النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 486

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 486

    اقلام واراء اسرائيلي 486
    18/11/2013

    في هــــــذا الملف

    جون كيري و’النزاهة’
    بقلم:جدعون ليفي'،عن هآرتس

    نتنياهو يُعرّض اسرائيل للخطر
    بقلم:مناحيم بن،عن هآرتس

    تحالف ايران سوريا وحزب الله يربك الاسرائيليين
    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    القاهرة وموسكو.. افاق تعاون جديدة
    بقلم:أساف جبور،عن معاريف

    مصر تترنح…
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    ايران في وضح النهار
    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت









    جون كيري و’النزاهة’

    بقلم:جدعون ليفي'،عن هآرتس

    تلا يستطيع وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري أن يكون وسيطا نزيها. ولم يكن أي وزير خارجية امريكي قط وسيطا نزيها، فقد كان انحيازهم الراسخ الى اسرائيل صارخا دائما. ولم يكن أقل من ذلك سفورا وقاحة الجهات اليمينية ووزراء الحكومة التي لا تُحتمل والتي يُظهرونها الآن في هجومهم على كيري بقولهم إنه ‘منفصل عن الواقع′، الواقع الذي يُلزم فيه وزير الخارجية أن يؤيد كل أخطاء اسرائيل. وقد تحول كيري ايضا، وهو متزن ومُقدر للامور جدا ومناصر لاسرائيل جدا، تحول في نظر اليمين الى ‘وسيط غير نزيه’. فهل توجد وقاحة أكبر من هذه؟ إن اسرائيل تشاغب في المناطق في ذروة تفاوض؛ وليس في نيتها التوصل الى اتفاق عادل مع الفلسطينيين. وتحاول اسرائيل ايضا أن تُفسد الاتفاق مع ايران، ويهددها رئيس وزرائها بحرب في وقت أصبحت التغييرات العميقة فيه ثابتة وأصبح كيري الذي يحاول بكل ما أوتي من قوة التوصل الى اتفاقات منبوذا في نظرها. بل’ إنها ترتاب فيه أن له قناة محادثات سرية مع ايران فكيف يتجرأ على فعل ذلك دون إذن منها؟.
    لو أن كيري كان وسيطا نزيها لمزق منذ زمن قناع التضليل عن وجه اسرائيل وقال بصورة قاطعة: لا يوجد شريك اسرائيلي لا مع الفلسطينيين ولا مع ايران. ولو أنه كان وسيطا نزيها (وصديقا حقيقيا لاسرائيل) لعمل كي تدفع اسرائيل ثمنا عن ذلك. لكن كيري ليس وسيطا نزيها بل هو مستمر في المشاركة في حفل الأقنعة الذي كأنما يوجد فيه نية اسرائيلية وكأنما يوجد تناسب بين الفلسطينيين واسرائيل، ويجب عليه هو الوسيط أن يتوسط بين الاثنين فقط، لكن الحقيقة أن اسرائيل لم تغير شيئا من موقفها العنيد بازاء التنازلات التاريخية التي قام بها الفلسطينيون منذ زمن، وراكمت فقط شروطا اخرى لا تُطاق. ولم تقم اسرائيل بأي تنازل بازاء جهد الفلسطينيين لمنع الارهاب المنظم وامتناعهم عن النضال في الساحة الدولية ما عدا إفراجا سخيفا عن بضع عشرات من السجناء الكبار السن مع حملة تحريض هوجاء. فكان يجب على الوسيط النزيه أن يقول ذلك للعالم.
    واسرائيل تضلل في الجبهة الايرانية ايضا: فالحقيقة التي تثير الكآبة هي أن كل شيء ليس قصفا لا تعده شيئا. بل يُخيل إلينا احيانا أنه اذا تم احراز اتفاق استسلام ايراني مع نقض كل المفاعلات الذرية والمواقع وآلات الطرد المركزي فان ذلك لن يكفي اسرائيل بل ستقول إنها خدعة. يجب على جهة ما أن تقصف وليكن ما كان. إن الـ 68 بالمئة من الاسرائيليين المغسولي الأدمغة الذين وصلتهم أذرع التخويف، والذين قالوا لاستطلاع ‘اسرائيل اليوم’ الذي نشر أول أمس إن اسرائيل تستطيع أن تقصف وحدها دون أن يعلموا علما حقا أن الأمر كذلك، يتوقون الى القصف. وأنه اذا كان ذلك ممكنا فلم لا. وكذلك كانت الحال في سوريا إذ أرادت اسرائيل القصف الى أن أدت روسيا والولايات المتحدة الى اتفاق ممتاز أزال التهديد الكيميائي عن اسرائيل وجعل الحاجة الى الكمامات أمرا مُستغنى عنه. ولم يكن هذا جيدا بقدر كاف ايضا في نظر اسرائيل، فلو أن الامر كان معلقا بها لما تم احراز هذا الاتفاق لأنه لم يشمل قصفا.
    تواجه اسرائيل الآن في طهران ورام الله أكثر قيادتين معتدلتين يمكن أن تخطرا بالبال. وليس الامر كذلك في تل أبيب حيث تتحصن القيادة الأشد رفضا. فقد كان على كيري أن يقول هذا لو أنه كان وسيطا نزيها. واذا لم يكن هو يعتبر نزيها فمن يكون؟.
    ربما يكون ابراهام فوكسمان، رئيس رابطة مكافحة التشهير الذي يعتبر كل تقرير مخالفة سير يكتبه شرطي امريكي لسائق يهودي واقعة معادية للسامية، ربما كان هو يحقق جميع الأشواق الاسرائيلية. إن دعما آليا وصارخا وأعمى لاسرائيل ولشهوتها للقصف وطمعها العقاري واستيطانها الأهوج كان سيجعله وسيطا نزيها في نظر حكومتها. وكان سيُحل بصورة نهائية وباء الفصل العنصري في المناطق ويؤيد قصف سوريا وايران. وقد وبخ فوكسمان كيري وعرّف كلامه النقدي التعريضي بأنه ‘غير مناسب’، وهو شيء يجعله أهلا للمنصب: فليُعين فوكسمان وزيرا للخارجية الامريكية وربما يأتي الخلاص الى صهيون بذلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    نتنياهو يُعرّض اسرائيل للخطر

    بقلم:مناحيم بن،عن هآرتس

    بشرتنا شبكة ‘بي.بي.سي’ (وهي لا تقتل القمل كما تعلمون) قبل ايام معدودة بأن السعودية اتفقت مع باكستان على نقل قنابل ذرية الى المملكة السعودية اذا تسلحت ايران بسلاح ذري. وأضاف عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق الذي أُجري معه لقاء من اجل ذلك التقرير، أن ‘السعوديين لن ينتظروا شهرا. بل سيتجهون الى باكستان ويأخذون ما يجب أن يأخذوه’، وقت الحاجة.
    ‘ وأنت تقرأ ولا تفهم: لحظة من فضلك، هل يمكن ببساطة اذا ‘أخذ’ قنابل ذرية، لا انتاجها فقط؟! فلماذا اذا نجعل المفاعلات الذرية الايرانية غول تخويف هائلا اذا كانت ايران تستطيع ببساطة أن تشتري من كوريا الشمالية مثلا قنابل ذرية (فعندها مال أو سيكون عندها)، وتنقل في هذه الاثناء كل اليورانيوم المخصب عندها لنفرض الى روسيا اذا ضغط العالم عليها. ونقول على العموم هل الصلة الوثيقة بين ايران وسوريا وكوريا الشمالية تعني ربما أن كوريا الشمالية قد نقلت منذ زمن الى صديقتيها في الشرق الاوسط (ما يجب أن تنقل)؟.
    وأفادت وكالة كيودو اليابانية، كما قرأت في موضع آخر، أن وفدا من كوريا الشمالية وافق مع تأدية الرئيس حسن روحاني في شهر آب اليمين الدستورية على ‘استمرار التعاون العسكري مع ايران على تطوير صواريخ ذرية’. وقد يعلم اليابانيون ما يحدث في كوريا الشمالية. أي أن الأمر قد أصبح هنا حقا أو هو قريب من أن يصبح هنا.
    لكن رويدكم، لماذا نتحدث أصلا؟ وما هي ‘القدرة على انتاج قنبلة ذرية’ التي لا يجوز ألبتة أن تصل ايران اليها قياسا بقنابل ذرية حقيقية جديدة من النايلون؟ هل نحن على يقين كبير من أن السلاح الذري في السعودية لا بأس به بالنسبة لاسرائيل (أليس يوجد بيننا تماثل مصالح في مواجهة ايران)؟ أم أن السلاح الذري في السعودية (وهي بلد ابن لادن لمن نسي) أخطر حتى من السلاح الذري في ايران وقد يوجه على اسرائيل في لحظة عاصفة ما في المستقبل حينما يقع انقلاب عسكري ما لنفرض في السعودية وتتولى الحكم فيها قوة جهادية ما تقرر أن تعمل (اذا ما نجح شخص ما استرالي مجنون على شاكلة مايكل دنيس روهن أو يهودي سليم العقل يعتمر قبعة دينية ما على شاكلة يغئال عمير في تفجير المسجد الاقصى أو إحراقه)؟ ماذا يكون اذا؟ أفنهدد السعودية الآن ايضا؟
    صحيح أن محرر صحيفة ‘اسرائيل اليوم’ عاموس ريغف، وهو بوق نتنياهو الذي يشبه في الحقيقة حسنين هيكل، بوق عبد الناصر فيما مضى، صحيح أنه يقول لنا في مقالة طويلة و’شجاعة’ في ‘اسرائيل اليوم’ إنه يجب أن تخرج اسرائيل في هجوم على ايران وإن صواريخ الحيتس عندنا ستعترض الصواريخ الايرانية (وطوبى لمن يُصدق ذلك). لكن هل الضرر الذي نستطيع أن نسببه لايران بهجوم بسلاحنا التقليدي يُكافيء الخطر الكامن في حرب تقليدية معها (من المؤكد أن ذلك سيكون مع انضمام عدة دول ومنظمات في العالم العربي كسوريا وحزب الله)؟ وحتى لو أخربنا كل المفاعلات الذرية في ايران وكل ‘آلات الطرد المركزي’، فماذا يمنع طهران من أن تشتري عدة قنابل ذرية جاهزة من كوريا الشمالية أو من باكستان وأن تضربنا قبل أن نستعمل السلاح الذري الذي ربما يوجد عندنا وربما لا يوجد؟.
    ‘ إننا اليوم في الحاصل في وضع مثالي جدا بازاء ايران في وقت تتكفل فيه القوى الكبرى كلها بألا تدعها تطور سلاحا ذريا، وتلتزم ايران نفسها للعالم ألا تطور قنبلة ذرية (لكنها لا تلتزم دوليا ألا تهاجم اسرائيل وهي لا تلتزم ألا تشتري قنابل من العالم الاسلامي). أفليس أفضل لنا أن ندع ايران تُسمع نغمات سلام كالتي أسمعها وزير الخارجية الايراني حينما قال إنه لم يوجد قط أي عدوان عسكري أثمر إثمارا حسنا؟ أوليس أفضل لنا أن نكف عن كوننا مشتبها فيهم باغتيالات حقيرة شتى لاشخاص ايرانيين لا يلبسون الملابس العسكرية كنائب وزير الصناعة الايراني الذي أبرزت صحيفة ‘اسرائيل اليوم’ في فخر في عنوان رئيس أمر اغتياله؟
    ‘ لهذا فان ما يجب على اسرائيل كي تثق بنفسها وتكف عن تخويف نفسها بفزاعة آلات الطرد المركزي هو أن تكون عادلة في اعمالها كلها (ولا يعني هذا في نظري التخلي للفلسطينيين الذين يطمعون في البلاد جميعها، لا حقا، لكنه يعني معاملة اللاجئين من السودان واريتريا بسخاء، والقضاء على اعمال القتل بيننا وتجنيد الحريديين وغير ذلك).
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    تحالف ايران سوريا وحزب الله يربك الاسرائيليين

    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    زيارتان في غضون اسبوع الى الحدود الاسرائيلية اللبنانية تعكسان واقعا يختلف عن الماضي. فالتخوف من اندلاع مواجهة عسكرية فورية مع حزب الله آخذ في التبدد. يُخيل أن ميزان الردع المتبادل بين اسرائيل وحزب الله يتثبت ويكبح جماح الطرفين، فما بالك أن ايران الشيعية غارقة حتى الرقبة في الحرب الاهلية السورية. ومن الجهة الاخرى، فان القتال الممتد في سوريا يفاقم عدم الاستقرار في لبنان، يقلص مدى سيطرة حزب الله على ما يجري في الدولة ويُدخل الى الساحة لاعبين جدد.
    في الاسبوع الماضي تبلورت في جهاز الامن التوصية للتوقف عن انتاج كمامات الغاز، على خلفية التقدير بأنه قبل تهديد السلاح الكيميائي من سوريا. ولكن الجيش الاسرائيلي يواصل التدرب على احتمال الحرب ضد حزب الله، بصفته خصما يطرح التحدي الأشد في المنطقة ومنه يحدق أساس الخطر على الجبهة الداخلية الاسرائيلية.
    ‘والى جانب ذلك، يُخيل أن المسألة التي شغلت على مدى السنين بال شعبة الاستخبارات وقيادة المنطقة الشمالية آخذة في الاتضاح. فقد تساءلوا في اسرائيل كيف سيرد الشركاء الآخرون للحلف الراديكالي الشيعي، ايران وسوريا، على مواجهة مع حزب الله. أما الفرضية الحديثة فلا تبعث على التشجيع: فتوثق الحلف بسبب المساعدة التي تمنحها ايران وحزب الله لنظام الاسد يعمق التزام الطاغية السوري باصدقائه. ايران، النظام السوري وحزب الله، هم’ الآن بقدر كبير جزء من جبهة مشتركة، ستعمل عند الحاجة ضد اسرائيل ايضا.
    في المستقبل، سيؤثر الالتزام ايضا على رد سوريا في حالة صدام بين اسرائيل وحزب الله، أو هجوم اسرائيلي على مواقع النووي في ايران. يبدو أنه في هذه السيناريوهات سيجد الشركاء الآخرون في الحلف صعوبة في الجلوس على الخطوط. مساهمة سورية لحزب الله في الحرب يمكنها أن تجد’ تعبيرها باشعال حوادث اطلاق نار، على نار منخفضة نسبيا، على طول الحدود في هضبة الجولان بشكل يجتذب نحوه قوات الجيش الاسرائيلي بدل من ارسالهم الى لبنان، بل وباطلاق صواريخ دقيقة على قواعد سلاح الجو في شمالي البلاد.
    ‘وتصف مصادر استخبارية اسرائيلية ‘مستوى عاليا من الحميمية’ بين الشركاء في الحلف، حيث تتضح مكانة طهران المتصدرة. فهي التي سحبت من حزب الله الصلاحيات المستقلة لفتح النار على اسرائيل بعد الحرب في 2006؛ كما أنها هي التي أمرت التنظيم اللبناني في الدخل في العام الماضي بشكل نشط في الحرب في سوريا، الامر الذي ساعد على وقف الانجراف الذي أوشك بانهيار النظام.
    ويتغير حزب الله بما يتناسب مع ذلك. حتى 2006 اختصت المنظمة بتفعيل صواريخ ضد الجبهة الاسرائيلية الداخلية، بالانتشار الدفاعي في قرى جنوب لبنان وباغلاق مسارات الوصول المحتملة للجيش الاسرائيلي. وبفضل الحرب في سوريا، رفع حزب الله مستوى قدرته على تنفيذ هجمات مركزة بمبادرته. وفي المعركة الهامة على بلدة القصير، في حزيران من هذا العام، استخدم رجال حزب الله دبابات سورية، استعانوا بطائرات صغيرة غير مأهولة واستخدموا الاستخبارات على مستوى عال نسبيا. وبالأساس راكموا تجربة هامة في حرب المدن في ظل استخدام منسق للوحدات على مستوى السرية فما فوق. والى جانب ذلك، لم تتخل المنظمة عن انتشارها في جنوب لبنان، أمام اسرائيل، وهي مبنية بشكل يمكنها أن تطلق عددا كبيرا من الصواريخ على اسرائيل دون أن تُخلف علائم استخبارية كثيرة قبل الضرب.
    ‘وكقاعدة، في اسرائيل يصفون تغييرا تدريجيا في فكر ايران’ والمحور الراديكالي بالنسبة للحرب في المستقبل. فاذا كان في الماضي ساد هناك التفكير بانه من الافضل للعرب ادارة حرب استنزاف تنهك الجبهة الاسرائيلية الداخلية، فانه يترسخ الان نهج آخر.
    فكون الايرانيين وحزب الله يفترضون بان القصف الاسرائيل سيلحق ضررا هائلا ومتواصلا، فانهم سيفضلون توجيه ضربة شديدة ومركزة في الايام الاولى، انطلاقا من الامل في أن تتدخل الاسرة الدولية وتكبح جماح اسرائيل فور ذلك. وعليه، فانه اذا ما وعندما تندلع المواجهة على الجيش ان يستعد لاطلاق الاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية على الجبهة الداخلية منذ اليومين الثلاثة ايام الاولى. ومثل هذا الواقع سيستوجب اتخاذ سريع للقرارات في القيادة السياسية، بتغيير واضح مقارنة بالعام 2006.
    ولا تزال هذه السيناريوهات تبدو في هذه المرحلة كمشاهد رعب بعيدة نسبيا، فحزب الله يعمل اليوم في ظل جملة اضطرارات داخلية، وعلى رأسها الانتقاد المتعاظم في لبنان على دوره في الحرب في سوريا. ويولد الانتقاد تحديا من جانب حكومة لبنان وجيشها بل ومن جانب منظمات سنية متطرفة. سكان الضاحية، الشيعية في بيروت، تعرضوا لاول مرة ايضا لنار الصواريخ والسيارات المفخخة من جانب ميليشيات سنية.
    ‘وتبقى الحدود مع اسرائيل، كما اسلفنا، هادئة وذلك ايضا بفضل اللقاء الفصلي بين ممثلي الجيش الاسرائيلي، قوة الامم المتحدة والجيش اللبناني في معبر الحدود في الناقورة.
    وفي منتصف تشرين الاول كاد يقع اشتعال بعد أن قطف مزارعون لبنانيون الزيتون في الجيوب الواقعة في السيادة الاسرائيلية ولكنها توجد شمالي اسياج الحدود. ومن الطرفين تجمعت قوات الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني.
    ونجح قادة كبار هرعوا الى المكان في تبريد الاجواء وفرقوا الجنود الذين وجهوا سلاحهم على بعضهم البعض. ‘كان يكفي غبي واحد يطلق رصاصة اولى كي لا يعود ممكنا على مدى ساعتين وقف النار دون أن يكون احد يريد على الاطلاق اي مواجهة’، يقول ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي لـ ‘هآرتس′.
    ‘ومع ذلك، ومع أنه على ما يبدو ليس لاسرائيل او لحزب الله مصلحة في الحرب، فالمخاطر لا تزال على حالها، ولا سيما لان عدد العناصر العاملة اعلى مما كانت في الماضي. فاطلاق الكاتيوشا على الجليل الغربي من قبل منظمة سنية متطرفة في آب الماضي يوفر مثالا جيدا على ذلك.
    اسرائيل ردا على ذلك، اكتفت بقصف قيادة قديمة تعود الى منظمة احمد جبريل الفلسطينية في النعيمة. وانتهت الحادثة هذه المرة وعاد الهدوء الى الحدود. صحيح ليس لاربعين سنة، ولكن ايضا سبع سنوات هي معطى مثير للانطباع، ولا سيما اذا أخذنا بالحسبان الانجازات المحدودة لحرب لبنان الثانية نفسها.
    ولكن سبب الهدوء، خلافا لزعم مؤيدي رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، ليس عظمته في ادارة الحكم، التي تتضح فقط في نظرة الى الوراء. الهدوء يعتمد اساسا على الرد المتبادل: مثلما تردع قوة التدمير الهائلة للجيش الاسرائيلي حزب الله، هكذا تخشى اسرائيل عشرات الاف صواريخ المنظمة. وفي ظل غياب مصلحة مباشرة في المواجهة، يمكن للجيش ان يواصل اعداد نفسه، لحين الحاجة. اما الان، واذ أقرت الحكومة علاوة ميزانية موضع خلاف للجيش الاسرائيلي، يمكن الامل في أن يذهب المال الى الاهداف الصحيحة والا يمسك بالجيش مرة اخرى كغير مؤهل ومدرب، مثلما في 2006.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    القاهرة وموسكو.. افاق تعاون جديدة

    بقلم:أساف جبور،عن معاريف

    تفقد الولايات المتحدة السيطرة في الشرق الاوسط، وروسيا تقفز على اللقية. فقد أفادت مصادر في مصر بمكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبين الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور. وبحث الرئيسان في التطورات الاقليمية. وفي نية روسيا عقد تعاون اقتصادي وأمني مع مصر. ‘
    دعا منصور الرئيس الروسي لزيارة القاهرة. واشار الى أن ‘مصر مستعدة لان تعقد تعاونا في جملة من المواضيع مع روسيا، ولكن الامر لا يمنعها من التعاون مع دول اخرى’. والمح منصور الى علاقات القاهرة المتصدعة مع واشنطن، فيما ابقى على كل الخيارات مفتوحة.
    وجاءت المكالمة بين بوتين ومنصور في الاسبوع الذي زار فيه وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف ووزير الدفاع سيرجيه شويبو الى مصر. واتفق الطرفان على صفقة سلاح قريبة بين القاهرة وموسكو. وحسب تقارير في روسيا، فان قيمة الصفقة 2 مليار دولار. وفصلت مصادر في وزارة الدفاع الروسية بانها ستتضمن طائرات قتالية من طراز ميغ 29، منظومات دفاع جوية وصواريخ مضادة للدبابات.
    وفي الاسبوع الماضي قرر الكونغرس تعليق قسم من المساعدات الامريكية لمصر، التي تبلغ 1.5 مليار دولار. وضمن امور اخرى تقرر وقف توريد طائرات اف 16، مروحيات اباتشي، منظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للدبابات.
    وفي اطار صفقة السلاح المخطط لها، تصل طواقم من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الروسيتين الى القاهرة هذا الاسبوع للبحث في تفاصيلها. وقد أكد نبيل فهمي وزير الخارجية المصري في مقابلة مع التلفزيون الروسي الذي يبث باللغة العربية بان صفقة عسكرية تتبلور بين القاهرة وموسكو.
    وكان وزير الخارجية لافروف وصل يوم الاربعاء في زيارة تاريخية الى القاهرة. ورمزت الزيارة الى استئناف العلاقات بين الدولتين والتي كانت توقفت في العام 1979، مع التوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر والتحالف الامني للقاهرة مع واشنطن.
    وقبل وصول الوفد الروسي المحترم، حاول وزير الخارجية الامريكي جون كيري، في أول زيارة له منذ الانقلاب السلطوي، رأب الصدع بين الدولتين. على أن كيري واصل ‘خطاب الاسياد’ الامريكي، حين طالب بوقف العنف في مصر واجراء انتخابات ديمقراطية.
    اما لافروف بالمقابل فقد حرص على قول الكلمات الصحيحة التي ارادوا في القاهرة سماعها: ‘نحن نؤيد خريطة الطريق المصرية ونحترم الحكم الحالي. نحن لا نعتزم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة اخرى’.
    وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره المصري، واصل وزير الخارجية الروسي خط المصالحة والعناق، الذي يتعارض والمحاولات الامريكية تقرير مستقبل مصر في ظل الامساك باموال المساعدة كضمانة ‘روسيا مستعدة لمساعدة مصر في كل المجالات من أجل استعادتها لقوتها. مصر بالنسبة لنا هي شريك مركزي في الشرق الاوسط. لدينا علاقات عميقة معها ونحن نعتزم تعميقها’.
    وفي الطريق لتعزيز مصر، التي تعاني من مشاكل اقتصادية جسيمة، تمر عبر السياحة، التي في سنوات الثورة صفيت تماما تقريبا بسبب عدم الاستقرار السلطوي والامني أكد لافروف ‘اتفقنا على تسريع وتيرة السياحة الروسية الى مصر. نحن نريد لمصر ان تجدد سياحتها وتطورها. سنقنع دولا اخرى على مساعدة مصر لاعادة بناء السياحة’.

    ارتفاع في التصنيف الائتماني

    وكان فهمي قد أعلن بان في اعقاب الازمة في الولايات المتحدة أن ثمة حاجة الى تنويع مصادر التوريد. وزار مؤخرا ممثلون مصريون كبار اوروبا والخليج لاثارة اهتمام مستثمرين في سوقهم المتجددة. فقد سافر الرئيس المؤقت منصور مثلا الى الكويت، الامارات العربية المتحدة والسعودية لاستئناف العلاقات التجارية. ‘
    ولاول مرة منذ سقوط نظام حسني مبارك، رفعت وكالة التصنيف الائتماني ‘ستاندرد آند فورس′ التصنيف الائتماني لمصر. وفي البورصة المصرية ايضا حالة نمو ملحوظة. ففي معظم المؤشرات الاقتصادية توجد ارتفاعات. ويقدر المحللون بان الصعود سيرتفع، وذلك ايضا بسبب رزمة المساعدة من اتحاد الامارات.
    قرار الولايات المتحدة تجميد قسم من اموال المساعدة، واشتراطها باصلاحات ديمقراطية لم يغضب مصر وحدها. فالسعودية أيضاً تعيش ازمة ثقة مع واشنطن بسبب اليد الرقيقة تجاه المشروع النووي الايراني الذي يشكل تهديدا عليها. وقد أعلنت عن نيتها اسناد كل دولار ينقص من اموال المساعدة الامريكية لمصر. ووعدت دول الخليج بمبالغ مالية كمساعدات بحيث تكون الجزرة الامريكية لحث الديمقراطية في مصر ليست لذيذة ولامغرية.’
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    مصر تترنح…

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    قل لي ما هي النكتة الاخيرة، أنت تقول للمصري الذي تلتقيه في اقصى العالم. فيبتسم لك ابتسامة قصيرة وكأنك أمسكت به متلبسا، أو لعله يغمز لك بانك ‘واحدا منا’، فيروي النكتة الاخيرة وحتى في أشد الاوقات، الازمات السياسية، التوتر الامني والضائقة الاقتصادية، فان المصريين لا يفقدون حس الدعابة.
    على كل قضية يعقبون بقرصة، تتطور الى قصة تتطاير من أذن الى أذن ولا تنجح الرقابة في منعها. يروون عن الرئيس مبارك بانه كان له مبعوث سري الى الميادين، لالتقاط ما الذي يضحك الناس، ولتشخيص الى أين تهب رياح الشارع. لا يمكن لاحد أن يعرف من الذي ينتج النكات على حساب السياسيين، ومن يلذع الفاسدين. خط الانتاج يعمل بوتيرة نكتتين ثلاث نكات في اليوم. بربك، قل لي ما هي النكتة الاخيرة، تقول للمصري، حتى تحصل على آخر الاخبار الحقيقية، من هو العدو الذي يحتل عناوين الشارع.
    ولكن النكتة الاحدث أطلقت منذ الان لاسبوعين: يتحدثون عن الدستور الجديد الذي يأتي ليطرح نموذجا واعدا من الديمقراطية وحقوق الانسان في مصر، ويعد بولايتين للرئيس. ولاية اولى في القصر، ولاية ثانية في السجن. وكلفت هذه النكتة غاليا النجم التلفزيوني المصري باسم يوسف الذي يقدر برنامجا ساخرا حطم ارقاما قياسية في المشاهدة، ليس فقط في مصر بل وفي كل ارجاء العالم العربي.
    في 2 تشرين الثاني، بعد أن سخر يوسف، طبيب قلب في اختصاصه، من الرئيس المخلوع مبارك ومن الرئيس المعزول مرسي وتجرأ على لذع الرجل القوي الذي يدير مصر، الجنرال السيسي، ابلغه صاحب قناة تلفزيون سي.بي.سي بانه يطفئ الكاميرات في الاستديو وبعث به الى بيته.
    قصر الرئاسة في القاهرة والمستشارون الاعلاميون لـ ‘الجنرال’ هرعوا لان يعلنوا بان ليس لهم أي ضلع في العزل الصاحب.
    هذا بالضبط ما ينقص الان الحكم العلماني المؤقت. أن يجلس ‘الدكتاتور’ امام الكاميرات ويدور لسانه اللاذع ضد الدب الروسي الذي دخل بحذائه العسكري في الثغرة التي حفرها الرئيس اوباما بقراره تقليص وتجميد المساعدات العسكرية لمصر. هذا ليس موضوعا سياسيا، بل هو خيانة للشرف الوطني.
    يمكن انتاج عدد لا حصر له من النكات على الطريقة المصرية عن عنوان ‘الاهرام’ المهدد في يوم أمس والذي يضمن تعاونا عسكريا كاملا بين مصر وروسيا، تبادل للوفود، تدريبات عسكرية وصفقات سلاح بالمليارات. وبالمقابل، فان التلعثم الذي يخرج من وزارة الخارجية المصرية في ‘نحن لا نبدل العلاقة مع واشنطن بل ننوع فقط مصادر السلاح’. هذه ليست نكتة، سيقول لك المصري، اوباما حفر الحفرة والدب الروسي قفز اليها.
    وسيشرح لك المتهكمون بان مصر تصعد على مسار لغم متفجر، من جريرة امريكية تلقت صفعة رنانة الى جريرة روسية في حفاضات تصدر رائحة نتنة. وحسب احدى الروايات فان الحديث يدور عن صفقة أساسية: إذ كان اوباما سيسير نحو اتفاق مع الايرانيين، فان القصر الملكي السعودي سيتجند لتمويل ارساليات السلاح الروسي، الطائرات القتالية والمعدات العسكرية الحديثة الى مصر.
    كيفما نظرنا الى التحالفات والاتفاقات، فان هذه أنباء سيئة. رئيس الوزراء نتنياهو يسافر هذا الاسبوع للقاء مع الرئيس بوتين. سيتحدثان عن ايران، عن الفلسطينيين. ماذا يمكن لنتنياهو أن يقوله عن العودة الروسية الى مصر؟ ان يشتكي من اوباما في موسكو؟ ان يطلق ملاحظة سامة ما على نمط الساخر المصري؟ الربيع العربي مات، الله يرحمه. أهلا وسهلا بوجع الرأس لهزة الخريف والشتاء.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ايران في وضح النهار

    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    في البيت الأبيض توجد قاعة سينما صغيرة، تقع تحت تصرف الرئيس وأبناء عائلته. أحد الأفلام التي يكثر الرؤساء على مشاهدتها هو الفيلم الغربي الكلاسيكي ‘في وضح النهار’، بطولة غاري كوبر. مجرم وعصابته يهددان حياة بلدة كاملة. يحاول الشريف تجنيد السكان في حرب. يتملصون، خوفا على حياتهم، ويتطلعون الى حل وسط مع رئيس العصابة. فيقرر مقاتلة الاشرار وحده فيقتلهم واحدا واحدا، مع بعض المساعدة من زوجتهكارهة الحروب، غريس كيلي.
    انتج الفيلم في 1952، حين كانت امريكا تدير حربا ضروس في كوريا. وكانت اخلاقياته عقلانيته بسيطة. ويرتبط جيدا بالتراث الامريكي: مع الشر لا مساومة، والشر يباد. وحتى عندما يكون احتمال النصر طفيفا، وحتى حين يكون الشارع يفكر بطريقة مختلفة. فان البطل الأمريكي لا يهرب أبدا.
    باراك اوباما ليس غاري كوبر، وأمريكا 2013 ليست امريكا 1952. وقد اضطر اوباما مؤخرا الى أن يعقد في البيت الابيض مؤتمرا صحفيا محرجا اعترف فيه بفشل تطبيق خطة التأمين الصحي، التي كانت درة تاج رئاسته. وجعل الفشل اوباما رئيسا نازفا. واذا لم تحدث له معجزة، فان حزبه وهو سيتعرضان لضربة في الانتخابات المرحلية في تشرين الثاني. وينزلق الضغط الداخلي الى الخارج. هبوط مكانة الولايات المتحدة في العالم وفي الشرق الاوسط بشكل خاص واضح منذ الان. السعودية تنتقل الى رعاية فرنسية.
    وترى في اوباما عدوا وجوديا يكاد يكون عميلا ايرانيا. مصر تبحث عن اصدقاء في روسيا؛ وفي المحادثات مع ايران وزير الخارجية الفرنسي هو العنصر المقاتل، المؤثر، وليس وزير الخارجية الامريكي. فقد ذهل الفرنسيون عندما تراجع اوباما في اللحظة الاخيرة عن قرار مهاجمة سوريا. وهم غير مستعدين لان يتبنوا سياسته الواهنة تجاه ايران.
    ‘المشكلة لا تتلخص في رئيس واحد، او في مشروع واحد. فالسياسة الامريكية مريضة، الاقتصاد الامريكي لم يعد يستطيع تجسيد الاحلام التي حققها في الماضي، والمجتمع الامريكي يجد صعوبة في التكيف مع الواقع الجديد. يوبيل من السنين والمؤرخون يتحدثون عن هبوط أمريكا ويخيب ظنهم. يحتمل الا يكونوا اخطأوا بل ان سبقوا اوانهم فقط.
    ‘على هذه الخلفية لا حاجة الى الفزع حين يدخل رئيس وزراء اسرائيل في مواجهة علنية مع ادارة اوباما في موضوع ايران. صحيح، بيبي خاصتنا هو الاخر ليس غاري كوبر، وخسارة أنه يكثر جدا، حتى التعب، من نفخ صدر ليس له. ولكن طالما كان رئيس وزراء اسرائيل يكافح في سبيل ما يعتبر مصلحة امنية اسرائيلية لا ينبغي ان يلحق به في الولايات المتحدة أي ضرر. لقد ألقى اريئيل شارون خطاب ميونخ خاصته في البيت الابيض. خطاب ألمح فيه، دون أساس حقيقي، بان الرئيس بوش يترك اسرائيل لمصيرها امام اعدائها، ولم يقع ضرر باسرائيل؛ لا يوجد ما يدعو الى أن يقع بها ضرر فقط لان رئيس وزرائها يكافح في سبيل سياسة اكثر حزما في المحادثات مع ايران.
    اذا كان نتنياهو يؤمن بانه في خطاباته سيتسبب بعملية عسكرية في ايران فانه يعيش في فيلم. فحتى لو كان لاسرائيل قدرة وهو أمر مشكوك فيه فليس لها خيار عسكري طالما تكون المفاوضات جارية. اما بالنسبة للامريكيين فليست لهم مصلحة في تفجير المفاوضات، وهم لا يريدون العمل عسكريا.
    ‘حسن أن يتحقق اتفاق: فهو افضل من استمرار تطوير النووي. اسرائيل ليست السعودية، التي خصوبتها مع ايران تحيط العالم بأسره حروب دينية للسنة ضد الشيعة، تطوير حقول نفط، منافسة على مناطق نفوذ في الخليج الفارسي، بقاء الحكم في الدولتين. اما لاسرائيل فليس هناك سوى مصلحة واحدة، ولا غير لها: النووي. ولهذا فيمكن الترحيب بحذر بمؤشرات الابطاء في تقدم المشروع كما اشير اليه في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. قد تكون هذه مجرد مناورة. وقد تكون لا.
    المهم هو مضمون الاتفاق. ثمة معنى لا بأس به لاتفاق مؤقت، يفترض أن يجمد قسما من النشاط مقابل تخفيف في قسم من العقوبات، وللاتفاق النهائي. لا داعي لان نوهم أنفسنا. فالايرانيون لن يفجروا اجهزة الطرد المركزي التي اشتروها بالمليارات، ولن يدفنوا المفاعلات ولن يفككوا الصواريخ. فالاستثمار الايراني الهائل في المشروع لن يحترق. ولكن طالما أبعدت الاتفاقات ايران عن القدرة العسكرية النووية فليس هناك ما هو افضل.
    ‘الصحافة الليبرالية للشاطيء الشرقي، صحف مثل ‘نيويورك تايمز′ و ‘واشنطن بوست’ هاجمت هذا الاسبوع نتنياهو في الموضوع الايراني. هذا ليس لطيفا، ولكنه بعيد عن أن يكون فظيعا. الاغلبية في الرأي العام الامريكي لا تتأثر: فإما انها ليس لها أي اهتمام في هذه اللحظة بالنووي الايراني، او ان رأيها كرأي نتنياهو. واوباما هو الاخر لا حاجة لان يتأثر: فله مشاكل اكثر ازعاجا.
    المشكلة هي ان نتنياهو لا ينجح في التركيز على مواجهة واحدة. كل اعلان له ولوزرائه عن البناء في المناطق يخرب على قدرته في اقناع زعماء اجانب لابداء تصلب تجاه ايران. قبل اسبوعين، حين حرر سجناء، فزع من رد فعل اليمين واعلن عن بناء في المناطق؛ وهذا الاسبوع، عندما ازعجته المحادثات مع ايران أكثر، اخرج مسرحية حديث توبيخ لوزير الاسكان. فمنح اوري اريئيل، السياسي الاكثر تطرفا في الكنيست، وزارة الاسكان هو منح للذئب لافتراس ليلى الحمراء، منح للقط لحراسة القشطة. كان يمكن لاريئيل ان يكون وزير صحة لا بأس به، ربما وزير رياضية او وزير للنقب والجليل. ولكن الاسكان؟ رئيس الوزراء الذي عينه لا يمكن له أن يلوم أحدا غير نفسه.
    ‘الصورة الاخيرة في فيلم ‘وضح النهار’ لا تنسى. فبعد لحظة من قتل الشريف ويل كاين (غاري كوبر) آخر المجرمين يخرج سكان البلدة بجموعهم من بيوتهم، ويجتمعون به. أحد لا ينبس ببنت شفة. الشريف يلقي الى الارض بالنجمة التي كانت على قميصه، يأخذ زوجته ويصعد الى العربة التي تأخذهما الى الافق. لا توجد موعظة اخلاقية. لا توجد كلمات وداع. فقد أنقذ البلدة، رغم جبنها، رغم ازدواجية اخلاقها. والان يمكنه أن يغادر.
    الكلمات الاخيرة، وهي وحدها، يتبناها اوباما بقوة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 371
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:22 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 370
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:20 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 369
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:18 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 368
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:17 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 223
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 10:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •