اقلام واراء اسرائيلي 470
30/10/2013
في هــــــذا الملف
معايير التجسس الامريكية المزدوجة
بقلم: سمدار بات أدام ،عن اسرائيل اليوم
نتنياهو: سنفرج عن سجناء.. وهذا هو القرار
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
الافراج عن السجناء هو دفاع نتنياهو المزدوج
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
التحريض ضد اسرائيل مزهر كالعادة
بقلم: نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم
كان ينبغي المطالبة بتحرير بولارد ايضا
بقلم: بن - درور يميني،عن معاريف
عيون العالم تتطلع الى المفاوضات مع ايران
بقلم: افرايم هليفي ،عن يديعوت
معايير التجسس الامريكية المزدوجة
بقلم: سمدار بات أدام ،عن اسرائيل اليوم
حينما أصاب نبأ أن الامريكيين يتنصتون على عشرات زعماء الدول الغربية من أفاضل اصدقائهم، العالم الغربي بالدهشة، وقالت متحدثة وزارة الخارجية: ‘سنفحص عن ذلك من وجهة نظر اصدقائنا وشركائنا في العالم’، تذكرت جملة بيل كلينتون المعوجة التي قال فيها: ‘لم تكن لي علاقة جنسية بتلك المرأة الآنسة ليفينسكي’. لأن للامريكيين سبلا خاصة بهم لعرض أفعال ممنوعة غير اخلاقية حينما يفعلونها هم.
‘الاصدقاء الآن غاضبون، فمستشارة المانيا انجيلا ميركل توبخ اوباما وتقول إن ‘الثقة بين الدولتين تم الاضرار بها ضررا شديدا’. ويقول اوباما إنه لم يعلم شيئا ولا نصف شيء عن التنصت السري لوكالة الامن القومي التي يتولى المسؤولية عنها بصورة مباشرة. وحينما يتبين أنه ربما اطلع على الامر في 2010 سيضطر الى أن يتصل مرة اخرى بميركل وأن يقول المعذرة، لم أعلم أنني علمت. وليس رئيس فرنسا، فرانسوا هولاند، ايضا راضيا حقا، وهو يدعو دولا اوروبية اخرى الى الانضمام الى اتفاق عدم التجسس الذي تطلبه برلين وباريس من الولايات المتحدة، ونقول باختصار إن امريكا فشلت.
وعلى هذه الخلفية من المهم أن نفحص عن كل كلمة تقولها المتحدثة الرسمية، جان باسكي: ‘ستستمر الولايات المتحدة في جمع المعلومات المطلوبة لها للحفاظ على أمننا وأمن حلفائنا…’. والامريكيون يفحصون الاضرار، ويوجه اوباما الى ‘الفحص من جديد’ عن خطط المراقبة وتعد ليسا مونكو، مستشارته للامن القومي ومكافحة الارهاب، العالم الديمقراطي بقولها: ‘نحن نجمع معلومات فقط لأننا نحتاج اليها لا لأننا قادرون’.
‘يا تل ابيب هل فهمت هذا؟ إن امريكا تعترف بأن التجسس بين الاصدقاء مباح حينما تحتاج اليه، بحسب معاييرها. وبأنها ستستمر في ذلك.
وعليها، وقد اعترفت بذلك، أن تفرج الآن عن جونثان بولارد الذي نقل حينما كان ما يزال من العاملين في وكالة الاستخبارات المركزية، معلومات الى دولة صديقة جدا للولايات المتحدة هي اسرائيل لا لأنه كان قادرا، بل لأنه فهم أنه يُحتاج الى ذلك. وقد استُعملت تلك المعلومات في جملة ما استُعملت له، لاستعداد لتجنب سلاح ابادة جماعية للبلدان العربية وعمليات كقصف قيادات منظمة التحرير الفلسطينية في تونس في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 1985 ردا على سلسلة عمليات نفذتها المنظمة.
‘واعترف بولارد وحُكم عليه بالتجسس لدولة صديقة، من دون نية إحداث ضرر بالولايات المتحدة. وفي الرابع من آذار/مارس 1987 حكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد مع توصية بعدم الافراج عنه الى الأبد (!). وكانت أثقل عقوبة على تجسس لدولة صديقة فُرضت في الولايات المتحدة حتى ذلك الحين، 14 سنة سجن.
وزعم بولارد على الدوام أنه عمل للحاجة الى حماية دولة اسرائيل، بعد أن تبين له أن جهات في جهاز الامن القومي في الولايات المتحدة تُعرض حياة اسرائيليين للخطر، بمنعها عمدا بعض المعلومات التي يجب أن تحصل عليها اسرائيل، بحسب مذكرة تفاهمات من سنة 1983. وصادق لورنس كورب، وهو نائب وزير الدفاع في فترة المحاكمة، في زيارته للبلاد قبل بضعة أشهر، على أن المعلومات التي نقلت في حينه تناولت الأخطار على اسرائيل من الدول العربية، وبيّن أن بولارد لم يُتهم قط بالخيانة، وأكد أن العقوبة التي فُرضت عليه كانت مفرطة.
يجب أن تطلب اسرائيل اليوم من صديقتها الامريكية اصلاح علاقتها المسيئة الى بولارد والافراج عنه فورا. يكفي معايير مزدوجة. ويجب على اوباما الذي يهتدي بالنزاهة باسم بلده أن يعتذر الى بولارد الذي تصرف بحسب المعايير التي تُجيز ‘التجسس بين الاصدقاء’ حينما يُحتاج اليه وأن يمنحه حريته فورا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو: سنفرج عن سجناء.. وهذا هو القرار
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
تإن القصة السياسية التي أُضيفت الى الافراج عن السجناء الفلسطينيين تميز السياسة الاسرائيلية: ففيها من السخافة أكثر مما فيها من تعمد الاثم، ومن الاهمال أكثر مما فيها من العقل، ومن الانتهازية أكثر مما فيها من الايديولوجيا. لكن ربما يجدر قبل أن ندخل الى تفاصيل الدراما أن نثير عددا من الحقائق غير المريحة تتعلق بهذا اليوم المشحون.
أولا، تدفع اسرائيل منذ سنوات أثمانا مرتفعة للدم في صفقات أسرى، فقد دفعت ثمنا باهظا عن اعادة جنود تم اختطافهم وجثث جنود، ودفعت ثمنا باهظا عن استعداد الطرف الثاني لدخول التفاوض. والصفقة الحالية هي مثال جيد، وهي الثمن الاضافي الذي تضطر اسرائيل الى دفعه عن صفقة شاليط، بعد أن أعطت حماس في تلك الصفقة جائزة ضخمة؛ وهي الثمن الذي تدفعه اسرائيل ايضا كي لا تدفع بوقف البناء أو بموافقة مبدئية على انسحاب من المناطق كلها.
وثانيا، إن الافراج عن ارهابيين محكوم عليهم، جزء لا ينفصل عن كل تفاوض مع منظمة ارهابية تصبح مدنية، وهذا ما كان في العالم كله. والسؤال هو كم ومن ومتى ومقابل ماذا؟ ويكمن فشل حكومات اسرائيل في الأجوبة عن هذه الاسئلة.
ثالثا، ليس للعائلات التي ثكلت بأعزائها بهجمات ارهابية أي فضل في الجدل العام في صفقات الأسرى. فكارثتها شخصية والمشكلة المطروحة للجدل قومية. فيحسن الاصغاء الى غضب العائلات والمشاركة في ألمها واحترام حدادها. لكن استعمال الساسة ووسائل الاعلام لدموع العائلات مبالغ فيه، بل هو في احيان كثيرة هزلي يبلغ حد الابتذال.
ولا يصح هذا فقط على عدد من معارضي الافراج، بل على رئيس الوزراء ايضا. فمع كل الاحترام، إن حقيقة أنه فقد أخاه في ظروف مختلفة تماما، لا تُهيئه لتفهم مشكلة عائلات ولا تجعله منيعا من النقد، فيجب أن يُحكم على قراراته في ذاتها، لا بحسب نسبته العائلية.
أما من جهة الدولة فان الامتحان الأعلى هو خطر أن يعود المخرب المفرج عنه الى تأدية دور في خدمة الارهاب. فهذا ما يفعله عدد من المفرج عنهم، وهو سيئ لأمن مواطني اسرائيل ولاحتمال التوصل الى اتفاق في يوم ما.
ورابعا، يعلم الجهاز السياسي كله أن اتفاق الأقساط الاربعة للافراج عن السجناء لا يمكن تغييره. وقد تحبطه فقط واقعة تصدم الشعور بقوة، كعملية جماعية مثلا، فقد كانت ضجة الايام الاخيرة على لا شيء، من جهة ما.
وخامسا، ما زالت توجد قضية واقعية تنتظر أن تبت بها الحكومة، وهي أن تشمل الصفقة سجناء من مواطني اسرائيل. فمعارضة ذلك واسعة بين الوزراء ولدى الجمهور ايضا. وفي الجدل بين الوزراء في الاسبوع الماضي اقترح وزير الداخلية جدعون ساعر على وزير المتقاعدين أوري اورباخ، وهو من معارضي الافراج، أن يقوم ويستقيل. وسنرى ماذا يقترح ساعر على نفسه اذا ما دُفع الى شبه ذلك.
‘في تموز/يوليو الاخير عرض وزير الخارجية الامريكي جون كيري على نتنياهو اقتراحا ما كان يمكنه أن يرفضه وهو أن يمتنع الفلسطينيون عن التوجه الى الامم المتحدة ويجددوا التفاوض اذا حصلوا على واحد من التفضلات الآتية: تجميد البناء أو الافراج عن سجناء أو موافقة مبدئية اسرائيلية على عودة الى خطوط 1967. واحتار نتنياهو وأصر كيري. وفي النهاية اختار نتنياهو الاقتراح الأسهل، وهو الافراج عن سجناء.
إن رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت لا يشارك في الحيرة، فقد قدّر أن يوافق نتنياهو على التجميد. ويقول إنه نقل الى نتنياهو رسالة تقول لا تتجه الى ذلك. وجاء يوم الجمعة وفي وقت قريب من دخول السبت دعا نتنياهو بينيت إليه، الى لقاء في تل ابيب وقال له سنفرج عن سجناء. وهذا هو القرار.
يقول بينيت: ‘وقع علي ذلك كرعد في يوم صاف. وقلت له سنصوت اعتراضا، لكننا لن نستقيل من الحكومة’.
وفهم نتنياهو كلام بينيت فهما مختلفا، فقد سمع جملا مطمئنة مثل ‘نحن نستطيع العيش مع هذا’، وفرض أن بينيت ينوي أن يصوت مؤيدا. وبالقرب من شارع هغاي هاتف بينيت نتنياهو. قال لي أمس: ‘خشيت ألا يكون فهم فهما صحيحا. قلت له أنا أعارض’.
وظن نتنياهو أن بينيت ينوي أن يؤيد أو أن يمتنع، وهذا ما قاله ايضا لوزراء آخرين. وقد امتنع عن ذكر ذلك علنا كي لا يحرج بينيت. وفي الايام الاخيرة حينما هاجم بينيت وكتلته البرلمانية الصفقة، بما أوتوا من قوة، غضب نتنياهو.
ينسب بينيت (خطأ) العنوان الصحافي الذي برز في رأس الصفحة الاولى من ‘يديعوت احرونوت’ في يوم الجمعة ‘قتلة مقابل بيوت’ الى قدرة نتنياهو على صوغ الكلام. فأنت يا نفتالي بينيت عارضت تجميد البناء ولهذا فانك تتحمل تبعة الافراج عن القتلة.
وفي هذه المرحلة يدخل القصة اقتراح قانون صاغه رئيس الائتلاف الحكومي ياريف لفين (الليكود) وأوريت ستروك (البيت اليهودي). ويرمي اقتراح القانون الى منع الحكومة من الافراج عن مخربين في اطار تفاوض في المستقبل. في يوم الخميس الاخير سحبت ستروك الاقتراح قُبيل التباحث فيه في اللجنة الوزارية للتشريع. فقد أدركت أنه ليس للاقتراح احتمال أن يجوز. وفي الغد بعد أن قرأ بينيت عنوان ‘قتلة مقابل بيوت’ أعاد الاقتراح الى طاولة اللجنة. أيحاول نتنياهو أن يُذله؟ سيُذل هو نتنياهو.
‘كانت الفكرة استغلال الدعم الذي أعطانا الافراج عن السجناء إياه’، قال لي بينيت أمس. ‘تحدثت الى نتنياهو بضع مرات في ترتيب حدود صفقات الافراج عن سجناء. وقد مرت سنتان منذ كانت صفقة شاليط، لكن لم يتحرك أي شيء، وعلمت أننا اذا أثرنا الاقتراح بعد أشهر، حينما لا يكون هذا الموضوع مطروحا للبحث، فليس لنا أمل’.
ليس بينيت خبيرا بصورة مميزة بشؤون الريح، ولهذا فان الريح الداعمة التي بحث عنها ضربته في وجهه مباشرة.
إن الرسائل الالكترونية التي خرجت من مكتب بينيت قرنت القانون المقترح بالتقسيط الذي يوشك أن يُنفذ، وألقت احدى الرسائل تبعة الافراج على كاهل وزيرة القضاء تسيبي ليفني. فلأن ليفني تريد أن تُحادث صائب عريقات يفرجون عن قتلة. وكان الاعلان (انضم الوزير أوري اريئيل بوجبة سُم منه) كاذبا وجبانا ايضا. ويعترف بينيت بأنه وقع خطأ.
واحتارت ليفني هل تثير في جلسة اللجنة الوزارية لشؤون التشريع اقتراح القانون. ولما كان القرار قد سُحب وأُعيد فانه كان في يديها. ووقع عليها طوفان سب وتهديد في الشبكة، وكأن اثارة الاقتراح كانت كافية لتعويق الافراج عن السجناء. لم تول ليفني الامر أهمية في البداية، وسمعت بعد ذلك بأمر البصقة التي أصابت في يوم السبت عضو كتلتها البرلمانية اليعيزر شتيرن من فتى في السابعة عشرة من عمره، وهو مُجّل متحمس للحاخام دوف ليئور، حاخام يغئال عمير.
ورأت ليفني هنا فرصة ذهبية لرد الصاع صاعين ولتقوية مكانتها بصفتها الشخص المعتدل المسؤول في الحكومة. فشبهت التحريض عليها بالتحريض الذي سبق قتل رابين. ودهش بينيت لعقد الصلة بينه وبين الفتى الباصق. وقال في تهكم: ‘قتلت يسوع ايضا’.
وصوت وزراء الليكود بالاجماع اعتراضا على اقتراح القانون، فدفنوه دفن الحمار. ويعترف بينيت بأن اجراءه اعترته الأخطاء لكنه يُصر على أنه لم يكن فيه شيء من الهزل. وهو يدرك أنه فشل طول الطريق كله فتلقى ضربات وأكل السمك العفن، لكنه لم يُطرد والحمد لله من الحكومة بعد.
خطبت أييلت شكيد وشولي معلم، وهما عضوا كنيست من كتلته البرلمانية أمس في تظاهرة تعترض على الافراج عن السجناء بالقرب من سجن عوفر. وقد تحدثت الى شكيد أمس. وهي تدرك أن طلب الغاء الصفقة الحالية داحض. ورغم ذلك تظاهرت لالغائه، ولم يسافر بينيت الى التظاهرة بل سافر للقاء أخيه السابق يئير لبيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الافراج عن السجناء هو دفاع نتنياهو المزدوج
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
إن القسط الثاني من الافراج عن السجناء الامنيين، التسوية الكاملة في الحقيقة للافراج عن 104 سجناء في اربع مراحل، هو الزناد الذي يمسك به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كي يتحقق من أن القنبلة اليدوية ـ مواجهة جديدة مع السلطة الفلسطينية ـ لن تنفجر. إن اسرائيل قلقة من امكانيتين: تصعيد أمني كبير في الضفة الغربية وأكثر من ذلك انهيار التفاوض السياسي مع السلطة الفلسطينية.
اذا توقفت المحادثات قبل الاطار الزمني الذي حدده الامريكيون وهو تسعة أشهر، فستجدد السلطة الفلسطينية هجومها السياسي على اسرائيل، وتحاول أن تنضم الى عشرات المنظمات الدولية، بعد فشل الاجراء الفلسطيني السابق في الامم المتحدة في صيف 2011.
قال مسؤول كبير سابق في السلطة الفلسطينية كان له مؤخرا لقاء غير رسمي مع ضباط الجيش الاسرائيلي في الضفة، قال لهم هذا الكلام بصراحة: إن السلطة غير معنية بانتفاضة اخرى كثيرة العنف والمصابين. فورقة اللعب الرئيسة الموجودة في يدها هي النضال الدبلوماسي في العالم وستستعملها في اللحظة التي يتوقف فيها التفاوض، وقد ضغطت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على الفلسطينيين الى الان للامتناع عن ذلك، لكن تفجير المحادثات سيجعل من الصعب عليهما الاستمرار في فعل ذلك ويجعل اسرائيل في موقع غير مريح في الساحة الدولية.
لكن ما بقي رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يتلقى مرة في كل شهرين قسطا آخر من الافراج عن السجناء، فان احتمالات أن ينهار التفاوض ضعيفة. ويكسب نتنياهو بذلك زمنا يُستغل ايضا لبناء وحدات سكنية اخرى في المناطق، من دون معارضة حقيقية من الفلسطينيين.
إن وزراء البيت اليهودي واسرائيل بيتنا الذين حاولوا في يوم الاحد منع الافراج باجراء هزلي في اللجنة الوزارية للتشريع، يعرفون هذا الواقع جيدا، وكان الخيار لهم في الصيف الاخير، لكن الوزراء خلصوا الى استنتاج أن استمرار البناء في المستوطنات أهم عندهم من منع الافراج عن قتلة فلسطينيين. وقد أصبح ندمهم الآن متأخرا كثيرا، فنتنياهو لا يستطيع التراجع عن التزاماته للسلطة وللامريكيين في الأساس، كما فهم جيدا وزيرا الليكود جدعون ساعر وليمور لفنات في كلامهما في الجلسة يوم الاحد. ولهذا ما لم تحدث عملية دراماتية تُحرق أوراق اللعب سيُفرج عن السجناء في الموعد رغم الاحتجاج في الحكومة وتظاهرات الشوارع.
ولضمان أن تستمر المحادثات (رغم أنه حدث تقدم ضئيل فيها فقط الى اليوم كما نعلم) ولمنع تصعيد آخر للعنف على الارض، رتب وزير الخارجية الامريكي جون كيري رزمة مساعدة اخرى للفلسطينيين، فسيحظى عباس بـ600 مليون دولار اخرى من الدول المانحة برعاية الامريكيين، وسيأتي نحو من ربع المبلغ من قطر، التي فضلت أن توجه أكثر تبرعاتها في السنوات الاخيرة الى حكومة حماس المنافسة في قطاع غزة.
إن دعوة رئيس وزراء حماس اسماعيل هنية الى انتفاضة جديدة في خطبة له في منتصف الشهر كانت موجهة الى الضفة لا الى القطاع. ففي غزة تبذل حماس تحت ضغط مصري عنيف كل جهد للامتناع عن صدام مع الجيش الاسرائيلي. ومن المنطق أن نفرض أن يُجري أناس هنية في هذا الصباح ايضا مطاردة لمطلقي القذيفتين الصاروخيتين على عسقلان، وهذه واقعة نادرة على حدود القطاع في الاشهر الاخيرة.
تُفرد وسائل الاعلام وبحق مكانا واسعا لاحتجاج العائلات الثكلى التي توشك الحكومة أن تُفرج عن قتلة أعزائها، لكن الدعوى القوية لمعارضي الافراج موجودة في المجال العاطفي والاخلاقي، ولا يوجد وزن حقيقي للدعاوى الاخرى وكأنه يوجد خطر أن يعود السجناء المفرج عنهم الى الارهاب، لأن أكثر السجناء المفرج عنهم قضوا عقوبات طويلة عن عمليات نفذوها في ثمانينيات القرن الماضي وبداية تسعينياته، حتى اتفاقات اوسلو. والأكثرية الغالبة منهم مؤيدة لحركة فتح. وهؤلاء بحسب مفاهيم الارهاب هم شيوخ فتح، وهم سجناء أعمارهم بين الـ45 الى الـ60 ليست لهم أية صلة بميدان الارهاب الحالي، وليس لهم أي علم نافع لاعضاء الشبكات النشيطة في المناطق اليوم.
يمكن بالطبع أن نتحدث عن المعنى الرمزي المضر للتنازل الاسرائيلي، لكن يُخيل إلينا أن هذه الدعوى قد تم استنفادها في صفقة شاليط قبل سنتين. فبعد أن افرج نتنياهو نفسه عن 1027 سجينا فيهم قتلة من حماس ورؤساء شبكات ارهاب نشيطة من الانتفاضة الثانية، هل يوجد الآن معنى رمزي متراكم آخر للافراج عن 104 سجناء يتجاوز التنازلات السابقة؟ والدعوى الاخرى التي تُذكر دائما تتصل بضعف الردع الاسرائيلي المحتمل، لكن يبدو الآن على الأقل أن وضعه قوي نسبيا، لأن حماس كما ذكرنا آنفا غارقة في مشكلاتها مع مصر.
إن التنسيق السياسي والامني مع مصر والاردن أقوى مما كان منذ سنين كثيرة. وحزب الله كما يبدو غارق كثيرا في الحرب الاهلية في سورية غرقا يشغله عن المبادرة الى عمل موجه على اسرائيل، فورا. وقد ضعف الجيش السوري تحت ثقل الحرب الفتاكة لمنظمات المتمردين. وفي ما يتعلق بآلاف اعضاء منظمات الجهاد العالمي على حدود سورية وفي سيناء، فانهم غير مُحتاجين الى تعليلات جديدة للخروج في عمليات موجهة على اسرائيل. فمن اللحظة التي سيفرغون فيها من حربهم لجيشي سورية ومصر سيفعلون ذلك على كل حال؛ وعلى ذلك فان الافراج عن سجناء فلسطينيين لن يُقدم ولن يؤخر عندهم. إن نتنياهو موجود هذه المرة في موقف مريح نسبيا ليجيز في الحكومة والجمهور القسط الثاني من تسوية السجناء مع السلطة الفلسطينية؛ ولا يفترض أن تُفشله معارضات البيت اليهودي واسرائيل بيتنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
التحريض ضد اسرائيل مزهر كالعادة
بقلم: نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم
اذا كنتم ترغبون في أن تعلموا من أين استمد القتلة الذين يُفرج عنهم الآن كراهيتهم لليهود؛ واذا كنتم تسألون أنفسكم ما الذي جعل فلسطينيا مثل قاسم طاهر حازم، الذي يُفرج عنه الآن من السجن يقتل بضربات فأس ايزيك روزنبرغ ابن الثامنة والستين من بات يم، الناجي من معسكر الابادة سوبيبور، فاتجهوا الى الاعلام الفلسطيني، والى جهاز التربية الفلسطيني والى الشعراء الفلسطينيين والمطربين.
ما زال كل شيء تقريبا هناك حتى بعد الافراج عن القتلة في الصيف، والآن ايضا قبل الافراج عن القتلة في الخريف. إتجهوا مثلا الى العدد الاخير من المجلة الشهرية زيزفونة وهي مجلة شباب:
اذا كنت تعلم أنك ولدت مع حكم بالموت، واذا كنت تمضي نحو موتك غير مبالٍ فانك فلسطيني!، كُتب هناك، واذا كان نشيدك الوطني هو نشيد الشهادة، وكان الموت عندك ولادة فانك فلسطيني! واذا كنت تحب الموت وتردد الشهادة بصوت عالٍ فانك فلسطيني! واذا شعرت مرة بأنك جسم منفجر وبأن نفسك ستشتاق في يوم ما الى أن تكون فارسا لأجل الوطن فأنت فلسطيني… واذا رويت بدمك الحر شجرة الوطن حبا، ومددت ما بقي من اعضاء جسمك جسرا للقادمين فأنت فلسطيني. إن أغنية الحب والسلام هذه تُذاع الآن للمرة الثالثة في اطار مجلة الشباب التي يوجد في لجنتها الاستشارية نائب وزير التربية في السلطة الفلسطينية جهاد زكارنة، ورئيس قسم الاعلام في وزارة التربية في السلطة الفلسطينية عبد الحكيم أبو جاموس.
ولا تعوزنا أمثلة مبهجة اخرى من هذا النوع وأشباهه. أُدخلوا الى موقع نظرة الى الاعلام الفلسطيني. وانظروا في مواد جهات تقدير اخرى. واتجهوا الى التقارير التي ينشرها مكتب الشؤون الاستراتيجية. إن حال الفلسطينيين اليوم كما كانت في العام الماضي، بل لا يوجد هناك وهْم تغيير. إن القتلة يُحررون في حين يهيج حولهم جو سلام، مشحون بالكراهية والتحريض وسلب دولة اسرائيل شرعيتها وتمجيد القتلة والارهاب. هذه هي النصوص والأغنيات المسجلة والسطور التي تستقبل المخربين الذين تُفرج عنهم اسرائيل باعتبار ذلك بادرة حسن نية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كان ينبغي المطالبة بتحرير بولارد ايضا
بقلم: بن - درور يميني،عن معاريف
في ظروف السلام يكون تحرير المخربين والقتلة جزء لا يتجزأ من عملية المصالحة. وشرط أن تكون مصالحة. هذه ليست القصة التي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، توجد تهدئة معينة، يوجد تعاون أمني، توجد معارضة للعنف، على الأقل من جانب أبو مازن، الذي فهم أن العنف يضر بالفلسطينيين أنفسهم، ولكن لا توجد مصالحة. الخطاب بقي مثلما كان، كل من ليس أعمى عن الواقع يعرف أن التحريض مستمر.
هكذا، مثلا، مؤخرا فقط منحت السلطة جائزة لشاعر مصري هو هشام الجخ، بعد تلاوته الكلمات التالية من قصيدة الفائز السعيد: اعدونا، صهيون، هو شيطان بذيلب. هذا فقط مثال واحد من أصل حملة البث التحريضي للسلطة. ومن اجل فهم خطورة الامر يجدر بنا أن نزور بين الحين والآخر موقع PMW (نظرة الى الاعلام الفلسطيني).
‘لدى وزراء البيت اليهودي تعليلات ممتازة ضد تحرير القتلة، غير أن هذه الشكاوى عليهم أن يوجهوها لأنفسهم فقط، لأن اسرائيل كان يمكنها أن تستجيب للطلب الامريكي بشأن تجميد المستوطنات، مثل هذا التجميد، حتى لو كان مؤقتا فقط، كان سيوفر على اسرائيل الحاجة الى تحرير مخربين. ولكن حزب نفتالي بينيت لم يكن مستعدا للسماع عن التجميد، فضل تحرير مخربين، هكذا بحيث أن النتيجة هي إفشال مزدوج للفرصة الصغيرة على أي حال لتحقيق تسوية: تعميق الضغينة الدولية تجاه اسرائيل، بسبب استمرار البناء في المناطق، وفي نفس الوقت تحرير مخربين، كتعزيز لأجواء التحريض، لا يضيف فرصا لتحقيق التسوية.
ثمة شيء ما غير نزيه في توجيه الانتقاد لوزراء البيت اليهودي فقط، وذلك لأنه مع أن وزراء الليكود صوتوا أول أمس في صالح التحرير، إلا أن قسما من نواب الليكود يقفون على يمين وزراء حزب بينيت، فأي فارق هناك، اذا كان يوجد أصلا، بين داني دنون وميري ريغف، وبين أوريت ستروك وأييلت شكيد؟ ففي التقسيم السياسي الحقيقي، حسب الآراء، فان قسما من اعضاء الليكود، وليس أفرادا، كانوا سيجدون أنفسهم في حزب يميني متطرف، غير أنه توجد مشكلة، فقد دخلوا الى الكنيست على ظهر نتنياهو، الذي يبث علائم اعتدال، وهم يريدون ايضا عرقلته. أما نتنياهو فيناور بين الضغوط المختلفة، من الداخل ومن الخارج.
النتائج غير مشجعة، لأنه بالذات على خلفية الضغط الامريكي لتحرير القتلة، كان يمكن لاسرائيل أن تطلق صوتا أكثر وضوحا بقليل في موضوع يونتان بولارد. في الاسابيع الاخيرة تغيرت الظروف، فالنتائج آخذة في الانكشاف. الولايات المتحدة انشغلت بالتجسس في اوساط دول صديقة على مستويات هائلة، هذا ما فعلته اسرائيل في واشنطن. وهذا بالضبط ما فعلته واشنطن في باريس، في لندن، في مدريد وفي برلين. هذا لا يعني أن اسرائيل لم تتعلم الدرس من قضية بولارد، بل الولايات المتحدة هي التي لم تتعلم، وهي تواصل الاندفاع بحيث أن استخدام بولارد، الآن بالذات، يلقى بُعده الحقيقي. الجميع فعل هذا للجميع، ولكن أحدا لا يجلس في السجن، فقط بولارد، منذ عشرات السنين فالى متى؟
وبالضبط في نفس الوقت، عندما تحتجز بولارد في السجن، تضغط الولايات المتحدة على اسرائيل لتحرير المزيد فالمزيد من القتلة، كـ’بادرة’ لأبو مازن. وماذا نطلب نحن؟ تحرير شخص امتلأت كأس عذاباته وهو لم يقتل أحدا. ولم يُلحق أي ضرر بالأمن الامريكي، فعل بالضبط ما يفعله الامريكيون بالدول الصديقة، ولكن في مسرحية مذهلة من الوحشية، تجده لا يزال في السجن.
في الوضع الناشئ يُعد قرار الحكومة أول أمس واجب الواقع. وينبغي احترام الاتفاقات، ولكن حقيقة أن اسرائيل دفعت نفسها الى هذا الوضع تدل على سلوك عليل. ولا تزال، تسمح الظروف بقول أكثر وضوحا عن بولاردـ هو ليس مخربا، هو ليس قاتلا، هو فعل ما تفعله الولايات المتحدة نفسها. وحقيقة أنه يمكث في السجن لزمن أطول من كل اولئك الذين يتحررون هذا الاسبوع، هو قصور من الصعب التسليم به.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عيون العالم تتطلع الى المفاوضات مع ايران
بقلم: افرايم هليفي ،عن يديعوت
عيون العالم والجمهور في اسرائيل بشكل خاص تتطلع الى المفاوضات بين ايران والقوى العظمى في الموضوع النووي. انتباه زائد يُمنح لمواضيع همها الأجواء، لغة الجسد وتعابير الوجه، والقليل جدا لجدول الاعمال.
ماذا ينبغي أن تكون عليه نقطة المنطلق؟ المتحدثون مع الايرانيين الدول الاعضاء الخمس الدائمة في مجلس الامن والمانيا كان ينبغي لهم أن ينشغلوا أولا وقبل كل شيء بقرارات مجلس الامن، ستة في عددها في السنوات ما بين 2006 و2010، التي طُلب فيها من ايران تجميد تخصيب اليورانيوم الذي كانت تقوم به من دون إذن، من خلف ظهر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة مسؤولة عن الرقابة على تنفيذ ميثاق عدم انتشار السلاح النووي، الذي وقعت عليه ايران. في تموز/يوليو 2006 كان لدى ايران 164 جهاز طرد مركزيا لتخصيب اليورانيوم. في 2010 صار لها 2000، أما عددها اليوم فيبلغ نحو 18 ألفا. كلها تُنتج وكلها تعمل في ظل خرق التعهدات الدولية لايران.
الرأي يقول إن البند الاول على جدول الاعمال كان يجب أن يكون الاهتمام بتطبيق قرارات مجلس الامن، بدلا من ذلك تطلب ايران البحث في التسويغ بأثر رجعي لكل ما بُني بغير وجه قانوني.
على مدى السنين بنى الايرانيون منشآت كبرى جدا في اماكن مثل نتناز وفوردو. بناء ووجود هذه المنشآت غير القانونية اكتشفتها اجهزة الاستخبارات في أرجاء المعمورة. وقد تمت بالسر، في ظل النية لتضليل الأسرة الدولية ومنعها من معرفة ما يجري في داخلها. ‘تحاول وكالة الامم المتحدة التي تشرف على تنفيذ ميثاق عدم الانتشار منذ سنين الحصول على جواب على سلسلة اسئلة طُرحت على الايرانيين وزيارة الاماكن التي يجري فيها في ايران، حسب الاشتباه، نشاط غير قانوني. وصحيح حتى الآن ترفض ايران التعاون مع الوكالة.
كان يفترض بمندوبي مجلس الامن أن يطالبوا ايران بالتعاون مع وكالة الامم المتحدة التي تعمل بتكليف من الأسرة الدولية. كان ينبغي لهم أن يطالبوا الايرانيين بالكف عن تضليلهم، على حد تعبير مدير عام الوكالة. ويُحذر قادة الوكالة من أن ايران تعمل في مجال التسليح النووي، خلافا لتصريحاتها. وتمتنع ايران عن التعاون في تبديد هذه الشبهات الجدية.
يبدو أن المفاوضات في جنيف تتجاهل قرارات مجلس الامن، كما تتجاهل الوكالة في فيينا. وبدلا من ذلك يبحثون عن صيغ تسمح للايرانيين بالابقاء على ‘قدرة الانتاج’ لديهم، مقابل تجميد جزئي كهذا أو كذاك لتشغيل المعدات.
فضلا عن الضرر الذي سيلحق، اذا ما سمح العالم للايرانيين بالابقاء على منشآتهم، هذه المرة بحق وبإذن. وفضلا عن التهديد على اسرائيل الذي سيتعاظم ما أن تتخلص ايران من ضائقتها الحالية، فان مثل هذا الاتفاق سيعرض للخطر النظام العالمي الذي وقع عليه اعضاء الامم المتحدة، ولا سيما القوى العظمى الخمس ذات حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن. وسيثبت الامر بأن قرارات مجلس الامن لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه، وأن ميثاق عدم انتشار السلاح النووي لم يعد ساري المفعول. نهاية مجلس الامن هي نهاية الامم المتحدة.
سيُثبت الايرانيون أمام الملأ أن استفزاز الأسرة الدولية مُجدٍ، أما القوى العظمى فستكشف عن عورتها الاستراتيجية بتوقيعها على وثيقة تؤكد أن النظام العالمي الذي وضع قبل نحو سبعين سنة، في نهاية الحرب العالمية الثانية، لفظ أنفاسه.
ليس متأخرا بعد العودة الى التصرف بشجاعة واستقامة تجاه ايران، في وضعها الحالي مشكوك أن يكون لها خيار إفشال المفاوضات، وهي ملزمة بطاعة قرارات الامم المتحدة كخطوة اولى تُثبت مصداقية وصدق نواياها. هذا ما ينبغي أن تكون عليه نقطة المنطلق.
وملاحظة أخيرة: على مدى كل السنين آمنت بالحوار مع ايران، لا أزال مقتنعا بأنه مع العدو أو الخصم من الحيوي الحديث، ولكن استعداد الخصم للحديث يجب ألا يؤدي الى الهرولة نحو أحضانه. من يهرول، سيكتوي أولا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ


رد مع اقتباس