النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 408

العرض المتطور

  1. #1

    Wink اقلام واراء اسرائيلي 408

    اقلام واراء اسرائيلي 408
    5/8/2013

    في هــــــذا الملف

    سبع ملاحظات هامشية عن السلام بلا هوامش
    بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

    الامريكان يستحقون صفرا في فهمهم للعرب
    بقلم: اسرة التحرير،عن يديعوت

    في اسرائيل يستعدون لحرب لبنان الثالثة
    رغم المشاكل التي يعيشها حزب الله في لبنان وسورية الا انه يشكل التهديد الاكبر لاسرائيل بفضل تعاظم قواه
    بقلم:أحيكام موشيه دافيد،عن معاريف

    ايران: الايهام بعهد جديد
    بقلم:افرايم كام،عن اسرائيل اليوم

    القيم والتراث وراء التفاوض
    بقلم:حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم

    لم تكن لدينا ديمقراطية قط
    بقلم:تسيفي ساعر،عن هآرتس

    خداع الجيش الاسرائيلي لوزارة المالية والوزراء بعرض ميزانية غير صحيحة
    بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس


    سبع ملاحظات هامشية عن السلام بلا هوامش

    بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

    1. تسيبي ليفني: كفت منذ الان عن احصاء اعدائها الذين يتمنون فشلها الشخصي والسياسي. فقد وضعت كل أوراقها على جوكر واحد ووحيد، اذا نجحت، والاحتمالات ليست كبيرة، فسيحاولون سرقة الحظوة منها وسيفعلون كل شيء كي يمنعوا نجاحها في الانتخابات التالية. تلميذة ممتازة، درست المادة، عنيدة كبيرة. حسب التعليم من البيت هي قريبة، والعياذ بالله، من زئيف الكين واوفير اكونيس. وحسب ارائها، من أعلى كرسيها كوزيرة العدل او الخارجية، باتت في محيط زهافا غلئون. تخميننا: لن يسمحوا لها بالنجاح.
    2. كل شيء في الخارج: ليفني أعلنت اول أمس ان المحادثات مع الفلسطينيين ستتواصل في 14 من هذا الشهر. معنى الامر أنه في 14 آب/اغسطس مساء او في 15 اغسطس في اقصى الاحوال، كل شيء سينشر. فهي ستبلغ بيبي؟ وبيبي سيروي ليعقوب عميدرور؟ يوفال شتاينتس سيقولون لنتنياهو بانه يقزم مكانته؟ يئير لبيد سيقول له: لي، لشريكك الاكبر، لا تروي؟ افيغدور ليبرمان سيقول شيئا مثل ‘انظر لي في العينين’؟
    يوحاي شكيد، نشر مؤخرا مقالا مشوقا عن مفاجأة حرب يوم الغفران من الطرف المصري. وعلى حد قوله، حتى اللحظة الاخيرة تقريبا لم يعرف عن الموعد الدقيق للحرب سوى أربعة اشخاص. افلا ينبغي ربما ان نتعلم شيئا منهم؟ التجربة تفيد بان السرية كانت اسم اللعبة في الاتفاق مع مصر، في الاتفاق مع الاردن، وفي اتفاق اوسلو. لا يمكن ادارة مفاوضات عبر وسائل الاعلام.
    3. الامريكي (1): الخطوات الاولى لاتفاقات السلام مع مصر والاردن واتفاق المبادئ مع م.ت.ف تمت بدون وساطة الامريكيين. وقد غضبوا جدا. هذه المرة هم يوجدون في ‘غرفة المفاوضات’. والمعنى هو أنهم ‘يأخذون مسؤولية’، يشاركون، ولن يحبوا الفشل. الوضع الحالي مسجل على اسمهم في الطابو. المعنى الاخر هو أنهم سيضغطون على الطرفين وسيعملون الكثير من خلف الكواليس. كيف؟ يمكن أن نسأل كيف ترفض 21 دولة فجأة الان السماح بالمرور في اراضيها للسيد سناودن الذي يعتبر خائنا في نظر الحكم في واشنطن؟ حسب ما يبدو اليوم، فانه حتى شهادة وفاته ستوقع في موسكو.
    4. الامريكي (2): نحن لا نحب الضحك على الامريكيين والهزء منهم، وزير الخارجية، جون كيري، لا يستثنى من ذلك. فهو طويل، ساذج، وتخميننا: المستوطنون في يهودا والسامرة سيشتاقون لاسلافه.
    5. اينديك: العديد من الاسرائيليين يميلون لان يروا في المبعوث وفي الممثل الامريكي مارتين اينديك، واحدا منا: فهو يهودي، محب لاسرائيل ويحرص جدا عليها، سفير في اسرائيل لمرتين. ماذا تريدون منه؟ خطأ كبير: اينديك هو أولا وقبل كل شيء ممثل امريكا ويمثل مصالح امريكا.
    6. نتنياهو: كل شيء منوط به وبقراراته. الكثيرون في القدس وفي واشنطن يتساءلون عن نواياه، وكل واحد يتبنى من اراء نتنياهو الحل المرغوب له. صحيح حتى اليوم انه سيسير نحو شيء ما مؤقت، انتقالي، غير نهائي. ولكن حتى هذا الشيء المؤقت، الانتقالي، غير النهائي، يمكن أن يكون جد أليم لمحبي بلاد اسرائيل الكاملة. يعطي الانطباع بانه اذا نجحت الخطوة الامريكية، فسيتعين على دولة اسرائيل أن تتنازل عن الكثير، حتى ان كان هذا في نظر الكثيرين الحد الادنى اللازم.
    7. الخلاصة: الجميع يستخدمون في خطاباتهم كلمة أمل: الامريكيون، الاسرائيليون والفلسطينيون يأملون. الامريكيون هم من فرض على الاسرائيليين والفلسطينيين العودة الى المفاوضات، والطرفان لا يريدان ان يتهما كمن تنازلا عن الفرصة للحل. قسم كبير من وقت الامريكيين سيكرسوه لبناء الثقة بين المتطرفين، بما في ذلك الثقة المتجددة بين واشنطن، رام الله والقدس. في هذه الاثناء نأمل خيرا ونصلي. فالصلاة لا تضر ابدا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    الامريكان يستحقون صفرا في فهمهم للعرب

    بقلم: اسرة التحرير،عن يديعوت

    كان لوزير الخارجية الامريكي جون كيري زلة لسان بائسة: فقد اختار المكان الاسوأ، وهو باكستان، وزمانا لا يقل سوءا، قبل ان يترك الامريكيون باكستان لمصير عنيف، كي يعلن أنه لم يحدث في مصر انقلاب عسكري، أحقا؟ ليس عجبا أن كيري يُغمض عينيه بقوة ويزور الحقائق لأنه اذا زعم خلاف ذلك فلن يُجيز مجلس النواب المساعدة السنوية وهي 1.5 مليار دولار، التي تحتاجها مصر حاجتها لتنفس الهواء.
    على حسب أفضل ما عند كيري من حكم (وهذا هو التعبير الذي اختاره)، رد الجيش المصري فقط على مطالب المتظاهرين وجند نفسه لاعادة الديمقراطية. لا جدل في أن الاخوان المسلمين، وفي مقدمتهم مرسي، فشلوا فشلا كبيرا، لكن متى كانت في مصر ديمقراطية يا سيد كيري؟ إن مرسي الذي عزله الجيش، كان يجلس في القصر بانتخابات ديمقراطية، فاذا كانت الادارة في واشنطن تشتاق الى ديمقراطية مبارك فلماذا حثثتم على عزله؟
    من المثير أن يتبين لنا ان جاذبي الخيوط ما عادوا يضغطون باسم الديمقراطية للافراج عن مرسي. وسيكون مصيره مشابها لمصير مبارك، فقد أصبح المدعي العام يُعد لوائح اتهام، وسيحاكم على استغلال مكانته استغلالا سيئا، وعلى الاضرار بمصالح مصر القومية، وعلى أشد من ذلك وهو التآمر مع جهات معادية (حماس) والمساعدة على الاضرار بالأمن. ولا يمكن الاستمرار في احتجاز مرسي في الموقع السري من دون محاكمته.
    إن الشيء الواضح هو ان الامريكيين الذين طوروا النظرية الهاذية وهي ان الاخوان في مصر سيغيرون اتجاههم ويجعلون الحركات الاسلامية معتدلة، برهنوا مرة اخرى على أنهم يستحقون صفرا كبيرا مربعا في فهم العالم العربي.
    يُريحنا نحن بالطبع نظام علماني سليم في مصر. إن القاضي عدلي منصور الرئيس المؤقت، ورئيس الوزراء الببلاوي ووزير الخارجية الجديد فهمي يوحون بنوايا تصريف سياسة طبيعية، بشرط أن يدعوهم يعملون. لكن الجنرال السيسي يجذب جميع الخيوط من وراء الستار، فهو يُصرف في الوقت نفسه الجيش وامبراطوريته الاقتصادية الضخمة والحياة اليومية لتسعين مليون مواطن مصري.
    ومن وراء الستار نفسه يتحول ذلك الانقلاب في مصر قبل كل شيء الى انتصار للأسرة المالكة السعودية. فاذا كان مرسي والاخوان قد لعبا بورقة ايران وحماس، فان السعودية تُجند نفسها لتقوية المعسكر المعتدل. وقد التزمت الأسرة المالكة بهبة بمليارات لاعادة بناء الاقتصاد، لا الديمقراطية، المصري.
    من الصدف ان الملك عبدالله الاردني، وهو عضو نشيط في المعسكر المعتدل في العالم العربي، كان أول من أسرع الى القاهرة، وليس من الصدف أن أبو مازن هبط عند رؤساء الحكم الجديد بعده فورا، فهما يعرفان كيف يقرآن الخريطة. وفي برنامج العمل الآن تفاوض اسرائيلي فلسطيني، وللملك وللرئيس أجندة واضحة تُبين من هم اللاعبون الذين يجب تقويتهم ومن هم الأشرار الذين يجب ركلهم.
    وفي نهاية الاسبوع الماضي، وليس ذلك صدفة حضر حاكم إمارة قطر الجديد، وهي المؤيدة التقليدية لحماس، الى بلاط الملك السعودي. وقد جاء ليوحي ايضا بأن قطر بدأت تُقوّم المعوج.
    إن علاقاتنا بمصر الجديدة لا يتوقع على العموم أن تتغير، فالتعاون الاستراتيجي بين الاجهزة سيبقى وثيقا، وذلك في الأساس حينما يعلن الفريق أول السيسي حربا في سيناء ويستعد لاغلاق أنفاق تهريب السلاح في غزة. وتنجم هنا وهناك أساطير بطولة عن اعتقال جواسيس وعملاء للموساد في مصر، لكن الشارع المصري لم يعد يشتري بضاعة مستعملة.
    إنهم مشغولون الآن بقرار تحرير آن بترسون، السفيرة الامريكية في القاهرة. ولا يوجد خطأ تجاوزته في ادارة السياسة الامريكية في مصر، فهي التي أوصت بالاشخاص غير الصحيحين وأصرت على اجراء حوار موهم مع قادة الحركة الاسلامية. وتقول الأنباء المسربة إن الامريكيين ما زالوا لم يستخلصوا الاستنتاجات وستحظى بترسون خاصة برفع مكانتها. وفي مقابل هذا يوصي الخبراء في القاهرة كل من يحاول أن يفهم مصر الجديدة أن يحصر عنايته في شخصية الجنرال السيسي التي يتم تحديثها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    في اسرائيل يستعدون لحرب لبنان الثالثة
    رغم المشاكل التي يعيشها حزب الله في لبنان وسورية الا انه يشكل التهديد الاكبر لاسرائيل بفضل تعاظم قواه

    بقلم:أحيكام موشيه دافيد،عن معاريف

    بعد سبع سنوات من حرب لبنان الثانية، في اسرائيل راضون من الهدوء على الحدود ومن ازدهار البلدات في المنطقة، ولكنهم يستعدون ايضا للشرارة التي ستشعل المنطقة في مواجهة اخرى. نصرالله، الذي يعلق رجاله في الوحل السوري، لا يزال يختبئ في خندقه، ولكن واضح أنه في لحظة قد تكون فوهات اسلحته موجهة الى اسرائيل لتطلق الصواريخ التي توجد لدى حزب الله بوفرة.
    في رسالة الكترونية بعث بها مؤخرا قائد كتيبة احتياط الى كتيبته التي وصلت الى التدريب المضني يقول فيها: ‘سنتدرب على الوصف اللبناني، ولا احتاج لان اذكركم كم يمكن أن يكون مهما هذا التدريب قبيل الصيف لنستخدم ما تعلمناه’. والمعنى واضح: صحيح أنه يوجد هدوء الان، ولكن واضح للطرفين ان حرب لبنان الثالثة تقترب.
    في الذكرى السابعة للحرب، يوم الاربعاء الماضي في هار أدير نظر الاهالي الثكلى الى القرى والبلدات خلف الحدود، ولم يجدوا صعوبة في ملاحظة بعض المنازل التي سقط فيها اعزاؤهم. وفي عين اكثر تجربة كان يمكن ايضا ملاحظة ما حصل من تغيير في المشهد. في الطرف الاسرائيلي كل شيء اخضر كالمعتاد، وفي الطرف اللبناني اللون مختلف. بعد الحرب نفذ الجيش الاسرائيلي في الجانب اللبناني كشفا للارض واقتلعت محميات طبيعية عديدة استخدمها مقاتلو حزب الله. والان يمكن رؤية المزيد من الخضرة في الطرف اللبناني ايضا، حيث يغرس حزب الله الاشجار التي ستصبح مكان اختفاء مع حلول الوقت.
    الحرب القادمة ستبدو مختلفة تماما، في الطرفين. في الجيش الاسرائيلي يقدرون انها ستكون وحشية وفتاكة، ولا سيما في الطرف اللبناني. كمية اهداف الجيش الاسرائيلي في لبنان ارتفع بمئات في المئة، ولكن حزب الله ايضا تعاظم، وفي ضوء الازمات في دول المنطقة اصبحت المنظمة العدو الاكبر لاسرائيل في الشرق الاوسط، ذراع من تهدد بابادتها ـ ايران.
    واضح ان عدد الصواريخ التي ستطلق من لبنان ستصل الى الالاف. منظومات ‘القبة الحديدية’، وان كانت ستعترض بعضها الا انها لا يمكنها ان تحمي اسرائيل على مدى الزمن. يدور الحديث عن كمية لم يسبق للجبهة الداخلية ان واجهتها من قبل، وستهدد الصواريخ مركز البلاد ايضا. وهذا هو السبب في أنه فضلا عن الضغط السياسي الذي يمارس على اسرائيل، فان الخطط الاحتياط لدى الجيش الاسرائيلي فتاكة على نحو خاص، وستؤلم حزب الله ولبنان اكثر مما في حرب لبنان الثانية. في الجيش الاسرائيلي يقدرون ان الحرب ستكون قصيرة ومكثفة اكثر بكثير، وستتضمن ضربات فتاكة من الجو ومناورة برية حادة، سريعة ووحشية على نحو خاص. في الحرب القادمة، يقولون في الجيش الاسرائيلي، لن يكون شيء محصنا من الاصابة. قبل نحو سنة اطلق تحذير الى سكان جنوب لبنان حول ما ينتظرهم اذا ما واصل حزب الله استخدامهم لاستفزاز اسرائيل.

    الهدف: ‘سلاح يوم الدين’

    حزب الله معني في هذه اللحظة في الحفاظ على الاستقرار ولهذا فانه لن يسارع الى العمل ضد اسرائيل. وهو سيواصل اطلاق الطائرات غير المأهولة، مثلما فعل في السنة الماضية، ويحاول انتاج عمليات في الخارج، مثلما فعل في بورغاس قبل سنة، وجمع معلومات استخبارية لعمليات داخل اسرائيل ايضا. والمنظمة ملزمة بان تحافظ على مكانتها كمتصدرة للمقاومة، ولهذا فانها ستواصل انتاج الارهاب ضد اسرائيل، من دون أن تأخذ مسؤولية مباشرة عن ذلك.
    القوة التي لدى المنظمة هائلة، الاف الصواريخ ضد الدبابات، الراجمات، المدافع وعشرات الاف الصواريخ الى مسافات مختلفة. ولكن الهدف الاساس يبقى الحصول على ‘سلاح يوم الدين’: ذخيرة محطمة للتعادل، استراتيجية، في شكل صواريخ شاطئ بحر من طراز ‘ياخونت’ صواريخ الدفاع الجوي المتطورة والصواريخ للمدى الابعد وبالطبع السلاح الكيميائي. كل هذه موجودة في سورية، وحزب الله يواصل محاولة نقلها الى تصرفه. واعلنت اسرائيل بانها لن تسمح بذلك، وحسب منشورات اجنبية نفذت عدة هجمات في الاراضي السورية ضد السلاح المخصص لحزب الله.
    في الجيش الاسرائيلي يسمون الحرب الجارية تحت السطح بانها ‘المعركة بين الحربين’. في اسرائيل يحرصون على تنفيذ السيادة حتى ‘الخط الازرق’ وتنفيذ أعمال تبعد حزب الله عن الحدود الى داخل لبنان. ويعمل الجيش الاسرائيلي في الجيوب على الحدود بكثافة ويستخدم الاستخبارات المتطورة لتنظيم الاعمال في الميدان.

    السنة ضد الشيعة

    الى كل هذا تدخل الحرب في سورية، حزب الله وايران لا يعتزمان السماح للاسد بالسقوط، ولهذا الغرض ارسل مقاتلو المنظمة لمساعدة الاسد، الامر الذي أضعف قواتها، لان الكثير من رجالها قتلوا في سورية. وتوجد المنظمة الشيعية اليوم في الدرك الاسفل. صورة ‘جيش الدفاع اللبناني’ التي حرص نصرالله على تطويرها، تفجرت. فصور الاف المقاتلين العاملين في سورية صنفتهم كمرتزقة يعملون في خدمة السوريين والايرانيين. محافل سنية في لبنان تضرب منذ الان الاماكن الحساسة للمنظمة. قواعدها وقراها اصبحت اهدافا للثوار. مواجهات في لبنان بين الشيعة مؤيدي الاسد والسنة معارضيه، اصبحت امرا عاديا في طرابلس، في بعلبك وفي صيدا، وحتى في الضاحية في بيروت، معقل حزب الله، حيث سقطت الصواريخ ووقعت العمليات. واذا كان كل هذا غير كاف، فان 28 دولة في الاتحاد الاوروبي اعلنت عن الذراع العسكرية لحزب الله كمنظمة ارهابية ودول مجلس الخليج الست نشرت بيانا يقول انه من ناحيتها لا فرق بين القيادة السياسية والعسكرية، وان ‘حزب الله هو منظمة ارهابية’ وفرضت عليه عقوبات اقتصادية.
    لقد اجاد في وصف الوضع في الشمال قائد المنطقة يئير غولان إذ قال، ان ‘كل شيء مشابه ولكنه مختلف. حزب الله اكثر تسلحا، اكثر تدربا واكثر حذرا. فهو يلقى التحدي الداخلي، يقاتل داخل سورية، يواصل كونه مدماكا مركزيا في محور الشر، ويواصل رؤيته لاسرائيل كشيطان يجب القضاء عليه. سورية التي كانت سنده، مشغولة بدمار ذاتي، فتاك ووحشي استخدمت فيه كل انواع السلاح التي كانت في الماضي موجهة ضدها، والان تستخدم لقتل السوريين. ايران هي الاخرى هنا، حاضرة ومتآمرة اكثر من اي وقت مضى، وتماما على حدودنا. في لبنان تبني قوة بمستوى تدخل غير مسبوق. في سورية توجد في كل شيء توصي، تسلح، توجه وتؤثر’.
    وماذا سيحصل في الحرب التالية؟ الانتقاد الذي تعرض له الجيش الاسرائيلي والقيادة السياسية بعد الحرب السابقة، والذي أدى الى استقالة وزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الاركان دان حلوتس، كان قاسيا جدا. في ضوء الهدوء السائد حتى اليوم، يحتمل أن يكون هذا الانتقاد مبالغا فيه. فمخازن الطوارئ والتدريبات، وان كانت تحسنت منذئذ بلا قياس، الا انه يمكن أن نرى شقوقا في الاستعدادات للمعركة التالية، ولا سيما في استعداد الاحتياط، الذي يعاني من التقليصات في التدريب بسبب اضطرارات الميزانية.
    ورغم ذلك، فقد وعد غولان الاهالي الثكلى بان الدروس قد استخلصت. وقال ان ‘قيادة المنطقة الشمالية قوية، مدربة وخبيرة. وقد تم تكييف التدريبات، وملء المخازن وتحديث الخطط. آمل أن نتمكن من مواصلة مهمة التحسن والتطور، وان نواصل التعاظم والردع ونضمن ان تشكل الدروس التي تحققت بالدم خطا توجيهيا ومقياسا لبناء القوة واستخدامها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    ايران: الايهام بعهد جديد

    بقلم:افرايم كام،عن اسرائيل اليوم

    تولى حسن روحاني اليوم منصبه رئيسا لايران بعد أن أثار انتخابه توقعات في ايران نفسها وفي الغرب. وتنبع الآمال المحلية من قرب روحاني من الحركة الاصلاحية في ايران ومن وعده بأن تكون احدى مهماته الرئيسة إزالة العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي، ومن الانطباع الذي أحدثه وهو أنه يرى مضاءلة تدخل النظام في حياة الفرد. ويوجد في الدول الغربية من يعتقدون ان روحاني سيقود توجها ايرانيا أكثر تنازلا ومرونة في القضية الذرية سيُمكن من حلها.
    لكن توجد علامات سؤال على السياسة التي سينتهجها روحاني، حتى لو كانت نيته خيّرة ايضا. الواضح أن مقرر السياسة ومتخذ القرارات هو الزعيم الروحي علي خامنئي، الذي يلتزم بتوجه متشدد لا هوادة فيه في القضية الذرية والعلاقة بالولايات المتحدة. ويشير روحاني الى علاقاته الطيبة بخامنئي، حينما كان مستشار الامن القومي والمسؤول عن التفاوض في القضية الذرية في العقد الماضي، لكن انتخابه رئيسا فيه احتمال احتكاكات بخامنئي. يصل روحاني الرئاسة بعد ان تم انتخابه بتأييد شعبي جارف، اضافة الى أنه يعتبر مقربا من المعسكر الاصلاحي. وقد يرى خامنئي هذه المعطيات تهديدا، والى ذلك يوجد في النظام الايراني توتر دائم بين الزعيم الديني، الذي يُعين طول حياته في واقع الامر حتى لو كان يمكن عزله، وبين الرئيس المنتخب المسؤول عن اعمال الحكومة، لكن قراراته تتعلق بالزعيم الاعلى. وتنشئ هذه البنية احتمال احتكاكات وخصومات، افضت الى صعوبات ملحوظة في علاقات خامنئي بالرؤساء الثلاثة الذين سبقوا روحاني.
    أية سياسة قد يحاول روحاني قيادتها؟ من المنطق ان نفترض ان يطمح في المجال الداخلي الى توسيع الحرية السياسية والشخصية، والى الافراج عن السجناء الذين اعتقلوا لاسباب سياسية والى مضاءلة الفساد. وقد يلقى هذا التوجه تحفظا من القسم المتطرف في النظام، لكن يجب ان يكون واضحا لخامنئي ايضا أنه يوجد في ايران احتمال غليان وانفجار، ولهذا قد يُمكن روحاني من حرية عمل ما. وسيحاول روحاني في السياسة الخارجية ان يحسن علاقات ايران بدول عربية كمصر والسعودية، لكنه بيّن ان ايران ستستمر في دعم نظام الاسد وحزب الله. وقد يُلين شيئا ما تصريحاته المتعلقة باسرائيل: لكنه ما زال يدعوها ‘العدو الصهيوني’، وتحدث عنها على أنها تشبه ورما تجب إزالته، لكن يجوز ان نفترض ان يكف عن الحديث عن القضاء عليها والاشتغال بانكار المحرقة، وسيكون بذلك مختلفا عن سلفه احمدي نجاد، الذي زعم مؤخرا ان زعزعة اسطورة المحرقة كانت من أهم انجازاته إذ كان رئيسا.
    لكن سيكون امتحان روحاني الرئيس في مجالين تحسين الوضع الاقتصادي والقضية الذرية. ويتصل هذان المجالان بعضهما ببعض لأن مفتاح تحسين الوضع الاقتصادي كامن في إزالة العقوبات. وقد جعل روحاني إزالة العقوبات هدفا رئيسا له بواسطة احراز تسوية في القضية الذرية، لكن الاشارات الايجابية التي يطلقها في هذه المرحلة تتعلق بالأساس بالجو وبالاسلوب لا بالجوهر. فهو يتحدث عن انشاء ثقة بين الأطراف، وعن جُهد لاقناع الحكومات الغربية بأن ايران لا تسعى الى سلاح ذري. واقترحت ايران ايضا بواسطة العراق اجراء تفاوض مع الولايات المتحدة، لكن روحاني لا يتحدث عن تنازلات جوهرية بشأن تخصيب اليورانيوم، ويؤكد حق ايران في الاستمرار في التخصيب.
    إن السؤال المهم كم من حرية العمل سيمنحها خامنئي لروحاني في ادارة الاتصالات بالحكومات الغربية. اكتسب روحاني لقب معتدل في الشأن الذري حينما وافق في 2003 على تعليق تخصيب اليورانيوم زمنا محدودا. لكن الوضع اليوم يختلف، لأن البرنامج الذري تقدم جدا، وقد جمعت ايران مقدارا كبيرا من اليورانيوم المخصب، وقد أظهر خامنئي الى الآن عدم استعداد لتنازلات كبيرة. من الممكن اذا أن يطلب خامنئي بسبب ضغط العقوبات استغلال صورة روحاني المعتدلة ويوافق على تنازلات ما بشأن اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة، أو بشأن الرقابة على المواقع الذرية، مثلا. لكن يُشك كثيرا في ان يوافق على تنازلات تسلب ايران احراز القدرة على انتاج سلاح ذري في مدة قصيرة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    القيم والتراث وراء التفاوض

    بقلم:حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم

    يوجد مكان لقلق حقيقي في ايام التفاوض هذه. ويؤسفني أنني لا أشارك في فرض ان أبو مازن ورفاقه سيقومون بالعمل لأجلنا ويُظهرون عنادا ورفضا، وأن محاولة امريكية اخرى لتسجيل نجاح سياسي على ظهورنا ستُلقى في مزبلة التاريخ. إن محاولات كثيرة كهذه جبت منا ثمنا باهظا من الدماء. إن التصميم الامريكي على التوصل الى انجاز عظيم، لأن مكانتهم في العالم في الحضيض، وعرف أبو مازن ورفاقه نقاط ضعف المجتمع الاسرائيلي بواسطة خبراء منا يشيرون عليهم، ويوجد في المجتمع الاسرائيلي عناصر يريدون انشاء جو تعب وضعف.
    إن كل من يعتقد ان فكرة استفتاء الشعب يمكن ان تكون سورا واقيا وجدارا حديديا يقيان من تنازلات، مبالغ فيها في ارض الوطن، مخطئ. فلو أن سيدنا موسى استفتى الشعب هل يدخل ارض اسرائيل بعد انقضاء التيه في الصحراء فانني على يقين من ان أكثر الشعب وفيه رؤساء الأمة كان سيُفرحهم البقاء في الصحراء والأكل من السماء بلا عمل والحصول على مظلة أمن بواسطة ‘عمود السحاب’ و’عمود النار’. ولو ان دافيد بن غوريون استفتى الشعب، هل يعلن انشاء دولة اسرائيل على علم بأنه ستنشب بعد الاستفتاء حرب قاسية تكلف آلاف القتلى، لاقترح أكثر الشعب الانتظار.
    ولو ان اريك شارون استفتى الشعب في تسليم غوش قطيف فانه لا يخالجني شك في ان أكثر مواطني اسرائيل آنذاك كانوا سيختارون الاعادة عن وهم السلام القريب. لكن اليهود لا يملكون مثل هذا الترف. لقد بقينا شعبا صغيرا في خطر دائم وعمل القيادة المنتخبة ان تتخذ قراراتها بحسب رؤيتها وايمانها بما هو صحيح للجمهور، لا بحسب ما يعتقد الجمهور في لحظة ما أنه يريده.
    يجب على اليمين الاسرائيلي الذي يقود الدولة منذ سنين كثيرة ان يُبين للجمهور سريعا وعلى عجل الجوانب التاريخية والقومية لتمسكنا بأرض آبائنا والحاجة الامنية الى السيطرة على مناطق يهودا والسامرة. وقد نسينا لكثرة الانشغال بأسعار الشقق وجبن الكوتج أن العودة الى ارض اسرائيل هي عودة اليهود الى التاريخ مع المسؤولية الضخمة التي تصاحب ذلك.
    إن أخذنا مصيرنا بأيدينا يعني أن نُقوي الأسس السليمة لأبناء أمتنا العظيمة، وأن نعلم أننا ولدنا هنا ولن يزحزحنا أحد من هنا، وأنه لا وجود للجسم بلا القلب. وقلب الأمة اليهودية هو القدس وبيت لحم والخليل، والذي يتخلى عن القلب يتخلى عن الجسم كله.
    سمعت في الآونة الاخيرة في تأثر الأغنية الرائعة لعمير بنيون ‘في تواضع وافتخار’. إن عمير واحد من المبدعين اليهود الكبار وهو يقف منذ سنين على الباب ويُسمع صوت الايمان والأمل في أبدية اسرائيل. إن أغنيته المدهشة عن مناحيم بيغن تُذكر بنظرية الزعيم العظيم الذي علمنا ما هي التضحية والصلة بصهيون والقدس وحب اليهود في الأساس.
    من المهم في هذه الايام ان نردد تراثه وايمانه العظيم بشعب اسرائيل وبقدرة الشعب اليهودي على النهوض بكل مهمة وكل تحدٍ بشرط أن يجعلوا أمامه رؤية حقيقية. إن أكثر الجمهور الذي لا يُسمع صوته يحب ارض آبائه ويرتبط بها من أعماق نفسه، ويدرك أهميتها ويتوقع من القيادة أن تقول له إنه ليس مخطئا في ذلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    لم تكن لدينا ديمقراطية قط

    بقلم:تسيفي ساعر،عن هآرتس

    يُسمع الكثير من الندب للديمقراطية في الايام الاخيرة عقب سن قانون الحاكمية. وهناك سبب للندب لأن هذا في الحقيقة قانون سيئ وخطير. لكن كي يموت شيء يجب ان يعيش قبل ذلك. فهل كانت ديمقراطية في اسرائيل قبل قانون الحاكمية؟ والجواب لا.
    لم تكن اسرائيل دولة ديمقراطية طول سنيها الـ65: فمنذ كان انشاؤها الى 1966 جرى تطبيق الحكم العسكري على البلدات العربية في داخلها. ومنذ كان احتلال الضفة والقطاع في 1967 الى اليوم تحكم اسرائيل أكثر من مليون فلسطيني يعيشون فيهما وهم سكان يقعون تحت الاحتلال يُسلبون الحريات والحقوق الأساسية.
    إن ما وجد هنا هو وهم ديمقراطية أو ديمقراطية لليهود فقط وهذا التعبير تناقض يُبطل أصلا حقيقة التعريف. وهذا أحد الأوهام الذي نشأ كثير منا نحن الاسرائيليين عليه. ليس من السهل ان نتبين الى أي حد تُشرب التربية والحياة هنا بالتحريف، بحيث يُظهر حك طفيف للسطح أن ذلك ليس سوى غشاءٍ على واقع مختلف تماما. ويتبين ذلك لعدد منا في سن مبكرة، ويتبين لآخرين بعد ذلك، وهناك من لا يتبين لهم ذلك أبدا، بل ربما يفضلون عدم معرفة ذلك.
    بين الامثلة البارزة حكايات كاذبة مثل ‘استنبات القفر’ أو مقولة ‘ارض بلا شعب لشعب بلا ارض’ وهذه مصطلحات أساسية في الصهيونية تعبر عن التصور الذي تجاهل سكان البلاد. وكذلك ايضا ‘عمل عبري’: وهو طموح يهود استوطنوا البلاد الى العمل بأيديهم وألا يكونوا أسيادا لآخرين، ويُرى انه ايجابي الى ان ندرك انه كان مصحوبا باقصاء العرب من أبناء البلاد عن العمل. وهناك ظاهرة اخرى تُجل وهي احياء اللغة العبرية. وهذه في الحقيقة أعجوبة مباركة من جهة، لكنها من جهة اخرى تمت بابعاد لغات كثيرة اخرى وثقافات ايضا في عنف أكثر من مرة ايضا. ويبدو هذا أقل بهجة.
    وتوجد ايضا كليشيهات مثل ‘يدنا ممدودة للسلام’، كما اعتاد الساسة أن يقولوا، في حين كانوا يشحذون السيوف. وكان ذلك باساليب شتى وكذلك الحال اليوم ايضا بمساعدة شعارات مثل ‘لا يوجد شريك’. ولا ينبغي ان ننسى بالطبع ‘الجيش الأكثر اخلاقية في العالم’. وهو نفس الجيش الذي احتجز للتحقيق في الآونة الاخيرة ولدا في الخامسة من عمره، والذي تنوي الدولة كي توفر عليه الوقت والموارد ان تُجلي 1300 فلسطيني عن بيوتهم في جنوب جبل الخليل.
    هذه أفكار مقلقة. فهل كل ما تربينا عليه أو أكثره على الأقل خطأ؟ وما معنى ذلك؟ أولا تضعضع هذه الاسئلة وجودنا هنا؟ اذا كان الوجود هنا يجب ان يكون قائما على قوة الذراع وعلى إبعاد الآخرين وعلى القومية والشوفينية والعسكرية، فان الجواب نعم. لكن هل الامر كذلك حقا؟
    كان في تاريخ الصهيونية ايضا خيارات تختلف عن خيار استعمال القوة البن غوريوني. فعلى سبيل المثال وكما بيّن ذلك في الآونة الاخيرة البروفيسوران تسفي بن دور وموشيه بهار في كتابهما ‘الفكر اليهودي الشرق اوسطي الحديث’، حذر مفكرون شرقيون في مطلع القرن الماضي من استكبار اوروبي على سكان البلاد ودعوا الى حوار محترِم معهم لكن كلامهم وقع على آذان صماء. واقترح ‘حلف السلام’ الذي قال به هوغو بيرغمان وغرشوم شالوم في ثلاثينيات القرن الماضي طريقا آخر لكن عبثا.
    لم تكن الدولة التي نشأت هنا آخر الامر، رغم ادعائها ‘الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط’. ويبدو ان الشرط الاول لاصلاح حقيقي اذا كان ما زال ممكنا هو الاعتراف بأننا لم نفقد الديمقراطية الآن لأنها لم تسكن هنا قط.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    خداع الجيش الاسرائيلي لوزارة المالية والوزراء بعرض ميزانية غير صحيحة

    بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس

    في كل يوم يُكشف عن جزء من طائفة التضليل والوقاحة لجهاز الأمن. في الاسبوع الماضي كشف تسفي زرحايا عن التحليل الذي قام به مركز المعلومات والبحث في الكنيست، عن التغييرات التي تتم كل سنة في ميزانية الدولة بعد ان أُجيزت في الكنيست (‘ذي ماركر’ 28/7). ولا تدل المعلومات التي تتناول ميزانية الأمن فقط على التشويه في طريقة عرض الجيش للمعطيات على مقرري السياسات في الحكومة والكنيست، بل على تسليم اعضاء الكنيست ايضا باستخفاف جهاز الامن بقراراتهم. زيدت ميزانية الامن بـ34 مليار شيكل في السنوات الاربع الاخيرة، قياسا بالميزانية التي أُجيزت في الكنيست، أي بمعدل ثماني مليارات ونصف مليار شيكل كل سنة. وتُبين المعطيات التي عرضها مركز البحث والمعلومات، أن ميزانية الامن زادت في 2011 بـ8.7 مليار شيكل، وفي 2012 بـ9 مليارات.
    ولم يعترض أحد من اعضاء اللجنة المالية ومن مُجيزي الزيادات قط على الطلبات، ولم يحاول ان يستوضح الى أين توجه الاموال. وفي مقابل ذلك حينما يعرض رئيس هيئة الاركان وجنرالاته قُبيل الموافقة على الميزانية منحنى تطور ميزانية الامن، يتجاهلون ببساطة هذه الزيادات الكبيرة. وتكون النتيجة أن يتناول النقاش غير الجدي أصلا أطر ميزانية الأمن في سنوات سابقة، ليست بينها وبين الواقع أية صلة.
    على سبيل المثال حينما بحثوا في ميزانية 2012 تناولوا الميزانية الأمنية لـ2011 التي صوتت الكنيست عليها، والتي بلغت 54 مليار شيكل، في حين كانت تزيد على 62.5 مليار شيكل. وكانت ميزانية 2012 التي استقر رأي الكنيست عليها 56 مليارا، لكنها بلغت في واقع الامر في خلال السنة الى أكثر من 65 مليارا. وليس هذا هو التضليل كله. ففي كل سنة زادت الميزانية الامنية بحصة كبيرة اخرى في اطار ما يسمى ‘تخويل التزام’، سيصل في السنتين القريبتين الى 32 مليار شيكل كل سنة. إن تخويل الالتزام يُستعمل وسيلة ادارية للرقابة على اتصالات طويلة الأمد بالصناعات الامنية ومزودات اخرى لجهاز الامن في البلاد وفي الخارج.
    مع الاشكال الذي يصاحب هذه الزيادة كتب مراقب الدولة في آب/اغسطس 2005 ان ‘العيوب الجوهرية في ادارة وزارة المالية لتخويل الالتزام مكّنت جهاز الامن من انشاء التزامات بلا قيد فعال وبلا رقابة مناسبة: وإن عدم الرقابة على مقدار الاتصالات المتعددة السنوات لجهاز الامن قد يفضي الى انشاء التزامات زائدة والى كبر ميزانية الامن في السنين التالية’.
    واذا لم يكن ذلك كافيا فان الجيش الاسرائيلي يتمتع ايضا بايرادات من بيع أملاك ومعدات ومنظومات قتالية تخرج من الخدمة (وتسمى هذه المادة في الميزانية ‘نفقة مشروطة بالدخل’). وفي 2013 و2014 قُدرت هذه الايرادات بنحو من 6 مليارات شيكل و7 مليارات شيكل على الترتيب.
    يُبين كل ذلك أن النقاش الذي يتم كل سنة في الحكومة والكنيست في ميزانية الامن معوج من أساسه، وأن الحديث عن ‘تقليص قاس′ للميزانية إيهام تشارك فيه وزارة المالية والمنتخبون وضباط الجيش.
    وتُفصح وقاحة الجيش عن نفسها، لا بعرض المعطيات المعوجة فقط، بل برفض كبار قادته البحث في زيادة الجدوى والتوفير الحقيقيين، بزعم ان الجيش الاسرائيلي قد قلص الى حد المس الحقيقي بالأمن. ويرفضون في الجيش الاسرائيلي كل امكانية للبحث في مرتبات التقاعد الفاضحة وشروط الخدمة المبالغ فيها وسن التقاعد المبكرة. ومعاذ الله ان يتم المس بمخصص استجمام الضباط (100 مليون شيكل) ولا بنقاط الرياضة بيقين (900 شيكل كل سنة لكل عامل في الخدمة الدائمة).

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 364
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:30 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 363
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:29 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 362
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:28 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 361
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-10, 10:44 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 316
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:39 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •