النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 410

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 410

    اقلام واراء اسرائيلي 410
    7/8/2013

    في هــــــذا الملف

    تخيلوا السلام
    بقلم:كوبي نيف،عن هآرتس

    نتنياهو جدي هذه المرة
    بقلم:سافي رخلفسكي،عن هآرتس

    هناك حاجة لتغيير طريقة الانتخابات الاسرائيلية لسن قوانين وللموافقة على اتفاقات دولية
    بقلم:موشيه آرنس،عن هآرتس

    حقائق على الارض
    بقلم:اليوت ابرامز واوري سدوت،عن هآرتس

    التسويغ الاخلاقي لمطالبتنا بأرضنا
    بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم

    تركيا الحديثة انتقلت الى مصر
    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    الازمة التركية
    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

    ما الذي وحد الحريديين رغم الاختلاف بينهم؟
    بقلم:يوعز هندل،عن يديعوت

    تخيلوا السلام

    بقلم:كوبي نيف،عن هآرتس

    يُحتاج لخلق شيء ما الى تخيله قبل ذلك والى وصف العالم الذي تريد أن تخلقه بالكلمات وأن تبنيه بعد ذلك بالافعال.
    لهذا اذا كنا نريد نحن ـ الفلسطينيين والاسرائيليين ـ ان نصنع سلاما بيننا حقا وصدقا فعلينا قبل ذلك ان نتخيله وان نتخيل كيف نريد ان يبدو هذا السلام. وأن نصفه لأنفسنا بالكلمات وان نرسمه بعد ذلك بمعاهدات وخطوط على الخرائط.
    تخيلوا مثلا بعد 12 سنة أو 27 سنة أو 40 سنة يوم الذكرى المشترك لضحايا حروب الماضي بين الشعبين. في نفس الساعة حقا ستُسمع صافرة تدوم دقيقتين في شوارع تل ابيب ونابلس وبئر السبع ورام الله، وسيوقف أبناء وبنات الشعبين ولا يهم أين يمر خط الحدود سياراتهم جميعا ويخرجون منها ويقفون في سكون، يهودي مع قبعة وعربي مع كوفية وشباب وشابات اسرائيليون وفلسطينيون جنبا الى جنب في الشوارع والمدارس والمؤسسات العامة دقيقتي الصمت هاتين لذكرى ضحايا الشعبين معا.
    لأنكم اذا كنتم أو كنا أو كانوا (وسموا أنفسكم وسموهم كما يحلو لكم) لا تريدون أو لا تستطيعون تخيل هذه اللحظة الصعبة والجميلة، التي كلها تصالح وتسليم فانه فضلا عن أنه ليست لنا أية طريق أو أمل للتوصل الى السلام لا يوجد ايضا مستقبل لا بصورة منفصلة ولا معا.
    لكننا نحن، أعني الشعبين، بدل ان نصنع تصالحا ونشغل أنفسنا بالتسليم، وبدل ان نتخيل مستقبلنا المشترك في قطعة الارض الصغيرة هذه وننشئه، نشغل أنفسنا بدل ذلك في كل مرة نجتمع فيها بتفصيلات تقنية وخطوط وصياغات وسائر البلبلات.
    مكث نيلسون مانديلا وهو أكبر ساسة القرن العشرين سنين طويلة بلغت 27 سنة في سجن نظام الاضطهاد الابيض في جنوب افريقيا. لكن حينما تم الافراج عنه ودُعي في نهاية الامر الى تولي الحكم وصنع سلام بين السود المداسين والذين يدوسونهم، لم يشغل نفسه ولو ثانية واحدة بالانتقام لخطايا الماضي، ولم يشغلها بمن فعل وماذا فعل، بل نظر الى الأمام فقط، الى المستقبل المشترك لهذين العرقين في تلك البلاد، وانشأ مسيرة عميقة واسعة من التصالح والتسليم.
    هكذا يجب ان نسلك هنا ايضا لأن هذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة بألا نشغل أنفسنا بمن أساء لمن أكثر، ولا نحاول التوصل الى اتفاق يضمن لهم أو لنا مساحة أكبر من الارض أو قدرا أقل من الماء وكأننا لا نسكن الارض نفسها ولا نشرب الماء نفسه. وألا نشغل أنفسنا برسم خطوط تُبين أين يستطيعون المكوث في الايام العادية وفي أي التلال يستطيعون زرع الزيتون وأين نستطيع نحن زرع التين، ومتى يُسمح لنا بالسير ولهم بالسفر، وفي أي الساعات يستطيعون الذهاب الى البحر والى أي الشواطئ وفي أي الساعات لأن كل ذلك سخافات. فهذه نفس الارض ونفس التراب ونفس الاشجار ونفس الثمرات. وهي نفس الشوارع والجبال والبحر. فلا يمكن الفصل ولا يمكن التفرق ولا يهم ما هي الخطوط وأين توجد هذه الخطوط وبأي لون.
    إن من لا يستطيع أن يوجه نظره الى الأمام، بل ينظر الى الخلف دائما يتحول الى عمود ملح. والذي ينظر الى الوراء فقط سيكون له مستقبل كالماضي الذي يتكئ عليه بالضبط، أي مستقبل اسود هو مستقبل قتل وموت لا ينتهيان.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    نتنياهو جدي هذه المرة

    بقلم:سافي رخلفسكي،عن هآرتس

    بنيامين . صحيح أننا سمعنا في الماضي من فمه مرة بعد اخرى وعودا واشياء لم تتحقق، لكنه جدي هذه المرة، فلا تُصنفوه على أنه ‘جبان’، فهو جدي. لا في ما يتعلق بالانسحاب الى خطوط 1967 واجلاء 140 ألف مستوطن وتقسيم القدس، وهي التي لا سلام بغيرها. إن نتنياهو جدي الآن في نيته ان يهاجم ايران.
    ليس عجبا ان بدأ تحرير النابض بالافراج عن السجناء. فبخلاف التهديد بالقصف في 2010 الذي كان يرمي به ايهود باراك ونتنياهو الى حث الامريكيين على العمل على عزل ايران (إن الثلاثة اشكنازي ودغان وديسكن لم يوقفوا الهجوم آنذاك) فان النابض الذي ضُغط في خريف 2011 ومطلع صيف 2012 كان حقيقيا. وكان يبعد خطوة عن تحقق خطة استغلال الانتخابات في الولايات المتحدة لجرها الى حرب.
    سبق الاستعداد آنذاك الافراج عن سجناء في صفقة شاليط. وكانت الفكرة أن السخاء واظهار الاعتدال يُسهلان عملية هجومية دامية. وكذلك الحال اليوم ايضا. إن نتنياهو يدرك ان الطريق الى القصف هو طريق الاعتدال السياسي والقليل من التأثر، وهو الطريق الذي يبدأ بالافراج عن سجناء. من العجيب كيف يُصر السُذج ومدعو السذاجة على عدم فهم ما يريده نتنياهو بعد عشرين سنة، مع الداعي الى تظاهرات ‘بالدم والنار سنطرد رابين’ التي كانت تعترض على انسحابات اوسلو، وكأن هذا الشخص جاء الى هنا الآن فقط. فانه في اللحظة التي تزول فيها الحاجة التكتيكية تعود فيها الايديولوجية المتطرفة. وهذا ما حدث مع ‘الاحتجاج’، الذي حصلنا بعده على مجموعة فرانكل كاندل. وقد جاء هذا الأخير بالعجب العجاب في تلخيص روح نتنياهو، حينما قال ان الخطر الأكبر على الاقتصاد والديمقراطية هو النقاش الديمقراطي.
    ومن العجيب ايضا قلة ادراكهم لمبلغ تشابه نتنياهو وباراك اوباما. فكلاهما زعيم ايديولوجي، جدا. وهما يشتركان جميعا في الحالة النادرة التي يصل فيها انسان ذو ايديولوجية من هامش الطيف السياسي من هامش الهامش عند نتنياهو الى الحكم ويتمسك به. ويقتضي هذا الحال قدرا كبيرا من المرونة، و’قيادة من الخلف’، واخفاء وتلاعبا وحيلة تصاحبها قدرة على الخطابة.
    عند نتنياهو وعند اوباما ايضا قدر من الانتهازية، لكنه أقل من الموجود عند أكثر زملائهما (وهذا القدر عند نتنياهو أقل منه عند اوباما). وهما يستغلان التصور الانتهازي عنهما كي يخفيا راديكالية ايديولوجية يمنع الكشف عنها الاختيار ولاحداث تصور عن شخص ‘يمكن القيام بصفقات معه’.
    ليس من السهل أن تتمسك سنين بالحكم في وقت تؤمن فيه بخلاف جمهورك ايمانا قويا بسياسة الاستيطان وبرأسمالية قوية وبحقد على ‘نخب خائنة’، اسحق رابين رمز لها. ويصعب بالقدر نفسه بالضبط البقاء في الحكم وقد كان مرشدك الروحي الكاهن جيرمي رايت، وحينما يكون رجب طيب اردوغان أقرب الى قلبك من كل زعيم آخر، وتؤيد الاسلام السياسي. إن ‘القيادة من الخلف’ الدهائية هي الطريقة الوحيدة اذاً.
    وإن الصورة المترددة شيئا ما و’الضعيفة’، وسيلة ناجعة لاظهار مخاوف من تطرف ايديولوجي. إن ذوي الشعور الساخر من المؤمنين بالقوة يؤمنون بأن الجميع يشعرون مثلهم. لكن اوباما ونتنياهو ليسا كذلك. ليسا كذلك حقا.
    صحيح أنكم لا تسمعون الى الآن هدير المحركات، لكن هذا الصمت الذي يسبق الهدير عند نتنياهو. كما بيّنت مجموعة متسناع بيرتس ليفني ان العرب سيُطرحون من الكنيست ‘لأجل السلام’ بخلاف كامل لنهج رابين الذي آمن بأنه ينبغي صنع السلام مع عرب اسرائيل أولا. هكذا يسلك نتنياهو في ما يتعلق بضرب ايران. فأمل ‘المسيرة’ هو زيت في اطارات الطائرات الحربية.
    ويحسن صرف الانتباه الى التشريع المضاد للديمقراطية لسبب آخر. في الحكومة السابقة أوقفه الاربعة بيغن مريدور ايتان ريفلين مع باراك، ولم يوقفه هذه المرة أحد. فلم يعد باراك الغامض صاحب النية المزدوجة موجودا. وموشيه يعلون مستعد للمسايرة. وليس الثلاثة بينيت ولبيد وليفني حتى شاشة من الكرتون. وليس من المؤكد ايضا ان تكون الغيوم رادعا مؤقتا، بل قد تكون عكس ذلك. تحل اليوم الذكرى الـ68 لما حدث في هيروشيما. فتذكروا ان .
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    هناك حاجة لتغيير طريقة الانتخابات الاسرائيلية لسن قوانين وللموافقة على اتفاقات دولية

    بقلم:موشيه آرنس،عن هآرتس

    لماذا قامت كل هذه الجلبة حول قانون الحاكمية؟ إن قدرة حكومات اسرائيل على الحكم تمت البرهنة عليها في أصعب الامتحانات. فقد واجهت حروبا ووقعت على اتفاقات سلام، وقضت على تضخمات مالية هوجاء واستوعبت ملايين المهاجرين. ولا تستطيع ديمقراطيات اخرى ومنها الولايات المتحدة سوى أن تحسد حكومات اسرائيل على قدرتها التنفيذية. إن من أراد ان يطبق هنا نظاما رئاسيا يشبه الموجود في الولايات المتحدة بغرض تقوية القدرة على الحكم يجدر ان ينظر في الصعاب التي يقيمها مجلس النواب الامريكي في وجه الرئيس اوباما، ونحن غير معنيين حقا بنظام رئاسي كنظام بوتين في روسيا.
    إن رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست في المقابل هو شأن مختلف تماما. وقد يفيد الاحزاب الكبيرة وقد لا يفيدها؛ وربما يُسهل تشكيل ائتلاف حكومي والحفاظ عليه وقتا أطول وربما لا. ومن شبه المؤكد أنه سيمنع مجموعات ما أن تُمثّل في الكنيست. وينبغي السلوك بحذر ازاء عنصر عدم اليقين الكامن في هذه الخطوة. إن رفع نسبة الحسم من 2 في المئة الى 2.5 في المئة يبدو معقولا، أما رفعها بدرجة أعلى فقد يفضي الى تأثيرات سلبية.
    إن السؤال الحقيقي هو ما هي الكثرة الضرورية من اجل اتخاذ قرارات حاسمة ذات آثار بعيدة الأمد؟ إن الكنيست الاسرائيلية بخلاف ديمقراطيات اخرى ومنها الولايات المتحدة ما زالت لم تُقر قواعد واضحة تتعلق بالكثرة المطلوبة لاجازة قوانين مهمة أو الموافقة على اتفاقات دولية. إن دستور الولايات المتحدة مثلا يقتضي كثرة تبلغ الثلثين في مجلسي النواب للموافقة على اقتراح تعديل الدستور، وكثرة الثلثين في مجلس الشيوخ للموافقة على اتفاقات دولية. ويمكن أن نسمي الوضع في اسرائيل عدم نظام دستوريا. وتكفي كثرة من الحاضرين في وقت التصويت في الحكومة للموافقة على اتفاقات دولية، وإن كان مناحيم بيغن قد أقر سابقة حينما جاء باتفاق كامب ديفيد للتصويت عليه في الكنيست، رغم ان القانون لم يلزمه بأن يفعل ذلك. وفيما يتعلق بسن القوانين في الكنيست ـ يمكن ان تُجاز قوانين تُعرف بأنها قوانين أساسية بكثرة الاصوات من بين الحاضرين في وقت التصويت، لكن منذ اللحظة التي تجتاز فيها توجد حاجة الى كثرة مطلقة لالغائها. ولا يوجد أي طلب لـ’كثرة خاصة’ في موضوعات ذات أهمية كبيرة.
    لا شك في ان تغيير طريقة الانتخابات هو موضوع ذو أهمية كبيرة وآثار بعيدة الأمد. وما زال القانون البائس لانتخاب رئيس الوزراء المباشر حاضرا في ذاكرتنا. وقد أُجيزت المادة الرئيسة فيه بكثرة صوت واحد. إن تغيير نسبة الحسم في انتخابات الكنيست وكل تغيير آخر في طريقة الانتخابات يجب ان يكون مشروطا بكثرة الثلثين، وكذلك في ما يتعلق بالموافقة على اتفاقات دولية. ولا يكفي تأييد كثرة طفيفة للتخلي عن اراضي يهودا والسامرة واقتلاع مواطنين اسرائيليين من بيوتهم.
    وفي ما يتعلق باستفتاء الشعب في هذا الشأن يوجد تضليل في الدعاوى على تفويض هذا القرار لجمهور الناخبين. إن الحكومات المنتخبة لم يفوضها الناخب أن تتخذ قرارات في كل أمر وشأن، ولا سيما قضايا لم يتم بحثها بتوسع في المعركة الانتخابية. إن استفتاء الشعب سيمنح الجمهور فرصة ليقول ما لديه في هذا الشأن، لكن لا يكفي في هذه الحالة ايضا كثرة طفيفة من المشاركين في الاستفتاء. وكما في الولايات المتحدة حيث يُحتاج الى كثرة الثلثين للموافقة على اتفاقات دولية يجب ان تكون كثرة الثلثين في حالتنا ايضا شرطا لاتخاذ قرار في شأن مصيري جدا وذي آثار بعيدة الأمد على مستقبل الدولة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    حقائق على الارض

    بقلم:اليوت ابرامز واوري سدوت،عن هآرتس

    الجدال على البناء الاسرائيلي في المناطق لا يتضمن فقط آراء في مسألة ما ينبغي عمله، بل وأيضا عدم الاتفاق الاساس على الحقائق. ومع مراعاة الانتباه الهائل الذي يولى لهذا البناء، في البلاد وفي الخارج، كان يمكن توقع أجوبة واضحة وبسيطة بالنسبة للوضع على الارض. ولكن الاجوبة على الاسئلة الاساس ما هي وتيرة نمو المستوطنات، وكم اسرائيليا يسكن خارج الكتل الاستيطانية ليست أجوبة قاطعة لا لبس فيها. فحسب معطيات السلطة الفلسطينية، فقد ازداد عدد المستوطنين باستمرار وبلغ في العام الماضي 544 ألفا. ولكن الفلسطينيين لا يميزون بين عمونا وارئيل، أو حي غيلو. وهم لا يميزون بين المستوطنات التي لا يعترف بها القانون الاسرائيلي وبين المستوطنات التي هم أنفسهم وافقوا، في كامب ديفيد، في انابوليس أو في كل خطة سلام اخرى على أن تبقى تحت سيادة اسرائيلية. بالمقابل، حسب مكتب الاحصاء المركزي الاسرائيلي فانه ‘في منطقة يهودا والسامرة’ يسكن اليوم 325 ألف اسرائيلي. ولكن بمراعاة حقيقة أنه لا يوجد تعريف رسمي أي بلدات تندرج ضمن الكتل الاستيطانية، فان الحديث يدور عن معلومات جزئية فقط.
    في أعقاب عدم اليقين في هذه المسألة المهمة نشأ فراغ يسارع ذوو المصلحة الى ملئه. داني دايان، رئيس مجلس ‘يشع′ للمستوطنين سابقا، ادعى العام الماضي في مقال نشره في ‘نيويورك تايمز′ ان 160 الف يهودي يسكنون في ‘تجمعات أهلية خارج الكتل الاستيطانية، ممن يدعي مؤيدو فكرة الدولتين انه سيكون ممكنا دمجهم بسهولة داخل اسرائيل’. بالمقابل، في صفحة ‘السلام الان’ على الفيسبوك، يدور الحديث عن 70 الف مواطن أو 30 الف عائلة ستكون حاجة الى اخلائها اذا تحقق اتفاق.
    فحصنا معطيات الانتخابات في كانون الثاني/يناير من هذا العام وقارناها بمعطيات عن الانتخابات السابقة، على فرض أن الارتفاع في عدد مستحقي الاقتراع في كل بلدة في المناطق سيعكس وتيرة الارتفاع في عدد السكان. فوجدنا أنه في السنوات الاخيرة كان هناك نمو كبير في كل أرجاء يهودا والسامرة على جانبي الجدار. وللدقة، فان عدد الاسرائيليين فوق سن 18 المسجلين كمن يسكنون شرق مسار الجدار ازداد بـ17 في المئة في فترة الولاية السابقة لبنيامين نتنياهو (2009 2013). العدد الاجمالي للمقترعين في هذه البلدات في يناير 2013 كان 43155. ولما كان العمر الاوسط للاسرائيليين الذين يعيشون في المناطق يبلغ 18 بالضبط، فمعنى الامر أن حجم السكان ضعف هذا العدد.
    في الفترة التي ولد فيها هؤلاء المقترعون الجدد (1991 1995)، كانت وتيرة الزيادة الطبيعية نحو 6 في المئة. ويفهم من ذلك أن 11 في المئة من الارتفاع في عدد السكان المقترعين يفسر بانتقال جسدي للسكان اتساع البلدة. والسطر الاخير هو في اثناء الولاية السابقة لنتنياهو اتسعت البلدات التي شرق الجدار بأكثر من العُشر.
    حقيقة أنه لا يوجد تعريف واحد للكتل الاستيطانية لا تغير حقا النتائج في شيء. فعندما فحصنا التعريفات المختلفة، مثل خريطة البلدات التي اندرجت في اقتراح ايهود اولمرت لتنقل الى الدولة الفلسطينية، حصلنا على عدد مشابه. معطيات الانتخابات ليست مقياسا كاملا لوتيرة النمو السكاني، كون المواطنين الاسرائيليين قد يسجلون كسكان في المستوطنات لاسباب مختلفة ويواصلون السكن في اماكن اخرى، ولكن من الصعب ان نتخيل بان بوتيرة 10 في المئة نمو تنبع من هذه الظاهرة. ولاغراض المقارنة، ففي فترة ولاية اولمرت (2006 2009) ارتفع عدد المقترعين المسجلين في ذات البلدات بالضبط بمعدل 35 في المئة. في حساب سنوي، تكون الوتيرة ضعف الحالية، رغم أن برنامج اولمرت كان ‘الانطواء’ والانسحاب من معظم مناطق الضفة.
    معظم هذه الحقائق تغيب عن الخطاب العام. ويجدر ان يعاد النظر فيها، وللمفارقة، فان الفلسطينيين ومجلس ‘يشع′ على حد سواء اختارا استراتيجية زيادة الاعداد. الفلسطينيون كي يخلقوا احساسا بالالحاح، ومجلس ‘يشع′ الاحساس بالنصر وانعدام القدرة على التراجع. وبرأينا فان لانحياز الحقائق تأثيرا سلبيا. فهو يشوش الجمهور ويؤدي الى حث خطوط سياسية تقوم على اساس الانقطاع عن الواقع والتضليل.
    في السنوات الاخيرة صرح رئيس الوزراء نتنياهو عدة مرات بانه يؤيد فكرة الدولتين. ويفهم من هذا ان بعضا من البلدات القائمة ستبقى خارج الحدود المستقبلية لاسرائيل. فلماذا تستثمر الدولة في التجمعات الاهلية التي سترحل في نهاية المطاف. احد الاحتمالات هو ان توسيع البلدات هو سياسة واعية، فكلما كان يسكن خلف الجدار عدد اكبر من الاسرائيليين، سيكون من الصعب اخلاؤهم، ولهذا فيمكن لاسرائيل أن تكون اقل اهتماما في مواضيع مثل الامن والحدود. احتمال آخر هو انه توجد نية خفية لابقاء اولئك المستوطنين في بيوتهم، وجعلهم سكانا في الدولة الفلسطينية. اذا كان هذا بالفعل هو الوضع، فيجدر باحد ما ان يقول للمستوطنين ذلك وفي اقرب وقت ممكن.
    تفسيرا ثالث هو أن الحكومة سمحت بتوسع تلك المستوطنات لان مجموعات ضغط المستوطنين في الليكود طالبت بذلك مقابل تأييدها السياسي. ولكن يوجد ايضا تفسير رابع: الارتفاع في عدد السكان الاسرائيليين شرق الجدار حصل لان قدرة الحكم المركزي في اسرائيل على صد مثل هذا البناء محدودة (وبالتأكيد محدودة أكثر مما تميل الحكومات الاجنبية الى الاعتقاد).
    مهما يكن من أمر، فاذا كان المبدأ الذي يوجه حكومة اسرائيل بقي بالفعل حل الدولتين، تقسيم البلاد والانفصال عن الفلسطينيين، فثمة عدم تطابق بين هذا المبدأ واستمرار الاختلاط السكاني. ان عدد المقترعين المسجلين هو فقط مقياس ذو صلة بالنمو السكاني، وليس دليلا قاطعا. يحتمل أن يكون الارتفاع في عدد المباني، مراكز البناء او معطيات حجم الاستخدام للارض هي مقاييس مفضلة، ولا ريب أن مراعاتها ستعطي صورة اكثر غنى. ولكن النقطة الاساسية هي أن النقاش على المستوطنات بات صاخبا لدرجة ان الحقائق كفت عن أن تنطق فيه. الشفافية في هذا الموضوع ستجعله اكثر دقة واكثر ذكاء.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    التسويغ الاخلاقي لمطالبتنا بأرضنا


    بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم

    ليس الشأن شأن عدد المستوطنات التي تم ادخالها الى القائمة فقد تم ايضا ادخال كيبوتسات وقرى عربية كثيرة، بل استطاعت ان تظهر بمظهر أنها ‘سلبت’ كريات غات وعسقلان مكانتهما. لأن الشأن هو حقيقة أن المستوطنات يُعلن بأنها ‘مناطق تفضيل قومي’. أنفقنا عشرات السنين على دعاية مسمومة موجهة الى رواد الصهيونية على عهدنا، ويُغرينا صحافيون من ناحوم برنياع الى أمنون ابراموفيتش في كل اسبوع بالتشهير بالمستوطنات في يهودا والسامرة وشرق القدس ويسيئون سمعتها ويصدقهم العالم. وينفق الاتحاد الاوروبي وصناديق يسارية عالمية ومنها صندوقنا لاسرائيل جديدة مالا كثيرا على اخراج الأبناء الشرعيين لهذه البلاد من حضن وطنهم الوحيد، لكنهم لا ينجحون هنا فقط في الاقناع.
    يعلم الجمهور العريض ان الاستيطان في يهودا والسامرة ليس شهادة تأمين قلب البلاد من قلعة حماسية على سفح الجبل فقط، بل هو تسويغنا الاخلاقي لمطلبنا الذي لا يوجد ما هو أكثر عدلا منه بأرضنا. خلال آلاف سني جلائنا كانت تقصد كل حركة هجرة أولا الى المواقع التاريخية التي حددت قوميتنا القديمة والمجددة. وليس عجبا ان نشبت حرب عالمية على يهودا والسامرة خاصة وعلى القدس أولا. يعلم جيراننا وأعداؤنا أنهم اذا نجحوا، لا سمح الله، في الفصل بيننا وبين ارض حياتنا فسيبرهنون للعالم على ادعائهم الكاذب الذي قال به عضو الكنيست زحالقة في الاسبوع الماضي وهو ‘نحن كنا أولا’؛ واذا تخلى اليهود عن يهودا فانهم مستعمرون اغتصبوا ارضا ليست لهم. إن ‘المستوطنين’ هم أكثر من مجرد ‘ساكنين’، لأن الارض هي أكثر من مكان نسكنه أو نستوطنه. إن الارض هي عالم مالكيها الحقيقيين الذي يتمسكون به بما أوتوا من قوة، ويبرهن المستوطنون لعرب الشرق الاوسط وللعالم كله على أننا ايضا نعلم فصلا من فصول الصمود وأننا لا ننظر الى اراضي مهد ميلادنا على أنها ‘مناطق’ بل على أنها ارض حياة منها أمل أعقابنا باعتبارنا شعبا يعود ويُثبت نفسه في وطنه القديم.
    كانت حكومة اسرائيل على حق، وهي في قرارها هذا الاسبوع أقرت على الملأ أن الاراضي المجددة لرواد عهدنا في السامرة ويهودا هي مناطق لا تفضيلا قوميا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    تركيا الحديثة انتقلت الى مصر

    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    بعد 75 سنة من وفاة أبو تركيا الحديثة أتاتورك واثقا من أنه ترك بلده مع دستور مستقر يضمن بواسطة الجيش تنورها وفصلها عن الاسلام طُرح قادته وضباطه الكبار في السجون، وفيهم رئيس هيئة الاركان إلكار باشبو. وذوى أمل التقدم عند مصطفى كمال. استطاع الجيش مدة عشرات السنين ان يُبعد الاقسام الظلامية من الاسلام عن مراكز القوة. كان النظام ديمقراطيا مشروطا ولم يكن تقديم جموع الاتراك في مقدمة اهتماماته في الحقيقة، لكن فائدة الجيش كانت أكبر من عيوبه. كان شمعون بيرس هو الذي زعم قبل نحو من ثلاثين سنة انه انقلبت في تركيا المعادلة السائدة، وان الجيش يهدد الديمقراطية، لكنه عند الاتراك حارس لها.
    لم يغب هذا الامر عن مصر. توجد خطوط تشابه في تطور الدولتين، فالذي بدأ في تركيا بعد الحرب العالمية الاولى ولد في وادي النيل بعد الحرب الثانية، فقد سيطر الجيش عليه، ورغم ان الدستور لم يحدد مكانته كما فعل أتاتورك، فانه أعطى النغمة حتى بقدر أكبر مما هو عليه في أنقرة. كان محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك رؤساء من قبل الجيش وقادته.
    إن حكم رجب طيب اردوغان باسم الاسلام قطّع بصورة النقانق قطعة بعد قطعة مكانة الجيش المميزة وانتهى هذا المسار أمس. وفي مصر ايضا منذ اللحظة التي تولى فيها محمد مرسي الحكم لم يكف عن تقطيع الجيش، فقد استغل واقعة ثانوية في سيناء لابعاد ضباطه عن مواقع رئيسة وبدا الطريق الى استيلاء الاسلام على مصر ممهدا.
    كان للولايات المتحدة دور مميز في هذا النموذج الموازي. فقد لزمت تعاونا مع اردوغان وطورت تصورا داحضا جدا يرى انه تمكن ديمقراطية اسلامية كما أظهرت تركيا. ومن المنطق ان نفترض ان الزينة التي تغطي الأعين من أنقرة أثرت في السياسة الامريكية التي أدارت ظهرها لحليفها مبارك، ولم تحرك ساكنا حينما تم انتخاب مرسي. ان امريكا التي اخطأت بالايمان بديمقراطية اردوغان عادت واخطأت حينما قدّرت ان مرسي يشبه اردوغان في نظرها.
    بيد ان الجيش المصري فهم الوضع بصورة أفضل من نظيره في تركيا ومن صاغة السياسة في واشنطن. أمس رأى كبار قادته ما أحدثه اردوغان بهيئة الضباط العليا في بلده وهو نوع من التطهير الستاليني بلا اعدام وعرفوا ان هذا كان سيكون مصيرهم المر لولا ان أعادوا الدبابات الى ميدان التحرير وطردوا مرسي.
    لكن التاريخ لا يكرر نفسه بصورة دقيقة. ان الضابط القوي في مصر الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لم ينتظر وقتا طويلا وهاجم الولايات المتحدة التي أدارت ظهرها له ولرفاقه. ورغم تعلقه بالمساعدة الامريكية، تحدث بدم قلبه قائلا انه لن يغفر لامريكا تنكرها. واذا كان يدرك ايضا انه لا يجوز إبداء الضعف ومهادنة متطرفي الاسلام ـ كما تم هذا الخطأ في ايران وتركيا ـ فهناك احتمال لعدم سقوط مصر في أيدي الظلاميين. لكن من سيُطعم 80 مليون فم؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    الازمة التركية

    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

    برهنت الردود أمس في تركيا على قرار الحكم في قضية ‘ارغنكون’ على مبلغ كون الدولة منقسمة اليوم: فالاسلاميون ـ العلمانيون في مقابل العلمانيين ـ الليبراليين. ولما كان الجيش قد تلقى أمس ضربة شديدة وهو الذي كان يحافظ في الدولة على الدستور العلماني والديمقراطي، فلا شك في ان نتائج المحاكمة هي انتصار آخر لاردوغان ولصبره في الأساس.
    إن لتركيا تميزها الذي لم ينجح حتى الاتحاد الاوروبي في فهمه في الايام التي كان فيها انضمام تركيا الى الاتحاد واقعيا: فالاحزاب اليسارية والاحزاب الليبرالية تقف الى جانب الجيش، وهذا ميراث قديم حتى منذ ايام أبو تركيا الحديثة أتاتورك. وقد رأينا بسبب هذا أمس ردودا مختلفة جدا في تركيا: فقد تحدث طرف من الطرفين عن مس شديد بالديمقراطية وتحدث الآخر عن حماية الديمقراطية.
    إن المس بالجيش بالنسبة للمعارضة الليبرالية يقوي الاسلاميين فقط الذين يزيدون في حشد قوتهم على حساب خصومهم السياسيين. إن محاكمة ‘ارغنكون’ وضعت حاجزا في وجه كلب حراسة الدستور، أي الجيش. وفي مقابل ذلك ترى السلطة الاسلامية على نحو هازل شيئا ما ان ضبط الجيش هو ملاءمة بين تركيا والحياة الحديثة. فقد كان الجيش مسؤولا عن ثلاث محاولات انقلاب بين السنتين 1960
    و1980. وهي ترى ان حزب العدالة والمساواة لاردوغان يمنع اليوم الانقلابات في تركيا ويُمكن الشعب بواسطة صناديق الاقتراع ان يقرر من يقود الدولة. فالناخب لا الجنرال هو صاحب القرار بالنسبة لاردوغان.
    نددت أنقرة بشدة بعزل الجيش في مصر في الشهر الماضي لمحمد مرسي. وكان يفترض ان تمنح أنقرة الشارع العربي درسا يُبين كيف تنجح دولة مسلمة في ان تكون ديمقراطية.
    وينجح اردوغان في هذه الاثناء أكثر بمنح الاخوان المسلمين في مصر وفي اماكن اخرى درسا يُبين كيف تهتم سلطة اسلامية بالحفاظ على مكانتها وكيف تنجح في إزالة العوائق في واقع الامر، أو في إزالة العائق الأكبر في الحالة التركية، أعني الجيش.
    إن ‘أرغنكون’ هي الوادي الاسطوري الذي ولد فيه الشعب التركي. وسيُتذكر منذ الآن على أنه الوادي الاسطوري الذي طُرح فيه ايضا الجيش التركي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    ما الذي وحد الحريديين رغم الاختلاف بينهم؟

    بقلم:يوعز هندل،عن يديعوت

    المجتمع الحريدي في ازمة، فالواقع الجديد الذي فرض عليه تظهر علاماته. ان الحكومة الجديدة تقلص موارد الانفاق وكسب الرزق صعب، بل إن الشراكات السياسية من الماضي اختفت كأنها لم تكن. وقد حول ساسة جدد الحريديين الى كيس ملاكمة، وهم في مقابل ذلك يردون بحرب قوية. إن لحظات عُسر من هذا النوع تنشئ هوية مشتركة.
    إن استيضاح الهوية ظاهرة يهودية جدا مع الكثير من الشعور. فالهوية تكون احيانا اختيارا واحيانا فرضا. كتب يهودا عميحاي ان اليهود شعب جيولوجي مع انكسارات وانهيارات وطبقات ومادة بركانية ساخنة. وتتغير الهوية بحسب قوة الحرارة، وفي السنوات الاولى لدولة اسرائيل فكر بن غوريون في استعمال حرارة البركان الساخن ليكون بوتقة صهر لانشاء هوية جديدة مشتركة يترتب فيها أبناء طوائف وتيارات مختلفة. وقد كان الحريديون من لابسي الملابس السوداء في خليط الهويات التي أغرقت الدولة الشابة، طبقة اخرى لا أكثر وكانوا يهودا كالآخرين. بيد أن بوتقة صهر بن غوريون فشلت فشلا ذريعا، وكان الثمن الأبهظ اخراج المجتمع الحريدي الى خارج المعسكر بتخلي دولة اسرائيل عن الخدمة العسكرية لغير المتفوقين في الدراسة، والتخلي عن الاشراك في دائرة العمل والتخلي في الأساس عن مسار الاستيضاح الاسرائيلي.
    نشأت في اسرائيل في السنوات الاخيرة معاهد ومؤتمرات تشتغل بالاستيضاح الذاتي وبمسائل الهوية. إن سؤال ‘من هو اليهودي؟’ حل محله سؤال ‘من هو الاسرائيلي؟’، ووجد هنا ذات مرة حتى كاتب موهوب جدا بلغ لكثرة الاستيضاح الى منصب وزير المالية، لكن الحريديين لم يكونوا جزءا من هذا المسار فظلوا مع الهوية القديمة، وتركوهم كذلك في الخطاب الاسرائيلي. وُجد ذات مرة رجل الشارع وهو ذلك الاسرائيلي العادي الذي يحب الفلافل ويحب شلومو آرتسي. وقد اشتغلوا بالحريديين في الجامعات وتعلموا عنهم في المدارس، بل عينوا في وسائل الاعلام مراسلين خاصين يتحدثون عنهم. لكن المعرفة بقيت سطحية ومن بعيد، وكان المجتمع الحريدي يُرى تيارا متجانسا ما يميزه هو اللون الموحد في اللباس والتفكير.
    كان يمكن ان نحصل على أفضل الأمثلة على ذلك في الاسبوعين الأخيرين في وسائل الاعلام بتوثيق تجنيد لكتيبة نيتسح يهودا للشباب الطلائعيين الحريديين وصور لمُدنسي نصب ذكرى ضحايا كارثة المروحيات. وفي الحالتين أظهرت عدسات التصوير معتمري قبعات سوداء الأولين بصورة جيدة والآخِرين بصورة سيئة. ولا يُحتاج الى نظرة عميقة كي نعرف ان الجندي الشاب الذي يُجند حليقا بصورة رائعة وشعر صدغيه قصير ولا يوجد سوى قبعة سوداء على رأسه. فتعريف الحريدي بعيد عنه. ولا يُحتاج الى علم شامل لفهم أن الاولاد الذين يدخلون شبه عُراة الى الماء، رغم القبعات السوداء لا يمثلون المجتمع الحريدي، ومن المؤكد أنهم لا يمثلون حشمته.
    بقدر ما كان عدم قدرة الجمهور الاسرائيلي العام على التفريق بين أسود وأسود قد انشأ مسار هوية مشتركة، حيث لم توجد ايضا. وبدل تشجيع كثرة الاصوات يفضي عدم التفريق الى توحيد الصفوف. إن المجتمع الحريدي يواجه في هذه الايام تغييرات حادة ولا مناص له سوى الاندماج إما طوعا وإما بحسب القانون. ولم يعد الحديث عن أقلية كما كان في عهد بن غوريون، بل عن كتلة تؤثر في صورة الدولة ونموها الاقتصادي. ويُحتاج من اجل تشجيع الاصوات المعتدلة ومحاربة المتطرفين، قبل كل شيء الى الاعتراف بهويتهم ومعرفتهم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 368
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:17 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 344
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:44 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 343
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:43 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 342
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:42 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 341
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:40 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •