النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 457

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 457

    اقلام واراء اسرائيلي 457
    10/10/2013

    في هــــــذا الملف

    لا توجد قومية اسرائيلية واحدة بل اثنتان
    بقلم: ديمتري شومسكي،عن هآرتس

    بيبي على الشجرة
    بقلم: افيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت

    حرب اكتوبر’ للسيسي
    بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    امريكا.. انحراف مؤقت عن النهج العام
    بقلم: ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم

    ابراهيم أول المهاجرين من البلاد
    بقلم: أبراهام تيروش،عن معاريف








    لا توجد قومية اسرائيلية واحدة بل اثنتان

    بقلم: ديمتري شومسكي،عن هآرتس
    يبرز في قرار المحكمة العليا رفض استئناف مجموعة اسرائيليين طلبوا أن تُحدد قوميتهم بأنها اسرائيلية لا يهودية، خطآن مركزيان. الاول أن المحكمة العليا اخطأت بزعمها أنه لا يوجد برهان على وجود قومية اسرائيلية. وفضلا عن أن القومية الاسرائيلية حية موجودة، الا ان الحديث ليس عن قومية اسرائيلية واحدة، بل عن اثنتين: القومية اليهودية الاسرائيلية والقومية العربية الفلسطينية الاسرائيلية.
    إن كل واحدة من هاتين القوميتين ترى نفسها في الحقيقة منتمية الى قوميتين واسعتين خارج اسرائيل القومية (أو الشعب) اليهودية الموجودة في اماكن الشتات، والقومية (أو الشعب) الفلسطينية المفرقة في أنحاء الشرق الاوسط وخارجه. لكن لا شك في أن القومية اليهودية والقومية العربية الفلسطينية الموجودتين في اسرائيل لهما جذور راسخة بقدر كافٍ في المجال الثقافي المحلي الاسرائيلي، كي يُلصق بكل واحدة منهما صفة ‘اسرائيلي.
    ويلاحظ خطأ المحكمة العليا الثاني بتفريقها القديم بين ‘قومية مدنية’، حيث يوجد تطابق بين القومية والجنسية السياسية التي تقوم على عقد اجتماعي، وبين ‘قومية عرقية ثقافية’ يكون فيها انتماء الفرد للمجموعة القومية في الأساس هو نتاج خصائص مشتركة كاللغة والثقافة والدين. والحديث عن تصور ثنائي تبسيطي لظاهرة القومية سيطر في الحقيقة على بحث القومية في القرن الماضي، لكن نفاذه البحثي بين المؤرخين وعلماء الاجتماع والمختصين بعلم السياسة في أيامنا أخذ يتضعضع من سنة الى اخرى.
    من الممتنع في الواقع السياسي والاجتماعي الثقافي المركب لنشوء الشعوب أن يوجد نمط ‘طاهر’ من ‘القومية المدنية’ من جهة ومن ‘القومية العرقية الثقافية’ من جهة اخرى. فمن الواضح مثلا أنه حتى في أوضح حالة من حالات ‘القومية المدنية’ وهي الامريكية، يعتبر من كانوا يُعرفون حقبا طويلة بأنهم الخلاصة التي تمثل الشعب الامريكي وحدها، يعتبرون في مجموعة ‘عرقية ثقافية’ هم البيض البروتستانت بصورة واضحة. ومن الواضح في مقابل ذلك مثلا أن احد أبرز الحالات من ‘القومية العرقية الثقافية’ في القرن الماضي وهي القومية اليهودية في بولندا بين الحربين العالميتين تميزت ايضا بالسمات المهمة لـ’القومية المدنية’، في كل ما يتعلق قبل كل شيء بالسعي اليهودي الى تحويل بولندا من الدولة القومية للشعب البولندي الى دولة كل مواطنيها.
    اقترح أحد باحثي القومية المركزيين في أيامنا وهو عالم الاجتماع الامريكي روجرز بروبيكر قبل أكثر من عشر سنوات التمييز البديل من ثنائية ‘القومية المدنية’ ازاء ‘القومية العرقية الثقافية’، وهو التفريق بين ‘قومية في اطار الدولة’، وهي قومية تؤسسها دولة ما وتتماثل معها، وبين ‘قومية مضادة للدولة’ تكون مفصولة عن مؤسسات الدولة التمثيلية، بل إنها تكون في احيان كثيرة في صراع معها.
    اذا طبقنا تفريق بروبيكر على حال القوميتين اللتين تشكلتا في الفضاء المحلي الاسرائيلي حصلنا على صورة معوجة ومقلقة جدا. فالقومية اليهودية الاسرائيلية التي هي انتماء عدد من مواطني الدولة هي القومية ‘في اطار الدولة’ الوحيدة، وهي تتمتع باعتبارها كذلك بسيطرة غير مضعضعة على مواردها، في حين أن القومية العربية الاسرائيلية الفلسطينية هي ‘قومية مضادة للدولة’ مُقصاة عن مؤسسات تمثيلها الرسمية وتُدفع الى صراع معها أكثر فأكثر.
    إن هذا الوضع الذي تُختصر فيه التجربة المدنية المشتركة بين المجموعتين القوميتين الرئيستين لمواطني اسرائيل، في الأساس بوعي الصراع القومي، هو وضع غير سوّي على نحو واضح. لكنه ليس وضعا لا يمكن تقويمه. إن وعي الشراكة المدنية في دولة متعددة القوميات يحدده واقع الشراكة المدنية لكل قومياتها في صوغ صورة تلك الدولة ومستقبلها. وفي الحال الاسرائيلي فان الطريق الى انشاء واقع مدني اسرائيلي مشترك هو السعي الى تحويل القومية العربية الفلسطينية الاسرائيلية من قومية ‘مضادة للدولة’ الى قومية ‘في اطار الدولة’ باشراكها الكامل في السيادة الحاكمة لاسرائيل الى جانب القومية اليهودية الاسرائيلية.
    إن اجراء كهذا لا يمكن أن يُدفع به قدما باستئنافات الى السلطة القضائية، بل بالنضال في اطار السلطة التشريعية. فليقم اذا المواطنون الاسرائيليون من أبناء الشعبين اليهودي والفلسطيني الذين يؤمنون بفكرة الدولة المدنية الاسرائيلية، وليُنشئوا لهم حركة سياسية اذا نجحت في إرسال ممثليها الى الكنيست فستحارب فيها لأجل تعريف اسرائيل الدستوري الجديد بأنها دولة القوميتين الاسرائيليتين، اليهودية الاسرائيلية والفلسطينية الاسرائيلية أو باختصار الاتحاد الاسرائيلي.
    إن الاتحاد الاسرائيلي الذي سيجمع القومية اليهودية الاسرائيلية والقومية العربية الفلسطينية الاسرائيلية سيكون قائما على التوازن الدقيق بين ‘القومية العرقية الثقافية’ و’القومية المدنية’. وهو من جهة لن يطمح الى تذويب الهويتين القوميتين العرقيتين الثقافيتين اليهودية والعربية الفلسطينية في فئة مجردة من اسرائيلية عديمة الاختلافات العرقية الثقافية الداخلية ومقطوعة عن الواقع المتعدد الجماعات المحدد للمجتمع الاسرائيلي. ومن جهة اخرى سيعكس الاتحاد الاسرائيلي كما يناسب مفهوم ‘الحلف’ العقد الاجتماعي بين القومية اليهودية الاسرائيلية والقومية العربية الفلسطينية الاسرائيلية. وبهذا يضع الأسس السياسية الحقيقية لبناء القومية العليا المدنية الاسرائيلية المأمولة التي ستتألف من القوميتين العرقيتين الثقافيتين المحليتين وتعبر تعبيرا صادقا عن السيادة الديمقراطية لكل مواطني اسرائيل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    بيبي على الشجرة

    بقلم: افيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت

    تكرر نتنياهو في خطبته في جامعة بار ايلان أول أمس، الرأي المحبب إليه وهو أن الاحتلال ليس جذر الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. حينما سئل ما هو جذر الصراع؟ قال رئيس الوزراء، ‘يوجد جواب جاهز وهو الاحتلال والمناطق والمستوطنات. يقولون إن سيطرة اسرائيل على المناطق، اراضي يهودا والسامرة، بعد حرب الايام الستة، اجج الصراع بقدر كبير، واسأل أحقا؟ إن الصراع من وجهة نظري، اذا كان يجب أن أختار تاريخا بدأ فيه بصورة عملية، فاقول انه بدأ في سنة 1921 في اليوم الذي هاجم فيه عرب فلسطينيون بيت المهاجرين في يافا. ولم يكن ذلك الهجوم على اراض ولا على مستوطنات، بل كان اعتراضا على هجرة يهود الى ارض اسرائيل’. وبعد ذلك ذكر نتنياهو رفض العرب لاقتراح التقسيم الذي جاء هو ايضا قبل أن يوجد الاحتلال، والعداوة العربية لدولة اسرائيل قبل 1967.
    إن الصراع بين الاستيطان اليهودي في البلاد وبين العرب لم يبدأ في الحقيقة في 1967. فقد رأى العرب الاستيطان اليهودي والدولة اليهودية جسما غريبا وكافحوه منذ أن تبين أن مطامح الحركة الصهيونية السياسية هي انشاء كيان سياسي في الاراضي التي كانوا يرونها اراضي عربية، والتي كان العرب فيها هم الأكثرية حتى حرب الاستقلال.
    توجد جذور للصراع، كما رأى زئيف جابوتنسكي بصورة صحيحة، في حقيقة أن العرب ليسوا غوغاء، بل هم حركة قومية، وأن الحركتين القوميتين اليهودية والفلسطينية تطلبان سيادة على الارض نفسها. فاذا كان نتنياهو أراد أن يوضح نقطة تاريخية فالحق معه. وليس من الواضح لي في الحقيقة من هم الذين يزعمون أن جذور الصراع الاسرائيلي الفلسطيني موجودة في احتلال 1967. لكن اذا كانوا موجودين فانهم مخطئون.
    إن القضية هي أن الصراعات السياسية لا تبقى جذورا، بل تُنبت جذوعا وأغصانا وتثمر ثمارا عفنة. إن نتنياهو يُريحه أن يعود الى 1921 والى 1947، كما يُريحه أن يعود مرة بعد اخرى الى الحاج أمين الحسيني وتعاونه مع النازيين. ولم يعد الحسيني منذ زمن زعيم الأمة الفلسطينية، وزال النازيون، وليست السنة هي 1921 بل 2013.
    إن تصور نتنياهو الجبري ينشئ عمى سياسيا. فالبحر ليس نفس البحر والعرب ليسوا نفس العرب، بل إن اليهود ليسوا هم اليهود أنفسهم. إن دولة اسرائيل ليست مستوطنة فيها 600 ألف نسمة، بل هي قوة اقليمية فيها أكثر من 8 ملايين مواطن، ولها اتفاقات سلام مع دولتين حاربتهما في الماضي. والفلسطينيون لا يقودهم الحسيني، بل أبو مازن، ولا تدعو الجامعة العربية الى القضاء على الكيان الصهيوني، بل الى السلام معه (يجب الجدل في الشروط بالطبع). فالامور تتغير. فقد كانت ايران مرة حليفة لنا وهي اليوم عدو خطير. وماذا يكون في الغد؟ لا أحد يعلم.

    إن أكثر معارضي الاحتلال لا يعتقدون أن احتلال المناطق نفسه في اثناء حرب الايام الستة كان المشكلة، بل كانت المشكلة هي القرار غير المعلن على ضم هذه المناطق الى مساحة دولة اسرائيل، من دون أن يُمنح سكانها غير اليهود حقوق المواطنة. وإن سياسة الضم مع رفض الحقوق انشأت واقعا لا يتجاهل فقط حقوق الفلسطينيين القومية المشروعة، وهي حقوق يعترف بها نتنياهو من الشفة فخارجا بقوله ‘دولتان للشعبين’، بل يتجاهل ايضا حقوقهم الانسانية الأساسية.
    لا يستطيع كثيرون في اسرائيل ومن خارج اسرائيل أن يتجاهلوا اعمال الظلم والسلب والتمييز والاضطهاد التي تصاحب استمرار هذه السياسة. ولا يُفسر ‘الاحتلال’ كل شيء ولن يحل إنهاء الاحتلال كل شيء لكنه سيدفع بنا قدما نحو الحل. لا نحتاج احيانا الى علاج جذري بل يكفي أن ننزل عن الشجرة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    حرب اكتوبر’ للسيسي

    بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    تم الاحتفال بأحداث حرب تشرين الاول/ اكتوبر 1973 في مصر في هذه السنة ايضا بصورة مهيبة جدا، وبعروض متنوعة وأشعة ليزر لامعة، وتم الاستعراض الاعلامي في جو الافراط المثالي والنصر البطولي. واذا كان يوجد صدق في نظرية المؤامرة التي تُسمع في اسرائيل، والتي تقول إنهم فكروا عندنا في اعادة بناء الكرامة العربية التي أُصيبت في حرب الايام الستة بواسطة ‘هزيمة’ اسرائيلية محسوبة، فانه بحسب الاجراءات التي أفضت الى اتفاق السلام بين مصر واسرائيل، وبحسب الاحتفالات السنوية بهذا النصر، أُعيد بناء ‘الكرامة العربية الضائعة’ حقا.
    منذ اكتوبر 1973 تتم صيانة ‘الكرامة المصرية’ بواسطة أفلام حنين الى الماضي، تشتمل على صور من القتال على مواقع القناة وتحليلات لامعة لجنرالات مصريين شاركوا في المعارك وقصص نجاح مشحونة بالخيال عن افعال الاستخبارات المصرية التي نجحت في تضليل ‘العدو الاسرائيلي’. وتثير المصطلحات المعادية على ألسنة فريق من المتحدثين الخوف من أن شيئا لم يتغير، وأن اسرائيل التي وقعت معها مصر اتفاق السلام بقيت بمنزلة عدو. فلم يبحث أحد من المتحدثين، ولو لأجل البروتوكول التاريخي، في حقيقة أنه بعد انتهاء الهجوم المباغت الذي نفذه جيشا مصر وسورية على اسرائيل بقوات متفوقة وفي الوقت نفسه، وجدت هاتان الدولتان نفسيهما في معركة انسحابية عند مشارف دمشق وعلى مبعدة 101 كم عن القاهرة.
    أُنقذت ‘الكرامة العربية’ واستُغلت انجازات حرب اكتوبر منذ ذلك الحين لتصبح غراء لاصقا ودواء تسكين للجموع في مصر وفي سورية، وذلك للتغطية على الفقر وعلى التخلف المتزايد وعلى فشل نظامي الحكم في محاولتهما تقدم شعبيهما نحو النمو. وفي هذا العام وعلى أثر النتائج المرحلية البائسة لـ’الربيع العربي’ تحمل الاحتفالات بنصر حرب اكتوبر شعورا باضاعة الطريق. ففي سورية تجري مذبحة متبادلة بين نظام الاسد إبن ‘المنتصر في اكتوبر’ حافظ الاسد، وحركات اسلامية تتبع الاخوان المسلمين والقاعدة، يدفع ثمنها مواطنو سورية وجيشها المنتقض. ويحتفل النظام المصري في اكتوبر 2013 ايضا بانتصار الحرب بشعور مختلط وجو كئيب، في ذروة المعركة الناشبة بين الحكومة المؤقتة والاخوان المسلمين. ويلوح الى الآن أن المعركة لم تُحسم بعد وأن حكومة عدلي منصور ووزير الدفاع السيسي تنجح في إبطال فعل الاخوان المسلمين باسماع خطب غوغائية مؤيدة للفلسطينيين وتصريحات واشارات خفية الى نية تطوير مشروع ذري مصري لأهداف الطاقة.
    زعم وزير الدفاع السيسي في خطبته بمناسبة اكتوبر أن مصر أُنقذت في آخر لحظة من قبضة الاخوان المسلمين الخانقة، وهم الذين أرادوا انشاء نظام اسلامي استبدادي فئوي ظلامي كاد يجر مصر الى حرب أهلية. وشبّه السيسي الجيش والشعب الذي يؤيده بـ’هرم راسخ’. يبدو نصر اكتوبر في مصر للناظر في هذا العام نصرا مُرا. فالسلطة المصرية التي تعمل في مواجهة الارهاب الاسلامي في سيناء، تتعرض الآن لانتقاد عالمي بسبب حالات القتل واعتقال المتظاهرين على أيدي قوات الامن. ورغم اعلان الحكومة المؤقتة تعديل الدستور والانتخابات القريبة بحسب ‘خريطة الطريق’ ما زال الاخوان المسلمون يحثون الجموع على مظاهرات جماعية على ‘الانقلاب العسكري’ بطرق سلمية، وهم في واقع الامر يطلقون النار على قوات الامن.
    إن الوضع في مصر يزداد سوءا. وفي وقت حظر فيه المفتي المصري احتجاجات اثناء موسم الحج، استعمل ‘الاخوان’ في الاسبوع الاخير سلسلة عمليات أوقعت قتلى كثيرين واشتملت على سيارة مفخخة في مديرية الاستخبارات في الطور في جنوب سيناء، واطلاق نار على سيارة عسكرية في الاسماعيلية واصابة قذيفة صاروخية لمحطة ارسال فضائية في المعادي بالقرب من القاهرة.
    انصدع صدع آخر في الاسلام السني. إن قطر (كتركيا) تؤيد الاخوان المسلمين وتهيج الشارع المصري على النظام بواسطة محطة ‘الجزيرة’. وفي رد على ذلك سجنت مصر مذيعيها وصادرت معدات وأعادت بغضب أموال مساعدة حولتها قطر. وفي مقابل ذلك يستضيف ملك السعودية رئيس الوزراء المصري ويعبر عن استعداد جازم لمساعدة الحكومة المؤقتة. ويتبين أنه يوجد في الشرق الاوسط كثيرون يتمنون للسيسي ولجيشه انتصارا آخر وكرامة في اكتوبر هذا ايضا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    امريكا.. انحراف مؤقت عن النهج العام

    بقلم: ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم

    إن ‘الحرب الثقافية’ الحالية، الناشبة في هذه الايام بكامل قوتها على صبغة المجتمع الامريكي وخصوصيته يعبر عنها ‘قطع التيار’ المستمر أعني الشلل الجزئي لاجهزة الادارة الاتحادية. ويسهل على هذه الخلفية أن نفهم التوق السائد الى التغيير في الطبيعة الأساسية للبنى والمؤسسات التي صيغت في ضوئها الديمقراطية الرئاسية في بلد العم سام.
    بخلاف سافر للتراث البراغماتي للمساومة الموضوعية والعملية بين الخصوم السياسيين ووجود مراكز تعاون بينهم رغم وجود فروق في تصوراتهم العامة يعكس الخطاب الحالي تشددا ايديولوجيا من قبل ‘حُماة السور والبرج’ التطهيريين على مذهب حركة ‘حفل الشاي’ (ومؤيديهم في مجلس النواب). ومع ذلك فان نظرة أكثر عمقا الى الساحة الامريكية تفضي الى استنتاج أن دواء المرض الحالي الذي سيعيد الى الجهاز السياسي الامريكي بُعد الانفتاح والاستعداد التقليدي لاستيعاب أفكار واتجاهات عمل جديدة، من دون أن يُرى ذلك كُفرا، لا يكمن البتة في تغيير لقواعد اللعب الرسمية نفسها.
    إن مجرد وجود عدم اتفاقات بين الرئيس ومجلس النواب كان في الماضي واحدا من الاشارات المباركة الى ‘نظام الكوابح والتوازنات’ بين هاتين السلطتين. لأنه بخلاف الحاضر القتالي، لم تُدر الصراعات التاريخية التي نشبت بين البيت الابيض وتل الكابيتول على أساس حزبي أو قيمي أو نظري خالص، بل بالعكس كانت تدور في الأساس على مصالح فئوية ملموسة، وانشأت آخر الامر صفقات ومصالحات بين المؤسسات، ومنعت في الوقت نفسه هيمنة زائدة لأحدها على حساب الآخر في مسار تخصيص الموارد القومية. ولهذا اذا استثنينا ازمة شلل الادارة في شتاء 1995 مدة ثلاثة اسابيع، كانت سائر المحاولات لتجميد ‘قانون الميزانية’ بمنزلة مشاهد قصيرة لا غير، وكان الضرر الذي سببته للاقتصاد الامريكي أو للاستقرار السياسي محدودا.
    يمكن من هذه الجهة أن نُعرف الاحتكاك التقليدي بين السلطات بأنه احتكاك بناء، منع الرئيس من أن يصبح شبه قيصر بلا حدود ومعوقات ومُثبطات. وحينما حاول الرئيس نيكسون اثناء فضيحة ووتر غيت أن ينقض التوازن الدقيق بين السلطات بدعاوى ‘الحصانة التنفيذية’، أوقفه مجلس النواب في مكانه (بدعم كامل من المحكمة العليا) واضطر الى الاستقالة في عار عشية عزله المحقق. وقد انشأ الدستور الامريكي في الحاصل (والتعديلات التي أضيفت اليه) طائفة عبقرية من الكوابح وصور الرقابة المتبادلة بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، ضمنت الاستقرار واستمرارية الحكم والفاعلية، على خلفية ثقافة سياسية كانت في أصلها تعددية ومتحركة ومنفتحة.
    يمكن فقط أن نأمل أن يكون الانحراف الحالي مؤقتا فقط وأن تتبنى الأمة الامريكية بعد أن تخفت نار المعارك مرة اخرى مبادئ التعدد والسعي الى حل المشكلات والطموح الى السير في سبيل الاتفاق الواسع. وقد يحظى هذا المسار ايضا بالتسارع على أثر الانتخابات البينية لمجلس النواب في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 اذا عبرت نتائجها حقا عن خيبة أمل الناخب من الحماسة المتشددة لمجلس النواب الذي ينطلق قدما الى حافة المنحدر المالي. وذلك من دون تغيير ما في الأساطين الأساسية التي بُنيت عليها الديمقراطية الامريكية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    ابراهيم أول المهاجرين من البلاد

    بقلم: أبراهام تيروش،عن معاريف

    هذا هو تاريخ الهجرة من بلاد اسرائيل.. الموضوع اشتعل الان من جديد واصبح قضية الاسبوع. الهجرة من البلاد بدأت، كما يتبين من أب الامة أبونا ابراهيم بجلاله وعظمته، وان كانت الظروف التي هاجر فيها مختلفة تماما عما هي عليه اليوم.
    ‘لقد كان ابراهيم في واقع الامر اليهودي الاول الذي هاجر الى البلاد، وقد فعل ذلك بناء على أمر من الرب، وهكذا أقام صلة الشعب اليهودي به على أجياله، وكذا الوضع الذي تحتمل فيه ايضا الهجرة منه. وهكذا تبدأ القضية: ‘يقول الرب لابراهيم إذهب إذهب من بلادك ووطنك ومن بيت ابيك الى البلاد التي اريك اياها. وسأجعلك غريبا كبيرا واباركك وأعظم اسمك وتكون البركة. ويذهب ابراهيم عندما تحدث اليه الرب’.
    الرب لا يقول له ما هي بلاد المقصد واين هي، وابراهيم لا يسأل، بل ببساطة ينهض في الصباح، ويبدأ بالسير جنوبا، وفقط عندما يصل الى بلاد كنعان، يبلغه الباري عز وجل ‘لنسلك اعطيك هذه البلاد’. غير أنه تمر بضع سنوات وابراهيم يهاجر الى مصر ‘للسكن هناك’ على حد قول الاية ‘إذ يكون جوع شديد في البلاد’. مثلما كان هو المهاجر الاول الى البلاد، فانه الان المهاجر الاول من البلاد.
    ظاهر تفسير هذا الهجران يكمن في آية يكون جوع شديد وابراهيم يهاجر الى مصر فقط ‘ليسكن هناك’، التعبير الذي مبناه هو المكوث المؤقت في بلاد أجنبية. ولكن الحاخام الاكبر ‘الرمبان’ وعظماء المفسرين يقررون ان ابراهيم اخطأ حين لم يؤمن بان الرب سينقذنا من الجوع ‘وعلى هذه الخطيئة قدر لنسله النفي الى مصر، إذ في المكان الذي فيه الخطيئة يكون العقاب’.
    كما أن ابنه اسحق وحفيده يعقوب هجروا البلاد في اوقات الجوع، ولكن قصة الهجرة المضادة الاكثر اذهالا في مستوى الثواب والعقاب تقع بعد نحو 700 سنة من ذلك، في عهد القضاة كما تروي سيرة روت. مرة اخرى جوع في البلاد وعائلة ميسورة وغنية من بيت لحم اليميلخ ونوعامي وابناؤهما محلون وكليون يهاجران من البلاد ‘للسكن في حقول موآب’. الابنان يتزوجان امرأتين موآبيتين عرفة وروت، ولكن في غضون بضع سنوات يموت اليميلخ وابناه.
    على ماذا ولماذا حصل هذا؟ الجواب الدارج هو العقاب على هجرتهم من البلاد، ولكن على الفور يبرز السؤال أعقاب بهذه القسوة؟ فابراهيم ايضا هاجر عند الجوع. الجواب متنوع: الجوع في ايامهم لم يكن شديدا مثلما في ايام ابراهيم ولم يتناسب مع المعايير التي تسمح بالخروج من البلاد؛ منذ البداية، هاجروا، مثل ابراهيم، فقط للسكن في حقول موآب، ولكن في النهاية استقروا هناك استقرارا دائما. كانوا من عظماء الجيل ممن يتعين عليهم ان يكونوا قدوة.
    درس من ‘حقيبة شمعوني’ يؤكد الجواب الاخير ويضيف اليه عنصرا مهما يتعلق بالزعامة بشكل عام. ‘اليميلخ من عظماء الدول ومن معيلي الجيل كان، ولانه جاءت مجاعتان قال: ‘الان سيأتي كل اسرائيلي ليدق بابي، واحد يأتي بصندوقه وآخر بسلته. فماذا فعل؟ هرب من وجهيهما. ولماذا عوقب؟ لانه اسقط قلب اسرائيل’.
    خطيئة لا تغتفر. اليميلخ الغني هاجر ليس لانه لم يكن لديه ما يأكله، بل لانه كان لديه أكثر مما ينبغي. وهو لم يكن سينهار من الجوع، ولكنه لم يرغب في اعالة الاخرين، المحتاجين. وليست الهجرة نفسها هي التي ولدت العقاب الشديد بل التأثير المعنوي لهربه على الجمهور الذي يقوده. محظور على الزعيم أن يسقط قلب مرؤوسيه هذا لعناية زعماء جيلنا.
    اما الخلاصة فنتركها للحاخام الاكبر ‘الرمبام’. ‘لا يسكن احد أبدا في بلاد اسرائيل، حتى لو في مدينة معظمها عاملو نجوم، ولا يسكن خارج البلاد حتى ولا في مدينة معظمها اسرائيل. فكل من يخرج من البلاد وكأنه يعمل عملا أجنبيا’. هذا ليس من قبيل أنه سيؤثر على احد ما من المهاجرين الذين تروق لهم الحال في نيويورك او في برلين ولكن على الاقل ليعلموا ذلك.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 367
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:33 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 366
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:32 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 365
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:31 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 323
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-24, 09:29 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 319
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •