبي، لأن اوروبا لن تكون بعد الآن تابعة لامريكا، والذي يبحث عن سبب تغير موقف نتنياهو وسبب استقرار رأيه على الافراج عن السجناء الفلسطينيين لن يجده في نضجه السياسي المفاجئ أو في تفجر الشوق الى السلام، فالخوف من ‘فقدان الأب’ الامريكي هو الذي أصاب نتنياهو بالذعر.
    ومن حسن الحظ ان الفلسطينيين ايضا يشعرون بالوحدة في السنة الاخيرة. فمصر الراعية التقليدية غير متفرغة لتشغل نفسها بالسياسة الخارجية، وقد دُس الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في أسفل الدرج. وإن دولا عربية اخرى تقلقها الازمة السورية والتوتر والعصيان اللذين ينشبان في شوارعها، أو تهديدات اقتصادية، وهي ترى ان فلسطين هي مشكلة الفلسطينيين. فاذا اضطر هؤلاء الى ان يجندوا مرة اخرى تأييدا عالميا استعدادا لجلسة الامم المتحدة القادمة فسيضطرون الى ان يعرضوا اطارا سياسيا ومناطقيا متفقا عليه يمكن ان يُعرف بأنه دولة. وسيظلون من غيره كيانا يتيما يستحق الرحمة والمساعدة الانسانية فقط.
    وحينما تكون هذه مكانة اسرائيل وفلسطين فان تحريك المسيرة السياسية ليس فرصة بل ضرورة. وهو حبل انقاذ مهما يكن مقطوعا ودقيقا يمكنه ان يُخلص الطرفين من خطر تحولهما الى قمرين صناعيين متروكين في الفضاء الخارجي. وقد أحدث الخوف من ذلك تحولا ضئيلا، وقد يكون الاحتمال الوحيد الباقي لليتيمتين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    الى الامام ايها الشعب

    بقلم: باروخ لشيم،عن يديعوت
    بدا استطلاع للرأي العام أجراه البروفيسور كميل فوكس في نهاية الاسبوع الماضي مثل لغز. على أثر استقرار رأي نتنياهو على بدء تفاوض سياسي، قال 45 في المئة من المستطلعة آراؤهم انهم راضون عن أدائه بصفته رئيسا للوزراء، في مقابل 39 في المئة قبل شهرين. وفي مقابل ذلك حينما سُئل المستطلعة آراؤهم هل يلتزم نتنياهو بحل الدولتين، أجاب 59 في المئة بـ ‘لا’ مقابل 34 في المئة صدقوه. أي ان الشعب يريد مسيرة سياسية ويريد ان يقودها نتنياهو، لكن لا يصدق أكثر الجمهور ان نتنياهو يريد تسوية مع الفلسطينيين.
    ما هي أهمية استطلاعات الرأي في هذه الايام؟ إن الفكرة الأساسية هي أن الجمهور يعبر عن موقفه في يوم الانتخابات. والمشكلة هي ان المسألة السياسية لفظت أنفاسها تماما في انتخابات 2013. فمن كان يأتي الى اسرائيل في تلك الفترة كان يمكن أن يظن انه هبط في سويسرا. وقد سأل الساسة ‘أين المال’، وكم ستكون كلفة الشقة وثمن جبن الكوتج، لا كيف نبدأ تفاوضا مع الشعب الفلسطيني الذي يسكن بين ظهرانينا.
    ما الذي يريده الناخبون اذا في الحقيقة؟ قد يكون التفسير البسيط ان أذهان المواطنين غسلتها برامج الرياليتي في التلفاز، وهم يخلطون بين الواقع والخيال. فالشعب يريد عالما جميلا أقل حزنا مما هو اليوم، فاذا وجد شقيق أكبر يقول إن كل شيء سيكون على ما يرام، رغم ان الجمهور يعلم في أعماق قلبه انه لا يمكن ان يكون على ما يرام، فانه مستعد لشراء هذا الوهم فترة ما.
    إن الشعب على حق في الطريقة الديمقراطية حتى عندما لا يكون على حق. الى الأمام أيها الشعب. قال الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة ابراهام لنكولن: ‘إن مشاعر الجمهور هي كل شيء. فالذي يحظى بمشاعر الجمهور يبلغ أبعد ممن يُسمع تصريحات فقط’. وحكمة القادة هي في ان يلاحظوا الاتجاه الذي تهب اليه ريح الشعب حتى لو كان الحديث احيانا عن نسيم خفيف. وقد يكون هذا هو ثمن نتنياهو الأكبر الذي مكّنه من أن يُنتخب مرة ثالثة، أعني القدرة على التعرف على الرأي العام في كل لحظة، ويفضل أن يكون ذلك قبل الانتخابات.
    هكذا فعل في انتخابات 1996، فقد كان نتنياهو الظهير الأيمن لكتلة الليكود وسخر من اسحق رابين قبل انتخابات 1992 لأنه يتحدث عن ‘كيان فلسطيني قد يتحول الى دولة’. وعندما لاحظ في 1996 ان أكثر الجمهور كان يؤيد مسيرة سياسية، أعلن في مؤتمر صحافي انه يلتزم بقرارات الحكومة بحسب اتفاق اوسلو وأقر شعار: ‘مع نتنياهو نصنع سلاما آمنا’. وتغير الشعار بعد ذلك الى: سلام للوعود، نصنع نتنياهو آمنا.
    ما الذي يمنع نتنياهو من تكرار الحيلة نفسها؟ إن البحر هو نفس البحر والفلسطينيين هم نفس الفلسطينيين. واذا كنا قد اعتمدنا على لنكولن فيمكن ان نستعمل قولا آخر له وهو: ‘تستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس طول الوقت، لكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت’.
    وهناك تعليل آخر وهو ان نتنياهو أوضح دائما انه لا يستطيع ان يقف وراء قراراته بسبب عوامل قسرية ائتلافية. ويمكن ان تصبح فكرة اجراء استفتاء للشعب في تسوية سياسية وتبدو حيلة لامعة للتسويف، وسيلة للوفاء بالوعود. فليست اسرائيل بيتنا والبيت اليهودي هما اللذان سيُفشلانه هذه المرة بل الشعب، وهذا ايضا غير مضمون لأن 55 في المئة من الجمهور يقولون انهم سيصوتون مؤيدين كل تسوية يأتي بها رئيس الوزراء.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    نتنياهو في الطريق الى اوسلو

    بقلم: نداف هعتسني ،عن معاريف
    القرار بتحرير 104 قتلة فلسطينيين مدانين يتعارض وكل مبدأ آمن به رجال الليكود على أجيالهم في أي وقت من الاوقات. ومع ذلك، فقد اقر هذا الاسبوع في حكومة نتنياهو الليكود. والى جانب ذلك تبدأ في واشنطن جولة اخرى من المحادثات مع الفلسطينيين، على النمط الكلاسيكي لحكومات اوسلو، وعلى رأس الكتيبة تسير تسيبي لفني من قيادات اليسار الاسرائيلي الجديد. والى كل هذا يضاف الخطاب الذي يشرح فيه رئيس الوزراء ومقربوه طريقهم الحالي. رؤية الدولتين، التهديدات بالدولة ثنائية القومية. لقد سبق أن كنا في فيلم الرعب هذا مرات عديدة في الجيل الاخير، ولكن الانتاج والاخراج تم في الطرف اليساري من الخريطة السياسية.
    وهكذا، بخطوات واسعة، أدرك بنيامين نتنياهو، بلاطه وكُتّاب بلاطه الفجوة مع مواقف يوسي بيلين وشمعون بيرس. وبينما يدفع باقي الوزراء والنواب من الليكود ضريبة لفظية لطريقهم التاريخي، الا انهم عمليا يجسدون الرؤية الوحشية لمعسكر اوسلو التاريخي.
    لنبدأ بتحرير القتلة. كل محاولة للكتابة الموضوعية والشرح كم عليلة هذه الخطوة عديمة المعنى. فنتنياهو وجماعته يضعون رؤوسهم على اكتافنا ويبكون معنا. فهم يشرحون الان الا مفر، يجب ان ندفع بعملية تتصبب دما على استئناف المسيرة السياسية. وماذا عن الحجج المضادة التي طرحتموها كل السنين؟ الخطر الامني، تصفية حكم القانون، الانهيار الاخلاقي. لماذا نصدقكم اليوم، عندما تلغون بهرائكم الحالي كل ما قلتموه لنا في الماضي.
    الاكثر اقلاقا من كل شيء هو فقدان السيادة. الولايات المتحدة ترفض التوقف عن التنكيل بيونتان بولارد بعد كل هذه السنين الطويلة، مع أنه لم يلحق اي ضرر بالولايات المتحدة. أما نحن فقد تخلينا عن كل معنى للقانون، العقاب، السيادة والحكم المستقل. مرة اخرى يتبين أنه عندما تضغط واشنطن، لا يبقى اي معنى للجهاز القضائي والقاعدة الطبيعية لمجتمعنا. وماذا نتلقى نحن مقابل خطوة على هذا القدر من المصيبة؟ هل أبو مازن تنازل عن ذرة من مطالبه، هل تلفزيونه أوقف التحريض ضدنا، هل جهاز تعليمه كف عن التعليم بقتلنا والحلول محلنا؟ وماذا بالنسبة للمفاوضات. لماذا يجب استئناف ما يسمى ‘المسيرة السياسية’، لان كيري واشتون يضغطان؟ فواضح ان فقط جدعون ليفي، احمد طيبي والمعسكر اليساري لميرتس يوافقون على مطالب الحد الادنى الفلسطيني. ولا ريب أن سلطات رام الله هي عدو يتآمر علينا ويخرق كل اتفاق وتفاهم معنا. إذن ما هو المعنى من التنازل والتظاهر بالحديث؟
    وفضلا عن التحرير المنكر والمحادثات في واشنطن لا ريب أن نتنياهو قدم للامريكيين تعهدات سرية. بالضبط، مثلما يجمد البناء في القدس في السنوات الاخيرة، من دون قرار رسمي. فلمدعي البراءة من حكومته تعهد بانه لم يتعهد بشيء، ولكن مشكوك أن يكون هناك احد يصدقه. وعليه، فهناك طريق واحد فقط لانقاذ أنفسنا من كابوس يوسي بيلين باخراج بنيامين نتنياهو. يجب وضع رئيس الوزراء أمام انذار يتعلق ببؤرة التعهدات السرية التي قطعها للامريكيين. اذا بنى عشرات الاف وحدات السكن في القدس وفي يهودا والسامرة، فلا خطر في ثرثرات ليفني ومولخو في واشنطن. اما اذا لم يبنِ، كما هو متوقع، فعلى رجال البيت اليهودي أن يحزموا امتعتهم في الطريق الى المعارضة. الا اذا بقي عدة نواب آخرين من الليكود يقفون خلف الايديولوجيا التي باعوها لنا ويعرضون على بنيامين بيلين انذارا ناجعا خاصا بهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    يا بيبي كن بيغن

    بقلم: أبراهام تيروش،عن معاريف
    ثلاث ملاحظات مع بدء المفاوضات مع الفلسطينيين:
    1 ـ بعد كل شيء، لا يعرف احد بعد كيف حقا يفكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والى أين يريد أن يصل. مشكوك أن يكون هو نفسه يعرف. فهل غير اراءه؟ هل هو مستعد الان لتطبيق حل الدولتين للشعبين، الذي تفوه به من قبل رغم أنفه تقريبا، ومستعد لهذا الغرض أن يتنازل عن معظم اراضي يهودا والسامرة، يخلي مستوطنات ويساوم في القدس أيضا؟ أم ربما التوجه الى المحادثات مع الفلسطينيين وتحرير السجناء ليسا سوى خطوة تكتيكية ترمي الى انقاذ اسرائيل من الجمود السياسي الذي يضر بها ويشكل تهديدا استراتيجيا عليها وعلى شرعيتها، ويؤدي بالفلسطينيين الى أن يعرضوا بالتأكيد كرافضين مذنبين في عرقلة كل امكانية للتسوية.
    ليس عندي جواب على هذا السؤال. استطلاع ‘هآرتس ـ ديالوغ’، الذي نشر يوم الجمعة الماضي، وإن كان قضى بان 59 في المئة من الجمهور لا يؤمنون بان نتنياهو ملتزم بحل الدولتين للشعبين، و34 في المئة فقط يؤمنون بذلك، الا أن الرب تعالى اسمه فقط يعرف ما في القلوب، وليس المستطلعون. ولم يتبقَ إذن لمن يتمنى اتفاق سلام مع الفلسطينيين غير صلاة ـ طلب واحد: ان يحصل لنتنياهو ما حصل لمناحيم بيغن حيال المصريين. فهو، الذي كان زعيم حازما وايديولوجيا أعظم من نتنياهو، وصل في حينه الى المفاوضات مع لاءات قاطعة مختلفة ومع موقف متماسك كان منصوصا عليه في برنامج الليكود ويقضي بأن قسما مهما من سيناء سيبقى في يد اسرائيل، حيث وعد بان يسكن هناك بعد اعتزاله. وقد عاد، بعد كثير من المعاناة والترددات، مع اتفاق سلام تضمن تنازلا عن كل شبه الجزيرة.
    صحيح، يهودا والسامرة ليستا سيناء، بل بيغن فكر (واخطأ) في أنه بالتنازل عن كل سيناء ينقذ يهودا والسامرة، ولكن وضع الدولة الخطر لاسرائيل اليوم، في ظل عدم وجود اتفاق مع الفلسطينيين، وما تنتظره اذا ما استمر هذا، لا يشبه وضعها حيال مصر والعالم في 1979. إذن كن بيغن يا نتنياهو.
    ـ وها هو سؤال آخر.
    اقتباس أ: ‘لاستئناف المفاوضات سيكون أثر تهدئة للمنطقة في يهودا والسامرة’.
    اقتباس ب: ‘نحن نوجد في بداية مفاوضات مع الفلسطينيين، ستستغرق بضعة اشهر. ليس في قلبي شك بانه في هذه الفترة سيتصاعد التوتر والى جانبه محاولات كهذه او كتلك للمس بالمسيرة’.
    الاقتباس الاول هو عن رئيس المخابرات يورام كوهين، والثاني عن وزير الامن الداخلي اسحق اهرنوفيتش. فأي من الاثنين محق؟ ستكون تهدئة أم سيتصاعد التوتر؟
    لهذا السؤال ايضا لا توجد اجابة حقا. فقد سبق ان كتب الكثير عن قدرة التنبؤ والتوقع للخبراء ولرجال الاستخبارات على أنواعهم.
    3 ـ يمكنكم أن تضحكوا حتى الغد على وزيرة العدل ورئيسة الفريق الاسرائيلي المفاوض، تسيبي ليفني يضحك من يكون آخر من يضحك. سخرنا وشككنا كلنا، علنا وفي الخفاء، عندما دخلت في خطوة عاجلة الى حكومة نتنياهو كي تحث المفاوضات مع الفلسطينيين وعينت رئيسة للفريق الاسرائيلي المفاوض هذا. استخففنا، ليس فقط رجال اليمين، حين عادت ووعدت بان هذه المفاوضات يمكن أن تعقد هنا والان. والاستطلاعات هي الاخرى لم تضئ لها الوجه، وذات استطلاع ‘هآرتس ديالوغ’ قطع عدد المقاعد للحركة من ستة الى ثلاثة فقط. اما اليوم فالواقع هو انها تجلس في نيويورك امام صائب عريقات ورجاله، ونحن هنا، في حرارة تموز/يوليو آب/اغسطس لا نعرف اذا كان ينبغي لنا ان نضحك أم نبكي.
    إذن صحيح، يوجد هناك الى جانبها ‘مشرف’ ينوب عن رئيس الوزراء، المحامي اسحق مولخو، وهذه لا تزال مفاوضات على المفاوضات، والازمات والتفجيرات لا بد ستأتي، والنهاية الطيبة بعيدة عن أن تكون واعدة، ويحتمل على الاطلاق ان ينتهي كل شيء بلا شيء وربما حتى بأسوأ من هذا. ولكن في هذه المرحلة على الاقل، ليفني، هناك على ضفاف الهدسون، يمكنها أن تضحك على كل من ضحك عليها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    لماذا نعطي الفلسطينيين بادرات طيبة مقابل استعدادهم للعودة الى المفاوضات؟

    بقلم: د. اودي لابل،عن معاريف
    صناعة البادرات الطيبة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين هي ذروة المفارقة التي تميز منذ سنين المعسكر الليبرالي الاسرائيلي: طلب عاجل للفهم، العطف، التسامح والتنازل تجاه الفلسطينيين وفي نفس الوقت التعالي، الوقاحة واعتبار الجيران عصبة متخلفة عاطفية منفلتة وغير عقلانية.
    الامر يدل على فهم الفلسطينيين بانهم ‘مخلوق نبيل’ يجب التسليم بطبيعته، وواجب ارضاؤه، ترويضه، اقناعه كي يتفضل بالجلوس والحديث، الاستماع والتباحث. وهذا رفض للرواية التي ترى في الفلسطينيين اناسا عقلانيين، من لا يمكننا أن نتوصل معهم الى الصفقة الجيدة لمصالح الطرفين وتثبيت الرواية التي تعتبرهم هستيريين معربدين، باحثين عن الكبرياء، لا يمكن للمرء أن يعرف في كل لحظة اذا كانوا سينهضون ويقلبون الطاولة، ويتركون الغرفة، ويعملون فجأة بعنف وعليه ينبغي كل الوقت اسداء الهدايا لهم فقط مقابل بلاغ عن وصولهم الى لقاء مستقبلي ما.
    كل مربية أطفال في العالم (ربما باستثناء الفلسطينية) كانت ستشعر بالصدمة، وستبلغ بالبث الحي والمباشر الاهل، عفوا، حكومة اسرائيل، بانها لا يمكنها العمل بهذه الطريقة. فالاهل الذين يدفعون (بمالهم، بملكهم، بوقتهم) للطفل فقط من أجل الا يصنع الفضائح، ويوافق على ارتداء ملابسه والا يضرب اخته الصغيرة، ويوافق على الاقل على الذهاب الى الطبيب، الى الجدة، الى الروضة يمنح ‘حق الابتزاز′ الثابت وتتقرر مواقف غير مقبولة (وغير نزيهة) من اليقظة الدائمة استعدادا لـ’النوبة’ القادمة وفقط من أجل منعها يكون مطلوبا دفع ثمن باهظ. من المثير للاهتمام أن نعرف اذا كان المؤيدون لهذه البادرات الطيبة يبدون مثل هذا الوهن في بيوتهم، أم انهم هناك بالذات قادرون على أن يرسلوا الطفل الى الغرفة بعد أن قرأوا احد الكتب الاخيرة عن ‘تعظيم صلاحيات الاهل’.
    عشرات البادرات الطيبة التي نفذتها اسرائيل تجاه الشريك الفلسطيني منذ التوقيع على اتفاقات اوسلو (لم تتلق جميعها النشر العلني) صممت منظومة العلاقات الهزيلة بين دولة سيادية وكيان، في كل وقت يكون فقط الخيار الافتراضي في أن قادته ‘سيحطمون الاواني’ هو السبب في الابتزاز الدائم. فلمن توجد مصلحة في انهاء المفاوضات اذا كان يمكن الحصول على هذا القدر الكثير فقط مقابل النظر في الاستعداد لبدئها؟ ناهيك عن الثمن الدموي لسهتيريا البادرات الطيبة لاسرائيل. فهل من أجل الاستعداد للوصول الى البحث في النيابة العامة كانت الشرطة توصي حكومة اسرائيل بتقديم بادرات طيبة تجاه منظمة جريمة؟ هل من اجل الموافقة على الوصول الى اللقاء مع ضابط سلوك كانت وزارة الرفاه توصي بتقديم بادرة طيبة لزوج يضرب زوجته؟ أي رسالة بالضبط تنقل الى مواطني اسرائيل. لماذا يكون الاحتقار للقانون الاسرائيلي، عند الحديث عن العلاقات مع الفلسطينيين لا يتسرب الى الداخل؟
    اسرائيل قابلة للابتزاز الدائم من جانب ‘الحاصلين على البادرات الطويبة’. ‘البادرات الطيبة’ التي توضح بانه من ناحية الدولة فان الامور العادية كالوصول الى المفاوضات، وقف البناء غير القانوني، الخدمة في الجيش، لا تنطبق على كل جماعة وهناك فقط من اجل الاستعداد للحديث يجب ان يدفع له الكثير. هذه مجرد البداية، فالفلسطينيون سيحصلون في المستقبل على البادرات الطيبة، ليس فقط من اجل الوصول الى المفاوضات بل وايضا من أجل الا يتركوا طاولة المباحثات. من استسلم للحالة النفسية السياسية هذه وكأنه يوضح بان من ناحيتنا نحن نتعامل مع فئة سكانية خاصة، منفلتة العقال، عدوانية، عاطفية المنطق الغربي لا ينطبق عليها. وهكذا فانهم يكونون حصلوا من اسرائيل على كل الاسباب التي تجعلهم يفاوضون فقط من أجل الموافقة على وجود المفاوضات. هذا ابتزاز هو نتيجة التعالي، نتيجة من يرى في ‘الاخر’ من ينبغي ارضاؤه كي يتنازل.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 379
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-30, 11:01 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 378
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-30, 11:00 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 377
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-30, 10:59 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 307
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-08, 10:07 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 267
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-17, 02:05 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •